|
لنقول : »بيدي لا بيد عمرو« قبل أن يتم فصل الجنوب بواسطة الأمريكان
|
لنقول : »بيدي لا بيد عمرو« قبل أن يتم فصل الجنوب بواسطة الأمريكان وأخيراً بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطتها الجهنمية لفصل جنوب السودان عن شماله دون أن تخسر رجلاً واحداً من قواتها المنتشرة في طول الأرض وعرضها، ويبدو أننا سهلنا لها مهمتها للدرجة التي سمحت لها بتمرير كل أجندتها مع حكومة جنوب السودان، دون أن يكون لنا أدنى حق في الإطلاع عليها كشركاء في الحكم . وليس أدل على ذلك من أن تقوم إذاعة جنوب السودان بإذاعة نبأ يقول بأنه من المتوقع أن تقوم حكومة الولايات المتحدة باستثناء حكومة جنوب السودان من العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحكومة السودانية .. ومن المتوقع أن يتم تطبيق ذلك القرار في شهر يوليو القادم ! وتعلم الولايات المتحدة جيداً أنها باتخاذها ذلك القرار وتطبيقه في يوليو القادم تكون قد قضت على حكومة الوحدة الوطنية وهي من أهم بنود اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان وهو نسف صريح لكل عملية السلام والوحدة ومن الأساس .. كيف تكون هنالك حكومة نصفها محاصر ونصفها الآخر مطلق السراح؟ يمكن أن تكون الاجابة إن المخرج عايز كده ! والمخرج هنا الولايات المتحدة بكل صلفها وكبريائها، والكومبارس نحن بحكومتنا التي لها نصيب كبير من أوصاف »النعام« وفي هذا الصدد صرح وزير التجارة والصناعة والتموين بحكومة الجنوب انطوني لونو ماركانا لإذاعة الجنوب بأن استثناء جنوب السودان من العقوبات الاقتصادية سوف يسهم في ترقية العلاقات التجارية بين جنوب السودان والولايات المتحدة ! ويضيف السيد الوزير ، لقد رفع الحظر التجاري عنا ، وهذا يعني، أنه صار ممكناً لقطاع الأعمال في الجنوب التعامل تجارياً مع الأمريكان .. يمكننا أن نصدر موادنا الخام إلى الولايات المتحدة ، ويمكن لرجال الأعمال الأمريكان أن يأتوا إلينا بغرض الاستثمار والاتجار مع جنوب السودان . تأتي تصريحات السيد الوزير الجنوبي، في أعقاب عودته من الولايات المتحدة، حيث كان هنالك تلبية لدعوة من البنك الدولي بمناسبة الانعقاد السنوي لمنبر القطاع الخاص في واشنطن. وهنالك تحدث السيد ماركانا عن الفقر الذي يظلل جنوب السودان ودور القطاع النسوي في تنمية القطاع الخاص . ثم يصرح السيد الوزير، بأنه بحث مع المسؤولين الأمريكان بما في ذلك أعضاء الكونغرس، مسألة رفع العقوبات التجارية عن جنوب السودان . وفي أثناء زيارته لواشنطن في نوفمبر من العام الماضي ناقش رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت مع المسؤولين الأمريكيين مسألة رفع العقوبات عن جنوب السودان .. وأعطته واشنطن وعداً بذلك ! إن الحديث عن »الوحدة الجاذبة« في ظل المعطيات الحالية لهو ضرب من »الهضربة« السياسية ولتعلم حكومتنا، أن الانفصال حاصل والمسألة مسألة وقت، فلماذا لا توفر علينا هذا الوقت وتأخذها من قاصرها وتجيب من آخر كما يقول اخوتنا المصريين ! إن الوضع يحتاج إلى حسم ولنكون أكثر جدية في مثل هذه الأمور التي لا تقبل اللون الرمادي. وأذكر هنا، ومشكلة حلايب محتدمة بين السودان ومصر، وكان السيد محمد أحمد محجوب وزير الخارجية السودانية آنذاك يتباحث مع الأخوة المصريين .. وانه رد عليهم عندما تحدثوا عن أن مصر والسودان الوضع بينهما سيان ولا يهم إن كانت حلايب تتبع هذا الجانب أو ذاك ، قائلاً : ولوا إنا على حجر ذبحنا لجرى الدميان بالخبر اليقين ! واعتقد أن ما يجمعنا بالأخوة المصريين من أواصر الدم والعقيدة واللغة أكثر مما يجمعنا بناس أخوي ملوال ! عبد الله السباك
|
|
|
|
|
|
|
|
|