|
انتخابات جامعة الخرطوم بين التصعيد المحموم والكسب المشروع
|
الرأى العام 20\05\2006
انتخابات جامعة الخرطوم بين التصعيد المحموم والكسب المشروع
تقرير: خالد البلولة - عبير عبد الله
وسط أجواء ملبدة بالتوتر والتشاحن خيم على الساحة الطلابية بجامعة الخرطوم، ووسط إجراءات أمنية مكثفة ضربت من قبل قوات الشرطة التي تمركزت حول الجامعة، خوفاً من وقوع صدامات بين التيارات السياسية المتنافسة، فقد عقدت اللجنة العليا لانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، اجتماعها الأول منتصف الاسبوع الماضي، لوضع الترتيبات للعملية الانتخابية بالجامعة بعد انتهاء دورة الاتحاد بانعقاد الجمعية العمومية وإجازة خطابي الدورة والميزانية للاتحاد المنقضية دورته، لتتحول اللجنة التنفيذية للاتحاد تلقائياً وحسب نص قانون الاتحاد الى لجنة عليا للانتخابات.
ووضعت اللجنة في اجتماعها الأول هيكلة لجنة الانتخابات، ودعت من خلال بيانها الصادر عقب الاجتماع، الطلاب الى ضرورة الالتزام بلوائح اللجنة ومتابعة إجراءات الانتخابات في كل مراحلها.
وكانت الجمعية العمومية للاتحاد قد تأجلت مرتين لعدم اكتمال النصاب القانوني المحدد بـ (50%) من مجموع الأعضاء، الأمر الذي عده الطلاب الإسلاميون (المؤتمر الوطني) بأنه سيناريو لتأخير زمن إجراء الانتخابات لتتزامن مع امتحانات الطلاب بالجامعة الأمر الذي يؤدي لعزوف الطلاب عن ممارسة حقهم الانتخابي.
وبإلقاء نظرة لواقع الاتحاد المنقضية دورته، فإن طلاب التحالف الذين سيطروا على الاتحاد لثلاث دورات متتالية، يفتخرون بأن أعظم إنجازات الدورات الثلاث تمثلت في إعلاء المنبر النقابي، وتكوين النقابات الطلابية، إضافة الى المشاريع الخدمية والدعم الاجتماعي، وتحقيق مجانية العلاج واستقرار الأنشطة الثقافية التي فاقت (450) منشطاً، بالإضافة الى تكوين الاتحاد العام الشرعي للطلاب السودانيين الذي يضم أكثر من (9) اتحادات طلابية معارضة.
ويضيف أعضاء الاتحاد بأن أكبر معركة خاضها الاتحاد، معركة الرسوم الدراسية، والتنظيمات السياسية بالجامعة تقلل من قيمة تلك الإنجازات وتراها إنجازات فقاعية، وتحشد قواها لخوض غمار معركة انتخابية جديدة خلال الأسبوعين القادمين، وبقراءة سريعة لخارطة التحالفات السياسية بالجامعة، فهناك ثلاث قوائم رئيسية تتنافس على الظفر بالدورة الجديدة للاتحاد القادم، حيث لم تطرأ أي تحالفات جديدة على الساحة السياسية بالجامعة، سوى بعض التحركات القليلة، التي حسب المراقبين للوضع بالجامعة لا تشكل أي وزن يؤثر على معيار التحالفات القائمة.
بالنسبة للقوائم الرئيسية المتنافسة نجد القائمة الأولى التي تضم، تحالف القوى الوطنية الذي فاز بالدورات الثلاث السابقة للاتحاد بالجامعة ويضم (الحزب الاتحاد الديمقراطي -«الهيئة العامة، المرجعيات»، وحزب الأمة القومي، ومؤتمر الطلاب المستقلين، والحزب الناصري، وحزب البعث العربي الإشتراكي، والجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية المتحدة، وحركة القوى الحديثة ''حق''). وفي الانتخابات الماضية حازت هذه القائمة على أعلى نسبة أصوات بلغت حوالي (5200) صوت.
أما القائمة الثانية، التي حازت في الانتخابات الماضية على المركز الثاني بجملة أصوات بلغت (2500) صوت، فهي قائمة الإصلاح التي حافظت على ذات التحالف الماضي حيث تضم (أنصار السنة جناح أبوزيد، وطلاب الاعتصام جماعة سليمان أبونار، وبعض الطلاب المستقلين). أما القائمة الثالثة فهي قائمة التيار الإسلامي وقد حازت في الانتخابات الماضية على حوالي ألفي صوت وتضم (حركة الطلاب الإسلاميين الوطنيين ''المؤتمر الوطني''، وتجمع الأخوان المسلمين بجناحيهم ''شيخ صادق، والإصلاح''، واتحاد قوى المسلمين ''أقم''، وجماعة محمد عبد الكريم وعبد الحي يوسف، وأنصار السنة جناح الهدية).
وفي دوائر التنظيمات الأخرى، فما زال الغموض يكتنف مصيرة مشارك الحركات الطالبية الإسلامية (المؤتمر الشعبي) بعد أن رفضت فصائل في التحالف انضمامهم لقائمة التحالف الوطني بسبب جريرتهم التي ارتكبوها في عهد الإنقاذ الأول.
وفي الوقت الذي تشهد فيه الجامعة حركة استقطاب واسعة وسط القواعد من قبل التنظيمات السياسية المختلفة، فقد اختار حزب التحرير الذي يشكل حضوراً مستمراً في ساحة النشاط الطلابي، رفض ممارسة العملية الانتخابية معزياً ذلك الى أنها لاتحقق أهدافها المتمثلة في رعاية مصالح الطلاب، ويدعو أعضاء الحزب الطلاب لمقاطعة العملية الانتخابية، بحجة أن هناك فساداً في الممارسة السياسية والفكرية يتمثل في السب والشتم والضرب الذي يصاحب انتخابات الاتحادات الجامعية.
وبقراءة لتكهنات القوى السياسية للفوز بالانتخابات القادمة حسب معطيات الواقع، فإن إحساساً يسيطر على طلاب التحالف الوطني بثقة كبيرة في الفوز بالانتخابات للدورة الرابعة، وأكد عدد من قيادات التحالف الذين التقيناهم ثقتهم في الفوز بالانتخابات دون أدنى شك، وبالمقابل نجد أن التيار الإسلامي بقيادة طلاب المؤتمر الوطني يقود تصعيداً في الجامعة من خلال أركان النقاش والصحف الحائطية مشككاً في حيادية لجنة الانتخابات ونزاهتها، وفي الإطار ذاته أكد لـ «الرأي العام» عدد من قيادات التحالف الوطني أن التصعيد الذي يقوده طلاب المؤتمر الوطني يهدف لعرقلة سير العملية الانتخابية، وتجميد الاتحاد لإنفاذ أجندتهم عبر إدارة الجامعة.
وما بين التفاؤل والثقة التي تسود طلاب التحالف، والتصعيد وحملات التشكيك التي يقودها طلاب المؤتمر الوطني، تعمل القائمة الثانية التي يقودها أنصار السنة جناح أبوزيد الى كسب قواعد جديدة من خلال طرحها الملتزم بالخطاب الإسلامي وسط الطلاب.
ولحين فتح أبواب الترشيح للانتخابات ونشر الكشوفات، تظل الاحتمالات مفتوحة أمام حركة التحالفات بين القوى وإن كانت غير واردة في ظل التحالفات القائمة، ولكن من سيفوز بالاتحاد القادم فتلك إذاً مهمة هذه التحالفات التي ستفصح عنها صناديق الإقتراع. http://www.rayaam.net/news/tag2.htm[/B]
|
|
|
|
|
|