الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2006, 11:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية

    فى بداية الستينات كانت اغنية يا جمال دنيانا يا جمالة من اجمل الاغنيات التى ظهرت فى ذلك الوقت وكانت على كل لسان والاغنية الاولى التى يطلبها المستمعون دائما والشباب منهم خاصة ..
    وظهور ابراهيم عوض كفنان بشكله الجميل واناقته وطريقة تسريحة شعره وسنه الذهب كانت بمثابة الفس بريسلى بالنسبة للمعجبين الذين كانوا يقلدونه فى كل هذا ..
    وانشغل الشباب بتقليده فى لبسه وطريقة غنائه المتفردة فى ذلك الوقت الرقيص على المسرح او التمايل مع نغمات الموسيقى ومسك المايك بيده بعد كان ثابتا والفنان ثابت فى مكانه لا يتحرك عنه ..
    وكان شىء طبيعى ان تجد الشاب انيق يلبس افخر الثياب مع سن الذهب واكاد اجزم ان معظم الشباب فى الستينات كانت لهم سن ذهب والان انحسرت هذه الظاهرة ..وكان الموضة اسمها ابراهيم عوض
    سطع نجم الفنان ابراهيم عوض فى وقت كان فيه السودان مستقرا ومبادىء الرفاهية بادية على الوجوه بفضل الاستقرار الاقتصادى وقوة الجنيه السودانى امام الدولار فى ذلك الوقت وجد ابراهيم عوض الساحة مهياة له فاكتسح الجميع حتى اطلق عليه الاستاذ الكبير رحمى سليمان الفنان الذرى وكان الحديث السياسي كله فى ذلك الوقت عن الذرة والقنابل الذرية التى حسمت بها امريكا الحرب العالمية لصالح الحلفاء وكانت اليابان هى الضحية ..وانتشر الاسم والتصق به حتى اليوم ..وحسم الساحة الفنية لصالحه ..
    يعتبر الفنان ابراهيم عوض من المحظوظين الذين وجدوا فى بداية مشوارهم الفنى من يقف خلفهم ويرشدهم الى الطريق السليم من امثال الشاعر والفنان عبد الرحمن الريح ..جاره فى الحى ..وله تغنى باجمل الالحان بعد ان شجعه بالاستمرار فى الغناء ولفت نظره الى مستقبل كبير وقد كان ..
    طريقة ابراهيم عوض فى الغناء وجدت من بعض المحافظين فى ذلك الوقت بعض التحفظات وكتبت بعض الصحف مثل صحيفة الناس قائلة فى عنوان مثير ابراهيم عوض يترنح فى المسرح مهاجمة طريقة غنائه الجديدة عليهم فى ذلك الوقت ومن حسن حظ ابراهيم عوض ان المجتمع السودانى فى ذلك الوقت كان معافى من الاخوان المسلمين وانصار السنة .. الذين حاربوا الفن فيما بعد خاصة فى السبعينات وضربوا الفنانيين والمسرحيين فى الجامعة فى حادثة العجكو المعروفة ..ولو كان هؤلاء موجودون فى ذلك الوقت لما كان ابراهيم عوض ولما كان هذا الابداع الكبير ..
    من اشهر الشعراء الذين تعامل معهم الفنان ابراهيم عوض الشاعر الطاهر ابراهيم واشهر اغنية له هى اغنية يا خائن او يا خاين... بالبلدى ... والتى كتبها الطاهر ابراهيم بعد تجربة مريرة مرت فى حياته بعد ان وشى به احد زملائه بانه يدبر انقلابا عسكريا ضد نظام عبود فى ذلك الوقت ..حيث تم القبض عليه وحكم عليه بالاعدام وخفض الى المؤبد ...فكتب هذه القصيدة ولحنها بنفسه وحملها للفنان معبود الجماهير فى ذلك الوقت ابراهيم عوض الذى تغنى بها وبنفس الطريقة التى لحنها بها الطاهر وهى طريقة المخاطب حيث يحس المستمع ان ابراهيم عوض كانما يتحدث فى اذن ذلك الخائن ويصفه بتلك الكلمات البليغات وهى كلمات زى الرصاص كما نقول ...
    وتضايق النظام العسكرى من هذه الاغنية التى اصبحت سيرة على كل لسان فمنعت من الاذاعة وزادها هذا المنع انتشارا فكان لا بد من مضايقة الفنان الذى يغنى بشتى السبل لكى لا يغنيها.... اغنية كالرصاصة اصابت المجلس العسكرى كله بجرح لن يندمل ...
    هذه الاغنية اشاعت مثلا ظل يتداوله الناس وهو.. خوة الكاب لا تتعدى الباب ..فى اشارة لهذه الخيانة التى حدثت ..هذا المثل قد يكون صحيحا فى مثل هذه الحالات ولكن لايمكننا ان نعممه على كل الحالات فخوة الكاب مع الكاب فى اطار عمل الكاب لا اعتقد فيها او تحدث فيها خيانة ولكن عندما تتخطى ذلك الى العمل السياسي فهنا لكل رايه لان الترتيب العسكرى هنا لا يتدخل ..ولهذا راينا الخلاف الذى حصل بين مجلس الثورة ايام عبود ونميري وعمر البشير ..
    وجد ابراهيم عوض نفسه امام السلطة العسكرية وجها لوجه لاول مرة من حيث يدرى ولا يدرى بعد انتشار الاغنية ومعرفة صاحبها الذى صاغها كلماتا ولحنا فاثر الخروج من السودان وذهب الى مصر لعل الاحوال تهدا قليلا ..
    وشعر المجلس العسكرى ان منع اغنية يا خائن زادها انتشارا فكان لا بد من معالجة الامر بحنكة وذكاء او باسلوب اللا مبالاة ...
    الان ان السودانيين التقطوا كلمة يا خاين وكانت الموضة او الكلمة الموضة التى يقولها اى انسان حتى فى المداعبة لاخيه وفى الونسة ...امشى يا خاين تعال يا خاين وهكذا ...
    كما قلت فى بداية هذا الموضوع ان اغنية يا جمال دنيانا كانت اغنيتى المفضلة وانا طفل وكنا نسمعها من راديو بطارية فى الشمالية ضمن برنامج ما يطلبه المستمعون ورسخت هذه الاغنية فى ذهنى منذ ذلك الوقت بسبب احد الاطفال الذين كانوا معى ونحن نرعى الغنم والنمتى يغطى وجوهنا من كل اتجاه..وكان اسمه يوسف حسين وله شقيقة اسمها جمال فارسلناه لكة ياتى لنا بجمرة لكى نشعل بها نار لابعاد النمتى عننا فالدخان هو الوسيلة الوحيدة لابعاده ..فذهب يوسف لاخته وهو يتغنى بجمال دنيانا بالله ادينا نارا وحتى اليوم نذكره بتلك الايام وتلك الاغنية ..
    لم احظ بمقابلة ابراهيم عوض الا فى عام 1996 فى مكتب احد الزملاء فى الخرطوم وجدته معه وتعارفنا وجلست معه اكثر من ثلاث ساعات ..
    ومن قصصه التى حكاها لى وكان الحديث عن عدادات الفنانيين حكى لى بان احد ابناء رفاعة جاء اليه طالبا منه ان يغنى فى عرسه وان هذه امنيته وامنية عروسه وانه لا يملك شىء اى المقابل الذى يقدمه ..فقال قلت له حدد لى ميعاد العرس والمكان وفعلا قال سافرت ومعى ثلاثة من العازفين الى مدينة رفاعة فى الزمن المحدد واديت واجبي تماما وسهرت رفاعة كلها حتى الصباح ..
    وعندما هممت بالمغادرة نحو البنطون ارى حمارا وعلى ظهره مجموعة من القرع فقال لى العريس حرم ما تقول حاجة انا ما عندى ليك شىء غير القرع دا فقال شكرته وحملت القرع معى وانا مبسوط وهو مبسوط واتمها بالقرع كنا بنغنى بالله شوف ديل ؟
    رحم الله الفقيد الكبير
    واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
    والعزاء لاسرته الصغيرة ولكل اهل السودان من محبى الفن الجميل
    وانا لله وانا اليه راجعون
    صدق الله العظيم
                  

05-24-2006, 02:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    الآلاف يشيّعون فنانهم الذري إلى مثواه الأخير
    سمت روحه عن عالم الأجسام
    الخرطوم طلال مدثر امجد مصطفي
    غيب الموت امس، عن عمر يناهز الـ 80 عاما، المطرب المخضرم ابراهيم عوض، بعد تدهور مفاجيء في صحته نهار امس نقل علي اثره للمستشفي ، وقبل وفاته ظل يجري بروفات لاحد اغنياته الجديدة حتي امسية امس الاول ، وشارك في مراسم تشييعه الي مرقده الاخير في مقابر البكري بام درمان جمع غفير تقدمه وزير ديوان الحكم الاتحادي عبد الباسط سبدرات ممثلا للرئيس عمر البشير وعدد من قيادات القوي السياسية ورموز المجتمع وزملاء ومعجبي الفقيد .
    واحتسبت رئاسة الجمهورية، الفقيد ، معتبرة انه رحل بعد حياة أثرى خلالها وجدان الشعب السوداني وقاد مسيرة الفن الغنائي لعقود من الزمن، نال خلالها أرفع الأوسمة ، وقالت « كان الفقيد خلال مسيرته الفنية خير سفير لبلاده، تتلمذت على يده أجيال من المبدعين والمثقفين السودانيين، ورئاسة الجمهورية إذ تحتسبه، تدعو الله أن يتقبله بقبول حسن ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم آله وذويه ومحبى فنه الصبر وحسن العزاء»، كما قدم السيد رئيس الجمهورية التعازي لأسرة المرحوم إبراهيم عوض لدى زيارته لهم مساء امس.
    واعتبر الفنان الكبير محمد وردي، رحيل ابراهيم عوض فقدا كبيرا للسودان ، بينما لم يقوَ زميله الفنان عثمان حسين علي الحديث.
    كما ينعي رئيس مجلس ادارة مجموعة الوسائط والمدير العام ورئيس التحرير واسرة الصحيفة بمزيد من الحزن والأسى الفقيد الراحل إبراهيم عوض سائلين الله ان يسكنه فسيح جناته وان يلهم الجميع الصبر وحسن العزاء.
    كتب : مصعب الصاوي
    رحل بالامس عن الفانية احد ابرز صناع الوجدان في الوطن الفنان الظاهرة ابراهيم عوض عبدالحميد سليمان ، والذي تفتحت ذاكرته في اعرق احياء ام در مان (حي العرب)، حيث الدنيا باسمة والايام طرب.. التحق بالخلوة وتعلم ما تيسر من القرآن ثم عمل بالاعمال الحرة في مجال الحدادة إلا ان بذرة الفن ظلت تنمو في اعماقه حتى استطالت شجرة تلقي بظلالها علي وجدان اهل السودان جميعا.
    تغنى في بواكير النشأة لعدد من رواد المدرسة الوترية الاولي احمد المصطفى ، حسن عطية ، ولكنه لم يجرؤ علي المجاهرة بموهبته الا في دائرة المقربين حيث كانت التقاليد ترفض اختيار الفن وتقاومه. سافر والده الي اسوان وتعلم خلال هذه الفترة العزف على آلة العود بمساعدة ابن اخت الشاعر عبدالرحمن الريح والذي يعود اليه الفضل في رسم الخطوات الاولى لابراهيم عوض الذي رعى موهبته وقدم له ثلاث اغنيات كانت بمثابة الاساس الذي وضعه في بداية الطريق وهي اغنية (هيجتني الذكرى).. واغنية (عيونك فيها من سحر الجمال اسرار)... واغنية (علمتني الحب)
    واختفت عني üü كيف انساها ملهمة فني
    والثلاث من كلمات والحان عبدالرحمن الريح ، وواصل الفنان ابراهيم عوض التجوال في حديقة روائع عبدالرحمن الريح فكانت (انفاس الزهر).
    نفسك ابيه
    وروحك خفيفة وليك جاذبية
    ليك جاذبية وروح من رقة الانسام
    تتسامى بالارواح من عالم الاجسام
    للعالم الروحي حيث الجمال يوحي بدائع الالهام
    بذلك استطاع ابراهيم عوض ان يكون اسماً في سماء الاغنية نهاية الخمسينيات وعمره لم يتجاوز العشرين سنة بعبقرية الموهبة وخبرة عبدالرحمن الريح بتصريف الالحان وفق الملكات الصوتية.
    اذا كان لعبدالرحمن الريح الفضل في تأسيس اسم وموهبة ابراهيم عوض في بدايات النشأة والتكوين فإن الفضل في انتشاره وتحوله لظاهرة ملء السمع والبصر يعود للشاعر والموسيقار الطاهر ابراهيم الذي امده بالاغنيات الخفيفة الراقصة (حبيبي جنني) والتي صار الناس يرددونها في كل حفلاتهم ولقاءاتهم السعيدة ، بل ان اغاني الطاهر ابراهيم اسهمت في جماهيريته واطلاق الالقاب عليه من شاكلة (الفنان الذري) و(الصوت الجديد الصاعد) و(النجم) وغيرها من القاب الصحافة الفنية وهذا لا ينفي تغني ابراهيم عوض ببعض الاغاني الكبيرة للطاهر ابراهيم مثل اغنية، (يا خائن).
    توثيق:
    ورد في كتاب الدكتور عبداللطيف البوني والاستاذ طارق شريف (ابراهيم عوض، خمسون عاما من الغناء العذب)، ان ظهور ابراهيم عوض ارتبط بحركة التحديث التي انتظمت الدولة والمؤسسات في السودان بين يدي الاستقلال ، ولم يكن ابراهيم عوض معزولا عن هذا المناخ بل مشاركا اصيلا فيه ومتفاعلا معه ، وبذلك اصبح ابراهيم عوض رمزا لاشواق وتطلعات جيل ما بعد الاستقلال، ويعبر عن معاني الحرية والانعتاق من ربقة الماضي الذي صاغه الاستعمار ، ألم يغني للوطن من كلمات سيف الدين الدسوقي:
    (اعز مكان - وطني السودان
    لأن حسانو - اعف حسان
    وطيرو صوادح وروضه جنان).
    يذكر ان لقب الفنان الذري اطلقه عليه الصحافي رحمي سليمان وذلك لأن ظهوره جاء متزامنا مع اطلاق الامريكان قنبلة ذرية على هيروشيما في اليابان وملأ هذا الحدث الدنيا وشغل الناس كذلك فعل ابراهيم عوض بجمهور الغناء ابان ظهوره فأثر في تركيبة المزاج والازياء والذوق والاختيارات.
    التأثير المجتمعي لابراهيم عوض:
    التأثيرات المجتمعية لابراهيم عوض واضحة للعيان وملموسة فقد اثر علي مستوى الموضة Fasionالازياء وطريقة تصفيف الشعر واختيار الالوان، كما ان تأثيره علي مستوى نجومية الفنان وصورته في الصحافة كانت ملموسة انتجت ادبيات عديدة على مستوى الصفحات الفنية. كما تعامل ابراهيم عوض مع عدد من الشعراء والملحنين نذكر منهم : ابراهيم الرشيد، سيف الدين الدسوقي، محجوب سراج ، ومن الموسيقيين ود الحاوي ، السني الضوي ، بشير عبدالعال وآخرين.


    عن الصحافة 24/5/2006
                  

05-24-2006, 03:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    الخرطوم تشيع المطرب إبراهيم عوض

    آلاف ودعوا فنان البلاد «الذري»


    الخرطوم: اسماعيل ادم
    ودعت العاصمة السودانية أمس علما من أعلام البلاد، هو الفنان المطرب ابراهيم عوض. وشيعت جماهير غفيرة جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد حياة حافلة بالعطاء الفني المتجدد.
    وينظر إلى ابراهيم عوض كرمز وعلم مهم في تاريخ السودان الموسيقي والفني الحديث. والفقيد، الذي وافاه الأجل المحتوم أمس، بعد مشوار طويل مع المرض عن عمر يناهز الـ77 عاما، أمضى جلّ حياته يرفد وجدان السودانيين بالغناء الجديد، حتى اطلقوا عليه لقب «الفنان الذري».

    وشيع الآلاف من المسؤولين والسياسيين والمعجبين وأعيان العاصمة وسكان «حي العرب» في غرب أم درمان، مسقط رأس الفقيد الفنان إلى مثواه الأخير في مقابر« البكري» بمدينة ام درمان. وكان ابراهيم عوض يتردد في العامين الماضيين على الأطباء في السودان والاردن بعد علة اشتدت عليه.

    ويعتبر النقاد أن ابراهيم عوض، الذي تزامن ظهوره في عام 1953 مع اتفاقية الحكم الذاتي للسودانيين، وقدم أغنية «ابسمي يا أيامي»، قد اختار مدخلا ذكيا في علاقته بالجمهور في مرحلة مهمة من تاريخ البلاد. ومن يومها ظل رمزا مهما طوال مرحلة كاملة من مراحل تجديد الغناء السودانى منذ آخر الأربعينات وأول الخمسينات من القرن الماضي. وشكل مع الشاعر الراحل عبد الرحمن الريح ثنائيا متفردا في الغناء: عبد الرحمن الريح يكتب الشعر ويلحن وابراهيم عوض يغني، ثم دخل على الخط في ما بعد الشاعر الطاهر ابراهيم، ثم الشاعر الرقيق محجوب سراج والملحن السنى الضوي، وابراهيم الرشيد والموسيقار عبد اللطيف خضر (ود الحاوي)، والشاعر سيف الدسوقي.

    ويعتبر النقاد الفنيون أيضا أن ابراهيم عوض هو أستاذ ورائد لجيل، بل أجيال، من المطربين السودانيين، يأتي في مقدمتهم المطرب الفنان محمد وردي. ويتفق النقاد على أن طريقة أداء عوض هي مطلوبات تلك المرحلة الجديدة «الاربعينات والخمسينات».

    وابراهيم عوض، الذي برع في إدخال الإيقاعات الراقصة والسريعة واستفاد من الموسيقى الشعبية للشعوب الأخرى، ترك لمكتبة الغناء أكثر من 150 اغنية، اشهرها و«فارقيهو دربي» و«عزيز دنيايا»، و«مين قساك مين قسى قلبك» و«راخصني ما مغليني»، «لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا» و«قلبك حجر» و«المصير« و«يا جمال دنيانا» و«تذكار عزيز» و« ويا زمن».
    الشرق الاوسط
    24/5/2006
                  

05-24-2006, 04:25 AM

Yassir Tayfour
<aYassir Tayfour
تاريخ التسجيل: 08-18-2005
مجموع المشاركات: 10899

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    الاخ الشقيق الكيك
    شكرا جميلا
    رحمه الهه رحمة واسعة
    وانزله منزلة صدق مع النبيين والشهداء
                  

05-24-2006, 04:47 AM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)


    رحم الله إبراهيم عوض بقدر ما قدّم لهذا الوطن





    ـــــــــــــــ

    انا في البعيـد مشتـاق لهمسة من الوطن يـا نسمة
    [email protected]

                  

05-26-2006, 10:01 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: لؤى)

    الكيك
    التحية ليك

    والله يرحمه ويغفر له
    الفنان صاحب الحس السودانى الاصيل
                  

05-27-2006, 04:57 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: HAMZA SULIMAN)

    الاخوان
    ياس طيفور
    لؤى
    الاستاذ الفنان الكبير حمزة سليمان
    مشكورين ولا اراكم الله مكروه فى عزيز لديكم
                  

05-29-2006, 00:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    ليس وداعاً ابو الجماهير

    حيدر المكاشفي



    * أكثر ما يحيرني في كاريزما إبراهيم عوض الغنائية، هو مقدرته بل سطوته التى تجبر فيما أدعى كل السودانيين بلا استثناء بمختلف شرائحهم العمرية، ومختلف مستوياتهم التعليمية، وعلى اختلاف مشاربهم الثقافية، ومرجعياتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية، على إرهاف آذانهم لغنائه وشدوه، والتمايل طرباً مع أنغامه وألحانه بما جعل منه بوتقة تلتقي عندها كل الأذواق، ومحطة تأتلف في رحابها جميع القلوب وداً ومحبة لهذا العملاق الذي وحَّد وجدانهم وأجج مشاعرهم، بالنظم الحلو الجميل المموسق واللحن الشجي العذوب، والأداء الرائع المعبر الذي يضيف الى الكلام واللحن بعداً ثالثا.
    * وكان اكثر ما يحيرني في (الجبروت) الغنائى الذي يتمتع به هذا الفنان الفلتة، هو إجادة ذلك (التلشاوي) القادم من جبال تلشي، نوباوي قصير القامة اسمه (ككوا) وكنا ندلعه باسم (هيثم الخلاء) يجيد اغاني ابراهيم عوض ولا ينفك من ترديدها آناء الليل واطراف النهار، رغم أنه لم يكن يعرف شيئاً عن العربية فصيحها ودارجها، ولا حتى عربي جوبا، لا يفرق بين حروفها، يتساوى عنده الواو الضكر واللبان الضكر، إلا أنه رغم كل هذا (العي) فصيح و(لضيض) عند الترنم بأغاني هذا العملاق يحفظها (صم) كما يحفظ طلاب المعهد العلمي ألفية ابن مالك، ويؤديها بذات الطريقة التي يؤديها بها صاحبها. ولم يقف أمر (ككوا) عند هذا الحد، بل كان يجتهد في تقمص شخصية إبراهيم عوض في هيئته وملبسه ومشيته، لدرجة انه حاول تقليد (شقة) الشعر التي اشتهر بها فناننا الراحل العظيم. ولمّا باءت محاولاته بالفشل لأن شعر رأسه مثل حب الفلفل لم يسعفه على ذلك، إضطر لعمل مجرى بحد الموسى قسّم رأسه الى نصفين، تأسياً وتشبهاً بحبيبه وصفيِّه إبراهيم عوض، طب حياً يا ككوا إن كنت لا تزال تكافح من أجل لقمة العيش الشريفة، ورغم الضنك والرهق لم تكن تبالي ولا تضجر، ودائما ما تضرب الهم بالفرح.. وطب ميتاً إن كنت غادرت هذه الفانية التي لم تكن تملك فيها شيئاً غير حبك لكل الناس وهيامك بابراهيم عوض.
    * أما أنت يا ملك الشجن، فقد كنت علامة فارقة في تاريخ الغناء السوداني، وأحد أفذاذ بناة نهضته الحديثة، عمرت وجدان الشعب بفن راقٍ عذب، وغمرت مشاعره وعطرت لياليه، وأعنته بجرعات من الفرح والطرب تمكن بها من تجاوز مراراته واحباطاته.. لن نقول لك وداعاً في يوم رحيلك، فأنت باقٍ بيننا بما خلّفته من تراث ضخم سيظل سلوانا وملاذا. وإن غبت عنا جسداً فإن روحك ستظل مرفرفة فوقنا، وصوتك يصدح بيننا لن يغيب أو يصمت. ولهذا لن نقول لك وداعاً.. بل إلى لقاء.
    «إنا لله وإنا إليه راجعون».


    الصحافة
                  

05-29-2006, 00:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    Quote: ومن قصصه التى حكاها لى وكان الحديث عن عدادات الفنانيين حكى لى بان احد ابناء رفاعة جاء اليه طالبا منه ان يغنى فى عرسه وان هذه امنيته وامنية عروسه وانه لا يملك شىء اى المقابل الذى يقدمه ..فقال قلت له حدد لى ميعاد العرس والمكان وفعلا قال سافرت ومعى ثلاثة من العازفين الى مدينة رفاعة فى الزمن المحدد واديت واجبي تماما وسهرت رفاعة كلها حتى الصباح ..
    وعندما هممت بالمغادرة نحو البنطون ارى حمارا وعلى ظهره مجموعة من القرع فقال لى العريس حرم ما تقول حاجة انا ما عندى ليك شىء غير القرع دا فقال شكرته وحملت القرع معى وانا مبسوط وهو مبسوط واتمها بالقرع كنا بنغنى بالله شوف ديل ؟


    رحم الله الفنان المجدد في الغناء السوداني إبراهيم عوض وأنزله منازل الأخيار والصالحين..

    شكرا يا الكيك على البوست.. لقد أعجبني ما كتبته في المداخلة الأولى، وكذلك بقية المقالات المنقولة..
    كانت تعجبني أغنية
    يا زمن وقف شوية وأهدي لي لحظات هنية
    وبعدها شيل باقي عمري وشيل شبابي وشيل عيني
                  

05-29-2006, 01:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياس
    كيف الحال ..وين انت توقعت دخولك والتعليق على جمال عنقرة الذى اساء للجمهوريين والذى انزلته فى بوست اسخف ما قرات ..ارجو الرجوع اليه لتتمعن فى المحن
                  

05-29-2006, 01:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    Quote: كيف الحال ..وين انت توقعت دخولك والتعليق على جمال عنقرة الذى اساء للجمهوريين والذى انزلته فى بوست اسخف ما قرات ..ارجو الرجوع اليه لتتمعن فى المحن




    الأخ الكيك
    لم أشاهد البوست..
                  

05-31-2006, 01:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: Yasir Elsharif)

    ابراهيم عوض.. ظاهرة حداثية «1»
    د. حيدر إبراهيم علي
    كنت أود -منذ مدة- الكتابة عن الفنان ابراهيم عوض كظاهرة حداثية في فترة مهمة من تاريخ البلاد، ولكن الآن يكتب المرء ضمن: أذكروا محاسن موتاكم، مما يفسد الحزن والتحليل معاً. هناك رومانسية بثها ابراهيم عوض في دواخل أغلب أبناء جيلنا - مواليد اربعينيات القرن الماضي وما قبلها- تكاد تكون مكوناً جينياً في المزاج، أي أبعد من الاكتساب والثقافة.
    لذلك فهو لا يحُلل كظاهرة اجتماعية- ثقافية، حداثية، بل من المفروض أن يحب ويتذوَّق ويطرب له بلا سبب. فهو بالفعل كذلك، ولكن لم يأت من وادي عبقر ومن بين جينات الإلهام. فابراهيم عوض نتاج حقبة مهمة كان لا بد أن تنتج ابراهيم عوض ما، وفي نفس الوقت لا بد أن يؤثر في وجدان ابنائها فنان مثل ابراهيم عوض: إبداعاً، وسلوكاً، وشكلاً ومضموناً، تمرداً وتجاوزاً وكسراً للمألوف والقار. ومن خلال فهم ابراهيم عوض وعصره، بصورة عقلانية وعلمية، لا نكون قد أجبنا سلباً على سؤال- هو عنوان لديوان الشاعر أنسي الحاج: ماذا فعلت بالوردة؟
    لم تكن مصادفة أن يغني فنان مثل ابراهيم عوض في عام 1953م، ففي هذا العام تم توقيع اتفاقية الحكم الذاتي في 12 فبراير 1953م لتقرير مصير السودان. وكانت القوى السياسية قد إتفقت في 10 يناير 1953م وهى حزب الأمة، والجمهوريون الاشتراكيون والاشقاء، أي في اجماع قومي مع الحكومة المصرية الجديدة، تبع ذلك الاتفاق البريطاني- المصري. وسارت الأمور سريعاً وبسلاسة، إذ بدأ الاقتراع للانتخابات في 2 نوفمبر 1953م وانتهت الانتخابات في 5 ديسمبر. وكانت النتيجة فوز الاتحاديين بالأغلبية وشكلوا أول حكومة وطنية ضمت عدداً من شخصيات مؤتمر الخريجين. ومثَّل هذا الاختيار مفاجأة للكثيرين، وأسهمت الدعاية المصرية في بث أجواء غير تقليدية، فقد دخلت السيارات وعليها المايكروفونات إلى القرى وسمع الناس العاديون هتافات جديدة. فقد مثَّلت حراكاً ليس سياسياً فقط ولكنه اجتماعي- ثقافي.
    يصعب في العلوم الاجتماعية اختيار تاريخ محدد كبداية للتغيير الاجتماعي- الثقافي، لأن التغيير الاجتماعي- الثقافي سيرورة (process)، ولكن هناك نقطة زمنية- تاريخية (سنة أو تاريخاً بعينه) يمكن أن تكون فاصلة أو تمثل خطاً «وهمياً» يحدد ما قبل وما بعد. فقد كان عام 1953م نقطة تحول في تطور السودان، أهم ملامحها الاتفاقية والانتخابات والحكومة الوطنية الأولى. وفي هذه اللحظة تنبهم الكثير من الاحداث التي تمثل إنطلاقة لمرحلة جديدة وواقع متغير.
    في عام 1953م اتفق ثلاثة شبان يمثلون ثلاثة إتجاهات فكرية على اصدار صحيفة «الأيام». أحدهم ليبرالي، والثاني إشتراكي ديمقراطي والثالث شيوعي. وكانت الصحيفة حديثة ومستقلة حقيقة، وصارت منبراً للأفكار الجديدة الصاعدة. وتوقيت صدورها مهم فقد تكوَّن قراء ومتلقون، تلبي الصحيفة الجديدة حاجاتهم الفكرية والسياسية، وسيكونون سندها المعنوي والمادي. ولم يكن من الممكن لصحيفة «الأيام» أن تنجح وتستمر لو جاءت قبل موعدها بعام أو بعده، ففي الحالة الأخيرة كانت ستصدر «أيام» أخرى غيرها.
    في 1953م تجنَّب الحزب الشيوعي السوداني أخطاءً قاتلة كان من الممكن أن تودي بالحزب الجديد وهو في مهده. فقد أخطأ -حسب قوله- تقدير ظروف توقيع اتفاقية الحكم الذاتي، التي اعتبرها مناورة استعمارية لخلق وضع جديد يسمح باستمرار نفوذ الاستعمار. تقول أدبيات الحزب الشيوعي «لقد كان إجتماع اللجنة المركزية في مارس 1953م، والاجتماعات اللاحقة نقاط تحوّل في الحزب الشيوعي. استطاعت تلك الاجتماعات أن تقدِّر الوضع السياسي الجديد الناتج من توقيع الاتفاقية المصرية- البريطانية، وأن تضع الأسس اللازمة لمكافحة إتجاه الرأسمالية في تصفية الحركة الجماهيرية وحصر النشاط السياسي في البرلمان» (لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي- الطبعة الثالثة- 1987 ص 82)، ويضيف عبدالخالق محجوب كثيراً من الصفات التي تبيِّن أهمية إجتماع مارس 1953م مثل «في الحقيقة يعتبر إجتماع اللجنة المركزية في مارس 1953م معلماً مهماً من معالم تطور الحزب الشيوعي السوداني». «ص 87» أو: «تحت تأثير ذلك الاجتماع إستطاع حزبنا أن يضع المعالم الرئيسة للطبقات في بلادنا وأن يرسم خط الحزب السياسي على هدى سليم بتطبيق النظرية الماركسية على بلادنا» «ص: 92»... الخ.
    وفي نفس العام، منح الاخوان المسلمون داراً في الخرطوم عرفت بـ «المركز العام للاخوان»، وامتدت علاقتهم مع مصر فقد كان الإخواني المصري: جمال الدين السنهوري يصدر مجلة «السودان الحديث»، وكان الصلة بين صلاح سالم ومجلس قيادة الثورة بالسودان.
    وقد كانت العلاقة جيدة بين الاخوان المسلمين المصريين وتنظيم الضباط الاحرار الذي قاد إنقلاب 23 يوليو 1952م. وشهد العام التالي الشكل المحدد للاخوان المسلمين في السودان بعد إنعقاد مؤتمر العيد «1954م».
    في عام 1953 إندمج حزب وحدة النيل (علي البرير، الدرديري احمد اسماعيل، عقيل احمد عقيل)، وحزب الاتحاديين (حماد توفيق، عبد الله ميرغني، خضر حمد) وحزب الاحرار الاتحاديين في الحزب الوطني الاتحادي.
    لم يكن الحراك مقتصراً على العاصمة فقط، نقرأ: «في مدينة بورتسودان كانت بعض المجموعات البجاوية تعمل في الميناء وبعض النشاطات الهامشية- وكانت تسكن في منطقة ديم العرب في أطراف المدينة، حيث تتناقض شروط الحياة تناقضاً بارزاً مع شروط الحياة في وسط المدينة. ومن خلال كل ذلك تفتح وعي تلك المجموعات على حقيقة وضعها المزري بالمقارنة مع أوضاع المجموعات الاخرى. وفي هذا الخصوص، يمكننا متابعة بدايات ظهور الحركة الاقليمية البجاوية منذ عام 1953 حيث صدرت نشرة تحمل عنوان: «كفاح البجا» (نبلوك: صراع السلطة والثروة في السودان، ترجمة جادين والفاتح التيجاني، الخرطوم 1990، ص 152). واستطاع المثقفون والعمال البجاويون تنظيم انفسهم ودخلوا الانتخابات المحلية والبرلمانية.
    تشكَّلت هيئة ممثلي المزارعين في الجزيرة عام 1947، وفي 1952 نجحت ضغوط المزارعين لخلق تنظيم جديد، مستقل عن إدارة المشروع، في تحويل الهيئة الى هيئة مزارعي الجزيرة، التي تختلف في دستورها عن الهيئة السابقة، إذ تعتمد على الإنتخابات المباشرة وصعدت القيادات القديمة واستطاعت السيطرة على التنظيم الجديد، ولكن الصراع لم يتوقف بين القيادة القديمة والراديكاليين بقيادة شيخ الامين محمد الامين، التي دعت عام 1953 المزارعين لاضراب عن العمل في موسم لقيط القطن لتحقيق مطالبهم، ولم توافق القيادة القديمة، وكانت انتخابات 1953 حاسمة حيث فاز شيخ الامين ومؤيدوه وسقطت القيادة القديمة. وبعد الانتخابات، اعيد تكوين الهيئة تحت دستور جديد واسم جديد، هو: اتحاد مزارعي الجزيرة بقيادة شيخ الامين، يكتب نبلوك: «وفي الفترة 53-1956 قام الاتحاد بدور نشط في دفع المزارعين لتحسين شروط عملهم وللمشاركة في النشاط السياسي العام في البلاد، وفي نفس تلك الفترة قام الاتحاد بتوثيق علاقاته مع اتحاد النقابات، انطلاقاً من وحدة نضال المزارعين والعمال، كما بدأت الإتصالات مع تجمعات المزارعين الاخرى في المديرية الشمالية ومع إتحاد مزارعي جبال النوبة». (ص 131).
    كانت النقابات العمالية في حالة صعود وتطور، ففي عام 1949 كان عدد النقابات المسجَّلة يبلغ الخمس فقط، وفي عام 1950 ارتفع العدد الى 62 نقابة، وفي عام 1951 وصل العدد الى 86، وفي عام 1952 وصل 99 نقابة. وفي منتصف اغسطس 1953 وصل العدد الى 123 نقابة (سعد الدين فوزي: الحركة النقابية في السودان. ترجمة جادين. القاهرة، 1998، ص 10.
    واجه اتحاد العمال بعض المشكلات في هذه الفترة، ولكنه استطاع تجاوزها سريعاً. فقد كان لبعض مواقف قياداته السياسية، ضررها على استقلالية العمل النقابي خاصة فما يتعلَّق باتفاقية الحكم الذاتي، التي عارضها الاتحاد متأثراً -في البداية- بموقف الحزب الشيوعي. يضاف لذلك، موقف الحكومة من الاتحاد، خاصة بعد صدور الأمر المؤقت رقم 22 الصادر في اكتوبر 1953، والخاص بمنع النشاط الهدَّام، ولكن البرلمان رفض إجازته في مارس 1954 واختار الاتحاد المواجهة، يقول تقرير إن عدد الايام المفقودة من الاضراب قد بلغت «1.75» مليون يوم خلال يوليو 1947 ويونيو 1953.

    عن الصحافة 31/5/2006


















                  

05-31-2006, 01:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    حسن ساتي

    [email protected]

    أبو خليل .. التفرد .. وحراك جيل 2-2


    ونتوقف هنا مع طيف الاسئلة الرافضة لمجرد التوقف عند مناقب ابراهيم عوض. وكانت لمن فاته سيناريو الأمس : ماالذي جعله يتفرد ؟ ولماذا لم تتواتر شريحة التفرد التي اسسها مع آخرين ، إن بشكلها القديم، أو المعدل، لدى الأجيال الجديدة لاحقا؟ ومن أين استطاع هو، ومن أسس معه ذات (شريحة التميز) أن يصمدوا لعقود من السنين لم يعرفوا معها التراجع لا عن أنماط الإبداع واللونية، ولا عن التراجع عن القمم التي أدمنوا الجلوس عليها، ولا عن الإبقاء على معجبيهم وزيادة الرصيد منهم بوافدين جدد كل صباح، خلافا بالطبع ل (نجوم الأنابيب) ممن تخلقهم فورات ونزوات إعلامية، فيخلقون جمهوراً وسوقاً، ولكن كل شئ يتبخر فجأة فلا تجد لهم من أثر، أقرب ما يكونون الى تلك الحالة التي تتجلى فيها السماء على نعمة لم يحفظ صاحبها حقوقها، فتعاقبه السماء بمجىء أمر السماء بياتاً ليجعلها صعيدا زلقا..

    التقدير عندي أن (الظرف) التاريخي، والبيئة السياسية والوجدانية، بل و(المزاج) العام، كانت كلها على مسافة مائة وثمانين درجة مما يحدث الآن. بمعنى، أن ابراهيم وجيله كانوا قد تسلموا راية غناء غضة، أو قل عفوية وتلقائية، ولم تخل من سذاجة أملتها ظروف كثيرة من جيل كرومة وسرور وسابقيهم، ومن جيل شعراء كانوا أكثر عنفوانا وتقدما من الفنانين والمطربين الغنائيين بحكم تفوق الشعر دوما على استعدادات فن الغناء واحتياجات سوقه.

    بيئة أبو خليل هي بيئة العنفوان المصاحب لمخاضات الإستقلال عن المستعمر، والانفتاح الذهني والوجداني على مخاض جديد هدفه ( التحرر) ليس من المستعمر فقط، وإنما من سائر القيود والأنماط البالية مستعينا ببدايات ثورة الاتصالات برائدها ( الراديو) فلم يقنع أبو خليل بمجرد دخول ساحة الغناء، وإنما بـ ( التزين)، و( شق شعره) و( سن الدهب)، في أزمنة كانت تعتبر ذلك نوعا من ( السحسحة) ، أو قل التشبه بالنساء، فكان أن كان ( أبو خليل) نسخة سودانية من ( الفيس بريسلي) الأميركي، مثلما كان (عبد الحليم) نسخة أخرى في مصر القريبة.

    ذلك ( المخاض ) أو قل ( التمرد النبيل)، كان له ( قبولا) صامتا، وعلامة رضا في العقل والوجدان السوداني. أضف لذلك أنه إنما واكب (حراكا) آخر في الشعر جاء لك بالمجذوب وأحمد محمد صالح ثم لاحقا بالفيتوري ومحي الدين فارس وصلاح أحمد ابراهيم وود المكي، مثلما جاء ذلك في الرياضة بقرعم وعبد الخير ثم صديق منزول وبرعي. ذلك حراك العنفوان والتفوق في سائر دروب النشاط الإنساني. ومن اسف ، مع الحالة السودانية، كانت (نعجة الحراك السوداء) هي قافلة السياسيين الذين لم يقرأوا ذلك جيدا. ولهذا أخفقوا، وبقي ابراهيم عوض وجيله متوقدين كما نيران المجوس في ذاكرة ووجدان شعبهم في مقابل خفوت متنام لسير أخرى سياسية لا ينجو منها الأزهري وعبود ونميري والصادق المهدي والانقاذ في استداراتها المستمرة.

    والتقدير عندي أن أبو خليل من قلة تعرفوا على ذلك فلم يكلف نفسه عناء الغناء (السياسي)، وربما لقصر في النظر منه تغنى بنص يضحكني كثيرا يقول : أحب مكان .. وطني السودان .. ولا غبار على ذلك، ولكنه برر ذلك الحب بالقول : لأن حسانه أعفّ حسان .. وتلك فرضية تتقبل الكثير من الجدل بالطبع بالتقادم والمقارنات بين الواقع أيام ذلك النص وبينه الآن.

    رحمك الله أبا خليل ، ستعيش في ذاكرة ووجدان هذا الشعب لقرون بلا جدال، لأنك ابن حراك يختلف كليا عن حراك اليوم الذي سطت عليه عوامل كثيرة.

    الراى العام 30/5/2006
                  

06-03-2006, 04:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)


    الفنان ابراهيم عوض ( الجرتق )و/شوقي بدري ...
    By
    Jun 1, 2006, 02:18







    قبل بضع سنوات أتي الفنان العظيم إبراهيم عوض عبد المجيد إلي اسكندنافيا وتنقل بين استكهولم ومالمو ولوند وكوبنهيجان وكان مصحوبا بالعازف الأمين جميل من الجزيرة مدني والعازف الدكتور عبد الله وابنه عوض إبراهيم عوض وكنت حينما أقابله في تلك الفترة لا أتمالك نفسي وأقبل يده كلما نلتقي وبدأ هذا كشيء غريب للجميع أو تصرف غير متوقع إلا أنني كنت أحس بأنني أقبل قطعة من الوطن وألثم ثغر أمدرمان في شكل إبراهيم عوض ، غنائه ، إيماءاته كلماته وكنت أقول إبراهيم عوض ده أخوي الكبير وأخو أخوي فإبراهيم عوض وسليمان قلوظ وعمر إبراهيم بدري كانوا رفقاء طفولة وصبا واصل عمر بدري الدراسة والتحق إبراهيم عوض وسليمان قلوظ بورشة ناصر الحداد ثم صار إبراهيم عوض صديقا كذلك لكمال إبراهيم بدري الذي يكبر عمر.
    أثناء التواجد في السويد كان إبراهيم يحكي لي كثيرا من القصص الأمدرمانية . في أحد حفلات آل بدري سأل العم أحمد بدري القاضي عن إبراهيم عوض وعندما عرف أن إبراهيم عوض ليس فنان الحفلة طالب بإحضاره تحت أي ظرف وعندما حضر إبراهيم عوض قام العم أحمد بري والذي كان قد فقد نعمة البصر وقتها بتقبيل رأس إبراهيم عوض قائلا للفنان صاحب الحفل أنت يا ولدي الفنان الحا تغني لكن في أمدرمان هنا ده الجرتق بتاع الحفلة هل في عرس بدون جرتق .

    والدتي رحمة الله عليها كانت تقول لي أن إبراهيم كان يغني في الأربعينات وهو صبي صغير في المنزل . ومنزلنا كان وقتها في شارع العرضه وهو المنزل الأول بعد منزل مدير المستشفي الإرسالية (التجاني الماحي حاليا ) بعد تقاطع شارع الأربعين والعرضه . وكما سمعت من والدتي وسليمان قلوظ وآخرين أن إبراهيم بدري كان قد تنبأ لسليمان قلوظ بأنه سيصير ناجحا في حياته ويصير غنيا ولقد تحققت هذه الرؤية كما تنبأ لإبراهيم عوض أنه سيصير فنانا كبيرا وإبراهيم بدري كان من أكبر رواد دار فوز وصديقا لصقا بتوفيق صالح جبريل وخليل فرح وتحققت رؤية إبراهيم بدري في إبراهيم عوض .
    الشيء الملفت في إبراهيم عوض هو تسامحه وبساطته ومقدرته علي إمتصاص الإهانة والتغول علي حقه فالدكتور الذي أتي به إلي اسكندنافيا كان يقصد إحضار شقيقه حتى يتقدم بطلب لجوء سياسي ولم يهمه تعريض الفنان إبراهيم عوض لمضايقات ومشاكل ولم يحسن حتى تنظيم الحفلات ولم يهتم .
    وعندما نظمت حفلة في كوبنهايجن وأتت بعائد معقول أصر الدكتور الهمام أن يستلم دخل الحفل وإلا لن يسلم الفنان إبراهيم عوض تذاكر الرجوع ولم أكن موجودا حينها في اسكندنافيا وعندما احتج الابن عوض إبراهيم عوض طلب منه والده أن لا يتدخل وأن يترك الأمر . وهناك مئات الحفلات التي أسيء فيها للفنان إبراهيم عوض وكان يترفع كل الوقت عن الصغائر.

    ومن ما يذكر أن بعض الشباب قاموا بحمل الفنان إبراهيم عوض علي أكتافهم بعد حفل في الجريف واختفي العداد من جيب البدلة (صيعوه علي قول المصريين) ولم يذكر إبراهيم عوض الأمر للعريس أو أهل الحفل بل ذهب في اليوم التالي إلي العازفين وأعطاهم حقهم.

    في يناير عام 1985 كنت في أجازة في السودان فقال ابن خالي صلاح وزوج أختي : نحنا معزومين حفله عند إبراهيم عوض في حي العرب فاستغربت لأن صلاح لم يكن من سكان أمدرمان وعرفت أن التقي بإبراهيم عوض بدبي لفترة وعندما سمع إبراهيم عوض بحضوره أصر علي دعوته لحفل وكنا نقول مافي فنان بيعزم ناس حفلات غير إبراهيم عوض . ومن المشتركين من العازفين محمدية وعازف الإيقاع الأخ إبراهيم كتوبا وآخرين.
    من تسامح إبراهيم عوض في حفل السينماء الوطنية أمدرمان وكتب عنه ما لا يليق واصفا له بالفنان الذي يترنح
    لأن إبراهيم عوض كان يتحرك مع الغناء خاصة الأغاني الراقصة . هذا الصحفي أقام إبراهيم عوض له حفلا بدون أجر.
    إبراهيم عوض كان من الفنانين الذين لا يتوقفون فإذا لم يحصلوه بالعداد يغادر بدون أن يتوقف وكان يمكن أن يكون من أغنياء أمدرمان كما كان مجاملا إلي أبعد حد وعندما كان صغيرا كانوا يرسلونه لزنك الخضار إلي جاره وفنان الحقيبة ميرغني المأمون فردة أحمد حسن جمعه وعندما كان يمر ببنت الحناوي وهي امرأة ضخمة
    اشتهرت كأحد فتوات أمدرمان كانت تنادي إبراهيم عوض وتجبره قائلة : ما أهو ده الخضار قدامك تعال اشتري.
    وصار إبراهيم يأخذ لفة كبيرة خلف زنك اللحمة حتي يتفادي بنت الحناوي ولا يحرجها. في حديثي مع إبراهيم عوض كنت أذكره برحلة ملكال وجوبا والجنوب سنة 1958 وأذكر إبراهيم عوض في سينماء ملكال بألحانه الراقصة وشباب فريق جلابه الذين طبقوا تسريحة إبراهيم عوض أو (بقدي) إبراهيم عوض وهي الشعر المشقوق والقجه واعتلي البعض وعلي رأسهم لاعب الهلال أبو رزقة الذي كان يعمل في لأشغال وقدموا فاصل رقص للسامبا والرامبا وصارت ملكال بعد حفلة إبراهيم عوض تغني علي ألحانه ويمارس الشباب الرمبا والسامبا في الشارع.

    تلك الرحلة المتعبة والطويلة كانت لصالح فريق المريخ الذي تكون قبل فريق الهلال في منطقة المسالمة وحي العرب وكما تردد قديما فإن إسم المريخ قد إقترحه الوالد عوض عبد المجيد والد الفنان إبراهيم عوض.
    وهكذا كان إبراهيم عوض سباقا للمساعدة والمساهمة في أي مجال وكنت أقول أن هناك مغنيين ولكن إبراهيم عوض فنان لأنه كريم ورقيق وبسيط ولم تغيره الشهرة أو تهافت الناس نحوه كان يذهب إلي الآخرين ويبادرهم التحية ولم ينفصل عن واقعه وبيئته ولم يتنكر أبدا لأصدقائه .

    في سنة 1974 قتل العازف عبد الوهاب طعمية المهندس بيضاوي وفقأ عينيه ثم وضعه في زقاق علي باب منزلنا ، وعندما أعتقل عبد الوهاب تكفل إبراهيم عوض بكل أتعاب المحامي عبد الحليم الطاهر وكان يتواجد بكثافة مع والد عبد الوهاب الذي كان متقدما في السن وأسرته وانحصرت حياته في تلك الفترة في محاولة إنقاذ عبد الوهاب وبعض الفنانين عندما يقال لهم أن عازفك فلان محتاج كان يقول عايز شنو عداداته وكنت بديها ليه .

    وعندما كنت اذكره بزملاء وصناعيه امدرمان خاصه ( ختر ) بضم الخاء والذى صار اسمه منحوتاً فى ترباس اغلب صناديق اللوارى , كان يقول لى تعرف يا شوقي أنا عندي عدة في البيت ومدربيتة .
    . كنت أسأله : داير بيها شنو؟
    كان يقول لي : أعاين ليها وأتذكر أيام زمان .
    شاهدت ممثل التلفزيون الجيبوتي في كوبنهايجن يقول لإبراهيم عوض اثناء تصوير فيديو أنت كنت بمثابة الفيس بريسلي لكل المنطقة وإبراهيم يبدي خجلا وتواضعا ويقول : لا ده ما حصل أنا كنت بغني بس.

    بالرغم من أن كثير من الفنانين بدأوا حياتهم بتقليد إبراهيم عوض وعندما صاروا كبارا أساءوا إليه بطريقة أو بأخري إلا أنه كان يترفع عن لإساءة إليهم أو الشكل. وكان يشيد بالفنانين الذين سبقوه خاصة الشفيع الذي كان يكن له الكثير من الود وسمعته يقول : زمان الفنانين كان بيناتهم خوه لامن ظهر خميس بنقز الشفيع رسل لي وناداني وقال لي يا إبراهيم أسمع دي آلة جديدة وبتنفع مع أغانيك.

    إبراهيم عوض وعبد اللطيف الحاوي والشاعر وموظف البوستة إبراهيم الرشيد ( شاعر اغنيه يا زمن وبعض اغانى ابراهيم عوض ) كانوا يمثلون الأناقة والشياكه ويتواجدون سوياً فى الحفلات التى يتهافت عليها حسان امدرمان .
    في أمدرمان. وكان الهادي الضلالي مغرما بحفلات إبراهيم عوض ويترصدها ويندفع مقبلا إبراهيم عوض وعبد اللطيف الحاوي مما يعطل الغناء فقرروا عدم إخباره بمكان الحفلات فصار الهادي الضلالي يرابط أمام محلات محمد على حامد لتاجير المايكرفونات . وبالسؤال يعرف مكان الحفلات . وكما أخبرني إبراهيم عوض أنهم ابتدعوا أسلوبا عندما يقترب منهم يقف الإثنان ويضع إبراهيم عوض العود أمامه وينتصب عبد اللطيف بقامته الطويلة ويكتفي الهادي من الغنيمة بالإياب .
    من أعجب الأشياء كان الحديث عن أمدرمان القديمة وفي مرة قلت له اللحن ده زي دقة حاجة كبره –بضم الكاف- فضحك إبراهيم عوض حتى خفت عليه وقال لي : أنت يا شوقي لسه متذكر حاجة كبره ؟
    وكانت من أكبر شيخات الزار في أمدرمان وقال لي : والله لو كان في فن حاجة كبره كانت تكون أكبر فنانة في السودان.

    رحم الله إبراهيم عوض ونتمنى أن نري اسمه علي أحد الشوارع قريبا .


    إبراهيم عوض وبناء السودان الجديد



    د. عبدالله جلاّب

    جامعة ولاية أريزونا

    [email protected]





    لقد بكت البلاد إبراهيم عوض وبحرقة وحق لها أن تبكيه فلا هو قد سام أهلها العذاب ولم يقتّل أبناءها ولم ينهب أموالها. وإنما وهب الأجيال المتعاقبة من الرجال والنساء من المعاني السامية ما أصله راسخ في أساس العلاقة الإنسانية وفروعه وارفة في الحياة اليومية. الامر الذي يجعل الحلم والمنى أحد عمد الدنيا أو كما ظل يقول لنا بأن "الدنيا منى وأحلام." وما ذلك إلا من ذخر ليالي اللقاء الجميلة تلك. هكذا تظل الأشواق تترى حتى يتم مثل ذلك اللقاء وتأخذ الحياة مجراها ومسراها. فالحادثات غير متناهية وهنالك من الناس من هو دائماً في "عز الشباب", فلماذا لا يتجدد الحلم والأمل وتتسامى تلك المعاني. ويظل ذلك "غاية الآمال".



    ذلك إذن هو أساس تلك العلاقة الجدلية بين إبراهيم عوض وأجيال مستمعيه. علاقة في بساطتها أشبه بالتطلع للأبراج أو قراءة الحظ التي هي شكل من أشكال المداعبة للأماني والتدليك للحلم. وفي ذات الوقت تظل تلك العلاقة في تعقيدها تحمل المعنى العميق للحياة القائم على تناغم وإنسجام الرباط الإنساني الذي به تنمو وتتجدد الأسرة الإنسانية. وعلاقة إبراهيم عوض بأجيال مستمعيه تلك, علاقة متجددة خلاقة لا تحكمها شمولية أو ولاء مطلق فيها مساحات رحبة ومجالات واسعة للمزاج المتحمس وغير المهتم والرافض. في إطار ذلك الفضاء الواسع يتحرك الأفراد دون وجل أو خوف. الأمر الذي يقف كواحد من النماذج المضادة للشموليات الماثلة أو السابقة. لذلك تجدنا نهرع إلي مثل ذلك الفضاء الواسع والمريح عسى أن نستظل به من هجير تلك "الأوضاع الكدرية" التي تعوذ منها المولد العثماني. وذلك بلا شك يفسر لماذا نركض جماعات وأفراداً نحو الهلال والمريخ والموردة كلما إنقض علينا نظام شمولي قامع, علنا نعوض بذلك ولو قليلاً عن تعددية مفقودة. وقد يجدد البعض علائق قديمة أو يبحث عن علاقة جديدة بالطريقة الصوفية عل أن يجد في ذلك شيئاً من روح الجماعة المفقودة من جراء التضييق على التجمعات السياسية والنقابية وتقييد حرية التجمع والتظاهر والتعبير. هذا ويمكن لنا أن نتفق أو نختلف حول القيمة الفنية أو الثقافية لكل أو بعض ما يقدم إبراهيم عوض أو محمد وردي أو عبدالكريم الكابلي وغيرهم جهاراً نهاراً دون خوف من أن يزج بنا أحد في سجن أو في بيت من بيوت الأشباح أو يرفدنا من وظيفة.

    هذا وبمقدار ما تسطو تلك النظم غير الشرعية على شرعية الحكم يسعى الناس للإحتماء بشرعيات أخرى متوفرة كخط دفاع أخير وإن كانت أقل مقاماً في سلك الشرعيات. والامثلة كثيرة ومتعددة في هذا المجال. فمن واقع تجربتنا الطويلة مع النظم الشمولية والقمعية التي تعاقبت على البلاد لا شك أننا قد لاحظنا كيف تنتعش الطريقة الصوفية وقتها بشكل عام. ونلاحظ كيف تتواتر وتتعدد الطرق والسبل من أجل البحث عن عصبية أو ذات قديمة.



    وبما أن مثل تلك الاوضاع تسبب خواءاً وخوفاً متصاعدين في في الحياة العامة والخاصة يعبر كل منهما عن نفسه بمختلف الأشكال, نشاهد كيف تتعدد السبل من أجل التعامل مع مثل تلك اللأحوال ومحدثاتها. هنا نرى كيف يتكالب بعض كبار الموظفين وبعض أصحاب النعم على الشيوخ صالحهم وطالحهم خوفاً على حال قد يزول أو طمعاً في دنيا قد يصيبها البعض أو لا يصيبها. ومن واقع تجربتنا أيضاً لابد إننا قد لاحظنا الجانب الآخر لتلك الظاهرة حيث يدفع الخوف الدائم صاحب الحكم إلى أن يحيط نفسه بما أطلقت عليه السخرية السودانية ذات يوم "سلاح الليحان" الخاص بجعفر نميري. فكما يقول إبن المقفع أن صاحب الحكم مثل راكب السبع يخافه الناس وهو منهم أخوف. هذا ومن جهة أخرى لعل في ذلك ما يفسر محاولات النظام القفذ على مثل تلك الحواجز التي يتمترس عندها البعض كما يفسر لنا ذلك الضجر الذي أصاب قطاعات السودانيين عندما قام جعفر نميري بحل الهلال والمريخ والفرق الرياضية الأخرى وإستبدالها بشمولية رياضية أسماها الرياضة الجماهيرية.



    هذا من جهة, ومن جهة أخرى, وإضافة إلى ذلك, لعل تلك الجموع في بكائها والحال كذلك كانت تبكي في إبراهيم عوض ما هوأكبر وأكثر من ما فقدته في شخصه. فالسودان كان يبكي فيه جزءاً من عمره بدأ مع إبراهيم عوض في 1953 وتوافق موته مع رحيله. وإن كان للسودان بعث ونشور فالاجدر به أن يحتفل في مثل ذلك اليوم وفي ما يأتي من أيام بحياة إبراهيم عوض. فحياته العامرة قد غرست في شجرة "الوجود المغاير" كما يقول التيجاني يوسف بشير ما ظللنا وسنظل نتفيأ. وسيظل في وجدان البلاد المعافي وفي تكوينها النابض بالحياة وفي وجدان كل منا شيئاً من إبراهيم عوض. حتى الذين لم يسعدوا بالإستماع إليه والإستمتاع بجميل فنه هم أيضاً بشكل ما قد شملهم فيض من فيوض ذلك العالم الوافر بالمعاني والجمال دروا أم لم يدروا. فصناع الوجود المغاير في عالمنا هذا هم بلا شك صناع السودان الجديد. وإبراهيم عوض بلا شك أحد اولئك الرجال والنساء.



    ظهر إبراهيم عوض كمطرب غير عادي في زمان غير عادي. ظهر والبلاد يملئُها الفخر بأنها كانت الدولة الاولى التي نالت إستقلالها من ربقة الإستعمار في القارة كلها. وصف أحمد خير جيله بأنه كان على موعد مع القدر. كما وصف الحركة الوطنية في مجملها بأنها كانت "كفاح جيل". ولما كان أحمد خير أحد مفكري تلك المرحلة فإن ما قاله لاشك يعبرعن الافق السياسي للحركة الوطنية. فقد كانت حركة محدودة بمكانها وزمانها. فلم تدع لنفسها ما هو أكبر من ذلك. لذلك لم يكن قصب سبقها ذا أهمية إلا بمقدار أنها كانت على موعد مع التاريخ. رغماً عن ذلك كان السودانيون وقتها أكثر إمتلاء بسودانيتهم. كانت تحيط بهم وتلاحقهم تحديات كبرى. رغماً ذلك فقد كان يلفهم الفرح بما أنجزوا. ويشملهم التفاؤل بما سيأتي. كانت هناك طبقة وسطى جديدة قد تكونت واخذت تلعب دورها في الحياة السودانية. لقد كان عماد تلك الطبقة بعض الموظفين والتجار والمهنيين. كانت المدينة وقتها تغير من جلدها القديم لتصبح أكثر حيوية بالاحزاب والنقابات والحركات النسائية والأدبية والرياضية والصحف وخريجي المدارس العليا. في ذات الوقت كان إبراهيم عوض على موعد مع التاريخ. لقد وجد إبراهيم عوض التدريب الأول لصوته في حلقة الختمية التي كانت بكل عمقها التاريخي قد ظلت حتى ذلك الوقت تقدم الحاناً وإيقاعات جديدة تتفق وشباب الختمية وذوق المدينة الجديدة. غير أن موعد إبراهيم عوض لم يكن مع الحلقة وإنما مجال آخر. كانت أم درمان في مرحلة بين مرحلتين. فهي لم تخرج من نطاق حقيبة الفن الضيق كلية ولم تدخل كلية نطاق الفن الجديد. كانت أغنية الحقيبة أغنية سماعية بارعة في وصف مقاييس الجمال الخارجي للمرأة وفق ذوق ذلك الوقت. وفي مجالها ذلك تفوقت على ما غيرها من فنون غنائية أخرى. وقد لعب كل من الفنوغراف والاسطوانة في توسيع دائرة إنتشارها لتتحول من أغنية أم درمانية إلى أغنية سودانية ترددها قطاعات واسعة من السودانيين وتتبع نموذجها في الحفل والرقص والغناء. إلا ان محدودية وجمود ذلك النوع الغنائي قد جمده وزاد من صعوبة تطويره رغماً من محاولات إدخال بعض الآلات الموسيقية عليه. لذلك كانت الخطوة التالية هي مرحلة ما بعد الحقيبة التي دشنها إبراهيم الكاشف واسهم فيها جيل جديد من الشعراء والمغنيين الشباب. ولعل واحدة من أهم مظاهر مرحلة ما بعد الحقيبة مجموعة اولئك الشعراء الملحنين أمثال خليل فرح وعبد الرحمن الريح وأحمد محمد الجاغريو ومحمد عوض الكريم القرشي ومبارك المغربي وآخرين. لقد كان عبد الرحمن الريح أكثر شعراء الغناء السودانيين حياءاً ونفوراً عن الأضواء ذا موهبة فذة. فقد إستطاع أن ينتقل بإبراهيم عوض لا إلى مرحلة ما بعد الحقيبة فحسب وإنما إنتقل بالبلاد عن طريق إبراهيم عوض إلى مرحلة عمر أحمد وأغنية "كان بدري عليك" التي هي من كلماته والحانه والتي تعتبر مرحلة فاصلة في مجال الغناء السوداني. لقد إستطاع عبد الرحمن الريح وإبراهيم عوض من كسر جمود أغنية الحقيبة وترتيباتها الفنية. فقد إنتقلا بالأغنية من مرحلة الوصف إلى مرحلة نقل التجربة الإنسانية في أشكالها المختلفة. وتحولت الأغنية من طور التطريب عن طريق الإستماع إلي التطريب عن طريق الحركة. لقد ساهمت السينما المتجولة ونشرات وحدة أفلام السودان السينمائية وصالات العرض السينمائية في نقل صورة المطرب وحركته. ونقل الراديو للبيت والنادي والمقهى صورة أقل حميمة وإن شملت جمهوراً أوسع. لذلك لم يكن إبراهيم عوض يقدم أغنية جديدة فحسب وإنما كان يقدم نموذجاً متكاملا متميزاً في ادائه ومظهره وحركاته وسكناته. لذلك فقد أحبه البعض جهراً والبعض الأخر سراً وناصبه بعض عداءاً سافراً. وبين هذا وذلك تنزلت في الحياة العامة لغة جديدة تداخلت مع تجاربهم الشخصية ووسعت العبارة وجودت من التعبير وعندما فاضت كتبوها إعجاباً بسياراتهم وقت الجدة و تعاطفاً معها عندما فعل بها الدهر فعلته. وإنفتح الباب واسعاً أمام أصحاب المواهب الجديدة من أمثال محمد وردي وشرحبيل أحمد وأنفتح الباب أمام الفنون الإستعراضية الأمر الذي مكن لإستعراضيين مثل إبراهيم أفريكانو. ومن ثم تصاعدت وتفرعت حركة التجديد وتصاعد عنفوانها. هكذا يُصنع الوجود المغاير. هكذا يقوم بنيان السودان الجديد. وهكذا يمكن أن نجد في حياة إبراهيم عوض ما يُحتفل به.



    **نشر في جريدة الخرطوم الصادرة يوم الأربعاء الموافق 31 مايو 2006



                  

06-03-2006, 04:41 AM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    نم هادئا ابوخليل

    هذه مساهمة من الصديق بهاء الدين بخيت

    د. عبد اللطبف سعيد





    * كل شئ متعلِّق بابراهيم عوض جميل وأنيق، حتى نعشه الذي حُمل فيه إلى قبره كان جميلاً وأنيقاً.. وقديماً استسمج اهل اللغة المتنبي لمَّا وصف وجه ام سيف الدولة بالجمال وهى ميتة:
    صلاة الله خالقنا حنوطٌ على الوجه المكفَّن بالجمال
    اذا كان المتنبي قد شغل الناس، فإن ابراهيم عوض قد سحرهم. فمَنْ مِنْ السودانيين الأحياء الآن من لم يغن في سره أو جهره:
    بريدك والله بريدك لو سقيتني السم بايدك
    سُمك شفايّ ودوايّ يا طبيب تعال لمريضك
    ابراهيم عوض هو الذكرى الجميلة لكل من عاش نصف القرن الماضي، كان احياؤه لحفلات الاعراس كالجرتق المضاف للجرتق، وحتى الحفلات التي لم يحيها بنفسه احياها الفنانون بألحانه، إذ لا أزال أذكر أحمد الطيب وهو يغني بالرق في طابت:
    لو قلت ليك حياتي بيك
    وروحي ليك تفدي عينيك
    برضو شوية شوية عليك!
    * أذكر أحمد الطيب وهو يقيم قيامة الطرب بكلمات الطاهر ابراهيم وغناء ابراهيم عوض حتى انه كاد يشغل أصحاب المسابح والأوراد عن مسابحهم وأورادهم. كل من غنى بعده احتذاه وحاول أن يكون مثله، ولهذا فإن أي ناقد فني يستطع أن يقول إن هناك مجموعة ضخمة من الفنانين هم مدرسة ابراهيم عوض، ويكفي أن يكون على رأس هذه القائمة محمد وردي.
    ظهر ابراهيم عوض عام 1953م، وارتبط ظهوره ببوادر الاستقلال، لقد كان طلوعه كطلوع نجم السعد، وكان معجبوه يخافون عليه من العين، فقد روى لي أحدهم والعهدة على الراوي: انهم كلَّفوا إحدى خالاته بتبخيره في الكواليس بين فواصل الغناء.
    لما ظهر ابراهيم كان قد مضى على وفاة سرور وكرومة سبع سنوات، وكان قد ظهر معهما بآخر ايامهما الكاشف واحمد المصطفى وعائشة الفلاتية.
    وظن الناس انه لا عطر بعد عروس وان الكاشف واحمد المصطفى والفلاتية ما غادروا من متردم، فإذا بابراهيم عوض يأتي بالمتردم تلو المتردم.
    كان حظه سعيداً إذ وافى في حي العرب عبد الرحمن الريح الذي اودعت فيه الحقيبة ما ملكت يداها، إذ قد استوعب ابراهيم العبادي وابا صلاح وود الرضي وخليل فرح وعمر البنا وحدباي ومطران وسيد عبد العزيز، وزامل عبيد عبد الرحمن. فكان كملكة النحل التي امتصت أصل الرحيق.
    جاء ابراهيم عوض لعبد الرحمن الريح، وكان عبد الرحمن قد قال:
    بدر الحسن فاق القبلو ووراه
    بين أترابه حايز حسن الكون براه
    الى ان ينتهي قائلاً:
    يانع في نداه قايم بالمحاسن من اول بداه
    دام على هجري رافع خبره مبتداه
    ضيَّع عمري ظلماً فلتسلم يداه
    نعم لقد كان عبد الرحمن الريح يعرف أن المبتدأ والخبر مرفوعان لأنه درس بالمعهد.
    جاء ابراهيم عوض لعبد الرحمن وقد نظم عبد الرحمن: يا الفريد في عصرك ، وما رأيت في الكون، ولى في المسالمة غزال. جاءه وعبد الرحمن خارج لتوه من ديوان الحقيبة المخضل الرطيب، وقد أعطى التاج مصطفى (انصاف)، وأعطى حسن عطية أنا سهران يا ليل.. اتعبني الضنى ولو أنت نسيت. جاءه وقد أعطى ابراهيم ادريس ود المقرن أنا في شخصك احترم اشخاص لكن عندي احترامك خاص.
    فأعطاه وأعطاه... وصار المستعمون مصعوقين بهذا الفتى الامدرماني الثاقب كالشهاب ينقلهم في الغناء من مرقاة إلى مرقاة حتى شبه%
                  

06-03-2006, 04:41 AM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    نم هادئا ابوخليل

    هذه مساهمة من الصديق بهاء الدين بخيت

    د. عبد اللطبف سعيد





    * كل شئ متعلِّق بابراهيم عوض جميل وأنيق، حتى نعشه الذي حُمل فيه إلى قبره كان جميلاً وأنيقاً.. وقديماً استسمج اهل اللغة المتنبي لمَّا وصف وجه ام سيف الدولة بالجمال وهى ميتة:
    صلاة الله خالقنا حنوطٌ على الوجه المكفَّن بالجمال
    اذا كان المتنبي قد شغل الناس، فإن ابراهيم عوض قد سحرهم. فمَنْ مِنْ السودانيين الأحياء الآن من لم يغن في سره أو جهره:
    بريدك والله بريدك لو سقيتني السم بايدك
    سُمك شفايّ ودوايّ يا طبيب تعال لمريضك
    ابراهيم عوض هو الذكرى الجميلة لكل من عاش نصف القرن الماضي، كان احياؤه لحفلات الاعراس كالجرتق المضاف للجرتق، وحتى الحفلات التي لم يحيها بنفسه احياها الفنانون بألحانه، إذ لا أزال أذكر أحمد الطيب وهو يغني بالرق في طابت:
    لو قلت ليك حياتي بيك
    وروحي ليك تفدي عينيك
    برضو شوية شوية عليك!
    * أذكر أحمد الطيب وهو يقيم قيامة الطرب بكلمات الطاهر ابراهيم وغناء ابراهيم عوض حتى انه كاد يشغل أصحاب المسابح والأوراد عن مسابحهم وأورادهم. كل من غنى بعده احتذاه وحاول أن يكون مثله، ولهذا فإن أي ناقد فني يستطع أن يقول إن هناك مجموعة ضخمة من الفنانين هم مدرسة ابراهيم عوض، ويكفي أن يكون على رأس هذه القائمة محمد وردي.
    ظهر ابراهيم عوض عام 1953م، وارتبط ظهوره ببوادر الاستقلال، لقد كان طلوعه كطلوع نجم السعد، وكان معجبوه يخافون عليه من العين، فقد روى لي أحدهم والعهدة على الراوي: انهم كلَّفوا إحدى خالاته بتبخيره في الكواليس بين فواصل الغناء.
    لما ظهر ابراهيم كان قد مضى على وفاة سرور وكرومة سبع سنوات، وكان قد ظهر معهما بآخر ايامهما الكاشف واحمد المصطفى وعائشة الفلاتية.
    وظن الناس انه لا عطر بعد عروس وان الكاشف واحمد المصطفى والفلاتية ما غادروا من متردم، فإذا بابراهيم عوض يأتي بالمتردم تلو المتردم.
    كان حظه سعيداً إذ وافى في حي العرب عبد الرحمن الريح الذي اودعت فيه الحقيبة ما ملكت يداها، إذ قد استوعب ابراهيم العبادي وابا صلاح وود الرضي وخليل فرح وعمر البنا وحدباي ومطران وسيد عبد العزيز، وزامل عبيد عبد الرحمن. فكان كملكة النحل التي امتصت أصل الرحيق.
    جاء ابراهيم عوض لعبد الرحمن الريح، وكان عبد الرحمن قد قال:
    بدر الحسن فاق القبلو ووراه
    بين أترابه حايز حسن الكون براه
    الى ان ينتهي قائلاً:
    يانع في نداه قايم بالمحاسن من اول بداه
    دام على هجري رافع خبره مبتداه
    ضيَّع عمري ظلماً فلتسلم يداه
    نعم لقد كان عبد الرحمن الريح يعرف أن المبتدأ والخبر مرفوعان لأنه درس بالمعهد.
    جاء ابراهيم عوض لعبد الرحمن وقد نظم عبد الرحمن: يا الفريد في عصرك ، وما رأيت في الكون، ولى في المسالمة غزال. جاءه وعبد الرحمن خارج لتوه من ديوان الحقيبة المخضل الرطيب، وقد أعطى التاج مصطفى (انصاف)، وأعطى حسن عطية أنا سهران يا ليل.. اتعبني الضنى ولو أنت نسيت. جاءه وقد أعطى ابراهيم ادريس ود المقرن أنا في شخصك احترم اشخاص لكن عندي احترامك خاص.
    فأعطاه وأعطاه... وصار المستعمون مصعوقين بهذا الفتى الامدرماني الثاقب كالشهاب ينقلهم في الغناء من مرقاة إلى مرقاة حتى شبهوا انطلاقه بالقنبلة الذرية فأسموه (الفنان الذري).
    كان ابراهيم عوض «صبي حداد»، ومن رصفائه من كان «صبي ترزي» أو «نجار» أو «بناء»، لم يتعلموا كثيراً ولكن كان عندهم مبادرة وأدوار ايجابية في مجتمعاتهم أراها تفوقت على ما قام به من جاء بعدهم من الخريجين.. يبدو أنهم كانوا ينظرون الى المجتمع أكثر من نظرهم الى أنفسهم.
    قد يقول بعضهم لماذا كل هذا الاحتفاء بالمغنين والغناء وكأنهم يحرمونه مع أن كل الاحاديث القاطعة بتحريم الغناء لا تثبت وكل الاحاديث الثابتة المتعلقة بالغناء ليست قطعية التحريم له.
    صحيح أن الامة لا بد أن يكون لها كتاب وسيف وجنان، ولكن لو تأملت في الشرع الاسلامي لرأيته يحث الأمة على أن يكون لها قلب كذلك.


    أعمدة قديمة لهذا الكاتب:





    Regards

                  

06-04-2006, 02:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: khaleel)


    سودانايل

    عزيز دنيانا .. وداعاً

    معاوية جمال الدين
    [email protected]

    ثمة سقف من النجومية والمجد يبلغه نجم معين مما يجعل مهمة القادمين - مهما كان مستوي نبوغهم - تبدو صعبة ؛ فليس من السهل تجاوز ذلك السقف .

    يحدث هذا في مجالات الابداع كافة؛ علي ان هذا النوع من النجومية يكاد ينحصر في مجالي الغناء وكرة القدم..

    ولدي بلوغ النجم المعين هذا السقف يتحول الي اسطورة.

    في كرة القدم السودانية لم يستطع نجم ان يتجاوز سقف نجومية صديق منزول؛ رغم ظهور لاعبين افذاذ من بعده؛ مثل جكسا وغز الدين الدحيش وكمال عبد الوهاب وعلي قاقارين وسامي عز الدين وغيرهم ...

    صار صديق منزول اسطورة وانعم عليه وانعم عليه جمهوره المحب بـ لقب" الامير"

    وفي مطالع خمسينات القرن العشرين ظهر مطرب تحول هو الاخر الي اسطورة ؛ كان ظهوره علي ما يقول اهل الشام " صرعة" او ظاهرة او موضة :

    تسريحة الشعر ؛ سن الذهب ؛ الساعة في اليد اليمني ثم الرقص علي المسرح وتزين ذلك كله اطلالة مليحة.

    استطاع ابراهيم عوض عبر غنائه بكلمات والحان الطاهر ابراهيم ان يحدث فتحا جديدا في فن الغناء السوداني ؛ فكانت اغنية " والله جنني وغير حالي " بمثابة انطلاقة لنوع جديد من الغناء هو الاغنية الخفيفة .

    وعليه ؛ يمكن القول ان الطاهر ابراهيم لعب دورا محوريا في تفجير ظاهرة ابراهيم عوض. كان عبد الرحمن الريح اول من اطلق الظاهرة العجيبة ؛ فغني له ابراهيم عوض اولي اغنياته وهي " علمتني الحب واختفت عني اين القاها ملهمة فني " .

    وواصل النهران العذبان تدفقهما ؛ فشدا ابراهيم عوض من كلمات وتلحين عبد الرحمن الريح بـ " هيجتني الذكري وانفاس الزهر وبسمة الايام وغيرهن " .

    وبقي ابراهيم عوض في مكانه البعيد مزهوا بموهبته ؛ لا يزعجه احد في عليائه ..

    اما وقد سكت البلبل عن تغريده البديع ؛ فان اسطورتة بدأت رحلة الخلود.

    فوداعا ياعزيز دنيانا
                  

06-04-2006, 10:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    العدد رقم: 208 2006-06-04
    السودانى
    كلام في الفن
    هيجتني الذكرى...!!

    محمد الياس السني




    × نزح اجداده من ريف مصر (النوبة) (كنوز)، ولد بأم درمان (حي العرب) عام 1932م... (يعني أكبر من وردي بسنة واحدة) - على قوله - اضطر لقطع دراسته من (الكتاب) بسبب مرض والده بأسوان وعدم تمكنه من دفع الرسوم (مصاريف الدراسة) وقدرها (عشرة قروش).. تمكن بمساعدة (الأسطى عامر) ابن خالته - ويعمل (حداداً) بالمنطقة الصناعية - من الدخول إلى المنطقة الصناعية، وسرعان ما أصبح من الأسطوات المقتدرين بورشة (إدريس الهادي) وهي من أكبر ورش الحدادة بأم درمان آنذاك، وكان بمهنته هذه ممن ساهموا في ان تحل أبواب الحديد محل (باب السنط)، وكان ذلك بورشة المعلم (ناصر بشير) الذي ساعده كثيراً في تصنيع أبواب الحديد التي رسمت عليها (الحروف الموسيقية) وكانت فكرته - رحمه الله - وحتى ذلك الوقت لم يكن يعرف الحروف الموسيقية أو فك طلاسمها. أدخل والده مدرسة أم درمان الصناعية ليتعلم فن نحت الحجارة - والده ووالد اللواء خالد حسن عباس - عملا سوياً في تشييد العديد من المباني والدور الحكومية التي لا تزال حتى اليوم شاهدة على جودة الصنع وقوته وفخامة البناء بالحجر، ومنها مبنى وزارة المالية والصحة والمحافظة والداخلية... وغيرها وقد ادخل جدهم الكبير (كنز الدولة) فن نحت الحجارة للسودان...
    × تنتمي أسرتهم للختمية ولديه ستة أولاد كبيرهم عوض ثم مازن والحسن وهاشم ومحمد ومحمد المجتبى.
    × جاوره في الحي من المبدعين الطاهر إبراهيم وسيف الدين الدسوقي وعبد الرحمن الريح، الذي كانت لديه ورشة لصناعة الأحذية الشعبية، وكان يساعده في العمل صبي دخل الورشة (بجمال صوته) فأهداه عبد الرحمن الريح أغنية (كان بدري عليك)، انه الفنان الذي مات سنة عشر ربيعاً (عمر أحمد)، وتحسس إبراهيم عوض موهبته فتسلل إلى ورشة (ود الريح) فأهداه أول لحن خاص به ليشق طريقه إلى الإذاعة به.. وأغنية (هيجتني الذكرى).. عام 1953م. واجتمع حوله شباب الحي وشق طريقه للشهرة في ذلك الحين، وكان في قمة الطرب آنذاك العمالقة حسن عطية وأحمد المصطفى. × تعلم الموسيقى على يد الموسيقار (اسماعيل عبد الرحيم) من أبناء مدني، وكان يعتبر نفسه امتداداً لحسن عطية وأحمد المصطفى والكاشف.... ويقول: سر احتفاظي بصوتي هو ابتعادي عن الكحول والمخدرات بالإضافة لبعض دراسات في الصوت وكيفية التعامل معه.
    × يقول ان المرأة عنصر مهم وأساسي في نجاح الرجل، والمرأة بالنسبة لي اعتبرها (الكل في الكل).
    × من الأغنيات الحبيبة إلى نفسه وكثيراً ما يرددها رائعة الفنان محمد الأمين (قلنا ما ممكن تسافر)!! ولها عنده قصة!!.
    × الشاعر (عبد الرحمن الريح) كتب أغنية (ألم الفراق) تعبيراً لحزني الشديد ودموعي الغزيرة على رحيل والدتي عن دنياي... والحديث لإبراهيم عوض.
    × عرفت مدى حب الناس لي عندما انطلقت إشاعة وفاتي!!.
    × احزنني كثيراً قرار إنهاء الحفلات في الحادية عشرة مساء ومساءلة ومحاسبة ومعاقبة من يخالف ذلك من الفنانين.
    × إبراهيم عوض أول فنان ظهر في التلفزيون في بداياته أيام كانت استديوهاته في حديقة السطح.. ... ومن أغنية (نفسك ابية): يا كوكبي الساري... نورك يزيد ناري تعال نهار أو ليل... شوق العلي جاري أو أسأل الأنجم... حولك عن أخباري رحم الله الفنان الذري إبراهيم عوض رحمة واسعة وغفر له... وإلى لقاء آخر.

                  

06-07-2006, 02:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الم الفراق .....ابرهيم عوض ..اول فنان سودانى تطارده سلطة سياسية (Re: الكيك)

    ابراهيم عوض.. ظاهرة حداثية (2)
    د.حيدر ابراهيم علي
    اتّسم عام 1953م، وهذا يعني قبله وبعده قليلا من الزمن، بحشد من الاحداث والتطورات التي تؤكد ان هذه حقبة هامة في التغير الاجتماعي ـ الثقافي والاقتصادي والسياسي. ولا اريد ان اتابع ذلك التاريخ بتفصيل ممل ولكن أحاول تأكيد فرضية ان هذا العام وما حوله، نقطة تاريخية فاصلة وكان من الطبيعي ان تنتج ظاهرة حداثية مثل ابراهيم عوض.
    شهد عام 53 تطورات هامة في مجال التعليم والعمل النسائي وفي الصناعة وارتفاع مستوى المعيشة. وكانت هذه الفترة اشبه اقتصاديا بالفورة النفطية التي شهدتها منطقة الخليج والجزيرة العربية بعد حرب اكتوبر 1973م. فقلد كانت الحرب الكورية (1951) سبباً في ارتفاع اسعار القطن، لذلك عاش السودان من عام 1951م وحتى الاستقلال فترة انتعاش واضحة الاثر على حياة المواطنين المعيشية. ومن يتابع هذا الجدول عن الايرادات والمصروفات خلال المصدر: محمد عمر بشير: تطور التعليم في السودان
    الفترة من 1949م حتى 1956م، لابد ان يلاحظ الفرق:- (القيمة بالجنيه المصري)
    يؤرخ البعض للصناعة الناشئة في السودان بهذا العام، فقد انشئت في عام 1953م شركة الخرطوم لصناعة النسيج وهي تنتج الملابس الداخلية. وكانت معدات المصنع حديثة ويدار بكهرباء لا تعطل العمل كثيرا بسبب الانقطاع. وكان يعمل به عدد كبير من النساء السودانيات.. وكان المصنع الاول قد انشيء عام 1951م في الجنوب بانزارا (مشروع الزاندي). وفي عام 1952م فتحت شركة بوكسول فرعا خاصا لانتاج الصابون. وفي نفس العام اقامت الحكومة مصنعا للحوم المحفوظة في مدينة كوستي (أين هو الآن!) (لمزيد من التفاصيل راجع: سعد ماهر حمزة: الصناعة ومشاكلها في السودان. القاهرة، مكتبة النهضة 195.
    والى جانب هذه التطورات المادية والاقتصادية كانت هناك مجالات مرتبطة بالعقل والروح انطلقت رغم ظروف التخلف نحو آفاق جديدة. واركز في هذا الصدد على التعليم ودور المرأة. ففي عام 1953م اقترحت الاستاذة ليليان بنسون والتي كانت تمثل المجلس العالي لجامعة لندن، فصم العلاقة بين جامعة الخرطوم وجامعة لندن حتى تصبح جامعة الخرطوم جامعة مستقلة (محضر الاجتماع 104 لمجلس كلية غردون 7/4/1953م). وفي العام السابق 1952م تخرج من كلية الطب: امام محمد المهدي، فؤاد عبده تادرس، صلاح الدين عبد الرحمن، ميرغني يوسف علي، ابراهيم صالح المغربي، الشيخ عبد الرحمن، فايز امين السني، زروى فهان سركيسيان، خالدة زاهر، ابوبكر الأمين. تخرجت طالبتان في ذلك العهد المبكر، وكانت الكلية عتيقة (والآن يتعالج السودانيون في بلاد لم تعرف آنذاك كليات الطب).
    انتعشت خلال هذه السنوات فكرة التعليم الاهلي وهو فكرة مبكرة لنشاط منظمات غير حكومية. ففي عام 1951م تم تأسيس مدرسة الاحفاد الاهلية الوسطى للبنات. ثم انشأ الاتحاد النسائي السوداني مدارس وسطى في عام 1953م في الخرطوم أم درمان، وفي الخرطوم صارت مدرسة الأم وفي ام درمان مدرسة حي العرب.
    كانت بدايات الاتحاد النسائي في مطلع عام 1952م، فقد كان الاجتماع التمهيدي في 17 يناير 1952م دعت له عزيزة مكي عثمان ازرق، بحي بيت المال وكان الحضور: خالدة زاهر (وقد اعتقلت عام 1951م بسبب عضوية لجنة السلام) ـ فاطمة طالب ـ أم سلمى سعيد ـ ثريا امبابي ـ نفيسة المليك ـ نفيسة احمد الامين ـ حاجة كاشف ـ عمايم آدم ـ محاسن جيلاني وكان الاجتماع الموسع في 31 يناير 1952م حيث اعلن رسميا عن الاتحاد النسائي. ومن ناحية اخرى، كونت الاستاذتان: سعاد عبد الرحمن ونفيسة المليك اول نقابة نسائية للمعلمات عام 1953م (للمزيد: حاجة كاشف بدري ـ الحركة النسائية في السودان. الخرطوم، دار جامعة الخرطوم للنشر 2002) وفي عام 1953م اوفدت حواء علي البصير في بعثة لبريطانيا لمدة عامين فحصلت على شهادة التمريض والزائرات الصحيات.
    تكونت لجنة السودنة عام 1953م، والتي قامت بسودنة 647 من جملة 1111 وظيفة كان يحتلها البريطانيون و87 من جملة 108 وظائف كان يشغلها مصريون. وفي عام 1954م كان اغلب الوظائف الادارية العليا في يد السودانيين نتيجة لسياسة السودنة.
    كان السودان في حالة تغير اجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي، يتهيأ للنهوض وان يقدم نموذجا لدولة وطنية صاعدة مثل رصيفته الهند والتي نالت استقلالها قبله بسنوات قليلة. وتزدهر الفنون والثقافة في ظروف الحرية والحياة المعيشية المحترمة التي تلبي الحاجات الاساسية ـ مادية وروحية ـ للمواطن. وقد كان كل شروط النهضة والانطلاق قد توفرت للسودان في تلك الحقبة التنويرية القصيرة. فقد بدأت معركة التقدم والرجعية مبكراً، اذ كان لابد من وأد كل انبثاقات النهضة والتقدم في وقت مناسب قبل ان تجتاح القوى المحافظة والرجعية بصورة. ولذلك تعرضت التجربة العفوية التي لم تسندها قوى سياسية واجتماعية منظمة ومحددة الى الهجوم بطرق مختلفة. وكان العنف السياسي قد انطلق وجسد نفسه في حوادث اول مارس 1954م حين نقلت طائفة الانصار نموذجها الجهادي ضد الاستعمار الى وسيلة لارهاب جماهير ونخب المدينة غير المؤيدة لها. وتكرر استخدام هذا الاحتياطي المجيش لاستعمال العنف، عند الازمات. فمن المعلوم ان التظاهر السلمي حق مشروع ولكن استعراض المليشيات لحسم الخلاف السياسي هو المشكلة. وقد حدث ذلك بعد ثورة اكتوبر 1964م لاسقاط حكومة سر الختم الخليفة في فبراير 1965م.
    ومن مظاهر اضعاف التجربة، حوادث اغسطس 1955م في جنوب السودان حيث سالت الدماء حافرة الفاصل النفسي والسياسي بين الاخوة الاعداء ليستمر حتى العام الماضي حين وقعت اتفاقية السلام التي يؤمل منها الكثير. ثم كانت احداث جودة في 21 مارس 1956م مظهرة انحيازات الحكم الوطني الطبقية، وهي تفسر اهمال الريف والمزارعين وتهميش اجزاء هامة خارج المركز. واخيرا، كانت الكارثة الكبرى او الكبوة المبكرة التي لم يسلم منها الوطن حتى اليوم. فقد تم تسليم السلطة الى جنرالات الجيش السوداني في 17 نوفمبر 1958م من قبل السيد عبد الله خليل سكرتير عام حزب الامة. وهكذا تم تدشين وشرعنة دور الجيش في تسيير السياسة السودانية.
    انتجت النهضة القصيرة ابراهيم عوض ولأن الفن يمكن ان يكسب استقلالية نسبية عن الشروط المجتمعية التي ابرزته بشكل معين. لذلك، ساعدت ظروف المد الوطني التحرري والتحولات الاقتصادية والاجتماعية في ان يكون ابراهيم عوض فنان الوقت. فقد كان يعبر عن جيل جديد مفعم بالامل وواثق في المستقبل، ويغني له:-
    تاني ما تقول انتهينا
    بتنهي جيل ينظر الينا
    باني آماله وطموحه
    ومعتمد أبداً علينا
    فقد ادرك ابراهيم عوض انه يعبر عن جيل جديد كامل ويرسم له المصير والذي لا يعني غير الامل والمستقبل. ولم تكن مصادفة ان يعبر شاعر طليعي مثل محمد المكي ابراهيم وضمن نهضة قصيرة ايضا، جاءت بها ثورة اكتوبر 1964م. وقد تحدث باسم جيله بأكمله وجعل منه حراساً للمستقبل وصناعة المعنى والجدوى لحياة هذا الشعب النبيل:
    من غيرنا يعطي لهذا الشعب
    معنى أن يعيش وينتصر
    فقد نصب نفسه طليعة وقدوة وهزيمته ليست فردية بل هزيمة جيل كامل. وهنا يخجل ذلك الحدّاد البسيط، الانتلجنسيا السودانية المتخمة بشهادات ورقية ورغم تمسحها بالغربي ـ شكلياً ـ الكدوس، البدلة الكاملة، شاي العصر.. الخ. عادت من هجرتها الى الغرب اكثر محافظة وارتباكا وترددا. ويتمرد ذلك الشاب الفنان البسيط التعليم، متواضع المهنة ولا أدري من أين اتى بهذه الثقة في الذات والقدرة على التجريب؟، تحمل كل ألم الحداثة: الانشقاق، الاختلاف المغايرة او ما يسميه سارتر رعب الحرية. فقد تحمل ألم المواجهة على المستوى الوجودي والاجتماعي، حين خرج بمفرده على تقاليد راسخة وبالتالي شراسة الهجوم على الرواد بسبب شذوذهم ونشازهم. فالرواد يصنعون الفتنة لانهم يدعون الناس للخروج على الجماعة والمألوف والجن الذي نعرفه. وهذا ما اسماه الاستاذ حسن ساتي: التمرد النبيل. بالفعل وصل تمرد ابراهيم عوض درجة الشهادة، فقد اغتيلت شخصيته وأطلقت عليه كل صفات الخلع واللعنة التي يملكها المجتمع الذكوري الابوي الذي وضع صفات خارجية نمطية للرجل او الذكر ليس من بينها شق الشعر وسن الذهب والملابس الملونة والبدل الفراك والتمايل في المسرح او اصطحاب الراقصة الاثيوبية «سلاس» وتشجيعها على الرقص الجيد، بل لا يسمح له ان يقول:
    حبيبي جنني وغيّر حالي..
    وأذكر في هذا الصدد ان الاستاذ الشاعر محمد محمد علي رغم حساسيته الشعرية، كان يستنكر قول الشاعر حسين بازرعة:
    وكانت ذراعيك لرأسي مرقداً!
    كسر ابراهيم عوض كل هذه التابوهات وتحمل وحده نتائج تمرده، ولم يدافع عنه الكثيرون غير بعض المتمردين في مجالات اخرى، يقول محمد ابراهيم حتيكابي: «وكان ابراهيم عوض اول من خلط بين الغناء والحركة داخل المسرح وقد استهدفته أقلام كثيرة وكنا نحن في جريدة «الصراحة» نقف موقف الدفاع عنه لأن هذا الامر يعد تطوراً للغناء على خشبة المسرح». (الأضواء 27 مايو 2006) ومن الطبيعي ان تدافع عنه «الصراحة» لأن المصائب يجمعن المصابينا، فهي أيضاً متمردة سياسياً وخارج السرب أو القطيع.

    عن الصحافة 7/6/2006د
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de