|
|
 Re: أخيـــــراً وزارة الصحــة تعتــــرف بـــوجـــود الكـــوليـــــرا (Re: محمد الامين محمد)
|
عندما بدأت حالات الإسهالات المائية كنا نستجدي وزارة الصحة الاتحادية لإخطارنا بحقيقة الموقف حتى نعكسه للقراء الذين تهمنا صحتهم ليتخذوا الإجراءات الصحية السليمة ولمنع انتشار المرض. لم تتجاوب وزارة الصحة آنذاك، لكن عندما زادت حالات الإسهالات المائية، وظهرت ضمنها بعض حالات الكوليرا في منطقة السوق الشعبي بأم درمان وبلغت الحالات التي استقبلها مستشفى أم درمان مطلع الأسبوع الماضي (36) حالة، سارعت وزارة الصحة الولائية للتصريح وأشارت بأصابع الاتهام إلى هيئة مياه ولاية الخرطوم باعتبارها الجهة المسؤولة عن انقطاع المياه من تلك المنطقة...
في هذا التحقيق حاولنا معرفة ما يدور بهيئة مياه ولاية الخرطوم، وعن دورها في توفير المياه النقية للمواطنين..
الهيئة: توفير المياه النقية مسؤولية الدولة لا الهيئة
مسؤول: الشبكة تجاوزت عمرها الافتراضي
تحقيق: حنان كشة/تصوير: عباس عزت
الكمائن هل ضخت الإسهالات في مياه النيل؟
إجراءات تعسفية:
ےجولة حية لصحيفة (السوداني) بمنطقة السوق الشعبي بأم درمان كشفت لنا ان البائعين هناك فوجئوا بحملات إزالة وإيقاف عن العمل دون سابق انذار. ويحكي عطا المنان محمد صالح صاحب إحدى الكافتريات هناك: (كان العمل يسير كالمعتاد داخل الكافتريا، ولكن دون سابق انذار وجدنا قوة شرطة تداهم الكافتريا وتمنعهم مواصلة العمل لتخلف خسائر مادية تمثلت في فساد بعض اللحوم والعصائر وقدر خسارتها بحوالي (25) ألف دينار دون أي ذنب جنيناه)، وأضاف: (انه يتبع كل الإجراءات الصحية المطلوبة.
أما بانقا هجو سعيد، بائع الفواكه بالسوق الشعبي، فيقول: (اوقفت السلطات عملنا بسبب تفشي وباء الكوليرا حسبما علمنا ونحن نعيش حالة رعب وفزع)، ووصف الإجراءات التي تمت بأنها تعسفية ولا تؤدي لحل المشكلة.
وكان مصدر صحي رفيع ذكر لـ (السوداني) ان تلك الإجراءات تهدف للسيطرة على تفشي الوباء الذي اجتاح منطقة السوق الشعبي عقب انقطاع المياه لما يقارب الأسبوع مما حدا بالمواطنين ان يتناولوا المياه المتوفرة دون النظر إلى أمور صحتها حيث ان الحياة لا تنتظر.. ولكن لنقف من خلال هذا التحقيق على وضع المياه بولاية الخرطوم.
اوردت دراسة علمية بعنوان (مشاكل مياه الشرب في الخرطوم) عددا من مصادر المياه في الخرطوم ضمن مصادر المياه النقية المغذية للقطاعات السكانية، الإنتاجية، التجارية والخدمية في ولاية الخرطوم، تتكون من ست محطات رئيسية تشمل:
× محطة تنقية مياه بري التي تنتج (16) ألف متر مكعب في اليوم.
× محطة تنقية مياه بيت المال التي تنتج (27) ألف متر مكعب في اليوم.
× محطة تنقية مياه بحري الجديدة والقديمة تنتج (192) الف متر مكعب في اليوم.
× محطة تنقية مياه المقرن تنتج (90) ألف متر مكعب في اليوم.
× محطة تنقية مياه جزيرة توتي وتنتج (2000) متر مكعب في اليوم.
× آبار جوفية داخل ولاية الخرطوم عددها (450) بئرا تنتج (440) الف متر مكعب في اليوم.
وكشفت الدراسة عن ان شبكات توزيع مياه المدن بالولاية منتشرة في مساحة (1300) كيلو متر مربع، وتتفاوت أطوالها الكلية وتصل إلى نحو (50) ألف كيلو متر طولي.
انقطاع المياه أمر طبيعي:
محجوب محمد، المستشار الفني لهيئة مياه ولاية الخرطوم، نفى انقطاع المياه بصورة كاملة عن بعض المناطق وأكد ان الانقطاع لا يكون كليا. لكنه أبان وجود انقطاع في مناطق معينة بسبب الصيانة الدورية المبرمجة. وأضاف ان قطوعات المياه في بعض أجزاء السوق الشعبي جعلت المواطنين يتناولون المياه التي ترد من مناطق موبوءة بالإسهالات المائية كالتي وردت من كمائن الطوب الواقعة على ضفاف النيل مما أدى إلى زيادة العدوى بالمرض، لكنه أكد وجود شح وليس انقطاعا في مناطق أخرى، مذكراً بأن ذلك أمر طبيعي عادة ما يحدث بين شهري مايو ويونيو، لأسباب أهمها ارتفاع درجات الحراة إضافة إلى الاستهلاك العالي، وأرجع ذلك إلى ان عدد المشتركين بالهيئة يبلغ (300) ألف مشترك، فيما تبلغ كمية المياه المنتجة (700) ألف متر مكعب في اليوم، وعلق بأن هذه الكمية تكفي المشتركين ومطابقة للمعدل العالمي لاستهلاك الفرد. وعاد ليحدد المشكلة بصورة أكثر دقة (سبعة ملايين نسمة من سكان ولاية الخرطوم يشاركون (300) ألف مشترك)، وزاد: (توفير المياه الصحية لكل المواطنين يقع ضمن مسؤولية الدولة وليس مسؤوليتنا في هيئة مياه ولاية الخرطوم).
اتجاه لحل المشكلة:
وواصل محجوب (في كل عام نعمل على زيادة الكمية المنتجة من المياه بنسبة تتراوح ما بين (15% - 20%)، وعلى الرغم من ذلك بتزايد عدد المستهلكين، لكنّ هناك مشروعا اسعافيا لحفر آبار عادية وكبيرة وتأهيل المحطات وإنشاء محطات جديدة، منها محطة سوبا بسعة (100) ألف متر مكعب في اليوم بنهاية هذا العام لتعمل ضمن الشبكة، وستبدأ المرحلة التصميمية الثانية خلال العام القادم، (2) محطة شمال بحري بسعة (50) ألف متر مكعب في اليوم ستدخل للعمل ضمن الشبكة في منتصف 2007، محطة جبل الأولياء بسعة تصميمية تصل إلى (50) ألف متر مكعب في اليوم.
وأبان محجوب ان هناك عددا من المحطات ستنشأ لكنها في مرحلة التمويل كمحطة أبو سعد التي ستنتج (100) الف متر مكعب في اليوم. وعن اعتمادهم في التمويل على الشركات العالمية قال محجوب ان ذلك يرجع للتكلفة العالية للاستثمار في هذا المجال، مبيناً ان تكلفة إنشاء محطة توفر (50) ألف متر مكعب في اليوم تبلغ (15) مليون دولار، وهذا لا يتوافر لدى الشركات السودانية غالباً.
عمر الشبكة الافتراضي انتهى:
لوأوضح المستشار الفني لهيئة مياه الخرطوم ان الشبكة الحالية تغطي كل المشتركين إلا ان عمرها الافتراضي انتهى، لكنه أكد انهم يقومون بعملية إحلال وإبدال وفق خطة تشمل محليات الخرطوم خلال خمس سنوات لتستبدل بالكامل بإعطاء أولوية للشبكات التي تحتاج الاستبدال بصورة عاجلة، إضافة إلى تحسين بعض الشبكات، وأن بعض الشبكات (كشطت) كالحاج يوسف وكوبر والبراري، وأكد أنهم بدأوا عمليات الاستبدال منذ عام 2005م بنسبة بلغت (20%)، ويستمر العمل بذات النسبة لخمس سنوات أخرى حتى تغطي كل الولاية، وقال إنهم تعاقدوا مع مصنع ينتج مواسير بعرض (13) كيلومتر من أحدث أنواع المواسير في العالم حتى تستبدل شبكة مواسير الإسسبتسوس.
وعزا انقطاع المياه لدى بعض المشتركين في الحلفايا وغيرها إلى قدم وتآكل الشبكات التي تم تركيبها منذ عام 1940م من القرن الماضي ولم تحسّن إلا في عام 200م.
تكلفة محطة بري (121) مليون دولار:
رطمدير محطة مياه بري الجديدة صديق جمعة متعني قال ان محطة بري ستعمل بسعة تصميمية تبلغ (50) ألف متر مكعب في اليوم للمستهلك، بجانب محطة بري القديمة التي تنتج ما بين (15-20) ألف متر مكعب في اليوم، وتغطي منطقة وسط الخرطوم وشرقها، وبلغت تكلفة المشروع (121) مليون دولار تنفذها شركة (رام) السودانية التي تتبع لـ (هاي تك) للطاقة و(اسبينا) اليونانية.
وعلق على مشاركة الشركة السودانية إلى أنهم يسعون الى إدخال الشركات السودانية للعمل في هذا المجال بمساعدة شركات أجنبية في البداية (تم تستقل في المستقبل لتنفرد بالتمويل)، وعاد ليقول ان تنفيذ المحطة (سيستمر عامين بدأت منذ فبراير 2005 تنتهي في فبراير 2007م ليتم تفادي المشكلات القائمة في المياه).
ي قنبلة موقوتة:
بمصدر صحي (رفض ذكر اسمه) قال انه بعد انتشار حالات الكوليرا والإسهالات المائية في منطقة السوق الشعبي بأم درمان تحركت السلطات متمثلة الطب الوقائي بوزارة الصحة الاتحادية والولائية للسيطرة على الأوضاع. وأبان ان عدد الحالات تدنى ليصبح 5 حالات، لكنه حذر من امكان ان ينقل هؤلاء الأشخاص الخمسة المرض لأعداد هائلة في حالة هطول أمطار، معلقاً بأن هذا الوضع كالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر لتخلف ضحايا، وشدد على ضرورة قيام إدارة الطب الوقائي بمواصلة جهودها في توعية المواطنين.
لكن، وعلى الرغم من كل ما ذكر، فإن العديد من دول العالم لديها مشاكل في مخزونها المائي حتى انه يقال ان معظم الحروب في القرن الماضي كانت بسبب النفط، ومعظم الحروب في هذا القرن ستكون بسبب المياه، إلا ان السودان حباه الله بثروة هائلة من المياه العذبة من نهر النيل وروافده وهي من أجود أنواع المياه في العالم، إضافة إلى مياه الأدوية والأنهار الموسمية والمياه الجوفية.
لا بد من توجيه سؤال للسلطات المسؤولة عما يحدث وتلقي بالأعباء على كاهل المواطن البسيط لتطالبه بسداد فاتورة ليست له فيها أية فائدة فتعطّل أعماله ويوقف عن العمل
| |
 
|
|
|
|
محمد الامين محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست