من الدويم. مأساة كيريا وكتوشه

كيريا نجدة البحر
من كتاب أوراق من الدويم
أبي عز الدين البشرى أحمد
كان (كيريا) عملاقا في كل شيء .أسطورة تذكرك بعنترة وأبي زيد الهلالي. إلا أنه شخصية حقيقية عايشها أهل الدويم بل كانت شخصية محورية لها أثر فعال في حياتهم و معاشهم . هو حامي حمى (التخديرة) وبطلها . هو حارس البحر الأمين .النجدة ،وهكذا لقبوه، نجدة البحر. رجل ذو قوة خارقة . له مقدرة على التحمل تفوق الحصان و عزم لا يضارعه فيها الثور. فوف ذلك لم يكن يعتز بقوته على الضعفاء فهو نصيرهم. يحق له أن يقف في وسط البلد ويدق صدره بيديه ليقول:
أنـــا حَــــــــــــــلاَّل أخـُـــوهُ
أَنـَــا جـــَــــــزَّار عــَــــــــدُوْهُ
أنا الصــبي المـــــــا بـِقـــربـُـوهُ
وأنا السيف السنين حين جردوهُ
*** *** *** ***
أَنـَــا حـَــــــلاَّل رفـِـيـْــقـُــو
أنا فرج الرجال وكتين يضيقـو
أنا الدابي الرصد للزول يعيقـو
وأنا المامــون على بنوت فريقـو
كل أخلاق الرجال الفاضلة تمثلت فيه. الشهامة والمروءة ونكران الذات .
كان كيريا وهو الخبير بالبحر (النيل) ، يقطعه يوميا جيئة و ذهابا. في أي ساعة من الليل أو النهار، يتقصى أخباره كأنه يملكه لوحده فلا يمله مطلقا . قد تجده وهو في عرض الماء يرافق أحد النوتيين و يتجاذب معه أطراف الأنس ، سابحا ورفيقه على ظهر زورقه. لا يتعب ولا يمل كأنه يمشى على اليابسة.
يستغيث شخص أوشك على الغرق، و قد رأى الموت بأم عينيه . يفتح الغريق عينيه ثانية ليرى موقعه من الجنة أو النار، فيرى ذلك العملاق – الرقيق - جاثيا إلى جواره وقد أخرج الماء من بطنه و رئتيه و كأنه قد وهب له الحياة من جديد.
يشكو الناس من تمساح خرج عن طور (الأدب) وهاجم الناس أو الماشية؛ فيتصدى كيريا للقادم المجهول. يحاول كيريا معرفة (سيرته الذاتية) أولا ، فلا يهدأ له بال حتى يعرف من أين جاء وكيف جاء وأين ينام.
يصطف الناس حول النهر؛ ليروا مشهدا تنخلع له قلوب العتاة منهم. ينزل كيريا إلى الماء سابحا خلف التمساح الهارب . يصارعه ، نعم يصارعه – بدون مبالغة- . يظهران على سطح الماء ساعة ويختفيان ساعة ويفور الماء حولهما كأنما يحركه جان . حتى إذا نال التعب أو الخوف من التمساح ، استسلم فجذبه كيريا نحو البر. حتى إذا وصل الرصيف بدأ التمساح يتمرد من جديد؛ فتتحرك قبضتا كيريا كالصاعقة في رأس التمساح حتى تخبو حركته. منظر ألفه الناس و أصبحوا لا يستغربونه . منظر من الواقع لا من دور الخيالة أو نسج الأفلام.
حتى إذا اطمأن الناس و قد رأوا عدوهم يرقد على الشاطئ بلا حراك انصرف كيريا إلى شيء آخر و كأنه لم يكن يبذل كل ذلك الجهد. يفر كثير من الناس ويبتعدون عن الشاطئ ولا يستدلون على موت التمساح إلا إذا سمعوا كيريا وقد رفع عقيرته بالغناء أو تنهد متعمدا بصوت يسمعه من على الشاطئ الآخر : عه عــهي
ثم يحدث كيريا الناس عن نوع التمساح وجنسه أذكرا كان أم أنثى . وأن هذا التمساح أول ما جاء من جنوب القطر أيام الفيضان كان صغيرا فمكث في( بربخ ) البيارة بالباجور وعاش وتربى على صغار الأسماك و... ومعرفة جنس التمساح مهمة جدا لمعرفة سلوكه؛ فالأنثى تهاجم بشراسة إذا قتل زوجها أو وليدها. والذكر لا يهاجم إلا جائعا أو خائفا ولا يشذ عن ذلك إلا ما ندر.

ظهر مرة تمساح كبير الحجم ، مرتين في يوم واحد؛ فاستدعى الناس كيريا . جاء كيريا من السوق بعد أن حدثه الناس ووقف عند الشاطئ . تجمهر الناس ليمتعوا أنفسهم بصراع مرتقب، أو ليحسوا بالأمان وهم يمارسون حياتهم في النيل. كانت عينا كيريا ترقبان الماء كعيني صقر، كأنه يرى داخل الماء. ولكن كيريا قال مخاطبا الجموع المحتشدة : (( يا ناس هوي ، الشي ده ما تمساح . ده سحار ولا شيطان لأنو التمساح بشيل موجتين في كتفو, وده شايل أربعة موجات . التمساح ما بيطلع والبحر هايج لكن ده طلع أسع القصة دي فيها إنـَّـه . يا ناس المخلوق ده. أختوه والتمساح ده ما ماشي يلمس زول .)) ولم ينزل إلى الماء خلفه ولم يمكث بموضعه ولم يره الناس ثانية ولم يلمس أحدا كما قال.
قالوا إن هناك تمساحا ظهر للناس مرتين ثم اختفى وكان ذلك أيام نزول البحر- دائما نقصد النيل ، فهكذا يسميه أهلنا - . سمع كيريا بذلك ويبدو أنه كذب الخبر أو أن التمساح كان يعرف كيريا فلا يظهر أمامه. لم يمس التمساح أحدا من البشر أو الماشية بل كان يعيش على الأسماك وحدها. أقسم أحدهم أنه رأى التمساح في الليل عند الجزيرة وكاد يقلب مركبه.
حينها قال كيريا : " كان كدي الليلة أجلك تم"
لم يهدأ لكيريا بال وهو يراقب النهر كله ويبحث عن غريمه حتى عرف مرقده في الجزيرة . ودارت معركة حامية بين التمساحين .( تمساح الدميرة الما بكتلو سلاح) وتمساح (المويه) المغلوب على أمره. دارت المعركة لقرابة الساعتين . التمساح ينفلت من كيريا ويولى هاربا صوب الشاطئ الشرقي فيعيده كيريا إلى الجزيرة مرة أخرى . حتى إذا كانت الساعة العاشرة مساء . خرج كيريا ( اللدر الفوق ضهرو الخبوب والطين) صوب الشاطئ الغربي عند موضع ود العوضية يجر التمساح حيا و رأس التمساح تنزف دما وأسنانه مهشمة. كان التمساح يرجف كله. و ليس في يد كيريا غير سكين كبيرة الحجم.
في مرة أخرى، ظهر تمساحان أرهبا الناس إذ كانا جريئين في ظهورهما فوق رصيف النهر جهارا نهارا – أيام الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم - . يرقدان بخمول وكسل كأنهما لا يهتمان لأحد. الناس ينظرون من بعيد ويسألون عن كيريا ولا أحد يعرف مكانه بل طال غيابه.
بسأل عن علي الفارس البقود تسعين
في الظهر رجع كيريا وأول مكان زاره البحر. سأل عن الخبر فأعلموه. تقدم كيريا نحو التمساحين وليس في يده سوى عصاه . انسحب التمساحان بهدوء عجيب كأنهما يعرفان غريمهما. فقد حضر الليث.
(الدود النتر صحى المرافعيب خوف)
حتى دواب البحر عرفته و خافته .أي فتى كنت يا رجل ؟ من لحم ودم أم من حديد. أي قلب كنت تحمل بربك؟ هل قـُـدَّ من عاتيات الجبال و أصلبها مكسرا ؟ لك حبي ميتا وحيا. فجعي فيك و حسرة من فقدوك. أيا رجلا لا يزيده الصدام إلا قوة ، لا يهزه العراك ولا ينهكه الجهد. لو أن موهبتك كانت في حدود إجادة السباحة وحدها فهنالك الكثيرون . سبيل ، العنتيل ، البرشوتي ، عوض قاسم ، بشير محمود باعو، حسن دوكة ، عوض حاج صالح اليماني، إسماعيل الطيب العوض وغيرهم. ولكن لك سجايا أخرى جعلتك علما متفردا.
خرج كيريا ظهر الجمعة قاصدا (دلالة) عبد الرحيم خلف الله البرشوتي. كشك صغير جنوب المسجد العتيق ، غرب دكان حاج أبكر جبريل و(أب شنب) ومطعم الذكريات. شرق مكتبة الشيخ مصطفى محمد إبراهيم وكشك القمر بوبا. شمال مركز بوليس الدويم و دكاكين حاج أحمد سعيد. . تأخر بدء الدلالة تلك الجمعة بضعة دقائق لأن مولانا عبد الرحيم إمام المسجد و مأذون المدينة أعلن عن عقد زواج. وفي العادة لا يدق الجرس ولا تبدأ المناداة على البضائع إلا عقب الصلاة.
تجمهر الناس يشترون ويبيعون وهم في شغل عن صبيين أثنين كانا يبيعان (عكازا) لكيريا . أعجب كيريا بالعكاز وكان مستعدا لدفع أي ثمن يطلبه الصبيان. رسى الأمر على ثلاثة جنيهات دفعها كيريا وانصرف متقلدا عكازه في زهو وهو يضارع ذات العصا قوة عود واستقامة قد. و لسان حاله يقول قول المرحوم فراج الطيب السراج يصف فارسا تقلد سيفه :
فتى يضيء بكفيه غربا حسام حمائله على كتفي حسام
كان الصبيان هما الطيب عبد الرحيم خلف الله – في الثانية عشرة من عمره وهو الأكبر- و عوض الكريم علي حامد (أبناء خالات). ولم يكونا يعلمان أن القدر يخبئ الكثير وراء هذا العكاز الذي أنهى حياة الضرغام كيريا و أنثاه في لحظة غضب مهول.
تدخل الناس وقـُـدِّمَ (استرحامٌ) ليـُـشـَـفـِّـعَ أهالي الدويم في (نجدة البحر) فهم لا يستغنون عنه لأنه كان حياة الكثيرين. ولكن القدر أمضى أوراقه نيابة عن القضاء . تقدم كيريا إلى المشنقة في ود مدني راضيا بالقصاص غير جزع ولا ملتاع . ودع الجميع برباطة جأش فريد . قال لنا (الشناق) الذي نفذ فيه الحكم – رحمهم الله جميعا- :
((أي زول بتجيه لحظة جرسة ساعة الروح تكركر إلا كيريا وشو – وجهه – ما كشر تب ولا صـَّـرَّ عين ولا غمضها .كيريا طلع براه للمشنقة ما شلناه شيل)) ثم بكى الشناق وهو يحكي حكاية كيريا وحرمنا معرفة باقي القصة من شاهد عصر بل جلاد منفذ . ثم يردف الشناق:
((ففدتك الدويم كلها. ونسأل الله لك الكفارة إن ربي كريم)).

كان موقع الحادثة هو منزل الشيخ محمد السماني (أسرة حبيبنا علي رضا) وجواره من الناحية الغربية منزل الشيخ وهب الله السماني وإلى يساره منزل العم شادون مقابل منزل عبد الرحيم خلف الله وشهدت الشجرة التي أمام المنزل معظم الأحداث و لو أنها كانت تنطق لقالت الكثير.كان الحي في هذه الساعة المتأخرة، من الليل هادئا كعادته. لا تسمع فيه حركة سوى نباح الكلاب البعيدة ثم لا يلبث أن يتلاشى مع تقدم الليل وقرب الفجر.
صحا الناس على غير عادتهم على صراخ وصوت ضرب يعلو تارة ويخبو تارة . صوت ضرب مكتوم – كما عبر عنه الدكتور قمر الدين وهب الله. من الأصوات المنبعثة تبينوا استغاثة (كتوشة) يعلو عليه صوت كيريا مسيطرا على كل مساحات الصمت .
من يجرؤ على دخول عرين الهزبر الغضوب ومن يتجاسر أن يجيب مستغيثا في بيت من تعود الناس الاستغاثة به والمستغيثة هي أم السباع أنثاه. خرج كيريا من منزله يجر خلفه زوجته من شعرها. لم يحاول أحد أن يثني كيريا – رهبة – وخوفا منه وهو في تلك الحال . أو ربما صدم القوم بما رأوا ولم تغادرهم الدهشة بعد. أحسوا جميعا أن لا شيء سيثني كيريا عما أقدم عليه. ولا يوجد من هو في قوته ليمنعه . حاول أشجعهم الطيب بشير مدني أن يستجديه ويستعطفه وهو يتقدم نحوه بخطى حذرة تحسب حساب المفاجأة، فقال له:
" كيريا يا أخوي أعقل، قول لا إله إلا الله."
غير أن كيريا قطع حبل الأمل لما رد عليه : (( يا الطيب أحجب دمك يا أخوي . أنا الليلة زول آخره عديييييل.)) .
رحم الله كيريا حتى رده في لحظة غضب كان كلامه، ملؤه الاحترام وهو حذر أن يريق دما آخر في لحظة انفعال لا يـُرد زمامها. عبارة لم تترك مجالا لواسطة ولا شفاعة . بل أجبروا لرغبة رجل عنيد . و إن ظنوا موقفه كان خطئا فاحشا . سيطر على عقل كيريا أن ذلك الجزاء هو ما تستحقه زوجته جزاء لجريرة مخالفة أمره. وجعل كيريا نفسه القاضي والجلاد. في لحظة لا بد أنها كانت لحظة سكر عرام. وإن كان ذنب زوجته، في تقدير الحاضرين لا يستحق الموت مطلقا. يرمي كيريا حبيبته ورفيقة دربه في المصرف الحجري المشهور أمام جنينة عبد الرازق عوض الكريم ، كما ترمى جثث القطط والكلاب.مصادرا في تلك اللحظة كل عظمته في صدور محبيه من الحاضرين وهم يرون الحدث ،مستهجنين ، خائفين مترقبين. وكلهم يتعلل بقوله : (( ما في اليد حيلة)) يحوقلون ويستغفرون . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
*ملاحظة هامة: هذه القصة حقيقية ، وأعدم كيريا نجدة البحر في واد مدني عام 1960 م

الأخت العزيزة نور

بنت الراجل الصوفي الفقير، راجل كادقلي

حبابك واليوم السعيد الليلة جابك.

أخي الفاضل/ معتز

كم أنا سعيد بزيارتك. زيارتك شرف لي، فمرحبا بك و تحية لك من كل أهل الدويم.

(حقا نحن أمة أمية )

أكرر هذا النداء لأبناء الدويم ،ليكتبوا عن الفريدة الساحرة. كثير من أبنائها يملك مقومات الكتابة ، الكتابة الفنية. لكن أبناء جيل يكبرنا مثل البرشوتي (الطيب عبد الرحيم خلف الله) لا يتحدثون عن الدويم إلا في معرض ذكرياتهم عن بخت الرضا، البربخ، الساقية،..., وغيره. نعم نجد المتعة في حديثهم ونحس عظمة الدويم ورجال الدويم – أيام مجدها – وتقع المسؤولية على أجيال سبقتنا ، يملكون على الأقل المادة التاريخية والمعاصرة. أي أنهم سيتحدثون عن معاصرة حقيقة . وأذكر أخي الأستاذ محمد حسن خضر الركابي –ذلك الرجل الخلوق العلامة الذي عاش ودرس في الدويم ، مع خال زوجه (أم أحمد) ، الطيب ماما . خريج الاقتصاد الزراعي الذي يكاد يحيط بكل شيء ، الأدب ، اللغة الأنساب، الفقه، التصوف، التراث والعلوم . وهو محقق ضليع لأنساب (فداسي) مسقط رأسه . وفوق ذلك كله هو مهتم بشأن الدويم وأخبارها أكثر ممن ولدوا فيها. – التحية للحاجة العازة التي أنجبته و أذكره بحوار سابق:
حقا نحن أمة أمية . والأمية ذهبت عنا كتابة وقراءة وبقي فينا سلوك الأمي وهو عدم التوثيق

Quote: اما كتوشه ايضا سبقني اليك بها الاستاذ اسحاق واعطاها حقها ايضا

أخي وجاري العزيز/ إسماعيل
أغلى تحية

Quote: بيني وبينك جدعة عصا ولكنك محتجب..

أبا أحمد سلام
نعم هي صغرى بنات العم الأمين إلياس. وأعرف أنك تستغرب معرفتي هذه ، التي لم استوثق منها بعد من أخي محمد حسن ولكني سأفعل نهاية الأسبوع إن شاء الله ، حتى لا أخطئ في معلومة. ولكن فداسي أجبرتني أن أحاول معرفة كل شئ عنها وأستاذي محمد حسن لا يخرج لنا أوراقه.

Quote: ونحن نتشرف بمعرفته،

الأخت أسماء
الرجلان يستحقان أكثر مما قلت عنهما، وأنا لا أستطيع أن أوفيهما حقهما.
تحية للعم الطيب وأسأل الله له العافية دواما.
و ليلة أمس دار حديث طويل بيني وبين الأخ محمد حسن، وسمعت منه ردا عجيباعن فداسي، قبل ثلاثمائة سنة وبدأ حديثه عنها وكأنه عاشق مستهام. كان يتحدث بوعي وإلمام بتاريخ وجغرافيا البلدة. كان يتكلم وكأنه يقرأ من كتاب.
حدثني عن الأقوياء في المدينة ، عن (أب ستة) وقوته الخيالية وعن كرم أخلاقه في الوقت نفسه. حدثني عن المشايخ و....
كان كلاما طويلا طيبا لم يقطعه إلا أذان صلاة المغرب، فكان يتحدث ساعة وربعها.
كنت مستمتعا مذهولا ولن أجد تعليقا مناسبا على ذلك . ولكنه وعدني أنه سيكتب اليوم أو غدا رده ويرسله لي في البريد الإلكتروني ومن جانبي فسأنشره، وما لي فيه إلا أجر المناولة. كما أنه أكد لي أن كل ما ذكرته صحيح وسيحاول البحث عن أشعاره وبهذا يكون قد قدم لي مساعدة لن أنسها ما حييت. ووعدني بإيصال الملف كاملا إلى العم الطيب.
و أشكركم جميعا

هذه الصورة إهداهالي الأخ الفنان خالد كودي وأثبته في بوست كتبته بعنوان( صراع النوبة في الدويم) ووجدته معبرا جدا. فشكرا له

الرابظ:
صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي

هذه الصورة إهداهالي الأخ الفنان خالد كودي وأثبته في بوست كتبته بعنوان( صراع النوبة في الدويم) ووجدته معبرا جدا. فشكرا له

الرابظ:
صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي

وهذا الأخير هو مدونتي التي سأثبت عليها كثيرا من الأعمال الجديدة خلال شهر رمضان، بإذن الله. ولك كل حبي وتقديري. وتوقع الجديد في رمضان.

الأخ سامي
شكرا لك فقد قرأت تعليقك ، وهو ينم عن ذوق و حسن تعليق، واطلاع أدبي لا يخفى. ولكن لا بد من لفت نظركم قبل كل شيئ إلى أن النص (كيريا ) هو ضمن مجموعة الدويم التوثيقية ، وهو ليس قصة بالمفهوم الأدبي لكلمة قصة. وإنما كان القصد منه التوثيق لأحداث محددة في مدينة الدويم. وهو من كتابي أوراق من الدويم.
ولقد صرحت في أكثر من موضع إلى أن القصد من هذه المقالات التوثيق. كما تقدم- عقب هذا المقال. وأنقل لكم تعليقا آخر لي على نص بعنوان (فكي شؤيبو -شعيب-),
فقد قلت:
مقدمة:
هذي شوارد ليست بقصد السرد . ولا هي للتأريخ . بل محاولة أجاري فيها حديث النفس أميل، معه أين ما مال. ألتزم فيه عدم التجريح . وأعمد فيه إلى تجاهل الأسماء غير المؤثرة في عرضي. أعبر فيها عن حبي لساكني روتو، الذين خبرت أخلاقهم وشـَـرُفـْتُ بمعاشرتهم . كنت دائما أقول لأصدقائي: إن في الدويم مادة ثرة للكتابة، ومادة للتأريخ . ولكن لا بد من تضافر الجهود ليتم مشروع العمل.إن محاولات كل من الأستاذ/ الطيب عبد الرحيم خلف الله ،والأستاذ/ تاج السر الشايب أبشر،ألأستاذ/ أحمد محمود الشايقي المحامي، الأستاذ/الطيب برير يوسف (ود الأذان) وغيرهم يجب أن تؤطر بوعي جماعي لا مجرد محاولات فردية .
روتو والفلاتة و الفكي شـُـؤَيـْـبـُــو (شعيبُ)
ولكم خالص شكري

الأخت أسماء الأمين
تحية ورمضان كريم
تحية لكم جميعا و أنتم تثرون هذا البوست بكل جديد، فأشكركم.
نعم أختي الغالية
الكتابة قد تدخل حيز المقال، بتقسيماته المختلفة ، علميا كان، أدبيا، ثقافيا بحتا... مسوسيقيا ، دراميا. والمقال بطبيعته تلك بستطيع أن يقتحم كل جوانب الحياة، وقد يشمل نقد الأدب نفسه ، قصة ، أقصوصة، رواية ، مسرحية، تمثيلية، مقامة أو حتى الشعر وكل ما سلف بتصانيفه المعروفة والمصطلح عليها بين الأدباء.
للقصة عناصر أدبية لا بد من توافرها ، حتى يوصف العمل بأنه قصة قصيرة ، أقصوصة أو رواية.
غير أن مجال القص يمكن أن يكون مادة حقيقية (قد حدثت بالفعل) أو تكون من نسج خيال الكاتب. ويستخدم الكاتب في ذلك مدارس معروفة، ليصل إلى ما يريد. أعني - الهدف الخفي- من وراء النص، فلا يمكن أن يكتب كاتب قصة لمجرد السرد، بل إنه حكاها لسبب في نفسه، وهنا ينشط النقاد لاستبيان ذلك الهدف، مستخدمين أيضا مدارس مختلفة في النقد، وهذا هو الذي يجعل رؤية ناقد تختلف عن آخر.
أما عن الخيال، فكنت أقول لأصدقائي في المنتديات: لا توجد قصة خيالية، بهذا المعنى الشامل لكلمة خيال. فلو أنني كتبت الآن قصة عن ... فتاة خرجت مغاضبة أهلها ، فسافرت دون علمهم إلى بلد بعيد و..... وحدث ما حدث. ولم يكن في ذهني حادثة محددة لتلك الفتاة ، لوجدت من القراء من يعرف قصة مشابهة. فالقصة من جانبي نسج من الخيال ولكنها بالنسبة لآخر واقعية حدثت في حارته ويستطيع أن يجد عليها شهودا. وحتى قصص الخيال العلمي التي كانت في يوم من الأيام تعد واحدة من وسائل المتعة العقلية فحسب، إلا أن قصصها صارت واقعا بعد مرور السنين. فكم سخر الناس من سيناريو فلم من أفلام الخيال العلمي كان يتحدث عن قصة رجل سافر إلى القمر و... فهذا النوع من الأفلام يعد (فرضيات) لا علمية بل خيالية ، ولكنها قد تصدق في يوم من الأيام. والزمن كفيل بتصديق ذلك أو تكذيبه، ولكن تبقى متعة لا يمكن إنكارها في قصص الخيال العلمي. والغريب أننا نحس بذلك فقط في قصص الخيال، ولا نحس به في قصص (الخيال العاطفي) والاجتماعي والاقتصادي، إن صحت العبارات.
أما ( الخيال) من حيث هو، فلابد منه، ولابد أن يدخل في ( الصنعة)، فيؤدي لجمال عرض للأحداث، وهذا هو الفرق بين القاص الحاذق وغيره. وهو الخيال وسعته هما الذان يحسنا الصنعة، فالكاتب القدير يستطيع بخياله أن يستدعي الأحداث، ويستدعي كل معارفه، ليوظفها في النص، و....
إذن فالأدب لابد له من اتقاد الخيال، حتى ولو كانت لرواية أحداث نعرفها جميعا، أو يكون شيئا آخر، لا يستحق أن يسمى أدبا.
بقي أن أقول إن هناك كتابات جديدة المحتوى ، وأخرى جديدة الصيغة، وأشرت إليها في مواضع آخرى ولكنها أصبحت مدارس بعينها ينتهجها أصحابها، فلا هي بالقصة المعروفة وإن كانت لها نفس المتعة.
وكنت أتمنى مداخلة الأخ عبد الحميد البرنس ، فهو مهموم بأمر الكتابة من ناحيتها التقنية.
فسلام له مني، ولزوجته الأخت إلهام أحمد.

وأشكركم كثيرا
وأعود

الأخ سامي محمد قسم الله
حمدا لله على وصول والدتكم بالسلامة إلى مدينة الرياض فمرحبا بها.

الأخ أبي
تحية واحتراما
لقد اثرت في نفسي الذكريات وقلبت علي الواجع وامتلأت عيناى بدموع الأسى والحنين،أقرا اسمك كثيراا في موقع سودانيز دوت كوم،واسأل نفسي كثيرا ............... هذا الإسم لسي غريبا علي ...ولكن الذاكرة لم تسعفني فقد بلغت من العمر عتيا ولكن اليوم اعدت شريط الذكريات عن الدويم وتذكرتك جيدا ...الست انت أبي ابن حاج عز الدين ذلك الفتى الصغير والذي كادت ان تدهسه عربة بدفورد "سفنجة" امام متجر والده ونجا منها باعجوبة وقد اكلنا "الكرامة" بعدئذ والجميع في دهشة من ذلك الحدث والذي شهدته بام عيني .........
انا أحمد السيد مختار والدي لازال حيا ويعمل في نفس الدكان والذي كان والدك جارا له في السوق قرب دكان محمد عريبي وخواجة يني ..هذه الحادثة كانت في الستينات قبل اكثر من اربعين سنة .
ياخي لقد قلبت علي المواجع فكيريا عليه رحمة الله هو الذي انقدني من الغرق وقد كان عمري 3-4 سنوات في الخمسينات من القرن الماضي –فقد ذهبت مع صديقي حينها علي ابو سنينة للبحر بقصد اللعب وقد كان السوق وقتها قريبا من البحر ويسمى سوق القيصرية والذي انوي الكتابة عنه –وانزلقت وهويت غلي البحر وبقيت بين الموت والحياة لفترة ليست قصيرة –وغبت عن الوعى –ورآني كيريا عليه رحمة الله وانقذني من الموت غرقا –والحديث له –فقد رأى شيئا يغيب حينا ويظهر حينا آخر واندفع نحو البحلر غير عابئ بالموج والذي كان عاتيا وخرجني من الماء وانا غائب عن الوعي وحملني إلى دكان والدي ومن ثم إلى المستشفى .
انا ممتن لهذا الرجل الشهم عليه رحمة الله وادعو له بالرحمة والمغفرة –ارجو ان تدع له ايضا .

ولك مني التحية
احمد السيد مختار
(رباطاب الدويم)