|
|
 جبهة الخلاص الوطني الوليدة /علي محمد الشـــــــامي
|
التاريخ:5/7/2006
إنها الجبهة الثانية التي تثور على نظام بلادها في الشرق الأوسط فقد سبقتها جبهة الخلاص الوطني السورية التي أعلنت ميلادها في منتصف مارس من العام الحالي بقيادة القيادي الرفيع السابق في نظام الأسد السيد عبدالعزيز خدام نائب الرئيس الأسد السابق و علي السيد البيانوني المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا و قد تحالف الرجلان تحالفا قويا يهدف إلي إيقاف التوريث الأسدي في الجمهورية القومية البعثية و قد إستقطبت الجبهة حتى الآن المئات من السوريين الموجودين في المهجر و الآن سوف تبدأ العناكب المختبئة طيلة العقود الفائتة بالخروج من أوكارها لتناضل ضد الأسد و زمرته و تشكل هذه الجبهة البعبع الحقيقي للسيد بشار الذي أصبح يوميا يضيق على الحريات الزائفة التي أطلقها مؤخرا حتى لا يدع مجالا لفرفرة المتفرفرين سرا داخل البلاد من خلال تلك الحريات , و لكن الأهم رغم تقويض النظام المتأسد على الجبهة الوليدة إلا أنني أكاد أجزم بأنها ستقلق مضاجع تلك العصابة الحاكمة في دمشق .
أما جبهة الخلاص الوطني السودانية وليدة الأسبوع الماضي و التي تعتبر إمتدادا لنضالات أبناء دارفور من حركتي تحرير السودان و العدل و المساواة و التحالف الفدرالي فهي ليست كتلك الجبهة السورية فهي حركة سياسية عسكرية تقاوم النظام الحاكم من الداخل بل و من إتجاهين الشرق و الغرب و تساندها عدة منظمات دولية لذا فهي وضعيا أفضل من جبهة الخلاص السورية , و سوف أوضح لك أخي القارئ سيناريو تكوين الجبهة ما ترتب على هذا التكوين .
البروفيسور شريف حرير كما سبق و تحدثت عنه في مقال سابق هو أستاذ جامعي في السويد و من أول المفكرين و المنظرين لقيام ثورة ضد المركز قاعدتها دارفور إلا أنه لم يوفق لعدة أسباب و قد كان عضوا في التجمع الوطني الديمقراطي و ربما هذا يعد من الأسباب التي عطلته عن مسيرته لقيام الثورة فكان عليه أن يعلم أن التجمع الوطني الديمقراطي بديناصوراته المتهالكين في القاهرة لن يستطيعوا دعم ثورة جديدة في دارفور بعد أن أعياهم النضال ضد الإنقاذ طيلة 16 عاما و قد تفكك مؤخرا و اصبح عبارة عن شخص يعتبر إمام جماعة طائفية يبحث عن اراضيه المصادرة من قبل النظام الشمولي , و قد تأخر البروف حرير كثيرا مما جعل القطار يفوته في بداية الثورة و كون مع بداية الثورة في 2002 هو و إبراهيم دريج حزب التحالف الفدرالي و كانت لديه مساندة ضعيفة في الميدان لم تؤتي أكلها لأن مني أركو مناوي في ذلك الوقت إستطاع أن يستقطب جميع أبناء عشيرته الزغاوة إلي صفه و عندها أفل نجمه هو و دريج الذي لم يستطع هو الآخر كزعيم دارفوري قديم إستقطاب أبناء الفور لحزبه لأن الشاب الأستاذ عبدالواحد محمد نور أيضا إستطاع أن يجذب أبناء القبيلة الضخمة الفور إلي حركته هو و مناوي آنذاك , و أستمر المسلسل التحريري إلي أن جاء مؤتمر حسكنيته في 2005 و نصب مني أركو مناوي رئيسا لحركة التحرير من خلال إنتخابات كانت عبارة عن مسرحية سيئة الإخراج و منذ ذلك الحين أصبحت الحركة في تخبط دائم لأن السيد مناوي أصبح يفكر في الذات و النفس أمارة بالسوء و أستمر على ديدنه إلي أن وقع في الخامس من مايو إتفاق أبوجا المشؤوم الذي أيده أنصار مني فقط داخل الحركة و أما الباقين فقد إنشقوا عن الحركة تماما و الباقين في الحركة و معترضين قام السيد مني بإعتقالهم و ذلهم حتى هربوا من معسكراته إلي معسكر التحرير الجديد و هو...
معسكر القائد آدم بخيت ...و هو الرجل العسكري الفذ في حركة تحرير السودان الذي رفض مؤتمر حسكنيته الأخير و كان ينبه مني أركو مناوي مرارا و تكرارا من خطورة هذه التصرفات الدكتاتورية التي يقوم بها السيد مني لن تقود الثورة إلا إلي الهاوية و لكن الأخير كان لا يستمع إلا إلي عقله فقط و يفكر في ذاته حسب بعض الحسابات المغلوطه التي يمررها إليه مستشاروه الذين أعتبرهم سذج فقد أشاروا إليه بإعتقال سليمان جاموس و قد فعلها و ماذا أفاده الآن ؟!!! لقد أتت طائرة تابعه للأمم المتحدة و فكت أسر القائد جاموس و طارت به إلي كادوقلي أمام أعين مني و أتباعه و كل هذا لأن السيد مني و مستشاروه لا يعلمون أن هذا الإتفاق تعارضه جبهة عريضة من أبناء السودان أولا و دارفور ثانيا مما يترتب عليه مراجعة المواقف و ترتيب الاوراق مرة أخرى ...إلا أن مني تجاهل أبناء دارفور و قضية دارفور نفسها و مضى في إتفاقاته المجذوبية و أرسل وفد المقدمة إلي الخرطوم و ما أدراك ما الخرطوم!!!!!و في هذه الأثناء كانت إجتماعات مكثفة تجري في أسمرا و إتصالات متواصلة من قبل الدكتور خليل إبراهيم عراب جبهة الخلاص الوطني و أكثر الرافضين بل و المتطرفين تطرفا حادا ضد إتفاق أبوجا و قد إستطاع هذا الأخير أن يبرأ ذمته أمام العالم عندما قالها لزوليك "خذني إلي أي مكان كان لاهاي أو غيرها و لكنني لم أوقع " و حينها ظن الكثيرون أن الرجل أصابه مس من الجنون و هو يقوم بمواجهة المجتمع الدولي الذي آمن بلإتفاق ووعد بالويل لمعارضيه و لكن يبدو أن الدكتور خليل كان أذكى السياسيين الموجودين في الساحه في تلك الفترة فقد كان يعلم توابع هذا اتفاق و معلوماته الإستخبارية من أرض الميدان و من خارج السودان كانت تشير إلي علامات خطر مؤكدة لذا حلل خليل هذا السيل المتدفق القادم من رجالات حركته بالداخل و الخارج و عبر علاقاته الدولية و المحلية الغامضة و خرج بقراره الذي بناءا عليه تبعه الكثيرين من أبناء دارفور بالخارج و كذلك الأستاذ المحامي عبدالواحد الذي كانت كل المؤشرات تشير إلي توقيع الرجل على إتفاق أبوجا إلا أنه وقف الوقفة الشجاعه و قالها لا و لا ثم لا و هكذا أصبح لدى دارفور قادة جدد رغم عد إجماع الكثيرين عليهم إلا أنهم يعتبروا الآن قادة دارفور الذين وقفوا وقفة تاريخية و أستطاعوا أن يزيلوا الإحباط من المواطن الدارفوري البسيط الذي لم يتوقع أن ينهي مني أركو الثورة بأبخس الأثمان .
و الآن يلتحم كل من البروفيسور حرير و آدم بخيت و خميس أبكر (أحد أبناء المساليت و قائد ميداني في مجموعة ال19) و الدكتور خليل إبراهيم و إبراهيم دريج حاكم دارفور في حقبة مايو في جبهة عريضة تسمى جبهة الخلاص الوطني السودانية و هو ما كان من المفترض أن يحدث منذ البداية و تلاحظون أن الأستاذ عبدالواحد ليس من ضمن الموقعين على البيان التأسيسي للجبهة و سوف نجعل لذلك مقالا منفصلا بإذن الله إلا أن الستاذ ما زال رافضا للإتفاق و متحفظا على الجبهة , و حتى الآن لم يعلن عن رئيس هذه الجبهة و أعتقد أن هذا ليس المهم و لكن الأهم هو أن هذه الجبهة ستعد الفرصة الأخيرة للسادة أبناء دارفور ليحققوا شيئا لذا فعليهم نبذ الخلافات و الأنا الذاتية و العصبية حتى يستطيعوا التقدم ضد نظام الخرطوم الذي أثبتت التجربه إنه لا يستمع إلا لصوت الرصاص و الذخيرة الحية و ها هي جبهة الخلاص الوطني السودانية تسمعه صوته المحبوب من على بعد 200 كيلو مترا فقط من أمدرمان من داخل حمرة الشيخ , و أؤكد لكن أيضا إخوتي القراء أن هذا النظام الإنقاذي المتجبر لا يرى إلا نفسه و يثق فقط في دولارات البترول المنهوب من جنوبنا العزيز على مرئا و مسمع من الحركة الشعبية لتحرير السودان و ما أراك ما الحركة و سنتطرق لها ايضا في مقال منفصل .
الجبهة المعارضة الجديدة قد لا نتفائل كثيرا لها من الناحية العسكرية لأن المجتمع الدولي ربما لن يسمح بمناورات جديدة في دارفور من قبل جيش الجبهة و لأسباب أخرى ايضا و لكن!!؟ ستلقى الهجمات العسكرية هنا و هناك صدا يجبر الحكومة على التحاور من جديد مع هذه الجبهة و لو سريا و الله أعلم .
علي محمد الشـــــــامي
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
abcde
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست