الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة محمد سعيد القدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2006, 08:18 AM

محمد عبد المنعم عمر
<aمحمد عبد المنعم عمر
تاريخ التسجيل: 08-30-2005
مجموع المشاركات: 599

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة محمد سعيد القدال

    هل هناك مجال لحوار ديني؟ (2-2)
    محمد سعيد القدال



    استعرضنا في المقال السابق بعض المؤشرات التي أشار اليها بعض المفكرين للخروج من الازمة الخانقة التي تحيط بالخطاب الديني المعاصر. اهمها انه جمد التاريخ عند مرحلة معينة لا يتخطاها، واضفى على التاريخ صفة الالوهية، واصبح التعامل مع التراث خروجاً على العقيدة. كما ان خنق الحريات ضيَّق من فرص الحوار المنفتح ان لم يلغها تماما في بعض البلاد. ودونكم القبضة الظلامية في السودان منذ العام 1989م، حيث تفشى الاعتقال والتعذيب والقتل ولم يعد هناك مجال لفكر آخر. ودونكم ممارسات بعض البلاد العربية التي تخنق الفكر بأظافرها المتسخة.



    ولعل أخطر ما يواجه الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة التي تحيط بالافكار، والتي لا يسمع فيها المرء سوى اصداء صوته فيهتز لها طرباً. وهذه سمة انغلاق الافكار بين جدران من الهوس الديني في اكثر مظاهره جلاء. ولا يفهم الهوس الديني من اختلاف الرأي الا انه خروج على كتاب الله وينتهي بدمغ الفكر المغاير بالالحاد، مما يبرر له امتشاق السلاح ضده. فأصبح العنف الصفة التي تميز الحوار على أيامنا هذه. وامامنا ما يجري على الساحة الفلسطينية. حيث القتل هو لغة الحوار السائدة، ويتهم كل فريق الفريق الآخر بانه ارهابي. صحيح ان اسرائيل اغتصبت حقوق الشعب الفلسطيني، وانها دولة ارهابية من الطراز الاول. ولكن العنف لا يواجه بعنف مماثل، وإلا تحول العالم الى غابة. هذا الجو المفعم بالعنف يخنق الحوار، ويصبح الكلام فقط بلغة السلاح. ألم يسمع القوم بالمهاتما غاندي الذي اجبر الامبراطورية البريطانية في عنفوان غطرستها وقوتها على الركوع والخروج منكسة الرأس بسلاح العصيان المدني؟


    ويدعي الهوس الديني انه العارف الاوحد بالاسلام، بينما هو في الواقع يجتر ما قاله العلماء ويتبارى دعاته بالاستشهاد المبتسر الاعرج. ولا يدرك جماعة الهوس الديني ان الوعي يتطور، وان لكل عصر وعيه الذي يرتقي عن وعي العصر الذي سبقه. ودائما ما استشهد بمسألة دوران الارض. لم يعرف العلماء قبل القرن الخامس عشر ان الارض كروية وانها تدور حول نفسها وحول الشمس. وكان العلماء السابقون على جانب كبير من العلم، وكان لهم باع طويل في تطور البشرية. ولم يكن عدم ادراكهم لكروية الارض عن ضعف في عقولهم او ضحالة في معرفتهم، وانما لان وعيهم لم يصل بعد المرحلة التي تمكنهم من ذلك الادراك. وجاء العلماء في القرن الخامس عشر ليقفوا فوق وعي جديد كان نتيجة لتراكمات هي التي مكنتهم من معرفة ما لم يستطع من سبقوهم ان يقفوا عليه. ثم انبرى الهوس الديني المتمثل في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ليصادم ذلك الوعي الجديد، فأحرق العلماء ونكل بهم أيما تنكيل. ولكن الوعي البشري شق طريقه غير عابيء. إلا ان بعض دعاة الهوس الديني ظلوا يتمسكون بذلك الموقف المهترئ. فهاجم بعض دعاة الهوس الديني في العالم الإسلامي كروية الارض في القرن التاسع عشر. وكانت الكارثة الاكبر ان احد علماء الدين في المملكة العربية السعودية اصدر كتاباً قبل ثلاثة اعوام بعنوان: «تنبيه الحيران في امر الدوران» وبإشراف وزارة الاعلام السعودي، واعتبر القول بكروية الارض كفراً. وقد تناولت هذا الكتاب الغريب في مقال سابق. ولعل هذا ما دفع روجيه قارودي ليقول: إن العربية السعودية هي المركز السطحي لزلزال الهوس الديني في العالم الاسلامي. (ص 11، الاصوليات المعاصرة).


    ويصف الدكتور فؤاد زكريا حالة العلم في العصور الوسطى في اوروبا قائلاً: واصبح المنهج العلمي يقوم على الجدل العقيم. واصبحت عناصر المعرفة تستمد من الكتب القديمة، وهذا امر ضد عناصر المعرفة ذاتها. وبرع المفكرون في اقامة الحجج والبراهين اللفظية الخالصة، وتلاعبوا بالاستدلالات الشكلية والمغالطات. واصبح الاستدلال الوحيد المعروف لديهم هو قياس الجديد على القديم. وتمسك العلم بأضعف عناصر التراث. وصار التراث هو الذي يفكر بالنيابة عن الناس، وتكمن فيه الحلول لمعضلات العصر، ولم يعد اداة يستهدي بها العقل لايجاد حلول لما يواجهه من معضلات. (التفكير العلمي). أليست هي حالنا مع الهوس الديني؟


    وعندما تناولت بعض جوانب الخطاب القرآني انبرى احد المهووسين بمقال لم يعط نفسه فرصة قراءة ما كتبت. فلم يدرك الفرق بين الخطاب (discourse) والمخاطبة، ولان الفرق بين الخطاب والنص. فهو يخلط بينها خلطا مخلا. وقديما قال الامام علي بن ابي طالب ان القرآن حمال اوجه. وقال ايضا ما معناه ان القرآن اسطر بين ضفتين. لا ينطق وانما ينطق به الرجال. والرجال ينطقون بوعي عصرهم وليس لهم نطق مطلق باق على مر العصور. فهناك فرق بين الكتاب السماوي المقدس وفهم البشر له وهو فهم غير مقدس. ووصل الامر عند المهووسين انهم يعتقدون ان رأيهم مقدس. هذه آفة كبرى تجعل الحوار ليس شاقاً فحسب، بل مستحيلاً.



