|
|
 أمن السـد يتستر علي جريمه في أمري...!
|
شكرا للاخوه في صحيفة السوداني، 16/08/06....
هذا التقرير يؤكد ما ظللنا نقوله أن جهاز أمن السد يتستر علي جريمه ثانيه ارتكبتها إدارة السد ضد اهلنا في أمري... حيث تصر علي قفل ابواب الخزان قبل الوصول لاتفاق مع المواطنيين وصرف تعويضاتهم واستحقاقاتهم، إذ أن إدارة السد تصر علي أجبار المواطنيين علي مغادرة المنطقه دون تعويض وذلك باغراقهم...
(أمري).. (لله)!!
اوضاع مأساوية.. كارثة انسانية وشيكة تتهدد اهالى (امرى) بعد ان غمر فيضان النيل المنطقة برمتها، وهدم اكثر من (2100) منزل- حتى نهار امس- وشرد اكثر من (2200) اسرة، ليتخذوا من التلال بيوتاً.. الوضع الصحى متردٍ تماماً، خاصة بعد ان اصبحت رائحة المقابر تفوح، ومياه الشرب اختلط حابلها بنابلها (مياه النيل والفضلات الآدمية) بسبب تهدم وانهيار دورات المياه.. والاخطر من كل ذلك ان الاهالى يلتحفون السماء بعد ان تقطعت بهم السبل، ولم يعودوا يملكون من متاع الدنيا الا ما يسترون به انفسهم، وعزيمة لا تقهر فى الصمود امام كل التحديات التى تعمل على تهجيرهم قسراً.
الصحيفة وللقيام بدورها فى عكس الاوضاع (بتجرد) سعت الى الوصول للمنطقة، الا ان جهاز الامن الوطنى، ووحدة امن سد مروى وقفا (سداً) منيعاً امامها، وحالا دون وصولها - ضمن وفد اعلامى يضمها و(الوان، الاضواء، رأى الشعب) من الوصول الى المنطقة، واعادت الصحفيين من البوابة الاولى لسد مروى.
تحقيق: محب ماهر
بعد أن أوصدت الحكومة أبوابها.. و(سدت) منافذها.. إنسان (امري) فى مهب الريح!!
كلام عقل..
اتجهت الرحلة صباح امس الاول تطلب منطقة امرى، التى كانت الصحيفة قد وقفت الاسبوع الماضى على اوضاعها، ونبهت الجهات المسؤولة لعدم تجاهل المنطقة باعتبار انها منكوبة وتحتاج الى الدعم العاجل، وقبل ذلك الجلوس (بعقل مفتوح) مع المواطنين وحل مشكلة تهجير الاهالى بروية، دون ايقاع أذى او ظلم على اى من كان.
(بالضبة والمفتاح)..
عند المدخل المؤدى الى سد مروى استوقفت قوة الشرطة المرابطة هناك الوفد الصحفى، ومنعته من الوصول الى امرى التى تقع خلف السد مباشرة، باعتبار ان اوامر صدرت لهم بمنع دخول اى جهة اعلامية ما لم تكن حاصلة على اذن مرور من ادارة السد، مشيرة الى ان هناك خيارين لملاقاة المسؤولين فى ادارة السد، الاول بان يذهب احد الصحفيين- راجلاً- الى مكاتب الادارة، والثانى ان يعود الوفد ادراجه الى مروى ليستخرج الاذن من المكتب التابع لسد مروى.
مساءلة..
رجح الوفد الصحفى الخيار الثانى، وعند مدخل (نورى) اعترض افراد دورية تابعة للمخابرات والامن الوطنى الوفد وطلبوا منه تسليم العربة فى (الخيمة) التابعة لهم، وبعد طلب البطاقات الصحفية وتدوين بعض المعلومات والمساءلات،جاء التوجيه من قائد القوة بانه قد سمح لهم بدخول امرى، وانه بامكانهم التوجه الى السد بدون اية مشاكل.
اعتراض للمرة الثانية!!
وللمرة الثانية اعترضت قوة الشرطة بمدخل السد الصحفيين، وقالت انه لا صلة لهم بالامن والمخابرات، وانه لا يمكن المرور عبر المدخل الى امرى الا باذن من ادارة السد، وسمحوا لنا بمقابلة وحدة امن سد مروى، التى قال الضابط المناوب فيها ان الاوامر قد صدرت اليهم من معتمد محلية مروى بمنع دخول الصحفيين والاعلاميين الى منطقة امرى، وانه يتعين على الوفد الصحفى لقاء المعتمد بمكتبه بمروى.
تسليم وتسلم!!
فرد الامن الذى رافق الوفد فى دخوله لمقابلة ادارة امن السد قال انه موجه بتسليمه فى مروى، وبدلاً من ان تكون الوجهة الى مكتب المعتمد، تم توجيه العربة المقلة للصحفيين الى مبانى جهاز الامن بعد ان قال فرد الامن ان المعتمد ينتظر الصحفيين هناك.
وا خوفى عليكم!!
بطريقة مهذبة اوضح عادل عوض مسؤول جهاز الامن بمروى للصحفيين ان اتصالات عدة اجراها مع رئاسته بالخرطوم، ومعتمد مروى، حظرت على الاعلاميين والمنظمات دخول منطقة امرى.
لكنه استدرك قائلاً: (حفاظاً عليهم من تحرش المواطنين، كما كان الامر مع المعتمد قبل يومين عندما كان هو فى رفقته، حيث حصبهم المواطنون بالحجارة)، وختم حديثه بانه لا امكانية البتة فى مواصلة الرحلة، وانه يتعين على الوفد ان يعود ادراجه الى الخرطوم.
مبررات (مقنّعة)..
الا ان التبريرات التى ساقها مسؤول الأمن بمروى للصحفيين لم تكن مقنعةً بالنسبة لهم، خاصة وان بعض افراد الوفد - ومنهم مندوب (السودانى) - كانوا قد زاروا المنطقة قبل ايام، ولم تحدث أياً من تلك المخاوف التى يسوقها جهاز الامن، بل على العكس فقد كان الترحيب بالصحافة كبيراً .وقالت لجنة المتأثرين ان الاعلام الصادق هو النافذة الوحيدة التى تبقت لانسان امرى ليطل بها على العالم، ويروي من خلالها مأساته.
(مآسٍ) انسانية..
لتقصى الحقائق حول الموضوع حاول الصحفيون لقاء معتمد محلية مروى الا انه لم يكن موجوداً فى المنطقة حسب افادة سكرتاريته، فالتقوا ببعض اعضاء لجنة المتأثرين الذين افادوا ان المنطقة تعانى بشدة من نقص المياه الصالحة للشرب، كما تعانى من نقص المواد الغذائية، وان الوضع الصحى ينذر بكارثة حقيقية تهدد حياة المواطنين خاصة الاطفال والعجزة، وان اى جهة - ممن زعمت - لم تمد يد العون حتى امس، ولم توفر من الاغاثة (حبة عيش)، وان كل ما ادعته لم يكن سوى وعود راحت ادراج الرياح، وان ما وصل الى المنطقة من بعض الخيام وكمية من المواد الغذائية تم بجهود ابناء المنطقة ولجنة المتأثرين، بطريقة فردية.
اعتراض المنظمات الطوعية..
لم يكن الوفد الصحفى وحده الذى تم اعتراضه ومنعه من دخول منطقة امرى، بل ان لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ايضاً تم اعتراضها ومنعها عندما كانت متجهة الى المناطق المتأثرة للوقوف على الاوضاع الانسانية هناك، واحتجزت الجهات الامنية المواطن عطا الله على كرم الله - وهو من ابناء المنطقة - الذى كان مصاحباً لبعثة الامم المتحدة، واطلقت سراحه لاحقاً فى نفس اليوم.
ندامة الكسعى..
الصور تحكى تماماً مأساة اهالى امرى.. وكل المبررات التى تساق لمنع الاعلام والمنظمات من الوصول الى المنطقة لن تكون فى محصلتها الا اليد التى ستنزع فتيل التفجير لقضية امرى، وبنفس السيناريو والاخراج الذى كان فى دارفور، والتى ما زالت البلاد تلعق فى جراحها المثخنة، وهى تعض اصبع (الكسعى) وتردد معه قوله:
ندمت ندامة لو أن نفسي
تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني
لعمرُ أبيك حين كسرت قوسي
حق المواطنة..
فهل من صوت عاقل يوقف نزيف انسان امرى؟! وهل من قرار حكيم فى هذا الصدد، خاصة وان اهالى امرى لا يعترضون على قيام سد مروى ومصادرة اراضيهم للمصلحة العامة، ولكنهم يطلبون فقط حقهم الذى كفله لهم القانون والدستور كمواطنين سودانيين، فى ان يعوضوا عن ارضيهم واملاكهم المصادرة كاملاً غير منقوص
|
|
 
|
|
|
|
Asskouri
Ahmed Mohammed Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست