الحركة :احتجاج على عدم استقبال كير رسمياً في الخرطوم
الاتحادى السبت, 29يوليو , 2006 عاد للخرطوم عصر امس النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت بعد ان أنهى زيارة للولايات المتحدة الامريكية استغرقت عدة ايام، في وقت اكملت الحركة الشعبية ترتيباتها للاحتفال بذكرى رحيل زعيمها التاريخي جون قرنق متزامنا في كل من الخرطوم وجوبا غدا «الاحد».
واقتصر استقبال ميارديت لدى وصوله مطار الخرطوم امس على قيادات من الحركة الشعبية طبقاً للامين العام للحركة المتحدث باسمها باقان اموم ووجد هذا الموقف استياء واضحاً من منسوبي الحركة. ووصف اموم الزيارة بانها «ناجحة» ساعدت على تمتين العلاقة بين الحركة والادارة والكونغرس الامريكي ومنظمات المجتمع المدني الداعمة للقضية السودانية كما أسهمت حسب باقان خلق ارضية للحوار بين الادارة الامريكية والمؤتمر الوطني وزيادة فرص تقدم العلاقة بين حكومة الوحدة الوطنية وامريكا باعتبار ان العلاقات الجيدة بين واشنطن والحركة ستفتح مع الادارة الامريكية المجال للمؤتمر الوطني لاقامة حوار بما فيها الملفات القديمة كالارهاب وقضايا حقوق الانسان. وذكر اموم عقب عودة النائب الاول من واشنطن امس ان ميارديت ناقش «جملة» من القضايا مع الرئيس الامريكي جورج بوش على رأسها تنفيذ اتفاقية السلام حيث حث ميارديت بوش على دعم تنفيذ خطوات السلام التي اكد له ان الطرفين حققا فيها الكثير من الجوانب في مسار التنفيذ مع وجود عقبات في اجزاء منها مثل ابيي لافتاً الى ان بروتوكول ابيي كان بوساطة امريكية ولعبت فيه واشنطن دوراً اساسياً.
وقال اموم انهم انتزعوا وعدا من واشنطن للمساعدة في حل الاشكالات التي تواجه انفاذ الاتفاق وذكر ان الوفد طلب كذلك من المسؤولين هناك مزيداً من الدعم التنموي للسودان وحكومة الجنوب خاصة جهود اعادة التعليم وقال ان الادارة الامريكية متمسكة بمواقفها السابقة حيال نشر القوات الدولية في دارفور غير ان سلفاكير نصح الادارة الامريكية بمواصلة حوارها مع المسؤولين بالمؤتمر الوطني واجراء اتصالات مباشرة مع الرئيس عمر البشير لايجاد تفاهمات مشتركة حول دواعي دخول القوات مع مواصلة امريكا لنفس جهودها للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والحركات المسلحة الاخرى التي لم توقع.
واعلن ان الوفد تلقى تأكيدات على وجود مشروع يمكن ان يستثنى منه جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق من العقوبات الامريكية من واقع طلب تقدم به سلفاكير للمسؤولين هناك برفع الحظر عن السودان ككل.
وابدى دهشته للبيان الذي صدر من السفارة السودانية بواشنطن يؤكد عدم علمهم بزيارة النائب الاول واوضح ان الزيارة تمت بدعوة من الرئيس الامريكي بصفته رئيس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب والنائب الاول. وقال ان طاقم السفارة اصدر بياناً قبل وصوله لواشنطن الذي تفاجأ بعدم وجود اي من المسؤولين فيها لاستقبال النائب «لذلك اردنا رفع الحرج عنهم» ولم نزرهم ونفي وجود اي تحفظات او اسباب من الحركة على اعضاء السفارة هناك وقال «الاسباب منهم وليست منا». واضاف ان وفدا رفيع المستوى من الكونغرس سيشارك غدا بجوبا في الذكرى الاولى لتأبين قرنق برئاسة رئيس الكتلة السوداء بالكونغرس دونالد بين وقال ان الحركة تقيم احتفالات متزامنة في كل من الخرطوم وجوبا وكل العالم غدا الاحد بالذكرى الاولى لرحيل زعيمها التاريخي جون قرنق تقديراً لدوره في النضال ومساهمته فكريا في تطوير الفكر السوداني لمعالجة الازمة السودانية ومساهمته في تطوير الفكر الاستراتيجي وبناء الرؤى المستقبلية. واكد ان الدعوة وجهت لاصدقاء الحركة واصدقاء الراحل قرنق. الى ذلك قال ان سلفاكير طلب مقابلة رئيس الجمهورية لاطلاعه على نتائج زيارته لواشنطن
أليس وزير الخارجية عضواً في الحركة الشعبية وهو المسؤول الأول عن كل السفارات السودانية في العالم؟ أليس بإمكان سلفاكير (وأتباعه) أن يستفسروا عن الموضوع من أهله بدلاً من أن يملؤوا الصحف جعجعة عنه؟؟ (ضربني وبكى .. سبقني اشتكى)
Quote: هـل هـي الـحـكـومة وراء تحـقـيـر سـلفـاكيـر
وأقول أليس سلفاكير هو الحكومة؟؟ أليس بإمكانه أن يعرف من المسؤول عن الذي حصل ويتصرف تجاهه حسب اللوائح؟؟ أليس عدم استقبال السفارة للنائب الأول للرئيس مخالفاً للوائح وأصول العمل الدبلوماسي؟؟ أليس بإمكان سلفاكير أن يطلب من وزير خارجيته فتح تحقيق رسمي في الموضوع ليعرف إن كان نافع أو غيره قد وجه بتجاهل سلفاكير؟؟
علت الاصوات في الولايات المتحدة الامريكية خلال الاسبوع الماضي مطالبة بتعيين مبعوث امريكي خاص الى السودان لمتابعة ومراقبة تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان وكذلك انفاذ اتفاق سلام دارفور.
مجموعة من نواب الكونغرس الامريكي سارعوا لعقد مؤتمر صحفي بواشنطون الثلاثاء الماضي اعربوا فيه عن قلقهم العميق لما اسموه السلام الهش في السودان وطالبوا الرئيس بوش بتعيين مبعوث امريكي خاص الى السودان على وجه السرعة.
النائب الديمقراطي كرس سمث قال في المؤتمر ان مهمة المبعوث الامريكي الجديد الى السودان ينبغي ان تنحصر في مراقبة التطبيق الكامل لاتفاق السلام بين الشمال والجنوب وانتشاله من حافة الخطر.
وأضاف يمكن للمبعوث الامريكي مقابلة الاطراف المهمة ومتابعة تطبيق اتفاقي السلام في الجنوب وفي دارفور لوقف ما اسماه الابادة الجماعية هناك.
محللون رأوا في تصاعد المطالب بتعيين مبعوث امريكي خاص الى السودان احد ثمرات الزيارة التي قام بها الى واشنطون النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت الشهر الماضي وما طرحه من انتقادات حول سير تطبيق الاتفاق والعثرات التي تعترض تنفيذ بعض نصوصه خاصة المتعلقة بنسبة تقاسم النفط والخلاف حول ابيي والحدود بين الشمال والجنوب.
صحيفة «ستزن» الصادرة باللغة الانجليزية في جوبا اكدت في عددها الصادر في التاسع والعشرين من يوليو الماضي ان الرئيس بوش وعد سلفاكير خلال لقائهما بالبيت الابيض في العشرين من يوليو الماضي بتعيين مبعوث خاص الى السودان يعني بمراقبة تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا من سيكون يا ترى المبعوث الامريكي القادم الى السودان والذي سيكمل مهمة المبعوث السابق جون دانفورث؟.. جميع المعطيات المتوافرة حتى الآن تشير الى انه سيكون ميشيل رانبيرقر مسؤول ملف السودان في الخارجية الامريكية الذي جرى تعيينه مؤخرا سفيرا للولايات المتحدة في نيروبي الامر الذي سيسهل مهمته في السودان بحكم القرب الجغرافي وبحكم وطيفته كمسؤول عن ملف السودان.
رانبيرقر دبلوماسي امريكي مخضرم خاض تجارب فاشلة واخرى ناجحة خلال مسيرته العملية في الخارجية الامريكية فقد كان مسؤولا منذ عام 1995 وحتى عام 1999 عن فريق عمل امريكي مهمته احداث تحول ديمقراطي في «كوبا» وهي مهمة لا اظن ان الامريكيين قطفوا ثمارها حتى الآن.
في حوار معه نشرته وكالة انباء اسوشتيتدبرس الامريكية بعد اشهر من تعيينه كمسؤول عن ملف السودان اعلن رانبيرقر الخطوط العريضة للسياسة الامريكية تجاه السودان وهي ذات السياسة التي اعلنتها الخارجية الامريكية في التاسع من مايو الماضي وتقوم على إنهاء العنف وتقديم مساعدة لشعب دارفور فضلا عن تأمين التحول الديمقراطي السلمي في جميع أنحاء السودان.
ومما قاله ميشيل رانبيرقر ايضا انه سيسعى من اجل تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب ودعم تطوير حكومة جنوب السودان وتحقيق انتقال سريع لمهام بعثة الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى عملية أكبر للأمم المتحدة .
واضاف ان واشنطون لا تؤيد في الوقت الراهن مساعي اعادة النازحين واللاجئين بسبب الحرب الى ديارهم في الجنوب لان الاوضاع لم تستقر بعد هناك.
وتقول سيرته الذاتية انه حاصل على درجة البيكلاريوس من جامعة تاوسون الامريكية في بطليمور والماجستير في التاريخ من جامعة فيرجينيا، خلال الفترة من 2004 حتى 2005 شغل رانبيرقر منصب مساعد وكيل الخارجية الامريكية للشؤون الافريقية وقبلها عمل سفيرا للولايات المتحدة الامريكية في مالى خلال الفترة من 1999 حتى 2002 . وفي يوليو 2006 اختاره الرئيس بوش لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في كينيا. ومن يوليو 1995 وحتى يوليو 1999 عمل منسقا للشؤون الكوبية بالخارجية الامريكية حيث اوكلت اليه مهمة وضع وتنفيذ سياسة تهدف لاجراء تحول ديمقراطي سلمي في كوبا وذلك من خلال توفير الدعم والسند لناشطي منظمات حقوق الانسان و منظمات المجتمع المدني المستقلة وقد امضي في هاييتي المجاورة نحو خمسة اشهر ليقود فريق عمل من اجل تحقيق هذا الهدف.
في اغسطس 1994 عمل ميشيل رانبيرقر نائبا لسفير بلاده في مقديشو وقبلها عمل نائبا للسفير في مابوتو عاصمة موزمبيق (1986-1989).
تولي ميشيل رانبيرقر مسؤولية ملف انقولا بالخارجية الامريكية خلال الفترة من 1981 الى 1984 كما عمل في عدد من فرق العمل التي شاركت في المفاوضات التي افضت الى استقلال ناميبيا وانسحاب القوات الكوبية من انقولا.
خلال الفترة من 1989 وحتى 1992 عمل نائبا للسفير الامريكي في البراقواي بأمريكا الجنوبية وخلال عمله نائبا لادارة امريكا الوسطى بالخارجية الامريكية (1992 - 1994) ساعد في تطبيق اتفاق السلام في السلفادور وجهود انهاء الحرب في غواتيمالا.. فهل يا ترى سينجح في مهامه المشابهة في السودان؟ هذا ما ستجيب عليه افعاله في الاشهر بل في السنوات القليلة المقبلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة