|
Re: مشاهد / مسامع مؤثرة نفسياً و / أو فعلياً (Re: Fadl Karrar)
|
الشفيف سفيان نابري
هاك المسمع المقتبس دا: كتب الروائي ستورم جايمسون الحقائق آلاتية المستقاة من الحياة: " أؤمن بان شخصاً من بين ألف يعرف طريقة للتحايل على الحياة و ذلك في إطار معايشة الواقع و العيش في الحاضر . معظمنا يقضي تسعاً و خمسين دقيقة في الساعة و هو يعيش في الماضي , أو في المستقبل الذي نتوق إليه أحيانا و كثيراً ما نخشاه و الطريقة الوحيدة للعيش و المضي قدماً هي في تقبل كل دقيقة كمعجزة لا تتكرر , و هي كذلك تماماً . " أتحدث عن نفسي فأقول أن تلك اللحظة كانت بالنسبة إلى تلون البحر ساعة شروق شمس خجلة ذات صباح حين إستيقظت و قد هجع الآخرون و خرجت لأجلس وحيدة على الشاطئ . و لكل منا مصدر فرح مماثل : مجموعة من فراخ البط تسبح بجرأة خلف أمها بجلال سفينة شراعية , جزع شجرة يحترق في الموقد , ريح تهمس بين أشجار الصنوبر . نسيج الحياة حيك من خيوط كهذه . لا يمتد خيط واحد ليحيط الحزن كله , لكن الخيوط مجتمعة تنسج ملجأ يلطف الصقيع و يخفف الأمطار و يلين الحزن ليجعله محمولاً . عندما نعترف بهذه اللحظات الجميلة و نقدر الأفراح الصغيرة تتولد داخلنا ذكريات تصوننا في الساعات العقيمة . لكن الفرح الصغير حدث جميل عابر , و علينا أن ننمي مصدراً آخر أكثر ثباتاً . ففي أذهاننا كل الأشياء قابلة للحدوث , الأفراح ترسخ و الأسى يلطف حدته موقف فلسفي أو آخر . ثمة قلعة لا تقهر و منطقة سلام لا تقتحمها العواصف الا إذا شرعنا لها الأبواب و سمحنا لها بالعبور . لا يمكننا أن نحذف شعورنا بالأسى أو معاناتنا الوحدة بموقف عقلاني يحاول أن ينظر أن الأمور بواقعية مجردة , و لكن أن نبني نظرتنا إلى العالم على أساس راسخ هو أننا جديرون بالحياة و أن الحياة تستحق أن نعيشها . و انطلاقاً من هذا الموقف يمكننا أن نخرج من قوقعتنا الداخلية لنتفهم أفكار آخرين انغمسوا في جمالات العالم قبلنا و تركوا انفعالاتهم هذه تخلد رسماً أو لحناً أو كتابة . أشياء كهذه تكون بمثابة عزاء حقيقي .
| |
|
|
|
|