|
حسين خوجلي والشيخ الترابي
|
الاخ حسين خوجلي مفتون بالشيخ الترابي وحق له ان يفتتن بالرجل كما أنه يحق لنا أن نقول إن حسين ذهب مذهباً غريبا في تأييده لفتوى الترابي حول زواج المسلمة من كتابي من باب الفرق الذي يراه كبيراً بين الاثنين ولا إعتراض لدينا على أن هناك فرقاً بين المسلم والكتابي ذلك أن هذا مما برر تحليل زواج المسلم من الكتابية لكن المشكلة تكمن في أن فتوى الشيخ الترابي تخرج على ما أجمعت عليه الأمة منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ثم إن كلمة الكفار التي وردت في آية (لا تُرجعوهنَّ إلى الكفار لاهُنَّ حلٌ لهم ولا هم يَحِلون لهن) بالرغم من أنها نزلت في مشركي مكة بعد الحديبية، الا أنها وردت كذلك في وصف أهل الكتاب (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثة). إن إعتراضنا على الترابي إلى جانب محتوى فتواه غير المسبوقة أن الرجل يحتاج إلى أن يبين كيفية تعامله مع السنة النبوية بصورة شفافة لأني لا أفهم رفضه مثلاً لتسعٍ وعشرين حديثاً نبوياً حول عودة المسيح عسيى بن مريم التي وردت كذلك في كتب أهل الكتاب وأستقرت عليها الامة بينما يقبل حديث آحاد واحد لا لسببٍ إلا أنه يتسق مع منهجه وقناعاته الداعية إلى تحرير المرأة ومساواتها بالرجل فالترابي يقبل حديث أم ورقة ويفتي بجواز إمامة المرأة للرجال لانه يتفق مع هواه ورؤيته للنساء اللائي يعتقد أن (أعراف وتقاليد المجتمعات الاسلامية قد ظلمتهن منذ عهد الراشدين وكذلك آلى على نفسه أن يحررهن بمجموعة من الفتاوى التي يزايد بها على (الخواجات) والمجتمعات الغربية سعياً منه الى (تبرئة) الاسلام من تلك الفتاوى (الظالمة)! وإذا كان الترابي قد قال (إن عرفكم واضطهادكم للمرأة) هو الذي حرم إمامة المرأة للرجال فإني أريد ان اعرف ما هو العرف الذي جعل الرجل يخرج بفتاواه هذه ولذلك سألت في وقت سابق عما إذا كان الترابي سيكون نفس الرجل لو كان قد حصل على دراساته العليا في السعودية أو السودان؟! لا أريد أن أواصل فقد استفضت في مقالات ثلاث حول الامر لكني بحق وحقيقة أريد أن اعرف معايير التعامل مع الحديث الشريف عند الشيخ الترابي كما اني اريد أن أسال الاخ حسين تري ألو كان الشيخ احمد علي الامام أو الكاروري او الصادق المهدي قد أفتى بما أفتى به الترابي أكنت ستأخذ بكلامه وتدافع عنه مثلما فعلت مع الترابي؟! من تحفظاتنا على الشيخ الترابي كذلك طريقة تعامله مع سابقيه من العلماء منذ العهد النبوي وإستخدامه تعابير (كلام فارغ) ونحوها فذلك ما لا يتسق مع أدب الاسلام فضلاً عن أنه ينطوي على غرور لا يليق بعالمٍ وزعيم ظل يقود الحركة الاسلامية منذ عشرات السنين. أعود لاقول إن تلك المرأة التي تزوجت كتابياً لا أظنها سمعت بفتوى الشيخ الترابي كما أنه لا يوجد من اعتمد فقه الترابي مذهباً جديداً يعتد به حتى يرد خبر »الانتباهة« بتلك الصيغة التي اعترض عليها حسين وحق له أن يعترض لكن ان يقول إن أهل الكتاب أخواننا في الدين فهذه (كثيرة)اما قصة الملة الابراهيمية فهي من تلبيس ابليس، ذلك ان اليهود يتعبرون اعدى اعداء الامة الى يوم القيامة( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا). لقد تعلمنا اخي حسين منذ ايام الشباب الباكر أن نعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال إتباعاً لمقولة الامام علي كرم الله وجهه لأبنه (يا بني اعرف الحق تعرف أهله). الطيب مصطفى _______________
|
|
|
|
|
|