|
عبد الحميد كــــا شـــا يقول : -المصيبه فى المدارس التى ابعدت السيدات عن المطابخ
|
هذا جزء من رساله من السيد كاشا الى صاحب جريدة الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الكريم الأستاذ/ سيد أحمد خليفة السلام عليكم ورحمة الله أبدأ بتحيتك وتحية الإخوة أصحاب الأقلام الحرة والكلمة الصادقة.. لو تذكر أخي رسالتي إليك بُعيد عودة صحيفتكم للصدور ووقتها كنت وزيراً للتجارة الخارجية وتهنئتي لكم بالصدور وأكثر ما أعجبني تلك السابقة الفريدة ألا وهي أدائكم القسم بأن تمارسوا مهنتكم بوطنية، وكان ذلك بطوعكم واختياركم وكامل قواكم العقلية ومعكم الإخوة والأخوات بهيئة التحرير. أصدقكم القول بأن «الوطن» من الصحف التي أداوم الإطلاع عليها.. فرسالتي هذه تنطلق من الصداقة والود الذي جمعني بكم والملح والملاح وأذكركم بدعوتكم لي بتناول وجبة الإفطار معكم وابنكم البار عادل.. قبلت الدعوة وبشرط أن تكون احدى مكونات الوجبة عصيدة «بملاح الكَوَل» بفتح الكاف والواو..! ورغم «الجعلية» التي صاحبت موافقتكم السريعة وأعلم أنك «شايقي» كنت أدرك تماماً أن إعداد هذا النوع من الملاح وزميله «المِرِس» بكسر الميم والراء ليس بالأمر السهل خاصة عند أهلنا «الشايقية» لأنه يحتاج لدرجة عالية من التخصصية وهو ليس مجالهم ولا طعامهم ولكنني قلت الأفضل ألاّ أحكم على الأمور بالاحتمالات وأظلم الحاجة سكينة حرمكم المصون حفظها الله لأنها ربما تكون من البارعات في إعداد هذا النوع من الملاح.. وفي نفسي فشل حرمي التام في معرفة فن طهي «المِرِس» وأقول هذا صادقاً بالرغم من أنها من ذات البيئة.. ولكن المصيبة في المدارس والجامعات التي أبعدت السيدات الثواني والثوالث من المطابخ وفنونها بعد دخول أمواج ومؤمن، نعم في دارفور الميارم وحدهن اللائي يجدن فن إعداد الوجبات الشعبية.. وللطيب إبراهيم محمد خير والد «ميرم تاجه» ذكريات طيبة ومعرفة تامة بلون وطعم ورائحة هذه الوجبات.
فلنعد لوجبة الإفطار: أشهد بأنها كانت ممتازة في كل مكوناتها من الأصناف الأخرى ورائعة ودسمة، أما طلبي العزيز فتأكد لي أن الحاجة سكينة بذلت مجهوداً خارقاً واستشارات تفوق حد الوصف ولكن النتيجة بالنسبة نفس التوقع درجة «مقبول» وشكرنا الحاجة على ذلك.
|
|
|
|
|
|