الاسـتـعـبـاطـيـون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 12:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2006, 06:52 AM

ادريس خليفة علم الهدي
<aادريس خليفة علم الهدي
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 5409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاسـتـعـبـاطـيـون

    Quote: الاستعباطيون

    تركي عبدالعزيز الثنيان*
    الاستعباط هو محاولة استذكاء غبية سامجة ومكشوفة، وفي غالب الأحيان، تكون مقرفة، وأكاد أجزم أن هناك عرقا وراثيا، جينيا أو "جنياً" يمشي في عروق بعض العرب يمكن تسميته عرق الاستعباط. وتبلغ درجة الاستعباط ذروة فجاجتها عندما يمارس دور البطل، استعباطي نخبوي، أو من يعتقد أنه نخبوي، لمجرد أن سيرته الذاتية فيها اسم أجنبي، سواء كان اسم جامعة، أو لمجرد أنه كان يجلس على كنز طفروي، ظاناً أن الأمجاد يمكن أن يتم تجييرها، بتواضع نرجسي، إلى قدراته الذهنية الخارقة. والاستعباطيون أحزاب داخل أحزاب.
    الاستعباطي، يسرق ويواقح... يقف في منتصف الشارع بعيون لا تعرف الحياء، بينما المسروقات في يده، لينصح ويعظ بتقوى الله والبعد عن المال الحرام، بل وقد يستمرئ هذا الدور، فيكتب كتابا في فن مكافحة النهب... وفي حالتنا العربية، الاستعباطي، بذمم مالية مهترئة، يتحفنا بمقالات، ومحاضرات، وكتيبات، ومجلدات، لا تعرف الحياء.. يتصنع النزاهة والأمانة الملائكية، ويستمر في التنظير وتدريس الشعوب الغلبانة الأصول المنهجية في الصدق والأمانة والشرف والنزاهة، والآثار المؤسفة للفساد تتضح على النمو الاقتصادي للأمة العربية، وعلى الأبعاد الاجتماعية والحقوقية لهذه التصرفات...مع أن هذا الاستعباطي أو ذاك، تجده ربما هو شخصيا "متهم" حتى الثمالة في قضايا رشوة، بل وربما في قضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم، أو حتى بدون محاكمات. السؤال، هل هو كثير عندما نطالب هؤلاء بالصمت، والاكتفاء بالغنيمة، أي الاكتفاء بقهرنا مرة واحدة على الأقل. لماذا الهوس بالتلذذ بالغنيمة، بعين مكابرة مواقحة على الملأ! أهو جين أو "جني" أعرابي ملعون؟
    ربما يكون سبب استمرار استعباطهم أنهم غير متوافقين مع العصر، ويدورون في حلقات خارج الزمن، فهم يعتقدون أن المعلومات يمكن التحكم فيها. ولأن إعلامنا إعلام مؤدب جدا، لا يعرف التشهير والمكاشفة على الإطلاق، يعتقدون أنه يمكن لهم أن يمرروا ما يريدون، متكئين في هذا على طبيعة مجتمعنا الإعلامية المنغلقة أولا، ومتكئين أيضا على طيبة مجتمعنا، التي لا تعرف المناكفة العلنية المباشرة، دع عنك أن يتم التشهير بكائن من كان!
    ولكن هذا العصر انتهى، أو هو أشرف على الانتهاء. فأولا، الثورة الإعلامية المكتسحة لجميع الحدود لم تجعل من الممكن إخفاء الكثير في أي بقعة على وجه الأرض. ثانيا، هامش الحرية الرائع المرتفع في الصحف العربية، غدا حقاً مكتسبا لا يمكن مناقشة أساسه وإن دارت بعض المناوشات حول تفاصيله. ثالثا، ميلاد قيادات واعية محترقة هما وألما لمعاناة وهموم أبنائها، وبروز نجوم وسياسات جديدة مؤثثة بشكل مفصل على المشهد المحلي. كثرة المتخصصين والمتمعقين في الشؤون الحقوقية أصبح مشهدا مألوفا يرفع الرأس. وهذا التخصص يتمازج معه سلاح معرفي وتقني مرعب يكشف النقاب عن كل صغيرة وكبيرة فاشتراك توفره كليات القانون في جميع أنحاء العالم لطلابها في إحدى الشركات المتخصصة، يتيح لهم الدخول على سجلات المحاكم الأمريكية والبريطانية والكندية والأسترالية والاتحاد الأوروبي، وبضغطة زر يمكن البحث عن أي شيء.. وهذا كفيل بجلب كل القضايا التي أثيرت ضد أي عربي. بل محرك البحث العبقري جوجل، يمكن له أن يزودك بالأخبار والتفاصيل والفضائح من حيث لا تحتسب. إذا، الانفجار المعلوماتي، وتكافؤ فرص الحرية الإعلامية، الإرادة السياسية، التخصص العلمي، مجتمعة هي وصفة ستجعله من المستحيل أن تستمر الأمة العربية في سباتها أو في طيبتها إلى أجل غير معلوم. ومن العوامل الأخرى المؤثرة الانفراط السكاني، وتعقد المعاملات، وتشابك وتناقض المصالح، كل هذا سيجعله من المستحيل أن تستمر نفس الطاحونة في نفس الرتم وفي نفس الاتجاه إلى الأبد. المجتمعات القروية، الصغيرة، البسيطة الساذجة، انتهت. انتخابات إسرائيل تنقل على الهواء، والتحقيق في رشوة تلقاها ابن رئيس تلك الدولة في الصفحات الأولى على صدر الصحف العالمية، وهو وإن كان يعرض عندنا للتشفي، إلا أن الرسالة الأهم التي يقرؤها الجميع، وإن بعد حين، وإن كانت بشكل إيحائي، هي فوقية القانون على كل شيء. كل الجيل القادم، متمرس بآخر تقنيات العصر الحديث، السيئ والحسن، وهو وإن كان متلهفا في بداياته على الممنوعات، تدرجا، سيصل إلى مرافئ الوطن، بشوق متطلع، عطش باحث عن كل شيء يتعلق برقي وطنه.
    الخلاصة، أن تكتب في النزاهة وفي محاربة الفساد، لا يعني أن الحقائق والوقائع المخجلة المغايرة لأقوالك، ستتبخر من ملفات المحاكم، وهي هناك لتبقى، لأنه لا يوجد مخلوق بشري مهما كان، قادر على أن يزيل سطرا واحدا من تلك الملفات. وهي هناك يقرؤها الجميع فلن تختفي من ذاكرة المجتمعات إلا أن يشاء الله، فهي ملفات مفتوحة لنقرأها كل يوم، وسيُكتب عنها في يوم من الأيام... لا أعرف كيف ستتفاعل المجتمعات، ولكن حتما سيكون هناك ردة فعل لما تقرأ. في يوم من الأيام، ستكون هذه الأحداث، الخبر الأول في الصفحات الأولى.

    * كاتب سعودي


    http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-30/writers/writers04.htm
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de