الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-12-2006, 01:01 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة

    في محاضرة ارتجلها في العاصمة الأردنية مثيراً دهشة الحضور ...الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي وسهل تنصل النظام العربي من الإصلاح.

    تطرف النظام خلق مشكلة دارفور.. أراد تأكيد هيبته فدول مشاكله الداخلية بـ 16 قرارا لمجلس الأمن
    أراد فرض السلام من جانب واحد على الجنوبيين فانتهى إلى اتفاقية تمنحهم تقاسم الثروة وتقرير المصير
    بوش أكفأ رقيب تجنيد لمنظمة القاعدة.. يحقق كسبا تكتيكيا وخسارة استراتيجية.. والطغاة يجلبون الغزاة

    عمان - شاكر الجوهري :
    فاجأ الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني مستمعيه في منتدى الوسطية للفكر والثقافة، ليس فقط بعمق افكاره وغزارة معلوماته وعمق ثقافته، إنما كذلك، بقدرته على ارتجال محاضرة متكاملة متماسكة استغرقت قرابة الساعة.
    انصبت محاضرة رئيس وزراء السودان الأسبق على الغلو والتطرف والإصلاح، ثم تقديم السودان باعتباره نموذجا على دور الغلو في جلب الغزاة، وتحقيق الخسائر والإنكفاءات. وقبل ذلك، كان قد أوضح كيف أن الغلو لدى بعض الإسلاميين أدى الى تركيز اليمين الأمريكي، كما سهل تنصل النظام العربي من مشاريع الإصلاح.
    واتهم المهدي النظام السوداني بالمسؤولية عن خلق مشكلة دارفور، حين أراد أن يفرض هيبته بشكل خاطىء، فكانت النتيجة تدويل المشاكل الداخلية للسودان.. تماما كما أراد هذا النظام من قبل، والكلام للمهدي، فرض السلام على الجنوبيين من جانب واحد، فكانت النتيجة منحهم اتفاقية تقر لهم بتقاسم الحكم والثروة وحق تقرير المصير.
    هنا نص محاضرة المهدي التي قدمه فيها المهندس مروان الفاعوري رئيس النادي:
    الغلو والتطرف كلمتان مترادفتان. الغلو هو التطرف.. أي الوقوف في الطرف البعيد عن الوسط، وأصله في الحسيات ثم نقل الى المعنويات. وقيل "خير الأمور الوسط، حب التناهي غلط".. "الزيادة عن المطلوب في الأمر افراط، والنقص عن المطلوب تفريط".. أي تقصير.
    ما هو الإصلاح..؟
    فكرا هو أن تمارس حاجة موضوعية للتأصيل وحاجة موضوعية للتحديث. والمطلوب هو تأصيل بلا انكفاء وتحديث بلا استلاب.
    سياسيا الإصلاح يعني ـ في تقديري ـ في هذه المرحلة بالذات المشاركة في الأمر العام، والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون تحت ظل الحريات الأساسية.
    اقتصاديا يعني التنمية المحققة للكفاية، والعدل والتوازن مع البيئة.
    دبلوماسيا يعني النظام العالمي القائم على السلام العادل والتعاون.
    هذا على الصعيد النظري. وسأتناول في سبع نقاط تنزيل التنظير من واقع الإسلام العربي، ثم استشهد بالحالة السودانية.
    دين اعتدال
    النقطة الأولى: الإسلام دين اعتدال "وكذلك جعلناكم أمة وسطى". وقال النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الآية، كما روى أبو سعيد الخدري إن الوسط هو العدل بين طرفي الإفراط والتفريط. وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام علي ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما لليمن، وقال لهما "يسرا ولا تعسرا.. وبشرا ولا تنفرا". وعن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم "ما خير بين امرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما".
    هذا هو حال الإسلام ومرجعياته، لكن المسلمين بشر يسري عليهم ما يسري على سائر البشر من قوانين نفسية في حالة الغضب، والسرور وغيرهما.. والقوانين الجنائية في نزعات الفردانية والجمعية وغيرهما.. والقوانين الإنسانية في ولاء وبراء الثقافات.
    المهم أنه مع وضوح موقف الإسلام المعتدل المتسامح الوسطي، فإن المسلمين يخضعون للقوانين التي يخضع لها سائر البشر.. الغضب والسرور والفردانية.. الخ..
    الناس كلهم، حتى غير المسلمين، يحمدون الاعتدال، ويصفونه بالوسط الذهبي، ويبغضون الغلو، ولكن تأتي عليهم جميعا ظروف معينة نفسيا واجتماعيا تدفعهم من الاعتدال الى التطرف. (إذا غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس، أو تقطر الدم).
    أول ظاهرة غلو في الإسلام قام بها الخوارج. هؤلاء اغضبهم التظلم من خدعة عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري، الذي استغفل. وبذلك حدث في هذا الأمر غضب من الذين اعتبروا أن الحكم من قبل الإمام علي قد استغفل. ولذلك جاء نقدا لهذه الحادثة
    لـو كـان للقـوم أي رأي يدفعـون بـه
    رمـوكم بابـن عبـاس
    ولكن رموكم بسيف من بني يمن
    لايدري ما ضرب اخماس بأسداس


    وتساءل الخوارج: كيف يمكن أن يقبل صاحب الحق التحكيم..؟ قبول التحكيم كبيرة، ومن هنا انتقلوا الى قاعدة "مرتكب الكبيرة كافر". وبذلك كفروا كل من قبل التحكيم باعتباره ارتكب كبيرة. وزاد الأمر سوءا في نظرهم قيام ولاية بني أمية، فتوحشت اجتهاداتهم التكفيرية، ودعموها بحملات باسلة.
    أنا أعتقد أن الخوارج كانوا من أكثر الناس تقوى حسب اجتهادهم، ومن أكثر الناس فروسية وحماسا وشجاعة.. سجل التاريخ تضحياتها وبسالتها وتقواها وفروسيتها حتى أن "غزالة" من قادتهم قيل عن بأسها في مواجهة قادة بني أمية.
    أسد علي وفي الحروب نعامة
    ردّاء تنفر من صفير الصافر
    هلا بزرت الى غزالة في الوغى
    أم كان قلبك في جناحي طائر
    الاستبداد والجمود الفكري
    النقطة الثانية:
    حالتان يجبن أن نعترف بهما قعدتا بالأمة هما الاستبداد والجمود الفكري.
    الاستبداد غيب فريضة الشورى، وهي أساس المشاركة والمساءلة والشفافية. هي فريضة سياسية في ادارة الشأن العام. الاستبداد استسلمت له الأمة على حد تعبير ابن حجر العسقلاني. وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه.
    الجمود الذي ترتب على قفل باب الاجتهاد، وهيمن بالتقليد، وصف نتائجه الإمام ابن الجوزي بالقول: "إن في التقليد ابطال لمنفعة العقل، لأن العقل إنما خلق للتدبر والتأمل، وقبيح بمن أعطي شمعة يستضىء بها أن يطفئها ويمشي في الظلام".
    الاستبداد والكساد الفكري في رأيي تراكما على الأمة وخلقا ما أسماه مالك بن نبي حالة الاستدعاء للاستعمار..!
    الطغاة يجلبون الغزاة
    النقطة الثالثة: صراع الدول ونزعة الدول القوية للتغلب، أو الكيانات القوية للسيطرة، حالة مستمرة في الإنسانية كلها.. سواء بين الكيانات أو بين الدول، التي وصفها عمرو بن كلثوم بالكيانات القبلية.
    لنا الدنيا ومن أضحى عليها
    ونبطش حين نبطش قادرينا
    ملأنا البر حتى ضـاق عنا
    وظهر البحر نملأه سفينـا
    كأنما عمرو بن كلثوم يحذر بكلامه هذا مقدما لوثيقة الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية الصادرة بعد ذلك بألفي عام في سبتمبر 2002 الوثيقة التي جاء فيها "حق شن حرب شاملة على الإرهاب بعون دولي أو بدونه، والإقدام على الهجوم الوقائي المنفرد، وعدم السماح لأي قوة في العالم أن تتأهل كي تنافس الولايات المتحدة". ونفس المعنى ردده الرئيس الأمريكي جورج بوش بقوله "ربما وجدنا انفسنا وحيدين في التصدي للأمور. هذا لا يهم. نحن امريكا".
    لكن الغزاة بنفوذهم هذا دخلوا من مداخل هيأها لهم الطغاة. فالطغاة اطفأوا روح الأمة، ودجنوا شعوبها، على حد تعبير نزار قباني:
    يا سادتي لم يدخل الأعداء من حدودنا
    لكنهم تسربوا كالنمل من عيوبنا

    إن حالة الغزوة الصهيونية في فلسطين لها خصوصيتها، وقد تطرقنا لها في مجال آخر. ولكن الغزو في المجالات الأخرى، وآخرها افغانستان والعراق، فالقاعدة المطردة فيه "الطغاة يجلبون الغزاة، والغزاة يستدعون الغلاة".
    إن حلقة السببية بين الطغاة والغزاة والغلاة في افغانستان والعراق واضحة المعالم. الغلاة قسموا العالم كله الى فسطاطين، واعلنوا فتوى في فبراير 1998 أن قتل الأمريكي مدنيا أو عسكريا في كل مكان في العالم فرض عين على المسلم. والغزاة، والغزو من مظاهر الغلو، بادلوا الغلاة تطرفا بتطرف، في المجالات المختلفة، دعما لحماقات اليمين الإسرائيلي، واهدارا لحقوق الإنسان، كما في غوانتانامو، ولدرجة جعلت ايجور روبرت سفير بريطانيا لدى ايطاليا يقول في عام 2002 مشيرا لهذه السياسات: "إن الرئيس بوش هو أكفأ رقيب تجنيد لمنظمة القاعدة". وفي عام 2005 ظهر كتاب لعالم امريكي هو روبرت بل عنوانه "الموت من أجل الفوز"، يقول فيه: "لقد احصيت كل تفجير وهجوم أودى بحياة فاعله (انتحاري) بين العامين 1980 ـ 2003 في كل العالم، وكان العدد 315 تفجيرا أو هجوما". ثم قال "لا صلة لهذا السلوك بأية ديانة معينة.. فرواد هذا العمل هم نمور التاميل في سيرلانكا، وهم ماركسيون من خلفية هندوسية، وقد نفذوا 76 هجوما انتحاريا من أصل الـ 315 حادثا". وأضاف "إن الهدف المشترك لكل هذه العمليات، مع اختلاف الإثنيات والديانات هو اجبارالدول الديمقراطية على سحب قواتها من اوطان مدبري التفجير أو الهجوم".
    هل تنجح هذه الأساليب في تصفية الطغاة وطرد الغزاة..؟
    الجواب: لا. بل ربما كانت لها نتائج عكسية. ففي الولايات المتحدة ساهمت الهجمات في تمكين المحافظين الجدد، وحولت الرئيس بوش من رئيس مشكوك في شرعيته الانتخابية الى زعيم قومي، إذ عندما انتخب في المرة الأول كان انتخابه مهزوزا للغاية، ولولا قرار المحكمة لما اعتمد رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.. ذلك أن الأصوات كانت لصالح منافسه آل غور.
    الهجمات أمنت كذلك انتخاب بوش لولاية رئاسية ثانية.
    لولا استمرار تحدي الغلاة لما كان انتخب لولاية ثانية لسبب بسيط جدا هو أن ادارة الرئيس بوش كانت ولا تزال ادارة فاشلة وفقا للمقاييس الأمريكية العادية، لأنها حققت أعلى درجات العجز في موازنة الولايات المتحدة، لكن الظرف الأمني تغلب في هذه الحالة على المقياس الاقتصادي.. وأعطى الطغاة أقوى الذرائع لتمكينهم بحجة الحفاظ على الأمن والنظام في كل مكان. وقديما قال العز بن عبد السلام "أي عمل يحقق نقيض مقاصده باطل".
    معالم المشروع النهضوي
    النقطة الرابعة: مشروع الغلاة اكتسب شعبية سوف تزيد مع الأيام ما دام البديل له هو الامتثال لواقع الحال الموصوم بالاستبداد والفساد، أو الاستسلام لتدابير الغزاة.
    إن مشروع الشرق الأوسط الكبير، وهو تدبير من تدابير الغزاة من شأنه تذويب هوية المنطقة العربية والإسلامية من خلال مفهوم جغرافي يطبع الوجود الإسرائيلي مع جيرانها، دون دفع استحقاقات السلام، كما من شأنه رهن مستقبل الإصلاح السياسي كما تقرره نتائج الحوار بين الولايات المتحدة، أو بين الدول الصناعية الثماني والدول العربية. وهذا سيؤدي الى ابطاء الإصلاح وليس تسريعه.
    ما هي فرص مشروع اصلاح نهضوي في التصدي للاحتلال الداخلي.. أي الطغيان، والتصدي للاحتلال الخارجي وتسلم زمام المبادرة..؟
    لكي أتحدث عن فرص هذا الموضوع، سأتحدث تفصيلا عن معالم المشروع النهضوي الذي نسميه بمشروع الإصلاح..؟
    الشارع العربي في رأيي يشهد تيارات فكر سياسي كثيرة اهمها الآن اربعة: اسلامي، قومي، اشتراكي وليبرالي، وهي سوف تواصل سعيها، لكنها لم تعد تستطيع أن تتناول الشأن العام بعذرية. لقد خاضت تجارب الحكم، وينبغي أن تعتبر بنتائجها.
    كل هذه التيارات صار لديها سجل للسلطة سوف يؤثر على مواقفها.
    التيار الإسلامي تمكن من السلطة في ايران والسودان وافغانستان وتركيا وفلسطين.
    والتيار القومي تمكن من السلطة في مصر الناصرية، والعراق البعثي وسوريا البعثية. والتيار الاشتراكي تمكن من السلطة في اليمن الجنوبية سابقا، وجزائر جبهة التحرير، وسودان النظام المايوي (جعفر النميري) في عهده الأول، وصومال زياد بري.
    والليبرالية طبقت في ثلاثة عهود في السودان، وفي مصر قبل 1952 وفي لبنان وغيرها.
    التحليل البعدي لتلك التجارب يؤكد:
    أولا: أن غياب الحرية والوقوع في حبائل الصراعات الدولية على حساب استقلال القرار الوطني هما أكبر خطأين وقعت فيهما كل هذه التجارب.
    ثانيا: لم يعد نفي دور الإسلام في الحياة العامة ممكنا، كما بدا لبعض العلمانيين في منتصف القرن الماضي. فقط ثبتت فاعلية الإسلام في التصدي للاحتلال الأجنبي، كما اتضح رسوخه في الإرادة الشعبية، حتى في أكثر التجارب علمانية.. التجربة التركية. واتضح أنه كلما نالت الشعوب مزيدا من الحرية، أظهرت مزيدا من التوجه الإسلامي. لكنه في تقديري اسلام صحوي يستصحب الديمقراطية، وحرية البحث الذهني والتعايش مع التعددية الدينية وغيرها من مطالب التحديث المشروعة. إنه وفاء له مستقبل. ولم يعد نفي الحداثة ممكنا. فكل البلدان التي عزلت نفسها عن العالم، اضطرت للانفتاح عليه، كما هو الحال في السعودية وغيرها.. لكنه انفتاح مؤهل.. إنه مستقبل له وفاء.
    تأكدت أهمية التنمية لتوفير الكفاية، ولتوفير الإمكانات لحفظ الأمن والدفاع عن البلاد، لكنها تنمية انسانية ذات اهداف اجتماعية كالعدالة ومراعاة توازن البيئة.
    لم يعد تقسيم العالم بين دار سلام ودار حرب واردا، بل العالم كله يتطلع ليصبح دار عهد يقوم على السلام العادل والتعاون وتبادل المنافع "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم".
    في الأعوام الثلاثة الماضية شهد العالم العربي والإسلامي عشرات المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش في كثير من عواصمه وعواصم العالم، وقد انتجت معالم مشروع نهضوي شاركت فيه كافة التيارات الفكرية، وهو البديل الحتمي للآفات الثلاث: الواقع الرسمي العاجز، واجندة الغلاة وأجندة الغزاة.
    هذا الثالوث في رأيي هو الذي يشكل هذه الأشياء المرفوضة، لكن هذا المشروع النهضوي لا يزال يدور في فلك النخب، ومع قوة حجته، إلا أنه ضعيف في مقابل الواقع الرسمي وانشطته الإعلامية والأمنية.
    هذا المشروع النهضوي الآن هو في اذهان وقلوب النخب، لكنه بمقياس العوامل الثلاثة التي ذكرتها نجد الموقع الرسمي في البلدان المختلفة، واجهزته الأمنية والإعلامية قويا جدا، والغزاة وامكاناتهم الهائلة، والغلاة وآلياتهم الرهيبة. الغلاة اقاموا آلية رهيبة قوية عبر تشبيك خلايا وتنظيم وامكانات اتصال هائلة جدا.
    مشروع الإصلاح النهضوي سيظل نخبويا ما لم تتحلق حوله قوى اجتماعية حقيقية فاعلة ذات مصلحة في ازالة الاستبداد والفساد، وفي تمرير الإرادة الوطنية من الهيمنة الخارجية، وفي انقاذ المستقبل من "طالبانية" أممية، تمثل اهداف الغلاة الآن. ما لم يحدث هذا، سيظل المشروع الإصلاحي النهضوي محصورا في نخب، وسيتصارع الأفيال حول مصيرنا بالصورة التي يتصارعون بها.
    الكسب التكتيكي والخسارة الاستراتيجية
    النقطة الخامسة: إن بطلان اطروحة الغلاة على الصعيد النظري أمر سهل جدا، ولكن في غياب بديل ملموس على أرض الواقع، فإن تصديهم واقدامهم سوف يكسبهم أهمية شعبية في غياب البديل. "من لم يجد ماء تيمم بالتراب".
    جاء في تقرير جورج تينت مدير وكالة المخابرات الأمريكية السابق أمام لجنة مجلس الشيوخ في فبراير 2004 "لقد حققنا انتصارات على القاعدة، ولكن نمو المشاعر العدوانية للولايات المتحدة، لاسيما في اوساط السنة، وانتشار اساليب بن لادن التخريبية عبر وسائل غير تقليدية (الإنترنت وغيرها) يؤكد أن تحديا خطيرا يواجهنا سواء استمر وجود القاعدة أو اختفى.. أي أننا نكسب تكتيكيا ونخسر استراتيجيا بالنسبة لهذه الظروف".
    إخفاقات أمريكية
    النقطة السادسة: حرصت منذ مقتل أبو مصعب الزرقاوي أن اطلع على الصحافة العربية الإسلامية والصحافة الغربية، فوجدت أن مقتله أحدث دويا عالميا لم يماثله موت أي زعيم في المنطقة، ولكن موته جلب تعاطفا في اوساط كانت محايدة أو معادية له.
    تميز الزرقاوي بدموية فريدة تمثلت في قطع رؤوس المدنيين، واشعال الفتنة المذهبية في العراق والعمل على نشرها لتعم الخليج كله. وهذا الهدف هو أمنية اليمين الأمريكي.
    من يقرأ كتاب نيكسون الصادر سنة 1999 والذي يتحدث عن نصر بلا حق، يجد أن هذه هي أمنية اليمين الأمريكي. ومن مبادرات الزرقاوي العمل على زعزعة أمن الأردن، وهذا يحرم المنطقة من امكانية تضميد جراحها في فلسطين والعراق.
    إن صمود الأردن واستقراره ضرورة لدرء فكرة الوطن البديل، الذي هو أمنية اليمين الإسرائيلي.
    والدوي الإعلامي الذي رافق الحدث يفوق حجم جماعته.
    هنالك تقديرات عربية وامريكية مفادها أن اعداد الناشطين في احداث العراق يبلغ 77 ألف ناشط، معظمهم من العرب السنة. و77% من هؤلاء هم من الكوادر العسكرية والأمنية للنظام السابق. ويقال إن 16% من العراقيين يرفعون شعارات اسلامية، و7% من خارج العراق، يرفعون أيضا شعارات اسلامية.
    إذا كانت الجماعة محدودة، فإن التضخيم يلبي حاجة الحكومة الأمريكية للادعاء بتحقيق نجاح كبير بعد أن تجاوز قتلاها 2500 قتيل، وبعد أن تدهور الموقف في افغانستان.. إذ قال الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة المركزية الأمريكية في نوفمبر 2003 "إن المواجهات العسكرية التي نواجهها في افغانستان تماثل عدد وضراوة ما نواجهه في العراق. وها هي الصومال تضم اخفاقا ثالثا بانتصار المحاكم الشرعية على امراء الحرب المدعومين اثيوبيا وأمريكيا.
    هذا كله يعني أن امريكا كانت في حاجة الى قصة نجاح كبيرة ساهم فيها التضخيم الإعلامي للزرقاوي ومقتله.
    المشروع الإصلاحي في السودان
    النقطة السابعة والأخيرة: الحالة السودانية.. أنا أعتقد أن الحالة السودانية هي مرجعية في بيان أن الغلو يفسد الإصلاح ويحقق عكس مقاصده.
    في عام 1989 كان السودان تحكمه حكومة منتخبة، يدعمها 80% من نواب الشعب المنتخبين (الحكومة التي كانت برئاسة الصادق المهدي نفسه). وكانت الجبهة القومية الإسلامية معارضة ويدعمها 20% من النواب. وكانت ملفات الإصلاح الوطني في ذلك الوقت هي ملفات:
    أولا: السلام، وبعد تداول بين الحكومة ومن كان يحمل السلاح ضدها، كان هناك وقف لإطلاق النار متفق عليه ومستمر، واستعداد لعقد مؤتمر قومي دستوري في 18/9/1989 وذلك المؤتمر كان متوقعا أن يبرم اتفاقية سلام ليس فيها عنصر اجنبي، وليس فيها مبدأ حق تقرير المصير للجنوب. أي اتفاقية سلام تخلو من أهم خطرين صحبا اتفاقية السلام الحالية، وهما هيمنة العنصر الأجنبي، واعطاء حق تقرير المصير للجنوب، الذي يعني الانفصال. وكانت الحرب في ذلك الوقت محصورة بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان.
    لم تكن هناك الجبهات الحالية التي سأتحدث عنها لاحقا، وهي جبهات عديدة جدا في الشرق والغرب وفي الشمال.
    كان مشروع الإصلاح يقوم على السلام، وهذه معالمه.
    كانت هناك طبعا برامج التنمية، وكانت خاضعة لبرنامج تنموي مدعوما دوليا، باستثناء الولايات المتحدة. وكان البرنامج مدعوم قوميا من خلال مشاركة الحكومة والمعارضة في مؤتمر تنموي قومي أقره. وكان برنامج اصلاح تنموي يستقطب جميع القوى السياسية السودانية.. معارضة وحاكمة، وكان يحظى بتأييد دولي ملموس باستثناء الولايات المتحدة، التي كانت تتخذ موقفا سلبيا من الديمقراطية السودانية لأسباب متعلقة بأننا اوقفنا التعاون الذي كان بين الولايات المتحدة وبين السودان في عهد جعفر نميري، والذي كان من نتائجه تهجير يهود الفلاشا من اثيوبيا لإسرائيل عبر السودان. وكان من نتائج ذلك التعاون في ذلك الوقت تقديم السودان تسهيلات للولايات المتحدة في البحر الأحمر كي تقوم بعمليات تنصت، وكذلك الاشتراك مع قوات امريكية في مناورات ما كان يسمى بالنجم الساطع. كل هذا اوقفناه، وكذلك كنا على علاقة صداقة مع ليبيا ومع ايران الدولتين اللتين كانت امريكا تعتبرهما من بين الدول المارقة، لا يجوز اقامة أية علاقة معها.
    لهذه الأسباب بالذات كانت الولايات المتحدة تتخذ موقفا سلبيا من الديمقراطية في السودان، لكن هذا لم تستطع أن تقنع به الاتحاد الأوروبي، واليابان أو كندا.. الخ.. وهذه كلها دول كانت تدعم التنمية الاقتصادية في السودان.
    ثانيا: التنمية، في ذلك الوقت كانت هناك مشكلة تتعلق بالنفط. السودان اكتشف فيه نفط على يدي شركة شيفرون الأمريكية. لكن عندما استهدفت حركة التمرد بقيادة جون قرنق عمال الشركة الأمريكية، اوقفت عملياتها في السودان، وجمدتها. وكان لديها بالطبع اسباب أخرى، إذ كان سعر النفط متدنيا في ذلك الوقت، فوجدوا أن الأفضل لهم هو حفظ نفط السودان في جوف الأرض ريثما يستغلونه في ظروف أفضل.
    ومن جهتنا كحكومة، تفاوضنا معهم منطلقين من التأكيد على ضرورة استغلال هذا النفط، ثم اتفقنا معهم على إلغاء الامتياز الممنوح لهم إن لم يستغلوا هذا النفط خلال سنتين، ويحق للحكومة السودانية في هذه الحالة أن تبحث عن مستغل آخر للنفط السوداني. وكان ذلك سنة 1989 ذات السنة التي اسقطت فيها الحكومة الديمقراطية بانقلاب عسكري، واستطاعت الحكومة الانقلابية استنادا الى هذا الاتفاق، أن تلزم شركة شيفرون بتنفيذ الاتفاق وأن تبحث عمن يستغل هذا النفط، وأمكن ايجاد مستغلين آسيويين من ماليزيا والصين.
    ثالثا: الأسلمة، باعتبار أن القوى السياسية السودانية في الغالب ليست علمانية، وإنما لديها التزام اسلامي. ولذلك اتفقنا جميعا.. نحن والجبهة القومية الإسلامية والاتحاديين أن نعد مشروعا لأسلمة السودان، بالاتفاق فيما بيننا.. أي تطبيق الشريعة وفقا لرؤية مشتركة بين جميع القوى السياسية السودانية.
    الى ذلك، كانت علاقة السودان جيدة مع العالم كله.
    هذه هي بنود المشروع الإصلاحي في السودان في ذلك الوقت.
    قفزة الغلو
    عندما قرر الانقلابيون الإطاحة بالديمقراطية، قرروا الآتي ابتداء ببرنامج الغلو.
    قرروا تطبيقا فوريا للشريعة، وتقديم عرض سلام من جانب واحد للجنوبيين، إن لم يقبلوه تتم محاربتهم جهادا الى أن يرضخوا ويطبق عليهم مشروع السلام من جانب واحد. كانت تلك قفزة التطرف والغلو التي أتت بنتائج عكسية.
    في العلاقات الخارجية قرروا بعد أن حسموا هوية السودان الإسلامية في الداخل، نشر الإسلام في الدول المجاورة. وهذا استعدى هذه الدول، واستقطبها ضد النظام الانقلابي.
    ثم عقدوا ما اسموه المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ليجمع كل الذين يريدون تغيير نظم الحكم في بلدانهم.. أي أنهم ساروا على قاعدة رؤية ستالين، ولكن برؤية اسلامية بدلا من الماركسية.
    وقد صحبت هذا العمل دعاية هائلة جدا.. "روسيا، أمريكا قد دنا عذابها.. علي إن لاقيتها ضرابها"، واناشيد من هذا النوع، يضاف إليها شعار سنرفع الأذان في الفاتيكان..!
    نتيجة هذه العنتريات، حدث استقطاب حاد في الشمال بين هذا الحزب وبقية المسلمين، واستقطاب حاد جنوبي، باعتبار أنه صار هناك عنصر ديني، وهذا جعل المسيحيين في السودان يستنجدون بالمسيح، ويقومون بحركات كبيرة جدا استنجادا بالعالم الخارجي. وهذا خلق لوبيات عالمية كثيرة جدا، ومضادة للنظام. خلق استقطابا داخليا في الشمال، واستقطابا حادا بين الشمال والجنوب، واستقطابا حادا اقليميا، وآخر دوليا.
    إزاء ذلك بدأ النظام يتراجع أمام هذا الحصار اعتبارا من عام 1997 وكانت قمة التراجع في اتفاقية نيفاشا يناير 2005 السلام في الجنوب، وقد تم التوصل الى هذه الاتفاقية بوساطة كينية، ورافعة أمريكية. وحراسة دولية. وكل الذين عملوا في التوسط وغيره هم إما من دول جنوب الصحراء الإفريقية، أو دول غربية.. أي أنه لم يكن هناك في هذه الوساطات أي وجود عربي أو اسلامي على الإطلاق.
    الحراسة الدولية تجلت بالقرار 1590 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يقضي بأن تأتي الأمم المتحدة بعشرة آلاف جندي لتحرس الاتفاق في السودان.
    قضية دارفور
    ثم نشأت بعد ذلك مشكلة دارفور، وملخصها ببساطة شديدة أنه كان هناك تأثر في العلاقة بين قبائل عربية رعوية نزحت الى جنوب وغرب ووسط دارفور لأنها اصيبت بالجفاف. وكانت تسكن المناطق التي وفدوا إليها قبائل افريقية، تعمل بالفلاحة. فنشأ احتكاك أدى الى تشكيل قوات الجنجويد من قبل القبائل العربية، وهي عبارة عن عصابات أخذت اسمها من "الجن". ورجل الجنجويد هو الذي يركب حصانا ويحمل بندقية E 3.
    عندما بدأ الجنجويد هجماتهم على أبناء القبائل المستقرة، بدأت هذه القبائل تشعر بأن الحكومة لم تقم لنجدتهم وحمايتهم من هؤلاء. ولذلك، شكل أبناء القبائل الإفريقية ميليشيات، انطلاقا من تقدير يرى أن عدوهم هو الدولة نفسها وليس فقط القبائل الرعوية. ولذلك، شكلوا احزابا سياسية مسلحة.. حزب حركة تحرير السودان، حزب العدالة والمساواة.. الخ.. وهذا يرسم معالم الصراع الذي نشأ في دارفور.
    في بداية الأمر، استخفت الحكومة السودانية بهذا النزاع، ورأت أن تلقن هؤلاء درسا، لكي تعلي من شأن هيبة الدولة، فقررت هذه الأحزاب المسلحة أن تلقن بدورها الحكومة درسا. ولذلك، قامت بعملية دراماتيكية، فاحتلت مطار الفاشر (عاصمة دارفور) مما جعل الحكومة السودانية تتصرف بعصبية شديدة جدا، ونادت القبائل التي تقف معها لتحارب هذه الأحزاب وتهزمها. فلبى بعض القبائل العربية النداء، وشكلت ميليشيات تعاونت مع الحكومة.
    الخطة التي رسمت وضعت في اعتبارها أنه ربما كانت بين هذه القبائل وبين ابنائها الذين حملوا السلاح ضد الدولة علاقات، ولذلك يجب تهديدها وتخويفها لكي لا تفعل.. مما أدى الى شن هجمات غير نظامية على قرى هذه القبائل، وهذا خلق مشكلة انسانية فظيعة، لأن هؤلاء هاجروا من قراهم، وشكلوا جماعات نزوح داخل السودان وخارجه، وبينوا أن قراهم حرقت ونساءهم اغتصبت. وقد حدث هذا فعلا، لأن القوات التي قامت بهذا العمل كانت قوات غير نظامية. وأدى هذا الى الشعور بوجود مأساة انسانية هي التي لفتت نظر العالم، وخلقت اولوية لقضية دارفور عن كل قضايا السودان الأخرى.
    نتيجة لأزمة دارفور، دول الشأن السوداني بأكثر مما نص عليه القرار 1590 الخاص بحراسة اتفاقية السلام في الجنوب، وصدر 16 قرارا آخر عن مجلس الأمن، مع أن السودان طوال سنوات استقلاله اعتبارا من عام 1956 لم يصدر بحقه قرار دولي واحد..! منها القرارات 1591، 1593، 1697، وهذه كلها قرارات خطيرة جدا هدفها فرض التدويل على السودان.
    وخلقت اتفاقية الجنوب سابقة جعلت جهات كثيرة جدا في دارفور وشرق السودان وغيره تطالب بالمعاملة بالمثل.. مثلما أعطي الجنوب نصيبه من السلطة والثروة بحسب وزنه السكاني، يجب فعل ذلك بالنسبة للمناطق الأخرى. وهذا كما يقول المثل السوداني "فتح صندوق بندورة" من المطالب المختلفة والمتضاربة. وصحب هذا انتشار كبير جدا للميليشيات.
    الجنوب وحده توجد فيه 34 ميليشيا مسلحة، غير الجيش الشعبي لتحرير السودان. وأصبحت توجد ميليشيات كثيرة جدا أدت بالوضع في السودان لأن يعاني من التمزق والتدويل. والنتيجة أن الإصلاح الذي كان موجودا في السودان، وتعرض لمشروع الغلو هذا، تحول الى نتائج عكسية بفضل الغلو، فيما يتعلق بالسلام، وبالاستقرار في السودان.
    نتائج الغلو
    ضربت السودان مثلا أوضح أن التطرف يؤثر سلبا على مشروع الإصلاح. وأعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يعمم على مختلف المشروعات الإصلاحية الأخرى، من حيث إن التطرف والغلو يأتي بنتائج عكسية، فيما يتعلق بمشروعات الإصلاح في المنطقة..
    الغلو مكن من تركيز اليمين الأمريكي، وفي البلدان العربية مكن الغلو والتطرف الأنظمة العربية من التنصل من مشاريع الإصلاح تحت شعار التفرغ لمواجهة الغلاة، الذي حصل على الأولوية.
    والتجربة السودانية مهمة جدا لإظهار كيف أن الغلو أدى الى اجهاض الإصلاح، وحقق نتائج عكسية. وأعتقد أن هذا الموضوع هو الآن من الأهمية بمكان، لأن الحالة السودانية تظهر أثر الغلو السلبي على الإصلاح، وخلق الظروف التي نراها اليوم، حيث تعاني البلاد من خطر التمزق والتدويل بسبب هذا الغلو. وفي الأصل، فإن الأسطورة اليونانية تمثل الأثر السلبي للغلو على الإصلاح، إذ تقول إن الآلهة زودت شخصا بجناحين تم تثبيتهما على جسده بواسطة الشمع، ثم قيل له يمكنك الطيران، ولكن دون أن تتجاوز ارتفاعا معينا، لأن الشمس في هذه الحالة ستصهر الشمع، وتسقط أنت جراء انفكاك جناحيك. وهذا ما حدث.
    ذات المعنى يكمن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه"، لأن أصل الغلو هو أن الناس تتجاوز قدر نفسها وتبالغ في موقفها، ويأتي ذلك بنتائج عكسية.
    -------------
    *المصدر صحيفة الشرق القطرية
                  

07-12-2006, 03:25 PM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    Quote: ضربت السودان مثلا أوضح أن التطرف يؤثر سلبا على مشروع الإصلاح. وأعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يعمم على مختلف المشروعات الإصلاحية الأخرى، من حيث إن التطرف والغلو يأتي بنتائج عكسية، فيما يتعلق بمشروعات الإصلاح في المنطقة..
    الغلو مكن من تركيز اليمين الأمريكي، وفي البلدان العربية مكن الغلو والتطرف الأنظمة العربية من التنصل من مشاريع الإصلاح تحت شعار التفرغ لمواجهة الغلاة، الذي حصل على الأولوية.
    والتجربة السودانية مهمة جدا لإظهار كيف أن الغلو أدى الى اجهاض الإصلاح، وحقق نتائج عكسية. وأعتقد أن هذا الموضوع هو الآن من الأهمية بمكان، لأن الحالة السودانية تظهر أثر الغلو السلبي على الإصلاح، وخلق الظروف التي نراها اليوم، حيث تعاني البلاد من خطر التمزق والتدويل بسبب هذا الغلو. وفي الأصل، فإن الأسطورة اليونانية تمثل الأثر السلبي للغلو على الإصلاح، إذ تقول إن الآلهة زودت شخصا بجناحين تم تثبيتهما على جسده بواسطة الشمع، ثم قيل له يمكنك الطيران، ولكن دون أن تتجاوز ارتفاعا معينا، لأن الشمس في هذه الحالة ستصهر الشمع، وتسقط أنت جراء انفكاك جناحيك. وهذا ما حدث.
    ذات المعنى يكمن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "رحم الله امرءا عرف قدر نفسه"، لأن أصل الغلو هو أن الناس تتجاوز قدر نفسها وتبالغ في موقفها، ويأتي ذلك بنتائج عكسية.


    لن يشادد الدين احد الا غلبه

    ولي عودة
                  

07-14-2006, 12:52 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: محمد حسن العمدة)

    في انتظار عودتك يا حبيب
                  

07-13-2006, 04:49 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    فوق فوق
    لي عودة لنقاش المادة المرفقة بالبوست
    شكراً الحبيب نيازي
                  

07-14-2006, 12:54 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: lana mahdi)

    شكرا لك اختي الحبيبة للمرور
    وفي انتظار عودتك لاثراء هذه المحاضرة القيمة بالنقاش
                  

07-14-2006, 09:14 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    يا ناس حزب الامة.

    طيب إذا كان ده رأي الصادق المهدي في "اليمين الامريكي", طيب جاي واشنطن يعمل شنوا؟
    الصادق المهدي لم ولن يتعلم أدنى شئ من أخطائه التاريخية. فهو يعتقد نفسه أكبر من العالم أجمع.
    شبه أحد أصدقائي الصادق المهدي بالبائع الذي يريد أن يبيع السلعة التي تعجبه هو للناس, وليس السلعة التي يرغب شرائهاالناس.
    شئ مؤسف أن يكون الصادق المهدي يمارس السياسة حتى اليوم.

    دينق.
                  

07-14-2006, 09:36 PM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    دينق خليك في بوستات العبث والفارغة الكلام الفوق ده بتفهمو لم تكبر شوية
                  

07-14-2006, 09:58 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    مهدي.

    هو سيدك فاهم فيها حاجة أصلا؟

    دينق.
                  

07-14-2006, 10:54 PM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    دينق لم اكن ادري انك مصاب بالدونية الفكرية ايضا
                  

07-14-2006, 11:57 PM

Tariq Sharqawi

تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    Niazee.
    Thanks a ton for this excellent report about the Presedent lecture in jordan, will be back soon to dissect it and disscuss it.
    Deng.
    Please we are trying to create a positive and clean atomsphire in this board and if you want to discuss any point in particular welcome but please don't try to destroy and get everybody off track. Thanks a lot.
    Sharqawi
                  

07-15-2006, 03:59 AM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: Tariq Sharqawi)

    الاخ دينق
    لم افهم ما ترمي اليه هل امريكا ملكا ليمينهاالمتطرف حتى يمتنع
    الصادق المهدي عن الذهاب اليها ؟ثم ان كان كل انسان رأيه يمنعه من الذهاب
    للبلد التي يخالف شريحة فيها الرأي فقطعا لاداعي لوسائل المواصلات ثم هل انت في وفاق مع كل شرائح المجتمع الامريكي حتى تتواجد بها.
    عموما الصادق اعتقد انه يقصد انه التطرف والغلو الموجود على ساحتنا قد اسهم في زيادة اسهم اليمين الامريكي . شكرا لمرورك .
    الاخوان مهدي طارق
    شكرا لمروركما .. وفي انتظار عودتكما لاثراء الحوار .
                  

07-15-2006, 04:11 AM

lana mahdi
<alana mahdi
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 16049

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    Quote: يا ناس حزب الامة.

    طيب إذا كان ده رأي الصادق المهدي في "اليمين الامريكي", طيب جاي واشنطن يعمل شنوا؟
    الصادق المهدي لم ولن يتعلم أدنى شئ من أخطائه التاريخية. فهو يعتقد نفسه أكبر من العالم أجمع.
    شبه أحد أصدقائي الصادق المهدي بالبائع الذي يريد أن يبيع السلعة التي تعجبه هو للناس, وليس السلعة التي يرغب شرائهاالناس.
    شئ مؤسف أن يكون الصادق المهدي يمارس السياسة حتى اليوم.

    دينق.

    ياها دي يا دينق الشطارة و السياسة الصح و الشجاعة
    يجي للامريكان في عقر دارهم و يقول ليهم اللي نفسو يقولو ليهم
    بعديت الامريكان ديمقراطيين.زولا ما عادوا ديمقراطيين؟؟
                  

07-16-2006, 05:46 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: lana mahdi)

    معلوم ان التطرف يجلب تطرفا مضادا ولكل فعل رد فعل فخير الامور اواسطها وورد في الحديث الشريف احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون صديقك يوما ما . ان التطرف الديني عقيدة الجبهة الاسلاموية هو الذي ادى الى الوضع السياسي والانساني والاقتصادي والاجتماعي السي الماثل الان وهو الذي انتج اتفاقية نيفاشا الغريبة حتى عن ابسط قيم السماحة والعدالة في المجتمع السوداني فبدلا من تبسط العدل والسلام وتحاسب الظالم- اي الاتفاقية - امدت في ايامه ومنحته الشرعية لا لشي الا لان طرفا الاتفاقية مشتركون في كثير الخصائص والسمات والتي يمكن اجمالها في - الارهاب - واتساخ الايدي بدماء ابناء شعب السودان وهي محاولة من طرفيها لعبور مخاطر المحاكم الجنائية الدولية عاجلا ام اجلا ولكنها محاولة فاشلة لان العالم تجاوز مراحل عفى الله عما سلف واصبحت هناك قيم انسانية مجمع عليها منها محاكمة كل من ارتكب جرما جنائيا مثلما حدث في جنوب وغرب وشرق السودان والادلة تتحدث عن نفسها .

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    Quote: طيب إذا كان ده رأي الصادق المهدي في "اليمين الامريكي", طيب جاي واشنطن يعمل شنوا؟


    طبعا جاي لغير اليمين لقلب وضمير الشعب الامريكي .

    وجاي للمعتدلين من ابناء الشعب الامريكي


    وكمان عشان يغيظ دينق ويرجع

    لسع ما اتفشيت ؟؟؟؟؟
                  

07-23-2006, 05:17 PM

Abdelrahman Elegeil
<aAbdelrahman Elegeil
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 2031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصادق المهدي: الغلو ركز اليمين الأمريكي والطغاة يجلبون الغزاة (Re: نيازي مصطفى)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حزب الأمة القومي- المؤتمر الصحافي رقم (19)

    الزمان: الأحد 23 يوليو 2006م المكان: دار الأمة

    كلمة رئيس الحزب


    أخواني وأخواتي. أبنائي وبناتي، ضيوفنا الكرام،
    السلام عليكم ورحمة الله، ونشكركم على تلبية دعوتنا في هذا الظرف الوطني، والإقليمي، والدولي العصيب ونرى أن بيان الرؤى وتبادل الآراء عبر أجهزة الإعلام واجب وطني. كنت قد دعيت لمؤتمر في ألمانيا أقامته منظمة برتلسمان وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية مابين 14- 16 يوليو الجاري. على أن ألبي دعوة اللجنة التنفيذية لنادي مدريد في نيويورك في يوم 19/7 وكنت أزمع على هامش الزيارة أن ألتقي بمسؤلين أمريكيين وأعضاء في الكنغرس الأمريكي، كما أعقد لقاءات مع مواطنينا في المهجر وقد أُعدّت تلك البرامج. ولكن نتيجة للهجوم الإسرائيلي الوحشي على غزة ثم على بيروت بعد أسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة وما وصلني من أخبار مزعجة عن اقتتال شمل أهلنا من قبائل الرزيقات، والهبانية، والفلاتة، رأيت ضرورة العودة للبلاد للمساهمة في مجهودات الدعم الشعبي السوداني للمقاومة والتصدي للعدوان ولدعم المجهودات المطلوبة لإبرام الصلح القبلي في جنوب دارفور. وقبل حضوري إلى البلاد شرعت في التفاكر مع أجهزة الحزب حول حقائق الموقف الداخلي والعربي والدولي. واتفقنا على ماينبغي عمله. ثم تقرر عقد هذا المؤتمر الصحافي الذي سوف نتناول فيه أربع قضايا:
    القضية الأولى: أخطاء السياسة الأمريكية: استقر في ذهني انطباع أثناء مؤتمر ألمانيا هو أن هناك بقعة عمياء تحجب الذهنية السياسية الغربية التي تقودها الولايات المتحدة فتحول دون فهم حقيقة الأوضاع في عالمنا. بل تجعلها تأتي غالبا بنتائج عكسية. وانطباع ثان هو أنه مع كثرة المؤتمرات والحوارات الهادئة المتسامحة فإن هذا المناخ المعتدل يسير في اتجاه بينما يسيرالواقع الميداني في اتجاه آخر تحكمه عوامل التطرف من الجانبين. وقد ظهرت حقيقة هذه الانطباعات جلية عبر الملفات الأربعة التي تبادلها البحث والحوار:
    أ- الملف الأول: الاصلاح الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط: وقد كان واضحا أن المنطقة العربية في مؤخرة العالم من حيث التحول الديمقراطي وأن الاصلاح فيها يسير بحركة سلحفائية. وأن السياسات الغربية لعبت دورا في دعم الاستبداد في المنطقة وفي بطء الإصلاح حاليا وفي تقييد مبادرة الدول الثمان فكأنها حالة ساقية تغرف من البحر وتصب فيه.
    ب- الملف الثاني: الملف النووي الإيراني: السياسة الأمريكية تعطي إيران دافعا قويا لتكثيف الدفاع عن نفسها لأنها تصفها بمحور الشر وبأنها راعية للإرهاب وتعلن عن احتفاظها بحق الهجوم الأحادي والاستباقي. وتتبع معيارا مزدوجا لأنها لا تمنع التمكين النووي الإسرائيلي. ومع ذلك تطالب إيران بالكف عن تطوير التقنية النووية حتى لأغراض مدنية فكأنها تثيرها ثم تنصحها بالهدوء!.
    ج- الملف الثالث: أمن الخليج: ومعلوم أن دول الخيلج غير متكافئة في قوتها وعدد السكان. وهذا يؤدي إلى عدم التوازان. الدول الأضعف خاصة بعد انهيار النظام العربي صارت تتطلع لحماية من خارج المنطقة. الحماية الأمريكية تحرص على إقصاء الدول الخليجية الأقوى من نظام الأمن في الخليج وهذا يزيد من عدم الاستقرار في الخليج. فكأنها حالة ألقاه في اليم مكتوفا وقال له لا تبتل بالماء!.
    د- الملف الرابع: سلام الشرق الأوسط: في هذا المجال أعيد التأكيد على خريطة الطريق بعد أن نفضت إسرائيل يدها منها وغيرت الواقع الميداني. السياسات الإسرائيلية دفعت الموقف الفلسطيني إلى مزيد من الراديكالية. وهي التي هزمت خط رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وعندما صوت الشعب لصالح حماس اتجهت إسرائيل وأمريكا إلى تدمير السلطة الفلسطينية بكل الوسائل مما سيدفع إلى راديكالية أكثر.
    بدأ لي واضحا أن تعاملات السياسة الأمريكية مع المنطقة تحقق عكس مقاصدها، وطرحت على أحد أكبر رجال المخابرات الغربيين سؤالين: ألا توافقني أن كل سياساتكم في منطقتنا الآن فاشلة؟ ألا يدل هذا على أن صناع القرار يعانون من لوثة ما؟.. أجاب على السؤالين بنعم!
    وإمعانا في هذه الغفلة ومع كل مايحدث الآن في المنطقة يقولون إن السيدة كونداليزا رايس سوف تزور المنطقة وتبشر بشرق أوسط جديد. يدهشني جدا إن وجدت من يستقبلها في المنطقة. وإن فعل فرغم أنف شعبه.. يدعمون هجمة إسرائيل ويزيدون تسليحها ودون حياء يطرحون على المنطقة تصوراتهم التي لا تخرج عن إخضاعها لإرادة الغاصبين ثم يتساءولون لماذا يكرهوننا؟!.
    القضية الثانية: الهجوم الإسرائيلي على غزة وعلى لبنان: ودون دخول في التفاصيل فإن إسرائيل كيان غرسته الهيمنة الدولية على حساب شعب فلسطين ولا توجد إمكانية لحل تفاوضي بين المغتصب وصاحب الحق. وسوف تستمر الحروب وتزداد عبر الشعوب والأجيال ما لم تتمكن الإرادة الدولية يوما ما من فرض سلام عادل وشامل. أما الحرب الحالية فإن إسرائيل صعدت قضية ثلاثة جنود أسرى لتصفية المقاومة لاحتلالها ولإحداث شروخ في الصف العربي الإسلامي. وأمريكا دعمت هذا التصعيد لأنها تعتبر المقاومة إرهابا ولأنها تريد توجيه رسالة لإيران عن طريق تدمير أحد حلفائها. هذه الأهداف لن تتحقق ولهزيمتها المطلوب من شعوب المنطقة دعم المقاومة وتوحيد الصف توحيدا يعلو فوق التفرق المذهبي والحزبي، وتسيير المواكب الشعبية لرفض العدوان، ومطالبة الحكومات باتخاذ مواقف حازمة بدءا بتأييد المقاومة، وإدانة العدوان، وإدانة مواقف المؤيدين له، واستخدام إماكاناتها الاقتصادية ضد المعتدين، وقطع أية علاقات مع إسرائيل، وكفالة حرية التعبير الحركية للمواكب الشعبية وتكوين صندوق لتعويض الضحايا ولإعادة تعمير غزة ولبنان. ومن جانبنا فإننا سنخاطب الأمم المتحدة ومؤتمر الدول الإسلامية والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي لاتخاذ مواقف واضحة ضد العدوان وعزمنا على تنظيم موكب جامع يسير فيه الشعب السوداني تعبيرا عن رفض الظلم والعدوان.. يؤهلنا لهذا الموقف أننا مع الشرعية الدولية باستمرار، ونستند على شرعية ديمقراطية انتخابية، لا شبهة في انحيازنا حزبيا لحماس ولا لحزب الله وكنا ولا زلنا ضد الإرهاب الذي يبطش بالمدنيين والعزل، وكنا ولا زلنا ندعم مبادرات السلام العادل الشامل. مما يجعل موقفنا خالصا لوجه الحق والعدل.
    القضية الثالثة: اقتتال الزريقات والهبانية والفلاتة في جنوب دارفور:
    أولا: يجب أن نقر أن حكومة السودان اليوم تتصدر قائمة الدول الفاشلة. وكان أحد مقاييس الفشل تفشى النزاعات المسلحة داخل البلاد وفشل الحكومة في احتوائها. وتعدي قوات مسلحة من دول الجوار على حدود البلاد وفشل الحكومة في الحيلولة دونها فانفلات الأمن في ربوع البلاد هو أحد نتائج هذا العجز.
    ثانيا: يجب أن نذكر ما قاله ممثلو مجلس شورى الرزيقات والهبانية أنهم نبهوا لوجود إرهاصات صدامية وطالبوا بقوات للحليولة دونها دون استجابة من السلطات.
    ثالثا: الإدارة الموجودة في ولايات دارفور الحالية إدارة أخفقت تماما في إدارة وحل الأزمات وتحت مسئوليتها يشهد الإقليم تفلتا أمنيا وترديا إنسانيا غير مسبوق. وهذا يعني فشل هذه الإدارة وقد قلنا سابقا ونكرر ضرورة استبدال هذه الإدارة في مستوياتها العليا لفشلها التام ولأن جزءا كبيرا منها موضع مساءلة جنائية.
    رابعا: دارفور تشهد اليوم نزاعات مسلحة زادت منذ التوقيع على سلام أبوجا الناقص. زدات كما ونوعا وقد شرعنا في معالجة واسعة لها بإجراء اتصالات مع كل الأطراف داخل وخارج دارفور لاحتواء النزاعات البينية والتركيز على برنامج سياسي إصلاحي واحد يدعمه الجميع ويستخدم وسائل الجهاد المدني.
    خامسا: إننا إذ نترحم على أرواح القتلى من كافة الأطراف نطالب بالإهتمام التام بالجرحى وإكمال كافة إجراءات الصلح والتعويضات والديات. ونناشد الجميع ضبط النفس ونبذ العنف.
    سادسا: نطالب بتكوين لجنة تحقيق محايدة وعادلة لتحديد المسئولية الإدارية والجنائية عما حدث وإنزال العقوبة بمن تثبت إدانته. ومن جانبنا شرعنا في التحقيق لإجلاء الحقائق.
    القضية الرابعة: المطلوب الآن
    الموقف السياسي السوداني الآن في غاية الخطورة فاتفاقية نيفاشا تتعثر واتفاقية أبوجا ولدت ميتة والدور المطلوب للأمم المتحدة في دارفور موضع استقطاب حاد داخل الحكومة ومابين الحكومة والمعارضة. بعض الناس يحاول علاج الموقف بلقاءات عقيمة بين طرفي الاتفاقية وبعضهم يستنجد باصدقائه في الداخل والخارج. اتفاقية نيفاشا حققت خطوات ضرورية ولكن ليست كافية. أما اتفاقية أبوجا فقد قتلها الإبقاء على سياسات نظام "الإنقاذ" الفاشلة والإبقاء على سقوف نيفاشا الضيقة، وهي نفس العوامل التي سوف تخنق اتفاقية الشرق المزمعة ويضرها أيضا أن التفاوض لإبرامها ينطلق من نفس الموقع الذي تزامن فيه انطلاق التصعيد ضد اتفاقية أبوجا. إن نهج استبعاد المجتمع السياسي، والمدني، وحصر التفاوض من أجل السلام والاستقرار في الانقلابيين والمسلحين، وسوابق التوزيع الجهوي للسلطة والثروة دون مقاييس موضوعية، والركون لروافع خارجية تجهل الواقع السياسي والاجتماعي السوداني، نهج يزيد من الأمر سوءا ويزيد الحكومة عجزا. صار واضحا للكافة أن الحلول بالقطاعي غير مجدية ولا بديل لملتقى جامع يزيل عيوب الاتفاقيات الحالية، ويضع برنامجا متفقا عليه للتحول الديمقراطي ويحسم الموقف من دور القوات الدولية، ويختار حكومة قومية قادرة على إدارة الشأن الوطني.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de