الإنقاذ والعلاقة مع الآخر/ الغرب -د. حيدر إبراهيم علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2006, 06:42 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنقاذ والعلاقة مع الآخر/ الغرب -د. حيدر إبراهيم علي

    Sudanile
    * تتعدد أشكال فشل الإسلامويين السودانيين في تقديم نموذج لدولة إسلامية في نهاية القرن الحادي والعشرين، شرط أن تكون دولة عصرية وحديثة. فقد تعرَّضت لاختبارات وفق معايير خاصة مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية، ووضعية المرأة وغير المسلمين داخل هذه الدولة. وكان الاختبار الصعب هو كيفية إقامة علاقة مع الآخر- المختلف، وهو هنا الغرب بمفهومه الواسع الذي يشمل غرب أوربا والولايات المتحدة الاميركية.

    تمثل العلاقة مع الآخر/ الغرب معضلة للحركات الإسلامية عموماً. فهناك العناصر المتطرفة التي لم تتعب نفسها كثيراً واكتفت بتقسيم العالم الى فسطاطين دار الاسلام ودار الكفر والجاهلية. وهؤلاء هم - بالمناسبة- أصحاب نظرية صراع الحضارات الحقيقيين، وهم المتأثرون بمقولة الشاعر كبلخ: الشرق شرق والغرب غرب ولا يتلقيان. وفي جانب دعاة الحوار وإن كانت أكثريتهم تنتمي للمؤسسات الدينية الرسمية. ويواجه الحوار في كثير من الأحيان مشكلة أساسية وهى طريقة فهم المسلمين للحوار. إذ تعتبر لقاءات الحوار فرصة لإثبات تفوق أو اسبقية المسلمين والاسلام في القضايا موضع الحوار، بمعنى انه لو كان الموضوع حقوق الانسان مثلاً يحاول المحاورون المسلمون إثبات أن الاسلام سابق للغرب في الدعوة لاحترام حقوق الانسان. ونفس الشئ بالنسبة للفلسفة أو العلوم. وبهذه الطريقة يصبح الحوار مواجهة أو مفاخرة، بينما يفترض في الحوار البحث عن التقاربات والتشابهات بقصد التفاهم والفهم المتبادل. وأهم ما في هذه العلاقة قبول الاختلاف واحترامه. ولكن نلاحظ أن المسلمين بسبب قوة الجانب الديني في حضارتهم يصعب عليهم التعامل بندية مع الحضارات والثقافات الأخرى. لذلك، يدخلون في أي حوار بعقلية التبشير أو هداية الآخرين. فهناك قطاع كبير من المسلمين ينطلق من فكرة خير أمة اُخرجت للناس أو الرسالة الخاتمة التي يجب أن يصطف حولها كل الناس -والمؤمنون- بالذات.

    جاءت سلطة الإنقاذ بمشروعها الحضاري في فترة توتر ومشكلات متزايدة بين المسلمين والغرب. ففي 14 فبراير 1989 أصدر آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية فتوى بإهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي بسبب صدور روايته (الآيات الشيطانية)، باعتبارها تسئ للاسلام وللرسول (صلى الله عليه وسلم). وتوالت القضايا الخاصة بحرية التعبير وهى قيمة غربية عالية، ولكنها في بعض الأحيان قد تجرح مشاعر المسلمين. ورغم أن ليس هذا هو القصد من التعبير، ولكنه يصطدم بقيم أخرى في الحضارة الاسلامية، والأمثلة كثيرة كان آخرها الرسوم الدنماركية مروراً بمقتل المخرج الهولندي ثيو فان جوخ في الثاني من نوفمبر 2004 بسبب فيلم أُعتبر مستفزاً للمسلمين، وهكذا تحوَّل مجال حرية التعبير ميداناً لصراع بين المسلمين والغرب الذين يتهمون بتعمد الإساءة للمسلمين. وضمن هذه الاجواء المتوترة، كان الاسلامويون السودانيون على المستوى الرسمي أو الشعبي ممثلاً في هيئات دينية أصولية، على إستعداد لتسيير المواكب والإحتجاج. وكانت نتيجة هذه التعبئة الجماهيرية التي تتكرر باستمرار، أثرها في توليد اتجاهات قوية مضادة للغرب.

    تتسم علاقات الاسلامويين السودانيين والمسلمين عامة، بطابع الحب والكراهية الفرويدي، لأن كراهية الغرب لم تمنع المسلمين من الانبهار بالمخترعات والتطورات العلمية التي ينجزها، ويكاد يكون المسلمون من أهم المستفيدين والمستهلكين لمنتجات ذلك الغرب المنحل والشيطاني. ويحاول البعض الفصل بين المنتوجات المادية والعناصر الثقافية في الحضارة الغربية، وهذه مهمة صعبة للغاية. ولكن في نفس الوقت، ومن جانب خفي تُفضِّل الفئات الإجتماعية العليا من الاسلامويين التعليم، والثقافة الغربيين لأبنائهم باعتبارهما يمثلان المستقبل. ومن المفارقات وجدت في أوراق ندوة عن التعليم بحثاً عن مميزات الخلاوى. ولكن كاتب البحث يرسل أبناءه للمدارس الاجنبية وللتعليم العالي في الخارج.

    نلاحظ التباس العلاقة مع الغرب على مستويات دبلوماسية وسياسية واقتصادية. فنظام الإنقاذ زاد تبعيته للغرب رغم الشعارات والأصوات العالية. فقد قبل الدور الغربي في كل شؤون السلام والحرب، ولكن يعلن النظام رفضه للتدخل الاجنبي ممثلاً في القوات الدولية، وهنا يخلط متعمداً بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية، وهو يدري كم أنقذته روسيا والصين والممثلون العرب أو الافارقة في مجلس الأمن، من الإدانة والعقوبات. وفي نفس الوقت، يبلغ التعاون بين الاجهزة الامنية في السودان واميركا حداً، ويصل درجة التوأمة بين جهاز الأمن السوداني وFBI و CIA في موضوع الجماعات الارهابية.

    ألا يحتاج السودان الى علاقة أفضل مع الغرب تقوم على الندية والاستفادة من التقدم المادي والتكنولوجي في الغرب؟ فالسودانيون يفاخرون بجامعة كفؤة وخدمة مدنية متقدمة وخدمات صحية راقية وحديثة، ولكن هذه المنجزات هى نتاج الفترة الاستعمارية. لذلك حارب الاسلامويون السودانيون كل هذه المؤسسات بدعوى الإستقلال الحضاري ورفض العلمانية. وكانت النتيجة تدهور التعليم الجامعي وفوق الجامعي. وقد كانت البعثات الى الخارج فرصة للإحتكاك بثقافات حديثة واكتساب لغات أجنبية. وكان الاكاديمي السوداني يمتاز بتفوقه العلمي وانفتاحه. أما الآن فقد صار الاكاديمي السوداني محلياً ومنغلقاً ومنعزلاً عن مصادر الحداثة والتحديث. وهذا شكل -ما يسميه الأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي- التراجع التحديثي. فقد زاد عدد الاكاديميين كمياً مع غياب أي إضافة نوعية، ولا يوجد تأثير يذكر في عملية التحديث.

    وأعتقد أن على السودانيين تحويل هذا الإهتمام الغربي إلى وجهة إيجابية، أي عدم التركيز على حل النزاعات فقط، ولكن البحث عن وسائل للتعاون الفني والاقتصادي والعلمي. فنحن لا نحتاج لقوات حفظ النظام والأمن، ولكن في أشد الحاجة لمساعدتنا في التنمية، وهي الضمانة الوحيدة لوقف النزاعات والتوترات الداخلية. هل يمكن أن نشرط أو نصحب التدخل العسكري بتدخل تنموي؟ والغريب هو أن السودان يسب المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت يلومه على بطء ونقص المساعدات الانسانية. وهنا نتمنى ألا تكون هذه المساعدات دائمة بل أن تكون مجرَّد فترة إسعافية وطارئة.

    أما الجانب المقابل للقضية فهو: ما هو موقف الآخر/ الغرب من السودانيين؟ لقد خسر السودانيون كثيراً من قيمتهم، فقد أصبح السودانيون في نظرهم: قتلة وارهابيين ومتسولين وإتكاليين. وهنا يسهم الغرب في النظرة العدائية بعد توقيع اتفاق السلام، ولكن تستفزني في كثير من الأحيان لغة إيان برونك الآمرة والمتعالية. وألاحظ نفس هذا الإتجاه- ضمن عمل منظمات المجتمع المدني. إذ يتعامل المانحون كأصحاب اليد العليا وليس كشركاء مع هذه المنظمات، يلتقون حول أهداف مشتركة، تمثل مصالح الطرفين. فقد أصبح السوداني، بغض النظر عن موقعه الحكومي أو الاهلي أو العادي قليل القيمة في نظر جزء مهم من الغرب، بالذات ذلك الذي يتعامل مباشرة مع السودان. وهذا يتطلب جهداً مشتركاً لتغيير صورة الآخر لدى كل طرف. وهنا قد يتساءل البعض هل يعني ذلك أن نقلِّد الغرب كي نكسب رضاءه؟ لا، المطلوب أن نكون عصريين أي نعيش هذا العصر: الإلتزام بقيمه وعلى رأسها الديمقراطية وحقوق الانسان والعقلانية والعلم، مع الإحتفاظ بخصوصيتنا التي يجب ألا تكون حيلة لرفض هذه القيم.

    أدخل الإهتمام الغربي بالسودان- رغم دوافع هذا الاهتمام- ادخل السودان في تجربة من التحدي لترسيخ علاقة من نوع جديد، على مستويات حضارية وعلمية وليس دبلوماسية وإغاثية فقط. ولكن الأجواء السائدة تتميز بالتجاذب والصراع مما يعقِّد عملية تغيير الصور المتبادلة.

    ولا بد من جهد جاد للخروج من الأزمات الحالية التي جذبت الغرب بنتائج إيجابية في العلاقات ونقلها من مستوى الإحسان والإعانات والمساعدات الى مستوى الشراكة والتطلع للإندماج في العالم بلا تبعية أو قبول أي هيمنة.

    (عدل بواسطة Adil Isaac on 05-17-2006, 06:43 AM)

                  

06-18-2006, 03:38 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإنقاذ والعلاقة مع الآخر/ الغرب -د. حيدر إبراهيم علي (Re: Adil Isaac)

    شكرد عادل اسحق وحيدر ابراهيم يعلم مكامن الوجع وكتب ولا زال


    عن المشاكل وايجاد الحلول وورطة الدولة الدينية 83 خازوق لابد من


    اخراجه او كسره ونتمني عدم معاودة المرض الاخوة في الاوطان اكبر

    من اخوة الدين شكرا تاني
                  

06-19-2006, 12:31 PM

Samau'al Abusin
<aSamau'al Abusin
تاريخ التسجيل: 04-08-2003
مجموع المشاركات: 527

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإنقاذ والعلاقة مع الآخر/ الغرب -د. حيدر إبراهيم علي (Re: Adil Isaac)

    شكرا حيدر إبراهيم، عادل إسحاق، و صبري الشريف..

    نحن بحاجه لإثارة المزيد من الأسئلة حول المأزق و إعادة إنتاجه
    من قبل إسلاميينا و قوميينا كذلك، و إضطرابهم في النظر إلي و
    التعامل مع الغرب، علي ضوء مقال الدكتور حيدر إبراهيم..

    يا صبري الشريف ، إنت مش واعدني بي تواصل ياخي؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de