|
Re: حُوارية ..العشق ..والضوء... (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
الأخ معروف
هذا في منتهى الجمال و الروعة. أحييك
و أهديك هذا الحوار :
***
نظر إليها ، فأشاحت بوجهها ، فهى تعرف مدى ضعفها أمام عينيه ، ففيهما معجم من فصيح القول ، و سِفْر مفتوح من الدعوة للحنين. عيناه الداء و الدواء ،، فيهما روعة اللقيا و حرقة البعاد .. هتفتْ به و كأنها تدفع خطرا داهما : إذهب أرجوك ... قال لها و هو يعرف أن في عينيه خلاصه و نجاته : أنظري إلى. قالت بحزم : أرجوك ... إبتعد .. فقد أهدرتُ دم عشقك و نشرتُ أخباره في الآفاق ... قال لاهثا : سأحميك من نفسك .. فأحميني من جنون هفوتي .. إلتفتتْ قائلة و الغضب يعتلج بداخلها : أتسميها هفوة ؟ أتسمي خنجرك الغائر في أعماق أحشائي هفوة ؟ ... رأته يرنو إليها ... و تلك المسحة المستكينة التي تربت على فوهات براكينها تتغلغل بين حناياها فينزاح ما يعتمل في صدرها كإنحسار الماء من جَزْره بعد مدٍ طويل ... حاولت أن تشيح بوجهها بعيدا ،، و لكن كأن عشرات الأصابع إمتدت و أمسكت بوجهها لتواجه عينيه ،، فسكتتْ .. تسمَرتْ عيناها في عينيه .. فقال لها : قولي أنك قد صفحت عني .. قالت بعزيمة واهنة متراخية : لا .. لن أصفح عن قاتلي .. قال : قد قتلت نفسي و لم أقتلك .. فأصفحي عني .. قالت و قد خفَتْ حدتها و هدأتْ ثورتها : ذاك صعب ،، لا أقدر .. قال : بلى تقدرين ... إسألي قلبك و أستشيري عيني .. ثم أحكمي .. قالت بحياء : هما خصمان يقفان معك ضدي .. قال فرِحا : كوني إذن معنا و لن تندمي ،، أنا و قلبك و ما تقوله عيناى .. قالت : أخاف غدرك قال : لا يُلْدغ القلب من جُحْر غفلةٍ مرتين قالت : لم تكن غفلة ،، لقد مللتني .. قال : إذن ما الذي أعادني إليك ؟ قالت : لم تجد من يحبك مثلي .. قال : فهو سبب كاف لأعود .. و سبب كاف لأبقى للأبد .. قالت : ما تظن أني قائلة لك ؟ قال : متيمة متسامحة ،، تصفح عن متيم عائد قالت : تعال ،، فأنت في كَنَفي فقال : سأغلق على نفسي بابك و أعتكف في محرابك و لك العتبى حتى تندمل جراحك. ( و هنا غَرَد عصفور كان يسترق السمع من على غصن شجرة ،، و إنطلق يصفق بجناحيه و هو يواصل التغريد و الشدو الجميل ... )
***
أرقد عافية
| |
|
|
|
|