|
|
 رسالة للأنثى التي أعشق(3)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى الأنثى التي أعشق
السفر الثالث
ابوبكر يوسف إبراهيم
زلزلني سؤالك لي عما أثارته الكاتبة آمنة مختار!!
سيدتي...
سلامٌ على روحك الطيبة
أرجوك لا تثقلي عليّ ، ولا تزيدي على همومي هماً آخر وأنت تسألينني عما فعلت من أجل حواء التي دائماً ما أتناولها في موضوعات تعلي شأنها وشأوها وسؤالك لي عما كتبته الأخت آمنه مختار عن التحرش الجنسي بحواء سوداننا والتي أجدر أن تصان وتفتدى...أقول لك في الزمانات العجفاء كل شيء مباح ومستباح من قبل الجلادين فمن يفرط في الأرض ما أسهل عليه أن يفرط في العرض!! وإذا أتى العار من أهل الخزي والدمار فهو ليس بعار... أنت يا سيدتي حالمة تعيشين في بقايا الزمن الجميل... إننا في زمن المساومات والسمسرة ... وفي زمن البيع وقبض الثمن... كل شيء مباح ومستباح والذين يتحدثون عن الفضيلة أقول لهم أنها قيمة لا تجزأ مثل كل القيم ، فإن أردنا أن نطبق الأصول فيجب تطبيقها على كل شيء وليس على جزءٍ من الشيء، يوم رفعت الرايات البيضاء ما كنا نعتقد أنها تخفي جميع ألوان الطيف خلفها... وما كنا نعتقد أن اللون الأسود هو الغالب...وما كنا نعتقد أن تحرير الإقتصاد هو تحرير القيم من أصولها توطئة لإنهيار تام لها... كنا نحلم برفاه مفتقد وبعزة تصون العرض والأرض... العرض يا أُخية نحر في رابعة النهار يوم إغتيال ( أميرة)... أتذكرين سيدتي أم أستصحبك إلى أحداث الإنحدار نحو الهاوية، أحداثاً سبقت مرحلة قمة التردي إلى قاع الحضيص!!
الشمولية في عهد نميري وخاصة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي كانت بمثابة ضربة البداية لبدء مرحلة الإنحدار الأخلاقي ... في حقب الشموليات يقولون إبحث عن الرجل الوصولي ... لا كما كان المثل يضرب ويقال عند كل كارثة ( إبحث عن المرأة) فالمجتمع الذكوري حينما يحاول أن يبرر جرائمه ضد حواء يهرب إلى الأمام بطرح مقولة (إبحث عن المرأة) .
لذا يا سيدتي علينا أن نواجه المجتمع الذكوري الوصولي الذي يمكن للأنظمة الشمولية إستقطابه رهباً وإن فشلت فعبر الجذرة؛ وحينما يتم تطويعه بعد إدراكه إهدار كرامته وفحولته يحاول أن يثأر لنفسه من الأضعف فلا يجد أمامه إلا الأنثى فيتجه إلا نحوها ، فيبدع في الحيل والأحابيل التي يستلب بها عفافها إستغلالاً لحوجة ما كانت لتكون لولا تغول القطط السمان على مقدرات الأمة وبذا ينهار الإقتصاد ثم تتبعه القيم والتقاليد والعرف!!... ذات الذكر يرجع بعد ممارسة الإستلاب الجنسي ثأراً إلى حضن زوجته ويقبل يدي أمه ويحنو على بنت أخته وأخيه ويداعب إبنته وكأن ما سلبهن عنوةً أو إستغلالاً ما هن أبداً بنات حواء التي تنتمي إليهن الزوجة والأم والأخت وإبنة الأخ وإبنة الأخت وكل الأنثيات في دائرته الأسرية الضيقة.
