|
|
 خمسة ملايين مصاب بالسرطان في السودان والمرض تمدد في الجنوب
|
خمسة ملايين مصاب بالسرطان في السودان والمرض تمدد في الجنوب
مدير مستشفى الذرة : المرض إنتشر بصورة مخيفة ونتوقع إصابة 30٪ من السكان
تحقيق : اماني ابشر
اطلقت ادارة مستشفى الذرة ، تحذيراً من زيادة نسبة الاصابة بمرض السرطان والذي احتل الآن المرتبة الثالثة. وقالت ان هناك خمسة ملايين حالة اصابة يتوقع ارتفاعها خلال الاعوام القليلة القادمة. واضافت أن الجنوب وقبل ثلاثين عاماً لم تكن به اصابات بأعداد مخيفة. لكن الآن انتشر فيه السرطان خاصة سرطان عنق الرحم والثدي.. في حين لا توجد مراكز علاج كافية ، اذ يوجد مركزان فقط للعلاج بالخرطوم و الجزيرة.. ويعاني المستشفى الذي يستقبل يومياً نحو 200 شخص مريض من نقص حاد في اجهزة العلاج بالاشعة إذ يوجد به جهاز واحد. مما يضطر المرضى الانتظار لاكثر من ثلاثة اشهر للحصول على العلاج.
يقول د. حسن محمد أحمد مدير مستشفى الذرة ان الانسان عرف مرض السرطان منذ القدم، حسب ما ذكره علماء الاجناس ، وانه في عهد الفراعنة اصاب مكلتين ، واحدة بسرطان الثدي والاخرى في الرقبة.
وذكر ان الاصابة بالمرض ارتفعت نسبتها في الآونة الاخيرة ويرجع ذلك للتطور الصناعي، اذ اثبتت الدراسات والبحوث التي أجراها علماء علم الوبائيات ، ان المسببات الرئيسية للمرض في العالم هي تلوث البيئة الناتج عن المخلفات الصناعية سواء كانت هذه المخلفات كيميائية او اشعاعية ، فهي كلها سموم تهلك البشر.
كما ان التغيير في نظام الغذاء الناتج عن الثورة ا لصناعية التي وفرت الامكانيات لشراء الوجبات الجاهزة والمصنعة له اثر في ارتفاع نسبة المرض حيث انصرف الناس عن الغذاء الطبيعي. واضاف ان الدراسات اثبتت أن السمنة تسبب كثيراً من الأمراض منها السكري ، الضغط ، وتصلب الشرايين وبعض الاورام السرطانية. وتجاهل الناس اكل الخضروات والاكثار في اكل الدهون الحيوانية مما يعرض الشخص للاصابة بالسرطان.
واضاف د. حسين ان التبغ هو القاتل الحقيقي الاول للانسان حسب تقارير منظمة الصحة العالمية اذ يتسبب في وفاة خمسة ملايين شخص في العالم سنويا. وان شخص واحد يموت في كل »١١« ثانية في العالم بمرض السرطان الناتج عن التدخين. فضلاً عن أن التدخين يسبب مرض الشرايين وامراض الجهاز التنفسي والقلب وضغط الدم.
وقال مدير مستشفى الذرة أن السودان وهو من بين دول العالم النامية يدفع الآن ثمن نقل نمط الثورة الصناعية ، ففي جنوب البلاد وقبل ثلاثين عاماً لم يكن السكان يعرفون هذه الامراض إلا في حالات نادرة. لكن الآن هناك اشخاص بالجنوب مصابون بأمراض السكري أو الضغط أو التهابات المرارة لانهم اصبحوا يتناولون وجبات بها دهون بكميات كبيرة فيما كانوا في السابق يعتمدون في وجباتهم على الخضروات والسمك واللبن والفواكة الطازجة. وتوقع ان ترتفع نسبة الاصابة بمرض السرطان في الجنوب و هناك دراسات اجريت في هذا المجال تشير إلى ان سرطان عنق الرحم سجل رقماً عالياً في الجنوب ويمثل 30٪ حالة اصابة وسط نساء الجنوب فيما يمثل سرطان الثدي ٠٢٪ فقط. وعند مقارنة هذه النسب بكل نسب الاصابة في السودان نجد أن نسبة الاصابة بسرطان الثدي هي الاكثر شيوعاً وتمثل 34٪ في البلاد وسرطان عنق الرحم يمثل 14٪ وهذا نتاج للسلوك الجنسي في المجتمعات بصورة غير صحيحة.
فكلما كان هناك انفلات في المجتمع كلما زادت نسبة الاورام في عنق الرحم. وهذا ليس حصراً في افريقيا بل يوجد في امريكا الجنوبية والهند.
وتوقع د. حسين ان ترتفع نسبة الاصابة بالمرض في السودان الى 30٪ من مجموع السكان البالغ عددهم 35 مليون. وأرجع ذلك إلى عدة عوامل منها :-
١- التحسن الذي طرأ على الآلية التشخيصية وتشمل الاشعة المقطعية والرنين المغنطيسي.
٢- زيادة الوعي وسط المواطنين.
٣- انتشار الخدمات الصحية والعلاجية خارج الخرطوم خاصة بعد انتشار كليات الطب الجديدة.
٤- ثورة الاتصال التي أدت إلى زيادة التواصل بين المركز والولايات.
وقال ان البحوث والدراسات تشير الي ان هناك زيادة مضطردة في نسبة الاصابة في دول آسيا يوماً بعد يوم. لذلك نتوقع ان تزداد ايضاً في الدول النامية في عام 2020 بحيث تكون نسبة الاصابة فيها اكثر من ثلثي نسبة الاصابة في العالم.
اما في السودان و-الحديث لمدير مستشفى الذرة- فالاحصائيات تشير إلى ان السرطان هو المرض الثالث المسبب للوفيات. فهناك زيادة حقيقية في نسبة الاصابة غير مسجلة وغير معروفة لدينا. ونحن نسعى للوصول إلى تغطية كل الحالات في السودان والبالغ عددها خمسة ملايين حالة اصابة. بمعنى اننا بحاجة لعدد سبعة مراكز للعلاج في حين انه يوجد الآن مركزان فقط في ولايتي الخرطوم والجزيرة. واكد اهمية انشاء مراكز أخرى في كل ولايات السودان حتى تتم تغطية كل الحالات. مشيراً إلى هناك جهود لانشاء مركزين بالخرطوم والشمالية.
وأشار د. حسين الى ان 78٪ من الحالات تصل للمستشفى في المرحلة الثالثة أو الرابعة وهي مراحل متأخرة واحياناً لا يجد المرضى العلاج السريع بسبب كثرة العدد وقلة الاجهزة. ويحتاج مرضى هتين المرحلتين الى اكثر من نوع في العلاج، فكلما كان العلاج سريعاً كلما استطعنا محاصرة المرض. فيما ٢٢٪ من الحالات تصل المستشفى في المرحلة الأولى او الثانية.
وذكر ان هناك اتفاق بين منظمة الصحة العالمية والمشروع القومي لمكافحة السرطان بالسودان منذ 1982م وهو مشروع يعتمد على أربعة قواعد اساسية:
١- الوقاية الاولية بالابتعاد عن العادات الضارة وحماية المواطنين من مسببات مرض السرطان. فإذا استطعنا ذلك فيمكن الحد من المرض.
٢- عدم التعامل مع المواد الكيميائية الضارة التي تسبب المرض مثل مادة DTD ومحاربة صناعة الاسبستوس.
٣- استعمال المصل الوقائي ضد الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم وبعض الامراض المنقولة جنسياً. وقد توفر هذا العلاج لدى مجلس الدواء الامريكي الذي اعلنه مؤخراً ويمكن استيراده اذا توفرت الامكانيات.
٤- الحد من السلوك الجنسي غير القويم والابتعاد عن التدخين والمدخنين.
٥- الاكتشاف المبكر وإجراء المسوحات الطبية لاكتشاف الاورام في المراحل الاولى. وعلى رأسها سرطان الثدي وعنق الرحم والفم لان هذه الانواع تصيب السيدات علماً بأن هناك ٧ مليون يستعملون التبغ. واضاف د. حسين ان المستشفى تعاني من نقص حاد في اجهزة العلاج، وان الوضع اصبح حرجاً وقال : أناشد عبر (الانتباهة) وزير الدولة بوزارة المالية الذي أوصى في وقت سابق بشراء جهاز جديد للمستشفى وتبنى وكيل الوزارة التوصية بضرورة شراء الجهاز حتى تتمكن المستشفى في تقديم العلاج للمرضى.
وللتأكد من ذلك قمنا بجولة داخل المستشفى ووجدنا ان هناك أربعة أجهزة معطلة تماماً عن العمل في الوقت الذي تستقبل فيه المستشفى اكثر من 200 حالة اصابة ثابتة تحتاج لعلاج بالاشعة يومياً هذا غير الحالات الطارئة التي تصل للمستشفى فالمريض ينتظر نحو ثلاثة أشهر لكي يجد فرصة العلاج بالاشعة - وأن اكثر الحالات هي سرطان البلعوم والفم والثدي وعنق الرحم وأن ثلث الحالات تأتي للمستشفى متأخرة.
اما ثلثا المرضى الاخرين فهم يتلقون العلاج بالاشعة واحياناً يعطون علاجا كيميائيا وهو بديل للاشعة لحين ايجاد فرصة لهم بالاشعة.
أما عبد القادر محمد المسؤول عن تنظيم وتحديد المواعيد للمرضى لتلقي العلاج، يقول انهم قاموا بتقسيم الحالات الى ثلاث مجموعات ، المجموعة الاولى وتضم الحالات الطارئة والمستعجلة وهؤلاء تكون حالتهم خطرة جداً فتوفر لهم الجرعات الاولية من العلاج ومن ثم توزع بقية الفرص التي تظهر. اما المجموعة الثانية فتضم الذين يحتاجون الى علاج في فترات طويلة ويمكن ان يتحملوا الانتظار فهؤلاء يعطون مواعيد اطول لتلقي العلاج بالاشعة. اما المجموعة الثالثة فهي تضم مجموعة مرضى سرطان الثدي فهي مجموعة تحتاج لعلاج لفترات طويلة وعلاجها صعب ومكلف. فالجرعات التي تعالج ثلاث من حالات سرطان ثدي يمكن ان تعالج كثيرا من مرضى الانواع الاخرى من السرطان، لذا قمنا بتمديد فترة الانتظار لهم من (٢- ٣ أشهر. رغم ان الحالات احياناً لا تتحمل الانتظار وتأتي بعد الفترة وهي متدهورة، ولكن لا يوجد حل غير الانتظار حتى انتهاء الفترة المحددة. لان المريضة تكون انقطعت عن العلاج لفترة غير مقصودة، فالعلاج يكون بالاشعة أو علاج التسكين وهذا آخر انواع العلاج اذ يكون للمريض فرصة للعلاج من المرض إلى أن يتوفى.
أما عدد الاجهزة بالمستشفى فلدينا خمسة أجهزة، أربعة منها معطلة وواحد يعمل على مدار اليوم في درجة حرارة عالية والاخر لا يعمل بالكفاءة المطلوبة لأن طريقته معقدة ويستقبل يومياً ما بين 20 - 45 حالة اذا كان اليوم طبيعي. واذا توقف هذا الجهاز الاول فستحدث كارثة لذلك نناشد المسؤولين والخيرين بتوفير الاجهزة وصيانتها.
|
|
 
|
|
|
|
waleed500
Adil Ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست