د. حيدر ابراهيم علي: السودان.. الوطن المثقوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2006, 01:39 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. حيدر ابراهيم علي: السودان.. الوطن المثقوب

    السودان.. الوطن المثقوب
    د. حيدر ابراهيم علي
    * أثارت فيّ حادثة (الملكة التريندادية) قدراً عظيماً من الحسرة والخوف على هذا الوطن الذي تحكمه سلطة ذات شعارات ضخمة، وتملأ الدنيا ضجيجاً بقدرتها وقوتها واخلاقيتها. ولم ينقص شعوري غير المريح إلا بعد ان قرأت خاتمة الحادثة التي هى أقرب الى افلام اسماعيل يس وعبد السلام النابلسي، الخبر الآتي:
    (احتجزت السلطات الامنية (تشيبا ديريا) التريندادية الجنسية والتي ادعت انها ملكة نوبية جاءت الى السودان لتقديم العون في مجالات البني التحتية لاهلها عبر المنظمة التي تديرها: منظمة مملكة الشعوب للتنمية والبني التحتية.. وهى رهن التحقيق بالأمن الاقتصادي).. أما بداية القصة فهى معروفة، إذ سارعت صحف الاثارة في الكتابة عن الملكة منذ وصولها. واظن ان هذا الاشهار والاهتمام قد ساهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة في تمرير الاحتيال على بعض المسؤولين ورجال الاعمال، وهذا ثقب كبير في السودان تصنعه بعض الصحف غير الجادة، ليس فقط قضية الملكة، ولكن عملية تزييف الوعي التي تتبناها الصحف الصفراء. وتذكرت في حسرة شعار التزام (الصراحة) جانب الشعب، والذي يمكن ان يكون قد تبدل الى التزام جانب الاثارة والإعلان.
    يبدو إن الابعاد السريع للملكة يندرج تحت المبدأ المفضل للانقاذيين: خلوها مستورة! الا تستحق هذه العصابة المحاكمة؟ على الاقل يوجد مواطن سوداني متضرر مالياً. ولكن يبدو أن المتبقي من هيبة الدولة في هذا الحادث يقتضي هذه المعالجة التي نراها متسرعة وهى مقصودة. ولنتوقف عند الدولة التي ظلت تخيف شعبها من بيوت الاشباح وإعدام مجدي وحتى نيابة النفايات وسجون الإعسار، كيف ضاع الحس الأمني لدى الولاة والمحافظين والوزراء. ودعنا نبدأ من المنبع، كيف حصلت هذه العصابة على تأشيرة الدخول الى السودان؟ فالتأشيرة السودانية بالنسبة لشخصيات محترمة من المثقفين والكتاب والفنانين من غير الاوروبيين مثلاً، تحتاج لضمانات وبعض التعقيدات ولا تعطى مباشرة. واظن ان السفارات السودانية لا تخلو من عنصر أمني، ألم يشتم أية رائحة غريبة ليبلغ وطنه ويطلب منه الحذر؟
    وما أثار غضبي وحسرتي حقيقة، السهولة التي وصلت بها الملكة ومجموعتها الى اعلى مستويات في السلطة، وكانت الابواب مشرعة بصورة عجيبة. وعلى المستوى الشخصي حاولت في نفس الفترة عرض فكرة قومية على مسؤولين انتقيتهم بدقة، وبعد طول تردد وخشية الوقوف على ابواب السلاطين.. ودست على كثير من الحسابات والمواقف المسبقة، وقررت المحاولة التي عجزت في تحقيقها تماماً. والحسرة هنا: طريقة التعامل مع مواطن مدرس كبير في السن مقابل ملكة مزيفة. هذا ثقب كبير في هذا الوطن حين يشعر المواطن بغربة تجاه دولته والمسؤولين ثم الوطن نفسه، وقد حاولت في إحدى المرات تقديم شكوى، وذهبت الى تلك الجهة التي تدعي المؤسسة والشورى والانفتاح على الجماهير. وفي الاستقبال رفض الموظف استلام المظروف قائلاً: أنهم لا يقبلون أية رسائل إلا عن طريق البريد الالكتروني. وحين سألت عن عنوانهم الالكتروني رفض وطلب مني البحث عنه بنفسي. وكان علىَّ أن ألوم نفسي فقد نسيت أننا تحت إرادة وإدارة الحكومة الالكترونية السنية.
    *المثير للحسرة والخيبة في قصة الملكة المزيفة، ليس تعامل الدولة والرسميين، ولكن تعامل الرأسمالية الوطنية السودانية ورجال الاعمال السودانيين، فقد كشفت الملكة عن عقلية الثراء السريع والسهل، وعن التهافت تجاه الاجنبي، واحمد لملهاة (الملكة) إنها اعطتني الفرصة لبحث ومناقشة موضوع الرأسمالية أو البرجوازية الوطنية ودورها في النهضة السودانية. وبالتحديد علاقة الرأسمالية الوطنية السودانية بعملية التحول الديمقراطي والتنمية، كعملية مزدوجة تتم في تزامن. ومن البداية لابد من تصنيف الرأسمالية الوطنية، فهناك فئات من الرأسمالية لا تحمل من الوطنية غير الجنسية، وفئات طفيلية وغير منتجة، وجزء منها مرتبط بقوة مع الدولة. مقابل فئات رأسمالية عارضت الشمولية ودفعت ثمن هذه المعارضة، وفئات خيرة وكريمة بأريحية صادقة لا تنتظر المقابل أو الرد. ولكن طول فترة الحكم الشمولي وسيطرته على مفاصل السياسة والاقتصاد، أجبر فئات كثيرة على قبول التدجين، خاصة أن الرأسمالية السودانية الناشئة والضعيفة يصعب لديها الاستقلال عن الدولة. وحتى خلال الفترات الديمقراطية، فالحكومة تملك الرخص التجارية وتوزيعها، وأكبر العطاءات حكومية. ولكن وجود الشفافية وحرية الإعلام والمحاسبة البرلمانية والسياسية تقلل من الاحتكار والضغط على الرأسمالية الوطنية.
    وتميزت البرجوازية الاوروبية باستقلالها تجاه الدولة، لذلك مثلت أسساً قوية لبناء الديمقراطية. فالليبرالية صناعة بورجوازية رغم دور النبلاء قديماً. فالحرية لم تكن تعني فقط: دعه يعمل دعه يمر، بل يضاف لها دعه يفكر، دعه يعبر، دعه ينظم نفسه. وفوق ذلك حملت الرأسمالية سمة تبدو متناقضة وهى رغم الاستغلال الاقتصادي على الشغيلة، ظلت نشطة في الاعمال الخيرية والانسانية، لذلك قمت بمقارنة- ليست بريئة من الخبث- بين اخبار ملكة ترينداد وتهافت بعض رجال الاعمال السودانيين، وخبر يقول بأن أحد أغنياء أميركا وارين بافيت (Buffett) تبرع بـ 85% من ثروته أي ما يقدر بـ 37 مليار دولار لاعمال الخير، وبالذات لمؤسسة جيتس وميلندا. وهذه المؤسسة - بالمناسبة- أنشأها بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت عام 2000م، وهى تدعم برامج ومشروعات تعليمية وصحية وعلمية. وفي عام 2003م دفعت لهذه البرامج مبلغ 1183 مليون دولار، خصصت لتطوير أدوية رخيصة وتحسين نظم الرعاية الصحية، لتقديم منح دراسية لأكثر من 20 ألف طالب فقير من الاقليات والمتفوقين دراسياً في الولايات المتحدة. كما خصصت 210 ملايين بالتعاون مع جامعة كمبردج البريطانية كمنح لطلبة متفوقين من كل العالم للحصول على شهادات عليا.
    وتوقفت الرأسمالية الوطنية السودانية عن بناء المدارس مثل الاهلية والمؤتمر والاحفاد، بل للأسف دخلت في عملية تسليع التعليم أو تحويله الى سلع أو بضاعة (Commodity). وأتألم كثيراً حين اسمع ارقام المصروفات التي يدفعها الطلاب السودانيون في جامعات ومدارس يملكها رأسماليون وطنيون. ولابد من استثناء كلية الاحفاد للبنات، لأنها تقدم بطريقة أو أخرى منحاً لمجموعات هامشية. والأغرب، أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة تحصل على تسهيلات من الدولة مثل الاراضي وإعفاءات جمركية اخرى.
    واعتقد - بكل المعايير- أن دخول الرأسمالية الوطنية في تجارة التعليم، يعتبر أمراً معيباً في الإحساس بالخير والأريحية في رأسمالية وطنية وقد تكون مسلمة ايضاً. اقصد بذلك التنبيه بدعوات الاسلام للبذل والكرم، ولا اريد ان اشير الى ان بيل جيتس وبافيت غير مسلمين. وبالمناسبة لا تضم قائمة أكثر عشرين متبرعاً كرماً أسماءً عربية او مسلمة (راجع الاهرام 9/7/2006م).
    وهناك مؤسسات سودانية خيرية قليلة تهتم بالتعليم والثقافة، مثل حجَّار، وقبلها وقف البغدادي الشهير. وكثيراً ما تحجم الرأسمالية الوطنية السودانية- اكرر مع وجود استثناءات قليلة- عن دعم المجتمع المدني عموماً، وبالذات في النشاطات الثقافية والفنية. ومع ذلك حين تلجأ منظمات المجتمع المدني للتمويل الاجنبي- وهو غير مشروط- تتعرض للاتهامات والهجوم. وفي الغرب أدركت الرأسمالية أن وجود المجتمع المدني القوي يدعم الاقتصاد الحر ويحارب الفقر والعطالة، لذلك تبرعت وساهمت بسخاء، واعتبرت نفسها شريكة معه في حركة النهضة والتقدم.
    حتَّام تلازم الرأسمالية السودانية عقدة الاجنبي أو الخواجة؟ ولاحظت أن الكرم السوداني تجاه الأجانب يقابله البخل والاذلال تجاه مواطنهم. فعلى سبيل المثال فقط، جاء خواجة بدعوى إصدار كتاب مصور عن السودان، صدر الكتاب ودهشت لاعداد الشركات والافراد الرعاة (Sponsors) المتبرعين للخواجة. والطريف أن الخواجة يبيع لنفس المتبرعين النسخة بمائة دولار، وقد يطلب منهم شراء نسخ أكثر. وهذه الظاهرة تتكرر باستمرار، واظن هذا ما فتح شهية ملكة ترينداد. ولي تجربة خاصة تشبه العام، حين اراد مركز الدراسات السودانية الاحتفال باليوبيل الذهبي للاستقلال، رأى من غير المعقول ان يحتفل بالاستقلال بدعم أجنبي. لذلك رأى التوجه الى الرأسمالية الوطنية، ولكنه قوبل بلؤم غريب لطفه عدد قليل جداً من الكرام. وتزامن مع ذلك حضور عدد من الصحفيات والصحافيين للكتابة أو الرد على الحملة الاعلامية على السودان. ولا ننسى التبرع الإجباري الذي تفرضه الدولة على الشركات والأفراد للاحتفال بالأعياد الرسمية والمسيرات. وهذا ما يؤكد عجز الرأسمالية الوطنية أو بعض فئاتها عن فك حضانة الدولة.
    وتحتاح أية عملية تحول ديمقراطي الى وجود قوى اجتماعية معينة ذات مصلحة حقيقية في هذا التغيير، وعلى رأسها:
    برجوازية أو رأسمالية وطنية حقيقية ومستقلة، بالاضافة الى طبقة وسطى قوية ومؤثرة بوعيها وانحيازها للديمقراطية والتنمية. لذلك، لابد للرأسمالية الوطنية أو البرجوازية الوطنية من تمتين علاقتها مع القوى الاخرى. وقد فعلت ذلك خلال فترة الحركة الوطنية والتحرر من الاستعمار، ولذلك نجحت في تحقيق الاستقلال. ولكنها توقفت منذ نصف قرن، فهل تستيقظ الرأسمالية الوطنية من جديد لكي تساهم في رتق الثقب أو الثقوب التي ملأت جسم الوطن حتى طعن فيه شذاذ الآفاق.

    www.alsahafa.info
                  

08-09-2006, 12:48 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم علي: السودان.. الوطن المثقوب (Re: مكي النور)

    up
                  

08-10-2006, 02:13 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم علي: السودان.. الوطن المثقوب (Re: مكي النور)

    شكرا نصر.
                  

08-11-2006, 04:07 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. حيدر ابراهيم علي: السودان.. الوطن المثقوب (Re: مكي النور)

    ...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de