    وهناك فرق بين القرآن الكتاب المقدس وبين بعض النصوص التاريخية التي يحتويها. وتاريخية هذه النصوص لا تنفي قدسية القرآن. كما ان قدسيته لا تتعارض مع النصوص التاريخية. وضربت مثلاً بموقف الخليفة عمر بن الخطاب من الآية 41 من سورة الانفال التي تقسم الغنائم الى اربعة اخماس للمجاهدين وخمس للدولة. ورفض الخليفة عمر ان يقسمها بتلك الطريقة لان في ذلك حرماناً للاجيال القادمة. وتبعه في ذلك الرأي الامام مالك ثم الشيخان المعاصران جاد الحق علي جاد الحق ومحمد الغزالي. ولم يخرج اي منهم من ملة الاسلام. وهناك آيات الرق، وقيمتها تاريخية وليست مقدسة بعد تلاشي نظام الرق من المجتمعات البشرية. وقلت ان دراسة الخطاب القرآني سوف تساعدنا للتمييز بين المقدس والتاريخي.



    وفي هذا الصدد كتب الاستاذ حسين احمد امين يقول: الدين لا ينشأ في فراغ، وانما في مجتمع معين وزمن معين، فتتلون تعاليمه بالضرورة بظروف ذلك المجتمع ومقتضيات ذلك الزمان وتراعيها. هو اذن حقيقة مطلقة وردت في اطار تاريخي، وظهر في بيئة اجتماعية انعكست معالمها عليه، وذلك من اجل ان يلقى القبول ويضمن الانتشار. فلو ان الرسالة الخالدة لم تراع جهاز الاستقبال لدى من تسعى الى مخاطبته والوصول اليه لضاعت في الاثير واستحال التقاطها. (ص 8، من مقدمته لكتاب عبد الله النعيم، نحو تطوير التشريع الاسلامي).



    الحديث يطول حول الهوس الديني، ويستوقفني ما قاله روجي قارودي، الذي يحتفي اصحاب الهوس الديني بانضمام الرجل للاسلام. ولكنه لم يأت الى الاسلام مغمض العينين، وانما جاء اليه بعقل منفتح. فماذا قال؟ قال إن الاصولية المتخفية في رداء نهوض ديني، هي انغلاق على الماضي. ان برنامج القادة الاسلاميين يتحول الى تكرار ذي طموح تهذيبي واخلاقي، ليصوغ تجريده من القرآن والسنة منذ ألف عام، منفصلة عن سياقها في القرآن وفي التاريخ. وهم بذلك لا يدعون الى إعمال الفكر ومبدأ المشاركة، بل يدعون الى الانقياد السلبي للزعماء الدينيين. ان حركات كهذه تكون هدفا سهلا لقوى اجنبية جاهزة دائما لتمويلها بشجاعة لانها تعزز كل السلطات، الامر الذي يسمح لهذه القوى بتوطيد الايديولوجية من خلال التبعية الاقتصادية. (ص 60-61).



    ان امكانية الحوار في هذا الجو المشحون بالهوس الديني والعنصرية البغيضة والمشاعر السلبية المنفلتة، تبدو ضعيفة وبعيدة المنال، ولكن في نهاية النفق المظلم يسطع نور، هو الذي سوف يسترشد به الانسان لينفذ الى رحاب النور الساطع. لم يتوقف دأب الانسان ابداً عن البحث للخروج من العتمة مهما كان ظلامها كالحا. هذا هو المنطق الذي يقول به تاريخ البشرية منذ ان بدأت تجدَّ السير في دروب الحياة الوعرة. سوف نصرُّ على الحوار وعلى فتح قنواته مهما حاول البعض أن يغلق منافذه. ولا سبيل إلا المثابرة في هذا المسعى.
                  

05-14-2006, 08:29 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة محمد سعيد القدال (Re: محمد عبد المنعم عمر)

    Quote: ان امكانية الحوار في هذا الجو المشحون بالهوس الديني والعنصرية البغيضة والمشاعر السلبية المنفلتة، تبدو ضعيفة وبعيدة المنال،


    لحدى الآن انا واقفة هنا...
                  

05-14-2006, 09:13 AM

Asma Abdel Halim
<aAsma Abdel Halim
تاريخ التسجيل: 05-01-2006
مجموع المشاركات: 1028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة محمد سعيد القدال (Re: Tumadir)

    شكراً عبد المنعم
    هل يمكنك إدراج الجزء الأول من هذا المقال؟
                  

05-14-2006, 10:55 PM

Mohamed Elgadi

تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 2861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحوار الديني جدران الاسمنت المسلحة محمد سعيد القدال (Re: Asma Abdel Halim)

    Quote: ÔßÑÇð ÚÈÏ ÇáãäÚã
    åá íãßäß ÅÏÑÇÌ ÇáÌÒÁ ÇáÃæá ãä åÐÇ ÇáãÞÇá¿


    and the link (URL) to the original publisher

    regards

    mohamed elgadi
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de