|
|
 حسن احمد الحسن يحاور الرئيس البشير فى منامه
|
حوار غير عادي مع الرئيس عمر البشير
حسن أحمد الحسن/واشنطن
حملت أوراقي إلي لقاء الرئيس عمر البشير حيث استقبلني السكرتير الصحفي للرئيس
وأدخلني في مكتبه الخاص على مقربة من مكتب الرئيس في انتظار أن يؤذن لى بلقاء أعتبره تاريخيا قياسا على محصلته التي عبرت عنها إجابات الرئيس في ختام حواري معه وبعد تجاذب أطراف الحديث مع السيد السكرتير الصحفي أتي من يبلغه بأن الرئيس في انتظاري .
دخلت المكتب حيث استقبلني الرئيس بابتسامة عريضة قائلا لقد طال اجتماعي بقيادة حزب المؤتمر الوطني ويسعدني أن تجد ما تبتغيه من هذا الحوار خاصة واننا نقدم على مرحلة تاريخية وهامة.
قلت سيادة الرئيس أنا أيضا سعيد بأن تحيطني بما يسر القراء وأن لاتبخل بما توصلتم له في اجتماعكم الهام .
قال بكل سرور
قلت السيد الرئيس أبدأ حواري معك وأرجو أن يتسع صدركم لهذه التساؤلات التي تمثل هاجسا حقيقيا للمواطن السوداني .
قال تفضل
قلت تتحدثون دائما عن إنجازاتكم ماذا عن الأخطاء التي ارتكبها نظامكم منذ توليكم السلطة وكيف تقيمون هذه الأخطاء ؟
أجاب تعلم ان ثورة الإنقاذ ككل الثورات تحدث فيها أخطاء وأخطاؤنا ربما كانت جسيمة في تلك المرحلة لتمكين النظام لكننا بعد قرارات الرابع من رمضان عقدنا العزم على تجاوز هذه الأخطاء بإجراءات تهدف إلي تصحيح الأوضاع ورد الظلم عن المظلومين وهي إجراءات تأخرت لكننا نأمل الآن أن نفتح صفحة جديدة مع الشعب السوداني بكامل قواه الحية لنؤسس واقعا جديدا يجعل من الحريات الأساسية واحترام حقوق الإنسان هدفا مقدسا .
قلت : لكن الشعب السوداني لم ير ثمارا لتلك القرارات حتى الآن ؟
قال : أمل أن يحدث ذلك قريبا
قلت كيف :
قال إننا الآن بصدد مراجعة حقيقية لكل الخطوات التي اتخذناها في غياب الشعب السوداني
مثل ماذا
مثلا اتفاقات نيفاشا ورغم أنها حققت هدف إيقاف الحرب وهو الهدف الذي تلتقي حوله كل القوي السياسية السودانية لكن اتضح أن بها ثغرات أساسية وعيوب لم نفطن لها نتيجة الضغوط الخارجية التي تعاظمت علينا والتي أجبرتنا على تغييب الشعب السوداني ممثلا في الأحزاب وقوي المجتمع المدني نحن نتجه الآن لجعلها إتفاقا قوميا لتحقيق التوزان المطلوب بين كل الأقاليم وذلك من خلال مؤتمر قومي تشارك فيه كل القوي السياسية والمدنية باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق العدل في قسمة الثروة والسلطة بين كل المناطق باعتبار أن كل أقاليم السودان متضررة إما من الحرب أو الفقر وبقدر حاجة كل إقليم وما حاق به من ضرر .
قلت لكنكم شرعتم في تنفيذ الإتفاق بكل عيوبه ويتهمكم معارضيكم بأنكم تسعون إلي إرضاء المجتمع الدولي وواشنطن تحديدا على حساب شعبكم من أجل استمراركم في الحكم !
قال كما قلت لك إن الرجوع للحق فضيلة وإنني بصدد إصدار قرارات أساسية تعيد الحق للشعب السوداني ولا تهمني واشنطن فأهل مكة أدري بشعابها .
قلت ما هي طبيعة هذه القرارات على سبيل المثال ؟
قال تجميد لجنة الدستور الحالية المكونة من الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بالإتفاق مع الحركة وتشكيل لجنة قومية تضم خبراء قانونيين وممثلين لكل القوي السياسية لصياغة
الدستور الإنتقالي وسيعرض ما يتم التوصل إليه على مؤتمر قومي جامع لإجازته ليحكم الفترة الانتقالية بما يحقق جوهر اتفاق نيفاشا على نحو عادل .
أيضا دعوت زعماء الأحزاب السياسية في الجنوب والشمال وقادة حركات دارفور والشرق إلي اجتماع هام للنظر في مستقبل السلام والإستقرار في البلاد وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي يتم فيه تداول السلطة سلميا عبر انتخابات حرة ونزيهة برقابة إقليمية ودولية .
قلت وماذا لو رفضت الحركة هذه التوجهات واعتبرتها نكوصا عن أتفاقكم معها ؟
قال إذا كانت الحركة تسعي حقا لسودان جديد تقوم فيه الحقوق والواجبات على أساس المواطنة فهي لن ترفض خاصة وأن الجميع مستعدون لإعطاء الجنوب وضعا خاصا وأولوية في التنمية بسبب آثار الحرب الأهلية فضلا عن حق الجنوبيين في تقرير مستقبل الجنوب بما يلبي طموحاتهم كجزء أساسي من الوطن.
أما إذا رفضت فيمكننا الاتفاق على تقديم البند الخاص بالاستفتاء على تقرير المصير والبدء في مفاوضات جديدة بإرادة وطنية شاملة لتنظيم علاقة الجنوب والشمال في حال اختيار الجنوبيين للانفصال .
قلت لكن الناطق الرسمي باسم الحركة ياسر عرمان قال إن 95 بالمائة من الجنوبيين يحبذون الإنفصال ن فإذا كان هذا هو الوضع فلماذا الانتظار لست سنوات انتقالية ؟
قال إزا كانوا كما قال إنفصاليين فهذا خيارهم وسوف نساعدهم على تحقيق رغبتهم فالوحدة لن تأتي قسرا .
قلت وماذا عن مايثار من قضايا فساد مالي واقتصادي في أروقة الدولة ؟
قال ليس هناك كبير على القانون .
قلت وماذا عن المتشددين داخل نظامكم الذين قد لايقبلون التخلي عن امتيازاتهم ويقبلون بتوجهاتكم هذه ؟
قال لاتنسي أني صاحب قرارات الرابع من رمضان التي أكدت أن للسودان رئيس واحد وليس رئيسان .
قلت بالمناسبة متي تطلقون سراح المعتقلين وعلى رأسهم الدكتور الترابي ؟
قال لقد أصدرت بالفعل قرارا بإطلاق سراحهم جميعا ولن يبقي في السجون غير المحكومين جنائيا .
قلت هل من قرارات أخري قال هناك الكثير على صعيد ترتيب بيتنا الداخلي وعلاقاتنا الإقليمية والدولية وقد طلبت بالفعل من جهات الأختصاص الترتيب لعقد مؤتمرات قومية متخصصة ودعوة كافة الخبراء من أبناء السودان في الداخل والخارج من المتخصصين في المجالات المختلفة لصياغة برنامج شامل للحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية بمايحقق سيادة الشعب الكاملة على وطنه ودعوت رؤساء الأحزاب الي اجتماع لتحديد موعد الإنتخابات العامة وتقديم مقترحاتهم لقانون تنظيم الأحزاب ونفس الشيء بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني .
وسأدعوا لمؤتمر شامل للمصالحة الوطنية الشاملة قبل بدء الإنتخابات العامة وسأعلن بعد أيام تشكيل مجلس سوداني من زعماء الأحزاب السودانية والشخصيات الوطنية لتقديم رؤي وأفكار حول جميع هذه القضايا قبل إعلانها رسميا في شكل قرارات .
قلت سيادة الرئيس وماذا عن القوات المسلحة ؟
قال وجهت القيادة العامة لعقد مؤتمر يضم كافة قادة القوات المسلحة السابقين والحاليين من الموجودين داخل وخارج السودان لإعادة تشكيل قوات مسلحة قومية تمثل كافة أقاليم السودان حسب نسبة السكان في إقليم وفق الأسس الفنية لأرقي الجيوش التي تتبني عقيدة ديمقراطية وكذا الحال بالنسبة للخدمة المدنية والقضاء وأجهزة الأمن والشرطة وقبل ذلك رد الإعتبار لكل الكفاءات التي تشردت بسبب السياسات الخاطئة السابقة.
قلت السيد الرئيس هل لديك ما تود أن تقوله للذين يعترضون على هذه التوجهات داخل المؤتمر الوطني ؟
قال نعم وقبل أن يجيبني ربت إبني الصغير على صدري ليوقظني من حلم كبير بحجم وطن .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست