رسالة إلى الأنثى التي أعشق (14)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-04-2006, 02:51 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة إلى الأنثى التي أعشق (14)

    رسالة إلى الأنثى التي أعشق(14)
    د. ابوبكر يوسف إبراهيم

    سيدتي...
    سلامٌ على روحك الطيبة؛

    الحديث بيننا حديث روحي وعاطفي وفكري، تجذبني طريقتك الجميلة الهادئة في توصيل فكرتك أو طرح أسئلتك وأيضاً الكياسة في طرح حتى ما هو محرج من أسئلة ، والذي شدّ إنتباهي هو حتى الأسئلة المستفرة تسألينها بطريقة في ظاهرها الرحمة وهذه ميزة الأنثى الذكية التي تصل إلى ما تريد دون أن تثير أعصاب أو حفيظة من هو أمامها.
    المهم لقد أقنعتك بأن تنتقلي إلى النزل الذي أنزل فيه بالروشة وبالرغم من أننا سنكون تحت سقف شقة واحدة إلا أنه حتى لو كانت غرفة واحدة لا أظن أن هذا كان سيواجه هذا بالرفض من قبلك لأنني شعرت بمدى الثقة والإحترام المتبادل بيننا قد أصبحا ديدن علاقتنا فزالت كل التحفظات وكل التوجسات من نفسك. ذهبنا مع السائق جورج إلى الضاحية الجنوبية وأحضرنا كل متعلقاتك الشخصية وتوجهت إلى حيث غرفتك وبدأت في ترتيب أغراضك... كنت فرحاً لأن سقف شقة واحد سيجمعنا وسنكون فرصة ليتعرف كلٌ منا على الآخر بطريقة طبيعية. بعد أن فرغت من ترتيب أغراضك كنت أنا جالس حينها في الصالة أشاهد الفضائيات وأتجول من محطة إلى أخرى، في هذا الأثناء كنتِ قد إستبدلت ملابسك يقميص نومٍ وروب أخضر اللون (لانجنيري) وكأنك لبست الروب ليحجب ما تتوق نفسي في دواخلها للتطلع إليه صدر ناهد ناهض نافر تتكور فيه ثمرتا الباباي ومن يشتهيها حائر دون قطافهما، وشفاه عطشى كزهرة تحتاج إلى ري متصل حتى تعود يانعة وجسم مثير تحتاج أن تتخلل مسامه ذرات من حبٍ مفعم حقيقي... أقارن بين نضوجك الفكري والثقافي وبين نضوجك الأنثوي فيتضح لي أن المقارنة تصل إلى نقطة التعادل أي أن إرادة الله قدرت هذا التوازن فإن أخذت في الإعتبار الحرمان من الولد أجد أن العدالة الإلهية قد عوضتك من ذاك بهذا أي بالأنثى الكاملة وبالطبع ليس كل ما يتمناه الفرد يدركه فمن يدري لو كنت رزقت بأطفال فلربما كنت قد أهملت إهتماماتك الفكرية والثقافية وكذلك جمالك وأنوثتك وربما كان هذا هو السبب في إنهيار كثير من الزيجات التي قامت في الأصل على حب وتفاهم، وهذا لا يعني أن الأنثى لا تستطيع التوفيق بين هذه التعقيدات ولكن النقيض موجود فالشاهد أن المرأة الشرقية عموماً بعد الإنجاب يتحول إهتمامها من مراعاة حبها إلى غريزة الأمومة وإدارة البيت، هنا لي وقفة ورأي شخصي في هذا الموضوع فيجب أن لا نحمل الأنثى كل تبعات هذه النتائج السلبية بل الرجل عامل أساس فيما آل إليه الوضع لأن الرجل الشرقي تعود أن يكون (سي السيد) يأمر الجارية فيطاع فهو لا يشارك في الواجبات المنزلية التي فُرضت على الأنثى عبر تقاليدٍ مجتمعية وعرف متوارث وحتى في حالات المرض التي تصيب الأنثى يفضل الرجل في توفير الطعام من المطاعم على أن يقوم هو بإعداده إن مجرد إعداد وجبة لشريكة حياتك وهي مريضة يعني لها الكثير ويعتبر تعبير عن ما تكنه لها من حب وتقدير لما تبذله هي من جهد يومي ومكابدة بين الوظيفة والأولاد والبيت وواجباتها تجاه الرجل. وبالقابل هناك زوجات حينما يقوم الزوج بهذا العمل بدافع الحب تفسره بطريقة خاطئة وستمرأه وتطالب به وبطريقة مستفزة قد تؤدي إلى إنهيار مؤسسة الزواج.
    وبينما نحن جالسين نشاهد التلفزيون قلت لها:
    - تشربي شنو؟ سخن ولا بارد؟
    - لا أنا المفروض أقوم أعمل ده!
    - وليه أنت المفروض تعملي ده؟ إي واحد مننا ممكن يقوم بيهو وأولى بمن عرض أن يقوم بيهو!
    - يا أخي أنا المرأة وإنت الراجل؟!
    - يا ستي ما في حاجة إسمها إنت الراجل وأنا المرأة... أي واحد مننا قادر يعمل يعملها وبعدين أنا نفسي أخدمك يا ستي ... على الأقل الليلة إنت ضيفة ملكية ... عاوز أقول لو كان العاوزاهو حار ولا بارد حيتعبني بشنو؟!
    - إنشاء الله ما تتغير بعدين!!
    - يا حياتي الناس لما يكونوا شركاء في الحب والحياة المفروض يتقاسموا أعباءها وما يكون الموضوع موضوع إتكالية وأنانية ... الحب معناه شنو في رأيك؟
    - الحب هو : إثنين أتقابلوا وتجانسوا وتوافقوا على الحلوة والمرة ... الصحة والمرض... السعادة والشقاء ... يعني أصبحوا ذات واحدة
    - كلام جميل ومنطقي ولكن أرجوك ما كل ما أفكر أعمل ليك شاي ولا أقدم ليك عصير تقومي تنبشي ذاكرة الماضي وتبدي مقارنة بيني وبين ... أنا فلان وهو علان وبصمات يدينا ما واحدة وإنت كمان لا يمكن أقارنك أو أقارن تصرفاتك بأي شخص أعرفو أو عاشرتو... إنت لما قلت المفروض أنا أقوم أعمل الشاي أو العصير ده في حدي ذاتو مشاركة وجدانية أسعدتني جداً لأنك ما طوالي قلت ليّ عاوزة شاي وللآ عصير... الكلمة الحلوة صدقة يا عمري!!
    - مرة تقول لي يا ستي ... ومرة يا روحي ... ومرة يا حياتي... ومرة يا عمري ، نوع الكلام ده بخليني أطير فوق السحاب من شدة السعادة ... والله أنا ما مصدقة البحصل لي ده!!
    - أحسن ليك صدقي ... أصلك ما عارفه الحب بيعمل شنو!!... الحب شعور متبادل أحاسيس رقيقة بس تعرف كيف تعبر عنها... رسالة إذا عرفت توصلها بتعمل عمل السحر وتصنع السعادة... أحكي ليك قصة، مرة حبوبتي خالة أمي راجلها قال ليها قدام أولادها الكبار والله يا بتول أنا من غيرك ما بعرف أعيش إنت شريكة حياتي والحبيبة ... قامت خمت هدومها ومشت بيت أبوها ولما سألوها قالت : بالله ما عيب الراجل ده يغازلني قدام أولادي !! الظاهر عقلو خفّ وجاهو لطف !! وكمان الرجال ما بقولوا عاينت الكلام ده إلا كان شايف ليهو شوفة!! على فكرة أنا قدرت موقفهاوتعاطفت معاها تماماً لأن التعبير جاء منو متأخر كتير جداً ... وإعتبرت أنو كلامه ده معناه الوحيد إنها حتنزل المعاش عشان عشان كده قال ليها الكلام ده كأنه أداها نيشان الخدمة الطويلة الممتازة وحيشوف من تحل محلها... طبعاً دي قصة حبوبتي أما اليوم فالمرأة إقتحمت كل المجالات وأصبح ليها كيان وذمة مالية مستقلة تجعلها تحس بأنها أيضاً صاحبة قرار.
    - أفهم من كده أن هذا شعور مستدام ما حيتغير؟
    - سبحان من له الدوام أنا ما حأقوليك إنو إحتمال التغيير ما وارد ... ده بيرجع للأنثى إذا كانت هي ما تغيرت كمان !! أنا إنسان واقعي عركتني التجارب والإحتكاك بالناس ولي تجربة بحاول أن أتعلم منها .
    - يعني الإحتمال وارد؟
    - طبعاً وارد مش بالنسبة لي وحدي ووارد بالنسبة ليك إنتي كمان... المهم الصدق والثقة والحب هم الحماية من كل عواصف الحياة ... نحن بشر وبتمر بينا ظروف حلوة ومرة والزوج أو الزوجة المفروض يعرفوا كويس متى يتكلموا ومتى يسكتوا وإن كان في شيء ممكن يولد أي سوء تفاهم فالصمت أجدى، وهو هنا بمثابة الإنحناء للعاصفة وبعد هدوئها ممكن تكون المناقشة موضوعية... المهم نفهم بعض ورغبات بعض .. الحياة خد وهات مبنية على مبدأ التبادل لا يمكن أن تكون هات وبس وإذا كان بقت كده تبقى أنانية بحتة وإستغلال.
    - ما قلت لي... أنا محتارة في شيء واحد ما قدرت أستبينه حتى الآن .. إنت إتجاهك السياسي شنو؟!
    - والله سؤال مهم ، لما كنت شاب كنت شيوعي وبعد إنقلاب هاشم العطا ومعاشرتي للرفاق في المعتقل طلعت منو وأنا لا أنتمي لحزب سياسي وإنما سوداني عربي أفريقي مسلم وبحب وطني جداً جداً ومنحاز للغلابة والغبش وعاصرت كل رموز الحركة السياسية وجميع الأحزاب وما خلصت ووصلت ليهو أن السودان وشعبه ضحايا لهؤلاء السياسيين ولكني لا أنكر على الشيوعيين تجردهم وحبهم للوطن وللغلابا الغبش ... وحتى اليوم أمارس الحزن على من أعدموا من الرموز زي عبد الخالق والشفيع وهاشم وكل القائمة... سياسة الإعدامات هي أسهل وسيلة في يد الأنظمة الشمولية للتخلص من معارضيها لعجزها عن مقارعة الحجة بالحجة ديمقراطياً ... وأيضاً أن ديمقراطية الأحزاب السودانية هي ديمقراطية البيوتات وطبعاً أنتي متذكرة في عهد الصادق طردوا نواب منتخبين من الشعب ودي حادثة ما سبقهم عليها أحد...عشان كده سميتها ديمقراطية البيوتات... الآن أنا بتفرج وبقيس أداء أي حاكم يحكم بما قدمه للوطن والمواطن ولا يهمني من هو ولا لونه السياسي.
    - يعني شيوعي سابق ومتفرج حالياً !!
    - لا يا روحي ما متفرج ولكني وطني ليبرالي (قديم) ليس مثل الليبراليين الجدد!! السياسة لعبة قذرة ومعظم الساسة في العالم كذابين ومدلسين من بوش إلى ذاك الحاكم القابع في تمبكتو!!
    - ضحكتني تمبكتو دي !! والله إمكن نحن حتى في دي متوافقين ولكن أنا مهتمة بالمرأة أكثر!!
    - ضحكتك يا روحي وهج سناها يزرع الفرح في روحي وإنشاء الله دايماً ضاحكة... بقوليك شنو ما ترفعي رجليك من الأرض الصوفا واسعة ولا أقوليك ختي رأسك في حجري وأرفعي رجليك خليني أبقى ليك وسادة!! وقد فعلتِ وكنت في هذا الأثناء أمرر يدي على شعرك في لمسات حانية في حين وأنت مستلقية على حجري كنت أشعر بنوع من القشعريرة تحرك فيّ رغبة جامحة لتقبيلك وأنا أدقق النظر في شفتيك وأتفرس في بصمتهما حقيقة أن للأصابع والكف والرجل بصمات وهذه أول مرة أكتشف فيها بصمات الشفايف وفي نهاية المطاف كنت قنوعاً وإكتفيت بقبلة على الجبين وواصلنا حديثنا في شتى المواضيع التي كنت أدو أن أستطلع آرائك فيها لأقيس مدى التوافق حتى تطرقنا أخيراً لموضوع الأسرة والميلاد والأماكن والمدن وكان قد أخذ من التعب مبلغه... لقد كان يوماً حافلاً ومرهقاً فما كان منك إلا أن نهضت قائلة:
    - أنا تعبانة وعايزة أنوم ... قمت وفجأة ملتِ عليّ وقبلتني في خدي وقلت تصبح على خير...
    - وإنت بألف خير والله عمري يا روحي إتغطي كويس الدنيا برد رغم التدفئة إلا أنو البرد هنا مرات يقهر هذه الوسيلة ... وبدأت أضحك وقالت:
    - الضحكك شتو؟!
    - الضحكني أتذكرت أغنية زمان بغنوها البنات وبوقفوا بيها العروس
    - بتقول شنو؟
    - حسب الخارطة المرسومة ليّ
    أمشي دوغري ولف صينية
    ثمّ هاك قلبي
    لقميصك أعملوا زراير!!
    ضحكنا من كل أعماقنا ...ثمّ دخلت وتركتِ باب الغرفة مفتوحاً على مصرعيه وقلت في نفسي ربما تركته متعمدة لتراقب تصرفاتي... وآثرت أن أنجح في هذا الإختبار فيما لو تعمدته. وإلى الغد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de