بمثلِ ما للريحِ من جسارةٍ وما للجهاتِ من يقينْ خذ ما تبقى من ركامِ العمرِ ثم غادر موتَك اللعينْ فالآن فيكَ تنتصبُ المآتمُ تنادم أشلاء الفجيعةِ تستبيح أقاليم هذا الدمِ الحزينْ وفى كلِ ناحيةٍ تجلس بوصلةٌ يتيمة لا تشير سوى إليكَ كنايةً عما نحتته الريح وشماً يستوطن سطحَ الحلمِ ينتظر الشمسَ، نائماً متشبثاً بيقظةِ الجدرانِ ببوارِ جهاتك السقيمة
بمثل ما للريحِ من جسارةٍ ما للجهاتِ من يقينْ
خذ ما تبقى من مأدبةِ اللعناتِ رملاً من تفاصيلِ الهزيمة رماداً من مجامرِ السنينْ أو إِقْنع بما تساقط حولك من ريشِ الخسارة فهو بعض نشيدٍ يستبيح دمَ العبارة هو لفحٌ لئيم من هجيرِ الجهاتِ يشارك الغريبَ ظلَ فرحه النحيل هو ظمأٌ مقيم يسخرُ من أحلام الموجاتِ يجوسُ بين تجاعيد الوقتِ يخدش حلمَ النهرِ ونومَ طينِه النبيل هو ما قالته الليلاتُ سراً عن فجيعة الأرضِ عن قبورٍ تبيع نهارَها جهراً لشهوةِ الترابِ عن معنىً يقتحم لهاةَ التأويل ْ عن موتٍ لا يحتمل التأجيلْ
إِقنَع بما ينِزُّ من شقوق الصبرِ ذلك المصلوبِ على حوائطِ الرحيلْ وسافر ففى الأسفارِ خمسُ مهالكٍ تسرقُ أنوارَ البشارة
حطت الريحُ على سفحِ الجرحِ إختبأ الضوءُ عميقاً تحت لهاثِ الأقدامِ وأغنياتُ خلعت حناءَ لحنها القديمِ جاءت ترسم فوق ألواح الهواءِ صورَ الأيامِ قلقَ الفصولِ رائحةَ الأحلامِ مواقيتَ الأفولِ
الريحُ الآنَ تبْذرُ طعمَ الحرفِ اليابسِ فى لحمِ اللغةِ العمياء والجهاتُ لبست كيدَها العظيمِ وأفلتت تنادى خذ من جيبِ المسافةِ ما تبقى من نزيفْ ما قد يسدُ رمقَ الصحوِ النائمِ فى أغوارِ الماء فى ظنِ أفئدةِ الخريفْ ما قد يمهلُ شبقَ نعاسِكَ فيك يضرب للعينينِ مواعيداً لعناقِ الحلمِ لأحجيةً عذراء الطعمِ وسادةَ من شفقِ الشوقِ أغنيةً للسماء لأعراسِ الغيمِ
فالليلُ قد علمَ الغريبَ جميعَ الأسماء قال للأحزان أسجدى أمامَ شوقه المكين فسجدن جميعاً إلا الغيابَ سيدَ الشقاء
نحن يا سيدى الذين ننتمى إليكم ليس فى أحايين فقط، بل على دوام مسيرة الأشياء
فأنت أصل صميم يا شرنوبى، ومن لدنك ينهض المعنى
وأنا أقول الكلمات أعلاه أتكئ على ما تمثله قيم الوطن والأرض والوجدان الواحد ومن ثم توالد الحس وتفتق الشعور بماهية وكينونة الأشياء جميعا وما تراكم من إرث تليد فى أعماق الوعى واللاوعى أيضا
وإن شئت التحديد أكثر، سأقول بعظم ما تمثله لنا حضارة النوبة من معانِ وأسس قامت عليها أعمدة التكوين التى تشخص الآن ماثلة داخل الأرواح وأمام العيون
لهذا قلت لك يا شرنوبى إننا نحن الذين ننتمى إليكم
أهديك التحية مجددا، وأرفق معها وداً لا ينتهى وتقديرا جزيلا وإمتنان عظيم
ودم طيبا وسعيدا
07-15-2006, 02:54 AM
بدرالدين شنا
بدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514
وأنا أيضا والله يا سوباوى لا أكن لكم إلا ما تحتويه هذى الحشايا المتعبة وليس فيها غير المحبة
Quote: أن ترده خصباً كما كان مثمراً بفاكهة النضال شارعاً ظله لاستقطاب العصافير الرذاذ والمخلصين من أبناء السبيل .. أن ترده دون قيد أو شروط نحو العلاقات القديمة ضحك البنات المعافى جلسة البن وطعم الزنجبيل أن ترده فرحاً عبثياً في عيون داره .. دافعاً بالرتاج ..
وآهٍ يا سوباوى من كثرة القيود والشروط فهى دوما من تلك الشاكلة التى لا تستطيع معها فكاكا
فلآن لا ثمر ولا قمر ولا جلوس إلا أمام رهق وكبد لؤم المسافات المغبرة
ومعك أتمتم مستجديا بل هاتفا
أنْ خذنا يا موكبَ الشمسِ الى حيثُ الأغنيات مغموسة فى ندى الصباحْ أو حين يعطرها بأنسه المساء ليفوح أريجُ الوطن الساكن فينا فى عشقِنا المباحْ
أنْ قدنا الى حيث الأمنيات مخبأة بين ضجيج العيونِ وصمت الجراحْ
أن عمدنا يا وهجَ الأمسِ بضياءِك المسكون بطعمِ العمرِ بماءِ الأفراحْ أو خذ الحياةَ رهينةً ودعِ النزيفَ مطلقَ السراحْ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة