|
|
 الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية
|
وبه الإعانة بدءا وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتا ووصفا واسما
النبي صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم سيد الثقلين, مدَحَه من برأه فقال قرآناً : ( وَإنَّكُ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ومدحه تعالى على لسانه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم فقال: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ. وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشْفَّعٍ». ولم يقصد به الافتخار ولا التطاول على من تقدمه بل قاله بياناً لما أمر ببيانه وتبليغه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ولا فخر» لينفي ما قد يتطرق إلى بعض الأفهام السخيفة. قاله النووي. ومدحه صحابته بين يديه وأهدى إليهم مكافأة لهم ومدحه الأخيار وسيظل مدحه بينهم إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها, لأنه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم أهل لذلك وما قيل فيه من الناس فهو حق, بل دون المقام برغم كونه عند الجفاة غلواً, وهاهو ذا الإمام البوصيري يقول:
دع ما ادعته النصاري في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكمِ
ولم يقل أحدٌ بحمد الله أنه الله أو ابن الله بل سيدنا رسول الله. ولما كانت محبته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم هي الأس الذي عليه المدار, لقوله: «فَوَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ لا يؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حتى أكونَ أَحَبَّ إليهِ من والدِهِ وَوَلَدِهِ» وأخَصّ منه قوله لسيدنا الفاروق رضي الله عنه: «لا والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنه الآن واللّهِ لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسي. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: الآنَ يا عمرُ» لذلك عوَّل عليها السادة الأخيار, فعمروا بها خراب قلوبهم وتلذذوا بمتابعته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم في الفرض والنفل والقبض والبذل. وسعوا بعد ذلك في الناس بنورهم حباً في إيصال الخير إليهم, وتلطفوا بإفشاء السلام وإلانة الكلام وإطعام الطعام, عساها تصفو لهم آذان قلوب الانام. نظموا خلال محبوبهم ومزاياه ورتبوها في أشعارهم, وقدموها غضة يخطف بريقها ألباب السامعين فما أعونهم للسالكين وما أفتكهم بالشياطين وأقطعهم لأدبارهم. وكذلك ألحقوا بها كل الأوامر والنواه الشرعية, ولم يغفلوا عن تفاوت البرية. فهم يغنون من علومهم المعدمين ويذكِّرون العالمين فالذكرى تنفع المؤمنين.
أحاول ههنا أن أبين بعض الرسائل التي بثها المادحون في أمداحهم ونسأل الله تعالى التوفيق والحفظ من الزلل ويا حبذا لو يعينني الأخوان ببيان ماتجود به خواطرهم سواء بالنسبة للمدائح التي أعرضها أو أخرى تعجبهم يرون المشاركة بها.
هناك رواية مديح يقال لها المربع يبدأ بها المادحون لياليهم وحضراتهم, تقليدا نبدأ بواحدة منها يقول الشيخ أحمد الدقوني:
صـل على الرسول يا فاهِ أحـمـد أبي البـتـول والله
سـم يا لســاني بسم الله نـزه ذاتــه عـن أشـبـاه
قـدوس ربـي جلَّ إلـــهي ما اختص في محل ذو الجاه
أيـضـاً فوق محمد طـــهِ غنِّ ولوذ بمدحه ولاهـــــي
كونه الجاهه لا شك باهي يـوم تـتـغـيـر الأشـبـاهِ
بالاتنين لـيل والله كان وضع النبيل والله
أوريك يا زميل والله إرهاصه الجميل والله
انتكس الصنم والله والنهر انعدم والله
إبليس يوم قدم والله بالشهب اترجم والله
مكة اتشرفت والله والنار انطفت والله
قلوبنا أنصفت والله حبت ما جفت والله
من المعجزات والله نادى الشجرة جات والله
في كفه الحصاة والله سبح يا غناة والله
ينطق له الذراع والله خاطبه وأمره شاع والله
القوم الجياع والله كفاهم بصاع والله
براق الحجاز والله لاح من أم قزاز والله
خلى النوم خزاز والله نيتي أطير كباز والله
قال ابن الدقون والله ما صاغ في الفنون والله
لكن يا بنون والله حسنت الظنون في الله
الصلاة كرتين والله تملا السبعتين والله
عاني با المتن والله نور القبلتين والله
بدأ بالتنزيه والتقديس للمولى جل وعلا وأكد ذلك بنفي المكان عنه فقال: ما اختص في محل ذو الجاه. فالجاه ليس بالمكان. ودائما ما يبدأ المادح بالدعاء أو إطلاق توجيه معين في بيت أو بيتين والبيت عندهم أربع شطرات حيث يسكت المنشد ليكرر زملاؤه بداية القصيدة ويقال لذلك بالدارجة( شيل الصلاة ) وبعد ذلك يثني بذكر الحبيب صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.. نواصل باذن الله
(عدل بواسطة محمد ميرغني عبد الحميد on 01-24-2006, 01:50 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
ثم يتوجه أمره لنفسه بمدح الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وأن تلوذ به وأن يكون به لهوها فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. لماذا؟؟ لأن جاهه عريض يوم تبدل الأرض والسموات.
ثم توجه الحديث إلى ميلاده صلى الله عيه وآله وصحبه وسلم فذكر اليوم والوقت ( بالإثنين ليل ) وتغافل عن الشهر والعام ولكنه ذكرها في مواضع أخر. ثم نبه زميله أو مستمعه أنه سيوريه إرهاصاته الجميلة بجمال ما تبشر به,والإِرْهاصُ: الإِثْبات كما في لسان العرب. قال ابن حجر:
وفي حديث مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه وكان قد أتت عليه خمسون ومائة سنة قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم انكسر إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فلما أصبح كسرى أفزعه ما وقع، فسأل علماء أهل مملكته عن ذلك فأرسلوا إلى سطيح فذكر القصه بطولها أخرجها ابن السكن وغيره في ” معرفة الصحابة”.وأما رجم إبليس بالشهب بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ففي صحيح البخاري: ( عن ابن عباسٍ قال: انْطَلَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في طائِفَةٍ منْ أصحابه عامِدِين إلى سُوقِ عُكاظٍ، وقد حِيلَ بين الشَّياطين وبين خَبَر السماء، وأُرسِلَت عليهم الشهُب، فَرَجَعَتِ الشياطين، فقالوا: ما لَكُم؟ فقالوا: حِيلَ بينَنا وبين خَبر السَّماء، وأُرِسلَت عليْنا الشهُب........ ) وفي الأمر تفصيل أسهب فيه الإمام ابن حجر تكفينا فقط هنا الإشارة إليه.
ثم يقول الدقوني: مكة اتشرفت أي بقدومه, والنار سبق ذكرها قبل قليل. ثم يتحدث بلسان حال المؤمنين بأن قلوبهم قد أنصفت بأن حبت هذا الحبيب وما جفته. نواصل باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: من المعجزات والله نادى الشجرة جات والله
في كفه الحصاة والله سبح يا غناة والله
ينطق له الذراع والله خاطبه وأمره شاع والله
القوم الجياع والله كفاهم بصاع والله |
ثم يتوجه الحديث إلى طرف من معجزاته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم, فيتناول الراوي حادثة ندائه للشجرة التي جاءت في سنن الدارمي وصحيح ابن حبان ولفظه:
عن ابنِ عمرَ ، قال : كُنّا مَعَ النَّبيِّ في سفرٍ، فأقبلَ أَعرابيٌّ، فلمَّا دنا منهُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَيْنَ تُرِيدُ؟» قالَ: إلى أهلي، قالَ: «هَلْ لَكَ إلى خَيْرٍ؟» قالَ: ما هُوَ؟ قالَ: «تَشْهَدُ أَنْ لا إلٰهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُهُ»، قالَ: هَلْ مِنْ شاهِدٍ على ما تقولُ؟ قالَ : «هٰذهِ السَّمُرَةُ»، فدعاها رسولُ اللَّهِ وهي بِشَاطِىءِ الوادي، فأقبلتْ تَخُدُّ الأَرْضَ خَدَّاً حتَّى كانتْ بَيْنَ يديهِ، فاستشهدها ثلاثاً، فشهدت أنَّهُ كما قالَ، ثُمَّ رجعتْ إلى مَنْبَتِهَا، ورَجَعَ الأعرابيُّ إلى قومِهِ، وقالَ: إنْ يتبعوني أَتَيْتُكَ بهمْ، وإلَّا رَجَعْتُ إليكَ، فكنتُ معكَ. أما تسبيح الحصى ففيه عند ابن حجر في فتح الباري: وقد اشتهر تسبيح الحصى، ففي حديث أبي ذر قال ” تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهن في يد عمر فسبحن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن ” أخرجه البـزار والطبراني في ” الأوسط ” وفي رواية الطبراني ” فسمع تسبيحهن من في الحلقة ” وفيه ” ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن ” مع أحد منا ”.
أما نطق الذراع ففيه عند أبي داود: عن ابنِ شِهَابٍ ، قالَ: «كَانَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ الله يُحَدِثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مُصْلِيَةً ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فأَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الذِّرَاعَ فأَكَلَ مِنْها وَأَكَلَ رَهْطٌ مِنْ أَصحَابِهِ مَعَهُ، ثُمَّ قالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ارْفَعُوا أَيْدِيكُم، وَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا فقالَ لَها: أَسَمَمْتِ هٰذِهِ الشَّاةَ؟ قالَتْ الْيَهُودِيَّةُ مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قالَ: أَخْبَرَتْنِي هٰذِهِ في يَدِي للذِّرَاعُ. قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: فمَا أَرَدْتِ إلَى ذَلِكَ؟ قالَتْ قُلْتُ: إنْ كَانَ نَبِيَّاً فَلمْ يَضُرَّهُ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيَّاً اسْتَرَحْنَا مِنْهُ، فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُعَاقِبْهَا، وَتُوفِّيَ بَعْضُ أَصحَابِهِ الذَّيِنَ أَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَاحْتَجَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى كَاهِلِهِ مِنْ أجْلِ الَّذِي أكَلَ مِنَ الشَّاةِ حَجَمَهُ أبُو هِنْدٍ بالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ ـ وَهُوَ مَوْلَى لِبَنِي بَيَاضَةَ مِنَ الأنْصَارِ».
أما تكثير الطعام القليل ففيه أحاديث منها في البخاري: عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ يَدِي وَلَاثَتْنِي بِبَعْضِهِ ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَهَبْتُ بِهِ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ النَّاسُ فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ بِطَعَامٍ فَقُلْتُ نَعَمْ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَعَهُ قُومُوا فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ فَقَالَتْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو طَلْحَةَ مَعَهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا عِنْدَكِ فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً فَأَدَمَتْهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ثُمَّ خَرَجُوا ثُمَّ قَالَ ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا وَالْقَوْمُ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا. قال ابن حجر هنا: وعند أبي يعلى من طريق محمد بن سيرين عن أنس ” أن أبا طلحة بلغه أنه ليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام، فذهب فأجر نفسه بصاع من شعير بعمل بقية يومه ذلك ثم جاء به.
وفي سنن الدارمي: فقال جابرٌ: كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الخندقِ نحفِرُهُ فلبِثْنَا ثلاثةَ أيامٍ لا نطعَمُ طعامَاً ولا نقدِرُ عليهِ، فعرضَتْ في الخندقِ كديةٌ، فجِئْتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ هَذِهِ كُدْيَةٌ قَدْ عَرَضَتْ في الخندقِ فرشَشْنا عليها الماءَ، فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وبطنُهُ معصوبٌ بحجرٍ، فأخذَ المعولَ أو المسحاةَ ثم سمَّى ثلاثاً ثُمَّ ضَرَبَ فعادَتْ كثيباً أُهِيلَ، فلما رأيتُ ذلكَ مِنْ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ ايذنْ لي قالَ: فأَذَنْ لي فجئتُ امرأتي فقلتُ ثكلتكِ أُمُّكِ فقلتُ قدْ رأيتُ من رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيئاً لا صبْرَ لي عليهِ، فهل عندكِ من شيءٍ فقالت: عندي صاعٌ من شعيرٍ وعنَاقٌ قال فطحَنّا الشعيرَ وذبحنا العناقَ وسلخْتُها وجعلتُها في البرمةِ وعجنتُ الشعير، ثم رجعتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلبِثْتُ ساعة، ثم استأذنتُهُ الثانيةَ فأذِنَ لي فجئتُ، فإذا العجينُ قد أمكَنَ فأَمَرْتُهَا بالخبز وجعلْتُ القِدْرَ على الأثافيّ قال أبو عبدِالرحمن: إنما هي الأثافي ولكن هكذا. قال: ثم جئتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إِنَّ عندَنا طُعيماً لنا، فإنْ رأيتَ أَنْ تقومَ معي أنتَ ورجُلٌ أو رجلانِ معكَ فقال: «وكم هُو؟» قلت: صاعٌ من شعيرٍ وَعَناقٌ فقال: «ارجِعْ إلى أهلَكَ وقل لَهَا لا تنزِعِ القِدْرَ من الأثافيّ، ولا تُخْرِجِ الخبزَ من التنورِ حتى آتي» ثم قال للناس: «قوموا إلى بيتِ جابرٍ» قال: فاستحييتُ حياءً لا يعلمُهُ إلاَّ اللَّهُ، فقلتُ لامرأتي: ثكلتكِ أُمُّكِ قد جاءكِ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بأصحابِهِ أجمعين، فقالت: أكانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم سأَلَكَ كم الطعامُ فقلت: نعم. فقالت: اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قد أخبَرْتَهُ بما كان عندَنا قال: فذهب عني بعض ما كنتُ أجِدُ وقلتُ: لقد صدقْت. فجاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخلَ ثم قال لأصحابه: «لا تضاغِطُوا»، ثُمَّ بَرَكَ على التنورِ وعلى البرمةِ، قال: فجعلْنا نأخُذُ من التنورِ الخبزَ ونأخُذُ اللحمَ مِن البرمةِ فنثرِدُ ونغرُفُ لهُم، وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ليجلِسْ على الصحفةِ سبعةٌ أو ثمانية» فإذا أكلوا كشفْنا عن التنورِ وكشفْنا عن البرمةِ فإذا هما املأُ مما كانا، فلم نَزَلْ نَفْعَلُ ذَلِكَ كلما فَتَحْنا التنورَ وَكَشَفْنَا عن البرمةِ وجدناهما املأَ ممّا كانا حتى شبعَ المسلمونَ كلهُم، وبقي طائفةٌ من الطعام، فقال لنا رسولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الناسَ قد أصابتهم مخْمَصَةٌ فكُلُوا واطْعَمُوا» فلم نزلْ يومَنا ذلك، نأكُلُ وَنُطْعِمُ قال: وأخبرَنِي أنهُمْ كانُوا ثمانَ مائةٍ أو قالَ ثلاثَ مائةٍ قال أيمنُ لا أدري أيُّهُمَا قال.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أقول موافقا لقرآن ربي: ( فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً) (17 المزمل) وموافقا لما في الصحيحين بعين هذا الوصف المهيب, حينها تظهر عظمة منزلة الحبيب لدى باريه ففي البخاري: عن أنسٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «يجتمعُ المؤمنون يومَ القيامةِ فيقولون: لو استَشفَعنا إلى ربنا، فيأتونَ آدمَ فيقولون: أنت أبو الناس، خَلَقَك الله بيدِهِ، وأسجدَ لك مَلائكتهَ، وعلَّمكَ أسماءَ كلِّ شيءٍ، فاشفَعْ لنا عندَ ربِّك حتى يُريحَنا من مكانِنا هذا. فيقول: لستُ هناكم ـ ويذكرُ ذنبَهُ فَيستحي ـ ائتوا نُوحاً فإِنه أوَّلُ رسولٍ بَعَثهُ الله إلى أهل الأرض. فيأتونَهُ فيقول: لستُ هُناكم ويذكرُ سؤاله ربَّه ما ليسَ له به علم، فيَستحي فيقول ـ ائتوا خليلَ الرحمن. فيأتونَهُ، فيقول: لستُ هُناكم ائتوا موسى عبداً كلمهُ الله وأعطاه التوراةَ، فيأتونه فيقول: لست هناكم ـ ويذكرُ قتلَ النفسِ بغيرِ نفس ـ فيستحي من ربهِ فيقول ـ ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمةَ اللَّهِ ورُوحَه، فيقول لست هُناكم، ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم عبداً غفرَ اللَّهُ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ وما تأخَّر، فياتوني، فأنطلِقُ حتى أستأذِنَ على ربي فيُؤْذَن لي، فإِذا رأيتُ ربي وقعتُ ساجِداً، فيَدَعُني ما شاء الله، ثم يُقال: ارفَعْ رأسَك، وسَلْ تُعطَه، وقُل يُسمَع، واشفعْ تُشفَّع. فأرفَعُ رأسي، فأحمدُهُ بتحميدٍ يُعلِّمنيه، ثم أَشفع، فَيَحدُّ لي حَدّاً، فأُدخِلُهُم الجنَّة. ثمَّ أعوذُ إليه، فإِذا رأيتُ ربي ـ مِثلَه ـ ثم أشفعُ، فيحدُّ لي حدّاً، فأدخلهمُ الجنَّة. ثمَّ أعودُ الثالثةَ، ثمَّ أعودُ الرابعةَ فأقول: ما بقيَ في النار إلاّ من حَبَسَهُ القرآن ووجبَ عليه الخلود». فهاهو تقدمه على الخلائق طُرَّاً وهاهو حمله لحمول أمته المثقلة بالكبائر.
Quote: لو تكتفي من نعته هذا اذكر نعت الصفي
في ثغره كان إن فر يا عارف يخفى البريق وكتين لاح رفرف |
لو تكتفي يا أيها الحواري من نعته, لفرط جماله ولحلاوته سرد خصاله, لو تكتفي هانذا أذكر لك من وصف من اصطفاه مولاه. فهو ذو ثغر لو تبسم لأخذ الألباب حسنه مُعجزا للبرق عندما يلوح في الظلام, وهاهو ذا الإمام مسلم كما ابن حبان يقول بأنه: كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْراً . أما الإمام النبهاني في وسائل وصوله إلى شمائل رسوله فيقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتر ضاحكا.. افتر عن مثل البرق إذا تلألأ, وعن مثل حب الغمام.
Quote: قامة الرسول كان ربعة مايلة الطول قالوا الفحول
إن جلس بين الناس يسمو ويطول كونه الله زاده شرف يا أهل العقول |
أما قامته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم فهو مربوع يميل إلى الطول ولو جلس مع أصحابه طالهم وما هذا الذي قلت لك أيها الحواري اللبيب إلا لكون الله تعالى قد زاده شرفا فوق شرف كما حكاه فحول العلماء كالإمام أحمد الذي روى: « أن رجلاً سأل علياً رضي الله فقال : يا أمير المؤمنين انعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفه لنا فقال : كان ليس بالذاهب طولاً وفوق الربعة ، إذا جاء مع القوم غمرهم أبيض ، شديد الوضح ، ضخم الهامة ، أغر ، أبلج ، هدب الأشفار ، شثن الكفين والقدمين إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر في صبب كأنما العرق ، في وجهه اللؤلؤ ، لم أرَ قبله ولا بعده مثله بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم » . وكالإمام ابن حجر الذي يقول: ووقع في حديث عائشة عند ابن أبي خيثمة ” لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسبا إلى الطول، ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة ”
Quote: في المقلتين من غير كحل مكحول جد الحسين
الأنف رهيف مصقول والوجنتين نايرات وأزج قوسي الحاجبين |
أما عيونه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهي مكحولة خلقةً, فالنبهاني يقول أنه (أكحل العينين ) أما أنفه الشريف ووجنتيه وحواجبه الشريفة فقولنا هو أنه: ( أزج الحواجب؛ سوابغ في غير قرن, بينهما عرق يُدرُّه الغضب, أقنى العرنين, له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشمَّ, كث اللحية سهل الخدين....) وأزج الحواجب أي مقوسهما مع طول, وأقنى العرنين: طويل الأنف مع دقة أرنبته في وسطه بعض ارتفاع. قاله في الوسائل.
(عدل بواسطة محمد ميرغني عبد الحميد on 01-24-2006, 03:22 PM)
(عدل بواسطة محمد ميرغني عبد الحميد on 01-24-2006, 03:25 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الآي كتير كفى منه نطق السم الفي القصير
الضب نطق وأيضا مثله البعير وشهد بأنه رسول طفلاً صغير
انتقل الحديث إلى معجزاته الباهرة وهي علامات نبوته وآياتها الظاهرة وهي كثيرة جدا ولكني أكتفي منها هنا بالسم الذي دس في الذراع وخبره نقوله ولا نمل تكراره فعند أبي داود: عن ابنِ شِهَابٍ ، قالَ: «كَانَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ الله يُحَدِثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ سَمَّتْ شَاةً مُصْلِيَةً ثُمَّ أَهْدَتْهَا لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فأَخَذَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الذِّرَاعَ فأَكَلَ مِنْها وَأَكَلَ رَهْطٌ مِنْ أَصحَابِهِ مَعَهُ، ثُمَّ قالَ لَهُمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ارْفَعُوا أَيْدِيكُم، وَأَرْسَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلَى الْيَهُودِيَّةِ فَدَعَاهَا فقالَ لَها: أَسَمَمْتِ هٰذِهِ الشَّاةَ؟ قالَتْ الْيَهُودِيَّةُ مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قالَ: أَخْبَرَتْنِي هٰذِهِ في يَدِي للذِّرَاعُ. قالَتْ: نَعَمْ. قالَ: فمَا أَرَدْتِ إلَى ذَلِكَ؟ قالَتْ قُلْتُ: إنْ كَانَ نَبِيَّاً فَلمْ يَضُرَّهُ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ نَبِيَّاً اسْتَرَحْنَا مِنْهُ، فَعَفَا عَنْهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يُعَاقِبْهَا، وَتُوفِّيَ بَعْضُ أَصحَابِهِ الذَّيِنَ أَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَاحْتَجَمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى كَاهِلِهِ مِنْ أجْلِ الَّذِي أكَلَ مِنَ الشَّاةِ حَجَمَهُ أبُو هِنْدٍ بالْقَرْنِ وَالشَّفْرَةِ ـ وَهُوَ مَوْلَى لِبَنِي بَيَاضَةَ مِنَ الأنْصَارِ». ونسب النطق هنا إلى السم وأراد محله أي الذراع الذي سماه قصيرا هنا على جاري لغة بلادنا.
أما نطق الضب فعجيب خبره قد أورده الإمام الحافظ ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان في محفل من أصحابه إذ جاء إعرابي من بني سُلَيم قد صاد ضبَّاًوجعله في كُمِّه يذهب به إلى رحله فرأى جماعةً فقال: على من هذه الجماعة؟ فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه النبي, فشق الناس, ثم أقبل على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا محمد ما اشتملت النساءُ على ذي لهجة أكذب منك وأنقص, ولولا أن تسميني العربُ عجولاً لعجلتُ عليك فقتلتك, فَسَرَرْتُ بقتلك الناسَ أجمعين. فقال عمر: يا رسول الله دعني أقتله, فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( أما علمتَ أنَّ الحليم كاد يكون نبياً) ثم أقبل الإعرابي على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: واللات والعزى لا آمنتُ بك وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( يا إعرابي ما حملك على أن قلت ما قلت, وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي) قال: وتكلمني أيضاً.. استخفافا برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ,- واللات والعزى لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا الضب, فأخرج الضب من كمه, فطرحه بين يدي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: إن آمن بك هذا الضب آمنت بك, فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( يا ضب ) فكلمه الضبُّ بلسان عربي مبين يفهمه القوم جميعاً: لبيك وسعديك يا رسول رب العالمين. فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( من تعبد؟ ) قال: الذي في السماء عرشه, وفي الارض سلطانه, وفي البحر سبيله, وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه. قال: ( فمن أنا يا ضب؟ ) قال: أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدَّقك وقد خاب من كذَّبك. فقال الإعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله حقا, والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إليَّ منك, وواله لأنت الساعة أحبُّ إليّ من نفسي ومن ولدي فقد أمنت بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي. فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( الحمد لله الذي هداك الدين الذي يعلو ولا يُُعلى, لا يقبله الله تعالى إلا بصلاة, ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن ) فعلمه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الحمدُ وقل هو الله أحد فقال: يا رسول الله ما سمعت في البسيط ولا في الرجز, أحسن من هذا, فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر, وإذا قرأت قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأت ثلث القرآن وإذا قرأت قل هو الله أحد مرتين فكأنما قرأت ثلثي القرآن وإذا قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فكأنما قرأت القرآن كله) فقال الإعرابي: نعم الإله فإن إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل, ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( اعطوا الإعرابي ) فأعطوه حتى أبظروه. ......... فخرج الإعرابي من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فتلقاه ألف إعرابي على ألف دابة, بألف رمح وألف سيف, فقال لهم أين تريدون؟ فقالوا نقاتل هذا الذي يكذب ويزعم أنه نبي, فقال الإعرابي: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقالوا لهك صبوت؟ فقال لهم: ما صبوت, وحدثهم هذا الحديث فقالوا بأجمعهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فبلغ ذلك النبي قتلقاهم في راداءٍ, فنزلوا عن ركابهم يقبِّلون ما رأوا منه وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله فقالوا: مرنا بأمرك يا رسول الله, قال: ( تدخلون تحت راية خالد بن الوليد ) قال فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعا إلا بنو سُلَيم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أما نطق البعير فأورده الهيثمي في مجمع الزوائد أيضا والآية وقعت لدى العودة من غزوة ذات الرقاع التي تسمى غزوة الأعاجيب يقول سيدنا جابر بن عبد الله : .... وأقبلنا حتى إذا كنا بمهبط من الحرة وأقبل جمل يرقل ( أي يعدو ) فقال أي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم: ( أتدرون ما قال هذا الجمل؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ( هذا جمل جاءني يستعديني على سيده يزعم أنه كان يحرث عليه منذسنين حتى إذا أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد أن ينحره إذهب يا جابر إلى صاحبه فأت به ) فقلت: يا رسول اللهما أعرف صاحبه. قال: ( إنه سيدلك عليه ) قال: فخرج بين يديه مُعْنِقاً حتى وقف بي في مجلس بني خطمة. فقلت: أين ربُّ هذا الجمل قالوا هذا جمل جمل فلان بن فلان فجئته: أجب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم, فخرج معي حتى جاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( جملك يستعدي عليك زعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجربته وأعجفته وكبر سنه ثم أردت أن تنحره ) فقال: والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك. فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( بعنيه ) قال: نعم يا رسول الله, فابتاعه منه ثم سيَّبه في الشجر حتى نصب سناما, فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الانصار من نواضحهم شيءٌ أعطاه إياه فمكث بذلك زمانا.
أما شهادة الطفل فقد أورد خبره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة: (... أنبأنا معرض بن عبدالله بن معرض بن معيقيب عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال حججت حجة الوداع فدخلت مكة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه القمر وسمعت منه عجبا جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لف في خرقة بيضاء فقال له من أنا قال أنت رسول الله قال صدقت بارك الله فيك ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شب قال معرض فكنا نسميه مبارك اليمامة وذكره البيهقي من طريق الكديمي... )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: ما الليل جن من طيبة يا عشاق أرياحه جن
حرمت على العينين سنة الوسن من شوق رسول الله شارع السنن
يارب على المختار صل عد ما صب وابلِ
النبت للزيتون والسنبلِ يلبس بها ابن دقون حلَّة وحُلِي |
أبثكم حالي يا عشاق المحبوب فإنني كل ما أظلم ليلي أتنسم من طيبة أرياح حبيبي الطيبة فيطرد الشوق إليه نوم عيني.
صل يا رب على من اخترته من بين خلقك عد ما صب الـمطر الشديد الضَّخْم القَطْرِ وكذا عد النبات حتى الزيتون وعد السنبل لتعود بركات هذه الصلاة الكثيرة على الدقوني بكسوتها وزينتها آمين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
قال الشيخ طيفور الدقوني رضي الله تعالى عنه:
المحبك ساري شوقك يام قله الفي الفؤاد نوسار زاد عليك حساري
باسمك الستار باري الانفاس هب لي منك ستار
اقبلن اوتاري ارحم الاسلاف وبارك الاعتار
اقض كل اوطاري للرسول اظعن نوقي في الاقطار
انتشق اعطار سوحه النادي وغيثه المطار
صفوه الجبار طه ناسوت الوصل باب الباري
فوقه جالي غباري بنظم الاشعار دابي ياعبار
بيه جاد البر الكيان طابت بي وضوعه البر
بحرها والبر بالشهب طرد ابليس وجنده فر
خيره عم وفاض الوجود كله صار امان ورياض
لاجله قال عياض هدد الايوان والنهر قد غاض
كنزي مابتباهي وجهه البدرين ضي جماله سباها
الرسل وانباها امكنن مجدا فاق حيا الفي خباها
بالغيوب محيطا في سرا المحبوب انبا بالتطئيطا
في السحر في مخيطا ستي بي لامع نوره تدخل خيطا
معجزاته كتيره منها طي الناي والغمام في السيرا
كان بمسه يسيره باركه وبدعاه الراسيات تسيرا
الرمد بي تفله طبي ابرا وعين قتاده وضف له
الرجل والطفل والاجاج حلا الفاق لذي الكفل
جيت وقيع يا عمادي باهل ذاك المطمر يرمو انجاد
والسنداب يالهادي والمناصير جملة واهالي سقادي
قول لي في الدارين في حماي وضماني وهم جيراني
في الثمانية جنان يلقو مقصودم وينظروا الديان
النسيم عرفه حرك الاشجان بانتشاقه وكرفه
من كحيل الطرف الفؤاد محروق بالغرام صار صرف
الصلاه المسبوكة بالسلام لك من باري المسموك
عد علاك وسموك قول لي طيفورا سهمي لليرموك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: المحبك ساري شوقك يام قله الفي الفؤاد نوسار زاد عليك حساري |
أخاطبك يا طيبة يا من سرى محبك ليله إليك يا من هرى شوقي إليك فؤادي تزيد كل حين حسرتي على بعدي عنك.
Quote: باسمك الستار باري الانفاس هب لي منك ستار
اقبلن اوتاري ارحم الاسلاف وبارك الاعتار |
أسألك باسمك الستار يا باري الأنفاس أن تهبني ستارا يقيني كل سوء, وأن تقبل نظمي وترحم سلفي وتبارك خلفي.
Quote: اقض كل اوطاري للرسول اظعن نوقي في الاقطار
انتشق اعطار سوحه النادي وغيثه المطار |
وأسألك أن تقضي كل حوائجي وأن تعجل بشد رحالي عبر هذه البلاد إلى ديار الحبيب كي أنتشق أعطارها واستمطر فيوضه وبركاته.
Quote: صفوه الجبار طه ناسوت الوصل باب الباري
فوقه جالي غباري بنظم الاشعار دابي ياعبار |
حبيبي صفوة ربي من خلقه وصلتهم به التي جاءتهم في صورة إنسان, فهو باب من براه, ولأنه مزيل كدري يوم تتكدر الوجوه فهانذا أنظم جميل صفاته وكريم سجاياه تواً فاعذروني يا أهل العبارة.
Quote: بيه جاد البر الكيان طابت بي وضوعه البر
بحرها والبر بالشهب طرد ابليس وجنده فر |
جاد به العَطُوفُ الرحيم اللطيف الكريم فطابت الأكوان بميلاده لبره بها بحرا وبراً وانظر لبره بأهل السماء عند بعثته حيث طرد أبليس وألزم جنده الفرار كما حكاه البخاري: ( انطَلَق النبيّ صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابهِ عامِدِينَ إِلى سوقِ عُكاظَ، وقد حِيلَ بينَ الشياطينِ وبينَ خَبرِ السماءِ، وأُرسِلَتْ عليهمُ الشُّهبُ، فرجعَتِ الشياطينُ إِلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقالوا: حِيلَ بينَنا وبينَ خَبر السماءِ، وأُرسِلَتْ علينا الشُّهبُ. قالوا: ما حالَ بينَكم وبينَ خَبرِ السماءِ إِلاّ شيءٌ حدثَ، فاضرِبوا مَشارقَ الأرضِ ومَغارِبَها فانظُروا ما هذا الذي حالَ بينَكم وبينَ خَبرِ السماءِ. فانصرَفَ أولئك الذِينَ تَوجَّهوا نحوَ تِهامةَ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهوَ بنخلةَ عامدِينَ إِلى سُوقِ عُكاظَ وهو يُصلي بأصحابهِ صلاةَ الفجرِ، فلمَّا سَمِعوا القرآنَ استَمعوا له فقالوا: هٰذا واللهِ الذي حال بينكم وبينَ خبرِ السماءِ.... )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: خيره عم وفاض الوجود كله صار امان ورياض
لاجله قال عياض هدد الايوان والنهر قد غاض |
خيره العام الفائض هو ( وما أرسلناك إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) والعالمين هم ما سوى الله تعالى. أما الأمان ففي البخاري: عَبْدِ الْحَمِيدِ هُوَ ابْنُ كُرْدِيدٍ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فَنَزَلَتْ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَمَا لَهُمْ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الْآيَةَ. وروى الترمذي عن أبي بُرْدَةَ بنِ أبي مُوسَى عن أبِيهِ ، قال: قال رَسولُ الله : «أَنْزَلَ الله عَلَيَّ أَمَانَيْنِ لأُمَّتِي: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ، وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} فإذا مَضَيْتُ تَرَكْتُ فِيهِمْ الاسْتِغْفَارَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . هذا ولاجل بيان فضل نبيك نقل القاضي عياض في كتاب الشفاء خبر إيوان كسرى الذي تكسرت شرفاته وخبر نهر ساوة الذي غاض ماؤه.
Quote: كنزي مابتباهي وجهه البدرين ضي جماله سباها
الرسل وانباها امكنن مجدا فاق حيا الفي خباها |
محبوبي الذي أكنزه ليوه شدتي لا يتباهى ولو قال ما يحسبه الجاهل فخراً فهو إنما يبلغ عن مولاه, هذا برغم ما لديه من أسباب الفخر فجمال وجهه الشريف لو قورن بالشمس والقمر لسلبهما حسنهما. ولو قارنته بالأنبياء والرسل لوجدت أنه أفضلهم وانظر مصداق ذلك في البخاري: ححدَّثَنا جابرُ بنِ عبدِ اللّهِ قال: قال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «أُعطِيتُ خَمساً لم يُعطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأنبِياءِ قبلي: نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شَهرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ مَسجداً وَطَهوراً، وَأَيُّما رَجُلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْهُ الصلاةً فلْيُصلِّ، وَأُحِلَّتْ ليَ الغَنائمُ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إِلى قَوْمهِ خاصَّةً وَبُعِثتُ إِلى الناسِ كافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفاعةَ» ومع هذا فكيف حياءه؟؟ في البخاري:
عن أبي سعيدٍ الخُدْريّ رضيَ اللهُ عنه قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً منَ العذراءِ في خِدْرها».
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: بالغيوب محيطا في سرا المحبوب انبا بالتطئيطا
في السحر في مخيطا ستي بي لامع نوره تدخل خيطا |
أما الغيبيات فهي شهادة عند حضرته وبراهين ما قلته لك يعز حصرها ولكن يكفك ما رواه البخاري: عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللّهِ مَقَاماً. مَا تَرَكَ شَيْئاً يَكُونُ فِي مقَامِهِ ذٰلِكَ إِلَىٰ قِيَامِ السَّاعَةِ. إِلاَّ حَدَّثَ بِهِ. حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ. قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَـٰولاَءِ. وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ. كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ. ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ.
أما التطئيطا فأظنه تصحيف وقع في النسخ والصحيح تأطيط والله أعلم. ولو كان الأمر كذلك يكون المقصود أنه صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلم أخبر بأطيط السماء عند إسرائه, ففي الترمذي: عن أَبي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : «إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لله سَاجِداً . وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيراً، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بالنِّسَاءِ عَلَى الفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى الله لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ» ولكن يعكر على ما ذهبت إليه عدم حصولي على الرابط بين خبر الترمذي هذا وحادثة الإسراء والله تعالى أعلم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: في السحر في مخيطا ستي بي لامع نوره تدخل خيطا |
في وقت السحر سيدتي أم المؤمنين عائشة تدخل خيطها في إبرتها بنور وجه الحبيب, وهذا الخبر أورده الإمام السيوطي في الخصائص الكبرى في الجزء الأول الصفحة الثانية والستون, وكذلك ورد في دلائل النبوة للأصبهاني في الجزء الأول الصفحة الثالثة عشر بعد المائة ولفظه: عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع نور وحهه فضحكت فقال يا حميراء بم ضحكت قلت كان كيت وكيت فنادى بأعلى صوته ياعائشة الويل ثم الويل ثلاثا لمن حرم النظر إلى هذا الوجه).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: معجزاته كتيره منها طي الناي والغمام في السيرا
كان بمسه يسيره باركه وبدعاه الراسيات تسيرا |
ومعجزاته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم كثيرة أذكر لك منهما إنطواء المسافات البعيدة له كما رواه الإمام الإمام أحمد: عن أبي هريرة قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فكنت إذا مشيت سبقني فأهرول، فإذا هرولت سبقته، فالتفت إليّ رجل إلى جنبي، فقلت: تطوى له الأرض وخليلي إبراهيم». وروى قريبا منه الترمذي وابن حبان.
أما إظلال الغمام له فعَن أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَن أَبِيهِ قال،: «خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ النبيُّ في أَشْيَاخٍ مِنْ قرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطَوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَلْتَفِتُ، قالَ فهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ فقالَ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. فقالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عِلْمُكَ؟ فقالَ إنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الَعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ إلاّ خَرَّ سَاجِداً. وَلاَ يَسْجُدَانِ إلاّ لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَع لَهُمْ طَعَاماً فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رِعْيَةِ الإبِلِ فقالَ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فأقبَلَ وعليه غمامةٌ تُظِلُّهُ، فلمّا دَنَا مِنَ القومِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إلى فَيْءِ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فقالَ انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ. قالَ فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِمْ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أنْ لاَ يَذْهَبُوا بِهِ إلى الرُّومِ فإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأوْهُ عَرَفُوهُ بالصِّفَةِ فَيَقْتُلُونهُ، فالْتَفَتَ فإِذَا بِسَبْعَةٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ فاسْتَقْبَلَهُمْ فقالَ: ما جَاءَ بِكُمْ؟ قالُوا جِئْنَا إِنَّ هَذَا النبِيَّ خَارِجٌ في هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إلاّ بُعِثَ إِلَيْهِ بِأُنَاسٍ وإنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ فَبَعَثَنَا إلى طَرِيقِكَ هَذَا، فقالَ هَلْ خَلْفَكُمْ أَحَدٌ هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قالُوا إِنَّمَا أُخْبرْنَا خَبره بطَرِيقِكَ هَذَا. قالَ أَفَرَأَيْتُمْ أَمْراً أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟
وكان يبارك اليسير بمسه فيكثره ووقع ذلك في الماء والطعام واللبن والتمر أما الماء فخبره في الصحيحين وغيرهما ولفظ مسلم: ( ... فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : «يَا جَابِرُ نَادِ بِوَضُوءٍ» فَقُلْتُ: أَلاَ وَضُوءَ؟ أَلاَ وَضُوءَ؟ أَلاَ وَضُوءَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ مَا وَجَدْتُ فِي الرَّكْبِ مِنْ قَطْرَةٍ. وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللّهِ الْمَاءَ. فِي أَشْجَابٍ لَهُ، عَلَىٰ حِمَارَةٍ مِنْ جَرِيدٍ. قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «انْطَلِقْ إِلَىٰ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ الأَنْصَارِيِّ، فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ؟» قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ قَطْرَةً فِي عَزْلاَءِ شَجْبٍ مِنْهَا، لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاَّ قَطْرَةً فِي عَزْلاَءِ شَجْبٍ مِنْهَا. لَوْ أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يَابِسُهُ. قَالَ: «اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ» فَأَتَيْتُهُ بِهِ. فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ. وَيَغْمِزُهُ بِيَدَهِ. ثُمَّ أَعْطَانِيهِ فَقَالَ: «يَا جَابِرُ نَادِ بِجَفْنَةٍ» فَقُلْتُ: يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ فَأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ. فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ بِيَدِهِ فِي الْجَفْنَةِ هٰكَذَا. فَبَسَطَهَا وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. ثُمَّ وَضَعَهَا فِي قَعْرِ الْجَفْنَةِ. وَقَالَ: «خُذْ. يَا جَابِرُ فَصُبَّ ع2لَيَّ. وَقُلْ: بِاسْمِ اللّهِ» فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: بِاسْمِ اللّهِ. فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِـعِ رَسُولِ اللّهِ . ثُمَّ فَارَتِ الْجَفْنَةُ وَدَارَتْ حَتَّىٰ امْتَلأَتْ. فَقَالَ: يَا جَابِرُ نَادِ مَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ» قَالَ: فَأَتَىٰ النَّاسُ فَاسْتَقَوْا حَتَّىٰ رَوُوا. قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللّهِ يَدَهُ مِنَ الْجَفْنَةِ وَهِيَ مَلأَىٰ. وَشَكَا النَّاسُ إِلَىٰ رَسُولِ اللّهِ الْجُوعَ. فَقَالَ: «عَسَىٰ اللّهُ أَنْ يُطْعِمَكُمْ» فَأَتَيْنَا سِيفَ الْبَحْرِ. فَزَخَرَ الْبَحْرُ زَخْرَةً. فَأَلْقَىٰ دَابَّةً. فَأَوْرَيْنَا عَلَىٰ شِقِّهَا النَّارَ. أما الطعام فقد مرَّ خبر أقراص شعير أم سُلَيم وصاع جابر وشاته في غزوة الخندق. أما اللبن ففي البخاري: حدثنا مجاهدٌ أنَّ أبا هريرةَ كان يقول: «الله الذي لاإلهَ إلا هو، إنْ كنتُ لأعتمدُ بكبِدي على الأرض منَ الجوع، وإن كنت لأشد الحجرَ على بطني منَ الجوع. ولقد قعدْت يوماً على طريقهم الذي يَخرجونَ منه، فمرَّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ماسألتُه إلاّ ليُشبعَني، فمرَّ ولم يفعَل، ثم مرَّ بي عمرُ فسألته عن آية من كتاب الله، ماسألته إلا ليشبعني، فمرَّ فلم يفعل، ثمَّ مرَّ بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسمَ حينَ رآني وعرَف ما في نفسي ومافي وَجهي، ثم قال: يا أبا هِرٍّ، قلتُ: لبَّيكَ رسول الله، قال: الحَقْ، ومَضى. فتَبعتُه، فدخل فاستأذَنَ فأذن لي، فدخَلَ فوجد لبَناً في قَدَح فقال: من أين هذا اللبن؟ قالوا: أهداهُ لكَ فلان ـ أو فلانة ـ قال: أبا هِرّ، قلت لبَّيكَ يا رسول الله، قال: الحَقْ إلى أَهلِ الصُّفة فادعُهم لي. قال: وأهلُ الصفة أضيافُ الإسلام، لايأوُون على أهلٍ ولا مال ولاعلى أحدٍ، إذا أتَتْهُ صدَقة بعثَ بها إليهم ولم يَتناوَلْ منها شيئاً، وإذا أتَتْه هديةٌ أرسلَ إليهم وأصابَ منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت وماهذا اللبن في أهلِ الصفة؟ كنتُ أحقَّ أن أصِيب من هذا اللَّبن شَربةً أتقوَّى بها، فإذا جاؤوا أمرني فكنتُ أنا أُعطيهم، وما عسى أن يَبلُغَني من هذا اللبن، ولم يكنْ من طاعة اللهِ وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بُد، فأتيتُهم فدَعَوتهم، فأقبَلوا فاستَأذنوا فأذِنَ لهم، وأخذوا مجالِسَهم من البيت. قال: يا أبا هرّ، قلت: لبيك يا رسولَ الله، قال: خذ فأعطهم، فأخَذتُ القدح فجعلتُ أعطيه الرجلَ فيَشرَبُ حتى يَروىَ، ثم يَرد عليَّ القدَح فأعطيهِ الرجلَ فيشرَبُ حتى يَروَى، ثم يَردُ عليَّ القدَح، فيشرَبُ حتى يَروَى، ثم يرُد عليَّ القدح، حتى انتهيتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد رَوِي القومُ كلهم، فأخذَ القدَحَ فوَضعهُ على يدهِ، فنظرَ إليَّ فتبسمَ فقال: أبا هرٍّ، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: بَقيتُ أنا وأنت. قلتُ: صدَقتَ يا رسول الله، قال: اقعد فاشرَب، فقعدتُ فشربت، فقال: اشرَبْ، فشربت، فما زال يقول: اشرب، حتى قلتُ: لاوالذي بَعثك بالحق، ماأجدُ له مَسلكاً. قال: فأرني، فأعطيتُه القدح، فحمدَ الله وسمَّى وشربَ الفَضْلة».
أما التمر في صحيح ابن حبان: عن جابرٍ ، قال : تُوُفِّيَ أبي وعليهِ دينٌ، فعرضتُ على غُرمائِهِ أنْ يأخُذوا التمر بما عليهِ، فأَبَوْا ولَمْ يَرَوْا أنَّ فيهِ وفاءً، فأتيتُ النَّبيَّ ، فذكرتُ ذٰلكَ لَهُ، فقالَ: «إذا جَدَدْتَهُ، فَوَضَعْتَهُ في المِرْبَدِ، فآذِنِّي»، فلما جددتُهُ، وضعتُهُ في المِرْبَدِ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ ، فجاءَ ومعهُ أبو بكرٍ وعمرُ، فجلسَ عليهِ، فدعا بالبركةِ، ثُمَّ قالَ: «ادْعُ غُرَمَاءَكَ فَأَوْفِهِمْ»، قالَ: فما تركتُ أحداً لَهُ على أبي دينٌ إِلَّا قضيتُهُ، وفَضَلَ ثلاثةَ عشرَ وَسْقَاً: سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لَوْنٌ، فوافيتُ مَعَ رسولِ اللَّهِ المَغْرِبَ، فذكرتُ ذٰلِكَ لَهُ، فضحكَ ، وقالَ: «ائْتِ أبا بكرٍ وعُمَرَ فَأَخْبِرْهُمَا ذٰلكَ»، فأتيتُ أبا بكرٍ وعمرَ، فأخبرتُهما، فقالا: إذ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ ما صَنَعَ قَدْ عَلِمْنَا أنَّهُ سيكونُ ذلكَ. وغير هذا كثير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الراسيات هي الثوابت الرواسخ ولكنها تسير طاعةً له لو دعاها صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم كماوقع في غزوة الأعاجيب السالف ذكرها عن جابر بن عبد الله قال: ..... ثم خرجنا فنزلنا منزلا صحراء ديمومة ليس فيها شجرة فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لجابر: ( يا جابر, انطلق, فانظر لي مكاناً ) يعني للوضوء, فانطلقت فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين, لو أنهما اجتمعتا سترتاه, فرجعت إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقلت: يا رسول الله لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك, فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ( انطلق إليهما فقل لهما: إن رسول الله يقول لكما اجتمعا), فخرجت, فقلت لهما, فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد, ثم رجعت فأخبرت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى قضى حاجته, ثم رجع فقال: ( ائتهما فقل لهما: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لكما: ارجعا كما أنتما ), فرجعتا.... وورد مثله عن سيدنا يعلى بن مرة أورده كله الحافظ الهيثمي في كتاب علامات النبوة من مجمع الزوائد. وقد يكون في الأمر إشارة إلى ما روته السيدة عائشة قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ( يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب ..... ) كذا في باب تواضعه من نفس الكتاب. وقريب منه في البيان والتعريف: قال أبو أمامة الباهلي: جاء ثعلبة إلى المصطفى ، فقال: يا نبيَّ الله ادعُ الله لي أن يرزقني مالاً، فقال: وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ، أمَا تُحِبُّ أنْ تَكُونَ مِثْلِي؟ فَلَوْ شِئْتُ أنْ تَسِيرَ مَعِيَ الجِبَالُ ذَهَباً لَسَارَتْ ... ) والله تعالى أعلم
Quote: الرمد بي تفله طبي ابرا وعين قتاده وضف له
الرجل والطفل والاجاج حلا الفاق لذي الكفل |
في البخاري: أخبرَني سهلٌ رضيَ الله عنه ـ يعني ابنَ سعدٍ ـ قال: «قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومَ خًيبرَ: لأُعطِينَّ الرايةَ غداً رجلاً يَفتحُ اللهُ على يديهِ يُحِبُّ اللهَ ورسوله ويُحبُّه اللهُ ورسولهُ. فباتَ الناسُ لَيلَتَهم أيهم يعطى، فغَدَوا كلُّهم يَرجوه، فقال: أين عليٌّ؟ فقِيل: يَشتَكي عينيهِ، فبصَقَ في عَينيهِ ودَعا لهُ فبَرأَ كأنْ لم يكن بهِ وجَعٌ، فأعطاهُ، فقال: أُقاتلُهم حتّى يَكونوا مِثلَنا، فقال: انفُذ على رِسْلكَ حتّى تنزِلَ بساحتِهم، ثمَّ ادعُهم إلى الإسلام، وأخبِرْهم بما يَجبُ عليهم، فو اللهِ لأنْ يَهدِيَ اللهُ بكَ رجُلاً خَيرٌ لكَ من أن يكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَم». وفي رواية أخرى: عن سَلمةَ بنِ الأكوع رضيَ اللهُ عنه قال: «كان عليٌّ رضي اللهُ عنه تَخلَّفَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في خَيبرَ، وكانَ بهِ رَمَدٌ، فقال: أنا أَتخلَّف عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فخرَجَ عليُّ فلَحِقَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم. فلما كان مساءُ الليلةِ التي فتَحها في صباحِها فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لأُعْطينَّ الرايةَ أو قال ـ ليَأخذَنَّ ـ غداً رجل يُحبُّه اللهُ ورسولهُ، أو قال: يُحبُّ الله ورسوله، يَفتحُ الله عليه». فإِذا نحنُ بعليٍ وما نرجوهُ. فقالوا: هذا عليُّ، فأعطاهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ففتحَ اللهُ عليه».
أما عيت سيدنا قتادة: ففي الإصابة: ذكر بن شاهين في ترجمة قتادة بن النعمان قصة وهو الذي أصيبت عينه يوم أحد فردها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سقطت على وجهه فكانت أحسن عينيه إلى أن مات. وأورد خبرها الهيثمي أيضا في باب رده البصر صلَّى الله عليه وسلَّم.
وأضف لهذا أيها السامع الحذق قصة الرِّجل بكسر الراء أي القدم وقصتهاعند ابن حبان: عن يزيد بن أبي عُبيد ، قال : رأيتُ أثرَ ضربةٍ في ساقِ سلمةَ بنِ الأكوعِ، فقلتُ: يا أبا مسلمٍ، ما هٰذِهِ الضَّرْبَةُ؟ فقالَ: هٰذهِ ضربةٌ أصابتني يومَ حُنينٍ، قالَ النَّاسُ: أصيبَ سلمةُ، أُصيبَ سلمةُ. قالَ: فَأُتَي بي رسولَ اللَّهِ ، فنفثَ فيها ثلاث نَفَثَاتٍ، فما اشْتَكَيتُها حتَّى السَّاعة. وفيه أيضاً:... حدَّثني عبدُ الله بنُ بُريدةَ ، قال: سمعت أبي يقول : إنَّ رسولَ اللَّهِ تَفَلَ في رِجل عمرو بن مُعاذٍ حينَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ فَبَرَأ. أما الطفل فهو مبارك اليمامة الذي مر ذكره قبل وهو في الإصابة: ...أنبأنا معرض بن عبدالله بن معرض بن معيقيب عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال حججت حجة الوداع فدخلت مكة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه القمر وسمعت منه عجبا جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي قد لف في خرقة بيضاء فقال له من أنا قال أنت رسول الله قال صدقت بارك الله فيك ثم لم يتكلم الغلام بعدها حتى شب قال معرض فكنا نسميه مبارك اليمامة.
أماالأُجاج فهو الـماء الشديد الـملوحة، الـمُـحْرِقُ من ملوحته, كذا في لسان العرب. قال الإمام السيوطي في الخصائص: وريقه يُعذب الماء المالح ويجزي الرضيع. وقال أيضاً: من خصائصه أنه جامع لخواص الأنبياء، وأنه نبي الأنبياء، وأنه مامن نبي له خاصة نبوة في أمته، إلا وفي هذه الأمة عالم من علمائها يقوم في قومه مقام ذلك النبي في أمته، ويَنحو منحاه في زمانه، ولهذا ورد: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل".وما ذكرناه قبل في هول القيامة حتى يؤتى المحامد ويشفع للأمة يؤيد هذا المعنى لهذا صدق الدقوني حيث قال إنه فاق سيدناذي الكفل على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: جيت وقيع يا عمادي باهل ذاك المطمر يرمو انجاد
والسنداب يالهادي والمناصير جملة واهالي سقادي
قول لي في الدارين في حماي وضماني وهم جيراني
في الثمانية جنان يلقو مقصودم وينظروا الديان |
أتيتك متذللا واقعا ببابك يا سندي ومعتمدي ورجائي طالبا النجدة لأهل المطمر وسقادي من قرى المحمية والسنداب وكذلك جملة المناصير, فلهم جميعا عندي محبة خاصة وأروم حمايتهم وضمان نجاتهم بل ولأنهم محبوك أرجو تقريبهم بجوارك في جنان ربي الثمانية وأن تزيد كرامتهم بالنظر وجه ربهم.
Quote: النُّسَيِّم عرفه حرك الاشجان بانتشاقه وكرفه
من كحيل الطرف الفؤاد محروق بالغرام صار صرف
الصلاه المسبوكة بالسلام لك من باري المسموكة
عد علاك وسموك قول لي طيفورا سهمي لليرموك |
طيب النُّسَيِّم حرك ساكن أحزاني بما حمل لي رائحة الحبيب, كحيل الطرف من ألهب غرامه فؤادي فصار صرفا له.
الصلاة عليك محلاة بالسلام من من خلق ورفعها ففي لسان العرب: وجاء فـي حديث علـي رضي اللَّه عنه أَيضاً اللهم بارىء الـمَسْمُوكاتِ السبع ورَبَّ الـمَدْحُوَّاتِ؛ فالـمسموكات السموات السبع والـمَدْحُوَّات الأَرَضُون. تكون هذه الصلاة لائقة بعظيم قدرك وأن تقل لي: يا طيفور سهمي القاتل موجه لكل من يرمك بشين والله تعالى أعلم.
وقال الشيخ طيفور رضي الله تعالى عنه :
لا مـتين نـحدى يا نـاوي لـي أب جـاهـا شمـل حـاوي
يـا مـوجـود بلا مخـاوي عـلـيـل هـا أنـنـي هـاوي
اشـفـي لي عـلتي وداوي بـحـق مـن للفـضل حـاوي
أيـضا بثـنـي بالثــاوي في طـيـبـة وحـبه لي شاوي
رسـولنـا القـرشي مكاوي شـفـيـعـنا النوره لاح ضاوي
وجهه جمـيـل حسين الصور بـالـرعـب الرسـول منـصور
طـابـت بيه كل عـصـور بـحــارا وبـرهـا ومصـور
نـبـيـا اسـمـه محمـود فـاق فـي الفضـل موسى وهود
إبـراهيـم ونـوح يـسـود نـارت بـي الـلـيـالي الـسود
ربـعـة وللـشـموس يخفى يــرى قــدامــه وخـلـفـا
هويني المشـيـة ذو عـفـة وحـاشـاه الـرسـول خـفــة
حـليــمـا كان بـســام وكتـفـه عـلـى الـجلوس سامي
طـيـبـه الحـالـي نـسام في سـوحـه تـقـبر اجـسـامي
آيـه كثـير ونـافـي الـعد وكـم اغـنـى الـعـديـم بالمـد
ابـرى العـين ولـصق اليد وبـارك مـركـزي الـمـــزود
رد الشمس وانـمى الـصـاع يـحـمـل لـلـمتـاع وبــاع
شـار للسـحب صب ومــاع خـيـر الخـلق بـالإجـمـاع
نسـيمـات الحـجـاز فـاحن بـدن زادنـنـي جــراحــا
روحي وجسمي شـْوق نـاحن عـسـى فـي ريـاضه يرتاحن
الـلـهـم مــا لاحــــن بـروق صـل أو بـدا صبـاحا
لأبـى الـزهـرا نرى إصلاحا وطيـفـور انـفـحـه انـفاحا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: لا مـتين نـحدى يا نـاوي لـي أب جـاهـا شمـل حـاوي |
متي نركب جمالنا ونحدو حتى تسرع السير إلى الحبيب ذو الجاه الشامل للخلق والحدو خبره في البخاري: عن أنَس بن مالك قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له، فحدا الحادِي، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ارْفقْ يا أَنجَشهُ، ويحك، بِالقَوَارِير». وفي المسند: حدثنا حماد قال: أنا ثابت عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حادٍ جيد الحداء، وكان حادي الرجال وكان أنجشة يحدو بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلما حدا أعنقت الإبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ يا أَنْجَشَةُ رُوَيْداً سَوْقَكَ بالقَوَارِيرِ» .
Quote: يـا مـوجـود بلا مخـاوي عـلـيـل هـا أنـنـي هـاوي
اشـفـي لي عـلتي وداوي بـحـق مـن للفـضل حـاوي |
أدعوك موجوداً نفى كل شريك وأتوسل إليك بحبيبك من حوى كل فضلٍ فإنني سقيم هالك فاشف علتي وداوني.
أو يكون المعنى: أدعوك موجوداً نفى كل شريك وأتوسل إليك بحبيبك من حوى كل فضلٍ, فإنني سقيم وسقمي هو هوى الحبيب فاشف علتي بوصلي به صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.
Quote: أيـضا بثـنـي بالثــاوي في طـيـبـة وحـبه لي شاوي
رسـولنـا القـرشي مكاوي شـفـيـعـنا النوره لاح ضاوي |
أثني نمن ثوى واستقر بطيبة الطيبة وصلى حبه فؤادي رسولنا القرشي المكي الذي يلوح نوره لكل ناظر.
Quote: وجهه جمـيـل حسين الصور بـالـرعـب الرسـول منـصور
طـابـت بيه كل عـصـور بـحــارا وبـرهـا ومصـور |
وجه حبيبي جميل حسن الصورة بل هو أجمل الناس كما في النسائي: عَنِ الْبَرَاءَ ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ حِلَّةٌ حَمْرَاءَ مُتَرَجِّلاً لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحَدا هُوَ أَجْمَلُ مِنْهُ». ومن خصائصه أنه كان ينصر بنزول الخوف على أعدائهففي البخاري: عن جابرُ بنُ عبداللهِ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أُعْطِيتُ خَمساً لم يُعْطَهُنَّ أحدٌ قبلي: نُصِرْتُ بالرُّعْب مَسِيرَةَ شَهرٍ، وجُعِلَتْ ليَ الأرضُ مَسجِداً وطَهوراً فأَيُّما رَجُلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْهُ الصلاةُ فلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ ليَ المَغانِمُ ولم تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وأُعْطِيتُ الشفاعَةَ، وكان النبيُّ يُبْعَثُ إِلى قَومِه خاصَّةً وبُعِثْتُ إِلى النّاسِ عامَّة».
وهو الذي طابت به العصور والأمكنة كما في المسند وسنن ابن ماجه والترمذي ولفظه: عَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ،قال: «لَمَّا كانَ اليَوْمُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ المَدِينَةَ أَضَاءَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ اليَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَظْلَمَ مِنْهَا كُلُّ شَيْءٍ، مَا نَفَضْنَا عَن رَسُولِ اللَّهِ الأَيْدِي وَإنَّا لَفِي دَفْنِهِ حَتَّى أنْكَرْنَا قُلُوبَنَا».
Quote: نـبـيـاً اسـمـه محمـود فـاق فـي الفضـل موسى وهود
إبـراهيـم ونـوح يـسـود نـارت بـي الـلـيـالي الـسود |
نبينا وسيدنا محمد المحمود أفضل الأنبياء فهو أفضل من سيدنا موسى وسيدنا هود وسيدنا إبراهيم وسيدنا نوح وهو الذي أنار برسالته ليالي الشرك المظلمة.
Quote: ربـعـة وللـشـموس يخفى يــرى قــدامــه وخـلـفـا
هويني المشـيـة ذو عـفـة وحـاشـاه الـرسـول خـفــة |
وصفته أنه مربوع وقد وصفه بذلك سيدنا أنس في البخاري: «كان رَبعةً منَ القَومِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقَصير )، يفوق جماله للشموس, وهو يرى من خلفه كما يرى من أمامه وهذا مما اتفق عليه الشيخان ولفظ البخاري في أحد رواياته ... حدَّثَنا أَنسٌ قال: «أُقيمَتِ الصلاةُ فأَقبلَ علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بوجههِ فقال: «أقيموا صفوفَكم وَتَراصُّوا، فإني أراكم مِن وراءِ ظهري».
أما مشيه صلى الله عليه وسلم ففي المسند وابن حبان خبره والترمذي ولفظه: عَن عَلِيٍّ ، قال: «لَمْ يَكُنِ النبيَّ بالطَّوِيلِ وَلاَ بالْقَصِيرِ، شَثْنَ الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ، ضَخْمَ الكَرَادِيسِ، طَوِيلَ المَسْرُبَةِ، إذَا مشَا تَكَفَّأَ تَكَفِّياً كَأنَّمَا يَنْحَط مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلاَ بْعَدَهُ مِثْلَهُ ». والصبب الحدور أي كأنه منحدر من علٍ, والتكفؤ شرحه النووي: قال شمر: أي مال يميناً وشمالاً كما تكفأ السفينة، .. قال القاضي: لا بعد فيما قاله شمر إذا كان خلقة وجبلة والمذموم منه ما كان مستعملاً مقصوداً.
أما عفته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم فعن أَنس أنَّ النَّبِـيّ قال: «لستُ من دَدٍ ولا دَدٌ منـي» قال أبو محمد يحيى بن محمد بن قيس: لستُ من الباطل ولا الباطل مني كذا في مجمع الزوائد للهيثمي. وعند ابن حبان: عَنِ الحسنِ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بن أبي طالبٍ ، عن أبيه عن جَدِّه عليِّ بن أبي طالبٍ ، قال: سَمِعْتُ رسولَ الله يقول : «ما هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا يَهُمُّ بهِ أهْلُ الجَاهِليَّةِ إلا مرَّتينِ مِنَ الدَّهرِ، كلتاهُما عَصَمَنِي اللَّهُ منهما، قُلْتُ ليلةً لِفتى كان معي مِنْ قريشٍ بأعلى مكَّةَ في غَنَمٍ لأهلنا نرعاها: أَبْصِرْ لي غنمي حتَّى أسْمُرَ هذه اللَّيلةَ بمكَّةَ كما يَسْمُرُ الفِتيانُ، قال: نَعَمْ، فخرجتُ، فلمَّا جِئْتُ أدنى دارٍ مِنْ دُورِ مكَّةَ سمعتُ غناءً وصَوْتَ دُفوفٍ ومزاميرَ، قلتُ: ما هٰذا؟ قالوا: فلانٌ تزَّوجَ فلانةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قريشٍ تزوَّجَ امرأةً مِنْ قريشٍ، فَلَهَوْتُ بذٰلكَ الغناءِ وبذٰلكَ الصَّوتِ حتَّى غلبتني عَيْنِي، فَنِمْتُ، فما أيقظني إلا مَسُّ الشَّمسِ، فرجعتُ إلى صاحبي، فقال: ما فعلتَ؟ فأخبرتُهُ، ثُمَّ فَعَلْتُ ليلةً أخرى مثلَ ذٰلكَ، فَخَرَجْتُ، فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذٰلك، فقيلَ لي مثلَ ما قيلَ لي، فَسَمِعْتُ كما سمعتُ، حتَّى غلبتني عيني، فما أيقظني إلَّا مَسُّ الشَّمسِ، ثمَّ رجعتُ إلى صاحِبي، فقالَ لي، ما فَعَلْتَ؟ فقلتُ: ما فعلتُ شيئاً». قال رسولُ الله : «فوالله ما هَمَمْتُ بَعْدَهُمَا بسوءٍ ممَّا يعملُهُ أهلُ الجاهليَّةِ حتَّى أكرمني الله بِنُبُوَّتِهِ» فهو الرزين صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم وحاشاه أن يكون خفيفاً.
Quote: حـليــمـا كان بـســام وكتـفـه عـلـى الـجلوس سامي
طـيـبـه الحـالـي نـسام في سـوحـه تـقـبر اجـسـامي |
حلمه لا يمكننا حصر أخباره ولكن نبرك ببعضها ففي البخاري: ... حدَّثني عروةُ: «أنَّ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حدَّثتهُ أنها قالت للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليكَ يومٌ كان أشدَّ من يوم أحُدٍ ؟ قال: لقد لَقِيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشدَّ ما لقيتُ منهم يومَ العقبةِ إِذ عرَضتُ نفسي على ابنِ عبد يا ليل بن عبد كُلال فلم يُجِبني إلى ما أردتْ، فانطلقتُ وأنا مَهمومٌ، على وَجهِي، فلم أستَفق إلا وأنا بقرنِ الثَّعالب، فَرَفَعتُ رأسي، فإذا أنا بَسحابةٍ قد أظلَّتْني، فنظرتُ فإذا فيها جِبريل، فناداني فقال: إِن الله قد سمعَ قولَ قومكَ لك وما رَدوا عليك، وقد بعث اللهُ إِليكَ مَلَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شِئتَ فيهم، فناداني ملكُ الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد، فقال: ذلكَ فيما شئتَ، إن شِئتَ أن أطبِقَ عليهم الأخْشَبَينِ. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخرجَ الله من أصلابهم من يَعبُدُ اللهَ وحدَهُ لا يُشركُ بهِ شيئاً». وفي مسلم: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللّهِ ، وعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ. فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ. فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً. نَظَرْتُ إِلَىٰ صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللّهِ وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ. مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللّهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ . فَضَحِكَ. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
وقد كان طلق الوجه كثير التبسم لأصحابه كما في البخاري: عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ أَنِّي لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً.
أما سموه على جلسائه ففي شرح الزرقاني: وذكر رزين وغيره كان إذا جلس يكون كتفه أعلـى من جميع الـجالسين، ودلـيـله قول علـي: «إذا جاء مع القوم غمرهم» إذ هو شامل للـمشي والـجلوس.
أما طيب رائحته صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم فمما اتفق عليه الشيخان: عن أنس رضيَ الله عنهُ: ( ... ولا مَسِسْتُ خَزَّةً ولا حَرِيرةً ألْيَنَ مِن كَفِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمِمتُ مِسْكةً ولا عَبِيرةً أطْيبَ رائحةً مِن رائحةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم) وعند الهيثمي عن عميرة بنت مسعود أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها يباعنه وهنَّ خمس فوجدنه يأكل قديداً فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فمضغتها كل واحدة قطعة, فلقين الله وما وجدن لأفواههن خلوف. وغير هذا الكثير ولكنه يكفي كإشارة للمعنى.
وأسألك يا رب أن تجعل قبري بالمدينة المنورة لفضلها الذي طلبه قبلي سيدي الفاروق كما في البخاري: عن عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ قال: اللهّمَّ ارزُقْني شهادةً في سَبيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتي في بلدِ رسولِك صلى الله عليه وسلم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
وفضيلة الموت بها يبنها ما عندالأئمة ابن حبان والترمذي وأحمد في المسند ولفظه: عن ابن عمر ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من استطاعَ أَن يَمُوتَ بالمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ، فَانِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَموتَ بِها» وكذا عند الإمام الهيثمي إلا أنه قال: ( فإنه من مات بها كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ).
Quote: آيـه كثـير ونـافـي الـعد وكـم اغـنـى الـعـديـم بالمـد
ابـرى العـين ولـصق اليد وبـارك مـركـزي الـمـــزود |
آيُه أي معجزاته كثيرة لا تُحصر فكم أعطى فقياً حتى أغناه ففي البخاري: عن أنسٍ «أُتيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمالٍ من البحرينِ فقال: انثرُوه في المسجدِ، فكانَ أَكثرَ مال أُتيَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذ جاءهُ العبّاسُ فقال: يا رسولَ اللهِ أعطِني، فإني فادَيت نفسي وفادَيتُ عَقيلاً. فقال: خذ. فحثا في ثَوبهِ، ثمَّ ذهبَ يُقِلُّهُ فلم يَستَطعْ فقال: مرْ بَعضَهم يَرفَعْهُ إِليَّ، قال: لا. قال: فارفَعهُ أنت عليَّ، قال: لا. فنثر منه ثم ذهب يُقِلُّه فلم يَرفَعْه فقال: فمرْ بعضَهم يَرفَعْه عليَّ، قال: لا، قال: فارفَعْه أنتَ عليَّ، قال: لا. فنَثَر منه ثمَّ احتملَهُ على كاهِلِهِ ثم انطلَقَ، فما زالَ يُتبِعهُ بَصَرَهُ حتى خَفِيَ علينا، عَجَباً مِن حِرصهِ، فما قام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وثَمَّ منها دِرهم».
وفي صحيح ابن حبان والمسند: عن أنس أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى قومه فقال: أي قوم أسلموا فوالله إن محمداً ليعطي عطاء من لا يخاف الفاقة، وإن كان الرجل ليجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه أو أعز عليه من الدنيا بما فيها.
أما برء العين فقد مرَّ خبر رمد سيدنا علي كرم الله وجهه وخبر عيت سيدنا قتادة وأورد الهيثمي: أصيبت عين أبي ذرٍيوم أحد فبزق فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه.
وعن حبيب بن فريك: أن أباها خرج به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناع مبيضتان لا يبصر بهما شيئا, فسأله ما أصابه قال: كنت أُمَرِّي جمالي, فوضعت رجلي على بيض حية فأصبت ببصري, فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر, فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لإبن ثمانين سنة, وإن عينيه لمبيضتان. كذا في مجمع الزوائد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
أما لصق اليد فقد أورد خبره الإمام ابن حجر في الإصابة عند ذكر سيدي خبيب بن إساف الأنصاري الأوسي فقال: وروى أحمد والبخاري في تاريخه من طريق المسلم بن سعيد عن خبيب بن عبدالرحمن عن أبيه عن جده قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم قال فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين قال فأسلمنا وشهدنا معه رواه أحمد بن منيع فقال في روايته عن خبيب بن عبدالرحمن بن خبيب وقال بن إسحاق حدثني خبيب بن عبدالرحمن قال ضرب خبيب جدي يوم بدر فمال سيفه فتفل عليه النبي صلى الله عليه وسلم ورده ولأمه وذكر الواقدي أن الذي ضربه هو أمية بن خلف. كما أورد خبره أيضاً الإمام النبهاني في كتابه حجة الله على العالمين.
أما قوله بارك مركزي المزود فيعني أن من يرتكز عليه قد بارك ما يكون في المزود. وفي هذا أخبار منها عند الإمام أحمد والإمام الترمذي بلفظ: عن أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ ،: «أَتَيْتُ النَّبيَّ بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ ادْعُ اللّهَ فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ فَضَمَّهُنَّ، ثُمَّ دَعَا لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، فَقَالَ لِي: خُذْهُنَّ فَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدِكَ هَذَا أَوْفِي هَذَا المِزْوَدِ كُلَّمَا أَرْدَتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُ شَيْئاً فَأَدْخِلْ يَدَكَ فيه فَخُذْهُ وَلاَ تَنْثُرْهُ نَثْراً، فَقَدْ حَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا، وَكَذَا مِنْ وَسْقٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَكُنَّا نَأَكُلُ مِنْهُ وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لاَ يُفَارِقُ حِقْوِي حَتَّى كَانَ يَوْمُ قَتْلِ عُثْمَانَ فَإِنَّهُ انْقَطَعَ» . والمزود هو الوعاء الذي يجعل فيه الزاد أو الطعام, هذا وقد قدم الإمام ابن حجر تلخيصا لنظائر هذه البركة عند ذكره لحديث السيدة عائشة أم المؤمنين: قَالَتْ لَقَدْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي رَفِّي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ. وذكر ابن حجرأيضا: ونحوه ما وقع في عكة المرأة وهو ما أخرجه مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر ” أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم فتعمد إلى العكة فتجد فيها سمنا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو تركتها ما زال قائما. وذكر أيضا: ويؤيده ما أخرجه مسلم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر ” أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وسق شعير، فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم. فهذه جميعا بركته صلى الله عليه وسلم في هذه المزاود فيصح كلام الدقوني بأن مركزه أي سنده ووسيلته الحبيب قد بارك المزود.
Quote: رد الشمس وانـمى الـصـاع يـحـمـل لـلـمتـاع وبــاع
أشـار للسـحب صب ومــاع خـيـر الخـلق بـالإجـمـاع |
أما رده صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم للشمس فقد ذكره الإما الهيثمي في مجمع الزائد عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.
وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء, ثم أرسل عليا في حاجة, فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر, فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إن عبدك عليا احتبس بنفسه على نبيِّه فردَّ عليه الشمس) قالت أسماء فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء. وفي رواية عنها أيضا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه فأُنزل عليه يوماً وهو في حجر علي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل صليت العصر؟ )قال: لا يا رسول الله, فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصرقالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غربت حين رُدَّت حتى صلى العصر. أما إنمائه أي مباركته للصاع فقد مر خبرها في قصة صاع سيدتناأم سليم وكذا صاع سيدنا جابر رضي الله عنهما.
أما حمله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم للمتاع فمن تواضعه وإن أورده الدقوني مع المعجزات فيعني أن تواضعه أيضاً معجز للبشر والمشار إليه هنا هو ما جاء: عن أبي هريرة قال: دخلت يوماً السوق مع رسول الله فجلس إلى البزازين، فاشترى سراويل بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وَزَّان يزن فقال له النبيُّ : «زِنْ وَأرْجِحْ» فقال الوزان: إن هذه كلمة ما سمعتها من أحد. قال أبو هريرة: فقلت: كفى بك من الوهن والجفاء أن لا تعرف نبيك، فطرح الميزان ووثب إلى يده يريد تقبيلها، فجذب يده وقال: «هٰذا يَفْعَلُهُ الأَعَاجِمُ بِمُلُوكِهَا وَلَسْتُ بِمَلِكٍ إنَّمَا أنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ» فوزن وأرجح. قال أبو هريرة: فذهبت أحمله عنه، فقال: «صَاحِبُ الشَّيْء أحَقُّ بِشَيْئِهِ أنْ يَحْمِلهُ إلاَّ أنْ يَكُونَ ضَعِيفاً يَعْجِزُ عَنْهُ فَيُعِينُهُ عَلَيْهِ أخُوهُ الْمُسْلِمُ».
أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه, كذا في البيان والتعريف. أما بيعه فقد ورد ذكره كثيرا فهو واحد من الناس يخالط أصحابه ويبيع ويشتري منهم.
أما إشارته للسحب فغير مرة دعا مستسقيا فسُقي الناس ويكفي مافي البخاري: أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَذْكُرُ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ الْمِنْبَرِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْمَوَاشِي وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ اسْقِنَا قَالَ أَنَسُ وَلَا وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلَا قَزَعَةً وَلَا شَيْئًا وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلَا دَارٍ قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ قَالَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتْ الْأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا قَالَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالْجِبَالِ وَالْآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ قَالَ فَانْقَطَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ. وهو خير الخلق بإجماع العلماء وهاهو السيوطي رضي اللع تعالى عنه يقول في الخصائص: وهو سيد ولد آدم، وأكرم الخلق على الله ، وأفضل من سائر المرسلين وجميع الملائكة المقربين.
Quote: نسـيمـات الحـجـاز فـاحن بـدن زادنـنـي جــراحــا
روحي وجسمي شـْوق نـاحن عـسـى فـي ريـاضه يرتاحن
الـلـهـم مــا لاحــــن بـروق صـل أو بـدا صبـاحا
لأبـى الـزهـرا نرى إصلاحا وطيـفـور انـفـحـه انـفاحا |
نسيمات الحجاز عبقت مكاني وظهورها قد زاد جراح شوقي للحبيب فبكى جسمي وبكت روحي كلٌ على شاكلته شوقاً إلى الراحة في روضته التي هي روضة من رياض الجنة.
اللهم ما لاحت البروق للناظرين أو ما ظهر الصباح صل على أبي سيدتي الزهراء ولا ترني إلا الصلاح وانفحني أنا عبدك طيفور إنفاحا فإني متعرض لنفحاتك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
وقال أيضا رضي الله تعالى عنه :
لمعن بروقه الحارقني شوقه لا متين لي قبره الفي شروقه
خالق الخلوق عبدك بي بابك جاثي ومشوق اغفر خطه وفر حقوقه في رضا رضاك صله اليروق
فوق اليفوق البدر وبهاه كل الشروق خاتم الرسالة الهادي الشفوق بحر العطايا جيب قولي فوقه
صفا الودود كم كم له آيات حين الولود فاح طيبه عم ساير البلود الكون صار ضي من نور خدوده
مولاه ايد سواه فردا ساد كل سيـد غاض نهر ساوة وحر نارا هيد الصنم خر وهـد المشيــد
الجاب الحقا أتى من بداه طاهر منقى جبريل جاه لي صدره شق في ألم نشرح لك والبدر شُُقَّّ
معاجزه الجمة حلى الأجاج وما البير جمَّ أروى بهامه للجيش الأمَّ زاد القليل ولان تحته الصُّمَّ
متل الاياك نسج الوهيد والمن سيده شاكي حَلَّ الظُُّّبَََّيَّة من الشَّّرَّّاك والجذع أنَّّ لي ليمه باكي
ما جنَّ الليل فاح لي نسيمه وحير دليلي هرى جسمي كله واصفر نحيل لي ليم رسولي باكي وعليل
ما دام دوامك صل لي رسولك وردف سلامك تنج العصاة في يوم ملامك طيفور قول له بنحسن ختامك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: لمعن بروقه الحارقني شوقه لا متين لي قبره الفي شروقه |
يقول الحيص بيص كل إناء بالذي فيه ينضحِ وحقا نطق, فلما تمكن حب المصطفي صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم من قلب العارف بالمادح طيفور الدقوني أحب حتى البرق الذي يأتيه من جهة الحبيب فينسبه إليه ويصف حاله بأنه قد شواه الشوق إليه ويمني نفسه - شاكيا طول البعاد - بسرعة الوصل بالحبيب شرقيِّ موطنه العلياب.
| Quote: خالق الخلوق عبدك بي بابك جاثي ومشوق اغفر خطه وفر حقوقه في رضا رضاك صله اليروق |
أدعوك يا خالق الخلق فأنا عبدك جالس على ركبتي متذللا ببابك ومشتاق إلى حضرتك وعفوك لتغفر لي وكرمك لتجزل لي العطا من رضاءك وصلني بك حتى يزول شوقي.
| Quote: فوق اليفوق البدر وبهاه كَلَّ الشروق خاتم الرسالة الهادي الشفوق بحر العطايا جيب قولي فوقه |
أقول في من يفوق البدر حسنه موافقا لسيدي جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ حين قال: «رَأَيْتُ النبيَّ في لَيْلَةٍ إِضْحِيَانِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولُ الله وَإِلَى الْقَمَرِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ» كذا في سنن الترمذي, وفي من بهاءه يعجز شروق الشمس حسناً, خاتم المرسلين هادي الأنام ذي الشفقة الممثلة في حديث البخاري: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا. بل هو بحر هبات الذي يجزل المنحة فهات يا نفسي نظما بمدحه.
| Quote: صفا الودود كم كم له آيات حين الولود فاح طيبه عم ساير البلود الكون صار ضي من نور خدوده |
اصطفاه الودود كما رواه سيدي أحمد وسيدي الترمذي وسيدي ابن حبان: عَن وَاثِلَةَ بنِ الأسْقَعِ ، رضي الله عنه قالَ قالَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلّم: «إنَّ الله اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إبْرَاهِيمَ إسمَاعِيلَ، واصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إسمَاعِيلَ بنِي كِنَانَةَ، واصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ قُرَيْشاً، واصْطَفَى مِنْ قَرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ،وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِم» .
وكم من آيات ظهرت حين ولادته صلَّى الله عليه وسلّمسأذكرها لك, وفوق هذا الطيب الذي عبق الكون والنور الذي أضاء حتى قصور بصرى بالشام. يقول ابن حجر: ومما ظهر من علامات نبوته عند مولده وبعده ما أخرجه الطبراني عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن أمه أنها حضرت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم فلما ضربها المخاض قالت: فجعلت أنظر إلى النجوم تدلى حتى أقول لتقعن علي، فلما ولدت خرج منها نور أضاء له البيت والدار، وشاهده حديث العرباض بن سارية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك: إني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين، وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام ” أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم وفي حديث أبي أمامة عند أحمد نحوه.
كذا في الفتح.
| Quote: مولاه ايد سواه فردا ساد كل سيـد غاض نهر ساوة وحر نارا هيد الصنم خر وهـد المشيــد |
أيَّده مولاه وخلقه فريداّ يبز كل مثيل وسوَّده على كل سيِّد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم ). أما الآيات التي وعدتك فقد نقلها سيدي ابن حجر فقال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم انكسر إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة. أما خُرُور الصنم فهو سقوطه منكساً وقد ذكره سيدي السيوطي في خصائصه فقال: ونكست الأصنام لمولده، وولد مختوناً، ومقطوع السرة، ونظيفاً ما به قذر, ووقع إلى الأرض ساجداً، رافعاً إصبعه كالمتضرع المبتهل.
| Quote: الجاب الحقا أتى من بداه طاهر منقى جبريل جاه لي صدره شق في ألم نشرح لك والبدر شُُقَّّ |
هو من أتى بالحق وهو الإسلام وهو من أتى نظيفا ما به قذر كما قال السيوطي آنفاً.
أما شق الصدر فملخصه: وثبت شق الصدر أيضا عند البعثة كما أخرجه أبو نعيم في ” الدلائل ” ولكل منها حكمة، فالأول وقع فيه من الزيادة كما عند مسلم من حديث أنس ” فأخرج علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ” وكان هذا في زمن الطفولية فنشأ على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان، ثم وقع شق الصدر عند البعث زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير، ثم وقع شق الصدر عند إرادة العروج إلى السماء ليتأهب للمناجاة، ويحتمل أن تكون الحكمة في هذا الغسل لتقع المبالغة في الإسباغ بحصول المرة الثالثة كما تقرر في شرعه صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن تكون الحكمة في انفراج سقف بيته الإشارة إلى ما سيقع من شق صدره وأنه سيلتئم بغير معالجة يتضرر بها، وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك. كذا في فتح الباري. وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى: ( ألم نشرح لك صدرك ) ووفوق كل هذه المعجزات شق القمر كما في البخاري: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ الْقَمَرَ شِقَّتَيْنِ حَتَّى رَأَوْا حِرَاءً بَيْنَهُمَا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: معاجزه الجمة حلى الأجاج وما البير جمَّ أروى بهامه للجيش الأمَّ زاد القليل ولان تحته الصُّمَّ |
معجزاته أكثر من أن تحصر فمنها أنه حلى الماء الحارق الملوحة كما أورده السيوطي, وجمت ببركته البئر الجافة كما في صحيح مسلمٍ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ : حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَدِمْنَا الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لاَ تُرْوِيهَا. قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللّهِ عَلَىٰ جَبَا الرَّكِيَّةِ، فَإمَّا دَعَا وَإمَّا بَسَقَ فِيهَا. قَالَ: فَجَاشَتْ، فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. قال النووي: الجبا بفتح الجيم وتخفيف الباء الموحدة مقصور وهي ما حول البئر، وأما الركى فهو البئر والمشهور في اللغة ركى بغير هاء ووقع هنا الركية بالهاء وهي لغة حكاها الأصمعي وغيره. وعند الأمام أحمد: عن البراء قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير، فأتينا على ركى ذمة ـ يعني قليلة الماء ـ قال: فنزل فيها ستة أناساً دسهم ماحة، فأدليت إلينا دلو، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على شفة الركى، فجعلنا فيها نصفها أو قراب ثلثيها، فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال البراء: فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي؟ فما وجدت، فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها فقال: ما شاء الله أن يقول: فعيدت إلينا الدلو بما فيها، قال: فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق، قال: ثم ساحت ـ يعني جرت نهراً».
وفوق هذا فقد أروت أصابعه الشريفة الجيش العرمرم الذي قصده حين أدركه العطش ففي البخاري: عن جابر رضيَ الله عنه قال: «عَطِشَ الناسُ يومَ الْحُدَيبية، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينَ يدَيهِ رَكوةٌ، فتوضَّأ منها، ثمَّ أقبلَ الناسُ نحوَهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما لَكم؟ قالوا: يارسولَ الله، ليس عندَنا ماءٌ نتوضَّأ به ولانشرَب إِلاّ مافي رَكوَتك. فوضعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه في الرَّكوةِ، فجعلَ الماءُ يَفورُ من بينِ أصابعهِ كأمثالِ العُيون، قال: فشرِبْنا وتوضأنا. فقلت لجابرٍ كم كنتم يومئذٍ؟ قال: لو كنّا مائةَ ألفٍ لكفانا، كنّا خمسَ عشرةَ مائة». أما القليل الذي زاده فمثاله طعام أم سليم و طعام جابر وتمره و زاد السيدة عائشة وتمرات أبي هريرة ويدخل فيه أيضاً قليل الماء واللبن وكل هذه المعجزات قد سبق ذكرها فرادى.
أما لين الصم فقد ورد في الخصائص الكبرى للسيوطي أن العلماء ومنهم الشافعي رحمه الله قالوا : إنه ما أوتي نبي معجزة أو فضلة إلا ولنبينا صلى الله عليه وآله وسلم نظيرها أو أعظم منها ، وقال أبو نعيم : إن الله عز وجل ألآن الحديد لسيدنا داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وقد لينت الحجارة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي معجزة أعجب لأن الحديد تلينه النار ، ولكن النار لا تلين الحجر ، وقد لانت الأحجار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد وقع ذلك عندما جُرح في غزوة أحد ، فصعد إلى غار أحد يستتر من المشركين فمال برأسه الى الجبل ، فلين الله له الجبل حتى أدخل رأسه فيه وذلك ظاهر يراه الناس إلى اللآن ، وكذلك في بعض شعاب مكة حجر أصم اتروح إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته فلان له الحجر حتى أثر فيه بذراعيه وساعديه .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: متل الاياك نسج الوهيد والمن سيده شاكي حَلَّ الظُُّّبَيَّة من الشَّّرَّّاك والجذع أنَّ لي ليمه باكي |
أيضاً من المعجزات أذكر الشجيرات التي أمرها بالاجتماع فأطاعت بلا توان وكذا نسج العنكبوت الشهير على غار ثور عند الهجرة الشريفة وكذلك أذكر الجمل الذي اشتكى صاحبه إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم , أما خبر الظبية فعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى اله عليه وسلم في الصحراء, فإذا منادٍ يناديه: يا رسول الله , فالتفت فلم ير أحدا, ثم التفت فإذا ظبية موثوقة, فقالت: أُدن مني يا رسول الله, فدنا منها فقال: ( حاجتك؟؟ ) فقالت: إنَّ لي خُشفين في هذا الجبل فخلِّني حتى أذهب فأُرضعهما ثم أرحع إليك, قال: ( وتفعلين؟ ) قالت: عذبني الله عذاب العشَّار إن لم أفعل, فأطلقها فذهبت, فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها, وانتبه الاعرابي فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: ( نعم تطلق هذه ) فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. كذا في مجمع الزوائد. أما أنين الجذع وحنينه ففي البخاري: عن جابرِ بنِ عبدِ رضيَ اللهُ عنهما : «أنَّ امرأةً منَ الأنصارِ قالت لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يارسولَ الله، ألا أجْعلُ لكَ شيئاً تَقعُدُ عليه؟ فإِنَّ لي غُلاماً نجّاراً. قال: إِن شِئتِ. فعملَتْ لهُ المِنبَر. فلمّا كان يومُ الجمعةِ قَعدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على المنبرِ الذي صُنِعَ فصاحَتِ النخلةُ التي كان يَخطُبُ عندَها حتّى كادَتْ أن تَنشقَّ، فنزَلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتّى أخذَها فضمَّها إليه، فجَعَلتْ تَئنُّ أنِينَ الصبيِّ الذي يُسَكَّتُ حتّى استقرَّتْ. قال: بَكَتْ على ماكانت تَسمَعُ منَ الذِّكْر». وزاد ابن حبان: وكانَ الحَسَنُ إذا حدَّث بهٰذا الحديثِ بكى، ثُمَّ قالَ: يا عبادَ اللَّهِ، الخَشَبَةُ تَحِنُّ إلى رسولِ اللَّهِ شَوْقاً إليهِ لمكانِهِ مِن اللَّهِ، فأنتُمْ أحقُّ أنْ تشتاقوا إلى لقائِه.
| Quote: ما جنَّ الليل فاح لي نسيمه وحير دليلي هرى جسمي كله واصفر نحيل لي ليم رسولي باكي وعليل |
كل ما أظلم الليل فاح لي نسيم الحبيب فحير فكري وأعل بدني حتى علاه الشحوب والهزال فليس لي غير البكاء شوقا إلى لقاء حبيبي.
| Quote: ما دام دوامك صل لي رسولك وردف سلامك تنج العصاة في يوم ملامك طيفور قول له بنحسن ختامك |
ما دمت يا دائم فصل على رسولك وأردف له السلام كرات وأسألك أن تنجي العصاة يوم القيامة وارزقني يا مولاي حسن الخاتمة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: الماحي الفاضلا الجانا مرسلا من قام له في رجب محبوبي الكاملا |
حبيبي الماحي الذي يمحو الله به الكفر كما بينه الشيخان, الذي يفوق فضله العالمين, من أتانا مرسلاً, نِعم من يشد إليه الرِّحال في شهر رجب, ليزوره لا كما يقول الجفاة أن الزيارة للمسجد فحسب. فهو الكامل في خلقه وأخلاقه فما أجدره بالحب والتبجيل.
Quote: يا راوي أوَّلا لي مدحك أمِّلا بالدر فصِّلا
بالشَّهد عسِّلا بعد التغزُّلا لحوارك زمِّلا
خل قلبو اليشغلا كي حبه يكملا وبنبيك يتوسلا
بين الأفاضلا يغشاه في الملا |
يبدأ مخاطبا نفسه بيا راوي: أوَّل شيء تبدأ به هو أن تتأمل في نظم مدحك كالعقد, وأن تفصِّله بالدر من المعاني, وأن تحليه بمزايا الحبيب وخصاله التي تحكي مذاق الشهد عند المحبين. وبعد التغزُّل أصحب تلميذك وتلطف به حتى ينشغل قلبه بالحبيب ويصفيه عن غيره من الناس حتى يكمل حبه له ويتوسل به حتى يغشاه بين أفاضل الملأ خير هذا النهج.
Quote: ثن يا لبيب على طه المبجلا واطنب وطولا
فوق المرسلا العاقب أولا الأصله فاضلا
القدره كاملا ذو الجاه الشاملا الخفف الصلاة
للطاع وعاملا حد عمره ياخلا ما رغب الزايلا |
ثن يا شاعر الرسول على حبيبك أهل التبجيل وأسترسل مطوَّلا ساردا فضله في كل معنى فهو الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ كما عند مسلم. وهو الأول كما يقو سيدي السيوطي في الخصائص: اُختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقاً، وبتقدم نبوته، فكان نبياً وآدم بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم ((ألست بربكم))، وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله،وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت.
وهو ذو الأصل الفاضل كما أورده سيدي أحمد: قال العباس : « بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس ، قال : فصعد المنبر ، فقال : من أنا ؟ قالوا : أنت رسول الله فقال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه ، وجعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة ، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً فأنا خيركم بيتاً ، وخيركم نفساً » .
وهو أكمل الناس قدرا عند مولاه. وجاهه يشمل العاصين من أمته, وهو الذي راجع ربه حتى خفف الصلوات من خمسين إلى خمس في العدد ولكنها خمسون في الثواب للعاملين من أمته. وهو الزاهد في الدنيا رغم طاعتها لها فلم يمل قلبه إليها يوما طيلة حياته صلوات ربي وسلامه عليه.
Quote: في حقيقته حر ذكر بالغ إنسان بشر الباري الفطر
اختاره من مضر الكون به افتخر وطاب به الدهر
وزاح كل شر قد جاء في الخبر التبعه يتبختر
في الجنة أم غرر في السفر والحضر ليتيم ما قهر
والسائل ما نهر |
فإذا تشوقت نفسك لمعرفة هذا السيد الكريم ففي حقيقته أنه إنسان ذكر حر أوحي إليه باريه واختاره من قبيلة مضر. فازدهى بوجوده الكون بعد انقشاع ظلمات الجاهلية وطاب به الزمان حيث أزاح كل شرور أهله بإزاحة الشرك الذي هو أصلها.
قوله تعالى: ( إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) فاتباع الرسول علامة حب الله للعبد ومن أحبه الله أورثه الجنة. هذا بفضل متابعة الحبيب حسن الأخلاق في سفره وحضره فلم يقهر يتيما ولم ينهر سائلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
معجزاته كثيرة لا يمكنني حصرها ولكني أعطك منها إنشقاق القمر كما في البخاري: عن عبدِ اللّه بن عبّاسٍ رضيَ اللّهُ عنهما: «إنَّ القمرَ انشقَّ على زمان رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم». وذلك أن الكفار طالبوه بذلك فأجابهم به. ومنها أيضا لين الصخر له كما حكيناه قبلُ. أما تفجر الماء من بين اصابعه فقد حكينا أيضا قبل ولكنه حدث غير ما مرة: قال في فتح الباري في علامات النبوة عند ذكر نبع الماء: قال عياض: هذه القصة رواها الثقات من العدد الكثير عن الجم الغفير عن الكافة متصلة بالصحابة وكان ذلك في مواطن اجتماع الكثير منهم في المحافل ومجمع العساكر، ولم يرد عن أحد منهم إنكار على راوي ذلك، فهذا النوع ملحق بالقطعي من معجزاته. انتهي. وذكر أيضاً أنها حدثت في السفر والحضر وفي السلم والحرب. أما المطر المتيسر لجمهة كاملة ففي البخاري:عن أنسَ بنَ مالكٍ قال: «أتى رجلٌ أعرابيٌّ من أهلِ البدوِ إِلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الجُمعةِ فقال: يا رسولَ اللهِ هلكَتِ الماشيةُ، هلكَ الْعِيالُ، هلكَ الناسُ: فرفعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يدَيهِ يدعو، وَرفعَ الناسُ أَيديَهم معَهُ يَدْعون. قال: فما خرَجْنا من المسجدِ حتى مُطِرْنا، فما زِلْنا نُمطَرُ حتى كانتِ الجُمعةُ الأُخرىٰ، فأَتى الرجُلُ إِلى نبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ بَشِقَ المسافرُ، وَمُنعَ الطريقُ». وفوق هذا فالحبيب إذا سار بفلاة فإنها تنطوي له فعند الأئمة أحمد وابن حبان والترمذي: عَن أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: «مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسْرَعَ في مَشْيِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ كَأَنَّمَا الأَرْضُ تطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ».
وفوق هذا حبيبنا يخاطبه الحجر فعند الأئمة مسلم وأحمد والدارمي: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ : «إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَراً بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ. إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ».
أما ندائه للشجر وإجابته إياه فقد مرَّ ذكره وهو حدث غير ما مرة.
Quote: هاك مني يا زمَّال في حكاية الغزال قولا بلا محال
قالت له يا اب جمال بي قربي جاي تعال وحكت له بالمقال
يا سيدي في الحبال مأسورة وهجري طال أبناي صغار أطفال
في ناحية الجبال خلصني كي أنال الوصل وارجع حال
حلاها وسيبا ورجعت الى الظبا رجعت معقبا
في شان العاقبا شراكا الاعاطبا آمن بالمجتبى
وتركها أهبا كم غيرها أعجبا في سنية شهبا
في الوقت أخصبا بعد المجاذبا بي تفله أعذبا
للبير الفي النبا الكون بي تبا من جاه طيبا |
وأيضا خذ مني أيها الحبيب من معجزاته حكاية الغزالة التي خاطبته خلافا للعادة ولا محال في ذلك فهو الحبيب الذي زللت له العادات: فعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى اله عليه وسلم في الصحراء, فإذا منادٍ يناديه: يا رسول الله , فالتفت فلم ير أحدا, ثم التفت فإذا ظبية موثوقة, فقالت: أُدن مني يا رسول الله, فدنا منها فقال: ( حاجتك؟؟ ) فقالت: إنَّ لي خُشفين في هذا الجبل فخلِّني حتى أذهب فأُرضعهما ثم أرحع إليك, قال: ( وتفعلين؟ ) قالت: عذبني الله عذاب العشَّار إن لم أفعل, فأطلقها فذهبت, فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها, وانتبه الاعرابي فقال: ألك حاجة يا رسول الله؟ قال: ( نعم تطلق هذه ) فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. كذا في مجمع الزوائد.
وكم غي هذا أعجب منه ففي سُنَيَّةٍ مجدبة شكي إليه إعرابي القحط وجاذبه الحديث فدعا فما أسرع ما أُجيب فأخصب الناس وقد ذكرنا هذا الخبر في قصيدتنا هذه قبل أسطر. أيضا فقد أعذب بتفله البئر التي ذكرت في الخبر وقد أوردنا قبل كلام السيوطي في الخصائص عن هذا. فهو الذي طاب الكون بقدومه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: الخلفا الناجيا أرجوهم داعيا بي جاهم فورا
صاحبي المبليا متبرك اسمه باسم ابن ماريا
صديق يخلص لقيده الشافيا فاروق يفرق
ما كان جانيا عثمان ببركته يهدي المعاديا
كرار يفيده بالرتب العاليا وهذي الدار
والدار الباقيا ولباقي العشرة الستة الأتقيا
يوت يحرسوه من نبل الراميا يارجال السودان
الانتم أوليا السلف الصالح والفي قيد الحيا
قوموا ألحقوه لو عبدا خاطيا بالفرج العاجل
والامر القاضيا طر أسعفوه من غير تأنيا |
ثم يبدأ الدقوني عليه الرضوان بغرضه من الإنشاء هنا وهو التوسل بالأخيار حتى تقضى له الأوطار, فبعد أن مدح أولا حبيبه وتأمل في تفصيل مدحه بالدر وتحليته بشهد خصال الحبيب تغزُّلا فيه تعليما لتلميذه المحبة والتوسل بالحبيب. بعد كل هذا يتوسل بالخلفاء الأربعة عليهم رضوان ربهم وهو الناجون, وتوجهه إليهم بالدعاء يعنى توجهه بالدعاء إلى ربهم متوسلا بهم وهذا باب مشهور لدي السادة الصوفية الذين يفرقون بين مقام الخالق ومقام المخلوق كما يقول سيدي محمد علوي المالكي في كتابه مفاهيم يجب أن تصحح. ثم يوضح الدقوني الأمر فيقول: بجاههم, أي أنه يسأل الله تعالى بجاه هؤلاء الاكابر عنده أن تقضى حاجته, وهي متعلقة بصاحب له قد ابتلاه الله بأن أتهمه الأتراك الذين كان يعمل في دواوينهم في بربر باختلاس, فاستنجد هو بشيخه الدقوني الذي آثر التعريف به فقال هو صاحبي الذي سُمي إبراهيم تبركا بسيدي إبراهيم بن سيدنا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وهو ابن السيدة ماريا القبطة رضي الله تعالى عنها. ثم بدأ بالدعاء فقال ببركة سيدنا الصديق يتخلص إبراهيم ود الفاري صاحبي من قيد قوي قد أوثقه, والسيدي الفاروق يفرق ما جناه لو جنى شيئا, وسيدي ذي النورين ببركته يهدي خصمه الذي اوثقه, وسيدي الكرار يفيده بعلو المقام بعد الخلاص في الدنيا والآخرة. أما باقي العشرة المبشرون بالجنة وهم سادتي سعد وسعيد وابن عوف وطلحة وأبو عبيدة والزبير وهم ستة نفر كرام اتقياء فهم يحرسوه ببركاتهم وبجاههم عند مولاهم من كل من يرمه بسهام سوء.
ثم يتوسل برجال السودان الأولياء من سلف منهم ومن هو على قيد الحياة, وما هذا إلا لأنهم لا يفعلون شيئا في الحقيقة فالفاعل هو الله تعالى ومنزلة الكرام عند ربهم إذا نفعت وهم أحياء فنفعها بعد انتقالهم إلى جوار ربهم أولى لأنهم حينها في دار الكرامة. فيقول لهم قوموا حتى ولو كان عبدا خاطئا هاتوا بفرجه العاجل من عند ربكم, والأمر الحاسم بذلك, قوموا بذلك جميعا أيها الكرام عاجلاً لا أجلاً.
Quote: زد بالسمان مع بشر الحافيا وكذا الرفاعي
الربي راضيا يا الحسن الأستاذ وأولادك طر هيا
فزعتكم إلياس مع يحيا وأرميا وشعيب وصاحب الحوت
إدريس وزكريا يا رسول الله به جيتك شاكيا
وجثيت بالباب متزلل باكيا إنجاز ما أرومه
بالفور راجيا من كونه محاليا الخدموك مواليا
يكسيهم غاليا يكرمهم ثانيا بحطام الفانيا
لا سيما الراويا وأذن للخضر الاسمه بليا
ولغوث الوقت قيدومة الأولياء قول ليهم أمضياء
شيئا يرضيا مع ذا امري وانهيا بتمام العافيا |
ثم بعد أولياء السودان زد متوسلا بالسيد السمَّان المدني شيخ الطريقة السمانية وأحد كبار السادة أرباب التصوف. وكذلك توسل بسيدي بشر الحافي. قال ابن كثير في البداية والنهاية:
هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي أبو نصر الزاهد المعروف بالحافي. نزل بغداد . قال ابن خلكان :
وكان اسم جده عبد الله الغيور، أسلم على يدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
كذا أتوسل أيضا بسيدي أحمد الرفاعي قطب التصوف الذي يرضاه ربي.
وأتوسل أيضا بسيدي الحسن الأستاذ وأولاده سادتي المراغنة جميعا, فهيا هاتوا نجدتكم.
وأتوسل أيضا بسادتي أنبياء ربي وأذكر منهم سيدي إلياس وسيدي يحيا وسيدي أرمياء وسيدي شعيب وسيدي يونس صاحب الحوت المكنى بذي النون, وسيدي إدريس وسيدي زكرياعليهم جميع وعلى نبينا الصلاة والسلام.
يا سيدي يا رسول الله بأخي إبراهيم ود الدفاري جيتك شاكيا وجثوت ببابك متذللا طالبا إنجاز مرامي عاجلا, هذا لأنه يعامل خُدامك المادحين بالحسنى ويواليهم ويكسيهم غالي الثياب ويكرمهم أيضا بحطام الدنيا الغالي عند غيره, هذا ما يفعله معي أنا أحمد الدقوني راوي مدحك يا سيدي. وأرجو يا سيدي أن تأذن لسيدي الخضر نبي الله المدعو بليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن عامر بن أرفخشد بن نوح كذا بينه الحافظ في الإصابة. وأن تأذن أيضا معه لغوث الوقت أفضل الأولياء وقل لهما افعلا شيئا يرضيني وانهيا أمر خلاص ود الدفاري بتمام العافية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: صلواتي ساميا وغزيرة وناميا للعد نافيا
ما تلأ تاليا ما زرأ زاريا ما يسعى ساعيا
راكب أو ماشيا منتعلا وحافيا في الحضر وباديا
عدد الرواسيا لا قاف الحاويا العمل الخالص
لله والريا والعبد الطايع وكذاك العاصيا
السفن الجارية مشحونة وخاليا ما يجني جانيا
لرطبا حاليا ابن الدقوني يا طه المصفيا
لذاتك هاديا. |
صلواتي الرفيعة والكثيرة ومتزايدة لا تحصى متكررة ما يتلو القرآن التالون وما يزروا الزارون وما يسعى الساعون من ركب منهم ومن مشى على قدميه كان حافيا أو منتعلا في حضر كان أو في بادية, وصلواتي عدد الجبال حتى جبل قاف الحاوي لأقطار الأرضالذ قال عنه صاحب الحموي صاحب معجم البلدان: قاف أثرَه يقوفه قَوْفاً إذا اتبع أثره فيكون هذا الجبل يقوف أثر الأرض فيستدير حولها، وقاف مذكور في القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض، قالوا: وهو من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء من خضرته، قالوا: وأصله من الخضرة التي فوقه وإن جبل قاف عِرْقٌ منها، قالوا: وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف، ذكر بعضهم أن بينه وبين السماء مقدار قامة رجل، وقيل: بل السماء مطبقة عليه، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا الله تعالى، ومنهم من زعم أن ما وراءه معدود من الآخرة ومن حكمها، وأن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الستار لها عن الأرض، انتهى. وصلواتي أيضا العمل ما كان خالصا لله وما كان مشوبابالرياء وبعدد عباد الله الطائع منهم والعاصي, وبعدد السفن الجارية في البحارو المشحونة منها والخالية, وبعدد ما يجني الجاني الرطب الحلوة, كل هذه الصلاة يهديها إليك يا سيدي المصطفى أحمد الدقوني.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
مُرادي الرَّوضةِ جُلُوسا أزور من زاره الناموسا
جيب يا مجيب وقدوسا دعاي لا يكون محبوسا
نفسي هواها لا يدوسا ونَوِّر بالتُّقى كبوسا
ثنيت بي من فضل موسى بتقديسٍ وناموسا
دناه الهه قاب قوسا وعطا السؤدد على الروسا
حامد ماحي محمودُ سحر في ام القرى ولوده
جاد الباري بولوده ونار الكون بخدوده
صافي مصفى من سيده زمام الملك في ايده
تاج العز وتأييده مُحَكَّم عنقه كالجيد
للثقلين مرسولا وفيه الرأفة مجبولا
أشنب ثغره كاللولا وسيط لا قصر لا طولا
نون في نعته والقلمِ ومشروح صدره غير ألمِ
نارت من ضيا الظُّلَمِ وأبرى بمسِّه الألمِ
جيش المرسلين ساده وركن الدين قد شاده
دين سلمان قضا و زاده وأحيا لجابر أولاده
بالجود كفه مطبوعِ وللاسرار ينبوع
فيه الحسن مجموعِ دعى الايكات اتن طوعِ
بريق الغور رفَّاتُه بدن زادني عبراتُه
رهين خلني يا غُنَاُته مُتَيَّم أنْعِي لي لِمَاتُه
صلاة الله وتحياتو أُلُوف ألكَاكْ في كرَّاتُو
تصبى الخير في ساحاتو وطيفور اهدي شُمَّاتُو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: مُرادي الرَّوضةِ جُلُوسا أزور من زاره الناموسا
جيب يا مجيب وقدوسا دعاي لا يكون محبوسا
نفسي هواها لا يدوسا ونَوِّر بالتُّقى كبوسا |
مرادي أن أكون جالسا في الروضة الشريفة زائرا من زاره الناموس جبريل أمين الوحي عليه السلام.
أجب دعائي يا مجيب الدعوات يا من تنزه عن كل نقص, ولا يكون محبوسا في حيز التمني بل يكون واقعا. وطلبي هو أن تملك نفسي هواها لا أن يركبها, وأرجو أن تنور بتقواك ظلماتها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: ثنيت بي من فضل موسى بتقديسٍ وناموسا
دناه الهه قاب قوسا وعطا السؤدد على الروسا |
ثنَّيت بذكر من فاق موسى فضلا في ذاته حيث قال أنا سيد ولد آدم ولا فخر, وفاقه فضلا في ما أوحي إليه حيث قال الله تعالى: { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدِّقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناٍ عليه } ,أورد ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى (ومهيمنا عليه) قال القرآن أمين على كل كتاب كان قبله، قاله ابن حجر في الفتح.
سيدي الذي فضل موسى ذاتاً ووحياً قرَّبه ربه منه قاب قوسين أو أدنى وأعطاه السايدة على رؤساء البشر صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.
Quote: حامد ماحي محمودُ سحر في ام القرى ولوده
جاد الباري بوجوده ونار الكون بخدوده |
هو الحامد لمولاه والماحي للضلال والمحمود في السموات والأرضين والذي وُلِد في وقت السحر في مكة المكرمة فقد تكرَّم الباري بإيجاده رحمة للعالمين وأنار به الكون. قالت عنه أمه السيدة آمنه بنت وهب: ( إني رأيت خرج مني نوراً أضاءت منه قصور الشام ) كذا في مسند الإمام أحمد.
Quote: صافي مصفى من سيده زمام الملك في ايده
تاج العز وتأييده مُحَكَّم عنقه كالجيد |
في صحيح ابن حبان عن واثلةَ بنِ الأسقعِ ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّ اللَّهَ اصطفىٰ كِنَانَة مِنْ ولدِ إسماعِيلَ، واصطفىٰ قُريشاً مِنْ كِنانةَ، واصطفىٰ بني هاشمٍ مِنْ قريشٍ، واصطفاني مِنْ بني هاشمٍ، فأنا سَيِّدُ وَلَدِ آدمَ ولا فخر، وأولُ مَنْ تنشقُّ عنهُ الأرضُ، وأوَّلُ شافعٍ، وأوَّلُ مُشَفَّعٍ». فهو الصفاه الذي صفَّاه مولاه من خيرِ أصلٍ. ومن فضله على ربه أن ملَّكه زمام ملكه وتوجه بتاج عزه وتأييده الكامل فأناله من كل فضل خُلقي أعلاه ومن كل حسن خَلقي أحلاه ومنه عنقه الشريف الذي قال ناعته في الشمائل النبهانية, كأنَّ عُنُقَه جِيدُ دُميةٍ في صفاء الفضّة.
Quote: للثقلين مرسولا وفيه الرأفة مجبولا
أشنب ثغره كاللولا وسيط لا قصر لا طولا |
هو المرسول للثقلين الإنس والجنّ وهو الذي جُبل على الرأفة حتى قال فيه باريه: (بالمؤمنين رؤوف رحيم): أي شديد الرحمة كذا في تحفة الأحوذي.
قال في اللسان: الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ يَجْرِي علـى الثَّغْرِ؛ وقـيل: رِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذوبةٌ فـي الأَسنان. قال ناعته في الشمائل: ضليع الفم, أشنب. فأسنانه بيضاء محددة عذبة كأنها الؤلؤ , وقامته متوسطة بين الطول والقصر فهو أطول من الربوع وأقصر من المشذّب - وهو الظاهر الطول مع نحافة - كذا في وسائل الوصول إلى شمائل الرسول للنبهاني.
Quote: نون في نعته والقلمِ ومشروح صدره غير ألمِ
نارت من ضيا الظُّلَمِ وأبرى بمسِّه الألمِ |
وهو الشريف الذي وصفه القرآن فجاءت سورة القلم المفتتحة بقول تعالى ( ن ) لتعظم صفته فعن سعد بن هشام بن عامر قال: أتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كانَ خُلُقُهُ القرآنُ، أما تقرأ القرآن، قول الله عز وجل {وَإنَّكُ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4) كذا في المسند. وأيضا سورة الشرح التي بيَّنت شق صدره والذي حدث بلا إيلام له فضلا من ربه اللطيف به.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
قال في لسان العرب: وقوله عز وجل: {قد جاءَكم من اللَّه نور وكتاب مبـين} قـيل: النور ههنا هو سيدنا مـحمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقوله عز وجل: {واتَّبِعُوا النُّورَ الذي أُنزل معه} أَي اتبعوا الـحق الذي بـيانه فـي القلوب كبـيان النور فـي العيون. قال: فَمَثلُ ما أَتـى به النبـي صلى الله عليه وسلم فـي القلوب فـي بـيانه وكشفه الظلـمات كمثل النور. انتهى
فهو النُّور في ذاته, النُّور في هديه, فأنار ظلمات الليالي الحسية بنوره الذاتي وظلمات الشرك والضلال بنور هَدْيِهِ.
وأما الألم الذي أبرأه بمسه فشائع ذكره لكثرته ولكنا نورد منه: عن البراء قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع اليهودي - وكان بأرض الحجاز - رجالا من الأنصار, وأمَّر عليهم عبد الله بن عقبة أو عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ويبغي عليه,وكان في حصن له بأرض الحجاز, فلما دنوا منه وقد غربت الشمس, وراح الناس بسرحهم, قال لهم عبد الله بن عقبة أو عبد الله بن عتيك: أجلسوا مكانكم, فإني أنطلق وأتلطف للبواب, لعلي أدخل! قال: فأقبل حتى إذا دنا من الباب, تقنع بثوبه؛ كأنه يقضي حاجة, وقد دخل الناس, فهتف به البواب: يا عبد الله, إن كنت تريد أن تدخل فادخل, فإني أريد ان أغلق الباب. قال: فدخلت فكمنت تحت آري حمار؛ فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأقاليد على ودِّ. قال: فقمت إلى الأقاليد فأخذتها, ففتحت الباب, وكان أبو رافع يسمر عنده في علالي؛ فلما ذهب عنه أهل سمره, فصعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقته عليَّ من داخل. قلت: إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إليّ حتى أقتله. قال : فانتهيت إليه؛ فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله؛ لا أدري أين هو من البيت! قلت: بارافع! قال: من هذا؟ قال: فأهويت نحو الصوت, فأضربه ضربة بالسيف, وأنا دهِش فما أغنى عني شيئا وصاح؛ فخرجت من البيت ومكثت غير بعيد. ثم دخلت أليه, فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ قال: لأمك الويل! إن رجلا في البيت ضربني بالسيف, قال: فأضربه فأثخنه ولم أقتله. قال ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخرجته من ظهره, فعرفت أني قتلته, فجعلت لأفتح الأبواب بابا فبابا, حتى انتهيت إلى درجة؛ فوضعت رجلي وأنا أرى أني انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة, فانكسرت ساقي, قال فعصبتها بعمامتي, ثم انطلقت جتى جلست عند الباب, فقلت والله لا أبرح حتى أعلم أقتلته أم لا؟ قال: فلما صاح الديك, قام الناعي عليه على السور, قال: أنعي أبا رافع ربَّاح أهل الحجاز! قال: فانطلقت ألى أصحابي فقلت النجاء! قد قتل الله أبا رافع, فانتهيت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: ابسط رجلك, فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشتكها قطّ.
