الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2006, 08:59 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا

    يعرف عبد الوهاب الأفندي مصطلح "الحركة الإسلامية" بأنه يطلق على الحركات التي تنشط في الساحة السياسية، وتنادي بتطبيق الإسلام وشرائعه في الحياة العامة والخاصة، وهي تسمية أطلقتها الحركات الإسلامية على نفسها»(1).
    وتسمى أيضا حركات "الإسلام السياسي" أو حركات "الأصولية الإسلامية"، وذلك ترجمة للمصطلح الإنجليزي Fundamentalism، وكنقطة هامة، تجب الإشارة هنا أن هذه التسمية لا تطلق على الجماعات الإسلامية التي لا تنشط في المجال السياسي مثل الطرق الصوفية وحركاتها، ولا الأحزاب التقليدية ذات الخلفية الإسلامية، من أمثال "حزب الاستقلال المغربي" و"حزب الأمة السوداني" و"الرابطة الإسلامية" في باكستان، ولا حتى "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، والتي أسسها سنة 1931 "عبد الحميد بن باديس"، كما لا يطلق المصطلح على حكومات تطبق الشريعة الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، ولا يشمل الأحزاب والحركات الإيرانية، حيث يغلب على هذه الأخيرة تسمية "الإصلاحيين" و"المحافظين".
    غير أن هذا التعريف بالمقابل، سوف يشمل فيمن يشملهم: جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر وبعض من الدول العربية، و"الجماعة الإسلامية في باكستان" و"حزب الرفاه" المضمحل في تركيا و"جماعة العدل والإحسان" المحظورة في المغرب و"الجبهة الإسلامية القومية" في السودان، و"الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المنحلة في الجزائر، و"حركة النهضة" المحظور نشاطها في تونس، كما يشمل أيضا الجماعات الأكثر تطرفا وعنفا مثل "الجهاد الإسلامي" في مصر "والجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر، كما لا ننسى في المجال ذاته، حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين، وعلى رأسها "حركة المقاومة الإسلامية [حماس]"، و"الجهاد الإسلامي"، وفي لبنان، يعتبر "حزب الله" المثال الأبرز لحركات الإسلام السياسي، رغم أنه ينتمي إلى مرجعية شيعية.
    وجاء في دراسة نشرت حديثا بعنوان "حيرة الحركة الإسلامية بين الدولة والمجتمع"، للمعارض الإسلامي الشهير وزعيم "حركة النهضة" المحظورة في تونس، والمحسوب بالأساس على التيار الإخواني، "راشد الغنوشي"، تعريفا للحركة الإسلامية، قد يعكس رؤية إيديولوجية يتبناها هو من سار معه على نهجه، حيث عرفها في أنها تتمثل في «جملة الجهود الجماعية والفردية التي يقوم عليها عشرات الآلاف من الرجال والنساء المؤمنين برسالة الإسلام في كل أرجاء المعمورة من أجل هداية البشرية إلى الله … على نحو يغدو معه النشاط الإنساني في كل جوانبه ينطلق ببواعث إسلامية متجهة إلى تحقيق مرضاة الله، وذلك عبر الكفاح المتواصل الفردي والجماعي ضد اندفاعات النفس صوب الهبوط المعززة بإغراءات شياطين الجن والإنس القائمين عقبة في طريق تجديد الحياة والفكر والسلوك، والسياسة والمجتمع والآداب والفنون»(2).
    ومن خلال هذا التعريف، قد نلمح بعضا من فكر "الغنوشي"، حيث أن نظرته من خلاله، تفتقر إلى الوجهة السياسية، حتى أنه كاد ينسى أنه يعّرف الحركة الإسلامية السياسية، لولا أنه تداركها في الأخير عندما أشار إلى السياسة باعتبارها إحدى المكونات الحياتية، والتي هي من ضمن اهتمامات الحركة الإسلامية.

    وفيما يتعلق بالحركات الإسلامية في جانبها الثقافي « هناك مشكلة لديها وهي كيفية التوفيق بين أدبياتها السياسية، بين خطاب الأمة وخطاب الدولة، بمعنى أن مشروعها الاستراتيجي مبني على أدبيات الأمة الإسلامية، ومشروعها التكتيكي مبني على أدبيات الدولة القطرية، وحتى الآن لا يبدو لي أن هناك نجاحا كافيا لحل هذه الإشكالية»(3).
    إن الحركات الإسلامية تتميز بحداثتها، فقد نشأت في كنف الحداثة واستجابة لتحدياتها، وهي أيضا إسلامية بمعنى أنها اختارت استجابة لتحديات الحداثة، المرجعية الإسلامية.
    وخلاصة التعريف بالحركات الإسلامية، أنها تلك الحركات التي تؤمن بشمول الإسلام لكل نواحي الحياة وتتصدى لقيادة ما تراه جهدا لازما لإعادة تأكيد الأعداء.
    الأعداء.
    ثانيا: التيارات الرئيسة للحركة الإسلامية:
    من خلال قيامنا بتعريف الظاهرة الإسلامية، وكذا تعريف الحركات الإسلامية، وقبل الانتقال إلى تصنيف الحركات الإسلامية، أمكننا الإشارة إلى مجموعة من الملاحظات، متعلقة بمجموعة من الاختلافات فيما بينها:
    أ. في الأسماء: تتنوع مسميات الحركات الإسلامية، من الحركة إلى الجبهة إلى التنظيم إلى الفصيل…، وبعضها تنسب نفسها إلى الإسلام (الجبهة الإسلامية)، وأخرى تضيف لفظ الجلالة إلى اسمها (حزب الله) (جيش الرب)…
    ب. في المرجعية والإيديولوجية: تختلف المرجعية والأساس الفكري الذي تعتنقه الحركات الإسلامية، فمنها الإسلامية السلفية (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، والإسلامية الشيعية (حزب الله).
    ج. في الهدف من العمل السياسي: نهدف بعض الحركات الإسلامية إلى الوصول إلى السلطة، بينما تكتفي أخرى بمجرد التعاون مع غيرها في صناعة القرار، في حين لا ترضى غيرها بغير الدولة الإسلامية.
    د. في الهيكلة الداخلية: لا يوجد تقريبا تماثلا في التركيبة الداخلية لهذه الحركات، فقيادة الإخوان يمثلها "المرشد"، بينما يقود الجبهة الإسلامية للإنقاذ ناطقا رسميا، ويعتلي عرش حزب الله شيخا زعيما (حسن نصر الله).
    هـ. في طريقة التعامل مع السلطة السياسية: لا يوجد موقف إسلامي واحد من النظم الحاكمة، ويختلف الموقف حسب فكر الحركة وتوجه النظام السياسي، وقد تختلف هذه المواقف من الرفض القاطع للتعامل، إلى إمكانية المشاركة السياسية (التيار الإخواني)، إلى حمل السلاح ضد هذه النظم (التيار الجهادي).
