|
دراسة بريطانية: أمريكا تقوم "بشـراء أصـوات" بعض الدول في مجلس الأمن
|
أمريكا "تشتري الأصوات" بمجلس الأمن أمير شبانة- إسلام أون لاين.نت عنان محبط من سيطرة أمريكا علي الأمم المتحدة كشفت دراسة بريطانية عن قيام الولايات المتحدة بـ"شراء أصوات" بعض الدول في مجلس الأمن الدولي، وذلك من خلال زيادة المساعدات المالية المخصصة لتلك الدول في الأعوام التي يحتلون فيها مقاعد مجلس الأمن.
وفي دراسة تحليلية نشرت صحيفة جارديان البريطانية أجزاء منها اليوم الأحد، أثبت أليانا كوزيمكو وإيرك ويركير الباحثان بجامعة هارفارد (أقدم جامعة أمريكية) من خلال بيانات لـ50 عاما أن الولايات المتحدة -أغنى عضو بمجلس الأمن- تستخدم المال من أجل تسهيل شئونها الدبلوماسية.
ووجد الباحثان في دراستهما أن السنوات التي تعتلي فيها أي دولة مقعد مجلس الأمن (كعضو غير دائم) فإن متوسط الزيادة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة كمساعدات يصل إلى 8 ملايين جنيه إسترليني (15.6 مليون دولار).
ولفتت الدراسة إلى أن حجم المساعدات يزيد أيضا في حال التصويت على قضية مثيرة للجدل في مجلس الأمن وتريد الولايات المتحدة أن يكون لصالحها.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تشتري الدول التي لها "أصوات قيمة" في مجلس الأمن بمساعدات مالية تبلغ قيمتها 23 مليون جنيه إسترليني (45 مليون دولار).
ويقول القائمون على الدراسة: "هناك دول تنال مساعدات كبيرة نظرا لاعتلائها مقاعد في مجلس الأمن خلال سنوات يكون مطلوبا فيها اتخاذ قرار بشأن قضايا مثيرة للجدل، ومن ثم يكون لصوتها قيمة أكبر".
وبالإضافة إلى الدول الدائمة العضوية الخمس بمجلس الأمن وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا؛ فهناك 10 أعضاء آخرون تنتخبهم الجمعية العامة لفترات مدة كل منها سنتان، وتتطلب القرارات المتعلقة بالمسائل الموضوعية تأييد 9 أصوات، من بينها أصوات كافة الأعضاء الخمسة الدائمين.
سيطرة أمريكية
وتعليقا على نتائج الدراسة، تقول كوزيمكو: "لا أعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها تثير الدهشة، ولكن أتساءل ما إذا كانت تلك الدول على علم بما يحدث ومدى تأثيره".
وتقول الجارديان: إن الدول التي يكون لديها مقعد في مجلس الأمن تحصل على مساعدات من الأمم المتحدة تصل قيمتها إلى 500 مليون جنيه إسترليني (977 مليون دولار) من الأمم المتحدة نفسها.
وتضيف الصحيفة أن تلك المساعدات تخصص غالبا من قبل صناديق الأطفال ومنظمة اليونيسيف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بشكل تقليدي بحسب الصحيفة.
وتدلل الصحيفة على هذه السيطرة بقولها: "الرئيس جورج بوش أثار جدلا مؤخرا بضغطه من أجل تعيين حليفته آن فينيمان (وزير الزراعة السابقة) كرئيسة لمنظمة اليونيسيف".
نفوذ سيئ
وحول النفوذ المتزايد للولايات المتحدة، رأى الاقتصادي البريطاني ديفيد وودوارد أن تلك النتائج تشير إلى مدى حاجة الأمم المتحدة إلى تغيير جذري.
وقال: "طالما هناك بلد لديه مثل هذا النفوذ، فسيكون لديه دائما درجة من السيطرة على ما يجري، وبالتالي فمن المرجح استخدام هذا النفوذ بنحو سيئ".
وأضاف: "العقبة الكبرى تتمثل في أن كلا من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وكذلك الأمم المتحدة تسيطر عليها دول لديها القدرة على عرقلة الإصلاحات (في بعض الدول) وفقا لمصالحها، وهي بالفعل تقوم بذلك".
وبحسب الصحيفة فإن الجمعيات الخيرية تشكو من أن الولايات المتحدة تستخدم المساعدات التي تقدمها كأداة سياسية، وإذا ما أخذنا في الاعتبار ما ذكره الباحثان بجامعة هارفارد بشأن عملية "شراء الأصوات" فإن المخاوف تتزايد بشأن مدى عدالة توزيع أموال المساعدة التي تقررها الدول الكبرى ومدى عدالة إنفاقها وتوزيعها على الدول الفقيرة.
ويأتي الكشف عن الدراسة بعد أسبوع واحد من قيام كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة المنتهية ولايته بالتعبير عن إحباطه بشأن سيطرة الولايات المتحدة على الأمم المتحدة في خطبة له الأسبوع الماضي.
وفي مارس الماضي اقترح عنان إدخال إصلاحات جذرية على أسلوب إدارة المنظمة الدولية، شملت نقل بعض الأعمال خارج نيويورك وتنفيذ أعمال أخرى من خلال التعاقد مع هيئات خارج المنظمة الدولية بجانب تعديل إجراءات التوظيف.
كما طالب عنان بمزيد من الرقابة المالية وتبسيط إجراءات التوظيف والاستغناء عن الموظفين وإعداد التقارير وعرض معاش مبكر على الموظفين ونظام حديث للمعلومات.
|
|
|
|
|
|