امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2006, 03:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر


    بين فش الغبينة وخراب المدينة

    امال

    [email protected]


    * الواقع السياسي مدلهم.. وسياسات الانقاذ وصلت بالسودان الى حالة لا تحسد عليها بأية حالة من الاحوال.. على الصعيد الداخلي.. هرجلة وإسقاطات سالبة من كل مناحي الحياة الاقتصادية.. حالة الفقر والاعتداء على المال العام والخلخلة الاجتماعية وانقسامات كل الكيانات السياسية بما فيها كيان الانقاذ نفسه.. أما على الصعيد الخارجي فحالة التدويل.. بل التدخل الاجنبي الذي ينفونه ويرفضونه بالقسم المغلظ ثم يوافقون عليه بلا ادنى حيثيات.
    * انه واقع مرير.. وقد يقول قائل إن هناك انجازات ونجاحات.. نعم هناك انجازات ونجاحات، ولكن العبرة بالنتائج النهائية.. والمحصلة امامنا ولا تحتاج لكثير تبيان.. انه واقع خطير.. انه تحدٍ كبير أمام كل الفعاليات السياسية.. هل نقبل التدخل الأجنبي في الغرب كما قبلناه في الجنوب.. أم نكابر كما فعل اتحاد المحامين ونفش غبينتنا لتخرب المدينة كلها؟.. ماذا تفعل الانقاذ؟ تعالج الأمر برؤيتها الآحادية وتلزم جانب ثوابتها، وتقودنا الى نموذج العراق ام ماذا؟
    * تدافعت الى مقدمة خواطري صور سوداء داكنة لمستقبل السياسة السودانية بمعطيات الواقع المخيف.. تساءلت في قلق وحيرة متعاظمة ماذا يفعل الشعب السوداني العبقري إزاء هذه الحالة؟ هل يختار موقف المتفرج؟ ام يواصل مشاوير حيرته ووقوفه في طرف الشارع متفرجاً ومشجعاً انقساماً هنا وانضماماً هناك؟.. أم هناك طريق جديد تقوده اليه عبقريته المعهودة؟
    * الشعب السوداني له مواقف تاريخية مشهودة في وقت الأزمات والمنعطفات الحادة.. هل نأمل في تكرار احدى هذه المواقف؟ حتى نخرج من عنق الزجاجة الذي نحن فيه الآن.. أمرنا يقرر فيه الغير.. تصطرع حولنا القوى الاجنبية.. وأولياء الشأن يرسلون التصريحات المتناقضة.. وجحافل الاستعمار تزحف باصرار نحو الوطن.
    * القضية أصبحت أكبر من نيفاشا وأكبر من أبوجا واكبر من الانقاذ.. بل أكبر من كل كيان منفرد مهما عظم امره، فمستقبل السودان السيادي في كف عفريت والمعركة كبيرة.. معركة محتاجة الى الحكمة ونكران الذات في معالجة الغبينة التي ساقتنا اليها الانقاذ.. معركة محتاجة الى التوحد والشفافية للمحافظة على عمار المدينة.. وما أصعب هذه المعركة.. ولكن بالأمل والعمل الشعب السوداني لها.
    هذا مع تحياتي وشكري.



    تصريحات ... لتجميل الغزو ..!!

    الطاهر ساتي



    ** ومن الحكايات الشعبية التى نخفف بها وطأة الحدث والحديث ، أن احدهم ، و كان صيادا - ذهب إلى ( الفكي أبكر ) طالبا حمايته من أنياب الأسود أو افتراس النمور ، فأعطاه أبكر ما يلزم وما لا يلزم من الدجل والشعوذة ، ثم قبض الثمن وودعه وعند الباب نصحه : ( قبل ما تمشى الغابة علق الحجاب في رقبتك .. إن شاء الله الأسد ما بيشوفك .. ولو شافك ما بياكلك ..ولو أكلك ما بيهضمك ... ولو هضمك إن شاء الله ما بتنفعوا ) .... !!
    ** التصريحات الحكومية لحماية البلد من مخاطر القوات الدولية لا تختلف - جوهريا - عن نصائح فكي أبكر للصياد .. فالحكومة قبل نصف عام فقط وعدت البلد بأن القوات الدولية لن تدخله أبدا .. و تأكيدا للوعد ملأت المنابر والشوارع والمعسكرات بالسب واللعن والتهديد بتحويل دارفور الى مقبرة للقوات الدولية، حتى أشفقنا على أهل دارفور من رائحة النفايات والجثث الأجنبية المحروقة ... !!
    ** ولكن .. ساعة الجد .. وهى الان .. تكمل الحكومة - بلسان بعض قياداتها - نصائح فكي أبكر وتقول للبلد نحن لا نعترض على دخول القوات الدولية، ولكن يجب أن نعرف صلاحياتها .. وفى رواية أخرى صحيحة يجب أن تدخل بموافقتنا .. وإذا دخلت بموافقتنا وبصلاحياتنا فهي لن تنتقص من سيادتك الوطنية - يا بلد - .. كما يقول أمين حسن عمر يوميا للصحف ... أو لو انتقصتها واكلتها وهضمتها ( إن شاء الله ما بتنفعها ) كما قال الفكي أبكر سابقا .. !!
    ** مبدأ الرفض القاطع للقوات الدولية اختفى تماما من القاموس الحكومي وحلت محله شروط القبول والاستقبال .. ونعتذر للقراء على استخدامنا مفردة ( شروط ) ..لان وضعها - حالا ومآلا - يجب الا يأتي بها بين الحكومة والقوات الدولية .. والشروط التى تطرحها الحكومة - لتبييض وجهها الرافض سابقا - ليست موضوعية ... بل كوميدية تصلح عرضها على مسارح الآخرين ... !!
    ** من شروط الحكومة أن تحدد الأمم المتحدة - اسم الدلع لأمريكا - صلاحيات قواتها الدولية .. هل هي لحفظ الأمن ام لفرض الأمن ... والفرق بين الحفظ والفرض - عند الغافلين - كالفرق بين النعيم والجحيم ... ولكن الذين تصطلي سيادتهم الوطنية بنار القوات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية لا يفرقون بين هذا وذاك .. فكلاهما جحيم ... ووصايا أجنبية واسألوا اليابان وألمانيا وانغولا وتيمور الشرقية .. إن كنتم لا تعلمون .. !!
    ** ومن الشروط الحكومية الا تفرض القوات الدولية السلام على دارفور بقوة السلاح اجتياحا واعتقالا .. الحكومة بهذا الشرط تبدو في نظر العالمين كالذي يقبل بثعلب لحراسة دواجنه من اللصوص .. فالقوات الدولية إذا تمكنت في البلد - كتمكين حكومتنا سابقا - لن تنتظر إذن تحرك حكومي لتتحرك .. ولا تعليمات قيادتنا العامة لتقتل .. ولا أمر قبض من وزارة داخليتنا لتعتقل ... فالقوات الدولية بسيدها ... يا سيدتنا الحكومة ... !!
    ** ومن الشروط المضحكة والمحزنة معا .. تحديد الفترة الزمنية لبقاء القوات الدولية ثم الخروج فورا عقب انتهاء الفترة .. و لو حدقت الحكومة في خارطة الدول التى دخلتها القوات الدولية منذ نصف قرن لن تجد دولة واحدة دخلتها القوات الأممية و خرجت منها ... والي وزارة خارجيتنا إن كانت لا تعلم - نقدم نماذج من تلك الدول وتاريخ دخول القوات فيها ، وعدم خروجها منها إلى يومنا هذا ... اليابان 1945 ... ألمانيا 1945 ...سيناء المصرية 1967 ... كوريا الشمالية 1950 .. ..إقليم كوسوفو 1991... .الصحراء الغربية 1982 . ... ودولتنا ليست بدعة لتخرج منها ... ولكن حكومتنا هي البدعة التي تجبرنا نحن وأبناءنا وأحفاد أبنائنا على انتظار - يا مات الحمار .. أو صاحبه ... أو الشيخ فرح - خروج القوات الدولية ... !!
    ** وهكذا نكتشف أن الشروط الحكومية وتصريحاتها ليست ذات قيمة عند الأمم المتحدة، وسيان الأمر عند أمريكا إذا وافقت الأمم المتحدة على الشروط أو رفضتها .. لأنها ليست شروطا ، ونحن اعتذرنا عن استخدام هذه المفردة - .. فقط هي أدوات تجميل صنعتها حكومتنا لمسحها على وجهها عند استقبال القوات الدولية في مطارات الفاشر و نيالا والجنينة ..!!
    ** فامسحوا وجوهكم واستقبلوها .... أما الشعب فقد يمم وجهه شطر البيت الحرام داعيا ربه .. ( فليحفظ الله الوطن المنكوب ) .... !!
    عن الصحافة 21/5/2006
                  

05-21-2006, 04:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر (Re: الكيك)

    بالمنطق
    قبل أن تُنكس راية استقلالنا !!

    صلاح عووضه




    إشفاقاً على الوطن - أو كما يقولون - تحرك أهل الإنقاذ لاستلام السلطة قبل (17) عاماً .. وإشفاقاً على الوطن - الآن - لا ندري متى يتحرك أهل الإنقاذ بعيداً عن السلطة .. فباسم الـ(إنقاذ) يمكن التربع على كراسي الحكم .. وباسم الـ(إنقاذ) أيضاً يمكن الترجل عن كراسي الحكم .. أنت استلمت السلطة لكي (تنقذ) البلاد .. الآن إذا أدركت أن البلاد تحتاج إلى إنقاذ فلتكن لديك الشجاعة نفسها لتعلن ذلك عبر بيان يذاع أو ينشر في أجهزة الإعلام .. هل ضعفت لديك حاسة الـ(تقويم) والـ(تقدير) إزاء ما يضر البلاد أو ينفعها ؟! .. هل اختلط عليك الأمر بسبب تباعد شقة الـ(زمان) والـ(حال !!) ما بين الأمس واليوم ؟! .. ما بين أن تكون مصوباً نحو السلطة آنذاك وأنت معارض وبين أن تكون مصوباً نحو المعارضة الآن وأنت في مقام السلطة ؟! .. ما بين أن تكون (لا شيء) وتصير (كل شيء) ؟!.. فليتخيل أهل الإنقاذ أنفسهم معارضين اليوم وغيرهم حاكمين .. ترى هل كانوا سيرددون عباراتهم نفسها التي يطلقونها الآن دفاعاً عن الوضع القائم .. هل كانوا سيدافعون عن الحاكمين ويقولون أنه ليس في الإمكان أحسن مما كان ؟! .. هل كانوا سيقولون أن البلاد لم تنتهك من تلقاء الأجنبي ؟! . ولم تنتقص من أطرافها ؟! .. ولم يتم التفريط في سيادتها ؟! .. هل كانوا سيدافعون عما آل إليه حال حلايب ؟!.. طبعاً نكون أغبياء إن ظننا أن أهل الإنقاذ سيفعلون أياً من ذلك .. لا هم سيتخيلون .. ولا هم سيراجعون .. ولا هم سيقتنعون أصلاً أن البلاد في حاجة إلى (إنقاذ) جديد .. ولا هم يمكن أن يفكروا - مجرد تفكير - في ترك السلطة ولو انكمش السودان ليصير هو مقار الوزارات ، ومراكز صنع القرار ، والقصر الجمهوري ... هذه مصيبة والله .. فالبلاد لن تكون عما قليل في حاجة إلى إنقاذ فحسب وإنما في حاجة إلى استقلال جديد .. الاستقلال هذا الذي قال أهل الإنقاذ من قبل أنهم هم الذين أكسبوه معانيه الحقيقية .. إنها مصيبة لا يدري أهل السودان كيف يتعاملون إزاءها .. هل يلجأون إلى الخيار الذي نادى به الترابي قبل أيام ؟! .. خيار الثورة الشعبية للإطاحة بالوضع القائم .. أو بالأحرى (إنقاذ) ما يمكن (إنقاذه) مما تسببت فيه (الإنقاذ) ؟!.. هل يرضخون للأمر الواقع حتى ولو صار السودان كله تحت الوصاية الأجنبية لثقتهم في تبرئة التاريخ لهم والأجيال القادمة - من هذه الجناية الوطنية ؟! .. هل يتطلعون إلى السماء لتمطر عليهم (إنقاذا) و(حلولاً) ؟!.. لا أدري ما يضمره العقل الجمعي للشعب السوداني ولكنا من جانبنا - وكحاملين لأمانة القلم - لا بد أن نقول كلمتنا هذه إبراءً للذمة .. وإراحة للضمير .. وأداءً للأمانة ... ومن منطلق الصدق مع النفس هذا نقول إن الإنقاذ نجحت في امتحان النفط .. ونجحت في امتحان التصنيع .. ونجحت في امتحان الطرق والجسور العاصمية .. نجحت في ذلك كله الإنقاذ وما هو أكثر ولكنها في المقابل فشلت في امتحانات أكثر خطراً .. وأشد أثراً .. وأجل عِبراً ... فهي - وكما أمن على ذلك رمز إنقاذي سابق - سقطت في امتحان الدين الذي رفعت راياته .. وسقطت في امتحان الأمانة والنزاهة والاستقامة .. وسقطت في امتحان مغالبة شهوات السلطة ونزواتها وبهارجها .. وسقطت في امتحان الانحياز إلى جانب الغلابة من أبناء الشعب .. وسقطت في امتحان عدم التحيز لأهل الولاء على حساب أهل الكفاءة .. وسقطت في امتحان صون كرامة الإنسان واحترام حقوقه .. وسقطت في امتحان الديموقراطية والاحتكام الـ(نزيه!!) للشعب ... سقطت في كل ذلك الإنقاذ .. ولكن السقوط الأكبر - والذي ليس بعده سقوط - هو ما نعايشه هذه الأيام من عودة سريعة بالبلاد .. والعباد .. ِإلى مرحلة ما قبل الاستقلال .. مرحلة تهون معها تلك التي رأى أهل الإنقاذ أن (ينقذونا) منها قبل (17) عاماً . أو يفترض أن يكون هكذا الأمر وفقاً لمقاييسهم الـ(إنقاذية !!!)

    عن السودانى 21/5/2006شش
                  

05-21-2006, 05:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: امال عباس ...مستقبل السودان على كف عفريت وقصة فكى ابكر (Re: الكيك)

    الاحـد 23 ربيـع الثانـى 1427 هـ 21 مايو 2006 العدد 10036
    الشرق الاوسط

    سلام دارفور ومصير الوطن

    الصادق المهدي



    اتبع انقلاب يونيو 89 سياسات إسلاموية أحادية، إقصائية استقطبت ضده القوى السياسية والمدنية والنقابية في البلاد. وعمقت الحرب الأهلية بأبعاد مارشالية جهادوية. وألبت ضده دول الجوار، ولوبيات خارجية دينية، وإنسانية ودبلوماسية، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
    فرارا من هذا التطويق، تراجع النظام من «مشروعه» الحضاري عبر خطوات: أولها إبرام اتفاقيات السلام من الداخل مع الفصائل المنشقة من الحركة الشعبية، وثانيها: إبرام نداء الوطن مع حزب الأمة القومي. وفي 1997 وقع النظام وثيقة إعلان المبادئ التي اقترحها وسطاء دول الايقاد فانتظمت المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية بوساطة كينية تحت مظلة الايقاد. ولكنها راوحت مكانها إلى أن خصبها شركاء الايقاد بالنصح والتمويل، ثم فعّلها الرافع الأمريكي بعد عام 2000 بالوعد والوعيد والتحكيم فأثمر ذلك كله اتفاقية نيفاشا في يناير 2005.
    اعتبر النظام المطوق أنه بهذه الاتفاقية قد حقق لنفسه قبولا داخليا وخارجيا واشترى عمرا جديدا. بهجة النظام لم تتم للآتي:
    أولا: بنيت اتفاقية نيفاشا على فكرة إنهاء الحرب بين طرفي الاقتتال وعلى أساس أن المشكلة بين الشمال والجنوب وأن الطرفين يمثلانهما.
    وبعد ضغط وتحكيم وإملاء، وقع الطرفان اتفاقا ثنائيا غيب الآخرين ووضعهم حتما في خانة التحفظ المضاد.
    ثانيا: سياسات النظام في دارفور أدت لبروز أربعة عوامل جديدة فيه هي: الإثنية المسيسة، والمقاومة المسلحة، والمأساة الإنسانية، والتدويل.
    انفجار أزمة دارفور في عام 2002 بفعل تلك المستجدات، خطف الأضواء السياسية داخل السودان وخارجه. وعندما بدأ التفاوض لإيجاد حل سياسي للأزمة اتضح أن السقوف التي وضعتها نيفاشا لا تسمح بأية تسوية حقيقية مع أي طرف آخر!
    بارونات الحرب لا يتصورون وجودا لشرعية خارج فوهة البندقية ويتصورون أن اتفاقاتهم الصالحة لوقف الحرب هي وحدها كذلك صالحة لبناء سلامهم الذي يؤسسونه على مساومات وترضيات ومقايضات في اقتسام السلطة والثروة. والحقيقة أن بناء السلام يوجب مشاركة كافة القوى السياسية والمدنية ويوجب نقل مفهوم المشاركة في السلطة إلى الشرعية، وفي الثروة من المحاصصة الجهوية إلى الاحتياجات التنموية. ولكن الذي حدث هو استبدال هذه المقاييس الموضوعية بالمساومات والترضيات والمحاصصات الثنائية.
    كان يمكن للرافع الخارجي، لاسيما الأمريكي الأكثر وعيا وحداثة ألا يحصر جهده في الحث على توقيع اتفاقيات وقف الاقتتال، والمحاصصة في ظل السلام بل يهتم بجدوى الاتفاقيات لا لمجرد وقف الحرب ولكنه أيضا لبناء السلام. العيب المشترك للمداخلات الأمريكية في قضايا المنطقة: فلسطين، والعراق، وافغانستان، وإيران.. إلخ يدل على أنهم يركزون على القوة الخشنة ويهمشون تماما دور القوة الناعمة أي الفكرية، والثقافية، والمدنية! المفاوضان والرافع فاتهما قول أبي الطيب:
    الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المكان الثاني
    ومن دون دراسة حقيقية لعثرات نيفاشا انخرط الفرقاء في نيفاشا الصغرى أي اتفاقية أبوجا.
    وقع المؤتمر الوطني على أبوجا لوقف العمل المسلح، ولإرضاء الأسرة الدولية، وللمحافظة على مكانته الحزبية المسنودة باتفاقية نيفاشا.
    الأسرة الدولية لم تشغل نفسها بجدوى الاتفاقية الجديدة ولكنها حرصت عليها للآتي: أولا: الوضع الأمني والإنساني في دارفور يوجب اعتماد ولاية دولية والتوقيع على اتفاق يزيل تحفظات الدول التي تراعي خاطر الحكومة السودانية في مجلس الأمن.
    ثانيا: وقف الاقتتال وحماية الأمم المتحدة تحولان دون ما صرح به وزير الدفاع السوداني ورددته قيادة القاعدة من ضم مسرح دارفور لعملياتها.
    ثالثا: احتواء تداعيات أزمة دارفور في غرب ووسط أفريقيا.
    رابعا: لكيلا تشكل أزمة دارفور عقبة في سبيل اتفاقية نيفاشا.
    ولكن هاهو النظام السوداني بعد التوقيع على نيفاشا بعام وتعديل بعض قسماته، والتوقيع على أبوجا يقف على حافة الهاوية لأنه يواجه:
    > تحديات مسلحة جنوبا، وغربا، وشرقا، وفي العاصمة ومناطق أخرى.
    > جبهة سياسية عريضة قوامها كل القوى التي صنعت انتفاضة أكتوبر 1964 ورجب أبريل 1985 وزيادة.
    > قرارات دولية تحت الفصل السابع آخرها القرار رقم 1679
    > ملاحقات دولية جنائية بموجب القرارات 1591 ـ 1593.
    > صنف النظام بموجب تقرير هيئة الشفافية العالمية لعام 2005 على أنه الأكثر فسادا في العالم العربي.
    > مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية ومؤسسة الأبحاث في شؤون الأمن أصدرتا المؤشر السنوي الثاني للدول العاجزة لعام 2005 وانطلاقا من مؤشرات مثل: الصراعات الداخلية، وانتشار الجرائم، والفساد، والهجرة، وشرعية الحكومة، صنف السودان بأنه الأكثر عجزا مقابل الدول الأقل عجزا في العالم وهي النرويج، والسويد وفنلندا.
    في وجه هذا الاحتضار، فإن ذخيرة المؤتمر الوطني والحكومة التي يسيطر عليها تستشفى بالأسبرين:
    > تنظيم ملتقى ثنائي مع الحركة الشعبية لبحث عثرات اتفاقية نيفاشا. إن بين الطرفين بعد المشرقين وحتى إذا اتفقا الاتفاقيات التي تقوم كالعادة على التسكين فإن مشاكل اتفاقية السلام أكبر منهما ولا تحل إلا في إطار قومي.
    > حث الاتحاد الأفريقي أن يضغط على الإخوة عبد الواحد، وخليل، ليوقعا على الاتفاقية بالوعد والوعيد.
    > كيل الاتهامات لقوى سياسية غيبوها وأسقطوها من حسابهم وظاهروا على إسقاطها بأنها تعرقل اتفاقية السلام.
    من ميزات النهج السياسي الغربي أن القرار السياسي يثري نفسه بدراسات ورؤى فكرية مستمدة من الفلك الثاني ((Second Track
    عدد من المنابر الغربية بدأت تدرك عيوب الاتفاقيات المبرمة وتدعو القوى السياسية والمدنية السودانية لبحث المسألة السودانية قوميا، مثلا، الحوار الاستشاري بشأن المسألة السودانية في كندا (6 ـ 7 مارس 2006)، ومؤتمر المائدة المستديرة حول المرحلة الانتقالية في تنزانيا (29 مارس 2006)، ومؤتمر السودان بألمانيا (12 ـ 14 مايو 2006م). توصيات هذه المؤتمرات تقول بضرورة المشاركة الواسعة في حل مشكلات السودان على أساس قومي. المؤتمر الوطني مخندق في عنبره يعالج الاحتضار بالاسبرين، ويقدم للأنام مشهدا مأساويا كوميديا يبكي أهل السودان ويضحكهم!
    هذا المشهد يزيد من أسباب التشظي التي تزيد من أسباب التدويل إلى أن يفلت الأمر من أهل السودان.
    ويبقى أمام أهل السودان الذين أدركوا الهاوية التي يسوقهم إليها نظام أسكره الجاه والمال، الضغط بكل الوسائل المدنية الممكنة وهذا يشمل كل الوسائل ما عدا العنف لتحقيق إحدى الحسنيين: أن يدرك النظام في الساعة الحادية عشرة خطورة الموقف، ويضع الأمر في أيدي أهل السودان عبر ملتقى جامع ويقبل قرارات ذلك المؤتمر على حساب مصالحه الحزبية الضيقة التي حشرتنا في هذا الجحر المظلم.
    أو أن يدرك بعض عقلاء النظام خطورة الموقف فينفضون أيديهم عن سدنة الكوارث وينحازون لتطلعات الشعب المشروعة.




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de