الواقعية تقتضي رؤية فى مشروع لسودان جديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2006, 03:45 PM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الواقعية تقتضي رؤية فى مشروع لسودان جديد

    إستوقفتني الكتابات التي تأتي على صفحات الصحف العربيَّة عن الأزمة السودانية لأنها تستمد قاعدة فكريَّة لها من أطروحات برزت على مسرح الكتابة السودانيَّة المعاصرة التى تتناول بالدراسة قضيَّة تقع على الحدود الجامعة بين الفكر النظرى والواقع التاريخى المعيش ، وهى قضية "عروبة السودان وإسلامه". أن مثل تلك الاطروحات القاعديَّة المعنيَّة تكشف عن نهج إعتقادى فى "تزييف" التاريخ وتمارس إستعلاءً على التاريخ بغيَّة تسويق المعتقد وإكتساب مشروع يَّة تاريخيَّة. أن موقفاً مثل هذا يحول دون أية قراءة علميَّة أو معرفة بالذات بل ويهدد بتفاقم أزمة السودان. مع تجاهل كامل لحقيقة الوضع المميز للسودان الذى يجعل منه بوتقة الإنصهار الأفريقى العربى. تلك الكتابات فى معظمها أبعد ما يكون عن أن تقدم تحليلاً علمياً لحقيقة الأزمة السودانيَّة الماثلة.



    من ثمَّ فإن مقالنا هذه لا يتعدى كونه محاولة لتجاوز الآنيَّة أو الخضوع "لمقتضى الحال" سعياً لتقديم رؤية أنثروبولوجيَّة لأزمة السودان الحاليَّة، المتفاقمة بفعل التوجهات الفكرية الإنسداديَّة، من منظور ينطلق من واقع السودان بحسبانه مؤلفاً لأمة واحدة تتميز بتنوع فريد هو نسيج وحدتها السالفة والحاضرة والقابلة. كان الزعيم الراحل الدكنور جون قرنق قد أشار فى محاضرة ألقاها بنهاية 1979 فى القاهرة الى حقيقة تميز السودان بشكلين من التنوع الأول أسماه التنوع التاريخى فى حين أسمى الثانى بالتنوع المعاصر، وأن التحدى الذى يواجه السودان فى رأيه "هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخى والمعاصر لكى ننشئ أمة سودانيَّة، تستحدث رابطة قوميَّة تتجاوز هذه المحليات وتستفيد منها دون أن تنفى أياً من هذه المكونات. إذن، وحدة بلادنا، الوحدة التى نتحدث عنها، لا بدَّ أن تأخذ هذين المكونين لواقعنا بعين الإعتبار حتى نطور رابطة إجتماعيَّة سياسيَّة لها خصوصيتها، وتستند الى هذين النوعين من التنوع، رابطة إجتماعيَّة سياسيَّة نشعر بأنها تضمنا جميعاً، وحدة نفخر بالإنتماء إليها، ونفخر بالدفاع عنها".



    وفي السياق نفسه يقول الدكتور منصور خالد لا بدَّ من الإبتعاد عن "رؤية السودان بحسبانه-بوابة- لإمتداد العروبة الى أفريقيا وهو محق في ذلك ، أن خطأ هذه النظرة يكمن فى كونها تحتوى على تخليط بين الإسلام والعروبة لاتبرره إلا الرغبة فىإستثارة العاطفة الدينيَّة والعاطفة القوميَّة فى آن واحد. فإمتداد الإسلام أمر يعنى المسلمين وحدهم، أما العروبة- رابطة عرقيَّة كانت أو ثقافيَّة- فتتجاوز أهل الملة الواحدة. ولا سبيل لتحقيق أية وحدة قوميَّة ان لم ننجح فى تجاوز الثنائيات المتقاطعة، أفقياً وعمودباً، الإنقسام الأفقى على مستوى الأوطان والإنقسام العمودى على مستوى الأمة. والرؤية خاطئة من جانب ثان لأن السودان ليس بوابة نحو أفريقيا أو جسراً تعبره العروبة الى أفريقيا، فهذان دوران سلبيان. يتوجب النظر للسودان بوصفه مصهراً تتماذج فيه الثقافة العربية مع غيرها من الثقافات، ويرفد فيه الإسلام من فيضه الديانات الأخرى.



    ما يؤكد مصداقيَّة مثل هذا الطرح أنه بفضل الإنسياب التلقائى للغة العربيَّة عن طريق الدين والتجارة أسهمت اللغة العربيَّة إسهاماً كبيراً فى تطوير لغات أفريقيا وإثرائها فى بلاد غير عربيَّة مثل السواحيليَّة، اللسان الجامع بين أهل تنزانيا وكينيا ويوغندا وأجزاء من رواند وبوروندى. ونجاح السودان فى عملية الصهر هذه هو الذى يؤهله لأداء دوره التاريخى" ويتوجب ذلك أن يستوعب الجميع هذه الخصوصية .

    عند النظر الى العلاقات الإقتصاديَّة،في السودان فإنه لا يمكننا تجاوز "التهميش الإقتصادى" ظل عنصراً ميز السياسات التنمويَّة فى سودان ما بعد الإستقلال وتأثير ذلك على أنظمة الحكم التى أتاحت لشبكات التبعيَّة فى الدولة أن تدخل فى صراع على الموارد المتناقصة دوماً . لكننا لا نرمى، على كل، الى حصر الصراع فى مصدر مادى لإدراكنا بأن ذلك سيكون مضللاً. نواجه فى الواقع أزمة "بنى إجتماعيَّة" و"سلطة"، أزمة "سلطة الدولة" بوصفها أداة الحكم فى السودان، بكلمات أخرى، فشل تلك المؤسسات التى يفترض فيها أن تقود عمليَّة التغير وتمنع الصدامات العنيفة.

    كان طموح دعاة السودانويَّة أن تعلن نهاية الفترة الإستعماريَّة بداية لمرحلة أكثر ديناميَّة فى نمو النزعة الوطنيَّة السودانيَّة باتجاه بناء الأمة، التى تمثل مشروعاً طموحاً لإقرار مبدأ وحدتنا فى تنوعنا، وما يتبع ذلك من توجهات تنمويَّة، وإقرار لمبادئ الديمقراطيَّة النابعة من تجارب تاريخ أمتنا السودانيَّة . لكنه ومنذ البداية فإن بناء الأمة كان بالضرورة موجهاً من قبل الدولة النخبويَّة " الوسطونيليَّة " النزعة ليتم رفع العلم، المفترض فيه أن يعبر عن طموحات الأمة، فى إحتفال جماهيرى من قبل الحكومة المنتخبة وزعيم المعارضة فقط وكأنما المساحة تحت السارى ما كانت لتسمح لآخرين- يتم من خلالهم تجسيد التنوع المميز لأمة عريقة ما كان نضالها من أجل إستقلالها وطرد الأجنبى حكراً على مركب واحد فقط من مركباتها. بنية السلطة الإستعماريَّة المتميز بالبيروقراطيَّة المتسلطة، والاستحواذ على الفائض، والسيطرة على السوق والقسر، كل ذلك ظلَّ فى الأساس دون تغير بعد استقلال السودان فى عام 1956. عملياً ظلَّ جهاز الدولة الوطنيَّة الوليدة المحور الرئيس لتراكم الثروة محولاً الإقتصاد الوطنى الى شبكات متوارثة للنخب السياسيَّة، مدمراً بصورة حادة الجانب الإنتاجى للإقتصاد، ولم يجلب أى شكل من أشكال التنميَّة المتوازنة. بدلاً من الإستثمار فى مشروع تنموى يخدم المصلحة العامة للأمة السودانيَّة ، ويخلق جهاز دولة بيروقراطى مستقل وفاعل، فإن النخب الحاكمة حاولت التلاعب بالمزايا الماديَّة لسيادة الدولة لتقوية سلطتهم السياسية الشخصيَّة والإقليميَّة الضّيقة. إنه بعد أقل من عقد واحد أخذت حكومات مابعد المرحلة الإستعماريَّة فى إعادة تمجيد الدولة الإستعماريَّة، من ثمَّ فإن الطريقة التى ظلت تعمل بها الأنظمة السياسيَّة فى سودان ما بعد الإستقلال، لا بدَّ من تحليلها وفق قيمتها الفعليَّة لا بوصفها تقليداً لنماذج الدولة الغربيَّة.

    الآن وقد تغير الزمن فى عصر العولمة ، أصبح من الضرورى إعادة إدخال مفهومى "الفضاء" و"الزمان" مجدداً الى رؤانا السياسيَّة. إن دراستنا لقضيتنا السودانيَّة لا بدَّ أن تقيم توازناً بين التناولين "البنيوى" و"الإصطفائى". بكلمات أخرى، فإنه فى حين لايجوز النظر الى السودان كجزيرة منعزلة عن التحولات العالميَّة، فإنه من الضرورى أيضاً النظر الى الطريقة الخاصة التى تتجلى بها تلك التطورات فى السودان (أى الأشكال الثقافيَّة للأزمة السياسيَّة والإقتصاديَّة). فإننا بحاجة الى ربط المعطيات المحليَّة المحددة بنيوياً مع التحولات الوطنيَّة والعالميَّة والتوقف من التعامل مع السودان بوصفه "نموذجاً للتفرقة العنصريَّة"الممارسة من قبل أهل وسط السودان على الأطراف. ففى الوقت الذى تكونت فيه الهُويات السودانيَّة تاريخياً، فى مختلف المراحل التاريخيَّة، والهجرات العربيَّة التى أفرزت تحولاً جذرياً إتسم بقدرمن الديمومة فى التوازن الإيكولوجى بين الصحراء والأرض المزروعة الى جانب إحداث تبدل رئيس فى بنية الثقافات السودانيَّة المحليَّة)، فإن الطريقة التى تظهر بها تلك الهُويات نفسها يمكن أن تكون جد متنوعة. الإختلافات الثقافيَّة، على كل، يجب ألا تضللنا طالما أنها أكثر من مجرد لملمة لمحتوى أكثر أهميَّة.

    لكن هل باستطاعتنا، من جانب ثانٍٍ، أن نكتفى بوصف كيف أن السودان يعيش الآن حالة تفكك؟ ألا يمكن تقديم إسهام علمى فى "إمكانات بناء الدولة" وايقاف الحرب الأهليَّة من واقع قراءة مغايرة لتلك التى قدمتها النخب ذات الرؤيَّة الإنسداديَّة، من خلال تفكير جديد أكثر إبداعاً فى مسألة إعادة بناء الدولة؟ اذا كانت المناقشات البناءة عن الحكم وسلطة الدولة ممكنة فى مناطق أخرى فلماذا لا يكون ذلك ممكناً فى السودان الجديد؟

    مدينة دبي للإعلام

    [email protected]
                  

05-27-2006, 11:06 PM

عبدالرحمن الحلاوي
<aعبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الواقعية تقتضي رؤية فى مشروع لسودان جديد (Re: أسامة أحمد المصطفي)

    Quote: النخب ذات الرؤيَّة الإنسداديَّة

    أولاً أرحب بقدومك ، ولك خالص التحيات والود
    الرؤيةالإنسدادية كما أوردتها في سياق المقال ، ليست في كون السودان بوابة إفريقيا فالعلاقات العربية الإفريقية لم ترتبط أصلاً بدولة السودان بل متجذرة في أكثر من بعد جغرافي ، ولكن هذه الدعوة لا تخدم إلا رغبات المتلذذين بعذاب هذا الشعب المتعدد الثقافات والأعراق ، فاللغة حالة ثقافية والدين حالة اعتقادية ، فإن اجتمعا عند البعض لا يعني تغليب المصطلح على الكل .. الاعتراف من قبل النخب الإنسدادية بحق الجميع في التعايش بسلام وحرية وحقوق متبادلة ومشاركة فعلية في السلطة دون إقصاء على أساس الدين أو العرق في ظل نظام ديمقراطي حقيقي ، وليس مجرد إطلاق عيارات طائشة هنا وهناك دون أن تفيد شعب السودان .
                  

08-06-2006, 03:13 AM

أسامة أحمد المصطفي

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الواقعية تقتضي رؤية فى مشروع لسودان جديد (Re: عبدالرحمن الحلاوي)

    عزيزي عبد الرحمن لكم التحية
    سجالكم يأسرني ،، خاصة عندما يكون الحديث فيه عن رؤية
    الواقعية فى مشروع لسودان جديد.. أين أنت يا رجل ؟ طل .. حتى تطل مشاريعنا وتخرج من خلف الظل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de