الإنتحار ... إزهاق الإنسان لروحه جريمة نكراء؛ ولكن فضلها بعض الذكور الذين مارسوا الإستلاب والسطو الجنسي( السطو بالضرورة لا يكون إلا مقروناً بالقوة ) بعد أن وظفتهم الشموليات في تنظيماتها رغباً ورهباً بعد أن ركبوا الموجة وجرفهم تيارها... هؤلاء المنتحرون صادفوا عياناً وحضوراً بعض من أنثياتهم وقد قام زملاء لهم في التنظيم بإستلاب والسطو على أعراض أقرب الأنثيات إليهم فآثروا الإنتحارليس خشية الفضيحة وإنما إستنكاراً لها ولبشاعتها ودناءتها!!... عجبي من هذه الفئة التي تبيح وتسبيح الأعراض والكرامة الإنسانية لحواء الغالية طالما كان ذلك بعيداً عن دائرة أسرته !! ألمي وحزني شديدين على هؤلاء الذين لم يجدوا أقل من الإنتحار نتيجة ما حدث لحوائه ويستبيح عرضها إن كانت خارج الدائرة!!
سيدتي...
الفرق كبير بين ممارسة الجنس وممارسة الحب ... الفرق كبير بين المومسات وبين من إستلبت عذرياتهن كرهاً وعنوة... حتى المومسات وراءهن مآسي وتراجيديا أسرية وإجتماعية وللرجل فيها القصب المعّلى... إن أحط أنواع الهوان أن يتم التحرش بالأنثى وتستغل ظروفها لإجبارها على ما لا تريد إلا طواعية ورضى...فلا أفهم أو أتفهم كيف يمارس الجنس عنوة؟!... لهذا أطلق عليه صفة ( الرزيلة) ؛ والجنس هو غريزة الأصل فيها الحب من أجل إستمرار الحياة... هو إنصهار إثنين في روحٍ واحدة ... فهل يتم هذا عبر التحرش أو عبر الإستلاب؟!!
سيدتي...
آمنة مختار أساءها أن تمتهن كرامة الأم والأخت والعمة والخالة وبنت الأخت وبنت الأخ والزوجة...أساءها أن تستغل الأنثى ومن قبل من؟! إما الأب أو الأخ أو الخال أو العم أو الإبن !! صرخت آمنةفكيف يستقيم عقلاً أن يستغل ويستلب عفاف حواء التي دائماً ما ننادي بنهضتها ومشاركتها كصنو وتوأم للرجل... فصرخت ودوّت صرختها وهزت ضمائرنا المستنومة لا النائمة!!
سيدتي...
أظنني قد رويت لك قصة تلك السيدة التي طرقت النصف الثاني من العقد الخامس من عمرها والتي حضرت لمعالجة إبنتها من مرض عضال وضاقت بها السبل ولجأت للسفارة بعد أن أنفقت كل ما لديها في سبيل فلذة كبدها ، قابلتها في ردهة إنتظار في منتصف النهار وهي أتت تتابع طلبها الذي قدمته للسفارة في مساعدتها مع الجهة المعالجة سيما هي جهة حكومية ... كان ( موظف الإستقبال) ينهي ويأمر ما بدا له في الكبير والصغير وكنت قد أتيت السفارة لإكمال إجراء بسيط لا يستغرق نصف ساعة ولكن لأن أهلنا يعملون بمبدأ ( حبل المهلة يربط ويفضل) فقد إستغرق الإجراء يومين!!... دعاني فضولي أن أستمع لهذه المرأة التي إمتزج الحزن واللهفة على إبنتها فجعلها في حالة أشبه بالشاردة ... كانت تتحدث مع (موظف الشباك) الذي بالكاد يصل عمله إلى خمسٍ وعشرون ربيعاً وكانت لهجته يغلب عليها اللهجة المصرية وبما لا يحتاج إلى فراسة تلمست أنه نتاج التلاقح بين الشعوب ، بدأت السيدة تسأله عمّا تم في طلبها وكانت ردوده تسويفية وقد أحسست أن وراء الأكمة ما وراءها وإسترقت السمع ، فيا لهول ما سمعت، الشاب يراودها عن نفسها وهي تقول له( يا ولدي أنا زي أمك عيب... يا ولدي الدايرو ده حرام !! قدر ظروفي يا ولدي بتي بتموت)!! ... والشاب مستمر في غيه وهو يقول( خلينا من حكاية العمر دي ... قابليني بره وإنشاء الله أنهي ليك موضوعك!!) ... حتى القول الشريف : ( إنشاء الله) إستعمله الشاب في عملية التحرش!!!
ثارت ثائرتي وأطبقت على تلابيبه وجذبته من قميصه وتدخل الحضور والسيدة التي في عمر أمه تقول  أنا لي شهر وود الحرام ده متلتلني، وكلما إشتكيت لغيره يقولوا لي الموضوع في إيده)!!... المهم تدخل كبار موظفي السفارة درءاً للفضيحة وقاموا بتسهيل أمر السيدة بعد تدخل القنصل!!... هكذا وصل بنا الحال يا سيدتي فلا شيء يلجمنا فلا في الدار ولا في الجوار نحترم أنفسنا!!... لقد أصابتنا لعنة جعلتنا نتحسر على أيام كنا نقوم من مقاعدنا لمجرد دخول أي إمرأة في البص حتى لا تتعرض للتحرش والذي أصبح الفوز به من الممارسات العادية في الحافلات... والمثل يقول :المضطر يركب الصعب فإننا نعيش زمان إنهيار القيم والأخلاقيات!!... فلا أدري هل تترك الطالبات دراستهن؟ هل تترك المريضات مراجعة المشافي؟! أم تتنصل حواءنا من ممارسة الضرورات الإجتماعية التي يتطلب ممارستها والوفاء بها التنقل بالمواصلات العامة؟! هل نعود بحوائنا إلى عصر الحريم ونحجر عليها في الخدور حتى لا تتعرض لما تتعرض إليه من شذاذ الآفاق؟ هل نصادر حقها الإنساني المكفول أيضاً للذكور ونستلب حقوقها بدونيتنا ودناواتنا وخستنا؟! إن الذين يعتقدون أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء واهمون... فحواء قادرة على حماية نفسها إن وقف بجانبها نصفها الآخر يدافع عن حقها في الحياة الكريمة العفيفة ... أرجو أن لا يقف نصفها الآخر موقف المتفرج او عاملاً بالحكمة الصينية: لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم!!. السلبية والتكتم على ممارسة التحرش بالأنثى لا يبني مجتمعات متعافية تعودت أن تشرعن إستلاب العفاف من الأنثى إستضعافاً لها وإستخفافاً بنصفها الآخر الراشد وذلك لتجاهلنا للأمر وكأنه لا يعنينا ... الا نخاف أن نصدم في محارمنا فننتحر؟!!
سيدتي...
دعينا نضع يدنا في يد آمنة ونحن معها عضداً وعدة ، فإني أخاف أن تواجه محارمنا ممارسات شاذة لا يقوم بها إلا شذاذ الآفاق وسقط المتاع... كنت أنوي اليوم التجول بك سيدتي في عوالم حالمة من عوالم الشعر وبحوره والأدب وكنوزه ولكنك لا تتركين لي الخيار لأنك تفاجئينني بما لا أتوقع فينحرف مسار تفكيري فما يعود لي خيارٌ في موضوع الرسالة التي أنوي تدبيجها إليك يا أيتها الأنثى التي أعشق ... ولكن في الغد سيكون الأمر مختلفٌ إن لم أفاجأ بما يذهب بي إلى حيث لم يكن المبتغى... ولكني أهمس لك وأقول من أجل أمي أحببت كل نساء العالمين ...
حاشية : سؤالك عن تعبيري ( بنون النسوة بدلاً من تاء التأنيث ) ليس عن جهل بل مع علمي ( بتاء التأنيث) إلا أني أستعير تعبير (نون) النسوة في في كل إسم به تاء تأنيث إلا لأن حرف (النون) قسمٌ أقسم الله عز وجل به فهو الأقوى رسوخاً، أما تاء التأنيث فهي من آليات الإعراب والإستدلال في اللغة وعلم النحو الصرف وضعه رجل!!
وإلى الملتقى
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة للأنثى التي أعشق(3) (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الاخ الكريم أبو بكر يوسف ابراهيم
سياســة التحرير التي أتى بها عرابو الانقاذ ما كانت تحريراً اقتصاديا بقدر ما كانت تعبر عن تنصل الدولة عن القيام بواجباتها الاجتماعية تجاه المجتمع
وهي سياسة فاجأت بها المجتمع السوداني من خلال سياسات قامت على أسـس شاذة يقوى فيها الأقوياء ويزداد فيها فقرا الضعفاء
وقد كانت للأسف انسجاماً كاملاً وتطبيقا حرفياً لروشتات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي المعروفة والتي ظل الأدعياء الانقاذيين يرفعون العقائر برفضها وقد رفضتها معظم دول العالم.
هذه الطغمة الانقاذية قامت بتنفيذ هذه السياسات الخرقاء دون بدائل سوى الصناديق الوهمية التي لا تفعل شيئا سوى توفير فرص العمل السمينة لأطفال التنظيم من القطط السمان.
ويجئ امتهان المرأة نتاجاً طبيعيا لما تخلفه مثل هذه السياسات الخرقاء من آثار قاتلة للقيم وللمجتمع ولن تجدي شعارات الانقاذيين الجوفاء فتيلا في تجنب آثارها المدمرة
التحية لك أخي يوسـف فقد أتيت بالشمس في رابعة النهار تبدي الحقيقة وتفضح سوءات هذا النظام الظالم
والتحية للاستاذة آمنـة مختار فهي امرأة من بلادي جهرت بالحق فكان لها الجهر زينة ووقارا
أحمـد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة للأنثى التي أعشق(3) (Re: أحمد الشايقي)
|
ابن عمى الشايقى
كيف احوالك بعد الهجمة على تلك المراة الضكر
خفت عليك من الباشبوزوق الجديد
هولاء الذين اصبح همهم الهجوم على العروبة والعرب فى السودان
التيار العنصرى الجديدالذى يريد ان يخمناتحت
دعاوى النضال السياسي نصفق له فى غفلة وهو يريد ان يذبح اطفالنا كما
الاثنين الاسودهولاء التافهون فى المنبر هم الذين يشحذون له السكاكين
انتبهوا انتبهوا
الموضوع الجديد تحرير الاقتصاد
طبعا هذا من مستلزمات العولمة
واى اقتصاد غير متحرر وغير مرتبط بصندوق النقد
هو خارج العصر حتى الاقطار الشيوعية خضعت لشروط
الاقتصاد المعاصر الذى يتحكم فيه صندوق النقد
ماليزيا كوريا الصين تايوان...الخ وكل نمور اسيا
نهض اقتصادها على اكتاف التحرر مهماكانت نتائجه الاجتماعية
بعدين نحن فى هذا السودان المنكوب ماذا كان حالنا قبل التحرير
اقتصاد بدائى وضعيف مستوى من الفقر والتخلف الصناعى
الناحية الاخلاقية والاجتماعية لم نكن احسن حالا
كانت الدعارة وبيوتها المنتشرة فى كل حى احد مصادر كسب العيش
ودعم خزينة الدولة من الرخص الخاصة بهذه البيوت
اذن اقتصادنا بعد التحرر ليس اسوا حالا منه قبل التحرر
ماهو الحل كيف نحافظ على الفضيلة فى زمن الاقتصاد الحر
دون ان نبكى على الماضى الرديئ
| |
|
|
|
|
|
|
| |
nazar hussien
أحمد الشايقي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست