|
|
 الـصادق الـمهدى:خـلونا نـدير راسـنا مـن راس الـحمار
|
في الحوار المفتوح بين الطلاب وزعيم حزب الامة
الصادق المهدي:تزوير الانتخابات سيدفعنا لاقتلاع النظام
ظهيرة يوم امس جلس الصادق المهدي زعيم حزب الامة وامام الانصار في المقعد المخصص له جوار مجموعة من الطلاب فيما كان يجيل ببصره في (الصيوان) الضخم الذي انتصب بميدان اداب بجامعة الخرطوم قبل ان يخاطب حضور الحوار المفتوح الذي رتب له الطلاب الانصار وحزب الامة بالجامعة في اعقاب احتواء خلاف نشب بين الطلاب الانصار وحزب الامة بالجامعة مؤخرا ..وغير بعيد من المكان الذي نصب فيه (الصيوان)كان مجموعة من الطلاب يراقبون مباراة تنس حامية الوطيس تدور رحاها بين طالبين ..بينما كان مجموعة من الطلاب يشاركون او يراقبون مسابقة شعرية وكان الامر لا يعنيهم من قريب او بعيد بينما تفرق عدد من افرادما عرف سابقا بجيش الامة لتامين المكان انتظارا لوصول الصادق المهدي المتوقع حضوره بين الفينة والاخري لكن ما ان اعلن عن بداية اللقاء حتي امتلأ الصيوان الي اخره بالطلاب.. وقد قام بعض الطلاب الاسلاميين بعقد منبر سياسي مفتوح هو الاخر قريبا من مكان ندوة الصادق المهدي وكانت اصواتهم تاتي عالية لتشوش علي الطلاب الانصار الذين كان المهدي بين الفينة والاخري ينصحهم بضبط اعصابهم وعدم الالتفات للاستفزاز باعتبار ان المؤتمر الوطني (اعصابه بائظة) وقال لهم ضاحكا ان (المي البارد بقد الدلو) وعن طريق الدلو يمكن ان يذهب الطغاة لمذبلةالتاريخ
والشاهد ان ترتيب المكان الذي سيخاطب منه الصادق المهدي ورفيقاه في اللقاء محمد حسن التعايشي القيادي الشاب بحزب الامة رئيس اتحاد جامعة الخرطوم للدورة قبل الماضية ومحمد حسن فول القيادي الشاب بحزب الامة الطلاب استغرق وقتا ومشاورات طويلة حسمه احد شباب هئية شئون الانصار حينما جاء راكضا ليخبر الجميع بوصول زعيم حزب الامة..
*معركة انتخابية محسومة:
محمد حسن التعايشي بدا حديثه بسرد تاريخي لدورجامعة الخرطوم علي مر السنوات وعرج علي المعركة الانتخابية الحالية ووصفها بانها معركة انتخابية سهلة رغم ان خطاب المؤتمر الوطني حاول جعل الانتخابات معركة كبيرة وقال انها محسومة بتوحد ارادة القوي السياسية المتطلعة لتأسيس منبر واسع يتلاحم فيه الجميع مؤكدا ان الارادة المسيطرة علي جامعة الخرطوم هي ارادة الحركة الوطنية الحرة
ووجه التعايشي توضيحا لمن وصفهم بالساعين لاختراق دستور اتحاد جامعة الخرطوم بقصد اكمال النصاب في المعركة الانتخابية في اعقاب وصف ريئس شعبة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم للاتحاد بانه عبارة عن رابطة طلابية وقال ان الاتحاد عبارة عن اتحاد قوي سياسية وذو طابع مصلحي وقال انهم الان في انتظار تشييع ما تبقي من جنازة المؤتمر الوطني في جامعة الخرطوم وبقية الجامعات
* انتقادات حادة:
من جانبه محمد فول خاطب الصادق المهدي بوصفه آخر رئيس وزراء منتخب في السودان وقال ان المشكلة بين حزبه والمؤتمر الوطني جاءت لان المؤتمر الوطني فشل في ادارة البلاد معددا مساوي كثيرة لنظام الانقاذ بداها بتحويل حرب الجنوب الي حرب دينية وختمها باتفاق ابوجا بوصفه اتفاقا منقوصا وخلص الي ان الحكومة كانت سببا في تعميق الاذمة في البلاد موجها انتقادات حادة للحكومة وقياداتها وسياساتها
وتطرق محمد فول في حديثه الي لجنة الانتخابات التي كونتها ادارة جامعة الخرطوم واصفا اياها بانها لجنة للضرر لا الاصلاح مؤكدا حسم المعركة الانتخابية لصالح القوي الوطنية
وقبل ان يجئ دور الصادق المهدي للحديث اعلن الطلاب الانصار وحزب الامة بجامعة الخرطوم المواءمة بين وجهات النظر المختلفة عبر عملية ديمقراطية شورية ساد فيها التراضي واعلن الطرفين وقوفهما صف واحد لدعم ومناصرة الديمقراطية والتعاون مع القوي السياسية الوطنية بالجامعة
وبدا من الوهلة الاولي ان مقدم الحوار المفتوح احتار باي صفة يقدم الصادق المهدي للحضور.. هل يقدمه بوصفه مفكرا ام سياسيا محنكا ومعارضا شريفا غير انه في النهاية آثر ان يقدمه بابيات شعر تقول ما معناه :
عمري للسبعين يركض لكن روحي باقية في العشرين
*الاختيار ما بين طريقين:
استهل المهدي حديثه بالاشارة لرغبته في ان تكون كلماته مختصرة وواضحة وحكي حكاية رجل من اهل الجزيرة كان راكبا هو وابنه حمارا وعندما اراد ان يضرب حماره خاطب ابنه بقوله( دير راسك من راس الحمار خليني اميز الحمار ) وقال نرغب في ان ندير رأسنا من رأس عصابة تحكم بمنطق العصابة فتصادر الحريات وتتسلط علي الشعب وتنهب المال العام فيصبح الحمار في هذه الحالة جامعة مستغلة ومدجنة واتحاد يتبع للشمولية لهذا نريد ان تتمايز الصفوف ويصبح الحكم حكم انتخاب ومساءلة وان تكون الجامعة مستقلة واتحادها حرا ,وهذه هي الصفات التي نريد ان نميز بها العسكريين عن الطلاب وبعدها يكون الطلاب احرار في اختيار طريقهم ..ويختارون ما بين الطريق المستقيم والطريق المعوج.
واضاف قائلا ان اخوتنا في النظام يقولون ان للديمقراطية اخطائها وانها اخطأت وهذا صحيح لكنها كادت تعالج مشاكل البلاد لكن كان ذلكبوسائل بطئية واختلاف في الرؤي لهذا استبطأوا هذه الوسائل وظنوا انهم يستطيعون حل كل المشاكل بطريقتهم فاختاروا طريق التسور عبر الحائط لا الدخول بالباب لهذا تصبح اخطائنا كما قال لي بن ابي طالب فرق بين من قصد الحق فاخطأه ومن قصد الباطل فاصابه
وتساءل بقوله ..ماهو الباطل الذي قصدوه واصابوه..؟
ولانه كان لا ينتظر اجابة من الحضور قال :مذقوا السودان وخير دليل علي ذلك اتفاقية نيفاشا التي تحمل بنودها وجهين يفسر اي طرف بنودهاحسبما تراءي له وبعد ان قال ان الاتفاقية من شانها ان تؤدي لانفصال الجنوب مضي للقول ان رؤي الجبهة الاسلامية الضيقة ستحول السودان لطارد للشماليين انفسهم
وعد المهدي علي اصابع يده اليسري عددا من الحركات المطلبية المسلحة في الشمال وقال ان البلد ستتمزق نتيجة لسياسات الحكومة وان امن البلد (ضائع) مستشهدا بحديث وزير الداخلية الذذي تحدث فيه عن وجود 48 مليشيا مسلحة في الخرطوم وقاس المهدي علي ذلك سؤ الاحوال الامنية في بقية الاقاليم
واشار الي صدور اكثر من عشرة قرارات لمجلس الامن بخصوص السودان بموجب الفصل السابع وعقد في ذات الوقت مقارنة بين فترة الديمقراطية الثالثة وفترة الانقاذ مرجحا كفة الفترة الديمقراطية علي الانقاذ في مجالات عديدة حددها في مجال الدعم الاجتماعي وميزانية التعليم وقال ان السودان استحق بفضل سياسة الانقاذ التي وصفها بالحمقاء ان يوصف في تقارير عالمية بانه رجل العالم المريض
وعاد المهدي بذاكرته الي زمن الشباب موضحا الفرق بين عهدهم والعهد الحالي وقال انه لاحظ ان المزاج الشبابي انتقل من حالة الاحباط الي الغضب وهذا بشير خير لانه غضب من السؤ وتصميم علي ازالته او تصحيحه
*دارفور كما كنت:
وحتي لا يكون هناك غموض حول موقف حزب الامة مما يجري بالساحة السياسية اوضح المهدي موقف حزبه بوصفه داعيا للسلام العادل الشامل وكشف عن لقاء جمعه بمجدذوب الخليفة قبل اتفاق ابوجا وقال انه اكد له وقوف حزبه مع ما يتم الاتفاق عليه في ابوجا حال اتفاقهم معه علي ان تكون (دارفور كما كنت) اي ان تكون اقليما واحدا وتكون الحدود كما كانت عليه في عام 56 وضمان المشاركة الهيكلية في الرئاسة لكن الحكومة لم تلتزم بذلك.
ويعتقد المهدي ان المخرج من الازمة الحالية هو تكوين جبهة لكل القوي السياسية بما فيها حملة السلاح والضغط بوسائل الجهاد المدني لتحقيق التحول الديمقراطي والسلام العادل وفي ظل هذا الموقف يتم النضال لتحقيق الانتفاضة الانتخابية ليقبل النظام بقيام ملتقي جامع يقيم حكومة منتخبة عبر الانتخابات واذا تم تزويرها سيكون هذا سببا لانتفاضة شعبية لاقتلاع النظام من جزوره
* تباري الطلاب للنقاش وسؤال الصادق المهدي
وفي رده لي اسئلة الطلاب قال المهدي انه لا زال معارضا لبعض افكار الاستاذ محمود محمد طه باعتبارها خارجة عن الدين لكنه كان ضد الحكم الذي صدر عليه باعتبارانه يري بان لا عقوبة دنيوية في الردة
وفيما يخص طرد نواب الحزب الشيوعي من البرلمان اقر المهدي بان ما حدث وقتها كان واحدا من اخطاء الديمقراطية غير ان الموجة كانت غالبة من النواب الذين قرروا طرد الحزب الشيوعي
وبشان الانشقاقات التي ضربت جسد حزب الامة قال المهدي ان ما حدث لم يكن انشقاقا انما كان انسلاخا نفذه المؤتمر الوطني في اشارة واضحة للانشقاق الذي نفذه مبارك الفاضل وقال ان كل من يتحدثون باسم حزب الامة والنصار في الساحة السياسية الان عبارة عن شقة سياسية مفروشة يؤجرها المؤتمر الوطني لهؤلاء
وقال المهدي بامكانية ان يتولي رئاسة حزب الامة اوامامة الانصار شخص من خارج اسرة المهدي باعتبار ان الحق الدستوري لكل عضو يكفل له ذلك وان النظام الاساسي لهئية شئون الانصار يكفل هو الاخر ذلك الحق لاي عضو في الهئية
|
|
 
|
|
|
|
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست