مـــن يدفــــــع الثمـــــن؟؟؟؟!!!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 10:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-13-2006, 07:01 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مـــن يدفــــــع الثمـــــن؟؟؟؟!!!!

    المصدر صحيفة " الشرق الاوسط "
    http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=377934&issue=10121
    Quote: من يدفع ثمن الهزيمة؟

    بقلم عبد الرحمن الراشد

    في إسرائيل يتوعده، المعارضون للحرب والمتحمسون لها. رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت يهدد بدفع الثمن كضحية مباشرة للحرب بسبب الجدل الكبير الذي احدثته. فهل سنرى محاسبة مماثلة على الجبهة اللبنانية بنفس المستوى تحاسب وفقه الحكومة، ورئيس الحكومة، والامين العام لحزب الله، وكذلك وزير الدفاع وغيرهم؟ رغم الوعيد فكل ما سيحدث لاحقا في الساحة اللبنانية مجرد جدل سياسي ولن يدفع الثمن احد من المسؤولين في لبنان لان النظام السياسي لا يسمح بذلك، بل يكافئ الأكثر قوة مهما اصاب البلد من خراب بدليل ان الذين خربوا لبنان ابان الحرب الأهلية كوفئوا بمناصب وزارية وبعضهم ينافس على منصب الرئاسة مثل الجنرال ميشال عون.

    اما قي اسرائيل فان المعارضين للحرب يطالبون بإقصاء اولمرت لانه وسع دائرة المعارك وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة للبلاد. والمؤمنون بالحرب يقولون انه طعن الجيش في الخلف عندما قبل بوقف اطلاق النار قبل ان ينهي العسكر مهمتهم فاساء اليهم وعرض مصالح البلاد للخطر. وسبق لهم ان فعلوها في اسرائيل. فقد طردوا أرييل شارون عندما كان وزيرا للدفاع بعد اجتياح عام 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا. وبعد اقل من عام اجبروا مناحم بيغن على ترك منصبه ومغادرة الحياة السياسية بأكملها للسبب نفسه. كما اسقطوا باراك في عام 2000 بعد ارتفاع وتيرة العمليات الانتحارية وفشل محادثات طابا. وسبق ان طرد الاسرائيليون جولدا مائير بعد هزيمة حرب 1973 رغم انهم قبل ذلك كانوا يعتبروها بطلة في نظرهم.

    اما في منطقتنا فان كل من تسببوا في الهزائم رفعوا على الاعناق، وهتف بأرواحهم، وعاشوا دهرا، ولم يدفع احد منهم الثمن قط. كلهم بلا استثناء.

    ما حدث في لبنان مأساة كبيرة، مهما سميناها انتصارا او هزيمة او صمودا. ولا اتصور ان احدا سيحاسب بل قد يكسب زمنا اطول وزعامة قسرية بتحريك الماكينة الدعائية لتبرير ما حدث بانه حال دون ما هو أسوأ!

    السبب ان الناس لا يد لهم في اشعال حرب، او اطفائها. لا احد يسألهم عند عقد سلام او خوض حرب. باختصار لا قيمة لرأي ملايين الناس حتى لو كانت حياتهم وأطفالهم معرضة للخطر.

    ومع ان كلا في لبنان يتوعد الآخر بانه بعد الحرب سيكون هناك حساب عسير الا انه سيثور لغو كلامي لا طائل من ورائه، حيث لن يبدل كرسيا واحدا. لن يتنحى السيد نصر الله من موقعه، لأنه رئيس حزب لا انتخابات فيه. ولن يستقيل فؤاد السنيورة لانه لم يكن له دور في الحرب او السلم. ولن تستقيل الحكومة لأنها لا تريد الاعتراف بالهزيمة وان اعترفت لن تقبل ان تتحمل وزر مغامرات حزب الله. والأسوأ من هذا وذاك ان احدا لن يسميها هزيمة دع عنك الاعتراف بالمسؤولية.

    [email protected]
                  

08-14-2006, 01:09 AM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـــن يدفــــــع الثمـــــن؟؟؟؟!!!! (Re: omar ali)

    نقلآ عن صحيفة " الحياة "
    http://www.daralhayat.com/opinion/08-2006/Item-20060813...b6a21ee59/story.html
    Quote: مأزق «حزب الله» ومأزق المنطقة
    صلاح النصراوي الحياة - 14/08/06//

    تدور رحى حرب الشرق الأوسط الجديدة على جبهتها العربية تحت راية «حزب الله»، وفي ذلك دلالات أكثر من رمزية، الحرب الأولى دارت تحت رايات الأنظمة العربية والحربان اللتان تلتاها دارتا تحت راية القومية العربية بطبعتيها الناصرية والبعثية، ثم دارت حرب أخرى تحت راية ياسر عرفات التي اصطفت وراءها التيارات التي أفرزتها مرحلة انكسار المشروع القومي.

    أما هذه الحرب فقد كان طبيعيا، في زمن المد الأصولي، أن تخاض تحت راية «حزب الله»، مما يطرح سؤالا عما إذا كانت دائرة الصراع الآن قد استكملت دورتها حول كل الرايات السياسية والعقائدية المرفوعة في عالمنا العربي منذ أكثر من ستين عاما، مما يفتح باب التكهنات واسعا ليس حول مستقبل هذا الصراع القاسي والمرير فقط، بل عن مستقبل المنطقة برمتها، في ما إذا أثبت واقعها المزري أنه أكثر حضورا من التوقعات، من نوع اعتبار «حزب الله»، أنه يخوض «آخر حروب إسرائيل»، والمعنى هنا واضح.

    تتطلب الإجابة عن هذا السؤال ومحاولة استكشاف التوقعات الناتجة عن هذه الحرب العودة إلى شيء من تاريخ الصراع، خصوصاً ذلك الجزء الذي عايشته الأجيال العربية الحالية، وبالخصوص تلك التي تمتلك القدرة على أن تنظر إليه الآن متجردة من الافتتنان المفرط في أساطيره ومن عادة التحديق النرجسي في الصورة القومية، وكذلك من خلال الرغبة في التعلم من تجارب الماضي الأليمة بهدف إعادة اكتشاف الذات، على اعتبار أن القراءة النقدية للتاريخ هي من الضروريات الأساسية للخروج من نفق التراجيديا الكبرى الذي دخلت فيه المنطقة منذ أكثر من ستين عاماً. فالمشكلة الحقيقية في ما يحدث الآن هي أن التاريخ يعيد نفسه، كما ظل يفعل منذ ذلك الحين، بينما يغيب النقاش الجوهري باسم الضرورات المختلفة، وكأن تاريخ الصراع الطويل هو مجرد قصة من قصص النوم التي تروى للأطفال، وليس وعاء للذاكرة القومية وعملية تعلم ضرورية، يتحمل المنخرطون فيها مسؤوليتهم تجاه الحاضر والمستقبل.

    لا يجادل أحد أن العرب منذ عام 1948 هم ضحايا أكبر عملية افتئات جرت في التاريخ البشري الحديث، وأن إسرائيل - مهما حاول المرء أن يزين هذه الحقيقة بدعاوى أخرى - تصرفت منذ ذلك الحين بأسلوب المنتصر، الذي يحاول أن يقهر ضحيته ويسحق كل محاولة لديها للنهوض والتحدي. غير أن الحقيقة هي أيضا أن الكارثة التي حلت على العرب يومئذ، والمستمرة لحد الآن، كانت نتيجة سلسلة من الإخفاقات والعجز والتخبط والسياسات العشوائية والتناحر وكذلك التبريرات التي تحاول أن تعفي العرب من أية مسؤولية وتلقي بتبعات هزيمتهم التاريخية على عدوهم.

    ملخص القراءة المتفحصة لتاريخ الصراع منذ فوزي القاوقجي وعزالدين القسام وأمين الحسيني مروراً بنوري السعيد والملك عبدالله الاول والملك فاروق وجمال عبدالناصر وأنور السادات وصدام حسين، حتى خالد مشعل وحسن نصرالله وسائر قادة المواجهة الحاضرة، هو افتقاد العرب لرؤية واستراتيجية موحدة، الأمر الذي يعني أنهم بغض النظر عن الرواية المتداولة، لم يكونوا يحاربون إسرائيل على جبهات مختلفة، بل ومتناقضة، فقط، بل كانوا فعليا يحاربون بعضهم بعضاً.

    فالحقيقة المرة أنه ومنذ الحرب الأولى والأنظمة والجماعات العربية، كانت تخوض الحروب مع إسرائيل، أو تدفع نحوها، باسم الأهداف القومية الكبرى، إلا أن الوقائع التاريخية تشير، بعد أن يجري تمحيصها وإزالة الشوائب عنها، إلى أن هذه الأنظمة والحركات كانت غالبا مدفوعة في مسعاها ذلك بمصالح خاصة وغايات قطرية أو ذاتية ضيقة، والأمر كان دائما يتعلق بالبحث عن أو ترسيخ شرعية مفقودة أو مهزوزة أو تعزيز أدوار تخبو ويعفو عليها الزمن. هذا ما حصل في الحروب الخمس الأولى على رغم كل الشعارات القومية التي غلفت الخطابات الرسمية والنخبوية السائدة يومها، والتي أنتجت بعدها سلسلة من الانقلابات العسكرية والسياسية، جاءت بالأنظمة المتتالية التي جاهدت كي تحافظ على التوازن بين متطلبات الكفاح المشترك ضد العدو الواحد، اسميا، وبين حاجات ومتطلبات البقاء، عمليا.

    بعمليته التي أطلقت شرارة الحرب فإن «حزب الله» جاء يحاول القضاء على الحالة الراهنة أو كما قال قادته تدمير قواعد اللعبة التي بنيت خلال ستين عاماً من إدارة الصراع مع إسرائيل. فالحزب، من وجهة النظر هذه، هو مجرد حركة سياسية تسعى للحفاظ على شرعية ودور اكتسبته في مرحلة غابت فيها الدولة اللبنانية عن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وكان ذلك مقبولا ما دام الأمر لا يتناقض مع الشرعية التي اكتسبها النظام الرسمي العربي ولا يتحدى أسلوب إدارته للصراع. إلا أن إطلاق «حزب الله» لهذه الحرب السادسة كان أكثر من محاولة لاختبار قدرة النظام العربي على التورط في حرب جديدة لم يكن مستعدا لها، بل اعتبر ما قام به مسعى لاختطاف قرار دولة عضو في هذا النظام، مما اعتبر محاولة تدمير نهائي للمنجز التاريخي الأكبر لهذا النظام.

    غير أن الأمر لم يقتصر على هذا فحسب، بل إن عملية «حزب الله» هددت بتدمير النظام العربي نفسه من خلال ثلاث قضايا أساسية ارتبطت بما قام به، وهي:

    1- اعتبار الحرب التي شنها حربا بالوكالة نيابة عن أطراف بعضها غير عربي، وربما تحمل أجندات مغايرة أو حتى معادية للنظام العربي. 2- أنه حزب أصولي سيسمح انتصاره في هذه الحرب بيقظة أصولية تهدف أساسا الى تحطيم هذا النظام. 3- الحزب حركة شيعية قريبة من ايران وسيخلخل انتصاره، بأي شكل من الأشكال، حالة التوازن الهشة القائمة في المنطقة وينمي جملة الهواجس والمخاوف المذهبية الناتجة أساسا عن تجليات الوضع في العراق.

    من هنا يأتي هذا الأحساس بأن «حزب الله» أساء في تقديراته التي قام على أساسها بتأجيج الحرب الأخيرة من دون تحليل صائب للوضع اللبناني والاقليمي والدولي الذي يقوم على حسابات سياسية واستراتيجية أعقد كثيرا من حسابات البازار وعقلية الدكاكين والثنائيات المبسطة. لم يكدر «حزب الله» الوضع الراهن ولا حاول توريط العرب بحرب جديدة فقط، بل كان خطؤه الأكبر أنه وضع العالم العربي الذي يمر بمرحلة قلقة أمام تحديات ناتجة هذه المرة عن موقف صعب يتعلق باعتبارات مذهبية ذات طبيعة جيوسياسية تمس توازنات إقليمية فائقة الحساسية. ومن الطبيعي أن تكون هناك إرادة في الصمود والمقاومة والكفاح من أجل الحقوق طالما هناك إحساس شديد بالظلم الناتج عن الاحتلال الغاشم وقهره، ومن المؤكد كذلك أن النظام العربي أثبت فشلا ذريعا في مواجهة التحدي الاسرائيلي، لكن التخبط والخطوات الأحادية وانعدام الجدية في التعامل مع الواقع وخلط الأمور تؤدي إلى المزيد من التشوهات في القضية وتعقد طرق حلها.

    لقد كشفت كل حرب عربية - إسرائيلية منذ عام 1948 عن علل الأنظمة العربية الكثيرة التي كانت وراء إخفاقاتها وهزائمها، بل إنها كشفت أيضا عن العيوب التي تمتاز بها الشعوب العربية وعلى رأسها الضعف والاتكالية والاستسلام أمام الأمر الواقع، والتي جعلت من هزائمهم معا شمولية عميقة الأثر. غير أن ما يميز الحرب الجديدة هو أنها سلطت الأضواء على واحدة من أخطر العلل التي يعاني منها الجسد العربي، وهي الانقسامات المذهبية التي ظلت بعيدة عن مجرى الصراع مع إسرائيل حتى أطلت برأسها الآن بسبب التفاعلات في المنطقة الناتجة عما أصبح يعرف في الأدبيات السياسية بنمو النفوذ الشيعي نتيجة تطورات الحرب في العراق.

    هناك أسئلة جوهرية لا بد من طرحها ضمن إطار تحليلي لمستقبل المنطقة والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها إذا نجح «حزب الله» فعلاً في تغيير قواعد اللعبة فيها. ما هي القواعد الجديدة التي ينوي «حزب الله» فرضها وهل يسعى ان يكون هو فيها لاعباً رئيسياً وبالطريقة نفسها التي يدير بها قواعد لعبته في لبنان، أي اختطاف قرار الدولة، والانفراد باتخاذ القرار الاستراتيجي، والهيمنة على باقي القوى السياسية في البلاد؟ ما هو مستقبل علاقة «حزب الله» الاستراتيجية مع إيران في الوقت الذي ترى فيه بعض الدول العربية أن إيران التي تسعى لاستخدام أزمتها النووية مع الغرب لتعزيز موقعها الإقليمي تشكل أيضا تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي؟

    لقد كان على «حزب الله» أن يدرك الإشارات العديدة التي أطلقها قادة في المنطقة منذ الحرب الأميركية على العراق عام 2003 حول الدور الشيعي المتصاعد والمخاوف من تنامي العلاقات بين الشيعة العرب وإيران وفي ظل الطموحات الإيرانية المتصاعدة في المنطقة. كان عليه ان يدرك أيضا أنه في ظل الدعوات المتجددة لبناء شرق أوسط جديد فان لبنان بتجربته التاريخية، ورغم عثراتها، لا يزال يقدم نموذجا جيدا للتعايش بين المذاهب والطوائف والأديان، وهي تجربة لا ينبغي تدميرها بل صقلها وتنميتها لكي تقدم لباقي دول المنطقة. لقد كان على «حزب الله» أن يدرك كذلك أن العمل، في هذه المرحلة البالغة الخطورة، على إعادة تأصيل التشيع العربي، كعنصر تاريخي وروحي وثقافي أساسي في المنطقة هو أهم بكثير من تحقيق أهداف جزئية في مجرى الصراع الجاري في المنطقة وعليها.

    ها هو تاريخ المنطقة إذن يعيد نفسه، ولكنه يعيده، كما في كل مرة، تراجيديا، وبغض النظر عن الرايات التي تخفق فوقها. قد يكون «حزب الله» في مأزق، نتيجة رد الفعل غير المتوقع لإسرائيل، كما أقر قادته، ولكن المنطقة كلها في مأزق دائم. هل هناك ديناميكية خفية، كما كان يسأل إدوارد سعيد، نقوم من خلالها بتكرار أخطائنا وكوارثنا من دون أن نتعلم من ماضينا أو حتى نتذكره؟ لقد انتجت حرب الـ1948 خريطة جديدة للمنطقة، وها هي حرب الـ2006 تبشر بشرق أوسط جديد. إننا دائما، حسب سعيد، عند نقطة البداية نبحث عن حل «الآن»، حتى لو كان هذا «الآن» يحمل كل علامات ضعفنا التاريخي ومعاناتنا الإنسانية.


    كاتب عراقي.
                  

08-14-2006, 06:58 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مـــن يدفــــــع الثمـــــن؟؟؟؟!!!! (Re: omar ali)

    Quote: الثلاثـاء 21 رجـب 1427 هـ 15 اغسطس 2006 العدد 10122


    الهزيمة والأطفال والطبلة والربابة

    عندما كتب نزار قباني قصيدته الشهيرة «هوامش على دفتر النكسة» إثر هزيمة، لا نكسة، سنة 1967، كان السيد حسن نصر الله حينها طفلا يدرج في سن السابعة، فهو ولد سنة 1960 في بلدة البازورية في الجنوب اللبناني.

    نزار، الشاعر الحالم، المتعلق بعباءة صلاح الدين والعاشق لبسطة جمال عبد الناصر في الحكم والجسم والحلم! كتب موبخا ومقرعا «جيل الهزيمة»، الذي أحبط العرب، ومرغ انوفهم في وحل المهانة، في قصيدته تلك، لكنه ابقى على فسحة من امل الانبعاث العربي الجديد، عبر التعويل على الاطفال الذي لم «يتلوثوا» بعد.

    نزار يناجي هؤلاء الاطفال، بعيد هزيمة 67:

    يا أيُّها الأطفالْ..

    من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

    ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

    ويقتلُ الخيالْ..

    يا أيها الأطفالْ:

    يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

    أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمةْ

    وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهةْ...

    وكبر الجيل الذي سيهزم الهزيمة، ومرت بعد 67، سنين وسنين، ونحن بعدُ في مطحنة الصراع مع اسرائيل، اجيال تبخرت، ودول اهتزت، وجماعات نشأت، وكبر الطفل حسن نصر الله، كبر أكثر، ليتولى سنة 1992 زعامة الحزب ـ الظاهرة، حزب الله، ويتوهج داخل حارة الطائفة ثم بلدة المجتمع ثم مدينة الدولة، وجوار الاقليم، ليتحول الى موقد «الحرب السادسة» كما تقول قناة «الجزيرة»، ويكون اكبر محركات اصدار قرارين دوليين يتعلقان بلبنان، 1559 بعد «تحرير» الجنوب في 2000، ثم القرار الاخير 1701 بعد اكثر من ثلاثين يوما من الدمار والخراب والمعارك في لبنان، ومعها رشقات من صواريخ حزب الله على اسرائيل، بعض ضحاياها من العرب.

    كبر الجيل الذي سيزم الهزيمة، لكن هل هزمها حقا ؟

    لندع حزب الله ، لنعود اليه بعد قليل، ونرى ان اطفال 67، مثل حسن نصر الله او اسامة بن لادن الذي ولد سنة 1957، اي انه كان يبلغ العاشرة من عمره، حينما اخبرنا نزار عن الجيل الذي سيهزم الهزيمة، او خالد مشعل وأيمن الظوهري، ولن نتحدث بطبيعة الحال عن «السيد» مقتدى الصدر، فهو لم يكن طفلا بعد، لأنه لم يولد اصلا، فالسيد جاء الى هذا العالم سنة 1973، ولا عن الطفل الآخر محمد عطا، قائد هجمات 11 سببتمر، فهو ولد 1968 بعد هزيمة حزيران، هؤلاء الاطفال، عادو بعد دورة اجيال كاملة، ليصبحوا اسياد المشهد، وحملة راية المواجهة مع «العدو»، ومشعلي سراج التحرير، والانعتاق، كل بطريقته الخاصة، من منطلق ثورة اصولية عسكرية اممية تفجر سفارة في افريقيا، ومجمعا سكنيا في الرياض، وبنكا في اسطنبول، وفندقا في الاردن، ومنتجعا في مصر، وبرجا تجاريا في امريكا، وقطارات نقل عام في مدريد ولندن، كما صنعت وتصنع القاعدة، ممثلة الجواب السني المتطرف على الهزيمة، او من خلال اختطاف قرار بلد كامل، ورهنه لإرادة الولي الفقيه، او محاولة تعميم نموذج الثورة الاسلامية الايرانية، كما حصل باشكال متفاوتة مع جماعة الحكيم او فتيان حزب الله في لبنان، او كما يحلم فتيان اخرون هنا وهناك، وعند هذا الموضع، يجب ان يتحرر البعض من عقدة التخندق الطائفي، ويرى الامور بمنظار اشمل واعلى من ارض الطائفة، اي طائفة، فالاصولية السياسية الظلامية داء عام، ولعل من مظاهرها هذا العدل في تقسيم نفسها على دكاكين الطوائف، بل لعل من دلالات تأكيد تعصبها انطلاقها من توكيدات الهوية الضيقة، اعني المحدد الطائفي !

    لا معنى للتفريق بين سوء الجواب الاصولي بمعيار طائفي، لأن النتائج واحدة، فكما ابلت ميليشيات مقتدى الصدر بلاء «حسناً!» في تكريس التعصب والانغلاق والقضاء على اي لون اخر في جنوب العرق، ومحاولة وأد النساء من جديد ومحاربة الفنون، كذلك صنعت من قبل ميليشيات طالبان السنية المتطرفة في افغانستان، وكما ان هناك درجات في التطرف والتعصب داخل الاصولية السنية، فكذلك الامر في الاصولية الشيعية المسيسة، فمن المؤكد ان تخلف خطاب الاخوان المسلمين الاجتماعي في مصر والاردن اقل من تخلف شيوخ طالبان او بعض مناصري الجهادية السلفية الزرقاوية في السعودية او الكويت او الاردن، وتخلف خطاب حزب الله الاجتماعي، ونمط ادارته وتصوره للحياة الاجتماعية المثلى، هو اقل تخلفا من صنيع «زعران» مقتدى الصدر في العراق (للاطلاع اكثر على كيفية ادارة حزب الله لمجتمع الضاحية، الذي هو إقطاع صرف لحزب الله ، أحيل الى كتاب : بلاد الله الضيقة ـ مجتمع الضاحية لفادي توفيق، والذي نشرت «الشرق الاوسط» حلقات وافية منه).

    ما أردت قوله إنه وبعد ان سكتت المدافع في لبنان، ويفترض أنه بدأنا في مرحلة أخرى، أصعب، من المرحلة الاولى، نجابه هذا السؤال : هل نحن ازاء هزيمة جديدة ام ازاء نصر لنصر الله وحزبه، ام نصر للبنان واهله، ام نصر لاسرائيل ام لامريكا، ام هزيمة لقوى التنوير والتقدم؟ وهذا يقود الى السؤال الذي طرح كثيرا اثناء هذه الازمة، وهو ما معنى الانتصار والهزيمة هنا ؟ وهل النصر يكفي في حصوله ان يقول الاعلام ذلك ؟ حيث ان هناك معركة اخرى، وراء معارك الطائرات والمدافع، وهي معركة «التصوير» الاعلامي لما جرى، حزب الله بدأ يدق طبول الانتصار مبكرا، ولم يتوقف حسن نصر الله خلال خطابات الازمة المتلفزة عن التذكير بانتصاره، وعن تعتيم الاعلام الاسرائيلي على الهزيمة، هذا التعتيم الذي لم يمنع صحيفة مثل «القدس العربي»، لا تخفي انحيازها لحسن نصر الله، من نشر عنوان في صفحتها الاولى يقول ان الصحافة الاسرائيلية تقول ان اولمرت انهزم وان اسرائيل خسرت! فهل الصحافة الاسرائيلية تعتم على الهزيمة، كما قال السيد، ام هي تنعى هزيمة اسرائيل كما تقول «القدس العربي»؟!

    نعم هناك معركة تصوير، ربما هي في درجة المعركة الفعلية على الارض، اسرائيل بدأت عمليا جرد الحساب وتحديد المخطئ والمصيب وتعيين مواضع الخلل طيلة الحرب، وربما تطير رؤوس سياسية، لكن في المقلب الاخر، افراد موالون لحزب الله بدأوا بالجري احتفالا بالنصر، ورفع رايات الحزب الصفراء، وصور المرشد والسيد، وصحافيون عرب يهتفون بأناشيد النصر، وعن المحاسبة السياسية لا ندري شيئا، والكل هناك في لبنان يتحدث عن «تأجيل» الحساب، وحسن نصر الله يقول انه هو من سيحاسب محاسبيه، ولا ندري ايضا هل سيطرح سؤال من يحكم لبنان: الدولة ام الحزب ؟ ولا كيفية تطبيق القرار الدولي، الناص على بسط سلطة الدولة، ما يعني نزول حزب الله من ظهر الدولة الخفية، ولا ما هو مستقبل سلاح حزب الله، هذا السلاح الذي هو «عرض» الحزب، على حد تعبير السيد نصر الله ذات مرة بعد سجالات القرار الدولي الاول 1559.

    ثم لا ندري، كيف سيكون احتساب القتلى والجرحى والمليون مهجر، وعشرات المليارات من الخسائر والهاربين، والمطارت المغلقة، والاموال الهاربة، والجنوب المخرب بالكامل، والجسور المقطعة.. وكل مفردات الخراب، كيف سيتم احتسابها، في خانة الهزيمة، فالاقتصاد والتنمية حرب أيضا، ام في خانة النصر؟

    شيء آخر، يتصل بمعنى الهزيمة والحرب، لنفترض، جدلا، ان انتصار حزب الله كامل وتام ولا ريب فيه، ولنفترض ايضا ان اسرائيل اقرت بهزيمتها علنا وطلبت العفو من الحزب، واعترف العالم كله بانتصار حزب الله في لبنان بلا تردد ولا «لكن».

    اقول لنفترض هذا كله، فكان ماذا ؟!

    اعني هل الانتصار هو فقط في ايقاع الجرح العسكري بالعدو، وتدمير قواته، واستعادة «الكرامة»؟ هل هذا هو ما ينقص لبنان والعرب، لو حكم حزب الله لبنان حكما صريحا، تتويجا لانتصاره الساحق الكامل، وحكم معه بن لادن بقية البلدان العربية، تتويجا لانتصاره العظيم على الصليبيين، فكان ماذا؟ اي كرامة نبحث عنها، ونحن نجدع انوفنا لنغيظ خصومنا، ايهما اهم ان نكون اقوياء ومجتمعات ذات حياة حقيقية في مجالها السياسي والعلمي والاقتصادي.. ام مجتمعات تتوفر على الكثير من «الكرامة» و«السلاح» و«الشهداء» في مقابل مجتمعات اخرى لديها المال والعلم والحرية والقوة..

    إنه سؤال يتجاوز الانحناء في سرداب النقاش المنخفض حول حزب الله واسرائيل، وهو مكرر نقاش القاعدة وامريكا (من يتذكر الدفاع الحار عن تفهم الجواب القاعدي حينها؟)، يتجاوز هذا ليلقي بنا وجها لوجه امام ذاتنا وهويتنا، وأي شيء نريده بالفعل، واين يكمن ضعفنا؟.

    إنه المعنى الهارب منا، خلف ضجيج الاحزاب، ودخان الحرائق، منذ اكثر من نصف قرن.

    لن أعول مثل نزار قباني على جيل آخر يولد الان، او يلثغ بحروفه الاول، لننتظر منه نصرا، بل اردد معه، قبل حوالي اربعة عقود، وصفه الذي وضع فيه اصبعه على علة عربية لا تمل من تكرير نفسها:

    إذا خسرنا الحربَ لا غرابةْ

    لأننا ندخُلها..

    بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابةْ

    بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابةْ

    لأننا ندخلها..

    بمنطقِ الطبلةِ والربابةْ





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de