|
|
 المغرب بعيون سودانية ... كم أنتِ جملية يا ( أكادير)2
|
بسم الله الرحمن الرحيم
(أغادير أوفَلاّ) كم أنت جميل أيها المغرب
د. ابوبكر يوسف إبراهيم
الحلقة الثانية (2)
أغادير الجميلة , مثلها مثل بقية مدن المملكة المغربية, تجانس فريد بين الأعراق ومحبة لا مثيل لها بين الأمازيق والعرب وأهل الصحراء المغربية واليهود( رقم قلتهم بالنسبة لبقية السكان)، لا شيء يدل على النعرات العرقية بل انصهار تام وتجانس ومع ذلك فالحقوق الثقافية محفوظة للجميع،كل هذه البوتقة من الأعراق تلتقي في قاسمين مشتركين الحب والولاء للوطن ومحبة الملك الشاب محمد السادس, حب حقيقي له نابع من الوجدان, لا تشعر بأنه حب مصطنع مثل ذاك الذي تصنعه تنظيمات الدول الشمولية, وربما يكون يعود هذا الحب إلى عدة عوامل من أهمها أن الملك الشاب يمثل روح الشباب الوثابة وطموح الشباب ، ثم أن الملك من الأطهار أسباط الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام, ثم عملية التحقيق والتسامح التي أطلقها لإنصاف الذين تمّ تعذيبهم في السجون هو نمط جديد لم يعهد في العالم العربي وإنما فقط في القارة وفي جنوب أفريقيا بالتحديد، وربما يضاف إلى ذلك التواضع الجم الذي يتصف به الملك الشاب وخطوته بالزواج من عامة الشعب زادت من هذه المحبة الغامرة والدافقة.
مشكلة الصحراء المغربية هي برأيي المتواضع هي من ( مسامير جحا) التي يخلفها المستعمر لزعزعة الاستقلال في تلك البلاد بعد أن استقلت. والاستعمار دائماً يؤسس لمثل هذه ( الخوازيق) بتبني أبناء القبائل ونفث سموم الفرقة وزرع عقدة الدونية حتى تنمو وتكبر ثم يتم التمويل من جهات خفية ولكنها معلومة ضمنياً. لا يزل أعناق الرجال غير الأطماع حتى يصل الأمر للإستقواء بالغير وهذا برأيي الدافع الوحيد, فبدأت حركة البوليساريو باعتقال أبناء جلدتها وتعذيبهم في معتقلات (جندوف) الشهيرة والسبب رفضهم مبدأ الانفصال من الوطن الأم والقبول بالحكم الذاتي . فالصحراويون عرب مغاربة مسلمين متساوون في الحقوق والواجبات وجزء من النسيج المغربي وربما قرأتم وشاهدتم في الفضائيات من انتهاكات لحقوق الإنسان في هذه المعتقلات وإهدار للكرامة الإنسانية لا لشيء إلا لكونهم يرفضون مبدأ تمزيق وطنهم... إنها بحق جرائم ضد الإنسانية والعجيب في الأمر أن كل الحركات الانفصالية تعذب أسراها دون وازع من دينٍ ولا ضمير، وتجند الصبية قهراً بعد خطفهم من ذويهم دون مراعاة لمواثيق الأمم المتحدة التي تحرم حتى تشغيلهم ناهيك عن تجنيدهم عسكرياً والذي يدعونا للسخرية أن الأمم المتحدة تغمض عيونها تماماً عن هذا الانتهاك الصارخ بينما تقيم الدنيا وتقعدها فقط من أجل تشغيلهم بل وتتعدى ذلك حتى لفتح أبواب تلك الحركات لدعم الإنفضاليين المحاربين بالصبية والأطفال وتبدأ بالعزف على وتر معاداة الحكومات ودعم انفصالييها, ليت ما يسمى بالمجتمع الدولي يغلق أبوابه لدعاة الاحتراب الذين يخرطون في صفوف حركاتهم هذه الطفولة البريئة!!.لقد سمعنا شهادات الذين تم تعذيبهم من أبناء الصحراء على يد أهليهم ممن أراد له الله أن يهرب من هذه المعسكرات التي قضوا فيها فترات متفاوتة تصل في كثير إلى الأحيان إلى عقد من السنوات وما شاهدنا من آثار التعذيب شيء تقشعر له الأبدان بل مخيف ويدعو للتقزز من جلاديهم... وأي جلادين؟!! من بني جلدتهم!!
ما يجب على حكماء القارة والإتحاد الأفريقي هو محاربة هذه الظاهرة ، ظاهرة تجنيد الأطفال والصبية في صفوف الحركات الانفصالية لعدة أسباب ومنها عدم وعيهم أو إدراكهم لمدى صحة الهدف الذي سخروا للمحاربة من أجله وإلا إن كانت هذه الحركات لها قاعدة جماهيرية فمن المفترض أن يكون الشباب والرجال الراشدين هم المحاربين.!! والأمر الآخر هو ما ينتج عن ذلك من غرس نزعة الفرقة والانفصال، أما الأمر الأخير فهو إن كانت تجيز المواثيق الدولية مثل هذه الممارسة!!؟ كيف لحركات تدعي التحرر ممارستها لخطف وتجنيد القصر!!؟ كيف لحركات تدعي الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان أن تمارس التعذيب!!؟ على الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن تفتح ملف هذه الحركات في الأمم المتحدة وعلى السيد/ محمد السماري الذي يطالعنا في الفضائيات متحدثاً عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الحكومات كممثلٍ لمنظمة العفو أن يفتح تحقيقاً مع الطرف الآخر ، فليست الحكومات فقط هي التي تنتهك حقوق الإنسان ويكفي منظمته أن تغض منظمته البصر عن هكذا انتهاكات وكأن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحكومات غير تلك التي تمارسها الحركات الانفصالية!! ... كم من صبي أو صبية اختطفت من أحضان والديها!!... هل من عذبته الحكومات إنسانيته (سوبر) وذاك الذي أختطف من أسرته ينتمي إلى قبيلة الحيوان؟! وهو في المحصلة النهائية أما قد قضى في أسوأ الأحوال أو عذب أو جُند في أحسن الأحوال وكل هذا من أجل ماذا ؟! فقط من أجل أطماع الإنسانية تنتهك الآدمية والحقوق المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية!!؟
فلنرجع إلى أغادير أُفَلاَّ ...(الحصن الكبير) هذه المدينة وكأنها لوحة من موزاييك كلما تتجول بناظريك في أرجائها تأخذك بسحرها وتأسرك بطيبة أهلها وابتسامات ترحابهم الحار!!. وأهل أغادير يحبون الغرباء ويعملون كل ما في وسعهم أن لا يشعرونهم بغربة، وخاصة لو علموا أنك سوداني...اللبس المغربي هو كاللبس السوداني التقليدي جزء من الهوية والثقافة ربما أملته الظروف المناخية لأهل البلدين.السجاد المغربي اليدوي فنٌ رفيع بألوانه الزاهية وخطوطه الجمالية وقلما تجد سجادتان تشبهان بعضهما... يقبل السياح على هذا النوع من السجاد كذكرى من بلدٍ جميل وأهله الأجمل بخلقهم الرفيع وتمسكهم بإسلامهم وعروبتهم...
مررت على شيخ سبعيني في زيه المغربي البهي وهو يحمل كيساً مليئاً بالحيايا ( الدبايب) من كل شكل ونوع وبيده مزمار يشبه ( الكَيْتا) ولكنه قصير وهو معروف لدى أهلنا الفلاته‘ وهذا قد تجمهر حوله السياح وهو يصيح قائلاً: صلي على النبي ...نرقص الحية بالمزمار يا أولاد الحلال)... ثم أفرغ بضاعته التي بدأت في الأرض تسعى كعصا موسي فإذا هي حيايا ،ثم يبدأ في الزمر وهو يتمايل مع مزماره وهي تتمايل أيضاً... فإذا بطفلٍ مغربي يصيح ويقول ما معناه ( الشيخ كاذب ‘ الحيايا لا تتمايل من جرس الموسيقي فهي لا تسمع وإنما من ميلة العجوز) ... فرد عليه الشيخ: (قلنا يا أولاد الحلال ولم ندعو أولاد ال ...، لا تستمعوا إليه لأبن [الح...م] كان يعمل صبي عندي وطردته). القارئ العزيز, لك أن تكمل الباقي فيما إختزلت من أحرف لكمل المسبة!!... الحوار بين ذاك الشيخ والطفل لا يخلو من طرافة تجبرك على التبسم خاصة إن كنت في بلد مثل المغرب الحبيب تصعب عليك فهم لهجة سكانه‘، فهو بلد لو سار فيه سليمان لسار بترجمان!! فتضيع أحياناً لعدم فهم المقصود وما عليك إلا الإبتسام لتعبر عن فهمك لما لم يُفهم حتى لا تُحرج!!... يتصل, غداً بإذن الله نتواصل
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست