|
الارهاب في العالم صنع الاخوان المسلمين
|
تتحمل جماعة الإخوان المسلمين المسئولية عن جميع أعمال العنف باسم الدين التى تحدث فى أى مكان فى العالم الإسلامى وبجميع صوره وأشكاله، والحقيقة أنى حين قلت أن جماعات الإرهاب خرجت من عباءة الإخوان فإننى لم أجانب الحقيقة.. ولكننى أعود أكرر أن جماعات العنف باسم الدين إن لم تخرج من عباءتهم أفرادا.. فقد خرجت من عباءتهم فكرا واعتقادا، وهذا أخطر بكثير وأشمل من مجرد أفراد لأن التفريخ مستمر، مادام هذا الفكر المتمكن والمتماسك والبراق فى أعين الشباب موجودا.. بل ويتجدد باستمرار فسوف يكون هناك إعمال لهذا الفكر باستمرار على هيئة جماعات تقوم بأعمال قتل ونسف وانتحاريين وسيارات مفخخة تقتل من تصادف.. سواء كان مسلما أو سائحا أو عدوا أو صديقا، فإنها لا تبصر ولا تختار ضحاياها لأن مبتكرى هذا النوع من الإرهاب أجبن من مواجهة عدوهم وقتاله وجها لوجه.. ولكنهم يتبعون أسلوب العصابات الدولية الذين يفجرون طائرة بمن فيها لأنهم يريدون تصفية شخص ما يركب فى هذه الطائرة. ولقد انتشر هذا الأسلوب الجبان فى كل مكان فنجد الانتحاريين والسيارات المفخخة فى العراق وفى لبنان وفى السعودية وفى الجزائر.. إنها باختصار فى كل مكان به قلاقل، وإننى أحمل الإخوان مسئولية هذا الخلل الذى أصاب عقول وحركة جميع فرق المقاومة فى كل مكان، ولا أدرى ما هى الفتوى التى صدرت باستعمال هذا النوع الخسيس من الحرب؟ وكيف أفتوا بقتل الأبرياء الذين لا دخل لهم بالصراع، ولكن تصادف وجودهم فى مسرح الجريمة، إنها فقط تزيد من سخط الناس المسلمين على هذا الفكر وتستعدى غير المسلمين على الإسلام. بل وضعت المسلمين جميعا فى حالة دفاع مستمر.. وتراجع مستمر ويعلم الله إلى أى مستوى سوف نصل. أنا لا أفترى عليهم ولا أخترع من عندى فتلك الوسائل التى أعيبها عليهم وأتهمهم بابتكارها ثم صارت أسلوب عمل عند جميع المنظمات المماثلة، فهم سيحاسبون أمام الله عن كل فرد استعمل هذه الأساليب لأنهم مبتكروها. إنها: 1 ـ الحزام الناسف والذى ابتكره الإخوان عام 1954 لقتل عبدالناصر، وكان أول من تطوع لاستعماله هو الأخ نصير.. وهذا الأسلوب هو الذى تطور بعد ذلك ليصبح القنابل البشرية، والمنتحرين والأجسام المفخخة وهكذا فإن الإخوان مسئولون عن هذا الفعل وعن كل من استعمله.. وقتل الناس عن طريقه.. 2 ـ أما الأسلوب الآخر فهو السيارات المفخخة والتى تستعمل حتى الآن لإرهاب الناس وقتلهم رجالا ونساء وأطفالا، هذه الطريقة وهذا الأسلوب يستعمل الآن فيما يسمى الكفاح ضد الغزاة.. وزعزعة الأرض تحت أقدام الحكام. لقد ابتكره أحد أقسام الإخوان وهو قسم الوحدات الذى يشرف عليه صلاح شادى.. فقام بتفجير عربة يد محملة بالمتفجرات فى حارة اليهود بالقاهرة فى 5/6/1948، ثم أتبعها بتفجير عربة يد أخرى فى نفس المكان وهو حارة اليهود فى 19/7/1948، وقد كان هذا فى شهر رمضان، وقد قتل فى هذا الحادث مفجر العربة وعدد من المارة الذين لا حول لهم ولا قوة، إلا أنهم يسيرون فى الشارع المفروض أن يكون آمنا. والغريب أن أحمد عادل كمال، وهو من قيادات النظام الخاص فى هذا الوقت، قال: «كان الرأى العام يدرك أن الإخوان هم أصحاب هذا النوع من العمليات، وكان كبير الثقة بالإخوان حتى أنه حين تقع حادثة ليست على المستوى كان يدرك أنها ليست من صنع الإخوان».. وهكذا كان مثل هذا العمل الآثم محل فخر من الإخوان.. وهذا ما حدا بالكثيرين أن يقتدوا بهم حين يريدون التشابه.. فيقلدونهم.. فهم قادة هذا النوع من الإرهاب.. هكذا خرجت المجموعة التى قامت بالتفجير بالأزهر، وميدان عبدالمنعم رياض، ثم المنقبتان فى السيدة عائشة، إنهم لا يحتاجون إلى تنظيم يوجههم أو إلى قيادة لكى تصدر لهم الأوامر.. فالتنظيم قد وضع لهم طريق السير وأسلوب العمل وقد سن لهم السنة السيئة والتى سيحاسب عليها وعلى كل من فعلها إلى يوم الدين.. فيا أيها الإخوان لا يكفى أن تشجبوا العمل بأقوال مترددة.. ولكن ينبغى أن تراجعوا هذا التاريخ وتعتذروا عنه جزءا.. جزءا.. فأنتم مسئولون أمام الله عن تلك الجنايات التى انتشرت فى جميع أنحاء العالم.. وكفى الحديث بوجهين.. وجه مع الإخوان ببث سمومه ووجه آخر للعامة يتحدث عن الإسلام وكأنهم ملائكة.. يقولون الله غايتنا ويقول الله «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق» ويقولون الرسول زعيمنا ويقول الرسول فى وصيته إلى المقاتلين من المسلمين وهم يقاتلون غير المسلمين «لا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا امرأة»، فكيف يكون القتل بعد ذلك عشوائيا فى الطرقات العامة عن طريق القنابل البشرية.. أو السيارات المفخخة التى ابتدعها الإخوان، ونظرة سريعة إلى الأسلوب الذى استعمله الإخوان لمعالجة موقفهم من هذه الأحداث الأخيرة ومحاولة تنظيف وجههم من نتيجة هذا العمل أمام جموع المواطنين.. كيف استنكروا العمل وتركوا ضحاياهم يواجهون مصيرهم وحدهم، فقد أعلن الدكتور حبيب النائب الأول للمرشد فى جماعة الإخوان يقول فيه إن الجماعة تستنكر هذا العمل.. ولكنهم فى نفس الوقت لو قرأت الجريدة الحزبية المعارضة التى تتحدث باسمهم تحاول فى طى صفحاتها أن تهون من الأمر.. بل تشكك فى بيان الداخلية وما احتواه.. وتعزو ما حدث إلى أمور أخرى لا دخل لها بالواقع الذى حدث.. فيا إخوان توبوا إلى الله.. واستغفروه قولا وفعلا بإعلان مسئوليتكم عما يحدث للإسلام على أيديكم، وكلما أسرعتم بالتوبة كلما كان ذلك أكرم وأدعى إلى قبول التوبة. لقد أصاب الإسلام ضرر كبير على أيديكم.. وعبر تاريخكم الطويل.. والذى يصل إلى سبعين عاما من العنف الذى ترسخ فى وجدان الناس على أنه الإسلام والدين منه براء. لقد أصبحوا أسرى لهذا الفكر المتطرف ولا يستطيعون الفكاك منه، وكل همهم أن يعلنوا أن هذا الفكر له صفة العالمية، وأنهم ينتشرون فى العالم أجمع، وقد قال الأستاذ الهضيبى المرشد الثانى للإخوان فى إحدى المناسبات: «نحن معشر الإخوان المسلمين لا نعترف بحدود جغرافية فى الإسلام، إن اهتمامنا موجه لعزة الإسلام وسوف نخوض دفاعا عنه المعركة التى تضم العالم الإسلامى برمته.. فعلى سبيل المثال قد لا يكون مهما بالنسبة للإسلام أن تبدأ المعركة فى القناة بل أن تبدأ من تونس أولا، إن لنا خططنا وأهدافنا وقادتنا المستقلين الذين يكرسون حياتهم لهذا المجال الرحب، وليس ضروريا أن تستثمر رؤيتهم المحلية فى مصر». هكذا فإنهم قد اقتنعوا بما يفعلون وأطلقوه فى العالم وعلموه لجميع القادة المحليين فى كل دولة.. وما عليهم إلا المتابعة والتطوير.. ولكن البداية خطأ والمتابعة مزيد من الخطأ والإعلان عن هذا الخطأ، التوبة منه وإعلان ذلك للعالم والإقرار بمسئولية النفس وبتوبة شديدة أمام الناس.. ولكن لينظر كل كيف يقابل ربه وفى رقبته دم طفل أو شيخ أو امرأة لا جريمة لهم إلا أن ساقتهم الأقدار إلى مواقع الإخوان.. ليقابلوا ربهم أطهارا يطلبون من الله القصاص لهم ممن ظلمهم بغير سبب جنوه إلا أن كانوا ضحايا لفكر الإخوان.. وأساليب الإخوان فى القتل والنسف والتدمير.. إن هذا الفكر منذ نشأته وبمراقبة أساليب تطبيقه هو فكر تكفيرى يكفر الناس جميعا ما لم ينضموا إليهم، وإنه لهول عظيم، فالناس غير المنضمين للإخوان من وجهة نظرهم مرتدون، لا توبة لهم ودمهم حلال؟! وكان عداؤهم للأستاذ سيد قطب أنه جهر بهذا الفكر.. وطوره وقننه، وهم كانوا يعملون على إخفاء تلك الحقيقة طوال عمر الجماعة.. فخرج سيد قطب على إجماعهم فى الإخفاء وأعلن أن فقه الجماعة واعتقادها قائم على فكر الخوارج، وفصل هذا الفكر وصدرت فيه كتب كثيرة حتى اعتنقه الكثير من الجماعات الإسلامية. وهو يقوم على: أولا: إن الحاكمية لله، وهو بهذا يلغى أى ولاء آخر لحكام الأرض. ثانيا: إن الشعوب الإسلامية الحالية تعيش فى جاهلية ينبغى دعوتهم مرة أخرى ليجددوا إسلامهم ويتبعوا الإخوان المسلمين.. ومن هنا جاء استحلال أرواح الناس وأموالهم! الحقيقة أننى حين أتحدث إلى الإخوان الآن ناصحا لهم أن يتوبوا عما قدموا من قول أو فعل كان سببا للعنف والإرهاب.. إلا أننى لا أعتقد أنهم قادرون على الاستجابة فإنهم كما وضحت من قبل أصبحوا أسرى لهذا الفكر، بل إنهم على العكس ماضون فى مخطط التصعيد وإدارة الصدام مع الحكومة. ويبدو أنهم هذه المرة يعتقدون أنها الفرصة السانحة ويريدون استغلالها للنهاية، فقد صعدوا من أسلوب التظاهر رغم عدم موافقة الأمن.. وبهذا فقط سقط لهم أحد القتلى.. وتم اعتقال المئات.. وهم عازمون على المضى قدما فى هذا الاتجاه.. لست أدرى أى نوع من التحالف مع الأمريكان يشد أزرهم إلى هذا الحد.. غير أن تصريح كونداليزا رايس الأخير عن الفوضى وكيف يمكن استغلالها. والغريب أن محطة سوا الأمريكية تحدثت بنفس المعنى.. وبينما يفعل الإخوان هذه الفوضى لحساب الأمريكان، وهم يعلمون جيدا أن الأمريكان هم المستفيدون من هذه التحركات إذا بهم يعلقون اللافتات فى كل البلاد أن لا للأمريكان، والدعوة إلى مقاطعة كل ما هو أمريكى.. إنه أسلوب الإخوان الدائم للتغطية على أفعالهم واتصالاتهم.. وإننى أقول لهم أما اكتفيتم من هذا العمل الذى يتكرر كل مرة بوهم التأييد من بعض القوى، ثم يتركونكم دائما لتواجهوا مصيركم وحدكم. فأنتم بالنسبة لهم لا تزيدون على مخلب قط يتم استغلاله.. وفى النهاية يجنى الآخرون الثمرة ثم تداسون أنتم بالأقدام.. إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ،وأنتم لا تتعلمون.. ولا تفهمون الدرس.. ولا أملك إلا الابتهال إلى الله أن يهديكم سواء السبيل.
على عشماوى
|
|
|
|
|
|