|
وداعاً سيد تلول .. الهرم النوبي .. صاين دفي
|
وداعاً سيد تلول .. الهرم النوبي .. صاين دفي .. برحيله تفتقد البشرية اليوم أحد عباقرة الادب الشفاهي النوبي .. يودعنا ونحن مازلنا نعاني من القهر الثقافي والتهميش .. والتشتت .. وتزييف التاريخ .. وفقدان الهوية .. والوهم العروبي الاسلامي . ................................................................................... الخامسة بتوقيت الوطن إستقبلت الرسالة أعلاه من صديق الهم عاطف محمد فرح شوربجي (صيصاب) علي غير عادته لم تكن رسالته للتنسيق لامسية أو زيارة لصديق أو حبيب عائد أو يهم بالرحيل بل كانت تحمل نعياً رقيقاً غاضباً شرح فيه صديقي حال الواقع النوبي منتهزاً من غياب (صاين دفي) مدخلاً مناسباً ولا أظنني في حاجة لتعريف قراؤنا هنا لمن هو سيد تلول بإختصار هو مثله مثل النخيل والنيل سموقاً وعطاءاً صارع من أجل الحياة عاش بسيطاً ورحل كأجمل مايكون الرحيل تواضعاً . تقدمت مثلي ومثل كل الذين فجعوا بالخبر في طريقي تذكرت سيد تلول في أحدي زياراته التفقدية لصنع البسمة في القري النوبية هذه المرة كان الجميع يلتفون حوله في منزلنا بمقيدين التفوا حوله تماماً كمقرن النيلين كانت أسطورة الرجل سبقته وفكاهته وقفشاته قد دخلت منذ أمد بعيد الان هو بشحمه وبلحمه يجالسنا ويحكي ويمزح والجميع في حالة من الضحك . كان نبيلاً معطاءاً كريماً في صنع البهجة والسعادة لكل من صادف خطاه . وبين المشي وخطواتي المتسارعة لاداء مراسم العزاء تذكرت وجهاً آخراً الاثنان لاأدري لماذا لم يلتقيا هما وجهان لعملة نادرة تكاد أو إختفت من ملامحها من وجوه شعبنا كان الآخر هو (الخزين) كلما كنت آراه أتفرس جيداً في ملامحه فأقدار البلاد المستعجلة لاتتيح لك الفرص كثيراً كان أعلاماً شعبياً متحركاً يحمل مكرفونه الصغير ويتجول ماشاء الله له من التجول صنع هو الاخر مايكفي من السعادة لكل من صادف دربه لهما شآبيب الرحمة والعزاء لنا جميعاً في وطن يفقد مبدعيه دون أن يلقي عليهم تحية الوداع فلتفرهد روحكما في الغياب وإنا لله وإنا اليه راجعون .
|
|
|
|
|
|