|
Re: انتماءات الفكر السياسي بين التعصب و التطرف وهدم الأوطان (Re: هضيبي علي سعيد)
|
و يقف شعب السودان في دوامة الصراع بين الحسرة و الأمل فهل يا ساستنا ستطول هذه الوقفة بينما غيرنا من الأمم تنعم باستقرار تدور عندهم في ظله عجلة التقدم و الإصلاح و تتراكم قفزات تطورهم بينما تغمرنا صراعاتكم و تحط بنا في أغوار التخلف و الجهل و الفقر والموت . و تجعلنا عالة ننتظر إغاثتهم و معوناتهم و قواتهم تحرسنا من بعضنا و تستبيحنا في آن و تهدر عزتنا و كرامتنا و نظل نفقد كل شي بينما بإمكاننا أن نملك كل شيء فقد إن أنتم اتفقتم و اجتمعتم على حد أدنا وهو أعلى و أسمى من أيدلوجياتكم و أمزجة أهوائكم وهو سيادة الوطن و كرامة الإنسان وروحه و حاضره و مستقبله .
موتمر وطني شعبي حزب أمة اتحادي و.... إذا نظرنا لنهج هؤلاء جميعاً و أيدلوجياتها نجدها متطابقة تطابقاً كامل و لا إختلاف إلا في شيئين سياقة الأفكار اللغوية أو أختلاف أشخاص قادتها إذن مبرر تعددها هو الخلاف على الاشخاص القيادية و المواقف التي لا تحتكم لا لمنهج ولا لقاعدة. الوجدان واحد و الفكر واحد و الوطن واحد لذا ما صعب على حزب السلطة الحاكم استقطاب الكثير من قواعد تلك الكيانات بجاذبية بريق السلطة وزهو النجاح و الانجاز الاقتصادي الذي سنح لهم تحقيقه إقصاءهم الأخرين و خلق نوع من الاستقرار و خفة التهاتر و التنازع السياسي . فلما لا يتجردوا جميعاً و يجتمعوا في كيان واحد و يطرحوا الأمر و الحاكمية لقواعدهم موحدة إذا كانت لديهم حقاً حاكمية لدى القواعد أو المبادئ ليتحقق استقراركامل و يكون الإنجاز فيما ينفع الناس أكبر. أخوان مسلمون أنصار سنة أيضاً هؤلاء لا خلاف في النهج بينهم سوى مسميات الكيان. و أحزاب يسار لا تفرق بينهم إلا إذا حدثك أحدهم عن مسماه و قادته فبالأسماء و القيادات فقط يتمايزون . و كيانات أخرى أفرزتها ظروف و طرحت نفسها كحاملة لقضايا إقليمية ستكون مستقبلاً و بكل تأكيد كيان سياسي يتبني نهج و يسعى لسلطة (عدل و مساوى حركة تحرير السودان موتمر البجا الأسود الحرة و جناح فلان وعلان ) هل ستحل نفسها بعد الوصول لغاياتها من تحقيق عدل أو تحرير !! لتجنب القبلية و الإقليمية و الجهوية إذا كان الخيار و طن واحد .
و من مظاهر التطرف الذي نعيشه و لاوازمه سؤ الظن بالآخرين و النظر اليهم من خلال منظار أسود يخفي حسناتهم على حين يضخم سيئاتهم فالأصل عند المتطرف الاتهام و الأصل في الاتهام الإدانة خلافاً لما تقرره الشرائع و القوانين أن المتهم بريء حتى تثبت ادانته . و ايضاً الغلو و السفور في العداء و استجلاب و اختراع الأخبار الرائعة و المروعة و كذلك الغرور بالنفس و الازدراء للغير و من هنا كانت اول معصية في العالم معصية ابليس و حسبنا في التحذير من ذلك الحديث النبوي الصحيح ((اذا سمعتم الرجل يقول "هلك الناس " فهو أهلكهم )). و كذلك التزام مبدأ رفض كل ما يأتي به الأخر و إن كان صواب و قوي المنطق تجاهله و مبلغ هذا التطرف و غايته يمثل حين يسقط حرمة و عصمة الآخرين و يستبيح دماءهم و أموالهم و لا يرى لهم حرمة و لا ذمة و إعمال التشهير و التحقير و التصنيف شبهتاً والشتم و الذهاب به لدرجات من البذاءة و العنف مبررين بأنه رد الفعل لأصل الفعل .
ببساطة يفترض أن يفهم أن الاختلاف يكون في السبل و الطرق التي يفترض أن تفضي كلها إلى أهداف خيرة للوطن و المواطن بكل الأطياف و لكن ماذا نقل إذا اصبح السبيل أو الطريقة هي غاية تهدم من أجلها الأوطان على رؤوس الجميع . و أن يوصف الأخ الشقيق بأنه العدو الذي يجب القضاء عليه و أن العدوء الحقيقى هو الجواد الكريم وراعي الحقوق .....................
| |
|
|
|
|