|
صلاح الدين عووضة: حلم لم يتحقق هنا !!
|
حلم لم يتحقق هنا!!
صلاح الدين عووضه [email protected]
*رأينا في ما يرى النائم أن الرئاسة أصدرت بياناً مهماً - أو (مهماً) على طريقة الانقلابيين - أعلنت من خلاله جملة من القرارات التي تهدف إلى تخفيف المعاناة عن الجماهير.. ولأن الحلم أعجبنا رأينا أن نحكيه في مساحتنا هذه لنجعل كل من يقرأه (يحلم) مثلنا.. فحلم الجعان عيش كما يقولون.. ولكن أن تحلم بالعيش وأنت جائع خير من أن تكون جائعاً ثم تحرم حتى من نعم الحلم بأنك قد شبعت.. *قلنا نجعل حلمنا هذا هو موضوع كلمتنا في ذاك اليوم علّ وعسى أن يتنبه له من نعنيهم فيتحقق، ومن ثم تكون الحكومة قد خطت خطوة مقدرة في طريق توحيد الجبهة الداخلية قبيل المعركة التي قد نواجهها بعد قسم الرئيس. *الطريف في الموضوع أن كثيرين ممن قرأوا كلمتنا تلك ظنوا أننا نتحدث عن (واقع) وليس عن (حلم) فظلوا في حالة ترقب لبيان يذاع عليهم صبيحة اليوم التالي حول هذا الخصوص ليفاجأوا بالتلفزيون ينقل لهم (تحركات!!) المسؤولين في كل الاتجاهات إلا (تجاههم) هم. *الآن عليّ أن انبه القارئ الكريم إلى أن (لبساً!!) - ربما - حدث في حلمنا ذاك جعلنا نخلط بين حالنا وحال إخواننا المصريين، فصحيفة (الأهرام) المصرية أوردت بالأمس على صدر صفحتها الأولى الخبر التالي: *(أصدر الرئيس حسني مبارك تكليفات عاجلة للحكومة باتخاذ عدة إجراءات سريعة للتيسير على المواطنين خاصة محدودي الدخل من خلال توفير السلع الضرورية بأسعار مناسبة والحد من ارتفاع الأسعار). *أليس هذا جانباً مما (حلمنا) أننا (بشّرنا) به هنا بعد طول احباط ويأس ورهق ومعاناة في مقابل نعيم يرفل فيه متحزبو المؤتمر الوطني؟!.. *نعم.. إنه كذلك، ولكن المفارقة الغريبة وغير المتوقعة أن تجئ الخطوة في اتجاه الشعب من جانب الحكومة المصرية وليس من جانب حكومتنا نحن على الرغم من أن شعبنا هو الأحوج إلى مثل هذه الخطوة. *ثم إن مبارك لا يكتفي بالبشارة المعيشية هذه وإنما يردفها ببشارتين أخريين على صعيدي الحريات والأداء السياسي، فهو قد أكد بالأمس رفضه القاطع لحبس الصحافيين، ثم كلف مجلس الشعب والشورى بتقديم مقترحات حول توسيع آليات المشاركة في السلطة التنفيذية، ودعا كذلك إلى تعزيز حقوق المواطن وترسيخ الحريات العامة ودعم الحياة الحزبية. *كأنما مصر هي التي بصدد أن تخوض حكومتها حرباً ضد القوات الدولية دفاعاً عن استقلالها.. وكأنما الحكومة المصرية هي المتهمة بالبعد عن الشعب وعدم الالتفات إلى قضاياه.. وكأنما الشعب المصري هو الذي طفح بأفراده كيل المعاناة من غلاء المعيشة ورسوم العلاج والتعليم، وتعريفة الكهرباء والمياه، وشبح البطالة والتهميش والإحالة إلى الصالح العام. *ومصر هذه هي التي التفت ملكها من قبل إلى شعبه حين أدرك من تفسير يوسف عليه السلام لرؤياه التي رآها أن سنوات عجافاً مقبلة عليها بلاده.. لقد عمل الملك بما أشار عليه به نبي الله يوسف حرصاً منه على أن لا يجوع شعبه ولم يطالب فقط بتأمين حصته وحصة اسرته وحاشيته ووزرائه من الغلال، ولـ(يحلم!!) بعد ذلك الجوعى من رعاياه بالـ(عيش!!). *لا شك أن لبساً قد حدث في حلمنا ذاك جعلنا نخلط بين (حالنا) و(حال) إخواننا المصريين. *ولأن الشعبين - في النهاية- هما شعب واحد فإننا نفرح لأشقائنا هناك وقد (تحقق!!) حلمنا (لديهم).
www.alsudani.info
|
|
|
|
|
|