السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 12:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2006, 00:33 AM

Dr.Elwathig Kameir

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 31

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية

    السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية

    د. الواثق كمير
    [email protected]


    مقدمـة:

    هناك من بين السودانيين، خاصة في الشمال، من يعتبر أن السودان الجديد مفهوم مبهم أو أحجية غامضة، وربما يعنى أشياء مختلفة لأناس مختلفين. وهناك من انتقد الفكرة ابتداء كفكرة عنصرية ذات توجه معادي للإسلام وتهدف في نهاية الأمر إلى محو الهوية العربية-الإسلامية وإحلال الهوية الأفريقية مكانها. كما يرى فيها آخرون دعوةً مقنعة للانفصال وإقامة دولة جنوب السودان المستقلة. وهنالك أيضا من أدان الرؤية دون تحفظ لمجرد صدورها ممن لم تألفه أفئدتهم وأذهانهم.

    وهذا ما جعلني أرجح أن اختيار الأستاذ كمال الجزولي لشخصي تحديداً لمناقشة هذا الموضوع مرده موالاتي للحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كان زعيمها الراحل عراب مشروع السودان الجديد والمروج له والمنافح عنه. ولئن كان لا اعتراض لدى على حكمة هذا الاختيار، لكنى كنت أعتقد أنه ربما حققنا قيمة إضافية للحوار لو أن كاتباً آخر (أو كاتبة) من غير المنتسبين (أو المنتسبات) للحركة الشعبية قد دعي لعرض وجهة نظره (أو نظرها) حول رؤية السودان الجديد من منظور مختلف. وقد يكون غريبا أن أثير هذه النقطة! ولكن من الفرضيات الأساسية لهذه الورقة أن ما صاحب رؤية السودان الجديد من سؤ فهم و ما اكتنفها من غموض ولبس عند البعض يعود بقدر كبير إلى الخلط بين السودان الجديد كإطار مفهومي والحركة الشعبية كمروج للمشروع وكتنظيم سياسي بادر في لحظة تاريخية معينة، لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس. فعدم الانتماء إلى الحركة الشعبية، بالمعنى التنظيمي، لا يتناقض بأي حال من الأحوال مع اعتناق الرؤية أو الاعتقاد فيها. وحقيقة، أجازف بالقول بأن كل المؤمنين بالرؤية هم "حركة شعبية" بيد أنه ليس كل من هو "حركة شعبية" يؤمن بها!

    تهدف هذه المساهمة المتواضعة إلى إذكاء وإثارة النقاش والحوار حول مفهوم السودان الجديد في محاولة لإزالة سؤ الفهم الذي شاب الرؤية وذلك بتسليط الضوء على نشأة الفكرة وأصول تكوينها وتطورها، ورغم ما يعتو رني من شعور قوي بأن الكثير من المجتمعين هنا يقرونها ويؤيدونها. إذ خلافاً لما قد يعتقد المنتقدون والمتشككون فإن مفهوم السودان الجديد لا ينطوي بأي حال على مضامين عرقية أو عنصرية أو إنفصالية. بل هو بالأحرى إطار لمشروع قومي يستهدف بناء دولة المواطنة الحقة والمستدامة والقادرة على استيعاب المجتمع السوداني بكافة تنويعاته العديدة والمختلفة. فالمفهوم يدلّل على إطار مرجعي ذو طبيعة عالميه يتعدى السودان ويمكن تطبيقه في مناطق نزاعات أخرى شبيهة داخل وخارج القارة الأفريقية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل حالة وفق شروطها الموضوعية. فوق كل ذلك يجب أخذ المشروع في الأساس على أنه إسهام فكري ضمن أدبيات الخطاب السياسي السوداني المستجد والجدل المحتدم في شأن إعادة بناء الدولة السودانية.

    رؤية السودان الجديد: الأصول والنشأة

    كان وراء فكرة السودان الجديد اهتمام الراحل د. جون قرنق بأزمة الحكم في السودان والحرب الأهلية في الجنوب إلى جانب سعيه الحثيث وبحثه الصادق من أجل الوصول إلى سلام دائم وعادل. وكان إخفاق اتفاقية أديس أبابا، التي كان الراحل د. جون قرنق من ألدّ وأشرس معارضيها، لكونها لا تحقق السلام والازدهار لجنوب السودان، هو الذي دفعه إلى التمحيص وإعادة النظر في طرق وأساليب التعامل مع الأزمة السودانية. ولعله تساءل: لماذا يتمادى السودانيون في الاقتتال فيما بينهم إن لم تكن القضايا المتنازع عليها بالغة الخطورة وترقى إلى هذا الحد من الخصومة؟ وخلص إلى أن التهميش بكل أشكاله والظلم والتفرقة والتبعية تشكل جذور المشكلة وهي الأسباب الرئيسية للنزاع، والتي لا يمكن التعامل معها باجتزاء وبأسلوب منح الصدقات وتقديم التنازلات لصالح المتمردين أو الثوار الساخطين كلما اشتعل النزاع في إقليم معين. فللسودانيين مشاكل في الشرق وفي الغرب وفي الوسط وفي أقصى الشمال. أن تعريف المشكلة بأنها "مشكلة الجنوب" تعد في حد ذاتها دعوة للتهميش! اجتهاد جون قرنق قاده لإعادة تعريف المشكلة على أنها "مشكلة السودان" وليست "مشكلة الجنوب" كما دأبت الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم تقليديا في الترويج لها. إن الدولة السودانية متمثلة في هيكل السلطة في المركز هي التي تحتاج لإعادة هيكلة جذرية حتى تتمكن من استيعاب الأشكال المتعددة للتنوع السوداني والتعامل مع كافة أشكال الإقصاء والتهميش لشعوبها. فالسمكة تتعفن من رأسها لا من ذيلها!

    لم يكن قرنق سياسياً ومقاتلاً من أجل الحرية فحسب بل كان باحثاً ومفكراً عالمياً يسعى لتحقيق نظام دولي جديد. وإلى ذلك فهو لم يكن بمعزل عن التأثر بكل نظريات العالم الكبرى واتجاهات الفكر وعلم الثورات، وعليه فإن مفهوم السودان الجديد يأخذ بقليل من قبس الماركسية ومختلف مدارس الاشتراكية، كما يدين بصورة كبيرة للتراث الفكري الإنساني. فضلاً عن أنه يستصحب بشكل كبير تجارب مشابهة في تكوين الأمم وبناء الدول في كل من أمريكا الشمالية واللاتينية. لا غرو إذن أن البدايات الأولى لرؤية د. قرنق للسودان الجديد كان يشوبها بعض النزوع للاشتراكية. وكان الرأي آنذاك بأن الحل الوحيد لعلل البلاد يكمن في إطار سودان موحد تحت مظلة نظام اشتراكي يراعي الحقوق الإنسانية لجميع القوميات ويكفل الحريات لكل الأديان والمعتقدات والرؤى. وعلى كلِ، فإن الإتكاء على الإشتراكية لا يقدح في ولا ينتقص من مرتكزات مفهوم السودان الجديد. مع ذلك فقد أقر الراحل د. قرنق وشدد بأن مضمون هذه الإشتراكية لا يجوز تقريره ميكانيكياً. بالأحرى فإن "تمثّل وتنزيل الإشتراكية" في السودان سينجلي وتتضح معالمه في سياق تاريخي، ومع استمرار الكفاح من أجل التغيير وتطبيق برنامج التنمية الاقتصادية الاجتماعية أثناء الحرب وبعدها، ووفقاً لشروط السودان الموضوعية. إلى جانب ذلك، فإن آخر ذكر للاشتراكية فيما يتعلق بالسودان الجديد كان في معرض حديث قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان في 3 مارس 1984. فالاشتراكية كانت إلهام دفعت به الظروف الموضوعية التي كان لا بد من التفاعل معها والمحيط االسياسى الذي كان قرنق يعمل في إطاره، وهي على أي حال لا تلقى بأي ظلال أيديولوجية على رؤية السودان الجديد.



    اعتبارات منهجية: مصدر اللبس والتشويش

    الإخفاق في التمييز منهجياً بين رؤية السودان الجديد من جانب، والحركة الشعبية (على المستوى التنظيمي، والمستويين الاستراتيجي والتكتيكي) ومتطلبات العملية السياسية لبناء السودان الجديد في مسيرة الكفاح ( سياسياً وعسكرياً وتفاوضياً)، من جانب آخر؛ يشكل أحد الأسباب الرئيسة في إرباك المفهوم. فبعض المنتقدين والمتشككين دأبوا على الانشغال، ومنذ أن طرح الراحل زعيم الحركة الشعبية فكرة السودان الجديد في النصف الأول من الثمانينات، بتساؤلات حول أصل وبذور تكوين الحركة الشعبية ومكوناتها العرقية وأدائها السياسي والعسكري بينما أولوا قليلا من الاهتمام، إن لم يهتموا أصلا، لاختبار الحركة بشكل موضوعي أو تمحيص ما ظلت تبشر به وتدعو له من رؤية.

    فالوحدة مثلاً، في ذاتها قيمة جوهرية تتكامل تماما مع، ولا تنفصل عن رؤية السودان الجديد‘ كما هي هدف كبير تطمح فيه وتتطلع إليه قطاعات عريضة من المجتمع السوداني في كل أنحاء البلاد. هذه الدعوة الأصيلة، على أي حال، لم تجد حظها من القبول الجاد كونها صادرة عن "جنوبي" بل تم ازدرائها وتحقيرها ربما لحين ظهور د.قرنق في الخرطوم ثم رحيله المفاجئ والمأساوي. ورغم أن حق تقرير المصير أصبح مطلباً للحركة الشعبية لتحرير السودان فقط في 1991 تجاوباً مع شروط موضوعية في الخرطوم والجنوب، إلا أنه غالباً ما يتم تصويره وكأنه دليل دامغ على الميول الانفصالية للحركة الشعبية وقائدها. وحقيقة، يجب أن ينظر إلي حق تقرير المصير باعتباره وسيلة أو آلية لتحقيق الوحدة الطوعية في ظل بيئة غير مؤتية وعدائية، فهو ليس من المبادئ الأساسية للسودان الجديد. و هذا ببساطة ما يفسر عدم ظهوره في أدبيات الحركة إلا بعد 9 سنوات من تأسيسها وفي لحظة تاريخية من العملية السياسية للصراع من أجل بناء السودان الجديد .

    كما إن فصل الدين عن الدولة هو أيضا أمر جوهري في بناء دولة المواطنة وجزء لا يتجزأ من رؤية السودان الجديد. وهذا بدوره قد شابه الالتباس مع الإستراتيجية السياسية للحركة الشعبية، وبمعنى آخر تم خلط الرؤية مع العائد السياسي للمفاوضات. ربما لذلك استشعر بعض الناس أن الحركة الشعبية بقبولها لمسألة الإبقاء على، وتطبيق الشريعة في الشمال قد ارتدّت عن موقفها فيما يختص بالعلاقة بين الدين والدولة. ولكن، لابد أن ندرك أنه في سياق الظروف التي كانت تحيط بالمفاوضات كان هناك اختياران فقط على الحركة الأخذ بأحدهما. أحد الخيارات كان أن تتمسك الحركة بفصل الدين عن الدولة في جميع أنحاء السودان مما سيؤدي إلى تجميد أو انهيار المفاوضات، ولم يكن ذلك ليبدو سائغاً لقواعد الحركة في الجنوب أو مقبولا للشعب السوداني ولا للوسطاء. أسوأ من ذلك أنه كان ممكناً أن يعود بالبلاد إلى دائرة الاحتراب. الخيار الثاني يتمثل في السعي من أجل الوصول إلى حلول عملية من شأنها إنهاء الحروب دون التفريط في حقوق المواطنة لغير المسلمين، ليس في الجنوب فقط، إنما في عموم السودان. لذلك فإن ما تم إنجازه عبر التفاوض كان مجرد خطوة للأمام في العملية السياسية الطويلة والشائكة لبناء السودان الجديد.

    وكما ألمحنا أعلاه، فإن نموذج الدولة الواحدة بنظامين كان رد فعل مباشر لموقف الحكومة المتشدّد حول فصل الدين عن الدولة. وقام النموذج على مقترح الترتيبات الكونفدرالية الذي طرحته الحركة منذ بداية المفاوضات، والتفكير الذي ساور البعض بأن النموذج صنيعة أمريكية أو أجنبية فيه مجافاة للحقيقة ومطاوعةً للظنون. ولذلك استهدف المقترح تأكيد الوحدة الوطنية دون الحط من قدر غير المسلمين وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية في وطنهم. والواقع أن مقترح الكونفدرالية كان يمثل النموذج الثاني من النماذج الخمسة المطروحة في ورقة (وسائل حلّ النزاع السوداني) التي قدمها زعيم الحركة في عام 1993 أثناء مفاوضات أبوجا. ولم يكن د. قرنق تحت تأثير أي وهم بأن النموذج الثاني (دولة واحدة بنظامين)- والذي تمخض عن اتفاقية السلام الشامل- يمثل أو يرقى إلى السودان الجديد الذي تصبوا إليه الرؤية. ولذلك أطلق على هذا النموذج (السودان الجديد في حدّه الأدنى) ويستند إلى فرضية أن الترتيبات الكونفيدرالية ستوفر مساحة لتطوير وتعزيز رابطة سودانية جامعة خلال فترة انتقالية قد تقود إلى (سودان متحّول ديمقراطيا) كما يشير (النموذج الأول) أو إلى تقسيم البلاد إلى دولتين مستقلتين ( النموذج الخامس). أما النموذج الثالث فيقوم على فرضية سودان عربي إسلامي يسيطر على الجنوب (وضعية ما قبل اتفاقية السلام الشامل) والذي يفضي بالتأكيد إلى انفصال الجنوب. و(النموذج الرابع) هو نموذج نظري بحت يقوم على افتراض سيطرة دولة علمانية افريقية محلية تؤدي إلى تكوين دولة مستقلة في الشمال. أما الطريقة المثلي للمحافظة على الوحدة فتتمثل في التحول مباشرة من النموذج الثالث (السودان القديم) إلى النموذج الأول (سودان متحّول ديمقراطيا)، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بهزيمة نظام السودان القديم المسيطر هزيمة حاسمة ونهائية. وعلى أي حال، إن لم يكن ذلك ممكناً واختارت الحركة المفاوضات كطريق تسوية النزاع، فإن الخيار الأفضل الثاني يتمثل في التوجه نحو السودان الجديد عن طريق النموذج الثاني (السودان الجديد في حده الأدنى، الكونفيدرالي) أو نموذج (دولة واحدة بنظامين). والواضح أن هذا الخيار يعني القبول بمخاطرة احتمال الانزلاق نحو النموذج الخامس (الانفصال) باعتباره مساوياً لتكلفة فشل القوى الداعية لسودان جديد وديمقراطي في تحقيق انتصار حاسم ونهائي على النظام. وهذا بالتأكيد ليس خياراً انفصاليا. ولكن السير إلى نهاية الطريقً حتى يتحقق السودان الجديد فليس بمسئولية الحركة الشعبية بمفردها ولوحدها، وإنما يمثل تحدياً لكل قوى التغيير الأخرى، خصوصا في شمال السودان‘ والتي يفترض أن تقوم بكل ما هو ضروري وأن تلعب الدور المطلوب لتحريك الأوضاع من النموذج الثاني إلى النموذج الأول، بدلاً من السماح لها بالانحدار نحو النموذج الخامس. وهذه كلها عملية سياسية في سياق الصراع من أجل التغيير ويجب أن لا نخلط بينها وبين رؤية السودان الجديد.

    هناك اعتبار منهجي آخر تجدر ملاحظته وهو أن السودان الجديد ليس بنقيض للسودان القديم، كما أن الرؤية لا تهدف إلى هدم السودان القديم كليةً وبناء سودان جديد على أنقاضه. فبناء السودان الجديد هو بالأحرى عملية "تحويلية" قوامها إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية جوهرية وإعادة هيكلة سياسية تستصحب كل العناصر الإيجابية في السودان القديم مسترشدة بكل تجاربنا التاريخية والمعاصرة، ومدركة بل ومؤهلة لمجابهة التحديات الضخمة للقرن الحادي والعشرين. وستكون مهمة الحركة الشعبية وقوى التغيير الأخرى، خصوصاً في الشمال، والتي نشأت وترعرعت في السودان القديم نفسه، الأخذ من أفضل مكوناته وأكثرها إيجابية ورقيا في سياق التجارب الخاصة لكل من هذه القوى لقيادة عملية التحوّل صوب سودان جديد.

    من جانب آخر، فهنالك بعض القوى التي استفادت ومازالت تستفيد من السودان القديم وهي تعي جيداً أن في السودان الجديد تهديدا لمصالحها سواء كانت تلك القوى في سدة الحكم أم كانت معارضة له. وهذه القوى ماضية في عزمها على تضليل قواعدها وبث الخوف في صفوفها بأن مفهوم السودان الجديد ما هو إلا اسم مستعار وتجميل لفكرة تكرّس دولة إفريقية مسيحية مناهضة للإسلام والعروبة وتعمل بالتنسيق مع الصهيونية على استبدال الهوية الأسلاموعربية للسودانيين (خصوصاً في الشمال). إن هذه الادّعاءات غير المؤسسة والتي تذكي جذوتها النعرة العنصرية والهوس الديني قد تم التصدّي لها بصلابة في أماكن أخرى وتجاوزها الزمن تماماً؛ وحتى في ورقة (وسائل حلّ النزاع السوداني) التي طرح فيها زعيم الحركة الشعبية نماذج الحل الخمسة في عام 1993 أثناء مفاوضات أبوجا، أكّد الراحل على أن النموذج 4 (حيث السيادة لدولة أفريقية علمانية) هو نموذج افتراضي ونظري بحت. وفى حقيقة الأمر، إذا كان النموذج الأول، سودان ما قبل اتفاقية السلام الشامل (السودان العربي-الاسلامى) تستحيل استدامته فكيف يستقيم عقلا أن يفكر صاحب هذه الرؤية الثاقبة في سودان على (النموذج 4) غير قابل للحياة، على حد سواء!

    ومثال صارخ للالتباس والخلط بين رؤية السودان الجديد والحركة الشعبية، كتنظيم سياسي، مقال نشر مؤخرا في صحيفة "سودان تريبيون" والذي اعتبر خطأ استخدام عبارة "السودان الجديد" لوصف المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الشعبي في الجنوب، جبال النوبة والانقسنا، وكأنها تتطابق مع تعريف جغرافي لمفهوم السودان الجديد من قبل الحركة الشعبية. وبالطبع ليس هذا بصحيح ومن السذاجة بمكان أن يصدر من حركة ظلت تقاتل أكثر من عقدين من الزمان من أجل التغيير.

    السودان الجديد: إطار قومي لإعادة بناء الدولة السودانية
    السودان القديم: ما خطبه؟

    اتساقاً مع تعريف الأزمة السودانية بأنها "مشكلة السودان" وليست "مشكلة الجنوب" فحسب، فإن تصور الحل يكمن في تحوّل السودان ككل، وذلك بعد إجراء تحليل متعمق ودراسة متأنية للسودان القديم. ويتجلى المدخل لهذا الحل في تكشّف أزمة الهوية الوطنية التي أفرزتها أطر الحكم بعد الاستقلال في أغلب أنحاء القارّة الأفريقية. فأزمة الهوية هي نتاج لتطوُّر تاريخي. فقد تشكلت الدولة الأفريقية (أو السودانية) تاريخياً من عدة عناصر وتنويعات إثنية وعرقية وثقافية وسمتها بتركيبة تعدّدية. فكانت الدولة الأفريقية، ولا تزال، تتألّف من وحدات عرقية متمايزة، لدرجة أنه كان من الممكن لغالبيتها أن تزعم إبان الاستعمار بأنها قومياتٌ قائمةٌ بذاتها. وفيما درجت السلطات الاستعمارية على تطبيق سياسات تفاضلية تمايز سياسياً واقتصادياً بين المجموعات والأقاليم المختلفة، لازم تلك التعددية تفاوتاً كبيراً في صوغ معادلة السلطة وتقسيم الثروات القومية والخدمات الاجتماعية وفرص التنمية. وأفضى هذا التنوع الغزير مقروناً مع تلك التباينات الشديدة إلى زرع بذور النزاع والشقاق بين العناصر المكونة لهذا التنوع. وبدلا عن أن تنشد حلولا بعينها لمعالجة هذه التباينات عبر انتهاج نظام تمثيل عادل وتوزيع منصف للثروات، فإن غالبية حكومات ما بعد الاستقلال آثرت فقط الركون مجملاً إلى تبنّي الأنماط الدستورية التي خلّفها المستعمر. وباتّخاذها ذاك المنحى أرست تلك الحكومات مفاهيم أحادية جامدة للوحدة تمّخض عنها قمع أشكال التنوّع العديدة، منتقصةً بذلك حقوق العديد من الأفارقة، تاركةً إيّاهم بلا حول ولا قوة، يتطلعون ليس فقط للاعتراف بخصوصية هوياتهم إزاء هيمنة الأغلبية بل لتمثيل كياناتهم عبر الأطر الدستورية وأنظمة الحكم في الدول التي يعيشون في كنفها. أفضت هذه السياسات في العديد من الأقطار الأفريقية إلى النزاع المسلح والمطالبة بحق تقرير المصير بشتى الصيغ والدرجات .

    لا يستثنى السودان من هذا الواقع، إذ أن القطر عانى طيلة سبعة عشر عاماً حرباً انفصالية اشتعل فتيلها قبل أربعة شهور فقط من الاستقلال. توقفت تلك الحرب مؤقتا نتيجة لاتفاقية سلام هشة دامت عقدا من الزمان اشتعلت بعده الحرب مجددا بسبب نقض الحكومة، من جانب واحد، للاتفاقية. ومن هنا جاءت تساؤلات الراحل قرنق حول كنه المشكلة ولماذا يعرض أي مجتمع نفسه لأجيال من المعاناة والاقتتال على امتداد البلاد؟ إن محاولات الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الخرطوم منذ 1956 إقامة وحدة تقتصر على اثنين فقط من مكونات التنوع التاريخى والمعاصر مع إقصاء محددات التنوع الأخرى لهو أساس مشكلة السودان الذي ينبغي تعريف الأزمة السودانية على ضوئه. هكذا عمدت الدولة السودانية إلى إقصاء الغالبية العظمى لأهل السودان من المشاركة في الحكم وبالتالي تهميشها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما حرض المهمشين للجوء إلى المقاومة. ولطالما كان السودان ولا يزال يرزح تحت نير الحروب، كما برهن على ذلك مؤخراً النزاع المسلح والاقتتال الدائر في دارفور وشرق السودان. ومرد ذلك ببساطة هو أن الأغلبية في السودان لم تعد مشاركة أو صاحبة حق في حكومات يفترض أنها تمثلها. ويكمن الحل لهذه المشكلة الأساسية في بناء دولة سودانية تسع الجميع بلا استثناء؛ أي دولة مواطنة حقة وإدارة حكم سياسية جديدة يتساوى فيها السودانيون في الحقوق والوجبات بغض النظر عن الدين والأصل والعرق والقبيلة والنوع.

    دعائم السودان الجديد

    خلافا للإستراتيجية السياسية والمواقف التفاوضية للحركة الشعبية لتحرير السودان، فإن المرتكزات النظرية للسودان الجديد المفصلة في مارس 1985 ظلت ثابتة لم تتغير، وإنما استفيض في بيانها وتفصيلها، نورد حيثياتها فيما يلي.

    بلورة الهوية السودانية

    بلا شك أن السودان مجتمع متعدد الأعراق والثقافات. وإن إحدى مشاكل السودان القديم أنه كان، وما زال، يبحث عن ذاته ويطرح تساؤلات مضنية حول هويته الحقيقية، فنحن قطر عربي كما أننا قطر أفريقي، ولكن هل نحن هجين؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ فمن نحن؟ وحينما نفشل في تعريف هويتنا، بسبب أننا لا نبحث عنها داخل السودان بل نبحث عنها بالخارج، "يلوذ البعض بالعروبة وإذ يخفقون في ذلك يلجأون إلى الإسلام كعامل موّحد، بينما يصيب الإحباط البعض الآخر حال إخفاقهم في إدراك كيف يكونون عرباً بينما اقتضت مشيئة الخالق خلاف ذلك؛ فيلجأون للانفصال". أما السودان الجديد فتتساوى في الإنتماء إليه كل القوميات التي تقطنه الآن؛ وما تاريخه وتنوعه وثرواته إلاّ تراثاً مشتركاً بينها. إذن فلن يصح تعريف الهوية السودانية وفقاً لعاملين اثنين فقط (العروبة والإسلام) مع استبعاد بقية المحددات الجوهرية المتجذرة في تنوع السودان التاريخي والمعاصر. لذلك فإن عملية البناء الوطني تستوجب إمعان النظر داخل القطر واستصحاب تجارب الآخرين وصولاً لتكوين أمة سودانية متفردة. وهناك العديد من الأقطار والشعوب والأمم ممن فعل ذلك. "فقد هاجر الإنجليز إلى أمريكا وأنشئوا ثلاثة عشر مستعمرة، ولكن ظلوا كما هم ذات الإنجليز يتحدثون الإنجليزية ويدينون بالمسيحية كما اضطروا إلى محاربة إنجلترا لنيل استقلالهم. وهاهم الآن الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يدّعون أنهم إنجليز رغم تحدّثهم بالإنجليزية. الإنجليزية هي لغة أمريكا ولكن تلك البلاد هي أمريكا وليست إنجلترا. مثال آخر جيد ساقه البرتغاليون والأسبان. والأسبانية هي لغة الأرجنتين وبوليفيا وكوبا، مع ذلك يظلون نفس الدول وليس أسبانيا. وبالمثل لا يمكن الزعم بأن العربية في السودان هي لغة العرب وإنما لغة السودان وأهل السودان" .

    الوحدة على أسس جديدة

    أن الوحدة التي تأسس عليها السودان القديم ليست حيوية وغير قابلة للبقاء أو الاستدامة. فهذه الوحدة متجذرة في الهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية لبعض النخب والمجموعات بينما أستبعدت مجموعات أخرى أساسية من عملية صياغة أسس المجتمع السوداني وتم عزلها عن المشاركة الفاعلة في السلطة السياسية وعن التعبير عن هوياتها القومية والثقافية وعن قسمة نصيبهم في الثروة القومية، وتم كل ذلك في إطار نموذج تنمية غير متكافئة. إن للسودان تاريخ عريق وغني منذ أيام الحضارة الكوشية التي ترجع إلى آلاف السنين قبل ميلاد المسيح، وهذا ما نعته الراحل قرنق بالتنوع التاريخي. بينما يشكل سودان اليوم محصلة ناقصة ونتاج غير مكتمل لعملية تفاعلات وتحولات تاريخية طويلة ومعقدة أنتجت هذا المزيج المتنوع عرقيا وثقافيا ودينيا ولغويا واقتصاديا وجغرافيا. وتمثل هذه التشكيلة التنوع المعاصر للسودان. اقتصر السودان القديم وحدة البلاد على محددات وعناصر انتقائية من المجموع الكلي للعناصر التي تشكل جميعها التنوع التاريخي والمعاصر للسودان، بينما تم إهمال وتجاهل مكونات حيوية ومفتاحيه أخرى.

    إن الوحدة التي تأسست على هذه المكونات الجزئية وما صاحبها من تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية ستظل دوما هشة وغير قابلة للاستمرار. فلابد للترتيبات الدستورية والمؤسسية وبرامج وسياسات السودان الجديد من أن تعكس هذين النوعين من التنوع التاريخى والمعاصر. وهذا من المتطلبات الضرورية لبناء أمة عظيمة موحدة طوعيا في تنوعها بدلا عن أمة منقسمة على نفسها بسبب التنوع. بل إن الإصرار والمثابرة على تماثل دين واحد مع الدولة، وبالتالي إقامة دولة دينية لا يقود إلا لإحداث شروخ عميقة في نسيج المجتمع السوداني مفضيا في آخر الأمر إلى تشظى البلاد وتفسخ الدولة السودانية. ومرد ذلك ليس فقط لأن كل السودانيين لا يدينون بالإسلام، بل لا يوجد إجماع حول قوانين الشريعة حتى وسط المسلمين أنفسهم. ولذلك يجب أن لا نسيء تفسير المقصود بفصل الدين عن الدولة، سواء كان ذلك عمدا أو عن جهل، ليعنى إبعاد الدين عن الحياة والمجتمع ولو بأي شكل من الأشكال. فهذا ليس بممكن لأن الدين جزء أصيل من الإنسانية. علاوة على أن كل السودانيين لهم معتقداتهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يعتقدون في الديانات الأفريقية التقليدية. فكل ما تقترحه رؤية السودان الجديد هو أن الدين ينظم العلاقة بين البشر وخالقهم وهى علاقة بطبيعتها محكومة بالتشريعات الدينية في المجال الخاص. بينما الدولة مؤسسة اجتماعية وسياسية استنبطها البشر وينتمي إليها الجميع بغض النظر عن معتقداتهم الدينية المختلفة. ولهذا كان الراحل د. قرنق يتساءل في تعجب: لماذا نغرق أنفسنا في خلط المواضيع و نفرق بين شعبنا فينقسم الناس ويحصدون الشقاق نتيجة لذلك !!

    إعادة هيكلة السلطة

    وهذا يعنى ابتداء إعادة هيكلة السلطة المركزية بصورة تضع في الاعتبار مصالح كل المناطق والقوميات المهمشة، سواء أولئك الذين حملوا السلاح أو الذين ظلوا يعارضون بصبر وفى صمت. وهذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء احتكار السلطة في يد فئة قليلة أيما كانت خلفياتهم وسواء جاءوا في زى الأحزاب السياسية أو أسر حاكمة أو طوائف دينية أو ضباطا في الجيش. فقد كان تمثيل الجنوبيين والمجموعات المهمشة الأخرى في الحكومات المركزية دائما رمزيا وبدون استشارة أو مشاركة فعالة في عملية تكوين هذه الحكومات، فغالبا ما تتم دعوة هذه المجموعات للانضمام إلى الحكومات "الوطنية" كطفيليين أو متفرجين وليس كشركاء متساوين وأصليين. وقد دفع هذا الإقصاء بالنخب والمتطلعين إلى السلطة في هذه المناطق للرجوع إلى، والاتكاء على قواعدهم الاثنية والإقليمية والى تكوين حركات وتنظيمات سياسية إقليمية. وهذا ما وصفه الراحل قرنق "بالصدف التي لا تحدث صدفة!" إذ دائما ما تنتهي السلطة بيد مجموعة أو مجموعات معينة من شمال السودان. وثانيا، التشديد على لامركزية السلطة وذلك بإعادة تعريف العلاقة بين المركز في الخرطوم والأقاليم ومنح سلطات أوسع لهذه الأقاليم في شكل فدرالي أو حكم ذاتي، أين ومتى ما كان ذلك ضروريا، حتى تتمكن الجماهير، وليس النخب الإقليمية، في ممارسة سلطات حقيقية من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترويج وتطوير ثقافاتهم المختلفة.

    الحكم الديموقراطى وحقوق الإنسان

    وما يجب التطلع إليه والترويج له وحمايته هو سودان جديد ديموقراطى لا تكون فيه المساواة والحرية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية مجرد شعارات بل واقعا ملموسا يعيشه الناس. فالديمقراطية في السودان الجديد ليست هي ديمقراطية الماضي الصورية والإجرائية والتي كانت بمثابة تمويه لإدامة المصالح المكتسبة لبعض المجموعات. فقد خضعت الحقوق المدنية في تلك الديمقراطية الصورية لأهواء الحكام، بينما ظلت الأغلبية في الأقاليم على هامش السلطة المركزية والتي تعاملت معها وكأنها تابع يسهل التخلص منه أو مناورته بالتحايل والنفاق السياسي. يمثل التحول الذي تنشده رؤية السودان الجديد نقلة في المنظور الاقتصادي والاجتماعي يستلزم الاعتراف بالتنوع السياسي وذلك بضمان الحرية الكاملة للتعددية السياسية. وهذا بالضرورة يستدعى تعميق حقوق الإنسان وكافة الحقوق الدستورية واحترام استقلال القضاء، بما في ذلك محكمة دستورية لا تنتهك حرمتها والالتزام بحكم القانون من قبل الحكومة والمحكومين وتأسيس خدمة مدنية ذات كفاءة واستقلال حقيقي على كل مستويات الحكم. كما تسعى رؤية السودان الجديد إلى إعادة صياغة النظام التشريعي بأسلوب يضمن تحقيق التوازن والضبط ويكفل السلطات الممنوحة للأقاليم لكي لا يتم سحبها أو إضعافها بواسطة مراكز السلطة الأخرى. فيجب أن لا تؤخذ الديمقراطية كوسيلة للصراع من أجل السلطة واستحقاقاتها فحسب، بل لابد من فهمها كنظام تنافسي لترسيخ الحكم الراشد وضمان توفير وتطوير الخدمات الاجتماعية ووصولها لأهلنا في كل أنحاء السودان بدون الخدش في كرامتهم أو الانتقاص من قيمتهم الإنسانية.



    التنمية المتوازنة والمستدامة

    لا يكتمل مشروع السودان الجديد بدون تطوير منظومة اقتصادية يتم من خلالها الاستخدام العقلاني والرشيد لموارد البلاد الطبيعية والبشرية الوفيرة لوقف التنمية غير-المتكافئة ولوضع حد لكل أشكال التهميش والحرمان وللتوزيع العادل لثمار النمو والتنمية. ويمثل الاقتسام الملائم والعادل للثروة بين شعوب وقوميات السودان المختلفة جزءا لا يتجزأ من منظومة التنمية المتوازنة.

    خاتمة

    إن الأزمة الوطنية التي أبتلى بها السودان منذ استقلاله في 1956 هي في الأساس أزمة هوية أساسها عجز السودانيين عن التصالح مع واقعهم الثقافي والاثنى والذي يجعل منهم أمة. فجاءت رؤية السودان الجديد في جوهرها كإطار قومي ورابطة اقتصادية واجتماعية وسياسية متجذرة في ومستوعبة للتنوع المتعدد الذي يتميز به السودان. فهي، إذن، إطار لإعادة تشكيل كل السودان وصوغ الديمقراطية وتحقيق المساواة والحرية والتقدم، وهذه كلها مكونات أساسية للاستقرار والديمقراطية الحقيقية. وهذا بالتحديد ما يميز السودان الجديد عن السودان القديم والذي تأسس على عنصرين فقط من مكونات التنوع التاريخى والمعاصر للسودانيين. فجوهر الرؤية هو الإدارة العادلة للتنوع واحترام هويات وثقافات كل المجموعات القومية. وبالرغم عن أن السودان هو منطلق وبؤرة اهتمام رؤية السودان الجديد إلا انه يمكن تطبيقها عالميا في الدول والمناطق الأخرى التي تمزقت أوصالها بسبب التنوع والتباين العرقي والاثنى والثقافي والديني. وبذلك، فان الرؤية ليست بعقيدة أو أيديولوجية للحركة الشعبية، ومن ثم يجب أن لا نخلط بينها وبين الهيكل التنظيمي للحركة أو استراتيجياتها وتكتيكاتها وما يصاحبها من عمليات سياسية تهدف إلى تحقيق الرؤية، ولو أن كل هذه مواضيع مشروعة للنقاش والحوار والتقييم النقدي.




    توسيع دائرة الحوار

    إن حالفني التوفيق في توضيح رؤية السودان الجديد من خلال هذا العرض، فإن قاعدة إتحاد الكتاب السودانيين وكل المشاركين في هذا المؤتمر العام سيوافقونني الرأي على الآتي:

    • هذه الرؤية هي بمثابة مشروع قومي لبناء سودان موحّد وقابل للحياة يجنّب البلاد خطري التفكك والانشطار. فالرؤية للسودان القديم المنافسة في كلتي نسختيه، منذ الاستقلال وحتى 1989 ومن 1989 إلى 2005، قد أخفقت في صون وحدة البلاد واستدامتها؛ بينما رؤية السودان الجديد ترتكز على مفهوم المواطنة الذي لا شك عندي أن غالبية الحضور في هذا المؤتمر يساندونه.

    • الحركة الشعبية لتحرير السودان هي التي تقدمت برؤية السودان الجديد. ولكن، مثلما أن السودان القديم يتعرض لتغيّرات جذرية في مسيرة انتقاله نحو السودان الجديد فإن الحركة الشعبية لتحرير السودان نفسها لابد أن ينالها التطوير وتخضع بذلك لتحولات أساسية. ورغم أن الحركة ظلت تحتفظ بمضمونها الرئيسي، إلا أنها شهدت تحولات عبر السنين، وفي غضون تلك التحولات بدت الحركة مختلفة في المراحل المختلفة للكثير من الناس وجماعات المهتمين مما يفسر اللبس- القائم عند البعض- حول طبيعة ومضمون الحركة الشعبية. إن اتفاقية السلام الشامل، والتي أفضت إلى أكثر التحولات الدستورية جذرية بعد الاستقلال، قد أدخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان في مرحلة جديدة (جمهورية ثانية) تتسم بالعديد من حالات الانتقال وما تستدعيه من إدارة فاعلة لهذه التحولات. فبانتقالها من مربع الحرب للسلام فان الحركة الآن مواجهة بإدارة تحول دقيق ثلاثي المسارات: أي من تنظيم سياسي-عسكري إلى حركة سياسية، ومن حركة إقليمية إلى حركة قومية ، ومن خانة المعارضة إلى الشراكة في الحكومة. أضف إلى كل هذا الرحيل المفجع والمفاجئ لزعيمها والذي بلا شك قد زاد وضاعف من أعباء الحركة في التعامل مع هذه التحوّلات المتعددة.

    • رؤية السودان الجديد ليست برنامجاً تحتكره الحركة الشعبية وحدها أو أي كيان سياسي آخر منفرد، وإنما كما قدمنا، هي إطار قومي من شأن الأحزاب والتنظيمات السياسية وضع سياساتها وبرامجها الخاصة على ضوئه.

    • كان الراحل زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان مدركاً منذ تأسيس الحركة أنها لن تكون قادرة بمفردها على تحقيق التحوّل من السودان القديم صوب السودان الجديدً. لذلك، كان الراحل حريصاً منذ البداية على خلق صلات مع ومد يديه إلى مختلف القوى السياسية والاجتماعية في الشمال. كما كان له دورا محوريا في جمع هذه القوى في وقت مبكر في كوكا دام-إثيوبيا في مارس 1985. كما كانت الحركة الشعبية عضوا فاعلا في التجمع الوطني الديموقراطى وتبوأ قائدها رئاسة القوات المشتركة للتجمع. وهكذا، فإن الحركة الشعبية أقامت تحالفات مع جميع القوى السياسية الحديثة والتقليدية بغرض المضي قدماً بعملية البناء الوطني. ورغم أن أوضاع ما بعد اتفاقية السلام الشامل قد خلقت واقعا سياسياً جديداً إلاّ أن الحركة الشعبية عازمة على التفاعل مع القوى السياسية الأخرى بإقامة تحالفات تخدم أهداف ومرامي السودان الجديد.

    إن منظمي هذا المؤتمر جديرون بالثناء لطرحهم رؤية السودان الجديد للمناظرة والنقاش في هذا المنبر المعتبر. ولكن من الأهمية بمكان أن نمضي قدما بهذا المجهود وذلك بتوسيع دوائر الحوار عن طريق الدراسات والأبحاث الجادة وبإشراك كل قوى التغيير، خصوصا في الشمال.
    أولاً: من المهم تحديد المواضيع والقضايا الملحة التي طرحتها الرؤية وما تستدعيه من بيان وتفصيل. إن قائمة مختصرة بهذه القضايا تشمل ضمن أخريات: ثنائيات السودان القديم/الجديد، الحداثة/التقليد، مفهوم التهميش، قضية العرق والطبقة، التعددية الديمقراطية والثقافية، قضايا المرأة والحقوق المتساوية، الديمقراطية وحقوق الإنسان، الدستور وحكم القانون، الثقافة ووسائل الإعلام، اقتصاد السوق وتطوير القطاع الخاص.
    ثانياً: يبدو أن الوقت قد حان بأن تدخل قوى التغيير والسودان الجديد في الشمال والحركة الشعبية في حوار صريح وبناء حول الانتقال نحو السودان الجديد في سياق اتفاقية السلام الشامل. في هذا السياق يبرز سؤال هام حول كيف لنا أن نوظف الوضع الجديد الذي أرست قواعده اتفاقية السلام الشامل لصالح الدفع بمشروع السودان الجديد إلى الأمام، وهو سؤال يشكل في حد ذاته مجالا خصبا للبحث والتفاعل والحوار. فان كان البعض يرى بأن الحركة الشعبية قد تراجعت عن رؤية السودان الجديد وتقزمت إلى محض حركة إقليمية جنوبية فما هو موقف قوى التغيير الأخرى في الشمال؟ إن السؤال الذي يغلب تأطيره بشكل خاطئ في الشمال حول مصير الشماليين في الحركة بعد رحيل د. قرنق يجب إعادة صياغته ليكون: ما هو مصير كل الشماليين وليس فقط المنتسبين للحركة إذا تراجعت إلى كيان سياسي جنوبي؟ هل لهذه القوى أي مشروع بديل لرؤية السودان الجديد؟ أليس من صميم مصلحة السودانيين في الشمال، خصوصا المتطلعين إلى سودان جديد موحد، مؤازرة الحركة عبر المشاركة الفاعلة في تحولها إلى حركة سياسية قومية وذلك باعتبارها الضمان الوحيد لمحاصرة الأجندة الانفصالية والاتجاهات القائمة على الانتماءات الضيقة للتيارات المنكفئة على ذاتها؟ كيف يمكن مناقشة ومعالجة كافة هذه القضايا المطروحة؟ ومن ناحية أخرى، إذا أخفقت الحركة الشعبية في تحويل نفسها إلى حركة قومية قوية، فالتنظيمات السياسية ليست بمعصومة عن الفشل، فما هي الإستراتيجية- فكريا وتنظيميا- التي أعدتها (أو ستقوم بإعدادها) قوى التغيير في الشمال لتحقيق أهداف السودان الجديد- أو لنقل أهداف التحول الديموقراطى؟ ففي سياق تطورها طرحت الحركة "مشروعا وطنياً ديمقراطياً" هو الوحيد، في رأي، القابل للتطور والتطبيق. ويحمل هذا المشروع كل ما هو ايجابي وثمين في تجربة الحركة الشعبية، كما يأخذ من قوى السودان الجديد في شمال السودان أرقى وأكثر مكونات تجاربها السابقة ايجابيةً، إضافة إلى العناصر الايجابية للسودان القديم. إذن، فالسؤال الأهم الذي يطل برأسه (سؤال المليون دولار): ما هي الاستراتيجيات بعيدة المدى لقوى التغيير في الشمال إذا صوت الجنوبيون لصالح الانفصال في الاستفتاء المقرر بنهاية الفترة الانتقالية؟ وما هي طبيعة "دولة شمال السودان" التي يطمحون لبنائها؟ أوليس ذلك احتمال يلوح في الأفق؟
                  

10-23-2006, 01:19 AM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Dr.Elwathig Kameir)

    مرحبا د. الواثق

    وجودك إضافة للبورد

    الباقر موسى
                  

10-23-2006, 01:43 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Elbagir Osman)

    شكرا د.الواثق علي هذه المساهمة, وأدناه مقالة كنت قد نشرتها بصحيفة السودذاني
    وهكذا تتكامل الجهود لبناء السودان الجديد:






    السودان الجديد: عصر تنوير سوداني أم صحوة إثنية؟

    صلاح شعيب

    ينبغي ألا نعد الراحل جون قرنق إنه أول من نحت مصطلح "السودان الجديد" في دلالاته الثقافية, فالواقع إن هذا المصطلح إنبني من خلال الجهد الصحافي لجيل الستينات, فكانت صحيفة السودان الجديد التي أصدرها الاستاذ أحمد يوسف هاشم تنحو إلي فرد أشرعتها للافكار والرؤي الوطنية التي يجب لصحيفة صادرة بعد الاستقلال أن تدعو لها ويعمل كادرها التحريري علي معالجتها. كما ينبغي أيضا أن نسلم أن الرؤي السودانوية التي قال بها الرحل قرنق لم تكن جديدة في تصوراتها الفكرية , فمصطلح "السودانوية" أيضا خرج من الحقل الثقافي عبر تنظيرات الدكتور نورالدين ساتي والذي هو أول من إشتق المصطلح ثم سعي الاستاذ كمال الجزولي ما بعد الفترة الديمقراطية للتجديف حوله من خلال المقالات التي نشرها في صحيفة "السياسة" لصاحبها الدكتور خالد فرح, علي إنه في بدايات التسعينات فاجأ الراحل أحمد الطيب زين العابدين المشهد الثقافي بتأسيس مصطلح السودانوية وذلك عبر حفرياته التشكيلية الشيقة التي ضمتها مجلة حروف الصادرة وقتها من دار نشر جامعة الخرطوم إبان ترأس البروفيسور زهير حسن بابكر لمجلس إدارتها والمجلة أيضا, وربما سببت مادة تلك المجلة في قتل إبداعات دار النشر ــ من ضمنها معرض المليون كتاب السنوي ــوإقالة رئيسها وكادرها المنتمي لليسار وإتجاهات ليبرالية, والسبب هو أن في ذلك الوقت ـــ وأقصد بداية التسعينات ــ كان المشروع الحضاري للسطة " يتنزل" علي مسامع وأبصار الناس حيث بدأت أفكار إعادة الصياغة الاجتماعية تنسرب من أفواه منظري السلطة في وقت سدر المثقفون في ما سمي ب " الصمت الثقافي" بينما كان الدكتور أحمد عبدالعال يفذلك لمدرسته التشكيلية الجديدة التي أسماها " مدرسة الواحد" كناية عن توحد المبدع مع الله وتماشيا مع فكرة أسلمة الفن والتي إنطلقت من هيئة الاعمال الفكرية الناشطة آنذاك بواسطة المحبوب عبد السلام والتجاني عبدالقادر وأمين حسن عمر وحسن حاج علي, ولا ننسي أن شنان وقيقم ومحمد بخيت كانا يجدان وقتا إضافيا في الفسحة الاعلامية ليصبحوا "بايونيرات" للاغنية الجديدة البديلة للاغنيات "الفراش الحائر والقبلة السكري وأنا والنجم والمسا" التي أوقفت ضمن كثيرات كونها لا تتماشي مع سودان الترابي الجديد.
    إذن فأن مفهوم " السودان الجديد" والسودانوية كانا من بنات أفكار أعضاء الحقل الثقافي وليس السياسي, وخلافا لذلك فإن الدارس للابداع الثلاثيني الذي تمثل ذروته في إبداعات الناقد السوداني الاول محمد محمد علي وحمزة المك طمبل وخليل فرح ومرورا بمنافحات اللواء الابيض ومدرسة الموردة الفكرية التي ضمت الاخوان عشري الصديق ــ يجد أن الثيمات الاساسية لمصطلحي السودان الجديد والسودانوية علي إستنادة علي تلك الكتابات والمجادلات التي تبلورت حول صراع مفهوم الهوية ولاحقا مثلت الستينات بروزا أقوي للتيارين العربي والافريقي في محصلة الصدام الفكري للنخبة السودانية وكانت الثيمات الادبية والفنية المستلهمة من الابداع الثلاثيني تحاول تجاوز الظروف والازمات السياسية بما يعد إنه الفكر الجديد الذي يوازن بين الافريقانية والعروبية لضرورات الجوار الاجتماعي السلمي, كما أن ذلك الفكرالستيني أمل كثيرا في أن يخلص المواطنين السودانيين إلي قطر يساوي ثقافيا بينهم ويوحدهم علي درب المواطنة الطويل والتقدم الممكن والازدهار المرتجي.
    إن ما يجعل المرء متفاءل هو أن الاحزاب المعتمدة علي خلفيات عربيةـ إسلامية والاحزاب اليسارية لم تكن قادرة علي غز السير في التشكيك في الدوافع القومية لسودان قرنق الجديد فيما يتعلق , علي الاقل, بفاعليته كخطاب قومي ــ وليس جهوي. في الحقيقة إن الاحزاب ذهبت أبعد بالتحالف مع قرنق بعد فقدانها للديمقراطية ورأوا فيه ثمة منشط لخطاب المعارضة وحراكها, بل وإن رؤي سياسية للحزبين الاتحادي والشيوعي والتنظيمات الاقليمية والنقابات وقوي المجتمع الأهلي تماهت في خطاب السودان الجديد ولو تكتيكيا بينما أن حزب الامة ــ والذي وجد نفسه فيما بعد مخنوقا بهذا التحالف المتين ـــ لم يسع بعد خروج السيد الصادق المهدي من السودان أكثر من إنتقاد الهيكلة السياسية للتجمع , كونها لم تفعل العمل السياسي المعارض وتبعد القضية السودانية عن التدويل, أما إنتقادا مباشرا أمام الرأي العام لخطاب السودان الجديد لم يصدر من الحزب حتي الآن , وربما يفهم هذا الموقف للحزب علي انه محاولة لتطويق كاريزما جون قرنق المؤثرة والذي بدا طوال فترة التسعينات الرقم الاول في القبول السياسي العام وأنشط الزعامات السودانية في توظيف التحالفات الداخلية وتنشيط حركته الخارجية وكذلك يفهم موقف حزب الامة بعد العودة علي انه عمل مقصود لتفريغ الخطاب المعارض في الخارج من الشحنات العلمانية التي سيطرت عليه بعد توقيع اتفاقية اسمرا التي احتوي بند فصل المؤسسات السياسية عن الدين والواقع ان اتفاق جيبوتي ــ إجتماع جنيف أيضا مع الترابي ــ الذي وقعه السيد الصادق المهدي مع سلطة الانقاذ, وفيما بعد الخروج عن التجمع, مثل بصورة غير مباشرة عملا سياسيا مدروسا لافساح المجال للحزب بعيدا عن القبضة الحديدية للحركة الشعبية وتحالفاتها ولم يكن بالاساس الطعن في اهلية مفهوم السودان الجديد وسيطرته علي خطاب المعارضة والدليل هو أن الخطاب السياسي للحزب لم يناقض إلي هذه اللحظة المبادئ الاساسية لاتفاق أسمرا وإن نشط الحزب في تحالفات جديدة مع الترابي وفشل اجنحته السياسية المنشقة في التوائم مع الخطاب الاصولي والممارسة المحتكرة للسلطة الحالية كما إن الحزب لم يقفل الباب امام التنسيق المستقبلي مع الحركة الشعبية والدفع بتصريحات المغازلة السياسية عن إمكانية للتعاون.
    إن الخيبة التي منيت بها قاعدة الحركة الاسلامية ـــ نتاجا لفشل قيادتها التاريخية في إنجاح تطبيق برنامجها علي مستوي القطاعات السودانية من اجل خلق الدولة الاسلامية التي بشر بها الاسلاميون, منذ نشوء تنظيمهم, مضافا إليها فشل المعارضة السياسية بجميع قطاعاتها ــ هي السبب الرئيس الذي جعل خطاب الحركة الشعبية هو الاكثر ضمانا ليس لوحدة السودان فقط, وإنما لحل إشكالات السلطة السياسة منذ الاستقلال, وكذلك الاكثر عمقا ــ اي الخطاب ــ كونه يقوم علي أسس موضوعية نابعة من الحرص علي قيم العدالة والمساواة بين اعراق السودان المتعددة.
    والواقع إنه مهما حاول خصوم السودان الجديد, أو المشككون في دوافعه, النيل من صدقه كمشروع قومي فإنهم يكشفون دائما عن عجر عن تبيان ما يرونه خطلا فيه أو الاتيان بالبديل النظري لما يكون عليه السودان, إضافة إلي ذلك فإن نقاد الحركة الشعبية كثيرا ما نظروا إليها من زاوية أيديلوجية وعرقية ضيقة وحاولوا محاكمتها عبر الشك والتخمين علي إعتبار أن الجنوبيون لا يشاركون معهم في الدين والعرق.
    وقد تساءل الكثيرون عن تأثير غياب قرنق عن المشهد السياسي وحول ما إذا كانت قيادة السيد سلفاكير دينق قادرة علي الاضافة لثراث السودان الجديد. الحقيقة هي إنه ما دامت الدلالات الفكرية والثقافية للمشروع حية وتتجدد عبر أحاسيس الاجيال الجديدة دائما وطالما أن اسبابها ما تزال قائمة وأن دولة المواطنة الحقة لا يمكن تحقيقها البتة إذا ماتم تحجيم الرؤي السياسية التي دعا إليها قرنق, فإن فكرة السودان الجديد ستبقي مطلبا اساسيا لتجاوز إشكالات السودان القديم والذي سيقاوم, بطبيعة الحال, رموزه واساطينه في الظلام والضوء معا دون إنجازه كما إنهم سيسعون للالتفاف علي الفكرة حتي ولو أدي ذلك ــ كما قد يرون ــ إلي قتل الروح القومية لدي الجنوبيين ليصوتوا للانفصال رغم أن الاخير هذا لا يحل مشكلة الشمال حتي ولو ظن اسلاميو السلطة إن السلطة ستسهل لهم الانفراد به, والدليل هو أن الشمال الآن في أسوأ حالاته مما هو عليه الجنوب, وهو الذي في حاجة إلي السودان الجديد لضمان الوحدة وإنهاء عقدة التمايزات الايديلوجية والعرقية الحادة التي أدت للاحتراب في دارفور وجبال النوبة والشرق وحمل المعارضة الشمالية للسلاح, وكل هذا أوجد التمزق والتآكل في النسيج الاجتماعي المتقدم نسبيا في حواضر السودان.
    بهذا المعيار فإن السودان الجديد يبقي ليس مشروعا للحركة الشعبية فقط وإنما مشروع تنويري كل السودانيين الحادبين الذين يرون فيه المجال السياسي الذي سيسمح, إذا تمت تنمية عناصره, بصهر تلك التمايزات, بل وأنه هو المشروع الذي يترافق بأطر ديمقراطية وحزم حريات ملموس بعض منها بعد التوقيع علي إتفاقية نيفاشا ويقيني إنه لولا أثر الحركة الشعبية لما إنفتحت الفرص امام التيارات السياسية والمؤسسات الصحافية وكثير من الممارسات للمجتمع الاهلي وقبل هذا وذاك تغير طبيعة النظام الاستبدادية التي شهدناها أثناء صيرورته.
                  

10-23-2006, 02:04 AM

Mustafa Mahmoud
<aMustafa Mahmoud
تاريخ التسجيل: 05-16-2006
مجموع المشاركات: 38072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: صلاح شعيب)

    كل عام وأنت وأسرتك الكريمة بألف خير


    ونسأل الله أن تعود للسودان عافيته بعيدا عن قاتليه وناهبيه

    ومغتصبي نسائه ومذلي شرفائه ومشردي الغر الميامين من أبنائه

    وأن يشمل القصاص العادل كل من قتل ونهب وسرق واغتصب وشرد وعذب

    وأن يأخذ السودان مكانه الجدير به بين أمم الأرض معززا مكرما محترما

    محبوبا وأن ينعم اهله بالوحدة والحرية والديمقراطية والعزة والكرامة

    والتنمية المستدامة والرفاه وأن يعم الحب والأمن والطمأنينة والعدل

    والمساواة كل أبنائه في كل ربوعه ونجوعه.

    وكل عام والسودان وأنتم جميعكم بألف ألف خير
                  

10-23-2006, 02:53 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Mustafa Mahmoud)


    عزيزي د. الواثق

    أولا عيد سعيد وكل عام وأنت والأسرة والأصدقاء بخير، وكذلك كل أهل السودان الجديد، الذي نأمل أن ينتفض من رماده من جديد وينطلق في الآفاق

    رؤية السودان الجديد، كما طرحها القائد السوداني الفذ الراحل د. قرنق، وكما تفضلت أنت ببسطها وتوضيحها هنا، ينبغي أن تكون من البديهيات، بل هي كذلك بالنسبة للأغلبية الساحقة من السودانيين الذين يتطلعون إلى دولة حديثة يتوفر فيها العدل وسيادة القانون والحرية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والقيمة الإنسانية، والاستقرار والازدهار الاقتصادي، ويرون فشل تجربة الحكم الوطني في السودن فشلا ذريعا في تحقيق تلك الدولة خلال الخمسين سنة الماضية بعد الاستقلال. وذلك لأسباب واضحة لا تخفى حتى على المواطن العادي، تتلخص في اقتصار رؤى الساسة والحكام الذين ظلوا يتداولون السلطة، مدنيين أو عسكريين، واقتصار جل همهم وصراعاتهم على تأمين كراسي السلطة لا غير. ذلك الفشل يطرح بالضرورة إيجاد بديل ناجح لتلك الرؤى وتلك السياسات
    والساسة ذوي النظرة القاصرة والضيقة. ولم يكن الناس يتوقعون أن يأتي ذلك البديل من الجنوب.

    غير أن استقبال الشعب السوداني لدكتور جون لدى عودته إلى الخرطوم، كان يمثل استفتاء مباشرا وصريحا أعرب فيه الشعب السوداني عن عثوره على ذلك البديل وفرحه واستبشاره به أيما فرح واستبشار. ولم يكن ذلك الاستفتاء قاصرا على ما ظهر في الساحة الخضراء فحسب، بل في مئات الألوف التي اقبلت على التسجيل في عضوية الحركة، وما لمسته شخصيا لدى ما لا يحصى من سكان المدن والريف القصي على السواء.

    ولذلك كان، في حساب قوى كثيرة، محلية وإقليمية ودولية، شعرت بأن موازين الأمور في السودان ستنقلب رأسا على عقب فيما يتعلق بمصالح تلك القوى، لابد من أن يذهب جون قرنق، وخططت لذلك ونفذته بعملية استخبارية محكمة. عملية جريمة كاملة PERFECT CRIME أحسب أنه لابد أن تتكشف أسرارها يوما ما، وآمل أن يكون ذلك اليوم قريبا، حتى يحاسب الشعب السوداني والمجتمع الدولي من كانوا وراء تلك الجريمة حسابا عسيرا وهم لا يزالون على قيد الحياة.

    الأسئلة الحائرة الآن يا عزيزى الواثق لدى الملايين التي ألهمها قرنق وبث في نفوسها آمالا كبيرة، لاتتعلق بمهمة الاقناع برؤية السودان الجديدة بقدر ما تتعلق بمدى صلاحية الحركة الشعبية بعد رحيل جون قرنق لتنفيذ رؤية السودان الجديد، وعلى وجه التحديد مدى صلاحية قيادات الحركة الشعبية المتنفذة حاليا لتنفيذ الرؤية، بل في الحقيقة إلى أي مدى يمكن ان تتحول من عدائها لتلك الرؤية ولقرنق نفسه، بحيث تكف عن محاولة القضاء على أي شيء اسمه الحركة الشعبية أو السودان الجديد.

    نعم، هناك جماهير عريضة في قاعدة الحركة الشعبية والجيش الشعبي وعلى رأسها بعض القيادات التي كانت مقربة من قرنق وأقصيت الآن من موقع القرار، ما زالت تؤمن برؤية السودان الجديد. ولكن تلك الجماهير وتلك القيادات أصبحت معزولة ومكبلة. وأنت تعرف ذلك، ويعرفه القاصي والداني، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول الفيل في الغرفة. فمتى تخرج تلك القيادات وتلك الجماهير من عزلتها وتفك قيدها، حاملة رؤية السودان وبرنامج السودان الجديد كما تركهما قرنق، داعية إليهما ومنافحة عنهما بقوة، مخاطبة الشعب السوداني خطابا مباشرا، لترى كيف يستجيب الشعب السوداني مرة آخرى لنداء السودان الجديد الصادر من مواقع الصدق والجدية؟

    سمعت كثيرا من المبررات التي تقعد بتلك القيادات عن الخروج من دهاليز المفاوضات ومحاولات الإقناع الفوقية. ولا أعتقد أنها ستؤدي إلى تغيير أساسي في موقف القيادة الحالية للحركة الشعبية، وهو موقف مناقض تماما لرؤية وبرنامج السودان الجديد كما طرحهما وكافح من أجلهما قرنق حتى الموت.

    إنني أؤمن بألا مخرج من أزمة السودان الحالية إلا برؤية وبرنامج يستندان على مفهوم السودان الجديد كما أرساه د. جون. ولم أفقد ولن أفقد الأمل مطلقا في رؤية ذلك السودان يتحقق يوما، وقريبا بإذن الله.

    ولكن تباطؤ وتردد قيادات الحركة الشعبية المؤمنة برؤية السودان الجديد والتي شاركت في تأسيسها مع د. جون، في النزول بقضيتها إلى جماهير الحركة الشعبية والشعب السوداني، لا يؤدي إلا إلى ازدياد بعد المسافة الزمنية بيينا وبين تحقيق السودان الجديد، وازدياد المعاناة على كل جماهير الشعب السوداني في جميع الأصقاع، وإتاحة الفرصة لتقويض اتفاق السلام الشامل أو على الأقل إفراغه من معناه.

    خاصة وأن الجدول الزمني لتنفيذ مختلف البنود الأساسية لاتفاق السلام الشامل قد تعطل كله، وخلا الجو للجماعة الأمنية من حزب المؤتمر الوطني لتبيض وتصفر، وفيما هو ظاهر باتفاق مع أصحاب صنع القرار في الحركة الشعبية، بحيث لم تصبح الحركة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية سوى مطية ذلول في خدمة أهداف حكومة المؤتمر الوطني وإعطائها شرعية محلية ودولية ما كانت لتنالها بغير وجود الحركة الشعبية شريكا لها في الحكم. وأعطتها كذلك غطاء دوليا وإقليميا، الأمر الذي فرج عنها كثيرا وزاد من أطماعها وشرهها، فتمادت في غطرستها وفسادها العلني، وتسفيهها لآمال الشعب السوداني وتحديها للمجتمع الدولي.

    إن قيادة الحركة الشعبية الحالية وعلى رأسها القائد سلفا كير، بعد دخولها شريكا في الحكم لحزب المؤتمر الوطني، أصبحت مسؤولة مسؤولية مباشرة وكبيرة، شأنها في ذلك شأن حزب المؤتمر الوطني نفسه، أمام جماهير الجنوب في المقام الأول، وأمام الشعب السوداني وضمير ا لرأي العام الدولي عن كل ما ارتكبته و ترتكبه حكومة حزب المؤتمر الوطني من جرائم ضد الإنسانية ومن نهب علني وتبديد لأموال وموارد الشعب السوداني الثمينة والمحدودة.

    هل يا ترى لو كان د. جون موجودا سيسكت على كل هذا "اللعب على الذقون" ويمرره لأي سبب من الأسباب؟؟ حا شا وكلا. لم يحارب د. جون وعشرات الألوف من الجنوبيين أكثر من عشرين سنة ويقدموا أرواحهم فداء لشعبهم، ولم يمت أكثر من مليوني مواطن جنوبي بسبب الحرب ويتشرد خمسة ملايين آخرون، ليؤول الأمر إلى قيادات مبلغ إدراك حسها السياسي أن تصبر على ذلك العبث وتنتظر استفتاء تقرير المصير بعد خمس سنوات. فمن أين لها أن تضمن إجراء الاستفتاء نفسه بعد خمس سنوات، وقد تنصل حزب المؤتمر الوطني منذ الآن عن تنفيذ أهم الالتزامات الأساسية بموجب اتفاق السلام الشامل؟ ويعود بعض الفضل في ذلك إلى تهاون قيادة الحركة الشعبية معه منذ البداية في تشكيل الحكومة، بل وتباطؤ بعض العناصر القيادية الدخيلة على الحركة نفسها أو المناوئة لفكرة السودان الجديد، من الأساس، منذ أن كان جون قرنق موجودا.

    أخيرا، إلى متى تأذن قيادة الحركة الشعبية باستئناف بناء تنظيم الحركة الشعبية في الشمال بعد أن أ وقفت العمل في هذا الشأن، منذ انتخابات المحامين التي دعا فيها تيلار وغازي سليمان إلى تحالف محامي الحركة الشعبية مع محامي المؤتمر الوطني وخوض الانتخابات في قائمة واحدة ؟ وقد دفع الخلاف حول التحالفات وتعويق بناء الحركة في الشمال القائد عبد العزيز الحلو إلى الهجرة إلى خارج البلد بعد أن يئس من موقف القيادة الحالية.

    هل تريدون الحق؟؟

    إن موقف قيادة الحركة الشعبية الحالية والسياسة التي تتبعها عبء على الحركة الشعبية نفسها وعبء على جنوب السودان، وعلى السودان بأجمعه. وينبغي لكل من يريد مصلحة الجنوب ومصلحة السودان أن يمحض النصح للسيد سلفا كير بأن السياسة التي قرر اتباعها منذ رحيل قرنق سياسة لن تعود عليه وعلى الجنوب وعلى السودان إلا بعكس ما يريد، وأنه قد أخطأ خطأ فادحا بإقصاء القيادات القريبة من قرنق وتقريب قيادات مناوئة تماما لقرنق ولمفهوم السودان الجديد وتريد أن تقضي على كل ما يمت إلى قرنق بصلة. ولم يراع السيد سلفا حتى إيجاد توازن بين التيارات المختلفة في الحركة الشعبية، بينما حاول مراعاة ذلك التوازن في إشراك القبائل الجنوبية في السلطة، وحتى في هذا الجانب لم يرض كثيرين أو أرضاهم على حساب تراث قرنق ورصيد الحركة الشعبية من النضال الطويل والمرير. وهو بمساعدته للذين يريدون القضاء على الحركة الشعبية في تنفيذ أهدافهم، إنما يقود الجنوب إلى فراغ سياسي كبير، سرعان ما تملأه سياسات الولاء والصراع القبلي، تذكيها حيل ومؤامرات أجهزة الإنقاذ الأمنية وأموالها، لتعود بالجنوب إلى المربع الأول.

    يا آلهييييييييي!!
    كيف نفسر ارتكاب السيد سلفا لتلك الأخطاء الجسيمة؟ وهل من أمل في أن يصححها بالعدول عن سياسته الحالية، واتباع الطريق الذي رسمه قرنق، بالأفعال لا الأقوال؟
    نأمل ذلك، لأن مصير السودان كله يتوقف إلى حد كبير على سياسة قيادة الحركة الشعبية ومواقفها في الوقت الراهن.

    وعلى الذين يحرصون على بقاء مشروع السودان الجديد حيا، وتنفيذ اتفاق السلام كما ينبغي، أن يمحضوا النصح أيضا لقادة الحركة الشعبية السائرين على طريق قرنق أن يتخلوا عن ترددهم وينزلوا إلى جماهير الحركة الشعبية وجماهير الشعب السوداني ببرنامج الحركة الشعبية الحقيقي والأصيل. ويناضلوا من أجل تنفيذ ذلك البرنامج ، مثلما ناضلوا أكثر من عشرين سنة في الأدغال، لا يملكون من الإمكانيات الأساسية إلا روح الثورة وقوة الإرادة في سبيل تحقيق ا لهدف. ألم يصبحوا بعد اتفاق السلام دعاة إلى التحول الديمقراطي؟؟ إن التحول الديمقراطي الحقيقي لا يحدث فوقيا، وإنما تشارك فيه الجماهير في صنع السياسة والقرار، وإلا فلن يكون هناك تحول ديمقراطي حقيقي أبدا.
    ألا هل بلغت؟
    اللهم فاشهد.

    23 أكتوبر 2006





    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 02:57 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 04:22 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 05:02 PM)
    (عدل بواسطة بشير الخير on 10-23-2006, 05:14 PM)

                  

10-23-2006, 03:54 PM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: بشير الخير)

    KAD
                  

10-23-2006, 04:49 PM

NEWSUDANI

تاريخ التسجيل: 10-10-2002
مجموع المشاركات: 2016

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Dr.Elwathig Kameir)

    رجاء ورجاء من كـــــــل العابثين في هذا المنبر الضخم ألا يتداخلوا في هذا البوست فهو للجادين فقط وأعيد فقط
                  

10-23-2006, 07:41 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: NEWSUDANI)



    عزيزي د. الواثق

    معذرة، في مداخلتي السابقة أعلاه سارعت إلى طرح الهموم التي ظلت تعتمل في صدري ورأسي فيما يتعلق بأزمة الحركة الشعبية وأزمة السودان قبل أن أعطي ورقتك البالغة الأهمية حقها. إنها حقا ورقة ممتازة، والحق أن مفهوم السودان الجديد، خاصة في أوساط بعض الساسة والمتعلمين السودانيين يثار حوله غبار وينسب إليه الغموض، مع أنه ينبغي أن يكون بديهيا كما ذكرت في مداخلتي أعلاه. وورقتك طرحته بأسلوب في غاية الدقة والوضوح. وأرجو أن تكون هذه الورقة فعلا فاتحة لحوار واسع ومثمر في هذا الشأن.

    ولكني أتوقع أن ينحو الحوار إلى إثارة الأسئلة عن الجوانب العملية أكثر من النظرية، مع أهمية التأسيس النظري التي لا جدال فيها. التساؤلات عن حالة الحركة الشعبية في الوقت الراهن، حيث أنها كانت وما زالت تمثل القوة الرئيسية وراء أمل التغيير والتحول الديمقراطي في السودان وتحقيق رؤية السودان الجديد.

    والتحدي الذي وضعت أنت أمامه السودانيين الشماليين عموما وقوى التغيير والسودان الجديد في الشمال خصوصا، بدعوتك إلى مؤازرة الحركة الشعبية في تحمل عبء صنع السودان الجديد، وبتساؤلاتك عن مستقبل العمل في حالة تراجع الحركة الشعبية إلى حركة إقليمية وانفصال الجنوب، هو تحد قائم، ولابد من مواجهته منذ اليوم وعدم انتظار اليوم الذي يبرز فيه فجأة مثل جبل الجليد في الظلام أمام السفينة الشهيرة تايتنك.

    ولكن دعنا نتساءل عما هي قوى التغيير والسودان الجديد في الشمال؟

    إن كل القوى الوطنية في الشمال وسائر أقاليم السودان تريد التغيير وتعمل من أجله، ولو أن عمل القوى السياسية الرئيسية منها على سبيل أضعف الإيمان. و حتى وإن بدا تماهي رؤيتها مع رؤية السودان الجديد، فإنها قطعا لا تهدف إلى سودان تزول أو تنتقص فيه مصالحها السياسية وامتيازاتها الاقتصادية والاجتماعية المتوارثة.

    أما قوى السودان الجديد التي تتطابق رؤيتها مع رؤية الحركة الشعبية، فهي قوى مبعثرة لا تنتظم في أي شكل من أشكال العمل المنسق أو المنظم حتى الآن. هناك قطاعات في داخل الأحزاب التقليدية تنزع إلى تحقيق رؤية السودان الجديد ولكنها قطاعات مهمشة ومعزولة عن صنع القرار. وهناك الحزب الشيوعي الذي ينبغي أن يحسب بداهة من قوى السودان الجديد، ولكن موقفه من الحركة الشعبية واتفاق السلام الشامل موقف ملتبس وهو يتجنب الاقتراب المباشر من الحركة الشعبية، بل هو من حيث المواقف السياسية حاليا أقرب إلى حزب الأمة والمؤتمر الشعبي منه إلى مؤازرة الحركة الشعبية التي تعتبر منافسا خطيرا له على قاعدته الجماهيرية. بقية القوى، مثل المثقفين الوطنيين - وهذه أيضا قوة غامضة التعريف لها تأثير على الرأي العام الوطني ولكن ليس لها كيان منظم أو محدد - وربما تعمل من خلال النقابات والاتحادات المهنية، التي استطاع النظام أن يدمرها تدميرا شبه كامل، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تستطيع هذه القوى استعادة أرضها التي فقدتها قبل أن تصبح مؤازرا ذا فعالية للحركة الشعبية؟

    والقوى الجديدة التي ظهرت مثل حق بشقيها وحزب المؤتمر السوداني، لا تزال قوى ناشئة وذات إمكانيات محدودة. ومع ذلك ، وخاصة حق، ظلت في حوار مع الحركة الشعبية منذ بداية نشأتها، ولكن الحركة الشعبية ظلت مهتمة بتحالفاتها مع القوى الأخرى، مستهينة بشأن هذه القوى الجديدة الصغيرة، تدعوها إلى الإنضمام إلى الحركة الشعبية كأفراد بينما تريد الأخرى أن ترى الحركة الشعبية وقد بدأت فعلا في عملية تحول حقيقي إلى تنظيم سياسي ديقمراطي.

    وكم أسدى بعض قادة هذه القوى الصغيرة النصح منذ أمد بعيد لقيادة الحركة الشعبية في أعلى مستوياتها بأن تكون مستعدة للتحول الديمقراطي وأنها لن تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها، لأنها لن تكون لديها الكوادر المدربة الكافية للقيام بكل الأعباء والمهام الجسام والكثيرة التي تنتظهرها: المشاركة في الحكومة المركزية وإدارة الجنوب وتنفيذ اتفاق السلام الشامل وبناء تنظيم سياسي جامع في نفس الوقت، والوجود الإعلامي المكثف الذي يجب أن يكون لها. وأشاروا إلى أنها ستتعامل مع حليف مراوغ عنيد وغير ذي عهد، يمكن أن يتنكر لأي اتفاق وأن يقدم على أي عمل، وأنه سيظهر للحركة انتهازيون كثيرون لا تستطيع تمييزهم، ولابد لها من الاستعانة بأصدقائها وحلفائها في الشمال من هذه القوى لتكمل عملية التحول الديمقراطي وتحقق اهدافها عموما ببناء السودان الجديد.

    ولكن الحركة الشعبية كانت وما زالت مثل عملاق بقدمين من طين. وكان كعب أخيلها الذي كنا نخشى دائما أن تؤتى منه هو المركزية الشديدة عندها في اتخاذ القرار. تلك المركزية الشديدة التي إن وجدت مبررا لها في إطار التنظيم العسكري وأجواء الحرب، لن تجد مبررا لها لدى التحول إلى تنظيم سياسي ديمقراطي، اللهم إلا إذا أريد لذلك التنظيم أن يكون على صيغة الحزب الواحد، ولا نعتقد أن هذه صيغة يمكن أن تنجح في سودان اليوم. وكان بإمكان الحركة الشعبية فعلا أن تبني تنظيما يملك أغلبية ساحقة لو أنها كانت مستعدة وااستجابت للمد الهائل من الإقبال عليها في الشمال، واستطاعت أن تستوعبه مع تجنب العناصر المدسوسة والمخربة التي لا شك ستكشف الجماهير أمرها أو تنكشف بمماراساتها، وكانت ستجد العناصر الصادقة التي تعينها على البناء الصحيح والمأمون.

    الحركة الشعبية في تعاملها مع قوى السودان الجديد في الشمال، كانت وما زالت كمن "جوا يساعدوه في قبر أبوه دس المحافير". إنها لا ترغب في مساعدة أو مؤازرة من أحد، خاصة تحت القيادة الحالية. وربما كان ذلك بسبب العجز التنظيمي والإداري الكبير الذي ظلت تعاني منه بسبب المركزية الشديدة. والقيادة المؤمنة بالسودان الجديد في داخل الحركة، والمهمشة الآن تهميشا شبه كامل، أصبحت الآن شبه رهينة لا حول ولا قوة لها في صنع القرار.

    هل الحركة الشعبية الآن، في مستوى القيادة، مستعدة لتقبل المؤازرة والحوار الذي دعوت إليه يا صديقي الواثق، والانفتاح أمام الشعب السوداني؟ نحن نعلم أن هناك عملا إيجابيا يجرى على مستوى قواعد الشباب. ولكن الأمر الحاسم هو متى تفك القيادة الحالية أسر الحركة الشعبية لتنطلق؟

    إذا كان الأمر كذلك، ستجد الحركة الشعبية الآلاف من شباب الشمال وشيبه الذين ينخرطون في صفوفها بحماس دافق. وإلا فإن قوى السودان الجديد في الشمال، سيكون أمامها طريق طويل وشاق قبل أن تصبح في مستوى الوزن الذي شكلته الحركة الشعبية.

                  

10-24-2006, 00:41 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: بشير الخير)

    up
                  

10-24-2006, 02:36 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: NEWSUDANI)

    الاخ العزيز ارجوا ان لاتكون قد وضعت ان كاد هي نوع من العبث
    اني انبه ان حركات الهامش مثل تجمع كردفان للتنمية و غيرها ما هي الا تعبير عن و جه السودان الجديد الذي نرجوه

    ارجوك ان تفصح

    اما عن الجدية و غيرها نتعلم منكم فالرجاء التوضيح و سلام

    الاستاذ صلاح و دكتور الواثق لكم من اجل الاحترام و نلفت نظركم لمساندة تجمع كردفان فهو ثور الهامش و امتاد فكر الجوعي و جيش الفقراء
    شحتو
                  

10-24-2006, 08:22 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: shahto)

    up
                  

10-24-2006, 08:58 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: بشير الخير)


    يا خسارة!!
    أن تمضي هذه الدراسة الجادة والقيمة التي تعالج بعمق وشمول موضوعا من أهم المواضيع في سودان اليوم، يتعلق بجوهر الصراع ولب الأزمة الوطنية المتعددة الأبعاد الحالية، وسبل الخروج منها، دون أن تلفت النظر وتستدعي المشاركة إلا لدى قليلين، بينما يجد الكثير من الغث والهزل إقبالا كبيرا في هذا المنبر.
    بم نفسر هذا؟
    هل هو الشعور بخيبة الأمل واللامبالاة؟؟
    هل هي الشللية؟ شيلني والنشيلك؟
    هل هي الغفلة والزهد في المواضيع الجادة وتجنب عناء التفكير، الذي يستتبع مسؤولية وطنية وأخلاقية؟؟
    هذا وغيره يعطيني انطباعا بأن أزمة السودان الحالية ستطول، حتى تمس كل فرد بنارها مباشرة قبل أن ينبته الجميع، ولكن بعد فوات الأوان.

                  

10-25-2006, 02:14 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: بشير الخير)

    اخي العزيز
    بشير الخير و الرفيق عباس الوسيلة

    نعم ان هذه الدراسة الجادة تمر تحت الاعين و يتجاهلها الحاقدون و الفاشلون و الخائفون من السودان الجديد الحق
    كا ان هناك الكثيرون محبطين و ان زرة السودان قريبا و زرت كل الصحاب من قيادات الحرة المتنفزين و اهلي و رصفائي من شماشة حي مايو و الاندلس حيث فضلت ان اعيش هناك بعد الغيبة و لا اسرك قول ان الجمع عندنا انفضوا
    من حول الحركة الرسمية كمكاتب رغم ان الرؤي و روح الحركة فيهم و ايقاع القائد فيهم..... و ثوف يثورون علي المتسلقين بعد نيفاشا و المخربين للحركة ... و الايصح الا الصحيح


    اما عن السودان الجديد و لظروف البلد الان انا ادعوا الي ان ينتظم الحميع لتحرير مناطقهم و تنظيف مكاتيهم و ان الاينتظروا الي فرد ان ياتتي للاصلاح ... لانهم اذا ارادوا الانتظار سوف ينتظرون كثيرا و طويلا
    لان الطريق للسودان الجديد ماذال في اوله و لن و لم يتجاوز التنظير

    الاخ الرفيق الواثق

    ماذلنا نرد نفس الكلام منذ كنت ازوركم انت و الاستاذ تيسير و لام اكول و ادواد لينوا في دار اساتذة الجامعة قبل خروجك ... حاولت لقاك حيث توقفت في منذل عجلان عثمان في الشعبية الاشهر الماضية دون جدوي
    و الان نرحب بك للحوار

    اما نحن نري اننا في تجمع كردفان امتداد طبيعي و ثورة جادة في تعبيرها للانعتاق عن المركز و ثورة الريف ... و البعد عن التطبيل و اتمني من الحركة الشعبية ان لاتقف حجر عثرة في طريقنا بحجج المتسلقين بعد نيفاشا
    فبقاء بريق الحركة في دعمها لنا

    و ننا سنستمر لانجاذ الثورة و الانعتاق و سوف لن نستمر في التطبيل و سوف نوجه نقدنا البناء للرفاق مستطعنا لذلكم طريقا و هذا قلناه لاب الثورة السودانوية كثرا و هو كان من المرشدين و المشجعين

    و اخيرا نحن في تجمع كردفان نحي الاخ القائد الحق و النزيه عبد العزيز الحلو علي و قوفه المعنوي معنا و عليه ان يرتاح اما نحن سنحرر كردفا و دونها فنا البلد كلها و لن نستمر في العبودية و التبعية للشمال و لا الجنوب و لا الغرب و لا الشرف
    و نرحب بكل من يريد الدعم و المساعد ة و سنرد كل الاعدا الي اعقابههم و سندمر هم في عقردارهم

    الاخ بشير الخير نعم ستطول اذمة السودان قبل ان يتوحد و بشروط شعوبه السودانوية السودانوية السودانوية كما يحلوا لابنا احمد الطيب زين العبدين الدارفوري الفنان عليه رحمة الله و نحن علي الدرب سائرون

    و اخير سوف اعيد نشر مقال عن الحركة السعبية قيل السلام و صدق نبؤتنا
    شحتو
                  

10-26-2006, 01:55 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: shahto)

    العزيز شحتو
    كل سنة و الجميع بخير.
    أعتقد أن د. كمير فتح موضوع مهم و في وقت حرج جداّ في مسيرة هذا المشروع (السودان الجديد).
    صحيح أن المشروع مشروع كل القوى الوطنية و الديمقراطية وهي معنية بالتنظير فيه و باستلهام استراتيجيات منه و ابداع سياسيات وبرامج مرنة و ممرحلة وبخلق طيف سياسي عريض يعمل على تنفيذ هذه البرامج و لكن الصحيح ايضاّ أن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي المعنية اكثر برعاية هذا المشروع و قيادته ليس فقط لان قائدها التاريخي د جون قرنق هو المفكر الابرز و السياسي الاصدق لهذا المشروع و انما لان هذا القائد إستطاع أن يحول هذا المشروع من مشروع نخبوي إلى مشروع شعبي فاصبح له جماهير عريضة رأت فيه نفسها و آمالها . أما بعض القيادات الجنوبية إذ إختارت أن تُجرب الُمجرب في إتفاقية الخرطوم للسلام فستكون العواقب سئية ليس فقط لقوى السودان الجديد عامة و لكن لشعب جنوب السودان خاصة.
    التجارب يجب أن تكون قد علمتنا الكثير لذلك أثق في قيادات هذا المشروع وفي قيادات الحركة الشعبية التي ليس فيها أحد يريد أن يثبت هذه الفكرة ضد مصلحة الجنوب. سينتصر هذا المشروع و التاريخ سيكتب عن د جون انه القامة الاكثر تأثيراً في تاريخ السودان الحديث. ولنا عودة .










    3
    .
                  

10-25-2006, 04:31 AM

shahto
<ashahto
تاريخ التسجيل: 02-17-2006
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: NEWSUDANI)

    دور ثوار الريف
    و
    تحول الحركة الشعبية الي حزب سياسي

    هناك تساؤلات و مخاوف مشروعة حول امكانية تحول الحركة الشعبية الي جزب سياسي يمكنه ان يقود السودادن و خاصة مهمشيه الي بر الامان ان هذا التخوف لم يكن محصورا فقط علي المهمشين و لكنه شمل كل الحريصين علي وحدة و استقرار السودان . و هذا ما يجعل المهام صعبة جدا و احيانا مستحيلة الانجاز في الوقت القريب لانها تتميز بتفاصيل دقيقة و حساسة جدا في و جدان و ذاكرة الشعوب السودانوية،و كذلكم الحال و امال و طموحات القادة و هم بشر و تراهن القوي المناهضة للتجديد الي اجتذابهم و عرضهم الي سوق النخاسة و السمسرة علي رؤس القيادات القادمة الظاهرون علي السطح و دافعي القرار خلف الكواليس . اجل ان مسالة التحول الي حزب سياسي قائدا و مساهم رئيس في تاسيس السودان الجديد ليس بالامر السهل و هذه المهمة التي تتمثل في تتطبيق اتفاقية سلام نيفاشا تطبيقا حازما و نزيها للولوج الي تسوية تاريخية لمشكلة السودان المذمنة ، تلكم المشكلة التي اقعدتده و اخرته من اللحاق بركب الامم التي تحترم شعوباها و كرامتهم
    هذه الاتفاقية التي توعد بممارسة ديمقراطية جديدة ذات سمات و اسس حديثة منسجمة مع الواقع الجديد لسودان اليوم مع تفتح عقول رعيته الي حقيقة ان الديمقراطية التي يجب ان تمارس و تتطبق في السودان الجديد. و ان لا تكون ضورية و مجزئة و يجب ان تشمل كل الشؤن الحياتية لانسان السودان اي ليس في التعددية الحزبية فقط لابل الاثنية و الدينية والثقافية و الاقتصادية، اي يجب ان تزول المركزية العرقية و الدينية و الاقتصادية الي الابد .و ان يصبح السودان فخورا بتعددية الاثنية و الدينية و جعلها ان تتطورا طبيعيا لخلق وحدة جديدة حقيقية و الانعتاق من ازمة الهامش و المركزو حفظ الوطن من الانهيار الابدي خا صة بعد نهوض قوميات اخري (غير الجنوبية ) و مطالبتها بحقوقها المغيبة منذ الاذل و احسب ان السودان اكتقي من الصراعات و حان و قت البناء


    ان تحول الحركة الي حزب سياسي مدني لم يكن مفاجاء لقادة الحركة و لكن فرض عليها ان تتحول الي شريك في الدولة القديمة مع تنظيم عرف جيدا اجادة توزيع الادوار لاعضائه و ولربما يجر الحركة الي معترك الانشغال بتولي المناصب و من ثم فتح الشهية الانسانية للمكافآت و التعويضات علي ما فقد في سني النضال الطويل طبعا هذا امر مشروع جدا في حد ذاته و يجب ان تراعيه الحركة ولكن لايمكن ان ينخرط كل القادة في و ظائف الدولة وننسي تحويلها الي حزب جماهيري صلب يمكنه ان يحافط حتي علي المناصب المكتسبه و تحولها من وزاراة تابعة للسيد الوزير و سدنة الي وزارة ثورية تخدم و تعبر علي الطموحات الجماهير التي صمدت خلف ثورتها و دعمتها بالمقاتلين و المؤيدين طيلة مدت النضال العسكري و لاننسي لقد عاني المدنين ايضا من بطش ايادي الدولة تارة بتكسير المنازل (كما في خراب سوبا الاخيرة) و محاكم النظام العام و مرة اخري بتهم الطابور الخامس
    هذا لايمكن ان نتناسي المسائل النفسية و الموضوعية التي تصاحب مسالة التحول الي حزب سياسي و شركاء في الدولة و لكن يجب ان تعالج هذه المعضلات بصبر و اناة و اخلاص من القادة و الجماهير علي حد سواء

    و لابد من ان يتكون جهازا ثوريا منفصل عن الدولة و مشغولياتها لكي يتولي مهمة مراقبة الاداء الحزبي و الشراكة في الدولة و ان يقوم بتصيح المسارات حتي تصبح الحركة والدولة و الشعب شئ واحد ، اي ان تتناغم تغيرات و التحول الي حزب مع اماني و تطلعات الجماهير ..... و اضعين في الاعتبار ان رواسب الدولة القديمة و عسكرة الحركة سوف تظل ترمي بظلالها الايجابية و السلبية منها الي امد ليس بقصير ، و سوف يستمر تحكم و تعالي المركز لمدة من الزمن . و لكي ننجح في الانعتاق من هذه الدائرة الشريرة يجب علينا ان نحسن الاداء الحزبي و ارتباطه برغبات الجماهير السودانية من حرية تعير و توزيع للثروة و المساواة امام القانون و غير ها من الاماني المعبر عنها في اتفاقية نيفاشا...
    فلابد من ان تتوسع رؤي الحركة عمليا لكي تشمل كل اهل السودان و هي الامل الاخير لفقراء و مهمشي وو طني السودان و الا وقعنا في هوه الانهيار الاخير التي لاترحم اي منا. لذي نري لابد من توجيه بعض الاعضاء المؤسسين للحركة و المؤمنين باهدافها النبيلة و المؤ هلين للانخراط في العمل الشعبي و العام لتنزيل السلطة للشعب و الارتقاء بالجماهير الي صلب القرار و من ثم تؤمن الثورة النفاشية و تصبح الجماهير شريكة لما يدور في مكاتب الدولة كما كانت شريكة في النضال و المعاناة

    كما يجب علي البعض ان يتولي خدمة الشعب مباشرة و ان يزوبوا و سط الجماهير حتي يتم تمكين و تعميق الفهم الثوري و فكرة السودان الجديد ، وحتي و تزوب الفوارق الوهمية بين ما هو عسكري متسلط و شعبي مقهور اي لكي تزول رواسب الاستعمار الذي حرص علي المباعد مابين الجماهير و قادتها من جنود و تكنوقراط ( اقصد هنا الافندية و نظام داخليات الطلبة التي جعلة اداء لابعادهم عن اهلهم وطنهم ) فالكل يمكنه ان يقاتل و يضحي . ان هذا يقرب الجماهير للقيادة و حتي لا تجد الجماهير نفسها بعيدة عن الدولة و تبتعد الدولة عن جماهيرها،

    ولان معيار نجاح الحركة الشعبية و برنامج السودان الجديد هو قرب الجماهير السودانية منها و انفعالها ببرامجها و بهذا يقطع الطريق علي المتربصين بالحركة سوي الانفصالين من الشمال و الجنوب او الشامتين و حتي لاتجد هذه القوي المنافسة او المعارضة ضالتها في هذه الجماهير المغيبة و بعض القيادين الذين يشعرون بالتجاهل ، و التجاوز و من ثم يتحول هذا الزخم الهائل من القياداة المهمشة و الجماهير المغيبة الي تيار معارض و متهور و لربما متقد حقدا علي رفاق الامس و من ثم يتحولون للاستعانة بقوي خارجية لدفع جهود معارضتهم فتتضع كل المساهمات و المجهودات النضالية الطويلة و المستفيد الوحيد هو عدو الوحدة و التقدم و النماء فهلا تتداركت الحركة هذه المسالة و هي في ريعان شبابها حتي لا يصبح الصراع علي السلطة هو الديدننا

    ...... فلابد ان يتفرغ ثلة من المناضلين للعمل الجماهيري و الاسلوب الخديمي و الذي نجحت فيه الانقاذ في بداية عهدها ولكنها اي قيادتها تنافسة علي الكراس ( وهذا شانا اخر ) و للناس اهواء ................. ان الاخ القائد سوق لا يتجاهل هذه المسالة ابدا .. فمنه تعلمنا ان نستشعر الاخطار و نتكاتف قادة و جماهير لمواجهتها و لاننسا ان الحركة استطاعت في نضالها الطويل ان توحد جماهيرها في هدف واحد هو السودان الجديد سودان الحرية و الانعتاق و لان المسآلة بنسبة لنا هي البقاء او الفناء

    ومن العروف ان النضال السلمي من اصعب و اشد النضالات مما يتتطلبه من خبرات مدنية صادقة للتحقيق النموء و التطور و هو صعب جدا علي مثقفاتية السودان و هم الذين كانوا دموا معزولين عن الجماهير و هموم الوطن و لا يطيب لهم غير التنظير تحت ظلال كافتريات الجامعات و ردهات الفنادق حالمين دوما ان تاتي شركات مقاولات اسيوية لترجمت تنظيرهم الحالم الي واقع، فتشق الطرق و تؤسس المكاتب و ما عليهم الا الاستحواز علي الانجازات و ممامرسة التنظير و لكن هذه المرحلة غير السابقات ، فاما استلام زمام المبادرة و السير بشعوبنا الي الامام او الفناء

    والان الطريق مفتوح و معبد بعد ما توصلت الحركتان الي اتفاق نيفاشا التي اشتملة علي الديمقراطية و حقوق الانسان و العالم شهودا علي ذلك و هذه هي الضمانة فما علي محبي التقدم و الارتقاء لوطننا الجريح الا انتهاز هذه الفرصة الاخيرة و اخص هنا قادتنا و جماهير الحركة الشعبية واهل الهامش علينا ان نبرهن للشعب السوداني باننا اهل لتحمل المسؤلية المدنية كما سبق ان تحملناها عسكرية و ان نضع ايدينا مع حلفاءنا الاستراتيجين من الديمقراطين و الثورين من اقاليم السودان المختلفة الذين ناضلوا معنا من اجل حقوق الفقراء و المهمشين منذ ميلاد دولة السودان ( طبعا كل حسب مقدرته) ولكن نحن الان في سبيل التحول الي حزب سياسي لابد ان يسع الجميع و خاصة من يشاركنا هذه الهموم من و حدة و عدالة و مساواة يجب التعامل مع الحلفاء القداما و كآننا جسم و احد و ان نستفيد من خبراتهم المدنية و الشعبية في التنظيم و الادارة لان الشعوب لاتبني الاعندما تستفيد و تتطور من خبراتها الوطنية و من ثم مصاهرتها مع الخبرات العالمية حسب حاجة الوطن و المواطن و علينا ان نعلم انه لايمكننا ان نواجه الاخر و هو متحد بينما نحن فرادي فمن ثم يجب تنشيط العلاقات الطيبة مع ابناء الوطن المؤمنين بالتحول الي سودان جديد و افساح المجال اليهم للاسهام بابداعاتهم المكبوته طيلة سنوات الصارع السوداني و جعل شريان خبراتهم ان يضخ و يعمل في انبات الارض اليباب التي احرقتها اليات التجريف الثقافي و التعليمي المدروسة وو لا ننسي ان هؤ لاء الرجال الوطنيون الصادقون موجودين و لو بدرجات متفاوته في عصب كل التنظيمات السودانية مركزيها و هامشيها فما علي خبراء الادارة و التنظيم في حركتنا الفتية الا ان يمعنو معول تنقيبه في التربة الجزبية الصالحة لمهمة التحول الحزبي الديمقراطي و من هناك يمكنهم انبات الخير و الطيب منها و سوف يستفيد الوطن من خبراتهم ، و لايشعر اي احد في طول هذا الوطن و عرضه بالغبن و الاقصاء ....... و انا مؤمن ان الحركة كان يمكنها البداء لانجاز هذه المهمة و لزمن ليس بقصير بالتوجه لانجاز هذه المهمة فهل علينا الان ان نستعين بالصبر وهل يطول الانتظار ياخوتي لان اصلاح اخراب و اعادة البناء صعبة جدا خاصة اذاء كانت تحت هذه الظروف من عواصف و الانواء التي ترعر فيها الوطن المنكوب بفعل ابناء ه جهلا و طمعا ،وغباء محير

    من المعروف ان شعوب الهامش كانت و منذ الاستقلال مشغولة بمكافحة اسباب الحرب و الفقر و حتي الاحزاب التي نشآت في الهامش كانت مرتكزة علي العشائرية و القبلية و ليس لها مواقف مبدئية مما جعلها سلعة في سوق السياسة الشمالية النيلية و اصبح قادتها العوبة في يد قادة احزاب المركز و كما هي الحال تظل امنية تراود الكثيرون من قادة و منتسبي احزاب المركز النيلي و هم يتآ هبون للفترة الديمقراطية القادمة و كل آمالهم ان يكسبوا بعض قادة او متعاطفي الحركة الشعبية الي تنظيماتهم (و هذا عمل لاغبار فيه اذا فرط الاخرون في حقوقهم المكتسبة بدماء الشهداء و من ثم العودة بناء الي زمن اعفاء الوزراء في نشرة الساعة الثالثة و هدايا العربات الفارهة و المساكن المشيده اصلا لهذه الاغراض و لكن هؤ لاء المخربين نسيوا ان القادة الحركة الجدد و لدوا بانيايهم و مهما اختلفوا فالهدف هو الحرية و الانعتاق من تسلط المركز النيلي و تجارته البائرة وان زمان التبعية قد و لي ما حيث لا رجعة، و ما تجمع كردفان الا وجهه اخر لثورة الريف و تمدد فكر السودان الجديد الي بقعة اخري من الوطن

    كما نري ان تكثف الحركة و حلفاءها من محبي السودان الجديد من جهود العملية في المرحلة القادمة للاعداد الشباب و تدريبهم للمهام المختلفة علي اسس علمية حديثة و ان يبني كل هذا و فق استراتجية و حدوية و طنية قادرة علي اذابة و اذالة درن العهود السابقة و لابد من الاستفادة من الكم الهائل من النساء و الشباب و الاطفال و الخبرات المكتسبة من الخارج و تظيفها الخير الوطن مع ملاحظة جعل الوطن جاذبا للجميع و لابد اذا اردنا الرقي و الاستفاده من خبرات ابناءنا في الخارج ان يصاحب ذلك الجهد تتطبيق حقوق المواطنه و ممارسة الشفافية و حقوق الانسان مع تنذيل الديمقراطية لواقع الشعب حيث لايكمن ان يستمر ازدهار جهد الشباب لا في بيئة طيبة كما التي اعتادوا عليها في الغرب البعيد

    طبعا هذا الحال مسحوب علي ذوي هؤلاء الذين شردتهم الايادي الخبيثة التي كان التشريد جزاء مهم من استراتجيتهم للتحكم في رؤس العباد و نهب خيرات الوطن بعيدا من الوعي الرقابي و الشفافية و المحاسبة و هذا مما جعل مؤسسات غربية كثيرة ان تنوه بان هناك تخوف من الفساد المالي و الاداري الذي لازمة السياسة السودانية و اصبح شطارة و حذلقة في زمننا هذا (و العياذ بالله) .. وفلابد ان نراعي هذا في مرحلة تحول الحركة الي حزب يمارس الحكم علي ان تبتعد عن الترضيات القبلية في امور التاهيل و كيف لا و نحن المناضلون من اجل العدالة فلابد من الحيط و المواذنة بين الولاء و التاهيل في اختيار الاشخاص لاي مهمة صغيرة ام كبير و ان نبذل الجهد في ان يتولي خيارنا المهام المرحلية و ان نعلم اننا تحت مجهر الاعداء و الحاقدوين هذا بالاضافة للمواطنون الذين كلهم ثقة و امل في ان ننهض بالوطن الي مصاف الدول العادلة الامنة ... نعم نحن علي ثقة قي الاخوة في القيادة و هم سوف لايفوتون هذه السانحة التاريخية في ان نقود السودان الكبير الي بر الامان و ان لا يتبخر امل الوحدة و ارقي من بين اصبعنا و ان لايتبعثر الي سودانوات لا حول لها و لاقوة رغم انف الظروف ان يظل مظاوما مواطنه فاسدا قائده سهلا نهب ثرواته هاربة عقوله ... لا لن يحدث هذا في عهد القائد جون قرنق الذي وهبه الله لنا لاعادة عزة و كرامة انسان السودان . و الان فقدناك يا ابا الثوار فهل نستسلم ان ناخذ الحربة حيث و قهت و الي الامام نستمرفي التقدم

    نعم ان الكثيرون ما ذالوا يناضلون سلبيا و ينتظرون (الجاهزة...و لايبادرون)و...و لذلكم اتمني ان تاتي المبادر التنظيمية من الاخوة في مكاتب الحركة الشعبية و اصدقاء الحركة في الخارج و ادعوا لوضع اللبنات الاولي للتحول الديمقراطي في الخارج بعقد مؤتمر للاخوة اعضاء و اصدقاء الحركة الشعبية و كل عشاق الحرية و المساواة لابناء و طننا السودان و ان يشمل المؤتمر العام تنفيذ استراتيجية الحركة الشعبية و اهداف التجمع الوطني مصحوبا ذلك كيفية تتطبيق مشاكوس و تعميمها لحل مشاكل الوطن المذمن و تكويتن منظماته المدنية لنشر التوعية بالدمقراطية و حقوق الانسان و الحيوان و الرقي بصحة المواطن و الاعتناء ببيئته و كما اود لو ان تاخذ المراة السودانية زمام امرها في تحمل مسؤلياتها نحو بني و طنها فكفي تهمشا لدور المراة و كفاك يا اختاه انتظار الاخوة لاشراككم في حكم انفسكم و المشاركة في يسير الوطن ففاقد الشئ لايعطيه فكلنا مطالبون بحمايته و بناء الوطن

    و اتمني ان يتم ترتيب دوراة شهرية للتطوع و العمل في المناطق النامية حتي يساهم الكل ( خاصة من هم في الخارج).. في اعطاء الوطن ما اعطاهم من تعليم ( حتي الي وقت ليس ببعيد كان التعليم مجانا )... و هذا حتي نبر الشهداء الذين لولاهم لماكانت نيفاشا ممكنة فلدينا الاطباء و المهندسين و غيرهم من ذوي الكفاءات التي يحتاجها الوطن و هم مستعدون للوفاء لارض الاجداد (فجدودهم و صو هم ايضا علي الوطن).و ارجوا ان تكون الحركة علي استعداد للاجابة علي تساؤلات الاخوة الذين وجدوا انفسهم ما بين جحيم الاغتراب و سندان العودة للوطن بدون آمال و خطط تستوعب خبراتهم و توفر لهم الكرامة الانسانية و الكثير يتخوف ان تفتح السجون ابوابها بدلا من المصانع و اماكن التعمير( كما هو الحال في دول مرت بحروب اهلية طويلة) .... لكني كنت حالم وواثق ان الحركة الشعبية بكم و معكم قادرة علي تتطبيق كل ما ناضلنا من اجله من حقوق انسان و ديمقراطية حقة

    و ان الاخوة في الحركة مسؤلون لجعل السودان جاذبا للوحدة و كرامة الانسان وان لايفرطوا في هذه المسؤلية التاريخية..... و لا احسب ان شركائهم عازمون ايضا علي و حدة البلاد و نماء الوطن وعلي الحركة ان تستمر في بذل الغالي و النفيس في سبيل تحولنا الي الحزب سياسي .........
    اخوتي لابد انتبادروا و ترفعو راس الشهداء علي رآسهم القائد قرنق باحترام الانسان و ان نعلموا ذللم جيدا و ان تضعونه كالحلقة في الاذن ،...... .و قديما قال اهلنا ( جدي بابنجي و حبوبتي جا كورما في دار الذاندي .. نعم قالوا ما معناه بالعربي ما حك ظهرا مثل ظفرك ... و اخيرا ر حم الله استاذي السودانوي احمد الطيب زين العبذين ورفع الله الازي عن اهله في دار فور
    رحم الله القائد الشهيد شهيد القدر و الخيانة المطنة بالثورية و القومية


    المجد و الخلود لكل من استشهد لكي يكون السودان حرا و موحدا يحترم فيه الكل بدون تميز بين الاديان و العراق و الثقافات
    المجد و السؤدد لتجمع كردفان للتنمية احد ر وافد ثورة الريف و احد مترجمي فكرة السودان الجديد الي خطا عملية جاد بعيدا عن التنظير العير فعال
    كردفان جديدة وييي
    ويي سودان جديد ويي
    عبد الباقي شحتو علي ازرق
    رئيس تجمع كردفان للتنمية
    اكتوبر ????
    [email protected]



                  

10-25-2006, 02:39 PM

بشير الخير

تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: shahto)

    شكرا عبد الباقي
    ولي عودة
                  

10-26-2006, 05:24 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: بشير الخير)

    اننى اتفق مع ما قاله الاستاذ بشير الخير

    لقد كان يأمل كثير من الناس فى الحركه الشعبيه اذا جلست على دست الحكم لتغير وجه السياسه وتحجم هيمنة المؤتمر الوطنى على شؤون البلاد والعباد ولكن خيبت الحركه الشعبيه آمال وظنون الناس ، المسأله فى رأى ليست تنظير حول السودان الجديد ولكن البيان بالعمل عند المقدره على ذلك ، ان الكلام سهل وخاصه الكلام فى زمن الحرب اما ادارة دفة الدوله والاتجاه بها الاتجاه الصحيح نحو الناس ، الجماهير التى اكتوت سبعة عشر عاما من حكم الانقاذ هذا هو المهم ، الناس تريد تنزيل هذه الشعارات الى ارض الواقع ليروها فى معاشهم اليومى ، خبز وامان وحريه ولكن العكس هو ما حدث بعد دخول الحركه الشعبيه ذات شعار السودان الجديد ، استقوت السلطه بها وطفقت تزيد من معاناة الناس بالزيادات فى السلع الاساسيه مثل البترول والسكر والمواصلات ، انعدم الامان ، رجع الامن لتكميم حرية الصحافه والاعتقالات وغيرها ، ما زالت القوانين المقيده لحريات تمد لسانها للناس .
    لكن السؤال الاساسى هو كيف تنفذ الحركه الشعبيه سياسة السودان الجديد وبأى قوى؟؟
    الملاحظ ان الحركه الشعبيه قد استوزرت من هم اشد عداوة لقائدها الراحل جون قرنق مبتدع نظرية السودان الجديد ، فمن المعروف ان لام أكول وريك مشار قد انفصلا عن الحركه الشعبيه وقالا فى قائدها مالم يقله مالك فى الخمر ويشهد على ذلك الكتاب الذى اصدره دكتور لام اكول على هجائه لقائد الحركه وقد انضم لام اكول ورياك مشار للحكومه قبل الاتفاقيه وتحوم حولهما شبهات كثيره حول طريقة انضمامهما للحكومه فى اتفاقية فرانكفورت وشنطة على الحاج المليئه بالرزم ، هاهى الحركه الشعبيه متهمه بانتهاكها لحقوق الانسان فى الجنوب وهناك اتهام بالفساد فى الوظائف وفى الاموال ، بل ان بعض قادة الحركه الشعبيه يطلقون تصريحات سالبه والمقصود بها الطعن فى التجمع الذين هم من اعضائه مثل التصريح الصحفى لاحد القاده والذى قال فيه اننا لن نخوض المعارك نيابه عن الآخرين ، اما عن المعارك الانتخابيه فقد كان فيها تخبط وعدم منهجيه ففى حين تحالفت الحركه الشعبيه مع التجمع فى انتخابات الطلبه والمزارعين رفضت التحالف فى انتخابات المحامين بل الادهى والانكى شخص مثل غازى سليمان قال نحن متحالفين مع المؤتمر الوطنى ، ولقد اثبتت الحركه الشعبيه ضعفها فى الحكومه وخير مثال على ذلك لم تستطع الدفاع عن كوادرها فى وجه المؤتمر الوطنى وكمثال حادثة فصل وزيرى الصحه فى سنار بواسطة الوالى مثلها مثل اى تلميذه .
    انا ارى ان الحركه الشعبيه اذا كانت جاده فى مسألة السودان الجديد فعليها ان تبحث عن حلفائها الحقيقين وتبحث عن القوى بداخلها التى يمكن ان تنفذ هذه السياسه.
                  

10-26-2006, 01:25 PM

خالد عمار
<aخالد عمار
تاريخ التسجيل: 08-25-2004
مجموع المشاركات: 702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: wadalzain)

    thank you Dr. Kameir for Opening this window about
    the controversy new Sudan vision,
    I do agree with Wadalzain ..
    It is crucial for SPLM as body adopted the new Sudan
    to bridge the gap between thinking and exercising,


    Quote: لقد كان يأمل كثير من الناس فى الحركه الشعبيه اذا جلست على دست الحكم لتغير وجه السياسه وتحجم هيمنة المؤتمر الوطنى على شؤون البلاد والعباد ولكن خيبت الحركه الشعبيه آمال وظنون الناس ، المسأله فى رأى ليست تنظير حول السودان الجديد ولكن البيان بالعمل عند المقدره على ذلك ، ان الكلام سهل وخاصه الكلام فى زمن الحرب اما ادارة دفة الدوله والاتجاه بها الاتجاه الصحيح نحو الناس ، الجماهير التى اكتوت سبعة عشر عاما من حكم الانقاذ هذا هو المهم ، الناس تريد تنزيل هذه الشعارات الى ارض الواقع ليروها فى معاشهم اليومى ، خبز وامان وحريه ولكن العكس هو ما حدث بعد دخول الحركه الشعبيه ذات شعار السودان الجديد ، استقوت السلطه بها وطفقت تزيد من معاناة الناس بالزيادات فى السلع الاساسيه مثل البترول والسكر والمواصلات ، انعدم الامان ، رجع الامن لتكميم حرية الصحافه والاعتقالات وغيرها ، ما زالت القوانين المقيده لحريات تمد لسانها للناس .
    لكن السؤال الاساسى هو كيف تنفذ الحركه الشعبيه سياسة السودان الجديد وبأى قوى؟؟
    الملاحظ ان الحركه الشعبيه قد استوزرت من هم اشد عداوة لقائدها الراحل جون قرنق مبتدع نظرية السودان الجديد ، فمن المعروف ان لام أكول وريك مشار قد انفصلا عن الحركه الشعبيه وقالا فى قائدها مالم يقله مالك فى الخمر ويشهد على ذلك الكتاب الذى اصدره دكتور لام اكول على هجائه لقائد الحركه وقد انضم لام اكول ورياك مشار للحكومه قبل الاتفاقيه وتحوم حولهما شبهات كثيره حول طريقة انضمامهما للحكومه فى اتفاقية فرانكفورت وشنطة على الحاج المليئه بالرزم ، هاهى الحركه الشعبيه متهمه بانتهاكها لحقوق الانسان فى الجنوب وهناك اتهام بالفساد فى الوظائف وفى الاموال ، بل ان بعض قادة الحركه الشعبيه يطلقون تصريحات سالبه والمقصود بها الطعن فى التجمع الذين هم من اعضائه مثل التصريح الصحفى لاحد القاده والذى قال فيه اننا لن نخوض المعارك نيابه عن الآخرين ، اما عن المعارك الانتخابيه فقد كان فيها تخبط وعدم منهجيه ففى حين تحالفت الحركه الشعبيه مع التجمع فى انتخابات الطلبه والمزارعين رفضت التحالف فى انتخابات المحامين بل الادهى والانكى شخص مثل غازى سليمان قال نحن متحالفين مع المؤتمر الوطنى ، ولقد اثبتت الحركه الشعبيه ضعفها فى الحكومه وخير مثال على ذلك لم تستطع الدفاع عن كوادرها فى وجه المؤتمر الوطنى وكمثال حادثة فصل وزيرى الصحه فى سنار بواسطة الوالى مثلها مثل اى تلميذه .
    انا ارى ان الحركه الشعبيه اذا كانت جاده فى مسألة السودان الجديد فعليها ان تبحث عن حلفائها الحقيقين وتبحث عن القوى بداخلها التى يمكن ان تنفذ هذه السياسه.
                  

10-26-2006, 05:13 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Dr.Elwathig Kameir)

    د. الواثق كمير

    شكرا على هذه الورقة المهمة

    لقد كتبت مرارا فى إنتقاد ضعف دور الأحزاب الشمالية على النطاقين النظرى و العملى و تعويلهم على الشريك الفاعل( الحركة الشعبية) لكى تقوم عنهم بالمهام الجسيمة و فى مقدمتها كيفية إنجاز تحول السودان إلى دولة المواطنة و لا يهم هناالمصطلح و إنما إنجاز التحول.

    فى خضم الأحداث الجسام التى يمر بها الوطن إزدادت الأمور تعقيدا و إختفى إى جهد يؤسس تأثيثا مثابرا لدولة المواطنة و يدعوى اليها دعوة حثيثة لا تكل و لا تمل إذ ان قيام هذه الدولة هو المخرج الوحيد للوطن.

    وبما ان المفهوم إعتورته تشويشات مقصودة و تشوهات ناتجة عن تشكك البعض فى نوايا من تصدى للدعوة و غياب فاجع للشخصية الكرزمية التى كانت تعد المحرك والدافع الأساسى لهذه الدعوة فلا بد من قيام جهة أو جبهة للتصدى للمهمة التاريخية.

    كيف ، من هذه اسئلة لابد من الإجابة عليها حتى خواتيم ناجعة لهذه الحوار الإيجابى.
                  

10-27-2006, 11:50 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Dr.Elwathig Kameir)

    Quote: إن الخيبة التي منيت بها قاعدة الحركة الاسلامية ـــ نتاجا لفشل قيادتها التاريخية في إنجاح تطبيق برنامجها علي مستوي القطاعات السودانية من اجل خلق الدولة الاسلامية التي بشر بها الاسلاميون, منذ نشوء تنظيمهم, مضافا إليها فشل المعارضة السياسية بجميع قطاعاتها ــ هي السبب الرئيس الذي جعل خطاب الحركة الشعبية هو الاكثر ضمانا ليس لوحدة السودان فقط, وإنما لحل إشكالات السلطة السياسة منذ الاستقلال, وكذلك الاكثر عمقا ــ اي الخطاب ــ كونه يقوم علي أسس موضوعية نابعة من الحرص علي قيم العدالة والمساواة بين اعراق السودان المتعددة.
    والواقع إنه مهما حاول خصوم السودان الجديد, أو المشككون في دوافعه, النيل من صدقه كمشروع قومي فإنهم يكشفون دائما عن عجر عن تبيان ما يرونه خطلا فيه أو الاتيان بالبديل النظري لما يكون عليه السودان, إضافة إلي ذلك فإن نقاد الحركة الشعبية كثيرا ما نظروا إليها من زاوية أيديلوجية وعرقية ضيقة وحاولوا محاكمتها عبر الشك والتخمين علي إعتبار أن الجنوبيون لا يشاركون معهم في الدين والعرق.
    وقد تساءل الكثيرون عن تأثير غياب قرنق عن المشهد السياسي وحول ما إذا كانت قيادة السيد سلفاكير دينق قادرة علي الاضافة لثراث السودان الجديد. الحقيقة هي إنه ما دامت الدلالات الفكرية والثقافية للمشروع حية وتتجدد عبر أحاسيس الاجيال الجديدة دائما وطالما أن اسبابها ما تزال قائمة وأن دولة المواطنة الحقة لا يمكن تحقيقها البتة إذا ماتم تحجيم الرؤي السياسية التي دعا إليها قرنق, فإن فكرة السودان الجديد ستبقي مطلبا اساسيا لتجاوز إشكالات السودان القديم والذي سيقاوم, بطبيعة الحال, رموزه واساطينه في الظلام والضوء معا دون إنجازه كما إنهم سيسعون للالتفاف علي الفكرة حتي ولو أدي ذلك ــ كما قد يرون ــ إلي قتل الروح القومية لدي الجنوبيين ليصوتوا للانفصال رغم أن الاخير هذا لا يحل مشكلة الشمال حتي ولو ظن اسلاميو السلطة إن السلطة ستسهل لهم الانفراد به, والدليل هو أن الشمال الآن في أسوأ حالاته مما هو عليه الجنوب, وهو الذي في حاجة إلي السودان الجديد لضمان الوحدة وإنهاء عقدة التمايزات الايديلوجية والعرقية الحادة التي أدت للاحتراب في دارفور وجبال النوبة والشرق وحمل المعارضة الشمالية للسلاح, وكل هذا أوجد التمزق والتآكل في النسيج الاجتماعي المتقدم نسبيا في حواضر السودان.
    بهذا المعيار فإن السودان الجديد يبقي ليس مشروعا للحركة الشعبية فقط وإنما مشروع تنويري كل السودانيين الحادبين الذين يرون فيه المجال السياسي الذي سيسمح, إذا تمت تنمية عناصره, بصهر تلك التمايزات, بل وأنه هو المشروع الذي يترافق بأطر ديمقراطية وحزم حريات ملموس بعض منها بعد التوقيع علي إتفاقية نيفاشا ويقيني إنه لولا أثر الحركة الشعبية لما إنفتحت الفرص امام التيارات السياسية والمؤسسات الصحافية وكثير من الممارسات للمجتمع الاهلي وقبل هذا وذاك تغير طبيعة النظام الاستبدادية التي شهدناها أثناء صيرورته.


    د. الواثق.

    أعتقد أن هذا الجزء من مقالك مهم جدا. ويجب على الحركة الشعبية وبقية القوة السياسية أن تأخذه مأخذ الجد.
    المخرج الوحيد اليوم هو الالتفاف حول مشروع السودان الجديد وتبنيه على الاقل لفترة ديمقراطية قادمة وهي الطريقة الوحيدة التي سوف تضمن بقاء السودان كدولة واحدة, واليوم عندما نتحدث عن أنفصال فمعنى الانفصال القديم لجنوب السودان قد تغير بمتغيرات القضايا ونوعها وبمستوى الوعي لدي الجماهير, فهناك الشرق والغرب وأقصى الشمال في حالة أستعداد للأنفصال من هذا الدولة الظالمة.

    دينق.
                  

10-28-2006, 04:55 AM

عبّاس الوسيلة عبّاس
<aعبّاس الوسيلة عبّاس
تاريخ التسجيل: 08-23-2005
مجموع المشاركات: 930

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Deng)

    !

]من جانب آخر، فهنالك بعض القوى التي استفادت ومازالت تستفيد من السودان القديم وهي تعي جيداً أن في السودان الجديد تهديدا لمصالحها سواء كانت تلك القوى في سدة الحكم أم كانت معارضة له. وهذه القوى ماضية في عزمها على تضليل قواعدها وبث الخوف في صفوفها بأن مفهوم السودان الجديد ما هو إلا اسم مستعار وتجميل لفكرة تكرّس دولة إفريقية مسيحية مناهضة للإسلام والعروبة وتعمل بالتنسيق مع الصهيونية على استبدال الهوية الأسلاموعربية للسودانيين (خصوصاً في الشمال). إن هذه الادّعاءات غير المؤسسة والتي تذكي جذوتها النعرة العنصرية والهوس الديني قد تم التصدّي لها بصلابة في أماكن أخرى وتجاوزها الزمن تماماً؛ وحتى في ورقة (وسائل حلّ النزاع السوداني) التي طرح فيها زعيم الحركة الشعبية نماذج الحل الخمسة في عام 1993 أثناء مفاوضات أبوجا، أكّد الراحل على أن النموذج 4 (حيث السيادة لدولة أفريقية علمانية) هو نموذج افتراضي ونظري بحت. وفى حقيقة الأمر، إذا كان النموذج الأول، سودان ما قبل اتفاقية السلام الشامل (السودان العربي-الاسلامى) تستحيل استدامته فكيف يستقيم عقلا أن يفكر صاحب هذه الرؤية الثاقبة في سودان على (النموذج 4) غير قابل للحياة، على حد سواء!
تجاذب السودان بعد إستقلاله مشروعين السودان الجديد الذي تطورت اهدافه و وسائله النضالية كردود افعال للمشروع المحافظ الذي بلغ قمة إفلاسه الفكري و السياسي عندما بدأت قياداته توظيف الاسلام و العروبةلاحتواء الدولة لتصبح العامل الحاسم في الصراع الاجتماعي و ذلك بعد المصالحة في 1977 ولقد كان العام 1983 عام التحول لتصبح الحركة الديمقراطية و قوى الهامش في موقع الفعل فكانت أبريل 1985 التي شهدت سنوات ديمقراطيتها حوار عميق في كوكادام و امبوا واديس ابابا 1988 فولدت السودانوية كحل لسؤال الهوية و الدولة المدنية الحامية لحقوق المواطنة ولكن مرة أخرى تأمر الفكر المهزوم فانقلب على الديمقراطية وأحدث إنقلاب كامل في الجيش و الدولة فانتقلت الأزمة لكل مفاصل الدولة و المجتمع فكانت كوارث التسعينات التي فتحت الباب أمام تساؤتات جدوي إستمرار الدولة السودانية موحدة فقدمت قوى السودان الجديد طرح الفدرالية (وحدة الأرض و الشعب ومشاركة واسعة في السلطة و الثروة للاقاليم).
المساهمة الفكرية الأبرز للراحل د جون قرنق هي الربط الجدلي بين اهداف مشروع السودان الجديد الحكم الفدرالي, الحقوق الديمقراطية و السياسية, والسودانوية ولقد جاءت نيفاشا تحمل قسمات هذا المشروع. ويبقى علينا جميعاً دور لصياغة برنامج الوحدة الجاذبة مستصحبين هذه الأهداف وصولأً لبلد يسع احلام و اشواق كل شعوبه
                  

10-28-2006, 09:38 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: عبّاس الوسيلة عبّاس)

    التحية لأستاذي القدير الدكتور الواثق كمير، الذي تشرفت بالدراسة على يديه وكوكبة جليلة من الأساتذة أسس علم الاجتماع السياسي في جامعة الخرطوم في ثمانينات القرن الماضي. هذه القدرة العالية على ملامسة الواقع بعمق نظري صميم، ليست إلا واحدة من القدرات العالية التي يتميز بها أستاذي.

    أرجو أن تكون هذه المساهمة، يا واثق، بداية للكثير من المساهمات في بابها، إذ لا أجد مأخذاً عليك غيرأنك مقل بعض الشئ، ربما لغلبة السياسي فيك على الباحث-الكاتب. أو ربما يكون التقصير من جانبي في متابعة ما تنتج. على أية حال، حضورك ههنا نبهني لغيابك في الماضي عن هذا المنبر الهام، ومثله من المنابر. هذه المنابر تحتاج لرؤاك النيرة. فحبذا لو تداخلت مع المشاركين، إذ أن مستقبل العمل السياسي والفكري، في السودان وغيره من البلدان، رهين باستخدام وسائل الاتصال الحديثة والتفاعل مع مستخدميها. كان ذلك صحيحيا في الماضي السحيق، منذ الكتابة على الحجر، والقريب، مروراً باستحداث آلة الطباعة والإذاعة والتلفزة. وهو صحيح بدرجة عالية اليوم في عهد الاتصال الفوري بمثل هذه الوسيلة وغيرها.

    قرأت الورقة بعاليه قبل فترة، ولكني لم أتمكن من المشاركة لأنني لم أشأ أن أشارك بعجالة في شأن جليل يحتاج لكل زفرة من زفرات الجد. هناك ظروف كثيرة تحكم قبضتها علي في هذه الأيام. لذلك قلت مساهماتي في المنبر الحر. ولا أملك الآن غير أن أحيل القارئ لخيطي عن الجمهورية الثانية. وقد سرتني إشارة أستاذي الواثق لهذا المفهوم -مفهوم الجمهورية الثانية- في ورقته.

    أرجو أن تكون في قراءة المساهمات في ذلك الخيط، مع المساهمات هنا، فائدة للقراء والمتداخلين الكرام.

    هاكم الرابط:
    نحو جمهورية سودانية ثانية: الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وآلام المخاض
                  

10-28-2006, 09:55 AM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان الجديد: نحو بناء دولة المواطنة السودانية (Re: Haydar Badawi Sadig)

    فاتني أن أحيي صديقي الحبيب وشقيقي الروحي وأستاذي بشير بكار على استفزازنا وتحفيزنا للمشاركة.

    ما أكثر حاجة هذا المنبر لهذا النوع من الاستفزار والتحفيز. وما أكثر حاجته لهجر "ذلك!" النوع من الاستفزاز والتحقير والتقريع!!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de