Quote: جيش المرسلين ساده وركن الدين قد شاده
دين سلمان قضا و زاده وأحيا لجابر أولاده |
سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيِّد المرسلين ومشيِّد ما انهدم من ركن الدين, أما قصة ما قضى لسلمان من دَين: «جاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب، فوضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا سلمان؟ قال: صدقة عليك وعلى أصحابك، قال: ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة، فرفعها، فجاء من الغد بمثله فوضعه بين يديه يحمله، فقال: ما هذا يا سلمان؟ فقال: هدية لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ابسطوا، فنظر إلى الخاتم الذي ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به. وكان لليهود فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا درهماً وعلى أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيها حتى يطعم، عامها ولم تحمل النخلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأن هذه؟ قال عمر: أنا غرستها يا رسول الله، قال: فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غرسها فحملت من عامها». كذا في المسند.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
لم أجد في المصادر المتوفرة لدي خبر أولاد جابر رضي الله عنه ولكن وجدت في عموم إحياء الموتى: نقل ابن أبي حاتم في ” مناقب الشافعي ” عن أبيه عن عمرو بن سواد عن الشافعي قال: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا، فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك.كذا في فتح الباري.
وفي حياة الصحابة: أخرج ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عدنا شاب من الأنصار, فما كان بأسرع من أن مات, فأغمضناه, ومددنا عليه الثوب, وقال بعضنا لأمه: احتسبيه, قالت: وقد مات؟قلنا: نعم, فمدت يديها إلى السماء, وقالت: اللهم إني آمنت بك, وهاجرت إلى رسولك, فإذا نزلت بي شدة دعوتك ففرجتها, فأسألك اللهم لا تحمل علي هذه المصيبة, قال: فكشف الثوب عن وجهه, فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
وأخرج البيهقي أيضا عن عبد الله بن عون , عن أنس رضي الله عنه قال: أدركت في هذه الأمة ثلاثا, لو كانت في بني إسرائيل لما تقاسمها الأمم, قلنا ماهن يا أبا حمزة؟ قال: كنا في الصفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأتته امرأة مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ فأضاف المرأة إلى النساء, وأضاف إبنها إلينا, فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض أياما, ثم قبض, فغمضه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بجهازه, فلما أردنا أن نغسله, قال: ( يا أنس ائت أمه فأعلمها ) فأعلمتها, قال: فجاءت حتى جلست عند قدميه, فأخذت بهما, ثم قالت: اللهم إني أسلمت لك طوعا, وخالفت الأوثان زهدا, وهاجرت لك رغبة, اللهم لا تشمت بي عبدة الأوثان, ولا تحملني من هذه المصيبة ما لاطاقة لي بحمله, قال: فوالله ما انقضى طلامها حتى حرك قدميه, وألقى الثوب عن وجهه, وعاش حتى قبض الله رسول صلى الله عليه وسلم, وحتى هلكت أمه. انتهى.
فقصة الجذع أبلغ في الإعجاز من إحياء الميت, وإذا كانت هذه الكرامة لواحدة من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يكون من المقطوع به جواز وقوعها له صلى الله عليه وسلم, نسأل الله أن يسعفنا بهذا الخبر.
Quote: بالجود كفه مطبوعِ وللاسرار ينبوع
فيه الحسن مجموعِ دعى الايكات اتن طوعِ |
يده الشريفة صلى الله عليه وسلم سجيتها الجود, فعن جابر بن عبد الله يقول: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال: «لا» . كذا في المسند.
وفي البخاري: جبَيرُ بن مُطعم أنه بَينا هو معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَه الناسُ مُقبِلاً من حُنَينٍ علِقَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الأعرابُ يَسألونهُ حتى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرةٍ فخطِفَتْ رِداءه، فوقَفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أعطوني ردائي، فلو كان عددُ هذهِ العِضاهِ نَعَماً لقَسَمتُه بينكم ثمَّ لا تجِدونَني بَخيلاً ولا كذوباً ولا جَباناً».
وعن أنس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبلين، فأتى الرجل قومه فقال: أي قومي أسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطية رجل ما يخاف الفاقة، أو قال: الفقر قال: وحدثناه ثابت قال: قال أنس: إن كان الرجل ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم يسلم ما يريد إلا أن يصيب عرضاً من الدنيا، أو قال دنيا يصيبها، فما يمسي من يومه ذلك حتى يكون دينه أحب إليه، أو قال: أكبر عليه من الدنيا وما فيها.
وفي حديث الترمذي في الشائل أنَّ رجلاً جاءه، فسأله أن يعطيه فقال: «مَا عِنْدِي شَيْءٌ وَلٰكِنِ ابْتَعْ عَلَيَّ، فإذا جَاءَنا شَيْءٌ قَضَيْتَهُ» ، فقال عمر: يا رسول الله قد أعطيته فما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره قول عمر، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً فتبسم رسول الله فرحاً بقول الأنصاري ثم قال: «بِهٰذا أُمِرْتُ».
وفي صحيح ابن حبان: عن عَبايةَ بنِ رِفاعةَ عن رافعِ بنِ خَديجٍ قالَ : لما كانَ يَوْمُ حُنينٍ أَعطى النَّبيُّ أبا سُفيان بنَ الحارث مئةً من الإِبل، وأَعْطَى أبا سُفيانَ بنَ حَرْبٍ مئةً من الإِبل، وأعطى الأقرعَ بنَ حابسٍ التميميَّ مئةً من الإِبل، وأَعْطَى عُيينةَ بنَ حصن الفَزاري مئةً من الإِبل.
وأعطى صلى الله عليه وسلم عمه العباس ما لم يطق حمله كذا في شمائل النبهاني.
أما الأسرار التي هو ينبوعها فهي أسرار الدنيا والآخرة ومنه صدرت وما أدق هذا الوصف وأبلغه.
أما إجتماع الحسن فيه فقد أورد ابن حجر عند شرح حديث المعراج عند ذكر سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وهذا ظاهره أن يوسف عليه السلام كان أحسن من جميع الناس، لكن روى الترمذي من حديث أنس ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا فعلى هذا فيحمل حديث المعراج على أن المراد غير النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤيده قول من قال: إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، وأما حديث الباب فقد حمله ابن المنير على أن المراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.انتهى. يقول الخليفة عبد العزيز محمد الحسن قد يشكل لماذا لم تفتتن به النساء وقد افتتن بيوسف الذي أوتي شطر حسنه؟ وأجاب عنه بأن جماله صلى الله عليه وسلم مكسيٌ بالجلال والمهابة.
أما الأيكات التي دعاها فلبته طائعة فقد وقع في غزوة الأعاجيب السالف ذكرها عن جابر بن عبد الله قال: ..... ثم خرجنا فنزلنا منزلا صحراء ديمومة ليس فيها شجرة فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لجابر: ( يا جابر, انطلق, فانظر لي مكاناً ) يعني للوضوء, فانطلقت فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين, لو أنهما اجتمعتا سترتاه, فرجعت إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقلت: يا رسول الله لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك, فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ( انطلق إليهما فقل لهما: إن رسول الله يقول لكما اجتمعا), فخرجت, فقلت لهما, فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد, ثم رجعت فأخبرت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى قضى حاجته, ثم رجع فقال: ( ائتهما فقل لهما: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لكما: ارجعا كما أنتما ), فرجعتا.... وورد مثله عن سيدنا يعلى بن مرة أورده كله الحافظ الهيثمي في كتاب علامات النبوة من مجمع الزوائد.
Quote: بريق الغور رفَّاتُه بدن زادني عبراتُه
رهين خلني يا غُنَاُته مُتَيَّم أنْعِي لي لِمَاتُه |
للطف المعنى الذي أُريد إيصاله أقول بريق الغَوْرُ وهو القَعْرُ من كلِّ شيءٍ كما في القاموس واللسان فهو هنا قعر الليل أي آخره وهو وقت نشاط الصالحين وثقل الطالحين, بريق هذا وقت ظهرت لي لمعاته فزادت عبراتي شوقا إلى حبيبي صلَّى الله عليه وسلَّم فصرت بها أيها المادحون رهين حبه الذي استولى عليّ وأبكي شوقا للقائه.
Quote: صلاة الله وتحياتو أُلُوف ألكَاكْ في كرَّاتُو
تصبى الخير في ساحاتو وطيفور اهدي شُمَّاتُو |
صلاة الله وسلامه الكثير المعدود بالألوف المضروب في خماسين حيث اللّك بخمسين وهو باسقاط الحروف على الارقام فاللام بثلاثين والكاف بعشرين فالمجموع خمسون. هذه الألكاك المكررة من الصلوات تميل أو تصل إلى الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم في ساحاته الطيبة فعند ابي داود: عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قال قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً، وَلا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً، وَصَلُّوا عَلَيَّ فإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» . هذا واهدِ يا رب من يشمت فيّ أنا طيفور الدقوني, آمين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: ديمة لاهوبا الصلاة المن كل كرب تنجوبا هيبة تكسوبا |
داوموا أيها الأحباب على الصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم والتي تنجون بها من كل كرب وتكتسون منها هيبة. عَنْ الطُّفَيْلِ بنِ اُّبَيِّ بنِ كَعْبٍ: عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله اذْكُرُوا الله جَاءَتْ الرَاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ» . قَالَ أُبَيٌّ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فقَالَ «مَا شِئْتَ» . قال: قُلْت الرُّبُعَ؟ قَالَ «مَا شِئْتَ. فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ فَالنِّصْفَ؟ قَالَ «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ» . قال: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ » ، قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا؟ قَالَ: «إِذَا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» كذا في سنن الترمذي وفيه إشارة واضحة على فضيلة المداومة على الصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم. وفي سنن ابن ماجة: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ
، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلاَئِكَةُ. وَإِنَّ أَحَداً لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلاَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاَتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا» قَالَ قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: «وَبَعْدَ الْمَوْتِ. إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ. فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ». وفيه إشارة على المداومة عليها كل يوم والإكثار منها يوم الجمعة. وفي المسند: فقال موسى : سألت زيد بن خارجة عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال زيد: إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسي كيف الصلاة عليك ؟ قال : « صلوا واجتهدوا ثم قولوا : اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد » وفيه الأمر بالاجتهاد فيها. وعند ابن حبان: عن أنس بن مالك ، قال: قال رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ» وفيه إغراء بالإكثار منها. لكل هذا قلت لكم ألهوا بها دايما أنفسكم عن الأباطيل فالنفس إن لم تُشغل بالحق شَغلت بالباطل وبها تنالون تفريج كرب الدنيا وهو الهم الماحق للسعادات وكرب الآخرة وهو الذنب الماحق للنجاة.
Quote: عجِّل التوبه يالبيب دايما لازم الصوبا
اخشي كون تقي تنيل مشروبا عند خلق الله تبقي محبوبا |
التوبة: رجوع عما كان مذموماً في الشرع إلى ما هو محمود فيه، وهي مبدأ طريق السالكين، ومفتاح سعادة المريدين، وشرط في صحة السير إلى الله تعالى. كذا في حقائق التصوف للشيخ عبد القادر عيسى رضي الله عنه. أما تعجيلها فلخفاء وقت هجوم هاذم اللذلت وهروبا مما يبغضه جبار الأرضين والسموات. فأنت يا ذي اللب من يسمع مقالتي وكن دائما ملازما للصواب وهذا بمخافة الله ولزوم تقواه قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (اعلم أن حقيقة الخوف هو تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في المستقبل، وقد يكون ذلك من جريان ذنوب، وقد يكون الخوف من الله تعالى بمعرفة صفاته التي توجب الخوف لا محالة، وهذا أكمل وأتم، لأن من عرف الله خافه بالضرورة، ولهذا قال الله تعالى: ( إنَّما يخشى اللـهَ من عبادِهِ العلماءُ ), ووعد الله من خاف مقامه جنتين: جنةَ المعارف في الدنيا، وجنةَ الزخارف في الآخرة فقال: {ولِمَنْ خاف مقامَ ربِّه جنَّتانِ} [الرحمن: 46].
وجعل الله الجنة مأوى من خاف مقام ربه فقال: {وأمَّا مَنْ خاف مقامَ ربِّهِ ونهى النفس عنِ الهوى فإنَّ الجَنَّة هي المأوى} [النازعات: 40ـ41]. كذا في كتاب حقائق عن التصوف. فهذا هو المشروب الذي وعدتك به أيها الحبيب. وأما محبة الخلق لك فالتقوى هي سبيلك إلى محبة الله لك, وفي البخاري عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا أحَبَّ اللهُ العبدَ نادَى جبريلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فلاناً فأحببْهُ، فيُحبُّه جبريلُ فينادي جبريلُ في أهل السماء: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فلاناً فأحِبُّوهُ، فيحبُّه أهلُ السماء ثمَّ يُوضعُ له القَبول في الأرض».
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: زيل لنا كروبا ياودود منك اكرمنا بالتوبه
كي يكون جميع وزري مجبوبا لي نبيك خدام ابقي محسوبا |
اكشف عنا الكروب يا ودود وأكرمنا بالتوبة التي تمحو بها خطايانا وأن تجعلني من جملة خدم حبيبك المصطفى صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم.
Quote: فوق المحبوبا................ الصلاة الفاخرة ديمه لوذوبا
وردها واصل ليس محجوبا كم ثقات دنيا واخرى فازوبا |
أرشدكم أيها الأحباب إلى أن تلوذوا دائما بالصلاة على النبي العظيمة النفع على أي صفة أتت والمتعاظمة النفع إذا أتيتم بها على الوجه الأتم الذي يصدق قولي أنها فاخرة.
هذه الصلاة متأكد وصول نفعها فكم فاز بها الثقاة في نوالهم بها قضاء حوائجهم الدنيوية والأخروية فهذا تصريح الحبيب بأن بها ذهاب الهم وغفران الذنب.
Quote: احكي ميلاده ............. في ربيع للفيل عام تعداده
غاض نهر الفرس خجلو ورَّاده ثم لهب النار صار اخماده |
أحكِ يا لساني ميلاده الذي كان في شهر ربيع من عام الفيل وقد غاضت لميلاده بحيرة الفرس كما بينه الحديث: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم انكسر إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة. كذا في الفتح.
Quote: ربه صفاه ................... اكرمه اختاره دناه حباه
فاق للرسل اعظمن جاه....... اللواء المحمود ليه اعطاه |
«إِنَّ اللَّهَ اصطفىٰ كِنَانَة مِنْ ولدِ إسماعِيلَ، واصطفىٰ قُريشاً مِنْ كِنانةَ، واصطفىٰ بني هاشمٍ مِنْ قريشٍ، واصطفاني مِنْ بني هاشمٍ، فأنا سَيِّدُ وَلَدِ آدمَ ولا فخر، وأولُ مَنْ تنشقُّ عنهُ الأرضُ، وأوَّلُ شافعٍ، وأوَّلُ مُشَفَّعٍ». فهذا قولي صفاه وأكرمه واختاره وأدناه إلى مقام خلته وأحبه ففضله على جميع الرسل وأعطاه لواء الحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ) كذا في المسند فهذا هو جاهه العظيم وهذا هو اللواء المحمود الذي عنيت.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: ربعة في القامه............. ان قدم في الحر ظلته غمامه
والاياكي اتت له يافهاما .... تسعي لاشارته غير اقداما |
كانت قامة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وسطا بين الطول والقصر كما في اللسان. وفي البخاري عن أنسَ بن مالكٍ يصفُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: كان رَبعةً منَ القَومِ، ليسَ بالطويلِ ولا بالقَصير. وكأن إذا مشى في الحر ظلته سحابة كما عند الترمذي: عَن أَبِي بَكْرِ بنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عَن أَبِيهِ قال،: «خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ النبيُّ في أَشْيَاخٍ مِنْ قرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطَوا فَحَلُّوا رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ بِهِ فَلاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَلْتَفِتُ، قالَ فهُمْ يَحُلُّونَ رِحَالَهُمْ فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمُ الرَّاهِبُ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ فقالَ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. فقالَ لَهُ أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عِلْمُكَ؟ فقالَ إنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الَعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ إلاّ خَرَّ سَاجِداً. وَلاَ يَسْجُدَانِ إلاّ لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَع لَهُمْ طَعَاماً فَلَمَّا أَتَاهُمْ بِهِ وَكَانَ هُوَ فِي رِعْيَةِ الإبِلِ فقالَ أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فأقبَلَ وعليه غمامةٌ تُظِلُّهُ، فلمّا دَنَا مِنَ القومِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إلى فَيْءِ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ فقالَ انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ. أما الاياكي فهي جمع أيكة وهي الشجرة, فقد أتته أيها الفهيم ملبية طلبه تسعى إليه بلا قدم, كما أورده الدارمي عن ابنِ عَمرٍ ،، قال: كُنَّا مَعَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سفرٍ، فأقبل أعرابيُّ فلمّا دَنَا منهُ قالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أين تريدُ» قالَ: إلى أهلي قالَ: «هل لك في خير» قال: وما هو قال: «تشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ وأن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ»، قالَ: وَمَنْ يشهدُ عَلَى ما تقولُ قالَ: «هَذِهِ السَّلمةُ». فدعاهَا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ بشاطىءِ الوادي وأقبلتْ تخُدُّ الأرضَ خداً حتى قامَتْ بين يديهِ فاستشهَدَهَا ثلاثاً فشهدت ثلاثاً أنه كما قالَ ثمَّ رجعَتْ إلى منبتِها ورَجَعَ الأعرابيُّ إلى قومِهِ وقَالَ: إن اتَّبَعوني أتيتكَ بهم وإلاَّ رجعتُ مكثتُ معكَ.
Quote: فاض من ابهامه............ النمير اروي لمن ظاموا
في تبوك احيا الكان اعدامه. الصميم قد طاع لان لاقدامه |
وقد فاض من بين أصابعه الشريفة الماء العذب الوفير الناجع فـي الرِّيِّ كما في اللسان فما ألطف هذه العبارة, فأروى به أصحابه الذين أرهقهم العطش فشكوا إليه كما في البخاري عن جابر رضيَ الله عنه قال: «عَطِشَ الناسُ يومَ الْحُدَيبية، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينَ يدَيهِ رَكوةٌ، فتوضَّأ منها، ثمَّ أقبلَ الناسُ نحوَهُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما لَكم؟ قالوا: يارسولَ الله، ليس عندَنا ماءٌ نتوضَّأ به ولانشرَب إِلاّ مافي رَكوَتك. فوضعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدَه في الرَّكوةِ، فجعلَ الماءُ يَفورُ من بينِ أصابعهِ كأمثالِ العُيون، قال: فشرِبْنا وتوضأنا. فقلت لجابرٍ كم كنتم يومئذٍ؟ قال: لو كنّا مائةَ ألفٍ لكفانا، كنّا خمسَ عشرةَ مائة». أما من أحياه في تبوك بعد أن مات فلم أجد خبره في ما توفر لدي من مصادر ولكني وجدت في دلائل النبوة للبيهقي وفي جزء من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا أن كرامة إحياء الموتى ثابتة في حق أفراد هذه الأمة ومن ذلك: عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس ، إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه (1) ، فقال عمر : « ما رأيت غرابا بغراب أشبه من هذا بهذا » فقال الرجل : أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة ، قال : « ويحك وكيف ذاك ؟ » قال : خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا ، وقلت : أستودع الله ما في بطنك ، فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت ، فبينا أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عم لي إذ نظرت ، فإذا ضوء شبيه بالسراج في المقابر ، فقلت : لبني عمي ما هذا ؟ قالوا : لا ندري ، إلا أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة ، فأخذت معي فأسا ، ثم انطلقت نحو القبر ، فإذا القبر مفتوح ، وإذا هو في حجر أمه ، فدنوت فناداني مناد أيها المستودع ربه ، خذ وديعتك ، إنك لو استودعته أمه لوجدتها ، فأخذت الصبي وانضم القبر « قال أبو جعفر : سألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث ، فقال : قد سمعته من عاصم. ومن ذلك: عن الشعبي ، أن قوما ، أقبلوا من اليمن متطوعين في سبيل الله ، فنفق حمار رجل منهم ، فأرادوا أن ينطلق معهم فأبى (1) ، فقام فتوضأ وصلى ، ثم قال : « اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك ، وإني أشهد أنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور ، فلا تجعل لأحد علي منة ، وإني أطلب إليك أن تبعث لي حماري ، ثم قام إلى الحمار فضربه ، فقام الحمار ينفض أذنيه فأسرجه وألجمه ، ثم ركبه فأجراه ، فلحق بأصحابه » فقالوا : ما شأنك ؟ قال : « شأني أن الله بعث لي حماري » قال الشعبي : « فأنا رأيت الحمار بيع أو يباع بالكناسة » كذا في جزء من عاش بعد الموت.
أما الصميم فهو الصخر وقد لان تحت قدمه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وذلك الاثر الشريف موجود الآن في متحف باستانبول بتركيا.
Quote: النسيم فاح من .......... جهات ام سور والدمع ساح
سال علي الخدين زاني جراحا كالفصيل للكاب صرت نواحا |
النسيم الذي يهيج الشوق فاح من جهة مدينة الحبيب فسح دمعي على خدي, فقد زادني هذا النسيم جراحا إلى جراح شوقي القديمة فصرت أنوح بلا انقطاع كالفصيل أي الفطيم الذي لا يقوى على الفطام, أنوح شوقا إلى لقاء الكاب إي الغطاء لكل عورة فينا, ففي اللسان: ويقال: نار كابـيةٌ إذا غطّاها الرماد والـجمر تـحتها.
Quote: صل ما لاحا.................. . البرق لي يس او وما ناحا
الحمام يجد المنشي ارباحا..... الدقوني البكري انفحه انفاحا |
صل يا مولاي على سيدي يس كل ما لاح البرق أو ناح الحمام وارزق منشئ مدح حبيبك أرباحا لحسه ومعناه وهو الدقوني المعروف بالبكري وأنفحه يا مولاي دوما بنفحاتك آمين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
قال الشيخ بابكر الدقوني رضي الله عنه:ـ
صلاة الله الخلاقا علي الفاق نوح واسحاقا
ياخالق الخلق وارزاقا ومحصي النبت واوراقا
عفوك ورضاك محَّاقا لذنبي الحامل غير طاقة
ثنيت بالصفا الخلاقا رسولنا الفاق اسحاقا
شفيع للكل ملحاقا في يومٍ يُكشف الساقا
يوم ميلاده يا حبور فرحانة الحور في قصور
مريم واسيا حضور رأن كنعان بالنور
جميلا وجهه مدوَّر أشنب وادعجا أحور
وريحه يفوق علي العنبر يخفى البدر حين كوَّر
متواضع يكنسن داره ويحمل زاده في ازاره
بلا استنكاف واستكبار ويقري الضيف والجار
معاجزه النافيه للعدِّ كفي الالف بشاه ومُدِّ
لصق للرجل واليدِّ بدعواه اربد انقد
أتت آياته يا احبابا في سبحان والأحزابا
بمسه العجفا حلَّابا لكل الكفر غلَّابا
صحابته المثل الأقمار صديق صاحب الغار
فاروق عثمان أحبار أبو الحسنين الكرار
نسيم الصحوة ضُحية من المختار فاح ليا
شجاني وجادت عيني بدمعي ياباري تم ليا
صلاه الله باريَّا علي الفاق نوح وزكريا
بعد مايتلو الصوفيه بدقوني البكري محميا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: صلاة الله الخلاقا علي الفاق نوح واسحاقا |
صلاة الله الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لـم تكن موجودة، على سيدنا محمد الذي فاق في الفضل سيدنا نوح وسيدنا اسحق.
Quote: ياخالق الخلق وارزاقا ومحصي النبت واوراقا
عفوك ورضاك محَّاقا لذنبي الحامل غير طاقة |
يا من أوجدت العباد وأوجدت أرزاقهم ومن يحص النباتات وأوراقها, أسألك عفوك ورضاك الذي يمحق ذنوبي التي حملت منها فوق طاقتي.
Quote: ثنيت بالصفا الخلاقا رسولنا الفاق اسحاقا
شفيع للكل ملحاقا في يومٍ يُكشف الساقا |
أثني قولي بذكر من نقاه خالقه عن كل نقيصة رسولنا الذي فاق فضلا سيدنا اسحق وهو الشفيع لكل هالك من الأمة في يوم القيامة وأقول كما وصفه ربي في كتابه فقال: {يومَ يكشَفُ عنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ إلى السجودِ فلاَ يستطيعونْ} القلم(42) والمعنى كما بينه ابن حجر في الفتح: أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله: (يوم يكشف عن ساق) قال ” عن نور عظيم، فيخرون له سجدا ” وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله (يوم يكشف عن ساق) قال: عن شدة أمر، وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة قال الخطابي: فيكون المعنى يكشف عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والكرب وذكر غير ذلك من التأويلات .. ثم قال: لا يظن عن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء. انتهى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
| Quote: صلاة الله الخلاقا علي الفاق نوح واسحاقا |
صلاة الله الذي أوجد الأشياء من العدم على سيدنا محمد الذي فاق فضلا سادتنا نوح وأسحق عليهم جميعا الصلاة والسلام.
Quote: ياخالق الخلق وارزاقا ومحصي النبت واوراقا
عفوك ورضاك محَّاقا لذنبي الحامل غير طاقة |
أسألك يا من أوجدت العباد وأوجدت أرزاقها ويا محصي النباتات وأوراقها أن تمن علي بعفوك ورضاك الذي يمحق ذنوبي التي حملت منها ما لا طاقة لي به.
Quote: ثنيت بالصفا الخلاقا رسولنا الفاق اسحاقا
شفيع للكل ملحاقا في يومٍ يُكشف الساقا |
أثني قولي من نقاه خالقه رسولنا الذي فاق فضل سيدنا اسحق وهو الشفيع لكل هالك من الأمة في يوم القيامة الذي وصفه ربي في كتابه فقال: {يومَ يكشَفُ عنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ إلى السجودِ فلاَ يستطيعونْ} القلم (42) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قال العلماء: معناه ومعنى ما في القرآن يوم يكشف عن ساق يوم يكشف عن شدة وهول عظيم أي يظهر ذلك، يقال كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت، وأصله أن من جد في أمره كشف عن ساقه مستمراً في الخفة والنشاط له. انتهى. وقال ابن حجر في الفتح: أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله: (يوم يكشف عن ساق) قال ” عن نور عظيم، فيخرون له سجدا ” وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله (يوم يكشف عن ساق) قال: عن شدة أمر، وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة قال الخطابي: فيكون المعنى يكشف عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والكرب وذكر غير ذلك من التأويلات ... ثم قال: لا يظن عن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء. وقال ابن منظور في لسان العرب: وفـي حديث القـيامة يَكْشِفُ عن ساقِه؛ الساقُ فـي اللغة الأَمر الشديد وكَشْفُه مَثَلٌ فـي شدة الأَمر كما يقال للشحيح يدُه مغلولة ولا يدَ ثَمَّ ولا غُلَّ وإِنما هو مَثَلٌ فـي شدّة البخـل وكذلك هذا لا ساقَ هناك ولا كَشْف؛ وأَصله أَن الإِنسان إِذا وقع فـي أَمر شديد يقال شمَّر ساعِدَه وكَشَف عن ساقِه للاهتمام بذلك الأَمر العظيم. انتهى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرسائل العلمية والتربوية في المدائح النبوية (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: يوم ميلاده يا حبور فرحانة الحور في قصور
مريم واسيا حضور رأن كنعان بالنور |
في يوم ميلاد هذا الحبيب أيها العلماء الصالحون, فالحبر في اللسان هو العالم والصالح والنظير. فرحت الحور في قصورها بقدومه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في السيرة الحلبية عن السيدة آمنة بنت وهب قالت لما أخذني ما يأخذ النساء أي عند الولادة وإني لوحيدة في المنزل رأيت نسوة كالنخل طولا كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي وفي كلام ابن المحدث ودخل على نساء طوال كأنهن من بنات عبدالمطلب ما رأيت أضوأ منهن وجوها وكأن واحدة من النساء تقدمت إلي فاستندت إليها وأخذني المخاض واشتد علي الطلق وكأن واحدة منهن تقدمت إلي وناولتني شربة من الماء أشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وأحلى من الشهد فقالت لي اشربي فشربت ثم قالت الثالثة ازدادي فازددت ثم مسحت بيدها على بطني وقالت بسم الله اخرج بإذن الله تعالى فقلن لي أي تلك النسوة ونحن آسية أمرأة فرعون ومريم ابنة عمران وهؤلاء من الحور العين. انتهى. وفي المسند من حديث العرباض بن سارية: إن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نوراً أضاءت منه قصور الشام». فهذا النور راى منه من حضر أرض الشام التي عبر عنها بكنعان ففي معجم البلدان أن الشام هو موطن الكنعانيين, وكنعان هو بن سام بن نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
Quote: جميلا وجهه مدوَّر أشنب وادعجا أحور
وريحه يفوق علي العنبر يخفى البدر حين كوَّر |
أما صفته فهو الكامل الجمال ففي الصحيحين: عن أبي إسحاق قال: سمعتُ البراء يقول: «كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس وجهاً. وفيهما أيضا: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنارَ وجهُهُ حتى كأنه قطعةُ قمر. وعند مسلم عن جابر بْنِ سَمُرَةَ : بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ. وَكَانَ مُسْتَدِيراً. والشنب كما مر هو ماءٌ، ورِقَّةٌ، وبَرْدٌ، وعُذُوبَةٌ في الأَسْنانِ، كذا في القاموس ولسان العرب. وكذا وصفه الترمذي في الشمائل فقال: ضليع الفم أشنب. وكان أدعج العينين كذا وصفه باب مدينة العلم سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كما نقله البيهقي في دلائل النبوة. وفي اللسان الدَّعَجُ شدَّة سواد سواد العين، وشدة بـياض بـياضها؛ وقـيل: شدة سوادها مع سعتها. أما طيب رائحته فقد حكاه الشيخان قَالَ أَنَسٌ ،: مَا شَمِمْتُ عَنْبَراً قَطُّ وَلاَ مِسْكاً وَلاَ شَيْئاً أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللّهِ . وَلاَ مَسِسْتُ شَيْئاً قَطُّ دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً أَلْيَنَ مَسًّا مِنْ رَسُولِ اللّهِ . وعند مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،. قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ. وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ. فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا. فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا هٰذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟» قَالَتْ: هٰذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا. وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ. وفي رواية: قَالَتْ: عَرَقُكَ أَدُوفُ - أي أخلط - بِهِ طِيبِي. وعنده أيضا: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ،. قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلاَةَ الأُولَىٰ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ. فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ. فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِداً وَاحِداً. قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّي. قَالَ: فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْداً أَوْ رِيحاً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ. وكان وجهه يفوق البدر في تمامه جمالا كما قال سيدي الترمذي عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قال: «رَأَيْتُ النبيَّ في لَيْلَةٍ إِضْحِيَانِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولُ الله وَإِلَى الْقَمَرِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ» . وفي اللسان إضحيان: مضِيئةٌ لا غَيْمَ فـيها، وقـيل: مُقْمِرَة، وخَص بعضُهم به اللـيلَة التـي يكونُ القَمَر فـيها من أَوَّلِها إِلـى آخِرِها.
Quote: متواضع يكنسن داره ويحمل زاده في ازاره
بلا استنكاف واستكبار ويقري الضيف والجار |
ومن تواضعه أنه كان يكنس داره ففي البخاري: عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ قَالَتْ كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ. وعند ابن حبان واحمد: عن عائشة: «أنها سئلت: ما كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، قالت: وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم». وعند الدارمي: عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبي أَوْفى ،، قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يكثِرُ الذِكْرَ ويقلُّ اللَغْوَ، ويطيلُ الصلاةَ ويُقَصّرُ الخُطْبَةَ، ولا يأْنَفُ ولا يستَنْكِفُ أَنْ يمشيَ مَعَ الأرملةِ والمِسْكِينِ، فيقضيَ لهما حاجَتَهُمَا. قال في الفتح: قال ابن بطال: من أخلاق الأنبياء التواضـع، والبعد عن التنعم، وامتهان النفس ليستن بهم ولئلا يخلدوا إلى الرفاهية المذمومة. انتهى. وكان يكرم ضيفه وجاره وهذا مما اتفق عليه الشيخان من وصيته: ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ). فهو بذا قد أكرم كل ضيف وجار. وعند مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ ضَافَهُ ضَيْفٌ، وَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ. فَشَرِبَ حِلاَبَهَا. ثُمَّ أُخْرَىٰ فَشَرِبَهُ. ثُمَّ أُخْرَىٰ فَشَرِبَهُ. حَتَّىٰ شَرِبَ حِلاَبَ سَبْعِ شِيَاهٍ. ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ. فَأَمَر لَهُ رَسُولُ اللّهِ بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلاَبَهَا. ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَىٰ فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا».
Quote: معاجزه النافيه للعدِّ كفي الالف بشاه ومُدِّ
لصق للرجل واليدِّ بدعواه اربد انقد |
أما معجزاته فهي لا تعد فقد أشبع ألفا من الناس بشاة ومد من شعير وذلك في غزوة الخندق حيث قال سيدنا جابر: «إنّا يومَ الخَندقِ نحفِرُ فعرضَتْ كُدْيَةٌ شديدة، فجاؤوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كديةٌ عرضَت في الخندق فقال: أنا نازل. ثم قام وبطنهُ مَعصوب بحجرَ، ولبِثنا ثلاثةَ أيامٍ لا نذوقُ ذَواقاً، فأخذَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المِعْوَل فضرب في الكدية، فعاد كثيباً أهْيل أو أهْيَم. فقلت: يا رسولَ اللَّه ائذن لي إلى البيت. فقلتُ لامرأتي: رأيتُ بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً ما كان في ذلك صبر، فعندَكِ شيء؟ فقالت: عندي شعير وعَناق. فذبحتُ العَناقَ، وطحنَتِ الشعيرَ حتى جَعلنا اللحمَ في البُرمةِ. ثمَّ جئتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم والعجينُ قد انكسرَ، والبرمة بينَ الأثافيِّ قد كادَت أن تَنضَجُ، فقلتُ: طُعيِّم لي، فقم أنتَ يا رسولَ اللَّه ورجلٌ أو رجلان. قال: كم هو؟ فذكرت له، فقال: كثيرٌ طيِّبب. قال: قل لها لا تَنزعِ البرمةَ ولا الخُبزَ من التَنُّور حتى آتي. فقال: قوموا. فقام المهاجرونَ والأنصارُ. فلما دخلَ على امرأتهِ قال: «ويحك، جاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمهاجرينَ والأنصارِ ومَن معهم. قالت: هل سألك؟ قلتُ: نعم. فقال: ادخلوا ولا تَضاغَطوا. فجعلَ يَكسِرُ الخبزَ ويِجعلُ عليه اللحمَ، ويُخمِّرُ البرمةَ والتنُّورَ إِذا أخذ منه، ويُقرِّبُ إِلى أصحابهِ ثم يَنزع، فلم يَزلْ يكسِرُ الخبز ويغرِف حتى شَبعوا، وبقيَ بقيةٌ، قال: كلي هذا وأهدِي، فإِنَّ الناسَ أصابَتْهم مَجاعة». وروى البيهقي في الدلائل زيادة منها: ( ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك, ثم قال ادعوا خابزة فلتخبز معك, واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها, وهم ألف. فاقسم بالله لأكلوا حتى تركوا واتحفزوا أو قال انحرفوا وغن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو.
أما لصق الرجل فمنه قصة سيدنا سلمة بن الأكوع في يوم خيبر حيث ضُرب في ساقه فنفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث نفثات معا فما اشتكى منها كذا في دلائل النبوة للبيهقي.
أما لصق اليد فهو خبر سيدنا خبيب بن إساف حيث قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجل من قومي في بعض مغازيه, فقلنا إنا نشتهي معك مشهدا, قال: أسلمتم؟ قلنا ك لا. قال: فأنا لا نستعين بالمشركين على المشركين, قال: فأسلمت وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأصابتني ضربة على عاتقي فخانتني فتعلقت يدي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتفل فيها والزقها فالتأمت وبرأت وقتلت الذي ضربني ثم تزوجت ابنة الذي ضربته فقتلته وحدثتني فكانت تقول: لا عمت رجلا وشحك هذا الوشاح فاقول: لا عمدت رجلا عجل أباك إلى النار. وهذا عند البيهقي أيضا.
أما الأربد فهو السحاب أو الغيم كما في اللسان وقد انقاد أو انقد أي هطل بدعائه عندما شكى إليه الاعرابي ففي البخاري: «جاءَ رجلٌ إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: هَلكَتِ الْمواشي، وتقطَّعَتِ السبُلُ، فدَعا، فمُطِرْنا من الجُمعةِ إِلى الجمعةِ. ثم جاءَ فقال: تَهدَّمَتِ البيوتُ، وتقطَّعَتِ السبُل، وهلكَتِ المواشي، فادعُ اللهَ يمسكها. فقامَ صلى الله عليه وسلم فقال: اللّهمَّ على الآكامِ والظِّرابِ والأوديةِ وَمَنابتِ الشجر. فانجابَتْ عنِ المدينةِ انجيابِالثوبِ».
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد ميرغني عبد الحميد
Hafiz Bashir
القلب النابض
عاطف عمر
ود محجوب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست