التطهير العرقى فى " الكلكا" الديار التى احببتها واحببت اهلها ، لكن ...؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2006, 05:11 AM

شدو

تاريخ التسجيل: 01-08-2003
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التطهير العرقى فى " الكلكا" الديار التى احببتها واحببت اهلها ، لكن ...؟

    التطهير العرقي في " الكلكا" ، الديار التي أحببتها وأحببت أهلها ، ولكن ..... ؟!


    "الكلكا" لمن لا يعرف هو اسم لديار قبيلة الهبانية العربية في جنوب دار فور و تحدها من الشرق دار الرزيقات وتمتد إلى مناطق الردوم وحتى حفرة النحاس في المنطقة الجنوبية عند حدود السودان مع إفريقيا الوسطى وتحدها من الشمال منطقة قريضة والتي تقطنها قبيلة المساليت التي نزحت إلى هذه المنطقة منذ أمد بعيد كما تحدها من الغرب منطقة تلس معقل " الفلاتة " .
    بداية لا بد من التأكيد على أن لفظ " التطهير العرقي" الذي عنونت به هذا المقال هو لفظ كريه غير محبب إلى النفوس رغم ذلك فقد شاع استعماله في دار فور خلال السنوات الثلاث الماضية لوصف حالات إنسانية مؤسفة ارتبطت بتورط المليشيات القبلية المعروفة بالجنجويد و التي جندتها وسلحتها حكومة الإنقاذ لتعينها على محاربة " التمرد" في دار فور ولكنها – اى الحكومة – أطلقت يدها – اى المليشيا – ليس فقط لمحاربة التمرد ولكن لتدمير وتهجير سكان قرى القبائل التي تعتبرها الحكومة قبائل مساندة ومعينة للتمرد في دار فور وهى قبائل الفور والزغاوة والمساليت. إذن لفظ " التطهير العرقي " رغم انه يثير دائما حساسية لدى القبائل التي ينتمي إليها معظم أفراد الجنجويد، إلا انه لا مفر من استعمالها لوصف الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيات بالتضامن مع قوات الحكومة في المواطنين العزل ليس لجرم ارتكبوه ولكن فقط لانتمائهم (العرقي) المحسوب على مجموعات التمرد.
    هنالك ظرف مأساوي يتذكره الجميع هو الذي مهد للمأساة التي نحن بصددها الان ، وهو انه قبل اكثر من سنة وفى إطار التعبئة الحكومية لتجيش القبائل في دار فور لمحاربة التمرد نجحت الحكومة في استدراج زعامات من عائلة على الغالي (ناظر الهبانية) للخروج ضمن متحرك عسكري لتعقب قوات التمرد في جنوبي المنطقة ، و الذين سبق أن احتلوا مدينة برام لفترة يوم واحد حيث صالوا وجالوا فى المدينة برفقة وكيل الناظر (قتل لاحقا ضمن الآخرين الذين خرجوا مع المتحرك) وخرجوا منها دون التعرض إلى المواطنين ، إلا أن الحكومة حشدت قوات نظامية وشعبية بقيادة وكيل نيابة جنوب دار فور (ابن الناظر) ولحقوا بقوات التمرد في الأحراش ودارت معارك هناك راحت ضحيتها ثلاثة من أفراد عائلة " على الغالي" بما فيهم وكيل النيابة وكانت بحق مأساة صاعقة . عندما سمعت بهذا الخبر المؤسف هنا في مدينة الرياض السعودية و علمت ان هنالك عزاء يقيمها أبناء قبيلة الهبانية فى استراحة فى المدينة اتصلت بالشيخ / عبدالحميد بشير مانيس (احد أقطاب حزب الأمة السابقين وعضو المجلس الثورى لحركة تحرير السودان الحالي) و الذى تربطه علائق حزبية سابقة مع بعض ابناء الهبانية واتصلنا على مجموعة اخرى معظمهم من ابناء قبيلة الزغاوة للذهاب معا لتقديم واجب العزاء ، و اثناء الانتظار لوصول بعض الاخوان لاحظ الشيخ / عبدالحميد حزنا وتأثرا على شخصى اكثر من غيرى من الحضور وسألنى مابك ؟ اجبته قائلا : صحيح انى لا اعرف اى من الضحايا على المستوى الشخصى الا ان والدى (رحمة الله عليه) كان من اوائل من نزحوا من شمال دار فور وسكنوا فى " الكلكا" منذ بداية السبعينات من القرن الماضى وما زال اهلى يعيشون هنالك ولا دار لهم غير الكلكا وبالتالي اعتبر نفسي " هبانيا " بالانتساب والعشرة ومثل هذا الحادث المؤسف لا بد ان يهز شخصا مثلى ، وتأثر الشيخ الجليل / عبدالحميد هو الآخر تعاطفا وتأسيا . وعندما اكتمل الجمع (حوالى 15 شخص) وتهيأنا للذهاب إلى العزاء رن هاتف الشيخ / عبدالحميد ورد على الهاتف إلا أن ملامح الرجل قد تغير مما يوحى أن هنالك أمر غير عادى ، واطرق طويلا بعدها ونحن فى حيرة من امرنا وسألنا بصوت واحد ما الأمر يا الشيخ ؟ نظر الينا برهة واطرق مرة أخرى وقال بصوت خافت : آسف يا ابنائى أن أبناء الهبانية في خيمة العزاء أرسلوا رسالة يقولون فيه انهم غير مستعدين لاستقبال اى احد من أبناء الزغاوة في خيمة العزاء !!
    فكانت صدمة للجميع ولكنها كانت صدمتين بالنسبة إلى شخصي، الصدمة الأولى من فقد أخوة الجيرة والدار لأكثر من ثلاثين سنة في حادث مؤسف وصدمة أخرى عندما رفض القائمين على العزاء قبول عزائي ، فهذه كانت المأساة التي مهدت إلى مأساة اليوم ، مأساة التطهير العرقي لاهلى في ديار الهبانية الذين يوجد بينهم من ولد وشب وتزوج وادخل أطفاله المدرسة في "الكلكا" وانشاوا من لا شئ اكبر وأغنى " محلية " من حيث أيراد المحاصيل لخزينة معتمدية برام وهى محلية " جويغين " ، تلك القرية التي نمت من لا شئ ، نمت من قطيتين فقط منذ بداية السبعينات ، واحدة للحاج / بشير مناوى رحمة الله عليه والأخرى للحاج / عبدا لكريم بشر مكي أطال الله في عمره ، وصار سوقه الاسبوعى (يوم الاثنين) ترتاده اكثر من ثلاثين لورى لنقل المحاصيل النقدية والغذائية ولكنها الان للأسف أصبحت خاوية على عروشها لا حياة فيها بفعل تهجير كل سكانها التي تتكون من اكثر من 95% من قبيلتي الزغاوة والمساليت . قرار النزوح القسرى(التطهير العرقي) قد أصدره " معتمد برام " ونفذه بمساعدة مليشيا الجنجويد. معتمد برام هو المدعو/ سليمان احمد عمر (من أبناء منطقة نتيقة) قام بتوجيه "لجنة الأمن" بمعتمدية برام بقفل مصادر المياه (الدوانكى) في المنطقة لأنها حسب رأيه السديد تشكل موردا للمياه للحركات المتمردة!! . ويبدو أن مليشيا الجنجويد التي أتت إلى المنطقة كانت اكثر رأفة من مثيلاتها في المناطق الأخرى حيث اكتفت بنهب منظم لمواشي المواطنين وإطلاق الرصاص بالليل في اتجاه القرى بصورة عشوائية كنوع من الإرهاب للتعجيل بالرحيل، علاوة على نهب اللوارى القادمة والمغادرة من المنطقة حاملة الهاربين من اهالى المنطقة. وحتى كتابة هذا المقال لم يبقى في " محلية " جويغين والقرى التابعة لها غير الذين حزموا ما خف وزنه من الأمتعة انتظارا لوصول آخر اللوارى لترك المنطقة قبل أن يموتوا عطشا أو قبل أن تغيير مليشيا الجنجويد التي تحيط بالمنطقة من أسلوب تعاملها مع من تبقى من المهجرين لا قدر الله . اى جرم هذا ضد الإنسانية اكثر من هذا ، وبل اى جرم للمنطقة بأسرها ولمحافظة برام على وجه التحديد ؟!

    ونواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله

    محمد بشير مناوى
    الرياض – السعودية
    الثلاثاء 9 مايو 2006 م

                  

05-17-2006, 05:14 AM

شدو

تاريخ التسجيل: 01-08-2003
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطهير العرقى فى " الكلكا" الديار التى احببتها واحببت اهلها ، لكن ...؟ (Re: شدو)

    Quote: غياب المسئولية الاجتماعية والأخلاقية .....(2)


    محمد بشير مناوى

    الرياض – السعودية

    ذكرت في الحلقة الأولى من هذا السرد المأساوي لاكبر عملية تهجير قسري يشهدها ولاية جنوب دار فور منذ اندلاع الأحداث فى دار فور ، وهى تهجير قبائل الزغاوة والمساليت والتاما وكل من لا ينتمى الى قبيلة الهبانية فى منطقة الكلكا وتحديدا فى منطقة " قوز دونقو " على طول قرى شريط ودهجام – لقيديبة – جويغين – العمود الخضر – اليبو والقرى المحيطة بهذه المناطق وذكرت انه ربما السبب المباشر لهذه المأساة هو قتل افراد من عائلة الناظر /على الغالى ، ناظر الهبانية من قبل " التمرد" فى معركة مع قوات الحكومة والمليشيات الشعبية منذ اكثر من سنة وتحميل مسئولية ذلك على قبيلة الزغاوة باعتبار ان معظم افراد "التمرد " ينتمون الى هذه القبيلة ، وبالتالى تحميل القبيلة بجريرة ابنائها الذين انضموا للتمرد وهو امر فى غاية الخطورة و خطأ استراتيجى روج لها حكومة الانقاذ لأغراض خبيثة ومعروفة وصدقها السذج من اهل دار فور وقام بالتعبئة ضد العزل من هذه القبائل النفعيين والمرتشين المرتبطين بحزب المؤتمر الوطنى من ابناء دار فور ، حيث قاموا بتجيش بعض افراد قبائلهم لمساعدة الحكومة على محاربة التمرد وكانت الضحايا المواطنين العزل . وقد ربطت الاحداث وفق التحليل اعلاه فى الحلقة الماضية من هذه السلسلة من المقالات وذكرت كيف ان جمعا كبيرا من ابناء الزغاوة فى مدينة الرياض السعودية قد اجتمعت - وعلى رأسها كاتب هذا المقال- وذلك لغرض الذهاب لتقديم العزاء لابناء قبيلة الهبانية ، الا اننا وفى آخر لحظة قبل التحرك ابلغنا بأننا غير " مرغوبين" للظهور فى خيمة العزاء فكانت صدمة للجميع . شخصيا فقد خفت صدمتى بعد ايام من ذلك الحادث ، وذلك عندما علمت أن اهلى فى " قوز دونقو " قد استأجروا اللوارى من قراهم وذهبوا الى برام لتقديم واجب العزاء لاسرة الناظر .

    حسب ما ذكرت انه من الخطأ الاستراتيجى تحميل القبائل بجريرة ابنائها الذين حملوا السلاح ضد الحكومة لان ذلك يوازى تماما تحميل القبائل العربية فى دار فور بجريرة ابنائها من مليشيا الجنجويد باعتبار ان اغلب افراد هذه المليشيا ينتمون للقبائل العربية (مع فارق الوظيفة بالطبع للمنتسبين الى كل فريق ) ، وحتى ابين بصورة واضحة خطأ مثل هذا التصرف يمكن طرح تساؤلين احدهما مبنى على حدث حقيقي والآخر مبنى على حدث افتراضي ليقف الناس على فداحة ما يقوم به الطائشون والرعاع من بعض أبناء دار فور الذين هم دائما الأدوات الهدامة في يد حكومة الإنقاذ العنصرية والذي تعلم وتعي تماما ماذا تعمل وفق منظورها الاستراتيجي للبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة وذلك بأفعال سياسة " فرق تسد " في أبناء المناطق المهمشة . قبل طرح التساؤلين لا بد من إيراد حقيقة مثبتة وهى أن الأغلبية الساحقة من أفراد الحركات المسلحة في دار فور ينتمون عرقيا الى قبيلة الزغاوة ، هذه الحقيقة هامة جدا لانى سوف ابني عليها ما أريد توضيحه في الأسطر التالية :

    1) التساؤل الأول :

    المعلوم ان حركة تحرير السودان عندما دخلت مدينة "برام" قبل اكثر من سنة مكثت فيها لفترة يوم كامل وخرج منها طائعة دون ان تمس اى مواطن (عادى) او ممتلكاته . اول خطوة قام بها قائد المجموعة التى دخلت المدينة هى ان توجه مباشرة الى منزل وكيل الناظر(رحمة الله عليه لانه قتل لاحقا عندما ذهب مع قوات الحكومة لملاحقة التمرد ) وسلم عليه واوضح له انهم دخلوا المدينة مستهدفين الحكومة ولا احد غيرها وانهم خارجون منها فى وقت وجيز ليس خوفا من الحكومة ولكن لعدم اعطاء الحكومة الفرصة للتنكيل بالمواطن العادى وتدمير المدينة باسم محاربة التمرد كما حصل فى مناطق اخرى . ويقال ان الرجل حينها قد تفهم وقدر هذا التصرف من قائد المجموعة وبل يقال انه تجول فى المدينة مصطحبا معه قائد المجموعة بحراسة قوات الحركة ، وبالفعل خرجت المجموعة فى اليوم التالى من المدينة ، ويذكر الكثيرين الحملة التى اعقبت خروج التمرد من برام والتى ادارها بفشل مخزى القيادات العسكرية والامنية بالولاية بالتنسيق مع بعض ابناء المنطقة والتى كانت بحق – اى الحملة - وبالا على المنطقة وعلى اسرة الناظر بالتحديد حيث فقدت ثلاثة من ابنائها كما اسلفنا ، تلك الحملة الغير مسئولة أدت الى توجيه متحرك عسكرى وشعبى لتعقب نفس القوة التى خرجت من مدينة برام مما ادى الى اشتباكهم مع التمرد وتلقى هزيمة موجعة منه وتم مطاردة فلول القوة المهاجمة بواسطة التمرد الى داخل مدينة برام . هذا الحدث معلوم للجميع ، ولكن السؤال الذي أريد طرحه الآن هو هل ليس بامكان التمرد سلب ونهب وحرق وتهجير سكان مدينة برام كلها بجريرة من نظموا هذه الحملة ضد التمرد من بعض ابنائها ، وخاصة عندما تأكد له أن نفس وكيل الناظر الذي ذهبوا إليه في المدينة واستقبلهم و(تفهم) موقفهم قد أتاهم على رأس قوة لمحاربتهم في الأدغال ؟ لم يفعلوا ذلك بل اكتفوا برد العدوان الأمر الذي ادى الى سقوط ضحايا من الطرفين ، لماذا لم يفعلوا ذلك ؟ لان الحركة ما قامت بهذا الكفاح إلا من اجل كل أهل دار فور وليس من برامجها استهداف احد على أسس عرقية لان ذلك تعتبر انتكاسة .

    2) التساؤل الثانى

    تساؤل آخر وهام فى نفس المضمار وهو انه قد لا يعلم البعض ان التطهير العرقى الذى يجرى فصوله الان فى ديار الهبانية قد جرى التمهيد له منذ فترة ليست بالقصيرة فى شكل مضايقات عدة من بعض اهالى المنطقة تمثل فى بعض احداث القتل الفردية المدفوعة بالكراهية وسرقة مواشى المواطنين المستهدفين بصورة انتقائية وقد قاومها المستهدفون بطرق شتى منها إيصال رسائل عدة لنظارة الهبانية ببرام بضرورة التدخل لإيقاف هذه الاستفزازات(مع ملاحظة أن أحدا لم يستنجد بالحكومة لان الحكومة هي التي تسلح هذه المليشيات وتطلق يدها في المواطنين العزل ) بالإضافة الى تكفل المواطنين بتوفير الحراسة لأهلهم ومواشيهم ولكن عندما استفحل الأمر ولم تستجب نظارة الهبانية للطلبات المتكررة من المواطنين المستهدفين بالتدخل ، وأصبح وجود عصابات الجنجويد بالمنطقة بصورة يومية ومكثفة وهم مدججين بمختلف الأسلحة وبذلك قد تجاوزت المخاطر على امن المواطن الامكانات الذاتية للدفاع عن النفس فكان لا بد من النزوح الجماعي الى نيالا . العدالة تقتضى ألا نحمل أهلنا الهبانية كل المسئولية في المضايقات والجرائم التي ارتكبت في حق المواطنين المستهدفين ، فكان هنالك فريق آخر من عصابات الجنجويد مارست معظم سرقات المواشي وإيقاف اللوارى المتجه الى نيالا وتجريد الهاربين من ممتلكاتهم النقدية والعينية ، هذه الفئة من العصابات تنتمي الى قبيلة الفلاتة التي تقطن منطقة تلس ولكن الكارثة أن معظم جرائم هذه الفئة تتم في الاراضى التي تتبع لدار الهبانية ..

    التساؤل الذي أريد طرحه من خلال هذه المقدمة هو انه إذا كان أبناء قبيلة الزغاوة هم الأغلبية في الحركات المسلحة وهم متواجدون حتى في " الكلكا" أو في منطقة قريضة التي تفصلها ساعات معدودة من منطقة " قوز دونقو" بالسيارات الصغيرة ، حيث أهلهم الذين يتعرضون للقتل والمضايقات من قبل مليشيات الهبانية والفلاتة ، الم يكن في مقدورهم القيام بعمل مضاد في قرى الهبانية وقرى الفلاتة بمنطقة تلس القريبة ومضايقة الاهالى هناك وسلبهم وحتى قتلهم(لاقدرالله) بنفس الأسلوب الذي مارسته وتمارسه حتى الآن المليشيات المذكورة في القبائل المستهدفة في قوز دونقو ؟ في يقيني أن تفريغ عشرة تيوتات فقط - من مئات السيارات الى تملكها حركة تحرير السودان- بأسلحة خفيفة وتوزيعها بالتساوي بين قرى الهبانية والفلاته لفترة أسبوع واحد كفيل بتهجير نصف اهالى الكلكة ومنطقة تلس . أرجو ألا يفهم القراء أنى أحرض على الفتنة ، والتي اصلا مشتعلة وضحاياها الآن يتكدسون في نيالا(ولعلم القراء ولعكس حجم المعاناة وكمثال فقط أن منزل كاتب هذا المقال في نيالا قد استضاف خلال الأسبوع الماضي 25 أسرة من الهاربين من جحيم قوز دونقو ، واكرر أسرة وليس فرد ) وهم عنصر واحد من المواطنين العزل دون اى ذنب جنوه ، ولكن ما أريد توضيحه هو رسم صورة افتراضية بشعة كانت ممكن أن تحقق لولا الالتزام الصارم لقادة حركة تحرير السودان وعلى رأسها قيادات عسكرية فاعلة من أبناء قبيلة الزغاوة والذين اجزم أنهم لو أصدروا أوامر من هذا النوع لأصغر فصيل من جيش الحركة لاشتعل ليس فقط ديار الهبانية والفلاتة وبل كل دار فور في شهر واحد ولكن لحسن الحظ أن الحكمة دائما هي التي تسود في حركة تحرير السودان ، والا لما كانت قد احترقت حواكير كاملة لبعض القبائل في دار فور وهجرت أهلها بفعل جرائم الجيش والجنجويد وظلت أخرى سالمة محاطة بنعمة الأمن والسكينة(أدام الله لهم هذه النعمة ويرفع البلاء عن الاخرين ) رغم أن فئات معتبرة من أبناء الحوا كير السالمة الآمنة قد عاثوا فساداً في أخوة الدم والجيرة .

    ونواصل في الحلقة القادمة
                  

05-17-2006, 05:17 AM

شدو

تاريخ التسجيل: 01-08-2003
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التطهير العرقى فى " الكلكا" الديار التى احببتها واحببت اهلها ، لكن ...؟ (Re: شدو)

    Quote: التطهير العرقي في " الكلكا" ، الديار التي أحببتها وأحببت أهلها ، ولكن ..... ؟!


    عشرات الآلاف من ضحايا "قوزدونقو" يتكدسون في أطراف مدينة نيالا والحكومة الولائية
    توزع التهم الجزاف بدل تقديم العون العاجل لهم .....(3)


    محمد بشير مناوى

    الرياض – السعودية

    حجم النزوح والمعاناة في أطراف مدينة نيالا


    تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن ظروف النزوح الهائل (Mass influx) للقبائل الغير عربية التي تسكن ديار الهبانية (الكلكا) منذ عشرات السنين إلى نيالا هربا من تهديد مليشيات قبائل الهبانية والفلاتة، و نتحدث في هذه الحلقة عن حجم الكارثة بعد وصول معظم الهاربين إلى نيالا باللوارى حيث لا توجد وسيلة أخرى للوصول إلى نيالا لبعد المسافة من جانب ولخطورة التنقل بأي وسيلة أخرى مثل الدواب من الجانب الأخر (حتى ولو توفرت ) لان اى طريق إلى نيالا لا بد وان يمر باراضى الفلاتة بمنطقة تلس وهى منطقة يتواجد فيها مليشيا الجنجويد المكونة من قبائل الفلاتة بصورة كثيفة حيث تعرضت معظم اللوارى التي تقل الهاربين من المنطقة في اتجاه نيالا من الإيقاف والسلب المنظم للهاربين حيث حكى الهاربون (حسب مصادرنا ) قصصا مروعة عن قساوة هذه المليشيا حيث يتم إيقاف اللوري ويطلب من الركاب النزول ويتم التفتيش الشخصي بصورة مذلة وخاصة النساء حيث يطلب منهن الاصطفاف ورفع ملابسهن لكشف الأجزاء الداخلية من الجسم وذلك في إطار البحث عن الفلوس والأشياء الثمينة والتي ربما يتم إخفائها في الأماكن الداخلية للجسم

    حسب آخر اتصال لنيالا مساء هذا اليوم (15/5/2006 ) ، تم تقدير حجم النزوح إلى أطراف مدينة نيالا كالاتى :

    وصلت إلى نيالا منذ بداية الأزمة وحتى اليوم حوالي (800) ثمانمائة لوري تحمل النازحين وما خف حمله من المستلزمات الشخصية للأسر ، ورغم أن النزوح خف إلا أن هنالك أعدادا أخرى قادمة حيث وصلت مساء هذا اليوم ثلاث لوارى تحمل الهاربين . القبائل الرئيسية التي تأثرت بالنزوح هي قبائل "المسيرية جبل" وهى اكبر المجموعات النازحة والمساليت والزغاوة ، وقد أظهرت الحصر الأولى لعدد الأسر النازحة حسب كل قبيلة الاتى :

    1) قبيلة المسيرية جبل ....................................2000 أسرة

    2) قبيلة المساليت ..........................................1500 أسرة

    3) قبيلة الزغاوة ............................................750 اسرة

    4) قبائل أخرى بإعداد قليلة مثل : الفور ، موبى والباقرما .........200 أسرة

    الأوضاع الإنسانية لهولاء النازحين مزرية للغاية حيث أن معظمهم حتى هذه اللحظة في العراء ولا يملكون اى نوع من مستلزمات الحماية من الحر أو المطر، مع العلم أن الأمطار قد بدأت في النزول و يتواجد النازحون في ثلاث مواقع رئيسية ، هنالك مجموعة في جنوب وادي نيالا على أطراف حي تكساس ومجموعة أخرى في وادي دوماى ومجموعة أخيرة في منطقة " اوتاش " في شمالي المدينة . منذ وصول كل هذا العدد منذ حوالي الأسبوعين وحتى اللحظة لم يتم تقديم اى نوع من المساعدات الطارئة ، لا من قبل الحكومة ولا المنظمات الإنسانية ، ورغم ان " المفوضية " – وهى جهة حكومية تنسق مع الجهات الاغاثية - أبدت بعض التجاوب ألا أن هنالك بعض الترتيبات " البيروقراطية " والتي لا بد من إنجازها قبل تقديم اى دعم(حسب رأى الجهات المعنية ) ، واهمها مرحلة التسجيل ثم عرض الكشوف للجهات الاغاثية الموجودة بالمنطقة ولم يتم التسجيل حتى الآن إلا لاعداد قليلة جدا من جملة الأسر المذكورة أعلاه

    موقف الحكومة الولائية :

    عند ازياد أعداد النازحين بصورة ملفتة تنادى مجموعات من أبناء هذه القبائل الساكنين في نيالا وذهبوا إلى المسئولين في الولاية واستنكروا عدم تدخل الحكومة حتى الآن لحماية المواطنين أو إيقاف هذا النزوح بتوفير الأمن للمواطن في منطقة النزوح وإزالة أسباب النزوح ولكن للأسف بدل البحث اى أسباب حتى ولو كانت غير حقيقة لتبرير إخفاقات الحكومة أو تواطؤها (لا فرق ) فقد اتهمت بعض (كبار ) مسئولي الحكومة الحركات المسلحة بتعمد تهجير (المواطنين ) لغرض تأسيس معسكر للتورا بورا(وهو لفظ يطلق على افراد الحركات المسلحة ) فى منطقة "قوز دونقو " !!

    هنالك تهمة أخرى أكثر سخافة قالها احد المسئولين الكبار من أبناء قبيلة الهبانية للوفد الشعبي الذي قابل مسئولي الولاية وهى أن هؤلاء النازحون قد تعمدوا النزوح حتى يسيئوا إلى سمعة قبيلة الهبانية عندما يقال ان الهبانية قد طردت القبائل التي تسكن في ديارها !!

    رحلة الوالي إلى مدينة برام ومكافأة المسئولين عن التطهير العرقي :

    على المستوى الشخصي لم أحسن الظن إطلاقا عندما علمت قبل أيام بان الوالي / عطا المنان وعندما احتج إليه اهالى النازحين ، ألغى رحلة إلى الخرطوم واخذ كل حكومته وسافر بها إلى مدينة برام ، وقد كان محدثي من نيالا متفائلا للحد الذي تنبأ بإعفاء الوالي لمعتمد برام السيد / سليمان احمد عمر ، حيث يقال انه وجه لجنة الامن ببرام بوصفه معتمدا بإقفال مصادر المياه (الدوانكى ) بمنطقة قوز دونقو باعتبار أنها تزود "التورابورا " بالمياه. ولكن رحلة الوالي إلى برام كان بردا وسلاما على المدينة وأهلها(ولا نحسدهم في ذلك ) حيث تبرع سيادته بمبلغ خرافي لزوم تنمية المنطقة وهو فقط (26) مليار جنيه ، نعم ستة وعشرون مليار جنيه سوداني للتنمية وعشرات الالاف من مواطني المنطقة نزحوا إلى أطراف نيالا في أمس الحاجة إلى جنيهات قليلة لسد رمق أطفالهم وتوفير ما يستظلون به وما يقيهم من المطر ، أين الأولوية يا سعادة الوالي ، هل هي التنمية أم توفير الأمن والحاجيات الأساسية للمواطن ؟ عفوا سيدي الوالي لقد نسيت أن ضمن هؤلاء النازحون من أصدرت في حقهم فرمانا بترحليهم إلى كوكب آخر ، عندما قلت في مدينة شعيرية قبل فترة : إن على قبيلة الزغاوة من الآن البحث عن كوكب آخر للعيش فيه ولكننا أكثر منك كرما حيث نقول لك انه حان أوان رحيلك ليس إلى كوكب آخر ولكن فقط إلى اهلك في الشمالية أو الخرطوم ولا يصحبك السلامة ! . بهذا الأسلوب فقد كافأ الوالي أهل برام لأنهم حققوا له رغبته الملحة وهو تهجير قبيلة الزغاوة إلى نيالا ليتولى هو أمر تسفيرهم إلى كوكب آخر ، وبذلك لم يخذل الوالي محدثي من مدينة نيالا بالإبقاء على معتمد برام في منصبه فقط وبل كافأه بوضع المليارات تحت تصرفه ، قائلا له :

    Well done good boy!!

    ونواصل فى حلقة قادمة إنشاء الله

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de