|
بين الميدان وعقد الجلاد
|
الميدان الثقافي (نقلا عن العدد 2001/ابريل 2005)
أهل الفرحة
نحن ... أهل الفرحة جينا
لا المدامع وقفتنا ... ولا النهايات الحزينة
****
وابقى العاتي زي سنطتنا ..
زي صبراً نلوك فوق مُرّه زي الزاد
لا شيتاً نزل في الجوف
ولا بِرجع ولا بِنزاد
واركز للبجيبها الريح
تقيف انت ويشيلها الريح
وابقى العاتي والدرب الوراك مسدود
شيل شيلتك ..بقيت للنص
لا حلماً يجيب البر ولا حَدّود
وان بَلّيتا .. أخَتَا الرملة ما تقع المكان الهش
هي الممطورة ما بتبالي من الرش
*****
لو صحيح غنينا بالدمعة الحميمة
لو دموع الفرحة ما لاقت غنانا
بكرة نرجع تاني للكلمة الرحيمة
شان هَنانا .. شان مُنانا
شان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة
الكلمات للرائع محمد طه القدال، الألحان للمبدع عثمان النو، والغناء لمجموعة عقدالجلاد الغنائية
هم أهل الفرحة، منذ أن أطلوا علينا في سهرة تلفزيون السودان الشهيرة، في ديسمبر 1988، بأغنياتهم الرائعة تلك: دوزنة، أمونة، نعمة، كل الخير،..الخ، منذ ذلك الزمن، بل ومن قبله، حين كانت فكرة ومبادرة جريئة عام 1984 في خيال عثمان النو ومن معه من المبدعين، الذين أرادوا أن يبنوا على تراث الغناء الجماعي السوداني، وأن يطوروه وأن يقدموا تجربة فنية ووجدانية تستحق ان تحتذى. فكان لهم ما أرادوا، برغم آلام المخاض الطويلة، ورغم تغير الأجواء من نسائم الديمقراطية وصباحاتها، إلى "كتاحات" الدكتاتورية وظلاماتها.
نذكر في "الميدان" أن آخر أعدادنا قبل حلول كابوس 30 يونيو 1989 علينا، كانت تحوي مربعاً اعلانياً [مصطفى سيداحمد وعقدالجلاد - أين، متى، ...] يعلن عن حفل - لم يقم - لعلاج الراحل المبدع الفنان الأستاذ مصطفى سيداحمد. وقد كانت عقدالجلاد منذ ذلك الوقت، بل ومن قبله ومازالت، تقف في صف الابداع الحقيقي وفي الصفوف الأولى لمبدعي وطننا، ملتزمة بالكلمة الصادقة الملهمة المحفزة، وباللحن الجميل الذي يرتقي بالوجدان والشعور. وستحفظ ذاكرة شعبنا أن عقدالجلاد التي لم تملك غير الأغنية سلاحاً، قد وقفت بوجه السلطة التي منعتها من أن "تحلم بي بيوت بي نور ودش .. بالمحبة تشق دروبا وفي قلوب الكل تخش" وأن "تحلم بي وجود ما مشت بينو القيود .. أفضل أفضل بي كتير، بي وطن من غير حدود" وأن "تحلم بي عوالم زي رؤى الأطفال حوالم .. لا درادر، لا عساكر، لا مظاليم لا مظالم"، فاعتقلت بعض أعضائها، وعذبت بعضهم، وشردت بعضهم، وطاردت حفلاتهم، ومنعتهم من أداء بعض أغنياتهم، ومن تسجيل أغنيات أخرى، بقسوة من لم ينعم الله عليه بصفاء الروح وسمو الذوق ورهافة الشعور الذي يعرف الجمال ويطرب له وينتشي به. وستحفظ ذاكرة شعبنا أيضاً أن عقدالجلاد قد كانت وعاءً ادخر شعبنا فيه ترياقاً ضد القبح الجاثم على صدره، وضد المشروع "الحضاري" الذي حاولت طغمة الجبهة المتأسلمة فرضه على الحياة في هذا البلد. وستحفظ الذاكرة أيضاً أن عقدالجلاد قد خلقت جمهوراً يشهد بأبلغ ما تكون الشهادة على فشل هذا المشروع الحضاري، جمهورٌ وإن لم يتنسم نسائم الحرية والديمقراطية – بحكم السن – إلا أنه يسمع أصداءهما في أغنيات عقدالجلاد، وجمهورٌ رغم كل ما يكتنف الفضاء من غثاء وكدر إلا أنه يأتي ليحضر حفلاً لعقدالجلاد ومحجوب شريف أو محمد طه القدال أو جمال عبدالرحيم أو غيرهما ممن حاولت أجهزة القهر كتمان أصواتهم على مدى الأعوام الماضية، فأصبح هذا الجمهور الفتي يعرف ويعشق هؤلاء المبدعين بل ويردد معهم أشعارهم ويغني أغنياتهم، وهو ذات الجيل الذي أريد له أن يشب وليس في ذاكرته غير جلالات الدفاع الشعبي، وأوهام الساقطين من مطبلي السلطة و"مرقصيها" [أمريكا وروسيا قد دنا عذابها].
لقد أثبت شعبنا على الدوام أن معينه لا ينضب، من ابتداع ألوان الصمود والنضال والمقاومة، وعقدالجلاد وجمهورها يصرخان – بوعي أو بدون وعي – في وجه سلطة الزيف والقبح والقهر بأن البقاء لطبيعة هذا الشعب المحب للجمال، وأن مشاريع هذه السلطة إلى حيث تستحق من النسيان والاندثار.
نتمنى مخلصين للفرقة كل تقدم وإبداع ومواصلة للمسيرة، ونغني معهم ومع الرائع محمد محمود الشيخ (مدني) لظلاميي السلطة: فقط افهموا .. أن لا وثيقة او وفاق، ولا حقيقة أو نفاق .. تخفي عن الأطفال عورة من دفنتم من رفاق (رجال)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بين الميدان وعقد الجلاد (Re: Aymen Tabir)
|
يعني في داعي تجيبوا ليهم الهوا والتحقيقات وسيم وجيم
قرقرقرقرقر
التحية لعقد الجلاد ولكل كل الشعراء اللي غنوا ليهم
والتحية للشعب السوداني الانجب شباب حلوين وفنانين
وشكرًا هيئة تحرير الميدان نحتاج لتوسيع مساحة الميدان الثقافي ومقدرين انكم كل ما تلقوا فرقة سطر في اي عدد بتقدموا لفتات جميلة راقية لي قدام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين الميدان وعقد الجلاد (Re: Aymen Tabir)
|
Quote: لو صحيح غنينا بالدمعة الحميمة لو دموع الفرحة ما لاقت غنانا بكرة نرجع تاني للكلمة الرحيمة شان هَنانا .. شان مُنانا شان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة |
لن يتكررو
لا في خياراتهم ولا في لمس أرواح ألناس ألشقية،،
و لكنا سنظل نحلم بعالم جديد،،
| |
|
|
|
|
|
|
|