جعفر عباس الكاتب الساخر يسأل: ماهو العيب الذي وقع فيه د فاروق كدودة؟

Quote: هل عاب الجماعة على كدودة قوله ان صلاح قوش مدير الأمن والمخابرات رجل ظريف؟

(عدل بواسطة Marouf Sanad on 05-21-2006, 12:31 PM)
(عدل بواسطة Marouf Sanad on 05-21-2006, 01:13 PM)

Quote: هل جاب كدودة العيب لأنه دعا علية القوم بمناسبة افتتاح بيته وجمع بين الترابي ونقد والصادق المهدي؟

Quote: زاوية منفرجة كدودة عملها وأنا رحت فيها جعفر عباس بريد إلكتروني: [email protected] أنا كان مالي ومال فاروق كدودة، كي أتصدى للحديث عنه «بالخير» عندما وصف ابن اختي عبد الوهاب همت حديثا أدلى به كدودة الى جريدة «الصحافة» بأنه «عيب».. ولم يزد على ذلك، ولأنني أعرف ان همت هذا ينتمي من ناحية الأب الى عائلة تحمل اسم «مهناب»، مشهود لها بالعبارة اللاذعة و«المُكر» بمعناه السوداني (لأننا في السودان نصف الشخص بأنه يتسم بالمكر إذا كان داهية وذكيا يقول ما يريد باستخدام حيل بلاغية)، المهم لأن همت هذا مهناب فقد أدركت أنه اكتفى بوضع عنوان «عيب يا كدودة .. فاروق الشرع» ووضع الحوار بنصه الكامل على موقع سودانيز أونلاين وترك للآخرين حرية التعليق.. وكان هناك من اتفقوا معه على ان ما قاله كدودة عيب، ورأى كثيرون ان كدودة كان ودودا وصريحا في ذلك الحوار و«عدَّاه العيبش.. ثم كتبت أنا ما كتبت هنا عن كدودة وخلاصته انه لم يكن في الحوار ما يعاب عليه،.. و«عينك ما تشوف إلا النور» وهي عبارة بالعامية المصرية تعني إنك تتلقى لكمات وصفعات حتى لا تصلح عينك لالتقاط شيء سوى الضوء الباهر.. ويقال ان سيدة أمريكية التقت بواحدة فرنسية وأخرى عربية وشرعن في الحديث عن الأزواج المفترين ، وقالت الأمريكية إنها زهجت من زوجها الذي يجلس في البيت مجرد تنبل بيده الريموت كونترول يأكل الفشار ويتنقل من قناة الى أخرى، ولا يكلف نفسه حتى وضع كوب الشاي على التربيزة التي أمامه بل يتركه على الأرض.. وتقول الأمريكية انها أضربت عن أعمال البيت.. في اليومين الأول والثاني لم يحدث شيء، وفي اليوم الثالث «رأيته يقوم بغسل الحمامات وأواني المطبخ ويكنس الغرف»... وجاء دور الفرنسية وقالت إنها أيضا توقفت عن الاهتمام بشؤون البيت عندما رفض زوجها مساعدتها .. وأضافت: ظل التنبل يدخل ويخرج دون ان يفعل شيئا طوال ثلاثة أيام ، ولكن وفي اليوم الرابع /شفته/ رأيته يقوم بأمور النظافة والترتيب والطبخ».. وجاء دور المرأة العربية فقالت إنها أبلغت زوجها: كفاية أنا مش خدامة عندك.. إما تساعدني في شغل البيت وإلا خليه وسخان ومبهدل حتى يلم الذباب اللي في البلد كله.. وتساءلت رفيقتاها الخواجيتان: أهه وبعدين ماذا حدث؟ قالت السيدة العربية: في اليوم الأول استطعت ان أشوف بالعين اليمنى وبحلول اليوم الثالث كنت عاجزة عن الشوف (الإبصار) تماما.. ونشر مقالي عن كدودة وفي اليوم نفسه شُفت بعض المداخلات في منتدى سودانيز أونلاين بعضها يتفق معي وبعضها يختلف معي بكل تهذيب، ولكن وبمرور الأيام انتقل المقال الى مختلف المنتديات، وهناك أيضا من رأوا أن كدودة لم يقل شيئا يجعل همت يتهمه بإتيان العيب، ولكن آخرين عرضوا أخوكم للشرشحة وقالوا إنني بدفاعي عن كدودة ارتكبت العيب الذي نفيته عنه.. لحد هنا كويسين الى حد ما.. وجاء دور المكالمات الهاتفية وكان معظمها عدوانيا: كيف تدافع عن الرجل الذي قال وفعل.. أنتم النوبيون عنصريون والنوبي يقف مع أخيه ظالما او مظلوما! كيف يا جماعة يقف معه ظالما؟ قالوا: بتشجيعه على الاستمرار في ممارسة الظلم!.. ألا يتفق معي القارئ ان في هذا ظلم لي ولأهلي النوبيين؟ ألا تلمس غمزا مبطنا في ذلك الاتهام؟ فالحديث النبوي الشريف يدعو الى نصرة الأخ ظالما بمنعه من ارتكاب الظلم ولما جاء الدور علينا نحن البرابرة يقال إننا نشجع بعضنا على التمادي في الظلم.أحد المآخذ على كدودة، ومن ثم عليَّ، هو أنه قال انه لا يحترم العزيز الراحل الخاتم عدلان لأنه كان طموحا، في حين أنه يحترم الحاج وراق الذي خرج مثل الخاتم من الحزب الشيوعي.. يبدو أن ما آلم محبي الخاتم ان ذلك الكلام نشر بالضبط في ذكرى مرور عام على وفاة الخاتم.. قلت لهم إنني لا أعتقد ان كدودة تعمد ان ينسب اليه ذلك الكلام في ذلك اليوم بالتحديد لأنه ليس من يحدد موعد نشر المواد في «الصحافة».. ولكنني توقفت بعد ذلك عند كلام كدودة عن الخاتم واقتنعت بأنه عاب عليه أمرا محمودا: ما العيب في ان يكون الإنسان طموحا حتى لو كان ذلك الطموح هو الوصول الى السلطة عبر منبر غير الذي كان يقف عليه من قبل؟ ما أعرفه جيدا هو ان الشيوعيين غاضبون على الخاتم لأنه «لم يسكت» واستغل قدراته الخطابية والكتابية للتحدث عما حدا به الى ترك الحزب الشيوعي ثم دخل في ملاسنة مع قادة شيوعيين بارزين.. وإذا كان الخاتم قد أخطأ في تلك الملاسنة فإن خطأ الشيوعيين الذي دخلوا معه في مهاترات كان أفدح.. وقد أتى على الشيوعيين حيناً من الدهر توقفوا فيه عن ذكر من يغادرون الحزب بالخير او الشر.. حدث هذا مثلا مع الأستاذ عبد الله علي إبراهيم.. ترك الحزب بموجب رسالة قصيرة وكان فراق بمعروف.. أذكر أنني عندما بدأت في دراسة أدب شكسبير فوجئت بأن الطموح ambition في قاموس العصر الاليزابيثي يعني الخبث والسعي الشرير لتحقيق الغايات.. في حين ان الطموح وفي كل اللغات يعتبر مزية وخصلة محمودة.. وعلى كل حال فأنا أعرف الخاتم أكثر مما يعرفه الشيوعيون الذي قضى في صفوفهم معظم سنوات حياته القصيرة.. سمعت من أديبنا الكبير الطيب صالح ان عبد الخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعي الذي قتله نميري عمدا في يوليو من عام 1971 كان شديد الذكاء «ولو لم ينشغل بالسياسة لربما نال جائزة نوبل في مجال إبداعي أو فكري».. لم التق بعبد الخالق وجها لوجه ولكنني سمعت من كثيرين عن نبوغه وذكائه.. واستطيع ان أقول بقلب جامد إنني لم التق طوال مسيرة حياتي بشخص يضاهي الخاتم ذكاء وحضور بديهة وسعة إطلاع.. علاقتي بالخاتم كانت اجتماعية عائلية فبحكم انه كان دفعة شقيقي محجوب في جامعة الخرطوم فقد توطدت أواصر مودة بينهما امتدت لتشمل العائلتين والى يومنا هذا ما زال إخوته وأخواته يتواصلون مع أفراد عائلتي.. وأذكر انه بعث الي رسالة في نحو عام 1990 وكان وقتها متواريا عن الأنظار هربا من الاعتقال طمأنني فيها على أحواله ، وقال عبارة غامضة «تصالحت مع ضميري الفلسفي» واتصلت بالصديق محمد سليمان عبد الرحيم المقيم معي في العاصمة القطرية الدوحة وناقشته في دلالات العبارة وتوصلنا الى استنتاج بأنها تعني ان تغيرا طرأ على قناعاته الفكرية.. وبعدها بنحو عامين كان قد أعلن تركه الحزب الشيوعي ، وقلت له في اتصال هاتفي: أنت خارج الحزب الشيوعي كالسمكة خارج الماء فلماذا لا تبق داخل الحزب و«تناضل» من أجل أفكارك لإصلاحه فقال لي: أنا لم أعد أريد إصلاح الحزب لأنني لم أعد مقتنعا بالماركسية اللينينية! شخص لم يعد يؤمن بالفكر الذي من أجله انتمى الى تنظيم سياسي ينبغي ان يتصالح مع ضميره الفلسفي بالخروج من التنظيم.. والتقيت به كثيرا بعد ان غادر السودان وأسهم في تأسيس حركة القوى الجديدة (حق) وكان هو، هو: نفس التوقد الذهني والحماس للعمل السياسي، ولا أظن ان كدودة يعتقد ان حركة حق كانت المطية لطموح الخاتم لتحقيق مجد شخصي.. فالحركة بدأت صغيرة وما زالت صغيرة وتعرضت لعثرات كثيرة ولا أظن ان أعضاءها يأملون في أن تصبح تيارا سياسيا بعضوية على مستوى كل البلاد قبل عشر سنوات من الآن.. دعك من ان يصلوا الى كرسي الحكم.وإلى كل من شتموني أقول إنني ما زلت أحب كدودة، واعتبر نفسي محظوظا لأنني أعرفه واستمتعت بمجالسته فهو شخص حبوب ومثقف وصلب العود ومرح وبشوش، ولو التقيت أنت به، ولم تجد له مكانا في قلبك فمعنى ذلك إنك تعاني من خلل جيني.. وقد كان الخاتم قامة فكرية باسقة ولا شك عندي في ان الساحة الثقافية والسياسية فقدت بموته «رُكَّازة» صلبة... وبالمناسبة فلو دخل الخاتم مجال الكتابة الساخرة بقدراته الفكرية الرفيعة وروح الدعابة الذكية التي كان يتحلى بها لما وجد أمثالي مكانا يكتبون فيه آراءهم سوى الجدران (القرافيتي).