إلى الأنثى التي أعشق (8)

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2006, 04:35 AM

ابوبكر يوسف إبراهيم

تاريخ التسجيل: 05-11-2006
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى الأنثى التي أعشق (8)

    إلى الأنثى التي أعشق (

    د. ابوبكر يوسف إبراهيم


    سيدتي...

    لست أملك إلا أن أعجب بما بحت به بالأمس ... أتفق معك فيما ذهبت إليه وأنت تروي تجربتك الشخصية ولأن الشيء بالشيء يذكر فما ذكرته هو أشبه بحالة صديق لي في عهد الشباب كان يعمل أستاذاً في الثانويات وقتئذٍ ، وكان نديم (قعداتنا) التي يعلم من هم في سني كيف كانت في مظهرها ومحتواها ... كان صديقنا هذا قد إقترن بزميلة له عن قصة حبٍ جارفة نعلمها جميعاً ... وفي تلك ( القعدة) عندما لعبت بنت العناقيد ودارت بالرؤوس تطرق الحاضرون إلى درجاتهم في السلم الوظيفي والتي كانت آنذاك تبدأ من إسكيل (K) وتنتهي في (B1) ، كان صديقنا في إسكيل (H) فما كان من زميل من دفعته إلا أن قال له ولكني في (G) وأنا دفعتك ولكن لأن تقارير أداءك كانت متدنية فأنت ما زلت محلك سر !! فما كان من صاحبنا إلا أن قال ( إسكيل جي عندي في البيت وراكبو يومياً)!! ... ما سمعته من صديقي الذي سقط من نظري حالئذٍٍ يؤكد لي أن بعض الذكور يغطي ضعفه بالحط من قدر الأنثى التي تفوقت عليه في مجالات العمل!! ... وكأن صاحبنا يعتقد أن الجنس هو عصا موسى السحرية التي تضمن له سد نواقصه ونقاط ضعفه وعجزه الوظيفي ولأن أمثاله لا يتعاملون مع الأنثى إلا بنظرة دونية وكأن الجماع الجنسي هو نقطة ضعف الأنثى والذي به يمكن أن يبتزها لأن بدون ممارسته لن يكتب لها الحياة .. أي بمعنى آخر أنه مالك حياتها و هو اليد العليا ، و إنه يجهل أن الجنس غريزة مشتركة بينهماوبين بني البشر جميعاً وأيضاً جميع المخلوقات ... يقيناً أن مثله لا يفهم ولا يؤمن بأن هذه الممارسة لا تتم إلا بين الإثنين وأنه يحتاج إلى إفراغ هذه الشحنة الغريزية مثلها تماماً وأن لكل منهما شهوة جنسية لا تبلغ ذروة نشوتها إلا بين الإثنين...

    سيدتي ....
    أتذكرين عندما تدخلت السيدة (كريستيل) وبوضوح الثقافة اللبنانية قائلة وموجهة حديثها لي :- أن صديقك هذا يعاني ليس من عقدة نفسية تجاه المرأة بل من عقد نفسية ومن خلال تدريسي للفلسفة أقول لك أن صديقك هذا كان يعاني من حرمان جنسي في مرحلة المراهقة وما بعدها وأنه حتماً كان يزاول العادة السرية في صباه وربما حتى الآن برغم زواجه... لأنه يعتبر الجنس ما هو إلا تفريغ لطاقة جسدية لا يهمه الوسائل الطبيعية السوية لإفراغها... لذا فالأنثى لديه من كماليات الوجاهة الإجتماعية ... و هذه العينة من شرائح المجتمع الذكوري دائماً تتحدث بمنطق وتتعامل بمنطقٍ آخر وكان عليه مراجعة إختصاصي نفسي لتصحيح السلوك الغزيزي لديه ، ولكن يوجد عائق في مثل هذ الحالة المرضية هو أن المريض النفسي يتمسك بحق حفظ أسراره لنفسه لأنه يعتبر مجرد البوح بها يسيء إلى ذكورته وهذ يعد إنتقاص لرجولته.

    سيدتي....
    وهيب كيروز قال لك: أن مشكلتنا في العالم العربي وفي الشرق عموماً أننا نخضع كل شيء لفترة من التجربة إلا العلاقة بين الذكر والأنثى ، فكل منهما يُغنّي على الآخر ويغدق عليه من معسول الحديث أطناناً ولو بحثنا في محتوى هذه الأطنان نجدها تفتقر إلى عامل التحقق... ومرد ذلك إلى أن كل شيء يدخل في دائرة الحرام ... اللمسة ... القبلة ... الأحضان ... التوافق !! وهل هناك إنسجام ؟! وهل ستستمر هذه العلاقة وتتطور إلى رباط؟! هل تنتهى هذه العلاقة لقناعة الأثنين بعدم جدوى الإستمرارية ؟! ولو إنتهت هذه العلاقة لماذا يحكم المجتمع على أنها تعتبر وصمة عار في تاريخ الأنثى والتي ربما تفقد حظها في أن تجد شخصٌ آخر ربما يتوافق معها فكرياً وروحياً وثقافياً وذلك بإعتبار أن المجتمع الذكوري سجل ضدها سابقة مع شخص سبق لها أن تعرفت عليه ولم يتوافقا وبرأت ساحة الذكر ، لذا يكتفي الشرقيون بهذه الأطنان التي تصبح عند الإرتباط سجلاً لتبادل الإتهامات بأن كل منهما يقول مالا يفعل أو لا ينفذ ما وعد ... إنها لعبة توم أند جيري !! فكل هذه الأطنان كان الهدف منها إيقاع الآخر في الأسر ... وأقول الأسر لان الإرتباط يجب أن يكون عن قناعات وعوامل مشتركة... إنه الشرق يا صديقيّ !! تصوروا أنا و(كريستيل) إستمرت علاقتنا ثلاث أعوام قبل الزواج وبعلم عائلتيناوعندما أحسسنا بأننا لا نستطيع أن يعيش أحدنا دون الآخر إرتبطنا وبعد ثلاث سنوات رزقنا (بجوي)!!

    قالت (كريستيل) مخاطبة إياك وكانت المفاجأة لك ولي حين قالت : بس .... (بيلبألك)!! يعني الشخص المناسب لك فهو مر بتجربة وأنت عشت تجربة والدليل أنكما كثيراً ما تجتمعان على تقارب فكري وثقافي وأكاديمي ولا أشك أنكما يمكن أن تلتقيا في الجوانب العاطفية .... ضحكت أنا من هول المفاجأة وقلت لها (ست كريستيل شو حتشتغلي خاطبة؟! ومين قالك أن بدي أتجوز وأدخل في حياتي من يصادر حريتي؟!)...هذا عني وأما عنك أنت فقد علت خديك خديك حمرة من خفر وخجل !! ولم أستشف من إيحاءآت وجهك أي ردة فعلٍ بوقع قول السيدة(كريستيل) عليك... فما فهمت ماذا يعني عدم تعليقك على ما قالت... هل وقع ما قالت موقعاًحسن ولامس وتراً في شغاف قلبك أم أنه حديث عابر(فض مجالس) ولكلٍ أن يعبر عن وجهة نظره الشخصية!!

    قطع عليّ الدكتور وهيب حالة الشرود التي إنتابتني حين قال : لماذا لا تأخذ.... في نزهة في شوارع الضيعة وتأخذها لترى (بشري) وشلالها و إجلسا في مقهى (ساندرا) وتأملا الطبيعة الخلابة ... قلتِ له إنه إقتراح جميل فمن غير المعقول أن آتي إلى هنا ولا أتجول في (بشري) رغم إتاحتك لي التجول والتعرف على متحف وآثار ومقتنيات جبران.

    كانت هذه أول مرة نخرج سوياً ... نعم زرت صالونك الأدبي كثيراً ... وإلقينا في بيروت والرياض والمغرب وتونس وباريس لقاءات في أماكن عامة وجلسنا سوياً وتحدثنا في كل شئون الأدب والشعر إما فرادى أو معنا آخرين ولكن لم يحدث أن تجولنا منفردين لا ثالث بيننا في نزهة مفتوحة التوقيت ... أتذكرين حينما نزلنا من بيت وهيب وقلت لي:- ( أنت الدليل السياحي الآن) وقلت لك: شرف ما كنت أتوقعه فأحياناً الأقدار ترتب الأمور كما نتمنى وليت ذلك دوماً ديدنها معي. علت شفتيك إبتسامة جميلة أفضت عن در يندر مثله وقد حملتني تلك اللثغة في حديثك إلى حيث الأماني والأحلام التي تمر في حياتنا كأمنيات صعبة المنال تعجزنا عن التعبير عندما تتحقق وقلت لي : هل فعلاً كنت تتمنى أن يتحقق ما أسميته شرف لم تكن تتوقعه ؟ وبدون تفكير أو تردد قلت : أجل... أجل تأكيداً لرغبة ربما كانت دفينة ولكني لم أكن قادراً على التصريح بها خوفاً من أن أُصدم بردة فعلٍ تفقدني شرف إرتياد مجلسك .. فقد كنت أجد سعادتي في أن ألتقيك في صالونك الأدبي وكان هذا غاية المنى والسعادةبالنسبة لي !! مثلي يجب أن يأخذ بالمحاذير !!
    بدأت خطواتنا الأولى في طرقات (بشري)... كطفلٍ يتعلم الحبو ... ولن أنس تعثرك في المشي الذي كان سببه الكعب العالي وحين شارفت على السقوط إندفعت أمسك بك حتى لا تسقطين ولامست يداي يدل وخصرك ... يا الله لم أكن أتوقع أنه ستتاح لي أي فرصة لتلامس يدي تلك التضاريس في جسدٍ بضٍ ينضح بأنوثة طاغية ولو عفوياً ... واليوم شاءت الأقدار أن تهديني حلمي وأمنيتي ... ولكنك شعرت بمدى خوفي عليك من السقوط في تلك الشوارع المنحدرة في بشري !! وصلنا مهى (ساندرا) وطلبت لك عصير الليمونادة حتى يهديء من روعك فقلت لك: الحمدالله سليمة فقد خفت أن يحدث طاريء لقدمك فأحس بفداحة الألم والندم لأن هذه أول مرة نتمشى مع بعض وكان سيكون فألاً سيئاً ولكني حمدت الله على سلامتك ففي سرعة تصرفي تحققت سلامتك ... وفي أعماقي كنت أقول : وأمنيتي !!
    قلت لك : كأن هدير الشلال في الناحية المقابلة للشارع ترحاب بمقدمك وسلامتك ... هذه أمسية جميلة فأنا في صحبة شخصية أجلها وأحترمها .... فقلت لي: وبس ؟!! .... فقلت لك وما بالقلب كثير ، سأتركه للمشاعر لتحدد لحظة ميلاده .... وطلبت لي قدحاً من الزحلاوي!! وقلت لك هو بعض ما يمكن أن يكون إحتفال من نفسي لنفسي فعسى أن يكون هو سبب في حل عقدة من لساني ... فإبتسمت وقلت هل لك أن تطلب لي قدحٌ منه؟!! وإلى الغد!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de