                  

08-19-2006, 09:18 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    تصنيف الحركات الإسلامية على أساس علاقاتها ببعضها:يقسم العديد من الباحثين والمفكرين، والمهتمين منهم خاصة بالظاهرة الإسلامية الناشئة داخل الكيانات الحديثة، العربية منها وغير العربية، الحركات الإسلامية على أساس علاقاتها ببعضها، إلى صنفين اثنين، غير أنهما يكادان يكونان متشابهان، وهما التصنيف الثنائي للحركات السياسية الإسلامية والتصنيف الثلاثي:
    آ- التصنيف الثنائي للحركات الإسلامية:إن المتبصر المبتدأ للظاهرة الإسلامية، والمطلع على مفهوم وحركات الإسلام السياسي، قد لا يعجز عن إبداء تقسيم سريع للحركات الإسلامية السياسية في عقله، وسيدرك لا محالة دون أدني مجهود وبنظرة إجمالية، أنه بإمكانه التمييز بين نوعين أو فصيلين كبيرين من هذه الحركات:
    - الفصيل الأول:‏ التيار السلمي: أسلوبه معتدل ومنهجه، وهو التيار الملاقي لصدى غير بسيط داخل المجتمعات الإسلامية، ولعل أن هذا التيار يغلب وجوده في أغلب الدول الإسلامية، إن لم نقل أنه موجود في جميعها، والمتمثل في "حركة الإخوان المسلمين" وحلفائها، والتيارات القريبة من فكرها عربيا وإسلاميا كـ "حركة النهضة" في تونس و"الجبهة الإسلامية في السودان"،‏ دون أن ننسى "حركة مجتمع السلم" في الجزائر، والمحسوبة أساسا على "حركة الإخوان"، أو تلك الأكثر ديمقراطية وانفتاحا كتجربة "حزب الفضيلة" في تركيا‏.‏
    - الفصيل الثانـي: التيار الجهادي: وهو التيار الميال للعنف والتطرف، وهو الأقل عددا والأكثر إحكاما في بنيته التنظيمية، وذلك حتى القرن الماضي على الأقل.
    يضم التيار الجهادي أساسا، كل من "تنظيم الجهاد" في مصر و"الجماعة الإسلامية المسلحة" في الجزائر. وهي الحركات التي عرف عنها أنها الأكثر عنفا والأكثر دموية والأكثر تعطشا لسفك الدماء، تحت أي تأثير إيديولوجي، أو إفتاء ديني شرعي، ولعلنا لا نناقش في هذا المجال، السند الشرعي الذي تختفي خلفه مثل هذه الحركات، لأن هذا من اختصاص العالمين بالدين على الأقل، إلا أننا نحاول استقراء إيديولوجيتها، التي تسمح لها (بتصفية جسدية) لفرد أو أكثر من فرد لاعتبارات خلافية أو منهجية، وقيامها فعلا بقتل السواح كطريقة للإضرار بصناعة السياحة، في خطوة تعتبرها وسيلة ضغط فعالة على اقتصاد النظام الذي تختلف معه، كما وقع في مصر في بداية التسعينات، أو تعمد إلى قتل رجال الدين أو التجار الأجانب، للتأثير على علاقة النظام الذي تختلف معه، مع الدول الأجنبية المتعاملة معه، ولعل المثال الجزائري أصدق مثال، والهدف من ذلك كله في كلا المثالين هو إحراج الحكومة وإظهار النظام بمظهر العاجز. «هذا التيار، وتحديدا بعض بقايا تنظيم الجهاد هو الذي تحالف مع شبكة القاعدة ولعب زعيمه "أيمن الظواهري" و‏رفاقه‏ دورا حاسما في التأثير في فكر "بن لادن" وبنية "القاعدة"‏».
    لقد ظهر فكر هذا التيار مؤخرا بشكل جلي، بعد الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية، في 11 سبتمبر، حيث وظف هذا التيار كلما توفر لديه من مال ورجال، وما تحقق لديه من قوة وعتاد، في تحقيق أهم فكرة تبنوها، وأكبر عقيدة آمنوا بها، تشكلت لديهم بعد سلسلة الفتاوى التي تم إنتاجها على المقاس، وهي ضرب الغرب في كل مصالحه، والتركيز على الولايات المتحدة أساسا، لأنها "رأس الفساد ومنتهى قمته"، وهي "الطاغوت الأكبر" كما كان يقول كلما أتيحت له الفرصة، "أسامة بن لادن" زعيم "تنظيم القاعدة"، المتهم من طرف الأمريكان بتدبير وتنفيذ هجمات الثلاثاء الأسود.
    أن جل الحركات الإسلامية أعربت عن رفضها لمثل تلك الهجمات، وخاصة عندما انجلى الغبار عن تورط مباشر لهذا التيار (الجهادي) في تلك العمليات التي روعت الولايات المتحدة، وأرهبت الأمريكيين.
    ب- التقسيم الثلاثي للحركات الإسلامية:
    وعلى غرار التقسيم الثنائي للحركات الإسلامية، يبرز في كتابات بعض المهتمين بشأن الإسلام السياسي وشأن حركاته، تصنيف ثان لها، يقوم على نظرة قد تبدو إلى حد ما تفصيلية، على أساس أن التصنيف الأول كان إلى حد ما عاما وشموليا. وهو التصنيف الثلاثي للحركات الإسلامية، ويقوم أساسا على وجهة نظر أشمل، إذا ما قورنت بما سبقها، ويعتبر أن الحركات الإسلامية ذات البعد السياسي تنقسم إلى
    ثلاث أصناف رئيسة
    - الحركات الإسلامية السياسية: رغم أن هذه التسمية تتداخل مع المفهوم العام للمصطلح، إلا أن المقصود بها هنا، هي الحركات ذات الخلفية الإخوانية. وهذه حركات سلمية، تميل إلى العمل من داخل النظام السياسي والاجتماعي السائد، وتسعى إلى دفعه إلى التغيير بروح إصلاحية لا ثورية.
    يمكن القول إن هذه الحركات اتخذت قرارا إستراتيجيا منذ السبعينيات من القرن الماضي، بتفادي الصدام المباشر مع خصومها، خاصة السلطة عندما تكون هذه الأخيرة أحد هؤلاء الخصوم. كما يشمل قرارها اعتماد منهج التدرج والنضال المدني، وذلك بالتعاون مع القوى القومية والوطنية المعارضة.
    من أشهر مواقف هذه الحركات المنتسبة إلى الخط الإخواني، أنها أبرزت موقفها الصريح من أحداث كثيرة بالشجب والإدانة، عندما تجد أن في هذه الأعمال شبهة الخروج عن أصول الدين، ولعل أبرز ما صدر عنها، إدانتها لهجمات يوم 11 سبتمبر، لأن هذا الأسلوب من المنازلة لا ينسجم مع رؤيتها ومنهجها في العمل.
    الحركات الإسلامية السلفية وهي حركات تقليديا ذات منحى تعليمي إرشادي، بدا عليها منذ أن نشأت في أوائل القرن الماضي، فلم تكن تهتم بالسياسة كثيرا لأنها تحسن ألاعيبها، ولا تعرف من أصولها إلا الاسم أحيانا، ولعل مثالها الكبير كان "الحركة الوهابية"، التي كان لهل يد في تأسيس كيان "المملكة العربية السعودية"، ومن أبرز تنظيماتها اليوم، نجد الحركات السلفية المنتشرة في الجزيرة العربية، وبخاصة في السعودية والكويت.
    لكن التطورات الاجتماعية والسياسية في موضع نشأتها بالجزيرة العربية خلال العقد الأخير، تكشفت عن مخاض جديد في الحركات السلفية، جعلها أكثر (تسيسا) وأعمق وعيا بالحدث اليومي. وقد أصبحت هذه الحركات، مع مرور الأيام تتبنى موقفا أكثر "تفهما" لما يحدث في عديد الأماكن، وذلك بعد موجة الخوف التي أصبحت تنتابها، خاصة عندما يتعلق الأمر بتوجيه أصابع الاتهام إلى الأصوليين الإسلاميين، وهم ـ المحسوبون عليها ـ، ولعل السبب يعود إلى أنها تشعر بذلك الذنب الذي يؤرقها، وعقدة النقص التي تكونت لديها، لشعورها أن معظم هذا التيار المتشدد في الحركة الإسلامية، تتحمل هي مسؤولية إنشاءه، غير أننا في هذه الدراسة، سنثبت أن التيار الإخواني قد ساهم بدوره في خروج ذلك التيار المتشدد، نتيجة ذلك "الخيط الرفيع" الذي برز يوما من تحت عباءة الإخوان المسلمين، مع كتابات "سيد قطب" وغيره.
    - الحركات الجهادية الثورية وهي سلفية الفكر في الغالب الأعم، لكنها تختلف عن السلفيين التقليديين في موقفهم من الحكام، وميلهم إلى الخضوع للأمر الواقع، وعزوفهم عن السياسة. كما تعتبر أن الحركات السياسية الإخوانية تغالي في الحيطة والحذر، مما حولها إلى جزء من الواقع، لا بديلا عنه كما هو المفترض.
    «وتتبنى الحركات الجهادية طريق "ذات الشوكة" في تعاملها مع الحكام ومع القوى الأجنبية الموجودة في المنطقة»، وهي في العادة قليلة العدد، لا تجد تعاطفا كبيرا بين جماهير الشعب العريضة، نظرا لأن خروجها على الدولة تحول في بعض البلدان إلى خروج على المجتمع، فأضر برسالتها وجاذبيتها، كما أن جهدها الحربي لا تصاحبه مظلة سياسية مناسبة، تسدده وتسانده، ومن ثم تجني ثمرته.
    « من المهم التفرقة بين الجماعات الإسلامية التي تسعى إلى الإصلاح من داخل النظم العلمانية، وتلك الجماعات التي ترى أن النظم العلمانية لا يمكن إصلاحها ويتطلب الأمر إسقاطها إسقاطا كاملا، وترتبط هذه الأفكار بسيد قطب، الذي رأي في الدول العلمانية دولا جاهلية وغير مسلمة يجب أن تكون هدفا للجهاد الإسلامي، ويجب إسقاطها بكل الوسائل الممكنة»(5).
    ولعل أبرز مواقف هذه الحركات، أنها قد لزمت الصمت المطبق المشوب بالحذر والترقب، في الأيام الأولى التي تلت الهجمات على برجي "مركز التجارة العالمي"، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، فيما عرف بـ: الثلاثاء الأسود، ثم كان الغريب في الأمر أنها عادت فتحمست للهجمات وبررتها (دون مساندتها صراحة)، خصوصا بعد بدء الحرب ضد أفغانستان، ومطاردة "تنظيم القاعدة" التي تعتبره من (أبنائها البررة)، وملاحقة "أسامة بن لادن"، والذي ترى فيه الابن الوفي والمخَلِّص من نير السلطات الحاكمة (بغير شرع الله).
    تصنيف الحركات الإسلامية على أساس علاقتها بالديمقراطية والسلطة السياسية:
    يقوم هذا النوع الثاني من التصنيف، على محاولة من قبل العديد من الباحثين في ميدان الإسلام السياسي، من أجل دراسة هذه الكيانات الوليدة، وذلك في إطار من مقارنتها ببعض المفاهيم التي فرضت عليها، عندما تعلق الأمر باختيارها دخول المعترك السياسي، ويتعلق الأمر هنا، بالتصنيف على أساس العلاقة بالديمقراطية، والتصنيف على أساس العلاقة بالسلطة:
    1- على أساس علاقتها بالديمقراطية:لعل من أبرز من قدم مثل هذا التصنيف، هو الكاتب والمفكر "وليد نويهض"، عندما قدم ورقة استعراضية، في كتاب "الحركات الإسلامية والديمقراطية: المواقف والمخاوف المتبادلة" لمؤلفه "علي الكواري"، تناول فيها مواقف الحركات الإسلامية من الديمقراطية.
    وقبل الانخراط في نقاشات الإسلاميين للديمقراطية نرى أن "نويهض"«يؤسس لمداخلته بتفكيك النظرية الديمقراطية نفسها ونسبها في البداية إلى سياق نشوئها الأوروبي، وكحصيلة تطور اجتماعي وتاريخي آل إلى تنظيم العلاقة بين الفئات المتصارعة في المجتمعات والدول الأوروبية بطريقة سلمية»، كما أن "وليد نويهض" «يرفض سلخ تطور الديمقراطية عن سياقاتها التاريخية والواقعية تلك، ويرى في الجدل النظري حول تطبيق أو عدم تطبيق الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية بل والعالم الثالث ترفاً فكرياً، عندما ينظر إلى الديمقراطية كـ"حل معلب" جاهز للاستيراد والتطبيق الفوري». ويقسم وليد نويهض الحركات الإسلامية لجهة موقفها من الديمقراطية إلى فريقين:
    - الفريق الأول: هو الفريق الذي يشارك بنسب متفاوتة في برلمانات بعض الدول العربية وحكوماتها، يهمل "وليد نويهض" عن عمد، هذا الفريق بسبب عدم الحاجة للنقاش حوله، طالما أنه مقتنع بالديمقراطية بل ويمارسها.
    ويتعلق الأمر هنا، بأغلب الحركات الإسلامية المنضوية تحت عباءة الأنظمة السياسية، وتعمل بالموازاة مع النظام، وتشارك فعليا أو ضمنيا في المؤسسات الدستورية للبلاد، وقد تشارك في الحكومة، وتقدم واجب النصح للنظام، ولا تتوانى في التقدم بالحلول السياسية أو الاقتصادية كلما كان الموقف يحتاج ذلك.
    الفريق الثاني: فريق يناهض الأنظمة العربية ويحاربها سياسياً في بعض المناطق وعسكرياً في مناطق أخرى.
    يعالج نويهض مواقف الإسلاميين الرافضين للديمقراطية في ضوء ثلاث نقاط: وهي تطور الفكرة واختلافها داخل كل تنظيم، والتنازع بين التنظيمات الإسلامية واختلاف تفسيراتها للمسألة الديمقراطية، وعلاقة تلك التنظيمات بالسياسة وعلاقة السياسة بها.
    2 على أساس علاقتها بالسلطة السياسية:في الإسلام السياسي اليوم هناك تياران رئيسان، عندما يتعلق الأمر بالعلاقة بالسلطة السياسية:
    التيار الأولـ: هـو التيار الذي يطالب بالتغيير السلمي، واستغلال اللعبة الانتخابية ومـن ثم الانقلاب عليها ـ إن دعت الضرورة لذلك ـ، ويذهب البعض إلى اعتبار ما وقع بالجزائر سنة 1992، هو مثال عن هذا التيار، حيث يرى هؤلاء أن "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" قد استغلت الصندوق الانتخابي، والذي وصلت إليه بالديمقراطية، لتستغله فيما بعد للانقلاب عليها، مستشهدين بوجود ذلك الاتجاه الراديكالي المتشدد داخل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، غير أن المؤسسة العسكرية قامت ببتر تلك المحاولة.
    إلا أن هذا من ـ وجهة نظري ـ كان مبالغة لا أكثر، على اعتبار أن "الجبهة" لم تعط الفرصة الكاملة، وكان يفترض إعطاءها ذلك، «أنا كنت أتنمى أن التجربة الجزائرية تدخل الصواب والخطأ، فجبهة الإنقاذ هي جبهة ليست موحدة فكريا، ففيها تيارات غلو وتيارات شديدة الجمود، وتيارات معتدلة … فلو تركت وشأنها لتطورت بحكم الصواب والخطأ ولأدت لشيء أحسن من هذا»(6).
    التيار الثاني: يسعى لثورة إسلامية بقوة السلاح، ويرفض كل الشعارات المدنية من ديمقراطية وحرية ومساواة، على أساس كونها بدعة اخترعها الغرب، ولا أثر لها في الشريعة الإسلامية المنزلة. ولغرض تطبيق نظام الشريعة قادت هذه الحركات صراعا مريرا مع النظام المصري في بداية السبعينات، بهدف قلب النظام وتأسيس دولة الشريعة. وفي هذا يكمن برنامج الحركات الإسلامية، التي وجهت في البداية بنادقها ضد "العدو القريب" ـ حسب تعبير "أنور عبد المالك"ـ، وهي الحكومة التي تطبق الدستور الذي يعتبر حسب هذه الحركات بدعة من الغرب، يجب الثورة عليها ودحرها، ومقاومة النظام الذي يحتضنها.
    « تلاميذ سيد قطب التكفيريين والجهاديين ذهبوت إلى الحد الأقصى، إلى حد القول أن الديمقراطية كفر، وإلى حد تكفير الأفغاني وحمد عبده، وقد سمعنا عن جماعات ترفض التعليم وتدافع عن الأمية بدعوى أن النبي أمي، وما خفي كان أعظم»
    ولكن كلتا الحركتين متفقتان على واجب "أسلمة" الدولة والأمة. فالإسلام في نظر كلا التيارين هو دين ودولة، عقيدة وشريعة، وهو ما يجب أن يكون الإطار الذي يحتكم إليه المجتمع والأفراد في حياتهم.
                  

08-19-2006, 09:26 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    - الطرح السياسي للحركات الإسلامية واقعا ومستقبلا:
    لقد تغلغلت الحركات والأفكار الدينية بقوة بين الشرائح الشعبية في العقد الأخير من القرن الماضي، وشاع الحديث عن الصحوة الإسلامية في جل البلدان الإسلامية. فقد نمت وتطورت الحركات الدينية في عدة دول عربية بعد سنوات السبعينات، وتحديدا بعد الثورة الإسلامية في "إيران"، فظهر إلى المسرح السياسي كل من "حزب الله" في لبنان، وحركتا "الجهاد الإسلامي" و"حماس" في فلسطين. وكانت حركة "الإخوان المسلمين" قد نشأت في مصر منذ 1928، وخلقت لها تنظيمات موازية تحمل نفس الاسم، في كل من الأردن والسودان وسوريا… .
    التأسيس والواقع السياسي: لقد ملأت هذه الحركات فراغا سياسيا كانت قد خلفته الحركات القومية التي تراجعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. فما إن أفل نجم المنظومة الاشتراكية وتفردت أمريكا بسيادتها على العالم، حتى ازدادت الأزمات الاقتصادية مخلفة الجوع والفقر والبطالة. وبالطبع فقد كان المتضرر الأكبر دول العالم الثالث، وقد شكل هذا الأمر موجة من التذمر الشعبي واليأس والإحباط بين الشباب استطاعت الحركات الإسلامية اعتلائها.
    وقد قامت هذه الحركات بمحاولة لتفسير الأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية وشعوب العالم الثالث من منطلق شعار "الإسلام هو الحل". من هنا، فـ « سبب مشاكل الأمة نابع في ابتعادها عن الدين وتبني أفكار ومبادئ مستوردة من الغرب. وطالما أن هذه الأمة تحتكم لحكومات كافرة أو فاسقة، وتطبق الدستور بديلا عن الشريعة ـ حسب وجهة نظرهم ـ فحال هذه الأمة لن يصلح. والصالحون أو الراشدون هم من يسعون للتغيير، على أساس إقامة دولة الخلافة الإسلامية في أحد الأقطار (مصر مثلا)، ثم الانطلاق من هناك لـ "أسلمة" العالم».
    لقد فات الأوان، و«لم يعد يفيد شيئا مهما بلغت قوة وجبروت الآلة العسكرية الغربية التي تقف في مواجهة "إرهاب الأفغان العرب" فتفجير المدمرة كول والسفارات الأميركية في إفريقيا وأخذ الرهائن الغربيين وتفجير مركز التجارة الدولي ووزارة الدفاع الأميركية … ما هي سوى انعكاسات ظاهرة وجلية لمدى تغلغل هذه الظاهرة التي تستند إلى كتابات تنظيرية لمفكرين إسلاميين قدماء ومعاصرين»، لعل الباحث الدكتور جواد بشارة، كان يقصد أعلام الفكر المتشدد والتيار الجهادي من أمثال: ابن تيمية ، محمد عبد الوهاب، أبو الأعلى المودودي، سيد قطب، الإمام الخميني، محمد عبد السلام فرج، عمر عبد الرحمن، أيمن الظاهري، أسامة بن لادن، شكري مصطفى، علي بلحاج وعباس مدني الخ … فأغلب هؤلاء « ذوو نزعة انتحارية وقد برهنوا على ذلك في مناسبات سابقة كاغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 … وكلهم خرج من رحم جماعة الأخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في عشرينات القرن المنصرم، وتألق نجمهم بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وامتازوا بميزة العداء للغرب وحضارته وقيمه الأخلاقية والأيديولوجية فضلاً عن عدائهم الشديد للشيوعية باعتبارها من صميم الفكر الغربي الغريب عن الإسلام».
    حقيقة الطرح السياسي للإسلام:
    يعتبر الطرح السياسي للإسلام، واحدا من أعقد الإشكاليات التي يصطدم بها الباحث في هذا المجال الديني، خاصة أنه أقرب إلى الفضاء الروحي منه إلى الفضاء السياسي.
    سنحاول في هذا الجزء الأخير من هذا الفصل، أن نحلل حقيقة الطرح السياسي للإسلام، اعتمادا على تجربة الحركات السياسية الإسلامية في المجال ذاته، واضعين جدلية "الاقتراب والابتعاد" على محك الدراسة، مركزين في ذات الوقت على هذا الشكل الجديد أو دعونا لنقل هذا الظهور المتألق للحركة الإسلامية في هذا الوقت بالذات.
    لا نعني طبعا بجدلية (الاقتراب والابتعاد) طرحا فلسفيا أو ما شاكله، إنما نقصد به ذلك المأزق الذي لم يستطع أحد فك رموزه وقراءة طلاسمه، قراءة كاملة، وتقديم أجوبة شافية عليه، وهو هذا التناغم السياسي، عندما تكتسح الحركة الإسلامية بمختلف أطيافها ـ ولا نقصد طبعا التيار الجهادي ـ الانتخابات التي كانت أغلب البلاد العربية والإسلامية مسرحا لها، وإذا سمحنا لأنفسنا باستعارة التعبير الصحفي: "وحتى هنا فالخبر عادي" فغير العادي هو فشل كامل وذريع للحركات الإسلامية في الوصول إلى السلطة واعتلاء أدرجها بمفردها، وذلك إذا استثنينا من القول التجربة الإسلامية في إيران، لأنها جاءت إثر عمل ثوري، والتجربة السودانية، لأن المشروع الإسلامي كان قد اعتلى السلطة على ظهر دبابة انقلابية.
    أولا: الفشل في الوصول إلي الحكم: تعكس الحركات الإسلامية واقع مجتمعاتها من حيث هي نتاج لتأثير الحداثة في هذه المجتمعات أولا، وتعبير عن بنية هذه المجتمعات، ولهذه الحركات جذور فكرية وتاريخية تستند إلى مفاهيم عقائدية في الإسلام، وتنتسب إلى تراث حركات تاريخية وفكرية مازالت تتمتع بنفوذ وقبول، والظاهرة تتعلق بالمجتمعات المعنية كونها متأثرة بالعقيدة الإسلامية، وليس بكونها تعاني من مشكلات عارضة.
    فالأزمات التي تعانيها الحركات الإسلامية لم تنهها بخلاف الحركات الفاشية أو الشيوعية على سبيل المثال، بل إنها لم تخلف أثرا بعد زوالها وتجاوزتها المجتمعات التي كانت تحت هيمنتها، أما في البلدان الإسلامية فإننا نجد حتى في البلدان التي تعتبر فيها هذه الحركات أصغر أثرا فإن الحكومات والجهات المهيمنة تتصرف كما لو كانت تلك الحركات هي المهيمنة في البلاد، بينما الحكومات هي المعارضة التي تجاهد لتتحرر من قبضة هذه الحركات، فالأزمة عامة تواجهها الأنظمة العلمانية والتي تصف نفسها بأنها تتمسك بالشريعة الإسلامية وتواجهها أيضا الحركات الإسلامية.
    ولم تتمكن الحركة الإسلامية، برغم تنامي شعبيتها من الوصول إلى الحكم في أي بلد عربي أو إسلامي (مع استثناءات قليلة كنا قد أشرنا إليها في المدخل أعلاه)، إلا أنه قد تحقق لبعضها مشاركة في الحكم مثل: الأردن، الجزائر، تركيا، اليمن، الكويت، ماليزيا، باكستان، السودان في السبعينيات والثمانينيات، وبعضها حظي بدخول البرلمان في مصر في الثمانينات والتسعينات، لبنان، الجزائر في السنوات الأخيرة، سوريا في الخمسينيات والستينيات، ولم تتطور المشاركة إلى دور أكثر فاعلية في الحكم.
    بقي أن نشير إلى أن السودان تعتبر الحالة الوحيدة التي وصلت فيها حركة إسلامية حديثة إلى السلطة، ولكنها وصلت إليها بانقلاب عسكري وليس بسند شعبي، وهذه المفارقة عندما كنا قد أشرنا أن هذا الإسلام الذي دخل السودان وحكمه بأي طريقة كانت، إنما جاء ببندقية عسكري، وفوهة مدفع، وذراع دبابة، مفتقرا إلى ذلك الكنز الذي يضمن البقاء، ويحافظ على الاستمرارية، ويعطي للحركة القوة التي تواجه بها كل مشكك أو مغرض أو عدو أو (صديق)، وهو السند الشعبي والثقة الجماهيرية، لأن قوة الشعوب وقتها، هي التي تحتضنها وتدافع عنها بأموالها ودمائها.
    وعلى غير هذا الصعيد، نشير أن الأخوان المسلمون السنة وقد أخفقوا في الوصول إلى السلطة في مصر والجزائر وسوريا، لأنهم لم يستقطبوا كافة فئات الشعب وطبقاته وخاصة الطبقة الوسطى إلى جانب قضيتهم، بينما نجح في ذلك المشروع السياسي التيار الديني الشيعي بقيادة آية الله العظمى الإمام الخميني، وهذه هي المفارقة الثانية التي أشرنا إليها بعد كلامنا على النموذج السوداني.
    فـ « آية الله الخميني، جمع تحت لوائه البرجوازية الصغيرة المتدينة و(البازار ـ السوق التجاري) والطبقة الوسطى والفقراء والفلاحين والعمال والطلاب والكوادر المتعلمة (موظفين و مهندسين ومحامين وقضاة وأطباء وتقنيين إلى جانب الفئات المسحوقة ، تحت شعار" الثأر للمستضعفين وأخذ حقوقهم " وتطبيق أطروحة " ولاية الفقيه " وتأسيس جمهورية إسلامية تطبق الشريعة والعدل والمساواة بين الناس، تحمي استقلال إيران وتشيع الديموقراطية والتعددية بين أبنائها».
    « حفّزت الحركات الإسلامية ـ السياسية الداعية لتطبيق الإسلام السياسي إلى التحرك بشتى الوسائل والطرق بما فيها الإرهاب المسلح لكنها لم تنجح في أي مكان آخر عدا إيران وفي جنوب لبنان نسبياً مع تجربة حزب الله الفريدة من نوعها التي تمكنت من طرد المحتل الصهيوني».
    ثانيا: الحركات الإسلامية والانتخابات الأخيرة: « بعد سنوات قليلة من دخولها المعترك السياسي لم يعد مفاجئاً أن تحقق الأحزاب الإسلامية المعتدلة تقدماً في الانتخابات العامة التي تُجرى في بعض البلدان العربية والإسلامية، لكن المفاجئ هو أن تضاعف هذه الأحزاب مقاعدها في البرلمان كما حصل في المغرب أو تحقق فوزاً كاسحاً كما حدث في البحرين وتركيا، وكان من الطبيعي أن تدفع مثل هذه النتائج إلى التساؤل عن الأسباب وراء هذا المد وإعادة النظر في مُجمل ما كتب من تحليلات حول واقع ما اصطلح على تسميته بالإسلام السياسي ومستقبله»(7).
    إن النتائج غير متوقعة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك خطأ النظرية التي روج لها بعض المحللين الذين كانوا يرون أن مفهوم البديل الإسلامي كما رسمه الإخوان المسلمون في مصر في العشرينات من القرن الماضي أضحى مفهوماً متجاوزاً، وأن حركات الإسلام السياسي لا تملك وعياً سياسياً بخبايا الواقع السياسي والاجتماعي، وكانت مثل هذه النظرة إلى الحركات الإسلامية هي التي أدت إلى حظرها واعتقال قادتها والتضييق بشكل عام على أعضائها ومحاصرتهم في معظم الدول العربية والإسلامية، تارة بدعوى عدم وجود برامج سياسية لديهم، وأخرى بدعوى الحفاظ على المبادئ العلمانية، وثالثة بتهمة التطرف والعنف، لكن فوز الأحزاب الإسلامية المعتدلة دليل على النضج السياسي الذي بلغته هذه الأحزاب بعد سنوات من المحاولات المستميتة لتجد لها موطئ قدم في الساحة السياسية التي هيمنت عليها لعقود طويلة أحزاب من مختلف ألوان الطيف السياسي من دون أن ترقى إلى مستوى تطلعات الشعوب.
    وفي معرض تحليلها لهذه الطفرة الجديدة، قالت المحطة التلفزيونية الأمريكية CNN، عبر موقعها الإلكتروني باللغة العربية: « يمثل فوز العديد من الأحزاب والتيارات الإسلامية في أربع جولات انتخابية هامة، في المغرب والبحرين وباكستان وتركيا، نجاحا عمليا لحركات الإسلام السياسي في ظل الحملة الأمريكية ضد الإرهاب، ومشاعر العداء ضد الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي …مغزى تلك الانتصارات أنها تأتي في وقت يتهم فيه الغرب الإسلام بالإرهاب والقمع».
    « ورغم أن العديد من التيارات الإسلامية التي احرزت انتصارات سياسية خلال الفترة الماضية تعد من التيارات المعتدلة، إلا ان الخبراء يحذرون أن هناك قبولا كبيرا أيضا في الأوساط الشعبية للعديد من القوى المتشددة. ويُرجع الخبراء هذا القبول إلى تشكك الشعوب الإسلامية في التأكيد الأمريكي على أن الحرب ضد الإرهاب ليست حربا صليبية ضد عقيدتهم».
    وقد بدأ النضج السياسي لدى هذه الأحزاب بفهمها لما يسمى بقواعد اللعبة السياسية وقبولها الدخول فيها كطرف شرعي فاعل على الساحة المحلية، فكان انخراطها الهادئ في العمل السياسي وابتعادها عن الخطاب التكفيري للجماعات المتشددة التي لجأت للعنف والعمل المسلح من عوامل شعبيتها.
    ورغم ذلك «لا تزال المخاوف قائمة من تكرار ما حصل في تركيا عام 96 عندما أحكمت القوى العلمانية جيشاً وأحزاباً الحصار على "نجم الدين أربكان" ودفعته إلى الاستقالة من منصبه كرئيس للوزراء بعد نحو سنة من تسلمه المنصب، ومن ثم حظر حزبه وحرمانه من النشاط السياسي مدى الحياة، أو تكرار ما حصل في الجزائر قبل عقد من الزمن عندما ألغيت نتائج الانتخابات التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ وما ترتب عن ذلك من مجازر دموية لم تنتهي فصولها حتى الآن».
                  

08-19-2006, 09:32 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    مثل هذه التجارب تبعث على التساؤل عما إذا كانت الأحزاب الإسلامية المعتدلة وقادتها سيلقون ذات المصير، وعلى افتراض أن ذلك لن يحدث يبقى التساؤل قائماً حول قدرة هذه الأحزاب على تنفيذ برامجها وإقناع الناخبين بكفاءتها وفعاليتها ونزاهتها ثم على الصمود في وجه المساعي الرامية إلى إجهاض تجربتها بشكل غير مباشر قد يكون هذه المرة عن طريق إشراكها في الحكم، ولكن ليس بالضرورة في السلطة والقرار.
    تنظيم القاعدة الجزور والتطورأن القاعدة كانت إنتاج الصراع الأفغاني بين المجاهدين والحكومات الداعمة وبين الاتحاد السوفيتي السابق، والذي اعتبره المجاهدون صراعاً مقدساً، وكانت المعسكرات في أفغانستان تجمع عدداً كبيراً من المتطوعين من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، وكان هذا الجهاد يحصل على دعم مالي كبير من مختلف مناطق العالم الإسلامي.
    بالإضافة إلى قيام المجاهدين بالقتال جنباً إلى جنب، كانت هناك علاقات وطيدة تنمو بينهم، وبدأت هناك رؤية عالمية مشتركة لديهم حول كثير من القضايا التي تخص المسلمين، وقد أخذ المجاهدون دفعة كبيرة من الثقة بالنفس جرّاء الانتصار الذي استطاعوا تحقيقه فى افغانستان ايام السوفيت
    وبدلاً من الترحيب بهم لدى عودتهم إلى أوطانهم وبلدانهم رأت أنظمتهم فيهم خطراً يهدد سلامتها وأمنها، فاضطروا إلى بناء معسكرات جديدة في دول متعددة من العالم
    أن هناك عدة أسباب أدت إلى استمرار مبررات الجهاد وعدم انتهائه عند المحطة الأفغانية، وبالتالي ساهمت هذه الأسباب في تطور وبلورة فكر وقدرات القاعدة، ومن هذه الأسباب حرب الخليج الثانية والقوات الأميركية في الخليج، الصراع بين الحركات الإسلامية وبين الأنظمة، الجمهوريات الإسلامية الجديدة في آسيا الوسطى، قضية كشمير، الفلبين، الصراع في البوسنة، قوى العولمة التي شعر الكثيرون أنها تهدد ثقافاتهم المحلية، استمرار الحرب الأهلية في أفغانستان، رغبة هؤلاء المتطوعين والمجاهدين باستمرار نشاطهم الجهادي بعد الانتصار الذي استطاعوا تحقيقه، وشعورهم بمكاسب اجتماعية، وفوق ذلك وذلك ساهم في استمرار فكر الجهاد وبقاء مبرراته الملاذ الآمن الذي وفرته حكومة طالبان للمجاهدين، وقدمت لهم التسهيلات لبناء معسكرات تدريب، مما أدى إلى قدوم أعداد أخرى من المتطوعين والمجاهدين إلى أفغانستان.
    لقد ساهم أسامة بن لادن في صوغ النظرية الجهادية لتنظيم القاعدة بالاتكاء على فكرة محورية في العالم الإسلامي وهي فكرة توحيد المسلمين تحت راية الخلافة، والعمل على إقامة دولة الإسلام، وقدم تنظيم القاعدة رؤية أحادية الأبعاد للصراعات والنزاعات الداخلية في الدول العربية تقوم على أنها حرب بين الحركات الإسلامية التي تسعى إلى إقامة الخلافة وبين الأنظمة الفاسدة والتي لم تستطع البقاء لولا دعم الولايات المتحدة، وبالتالي تحقيق غاية هؤلاء الشباب وأهدافهم تكمن في مواجهة العدو العام والرئيس الذي يحول دون ذلك وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
    هذا التصور الفكري أوجد عدواً محل اتفاق بين المجاهدين يسهل توصيفه وتحديده، وانضم آلاف آخرون للمجاهدين السابقين، وهكذا بدأت معالم تنظيم القاعدة بالتشكل.
    من جانب آخر تمكنت القاعدة في بلورة قوتها مستفيدة من حماية واحتضان حركة طالبان لها في أفغانستان، والدعم المعنوي الذي تلقته من باكستان، والقدرات التمويلية الكبيرة، وكل ذلك مدعوم برؤية كبيرة وقوية تصور القاعدة على أنها الحامل الإسلامي الذي يستجيب للبنية النفسية للمسلمين المثخنة بهزائم الماضي والشعور بالإحباط والإذلال والاستياء والخوف. وساهمت التفجيرات التي قامت بها القاعدة في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا في تعزيز حسابات القاعدة باعتبار أسامة بن لادن قائداً وبطلاً في نظر الكثير، وكانت الأمور تسير في هذا الاتجاه
                  

08-19-2006, 09:36 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    2-العمليات، التخطيط ، الحركة
    القاعدة ليست مجرد منظمة، إنها عمليات، ومصدرها الرئيس هو القدرة الإنسانية، والإمكانيات المستقبلية لعمل القاعدة وقدرتها تتوقف على قوتها في جمع وتجنيد المتطوعين والمرشحين لتنفيذ أهدافها.
    ان أحد روافد التعبئة والتجنيد الذي تقوم به القاعدة من خلا الاحصاءات و المعلومات حول تجنيد الذين قاموا بأحداث 11 سبتمبر، فهم من المهاجرين العرب في أوروبا وأميركا، كانوا يبحثون عن الإيمان الحتمي المطلق، ويفتشون عن معانٍ عظيمة يصبغون بها حياتهم، ينتمون إلى مستويات مختلفة من التعليم والقدرات، كانوا يترددون على المساجد، ووجدوا مجموعات من المصلين تقدم لهم تفسيرات وتأويلات راديكالية للإيمان، وخطباً ملتهبة تحدد وتصف أعداءً معروفين.
    وفي الوقت الذي تم فيه انتخابهم وتجنيدهم الأولي في الغرب، وفرت لهم أفغانستان معسكرات التدريب، وهي بمثابة الاختبار الشاق والامتحان الصعب، والذي يؤدي إلى أن يصبح المرشح عضواً في جماعة عالمية تمحو كل الولاءات وتبقي فقط الولاء لهذه الجماعة.
    كما ان الأفكار التي يكتسبها الأعضاء ويحملونها في تنظيم القاعدة، حيث يرون أنّ الإنجاز يرتبط بالأعمال البطولية التي تؤدي إلى إعادة الخلافة المثالية الإسلامية في الأرض. الأمر الذي يتطلب تفسيراً عدوانيا للجهاد، بينما التعليمات التي يتلقاها هؤلاء الأعضاء واضحة: لا يوجد أبرياء في الحرب. والمتدرب الأقوى يتلقى تدريبا أعمق، ثم يعود المتدربون من أفغانستان إلى العالم وهم يشعرون بالمسؤولية والمهمة التي يجب أن يقوموا بها، وامتلاكهم القدرة على القيام بذلك.

    3- تغير الإدراك حول الخطر الإرهابي
    لقد أدت أحداث 11 سبتمبر إلى تغير في إدراك الولايات المتحدة لخطورة ودرجة الإرهاب، وإلى إجراء مراجعة شاملة حول الفشل في قدرة الأجهزة الأمنية في الإمساك بالذين قاموا بالتفجيرات قبل القيام بها؛ فعلى الرغم من أنّ تنظيم القاعدة مراقب عن قرب من قبل الأجهزة الأمنية الأمريكية، وصل عشرون [إرهابيا] إلى الولايات المتحدة من القاعدة وتمكنوا من الدخول، والقيام بالاستعدادات اللازمة، والتدريبات المطلوبة، واستلام التحويلات المالية، والتنقل بحرية للقيام بعمليتهم، الأمر الذي دفع إلى السؤال حول مدى قوة الأجهزة الأمنية.
    كما أن التغير في الإدراك الأميركي لخطورة الإرهاب المرتبط بقراءة عمليات 11 سبتمبر، يقوم على تطور خطورته وتناميها بشكل كبير، فحادث إرهابي في السبعينات ضد الولايات المتحدة أودى بحياة العشرات، وفي الثمانينات والتسعينات أدت العمليات الإرهابية إلى قتل المئات، أما أحداث أيلول فزادت الأعداد إلى الآلاف.
    ان خطورة الإرهاب مستقبلاً هى من خلال احتمالية تمكن القاعدة من الحصول على أسلحة الدمار الشامل، خاصة أنّ ما تم الوصول إليه من المعلومات حول معسكرات التدريب في أفغانستان يثبت أنّ القاعدة كانت تفكر وتسعى للحصول على هذه الأسلحة من مصادر متعددة.
                  

08-19-2006, 09:44 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    4- ما بعد 11 سبتمبر
    على الرغم من أنّ أسامة بن لادن كان يدرك تماماً أنّ الولايات المتحدة سوف تقوم برد فعل كبير وعنيف ضد أحداث 11 أيلول، إلاّ أنه كان يرى أنّ هذا سوف يؤدي في نفس الوقت إلى تجنيد آلاف المتطوعين المتعاطفين مع قضايا وفكر القاعدة، وسيؤدي إلى سقوط الأنظمة العربية المؤيدة للولايات المتحدة، بحيث سينظر لها على أنها متحالفة مع الإمبريالية الأمريكية.
    ويرى المحللون أنه وبعد مرور فترة على الأحداث، فقد استطاعت الولايات المتحدة تدمير حكومة طالبان، إلا أنها لم تستطع القضاء على الحركة كلياً، كما أنها تمكنت من إزالة معسكرات القاعدة، وقتل عدد من قياداتها، وأسر عدد آخر، إلاّ أنّ البعض ما يزال هارباً. وانقلبت باكستان بعد أن كانت تدعم طالبان في السابق على سياساتها، كذلك الأمر تعهدت وعدة دول من الشرق الأوسط بالمساهمة بشكل فعال في محاربة الإرهاب، الأمر الذي أدى الى زيادة احتياط القاعدة في مصادر الدعم المالي، وأصبحت عملياتها أكثر سرية.
    5- القــاعـدة لـن تهـدأ أن القاعدة لن تهدأ، وأنها ستستمر في بناء قدرتها وترميم شبكتها العالمية، وقد أخذت خطوات عملية في إخفاء مفاتيح عملية من عناصرها، وإجراء احتياطات لحماية الدعم المالي وحماية قياداتها، وقد أثبتت بقاءها من خلال عدة عمليات في تونس وباكستان والسعودية، هذا غير الخلايا التي اكتشفت قبل أن تنفذ عمليات أخرى.
    أن مصدر قوة القاعدة يتمثل الآن في تصورها كقوة إسلامية قادرة على إحداث الدمار والخراب في أعدائها، كما أن أسامة بن لادن ما زال حراً –على الرغم من الشكوك حول صحته- وهناك قيادات فعالة هاربة، وعناصر ما زالت غير معروفة. إلاّ أنه لا يوجد معايير للتأكد من درجة وقدرة الشبكة، باستثناء ما تبين بعد 11 سبتمبر من أنها مكثفة، وتعمل في أكثر من 60 دولة. وقد تم إلقاء القبض على أكثر من ألفي مشتبه، لكن آخرين اختفوا تحت الأرض!، وستبقى القاعدة تستفيد من العدد الكبير من المتطوعين والمرشحين، وتستفيد من قائمة الأهداف الكبيرة والمتعددة والتي يمكن أن تستهدفها وتدمرها.
    أن التنظيم يواجه مشكلات كبيرة بعد الضربات التي لحقت به، تجعل قيامه بعملية بمستوى أحداث سبتمبر أمراً مستبعداً، إلاّ أنها يمكن أن تقوم بعمليات أقل من حيث الدرجة والتخطيط.
    استراتيجية للوجه الثاني من الصراع في الحرب على الإرهابقامت الولايات المتحدة بتنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من الحرب على الإرهاب،
    لكن يبقى السؤال: ماذا بعد؟..
    الحملة على الإرهاب دخلت المرحلة الثانية والتي تحمل وجهاً أكثر تعقيداً، التحدي الأكبر هو: أنّ العمليات العسكرية تتحرك تجاه خطر واحد محدد، لكن المهمات المعقدة القادمة تقوم على عمل عدة أقسام ووكالات ومكاتب، وقد يؤدي الأمر إلى فقدان التركيز الحالي الموجود في الاستراتيجية الأمريكية، لذلك على الاستراتيجية المطلوبة أن تركز على عناصر رئيسة في الحرب على الإرهاب، كما يلي كما تتبناها جهات امريكية
    تدمير القاعدة يجب أن يبقى الهدف الأساس للحملة على الإرهابأن القاعدة سوف تستخدم وسائل جديدة وتغير طرقها ورموزها المستخدمة، وأدواتها، وسوف تفرز قيادات جديدة، وتعمل على القيام بعمليات تدمير جديدة، من خلال إعادة الاتصالات، وتحريك المصادر الداعمة للعمليات الإرهابية. يقول: " مشروع القاعدة نفسه ليس إمكانية تدميره بالأمر السهل، يمكن فقط إعطابها من خلال تدمير العمليات التي تزودها بالعناصر البشرية والمادية ، يجب العمل على إبقاء الهجومات الإرهابية المحتملة ضمن الحدود الدنيا " .
    محاربة القاعدة يجب أن تبقى تخضع لعقلية موحدة منسقة
    تبني سياسة الإدماج، وتوحيد جهود الولايات وحلفائها في محاربة الحركات [الإرهابية]، ويجب التعامل مع الأحداث التدميرية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفي الصراع بين الهند وباكستنان على كشمير، وإرادة الولايات المتحدة في التعامل مع أخطار أخرى من خلال النظر لها على أنها جزء من الأخطار المفاجئة والمستمرة المرتبطة بالقاعدة.
    -الحملة على الإرهاب يجب أن تأخذ وقتاً
    الحرب على الإرهاب على طول التاريخ كانت طويلة، وتأخذ وقتا قبل نجاحها. والقاعدة ذاتها ثمثل أكثر من عقد في التحضير والبناء لتنفيذ عملياتها الإرهابية، وتخطيطها لأحداث 11 سبتمبر أخذ ثلاث أو ربما أربع سنوات.
    القتال ضد القاعدة في أفغانستان يجب أن يستمر ما دامت عمليات القاعدة موجودة، والبعض يجادل أن الولايات المتحدة لم تنه حربها ضد القاعدة تماما في أفغانستان، ويرى الكثيرين من المحللين : إنه من الذين يرون أن الأفضلية في القضاء على القاعدة هناك قبل تتبعهم في الأماكن الأخرى، وبالتالي البقاء الأميركي في أفغانستان يحتاج إلى رؤية واستراتيجية جديدة في مواجهة القاعدة .
    - باكستان يجب أن تبقى في جانب التحالف في الحرب على الإرهاب؛ في جهود تدمير بقايا القاعدة وطالبان.أن أبرز الأمور المطلوبة من باكستان، تتمثل في: الحد من نشاط الجماعات الإرهابية في كشمير، إغلاق المدارس الدينية التي تزود المتطرفين بالعناصر البشرية، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وزيادة مناخ الحرية لمحاربة التطرف الديني، في المقابل سوف تقدم الولايات المتحدة دعماً سياسياً واقتصادياً لها
                  

08-19-2006, 09:51 PM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    حماس وحزب الله يختلفان كثيرا من القاعدة ولا يجب الخلطالحقيقة، هي أن هناك اختلافات لا حصر لها بين حزب الله وحماس اللذين لا يجمع بينهما سوى رفعهما لشعار المقاومة وانتسابهما إلى برنامجها. وبكلمات أخرى فإن تبني كلا التنظيمين الفلسطيني واللبناني لما يسمى برنامج المقاومة لا يعني أن هناك إمكانية لقيام "جبهة مقاومة" عربية أو إسلامية تتصدى لقيادة الصراع مع إسرائيل وفق ذلك البرنامج الذي لا يعرف عنه سوى أنه يقدم العمل العسكري على السياسي، وذلك بعكس قوى مقاومة أخرى تقدم السياسي على العسكري (فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مثلا).
    إن هذا يعني أن مجرد الإعلان عن تبني برنامج المقاومة لا يعني الكثير، فكل من حزب الله وحماس يتبنى البرنامج المذكور، ولكن بينهما من الاختلافات في ممارسة العمل السياسي والعسكري ما يجعل من "برنامج المقاومة" تعبيرا لا يعني شيئا محددا، إن لم يكن مضللا، ففضلا عما أوردناه من مواقف سياسية عملية لحزب الله من الحكومة اللبنانية ومن الأحزاب والقوى اللبنانية الأخرى ومشاركته حتى تلك القوى التي تتبنى برامج مختلفة إلى حد التناقض جوهر مواقفها، وهو ما يتناقض تماما مع ممارسات حماس التي تسعى نحو الهيمنة والاستئثار، وبدلا من بحثها عما هو مشترك مع القوى الوطنية الفلسطينية الأخرى فإنها تحاول العودة إلى نقطة الصفر وإعادة صوغ النضال الفلسطيني من جديد وفق رؤية الحركة.
    وتنسحب الاختلافات بين حزب الله وحماس على العمل المسلح الذي يمارسه حزب الله والذي أثبت قدرات عسكرية اعترف بها قادة الجيش الإسرائيلي الذين اضطروا إلى مراجعة خططهم العسكرية أمام صمود مقاتلي الحزب في معارك الجنوب، كما اعترفت بها القيادة السياسية في إسرائيل التي عمدت هي الأخرى إلى التراجع عن تصريحاتها أكثر من مرة بشأن ما تنوي فعله في جنوب لبنان.
    ومن ضمن ما كشفت عنه المعارك التي خاضها حزب الله تلك الاختلافات الجوهرية بين وضعه ووضع حماس والعمل العسكري الفلسطيني إجمالا، فحزب الله يخوض معاركه وهو مدرك تماما لموقعه في الجنوب اللبناني وللعمق الوطني اللبناني الذي يتمتع به ويعول عليه في معاركه السياسية والعسكرية، وكذلك للعمق السوري الذي يشكل امتدادا للعمق اللبناني، وهو ما يعطي حزب الله هامشا كبيرا للحركة والمناورة على الصعيدين العسكري والسياسي. وتدعم هذه القدرة على المناورة قدرات تنظيمية استثنائية في انضباطيتها وسريتها ما جعل الحزب يقدم لإسرائيل عددا من المفاجآت التي عنت شيئا واحدا هو أن الحزب غير مخترق إسرائيليا وأنه يتمتع بسيطرة شبه مطلقة على الأرض التي انسحبت منها إسرائيل قبل ست سنوات، ما جعل زمام المبادرة في يده في التصدي للعدوان الإسرائيلي.
    كما يعرف حزب الله تماما حدود علاقته بإيران وهي كبيرة حقا، وما يعنينا منها في هذا المقام قدرته على الاستفادة من الدولة الإقليمية الكبرى في التسلح والتدريب واستيعاب مزايا الأسلحة المتطورة التي يتزود بها منها في جو لبناني موات وبسرية لا تتوافر بالتأكيد لحركة حماس التي تعمل في وضع لاعمق فيه وفي أجواء مكشوفة تماما للجيش الإسرائيلي وببنية تنظيمية غير منضبطة، مثلها في ذلك مثل معظم التنظيمات الفلسطينية على أي حال.
    إن هذا يعني في النهاية أن هناك مقاومتين وليس مقاومة واحدة؛ مقاومة يمثلها حزب الله الذي يعمل وفق أجندة سياسية لبنانية لا لبس فيها من حيث التناغم والتنسيق ووحدة الهدف النهائي الذي تسعى كل القوى اللبنانية إلى تحقيقه، وهو عودة مزارع شبعا إلى لبنان ليكتمل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية كافة، وفي المقابل فإن حركة حماس تعمل وفق برنامج خاص بها تسميه برنامج المقاومة، وهو برنامج غامض في أفض الأحوال، عدا عن أن ما هو واضح منه وهو التحرير الشامل لفلسطين من البحر الى النهر وبالقوة المسلحة، كثيرا ما يتناقض مع برنامج الحل السياسي الذي تتبناه السلطة الوطنية الفلسطينية بقواها الفاعلة الممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية منذ سنوات طويلة. كما أن حماس تقدم العمل العسكري على السياسي في بلد محدود المساحة مفتقد للعمق المحلي أو العربي، فمن حوله كل من مصر والأردن وهما بلدان يقيمان مع إسرائيل علاقات سلام منذ زمن طويل.
    ومن ما ورد اعلاة بدا واضحا توجهات وتكتيكات كل من حماس وحزب الله والفرق الواضح فى اسلوب المقاومة والخطاب المطروح حيث ان القاعدة لايلتزم بالمكان ويعمل فى فضاء اوسع ولة القدرة على تبنى العمليات الجهادية فى اكثر من مكان وهدفة الاساسى الغرب وامريكا ومن يتعاون معها من حكومات فى المنطقة العربية والاسلامية هذا بلاضافة الى حشدالخطاب الدينى ضد اسرائيل وتمويل الجماعات الاسلامية داخل الاراضى الفلسطينة للقيام بعمليات انتحارية مستمرة

    ملحوظة
    المقال من عدة دراسات منشورة سابقا
                  

08-20-2006, 08:41 AM

النسر

تاريخ التسجيل: 02-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركات الاسلامية المتطرفة واقعا ومستقبلا (Re: النسر)

    UP
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de