قبل أن نتحدث عن موضوع المأذون الذي ينقصنا أود أن أؤكد لك أنني لست مسوقاً لجسد الأنثى كما هو دارج في مسابقات ملكات الجمال والموضة وأدوات المكياج وهذا ما درجت عليه الجهات المصنعة لهذه المنتجات وحتى الترويج للسيارات والمصارعة الحرة أُقحمت فيها المرأة دون تسويق فكرها وثقافتها وعلمها لأن وراء ذلك فكر ذكوري سوق الجسم وليس العقل حتى سيدتنا عائشة الصديقة بنت الصديق التي بُرئت من فوق سبع سموات لم تنج منا فقد كتب الكثير عن غيرة المرأة فيها ولم يتناولوا سيرتها كفقيهة وعالمة ومرشدة ومعارضة وعسكرية... هناك شيء آخر مهم هو إستغلال الفكر الذكوري لموضع القوامة وإستنبطوا خطأً أنه فرض السيطرة على الإنثى ولكن لما كان لكل من الذكر والأنثى خصائص معينة فكان التوزيع الإلهي العادل فأراد للرجل القوامة أي الأعباء المالية و أراد للأنثى الأمومة بالمقابل .. مهام موزعة بعدلٍ إلهي والدين ساوى بين بني الإنسان من ذكرٍ وأنثى في جميع الحقوق الإنسانية مثل الحرية ، العمل ، الذمة المالية والحكم ... أما الذين ينكرون على الأنثى أن تكون حاكمة فهو محض إستلاب ذكوري، ألم تكن بلقيس ملكة سبأ ملكة ذات حكم رشيد وعقل راجح؟ ألم تذكر بلقيس في القرآن ؟! أما ما ذكر عن أحاديث تنكر على المرأة أن تصبح حاكمة أو ملكة فهذه أحاديث مربوطة بمناسبات معينة وعند البحث فيها سيظهر لك من هم القوم وكيفية طريقة حكم تلك الحاكمة لذا لا يجب أن يؤخذ على المطلق ... فإن أخذ على المطلق فهذا لحاجة في نفس ذكر ويجب التوقف عنده وتصحيحه.!! حبيبتي ... أما عندما قلت لك: أن الشيء الوحيد الذي ينقصنا الآن هو المأذون لأنها البداية لإستقرار العواطف والعاطفة ولأن للمحبين غريزة طبيعية وإنسانية لممارسة الحب هي رغبة حتماً متبادلة وبها تتعمق هذه العاطفة عندما يذوبان في بعضهما ... وحتى عندما شطحت خيالاتي في الأنثى التي أعشق والإعجاب بجمالها ككل من روحٍ وذاتٍ وفكرٍ وثقافةٍ وجسد فهذا ربما ناتج عن الحرمان من ممارسة هذه الغريزة لفترة طويلة لذا قلت لك أن ما ينقصنا هو المأذون حتى نمارس هذه الغريزة الطبيعية فكان ردك السريع. - طيب حأتصل بأمي أكلمها في الموضوع وكمان قريبي صديقك الشاعر(ص .م ). - حأكون أسعد زول في الدنيا لو وافقوا على الأقل نبدأ شهر العسل هنا!! - إنت ليه مستعجل كده ... العرس عاوز تحضير. - يا روحي نبدأ هنا في سكوت وبعدين نبدأ بالطقوس أنا ما بقدر أتحمل أشوفك جنبي وببقى زي العطشان والمويه جنبو وما قادر إشرب ونفسي كمان أشوفك عروسة في توب الزفاف لكن حرام نكون شايفين بعض كل يوم ونزيد من حرماننا بسبب مسائل إجرائية فرضتها التقاليد... على الأقل نشفي الغليل والزواج عرض وقبول وطالما ده متوفر ليه نحرم نفسنا من أن نتمتع ببعضنا البعض ونسعد أرواحنا المتعبة. - خلينا نتكلم في الموضوع ده بعدين حسه عندنا موعد مع نضال لحمام السباحة لآزم نجهز ليهو. - ماشي يا روحي بس أنا عاوز أرقد شوية وإنت كمان إرتاحي شوية علشان نعرف نسبح بنفس!
دخل كل واحد غرفته وإسترخيت أنا على السرير ولم أستطع أن أمنع خيالي من أن يسرح مع طيفك رغم إنك معاي في نفس الشقة وكأنني شاب في المقتبل لا يستطيع مقاومة روحه من أن يشتهي محبوبته. وبعد ساعة تقريباً صحينا من نومة خفيفة أزالت ما الجسم والروح من بقايا تعب جولة الظهر. صحيت لأجدك قد جهزت لنا نسكافيه حيكون أول حاجة شربتها من يديك. وأخذت أنا البشكير ولبس السباحة وبعض اللوازم كالعطر والفرشة والمعجون والمشط ومزيل رائحة العرق وجهاز تسجيل صغير مع شرائط لفيروز وما كان منك إلا أن جمعتيها ضمن حقيبة تخصك.. حقيبة أنيقة صغيرة تدل على ذوق صاحبتها في إختيار الألوان حتى لونها لفت نظري وخامرني إحساس آخر بأننا خلاص إتحدنا في روح واحدة. ودق جرس الهاتف من الإستقبال وكان جورج يذكرنا بالموعد الرابعة والنصف حتى نصل هناك الخامسة رغم قصر المسافة إلا أن مشكلة إزدحام السير في بيروت أصبحت معضلة ... وبالتمام الخامسة كنا في نادي ومسابح الرملة البيضا. وسألنا موظف الإستقبال إن كانت السيدة نضال قد وصلت فقال: فلان الفلاني والمدام هي في إنتظاركم في الكابينة رقم (6) من كبائن المسبح المغطى!!... طبعاً إلتقت عيوننا للمرة الثانية لما قال (والمدام)!!... وإتجهنا نتلمس طريقنا للكابينة والمسبح المغطى وقد وجدنا نضال منتظرة في الكابينة وهي في ملابس السباحة ورحبت بنا وقالت: - هيا غيروا حوائجكم خلونا نسبح ... الماي بيهبل - تركتك أولاً تدخلي وتغيري ملابسك لترتدي مايوه السباحة ولما شفتك ما صدقت وقلت سبحان الله الذي أبدع فصور... خلي فينوس تجي تتفرج تطلعت لرجليك اللتين أبدع الخالق خلقهما ... أنثى كاملة وأكثر من كاملة ... ورجعت أقول عن طليقك بقلبي : ده أعمى بصر وبصيرة .. ده ما كان ليهو في الطيب نصيب... ده جمال بتخلّى ... وللناس فيما يعشون مذاهب!! ... أرزاق!! ودخلت بعدك الحمام وغيرت ملابسي وظهرت لك فتحة كبيرة في بطني من آثار عملية جراحية قديمة. - فتحة كبيرة ... دى عملية شنو ... أحكي لي!! - خلي الموضوع ده بعدين علشان ده موضوع يطول شرحه .. خليهو لي بالليل.. خلينا حسه نتمتع بالسباحة - قول لي هل إنت سباح ماهر؟ حقيقة أنا ما كنت بطلة سباحة لكن نلت جوائز في المسابقات وبصراحة كلنا كنا بنات حتى مدربتنا ودي أول مرة أسبح في حمام مختلط ما قدرت أرفض عرض نضال علشان خاطر حبيبي.. عشان كده أنا شاعرة بنوع من الخجل!! - عموماً نحن في بيروت وثقافة اللبنانيين وطريقة تفكيرهم مختلفة وبعدين نحن بعيد عن الوطن حيث لا ترقبنا العين اللآمزة وتقتحم خصوصيتنا... أنا بحكم عملي السابق في البحر كان لازم أتعلم السباحة لأنها من ضروريات العمل... ناسية إني بدأت حياتي مهندس بحري وإشتغلت في السفن!! السيدة نضال ونحن بدأنا النزول في المسبح كانت أول من نزل السيدة نضال ثم أنت وأنا وقفت أرقبك وكأنك عروس البحر إنطلقت كسهم سريع إلى الماء حتى خفت عليك أن ترتطمي بالقاع ولم أكن أتصور أنك سبّاحة ماهرة لا يشق لها غبار وحتى فترات بقائك تحت الماء كانت طويلة وهذا يدل على قوة وطول نفس ورئتين في أتم صحة ليس مثلي لا أستطيع البقاء تحت الماء حتى لثواني قليلة بسبب التدخين!!... ثم خرجنا لنجلس على الشيزلونجات وننشف أجسادنا وما كان من النادلة إلا وأتت بأكواب عصير البرتقال مثلما كانت قد رتبت نضال معها ثم دار حديث بين ثلاثتنا بدأته نضال معك :- - شو عم تسبحي منيح... مو محتاجة (لصن تان) متل ما بنُعمل هون كل مَرَة بدها تغير لون جسمها للبرونزي... هنيالك!!... شو وصلتو وين ما بدكم تتجوزوا ؟ هنيالك شو غنوجة ومكسوفة؟ - عارفه يا نضال صاحبك قال لي شنو بعد الغداء ؟ - شو قال؟ - قال ناقصنا مأذون!! - معو حق ..هيا ما تضيعي هيك فرصة ... الرجال سريع بيغروا رايُن!! شو لو في مكانك ما بتردد لحظة طال ما الرجّال بيحبني!! - بس الزواج ليهو طقوس وإجراءات وتقاليد وحضور أهل - مين اللي بدوا إتجوز أنتي واللآ هِنن؟؟ إسمعي منيح هون ما عليكم إلا تمشوا على مأذون شيعي يعقد ليكن علشان الشيعة ما بيطلبوا موافقات سفارات ولا إجراءات... - لكن نحن سنة - شو ... عقد جواز إسلامي ما بيفرق عن عقد السنة... السنة بيطلبوا معاملات إجرائية برغم أنكن من جنسية واحدة!!... شو بدكم تتجوزوا واللآ تتغنجوا... أعطوا علاقتكم الشرعية اللآزمة وتمتعوا بعمركن ولما ترجعوا إعملوا إجراءات جديدة وبظني ما في حاجة لهيك إجراء إلا إذا كنتم متعصبين طائفياً. على فكرة أنا لما إتجوزت رغم إني سنية لكن إتجوزت على أيد مأذون شيعي ولما إفترقنا كان الطلاق على أيد مأذون سني ... ما بفرق هون بسعلشان التعقيدات الروتينية هيك أسهل. - خليني أفكر الليلة في الموضوع وأتصل بأمي وبعض الأقرباء وبعدين أقرر وحتكوني أول واحدة تعرف بكرة!! - شو وإنت ليش ما بتتكلم؟ - يا نضولة إنت قلت كل النفسي أقولو ... أنا ما عندي إشكال في موضوع المأذون يكون سني أو شيعي المهم أتزوج حبيبتي زواج شرعي!! - إنشا الله بكرة بتصير عريس وأنا بلبسها فستان الزفاف في بيتي ...وبتطلع عروسك من عنا أنا بصير أم العروس وجورج وإبني (إسم الله) بتعرفوا نهاد صبي بصيروا شهود. - قولي يارب!! شربنا العصير وبدأنا مرة أخرى النزول في حمام السباحة وهذه المرة بدأت أمازحك ونضال في حمام السباحة ولا أدري هل هي رغبة دفينة أو حركة لا إرادية لما طولت تحت الماء وإفتكرت أن مكروهاً لا قدر الله قد يحدث لك فهرولت نحو الأعاق لأجتذبك نحوي وأحتضنتك برغبة طاغية حتى شعرت أنت كأنثى بها وما كان منك أن قلت يعني ما قادر تصبر زيي لبكرة!!... هنا عرفت أنك قررت سلفاً إرتباطنا وأن المسألة لا تعدو إلا أن تتصلي بالوالدة وأقربائك للعلم والمباركة!! الأحداث تتسارع بنفس وتيرة الإفصاح عن حبٍ متبادل ولكنه مكتوم بيننا دون إفصاح لمدة عامين لأن محازير وهمية مبنية على وهم أن الإفصاح ربما يكون سبباً في حال عدم التجاوب أن أفتقد حتى مجرد مشاهدتك والجلوس إليك في صالونك الأدبي... الآن نحن حبيبان ناضجان متأكدان من حبهما وليس هنالك أي موانع تستدعي عدم إرتباطهما... إرتباط عن حوجة كل منا للآخر لتعويض حرمان ربما كانت الظروف أو كانا هما سببا فيه... إن التردد في عدم البوح من أحد الطرفين أو كلاهما بما يحسه تجاه الآخرأحياناً يكون سبباً في تأخير ميلاد السعادة وبذا قد يمضي عمرٌ من عمر هذه السعادة مهدراً . لا أدري لماذا فقط يجب أن يبوح الذكر ويتمتع بحق المبادرة وبالطلب دون الأنثى دون أن يكون لها أن تطلب ؟! لماذا يستلب حقها في البوح بمشاعرها وعواطفها أليست من حقها كنفسٍ إنسانية أن تعبر عما تشعر به تجاه زيد أو عمر ومن أعطى الذكر الإنفراد بهذا الحق؟! هل هذا يدخل ضمن المفهوم الخاطيء للقوامة أم ربما لتوجس وهمي غرسته وعمقته القاليد في دواخل الأنثى من أن لا يجد شعورها تجاه الآخر تجاوباً فتحس بأنها عرضت نفسها لنوع من المهانة كأنثى مرفوضة أو يعتبره الآخر نوع من التحرر والسفور الأنثوي الذي ما كان يجب أن يحدث؟!! أليس في هذا نوع من غرس الروح الإنهزامية المسبق في نفسها لتعظيم هذا الإنتقاص؟! عندما نتساءل عن حقوق الأنثى المستلبة علينا أن نقول: إبحث عن الذكر؟!! وإلى الغد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Muna Khugali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست