*يآاااه ... (انتو لسع)... خرجت مني هذه العبارة غصباً عني وأنا أطالع قبل يومين خبراً عنوانه (الهدية يطالب الحكومة بإعادة المساجد المصادرة)... *وسبب الدهشة والعجب أنني كنت قد كتبت مقالاً بالزميلة (الصحافة) قبل نحو عام ونصف العام أعيب فيه - ضمن ما عبت - على جماعة أنصار السنة تأييدها للأنظمة العسكرية رغم أنها تلدغ منها المرة تلو الأخرى.. فالجماعة طالبت آنذاك على لسان شيخها الثاني (من حيث الترتيب) أبو زيد محمد حمزة بإرجاع المساجد التي صادرتها الحكومة منهم... *قلت في مقالي ذاك ما معناه: أليست هذه هي الحكومة التي بادرتم بدعمها مادياً ومعنوياً و(وثّق) التلفزيون القومي هذه الحادثة بالقصر الجمهوري... *وأليست الحكومة العسكرية السابقة - أي نظام مايو - هي التي أيضاً صادرت منكم مساجدكم، وضيّقت عليكم الخناق، ونزعت صيواناتكم من ساحات المولد، وأوقفت إصدارتكم (الاستجابة)؟!!... وأليس النظام الحزبي الذي يفصل بين هذين العسكريين هو الذي أنصفكم، ورد لكم اعتباركم، وأعاد لكم مساجدكم، وسمح لكم بإصدار مجلتكم، وأفرد لكم مساحات بأجهزة الإعلام الرسمية، وحفظ لكم حقكم بنصب صيواناتكم بساحات المولد؟!!... *أشرنا لذلك كله في مقالنا ذاك ثم ساءلنا الشيخ أبو زيد: أليست الديمقراطية هي الأفضل لكم من واقع التجربة؟؟.. وأليست هي - من قبل ومن بعد - نظام الحكم الأكثر قرباً من (سماحة) الإسلام؟!... *فديننا يأمرنا بأن لا نقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق... وكذلك الديمقراطية تفعل... وديننا يأمرنا بأن لا نصادر مساجد الآخرين... وكذلك الديمقراطية تفعل... وديننا يأمرنا بأن لا نصادر حق الآخرين في التعبير: قولاً أو كتابة... وكذلك الديمقراطية... *وديننا يأمرنا بأن لا نعتقل الناس لأسباب سياسية.. أو دينية... وكذلك الديمقراطية... *وكل ذلك الذي تلتزم به الديمقراطية - مما يتوافق و(سماحة) الدين - تأتي بعكسه النظم العسكرية... *فلماذا إذاً يحارب شيخ أبو زيد.. أو شيخ الهدية.. أو شيوخ جماعة أنصار السنة اجمعين.. لماذا يحاربون الديمقراطية ويوالون الشمولية؟!.. *لماذا يحاربون النظام الذي (يتنعمون) بظله ويدعمون ذاك الذي (يكتوون) بناره؟!!.. *لا أظننا سنجد إجابة (مقنعة!!): لا من شيخ أبو زيد ولا من شيخ الهدية.... *فالشيخ أبو زيد محمد حمزة بنفسه إلى مباني (الصحافة) عقب نشر مقالنا ذاك وهو يتأبط رداً يمكن أن نصفه بأنه (off point).. أو خارج الموضوع.. فهو ترك كل النقاط الأساسية فيه و(مسك) في موضوع الديمقراطية ليثبت لنا أنها نقيض للإسلام.. *طيب يا سيدي... هذه التي ليست نقيضاً للإسلام دعوها تتوقف عن ظلمكم أنتم (دعاة الإسلام!!)... ونقول هذا تحديداً للمجموعة التي ذهبت شوطاً أبعد من مجرد الموالاة أو التأييد... للمجموعة التي شاركت في السلطة (عديل) تحت زعامة شيخ الهدية.. *نقول لهم: أليس من المشين في حقكم أن تأتوا.. وبعد سنوات المشاركة هذه كلها.. لتطالبوا الحكومة عبر أجهزة الإعلام بأن تعيد إليكم مساجدكم المصادرة؟!!... *أليس من حقنا أن نصرخ مندهشين.. أو حتى شامتين: (يآاااه.. انتو لسع؟!!!). www.alsudani.info
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة