الإنترنت والأصوليّة الدينية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2006, 12:54 PM

Salwa Seyam
<aSalwa Seyam
تاريخ التسجيل: 04-12-2004
مجموع المشاركات: 4836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنترنت والأصوليّة الدينية

    الإنترنت والأصوليّة الدينية


    أحمد محمد صالح
    [email protected]
    الحوار المتمدن - العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4


    اخترقت تقنيات القرن الحادي والعشرون كافة المجتمعات ، وبعمق شديد ، حتى تلك المجتمعات الدينية الصارمة والمكتفية ذاتيا والتي تحاول فصل نفسها عن الخارج ، مثل جماعات الأصولية الدينية . وبداية الأصولية الدينية ليست حكرا علي دين واحد ، بل هي موجودة في اليهودية وفي المسيحية ، وفى الإسلام ، و هى أيضا لا تنحصر فى الأديان فقط ، بل هى سمة الكثير من الحركات والأحزاب بما فيها حركة الدفاع عن البيئة ، ومنتشرة فى العالم بين جماعات عرقية عديدة ، و تتلاقي كل جماعات الأصولية الدينية في خصائص مميزة لها ، أهمها صراعها مع الحداثة ، والسعى تحركاً باسم قوة عليا تعبر عنها النصوص من أجل ضمان الكلية الشاملة لمبدأ أو إيمان ما، و قد تُعطي لنفسها الحق في فرض معتقداتها، حتى لو احتاج ذلك إلى استخدام العنف . وينتمي مفهوم الأصولية الدينية تاريخياً إلى الجماعات المسيحية. واستخدم مع بدايات عام 1910، ويعرفها "قاموس روبير" فى عام 1966، بأنها: "موقف أولئك الذين يرفضون تكييف أي عقيدة مع الظروف الجديدة". وقاموس أوكسفورد، بدوره، يقدم تعريفا لها ويقول : "التمسك الصارم بالمضامين الأرثودوكسية التقليدية، وبحرفية النصوص المقدسة، ومعاداة الليبرالية والحداثة".
    الأصولية اليهودية والإنترنت
    ومنذ عام وأكثر نشرت المجلة العلمية "مجتمع المعلومات " فى مجلدها رقم 21، يناير 2005 ، دراسة مثيرة صادرة عن جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، تحت عنوان "الإنترنت والأصولية الدينية "للباحثين Karine Barzilai ، Gad Barzilai ، الأول استاذة مساعدة فى المعلومات بجامعة واشنطن ، والثانى أستاذ فى العلوم السياسية والقانون بجامعة تل ابيب ، ويعمل حاليا أستاذ زائر بجامعة واشنطن ، وهما زوجان . واعتمدت بيانات الدراسة على سجلات المستعملين للإنترنت فى إسرائيل ، وبلغ عدد المبحوثين 14 الف يهودى أرثودوكسى متطرف ، وتبين أن الجماعات الدينية المتطرفة من الإسرائيليين اليهود الأرثودوكس ، والذين يتجنبون العالم الحديث وتقنياته ، ومنعتهم قياداتهم الدينية بصفة خاصة من استعمال الإنترنت ، أنهم نهمين ومتعطشين جدا ومبدعين فى تصفح شبكة الويب ، وقال الباحثان ان نتائج الدراسة يمكن ان تسلط الضوء على الجماعات الدينية المتطرفة جدا ، والموجودة حول العالم بما فى ذلك الجماعات المتطرفة المسيحية والإسلامية . ونذكر القارئ ان اليهودية كديانة تمثل أغلبية سكان دولة واحدة فقط فى العالم هى إسرائيل(83%) ! وعدد كبير من سكان إسرائيل يعتبرون من فئة بلا ديانة أو فئة الملحدين ، واليهود المتدينين يمثلون أقلية فى إسرائيل . المثير للانتباه، ان عدد اليهود الذين يعيشون فى الولايات المتحدة الإمريكية أكبر من عدد اليهود الذين يعيشون فى إسرائيل ، ونسبة اليهود المتدينين هناك اكبر من مثليتها فى إسرائيل ! ويقول الفرنسي هايمان اليهودي الأصل ان الأصولية اليهودية تعتبر "أوامر التوارة أهم من الديمقراطية، أو من حقوق الإنسان، هذه الاهتمامات الإنسانية التافهة التي لا تساوي شيئاً أمام الخطط الإلهية"، فعندهم تعاليم العهد القديم، التلمود، بل شروح فقهاء الشريعة تنطوي على إجابات صائبة عن كل قضايا العصر، وينقل هايمان عن إيان لوستيك أنه إذا كانت الصهيونية التقليدية قد رفعت شعار "المهم ليس ما يعتقده غير اليهود، ولكن ما يعتقده اليهود أنفسهم"، فإن الاتجاهات الأصولية اليهودية، رفعت شعار "المهم ليس ما يفعله غير اليهود، ولكن ما يفعله اليهود". وعقيدة طائقة اليهود الأرثودوكس ترفض ذوبان اليهود في الأقوام الأخرى وتكرس مشاعر الكراهية والاحتقار للآخر من غير اليهود. وهي من أهم الطوائف اليهودية في العهد الحديث. و تنقسم إلى اليهودية الأرثودوكسية الحديثة واليهودية الحريدية. ومن خصائص الأرثودوكسية: التمسك الصارم بالهالاخاة وهو الجزء التشريعى من التلمود ، والتقبل المحدود جدا للحضارة الحديثة، ورفض لأصناف الحضارة الغير أخلاقية. والإيمان بأن الأساليب الحديثة لدراسة الكتب المقدسة خاطئة ومكفرة، ولكن بعض اليهود الأرثودوكس يقبلون هذه الأساليب. هذا وتمثل تلك الطائفة الدينية المتطرفة حوالى 6% من سكان إسرائيل ، ويعيشون فى جيوب مكتفية ذاتيا بالقليل من وسائل الراحة الحديثة ، ومنذ فترة طويلة منعهم حاخاماتهم البارزين من أستعمال الإنترنت لأى شىء ما عدا العمل . وتقول كارين فى حديث لها عن الدراسة : عندما بدأنا الدراسة ، كنا متأكدين ان هذة الجماعة الدينية ترفض تماما كل التقنيات الحديثة ، لكننا وجدنا بدلا من ذلك أنهم تجنبوا الإنترنت فى اول الأمر ، ثم عدلوا عن رفضهم وكيفوا استعمالهم للإنترنت لتلبية حاجاتهم . وتكشف نتائج البحث عن صدام معقد بين التقنية الحديثة المتمثلة فى الإنترنت وتلك الجماعة الدينية الأصولية المتطرفة ، والتى كافحت بشدة من اجل تجنب موضوعات الإلهاء العلمانية المنتشرة على الشبكة . وتبين نتائج الدراسة : 1- على الرغم من فتاوى الحاخامات بعدم استخدام الإنترنت بصفة خاصة ، ألا ان الدراسة وجدت ان ثلث الإسرائيليين الأرثودوكسين المتطرفين يتصفحون شبكة الويب ، وهى نسبة منخفضة للغاية إذا قورنت بمعدل استخدام المجتمع الإسرائيلى عموما للإنترنت ، لكنها نتيجة ذات مغزى هام . 2- الإسرائيليون الأرثودوكسيون المتطرفون الذين يستعملون الإنترنت لإرسال الرسائل البريدية الإلكترونية للتفاعل مع غرباء عن جماعاتهم يبلغون حوالى نصف عدد مواطنيهم العلمانيين الذين يستعملون الإنترنت لنفس الغرض . لكنّهم على الأرجح أكثر عددا من الإسرائيليين الآخرين من حيث الاشتراك في منتديات الإنترنت للحوار مع أعضاء من جماعاتهم . 3- تستعمل النساء الأرثودوكسيات المتطرفات الإنترنت أقلّ بكثير من الرجال فى جماعاتهم ، على الرغم من الحقيقة التى تقول أنّ فى تلك الطائفة الدينية النساء هن اللاتى يقمن بأكثر الوظائف بالمقارنة بأزواجهن من الرجال المشغولين بصفة عامة ودائمة بمتابعة الدراسات الدينية . ويرصد الباحثان بأنّ الرجال يتصفّحون الإنترنت من المكتبات والمقاهي. 4- واتضح ايضا ان ظاهرة الإنقسام الرقمى كانت اقل صراحة ووضوحا على طول خطوط الطبقات الإجتماعية بين الأرثودوكسيون المتطرفون بالمقارنة بالإسرائيليين ككل، فبإستعمال مؤشرات الدخل الأوطأ والأعلى بين مستعملى الإنترنت فى تلك الطائفة الدينية ظهرت النسب مساوية بشكل تقريبى . ويقول بارزيلى : بعد أحداث 11 سبتمبر زاد الأهتمام بدراسة ظاهرة الآصولية الدينية ، وتوضيح ابعادها . وفى مسح علمى قام به الباحثان لمواقع الأصوليين الدينيين حول العالم ، اتضح ان قلة من تلك المواقع تروج لنشاطات إرهابية . وجدير بالملاحظة ان الجماعات الدينية المنغلقة على نفسها والمكتفية ذاتيا نادرا ما تتطوع بالمعلومات إلى الغرباء ، وهؤلاء الناس غالبا لا يجيبون على استطلاعات الراى ، لذلك نثمن الصعوبات الكثيرة التى واجهت الباحثان لتحديد 14000 مستعمل للإنترنت من الإسرائيليين الأرثودوكسيين المتطرفين . ونزعم هنا ان نفس النتائج يمكن ملاحظتها علميا على الجماعات الدينية المتطرفة عموما ، سواء الإسلامية او المسيحية لأن جوهر ذهنية التطرف الدينى ، كما نزعم واحد فى كل الأديان وهو امتلاك الحقيقة المطلقة ، وان اختلفت تفاصيل تلك الحقيقة من دين لآخر .وأمامنا هذا الفيض من مواقع الإنترنت لجماعات إسلامية متطرفة، تلك المواقع التى يفترض ان توظف في نشر العلوم وتعميم المعرفة ، تم توظيفها في نشر الدمار "وصور القتل" وقطع الرؤوس ، وتطفح فيها الفتاوى التى تحرض على الإرهاب ، خاصة تلك الفتاوى المضحكة التى تتوالى من شيوخ الوهابية حول تحريم التليفون المحمول المزود بكاميرا ، وتحريم استخدام المرأة للإنترنت بدون محرم ، وكلها فتاوى تصب فى الصدام بين ذهنية الأصولية الدينية والتقنيات الحديثة .
    وفي فحص دور منتديات الحوار على الإنترنت بين اليهود الأرثودوكسيون المتطرفين، وجد الباحثان أنها تعتبر مخرجا لهم لإثارة مضايقات مجهولة الهوية يتحدون بها سلطة أعضاء الجماعة ، ويعرضون فضائحها ويشهرون بها ، وما كان يتجاسروا ان يجعلوا هذا التحدى شخصيا ، لكن أغلب الأرثودوكسيون المتشدّدين يستعملون الإنترنت لتبادل المعلومات العادية حول أحداث الطائفة، من شريعة وشؤون وطنية. وفى البحوث والكتابات الحديثة ( ما بين عام 2000 -2005 ) والتى تناولت تأثير الإنترنت على المجتمعات و الأديان أعتبرت الإنترنت صمام آمان للطوائف الدينية ، حيث تتيح الفرصة لسماع الأصوات الداخلية المختلفة داخل الطائفة بدون الحاجة لمواجهات عنيفة داخل الجماعة . والمفارقة هنا ان تقنيات المعلومات المتمثلة فى الإنترنت أثرت تماما على تلك الجماعة الدينية المتطرفة ، واقتحمت خصوصياتها ، ولكنها فى نفس الوقت دعمت التماسك الداخلى لها . ونزعم ان الإنترنت تتيح المجال للجماعات الدينية المختلفة بعرض تراثها الدينى من كتب مقدسة ، وشرائع ، وفتاوى وعبادات ، وطقوس ، وشعائر ، وشروح ، وتفاسير ، وتواريخ ، وسير ...الخ فى فضاء الإنترنت لتعليم وهداية أتباعها ، ونشر دعوتها بين الآخرين . لكن فى نفس الوقت تعطى الإنترنت الفرصة للآخرين خاصة العلمانيين بان يكون هذا التراث الدينى فى متناول يدهم ، يأخذونه بالنقد والتشريح ، لهدم قناعات تلك الجماعات بأنها تملك الحقيقة المطلقة .

    التفاعل بين الدين والتقنية
    و نرصد فى الكتابات الكثيرة عن العولمة ، ان الإنترنت والأصوليات الدينية هما من مظاهر ونتائج العولمة ، فقد حذر ألفن توفلر في كتابه الشهير "السلطة الجديدة" من تصاعد الأصوليات FUNDAMENTALIST على عتبة الثورة المعلوماتية.. هذا ومنذ ان تطورت وتوسعت تقنيات فضاء الإنترنت من برامج وشبكات اتصال محلية وعالمية ، والتفاعل بين مستحدثات تقنيات المعلومات والدين يدرك في أغلب الأحيان ويفهم كمتناقضين ، خصوصا بين التقنية والممارسات الدينية الأكثر محافظة وتزمتا . والملاحظة الأكثر بروزا هو التناقض و النزاع المحسوس بوضوح بين الأصوليّة الدينية و تقنيات الاتصالات . ورغم ذلك ستبقى الأديان دائما طريقة للحياة ذات مغزى حول العالم ولا يستثنى من ذلك عالم الإنترنت . وبينما السياسات الوطنية والدولية لتقنيات المعلوماتية تروّج وتسير نحو عولمة وتكييف موضعى لمعايير وتطبيقات واستخدامات الإنترنت ، نجد الجماعات الدينية المحليّة، خصوصا الأصولية ، تقاوم مثل هذه السياسات بشدّة لأنهم يدركونها كتهديد لثقافاتهم و ممارساتهم المحليّة .وإذا نظرنا إلى الإنترنت كظاهرة مركزية للحداثة المعاصرة فى تفاعلها مع ممارسات الأصولية الدينية التقليدية ، تتساءل الدراسات عن الكيفية التى تتم بها التفاعلات الواسعة بين الأصوليّة الدينية والإنترنت ، وإذا ما كانت هذة العلاقات يمكن أن تتحول الى مصالح يتم فيها تكييف الإنترنت وإعادة بناءها ثقافيا وتعدّليها وتكيّفها وفقا لحاجات جماعات الأصولية الدينية !؟ وكما ذكرنا ان الأصوليّة الدينية هى نظام للقيم المطلقة وممارسات عقائدية حول الإله تعتمد على النصوص القانونية المقدّسة بشدّة ، ويوجد بها مستوى هامّ من العلاقات المترابطة والمنسجمة بين أعضاء الجماعة وتصل غالبا إلى علاقات نسب وقرابة ، وهى علاقات منعزلة تماما عن العالم الذي يحيط بها ، مع انضباط جماعى صارم ، ومؤسس على تدرج سلطة أبوية تميّزها في أغلب الأحيان. بالمقابل، العكس تماما فى فضاء الإنترنت الذى يدرك كإنعكاس لنتاج المعاصرة والحداثة العلمية. و يعتبر العديد من المراقبين والباحثين ان فضاء الإنترنت التخيليّ يمثّل ويجسد الحرّية الفردية، وشمول المعرفة ، والقابلية للحركة الاجتماعية والاقتصادية، والمساواة، والفوضوي اللانهائية، وتعدد الجوانب ، وسهولة التفاعلات بين الأشخاص والمجموعات . وينظر الأصوليون الدينيون للحداثة على ما يبدو كمفهوم اقرب للكفر والزندقة ، بل يمكن أن نعتبر الأصولية الدينية ردّ فعل على الحداثة نفسها, وهى دائما مرتابة من التقنية و خاصة فضاء عالم شبكات الاتصالات ، لأنهم يعتبرونه تهديدا للمحافظة على موروثهم الثقافى والدينى .والسؤال كيف يتفاعل التناقض ويبرز فى النشاط البشرى ، وبشكل أكثر تحديدا كيف يتصالح ويتوافق الإنضباط الاجتماعى الصارم وتقييد الحريات الفردية فى الأصولية الدينية مع الحداثة والعلمانية وتقنيات الاتصال ؟! وهل التكنولوجى تؤثر غالبا على حياة البشر ؟! بل هل التكنولوجيا تشكل التاريخ ؟! حيث أظهرت عدة دراسات على التليفون المحمول كنموذج لتقنيات الحداثة وجود توحد بين الانسان والتقنية ورصدوا ثلاث سمات تصف التفاعل بين تقنيات الاتصال والنسق الاجتماعى والمؤسسى : اولا إتصال دائم بين البشر من خلال التقنيات النقالة والتى تعيد تشكيل حدود النطاق العام والخاص . ثانيا ارتباط وتعلق البشر بالتقنية ليس فقط على اساس وظائفها اليومية لكن أيضا بارتباطهم واحتضانهم للقيم والمتضمنات التي تروّج لها التقنيات خلال أخلاقيات الإتصال الدائم. ثالثا، حتى أولئك الذين يرغبون فى تجنّب، واهمال ، والهروب من التكنولوجيا أو حتى مقاومتها ، يتأثرون بها بعمق شديد . لكن هل تنطبق تلك السمات على التفاعل بين الإنترنت والأصولية الدينية ؟! فى دراسة بارزيلى وزوجته وجدوا عكس ما وجدته دراسات المحمول ، فلم يجدوا هذا التوحد بين التقنية وثقافة البشر ، فبعد تحليل منظّم وفحص تجريبي لمرجعيات الطائفة الأصولية الدينية اليهود الارثودوكس، أنتهوا إلى المقولة التالية: أن القيود الثقافية لجماعة الأصولية الدينية تقاوم بشدة تقنيات الحداثة فى اول الأمر ، ثم تتأثر من قبل الإنترنت بواسطة عمليات مجتمعية معقّدة تكيّف الإنترنت لإنجاز حاجات الجماعة الدينية الأصولية ، وفي عملية التحوّل هذة تصبح الإنترنت نوعا جديدا ومختلفا من التقنية يناسب ثقافة الأصولية الدينية . ووجدوا فى دراستهما ان ثقافة الأصولية الدينية تعدّل التقنيات وتمنحها سياقا مجتمعيا يناسبها . وهكذا تصبح الإنترنت منظومة تقنيات مثقّفة مختلفة في سياقات ثقافية متباينة. بشكل محدّد أكثر، ناقش الباحثان بأنّ تطبيقات الإنترنت خاضعة للتعديلات الثقافية ، وتعالج وتكييف وفقا لتعليمات ولوائح منضبطة مجتمعيا ومحليا . وتتم هذه العمليات بطريقتين: بينما تموضع الجماعة التقنية وتكيفها محليا، نجد الجماعة بنفسها تعيد تشكيل نفسها لتصبح جزء من عالم معولم. وتصبح التقنية المثقّفة او بمعنى أدق المكيفة ثقافيا مطلبا لجماعات الأصولية الدينية لكى يكونوا ضمن حدودهم الداخلية والخارجية التقليدية. والتكيف الثقافى للتقنية ، او التقنية المثقفة ، هو تكييف المنتج التقنى بالتعديل والتحوير وبما يتضمنه من برمجيات ، ووثائق ، وادوات ذات علاقة مثل الألوان والصور والتاثيرات الصوتية ، والتواريخ ، والتقويمات ، ووحدات القياس ، والترقيم ، والارقام العددية ، والإجراءات القانونية فى صيغ وسياق ملائم ثقافيا . وجادل الباحثان حول المدى الذي يمكن أن تعدّل فيه التقنية ثقافيا ، ويخلق الفرص لـ أعضاء الجماعة لإبداء للتعبير عن أنفسهم.
                  

06-03-2006, 04:17 PM

تيسير عووضة
<aتيسير عووضة
تاريخ التسجيل: 12-20-2005
مجموع المشاركات: 7136

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإنترنت والأصوليّة الدينية (Re: Salwa Seyam)

    الأخت سلوى صيام ..

    شكراً لإيراد هذا المقال الهام ,,
    فعلاً
    كثيراً ما أتساءل
    لم يرفض الأصوليون (أياً كان دينهم) الحداثة بجميع مفاهيمها
    ويستعملون أدواتها لإيصال أفكارهم وترسيخها !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de