دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟
|
التحية للاخ حاتم السر واتمنى ان يتداخل هنا بصفته الشخية لا الاعتبارية . كثر الحديث عن السودان الحديث حيث ان الجبهة تقول بانها تريد سودان جديد رغم ان ملامح السودان الجديد تعترية بعض من الاشكالات الا ان الغالبية العظمى تتفق على ان يكون سودان ديمقراطى حر وحتى يكون السودان الجديد مميزا عن السودان القديم وعلاته لابد للاحزاب ان تكون ديمقراطية من حيث البناء والشكل وان لا يكون للبيوتات الطائفية سيطرة على الاحزاب كما كانت فى السودان القديم الذى لم تستطع هذه البيوتات الحفاظ على الديمقراطيات ولو الى حين وايضا حديثى هذا لا يعنى ان يفرض على الناس كيف يختارون احزابهم وشكل تكوينها ولكن اود ان ياخذ حديثى هذا بانه رائى قد يصيب او يخطا وحسب تقديرى ارى ان الاحزاب اليسارية ايضا تدخل ضمن المنظومة الطائفية السياسية لانها لم تتقدم على الاحزاب الطائفية بشى سوى انها مارست نفس النهج ولم تستطع حتى اقامة مؤتمراتها لاكثر من ثلاثون عاما. وقد تغيرت اشياء كثيرة خاصة ان شباب الامس امسوا كهولا واطفال الامس اصبحوا شبابا والكثير منهم هجر السودان بسبب الوضع الذى خلقته الجبهة بسبب تفريط الاحزاب التقليدة فى الحكم وهؤلاء الشباب اليوم يفكرون بطريقة غير التى كان يفكر بها جيل الامس وخاصة انهم راؤا كيف تدار الاحزاب و لم يعد من الممكن اعادة تسويق الاحزاب بنهجها التقليدى الذى يكون فيه قرار الفرد هو النافذ وعلى البقية تقبيل الايادى وان لم يتمكن جيل اليوم من بناء سودان ديمقراطى تسوده المحبة والعدالة سيكون هذا السودان مشوه وحتما سيسقط اى حكم ديمقراطى ولن يصمد لانه يفتقر مقومات البقاء. ارجو ان اجد اسهامك اخى حاتم وكما اناشد الاتية اسماءهم بالاسهام. ابوامنة كمال عباس الدكتور مهدى الدكتور ياسر الشريف الاخوة فى حزب الامة الاخت شيرى الاخت تراجى مصطفى الاخت سلوى صيام الاخت لنا مهدى الاخ عبد العزيز الاخ ثروت سوار الدهب وكل البورداب ولكم التحبة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟ (Re: خدر)
|
الاخ خدر دبايوا
Quote: لم اعد افهم شيئا !! انت هاجمت حتي الان تنظيمات سياسيه و شخصيات اعتباريه في تاريخ السودان و بهم شهداء لو جلست لهنيهه فقط لتحصي فقط عدد الكتب التي قراؤها لن تجد مقارنه بين ما قراؤه ( لاحظ لم استخدم لفظ كتبوها ) و بين ماتملك انت من مؤهلات تعطي بها نفسك الحق في التعدي علي ارثهم و تاريخهم
ماذا هناك يا رجل !! عاوز توقف الحصه لحدي ماتفهم ليه !!
عد اصابعك .. كم صُباع بشبه صُباع |
انا الذى لم اعد افهم هل تريد ادخالى مدرسة لكى افهم ام انت من الذين اصابهم الغرور ياسيدى قل رائيك فى اى بوست اكتبه دون التقليل من شخصى دعنى من الكتب والكتبوها وناقش والا الزم القراءة فقط. وبوست عبدالخالق مفتوح وان كان لك اسهام ارنى ولا تتحدث باسم كل الناس لان السودان ليس لافراد وكلنا ابناء هذا الوطن وزمن تكميم الافواه ولى عد الى رشدك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟ (Re: هاشم نوريت)
|
Quote: الأحزاب التقليدية ... الافتراء ، الحقيقة والمثال
الحزب الاتحادي الديمقراطي نموذجا
محمد عبد الحميد [email protected]
مدخل
من جملة ما تتصف به السياسة أنها ديناميكية وتتجلى هذه الديناميكية في إنها تقوم على قاعدتين كل منها تفضي للأخرى وتقود إليها ، وهما الاختلاف disagreement والاتفاق agreement .وهما كما يلاحظ صفتان لازمتان للوجود الإنساني لذلك هما يجدان تعبيراتهما في التشكيلات السياسية في وحداتها المتباينة كما هو الحال في الأحزاب السياسية وهذه الأخيرة تجد مجال فعلها في محيط المجتمع السياسي في العملية الصراعية الساعية نحو السلطة contesting for power وهذه العملية الصراعية قد تستدعي استنفار العديد من الأسلحة منها ما هو مشروع ضمن وفاق التراضي الذي يحتكم إليه الفرقاء ويحدون صراعهم في نفاقهم حيث لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية. وقد يستنفر أسلحة غير مشروعة – كالانقلاب على حكم التراضي – وإلغاء الخصوم واحتكار الحقيقة حيث يفسد الاختلاف في الرأي للود ألف قضية وقضية . فبرغم ما يبدو من بساطة الصبغة الدينامية للسياسة إلا أنها تظل موضوع شديد التعقيد لأن الاختلاف هنا ليس بالضرورة اختلاف أهواء أو أمزجة وإنما هو اختلاف مصالح ورؤى كلية تجد تعبيرها الأقوى في الايدولوجيات ، كما أن الاختلاف في كثير من الأحيان يتداخل بشكل ضبابي مع مقومات الثقافة التي قد تطغى فتسم الاختلاف بطابعها كما تسم الاتفاق في طابعها أيضا .لذا نجد أن هناك حالة تناسب بين الثقافة السائدة وكيفية التعبير عن الفعل السياسي..فكل ما كانت الثقافة راقية كل ما ظهر اختلاف راقياً، وكلما كانت الثقافة متخلفة حدث العكس ...ففي هذا دار ويدور حوار طويل حول علاقة الثقافي بالسياسي من حيث التقاطع والتلاقي ،فمن يهتم بالسياسي مثلا دون الثقافي كمن يشيد صروحا على كثبان من الرمل ،ومن يهتم بالثقافي دون السياسي كمن يتجول في جنة بلا عمران .
لقد أكتمل المشهد السياسي السوداني بكل ألوان الطيف المعبرة عن مختلف القوى الاجتماعية والأيدلوجيات منذ بواكير الحركة الوطنية السودانية ، فبالتصنيف العريض توجد هناك أحزاب سياسية تعبر عن مدارس فكرية تنتمي لليمين بكل تدرجاته المتطرف منها والمحافظ كما يوجد الوسط الذي هو ليس موقفاً سالباً محايداً بين اليمين واليسار وإنما هو تعبير عن موقف يمتد من نقطة اليمين المحافظ مرورا بالوسط تماما وصولا الى تخوم اليسار عند نقطة يسار الوسط . وانتهاء باليسار عموما واليسار الأقصى فكل من هذه المدارس تجد تعبيرها في حزب سياسي ، فاليسار الأقصى يعبر عنه الحزب الشيوعي السوداني واليمين تعبر عنه جماعات الإسلام السياسي المتطرفة منها والمعتدلة كالإخوان المسلمين ،الجبهة الإسلامية والجماعات السلفية . بينما اليمين المحافظ يعبر عنه حزب الأمة في حين أن الحزب الاتحادي الديمقراطي يعبر عن اتجاهات الوسط ويسار الوسط .
الافتراء
هل الحزب الاتحادي الديمقراطي حزباً تقليديا ؟ في الإجابة عن هذا السؤال لابد أن نستدعي المشهد السياسي السوداني بالكيفية التي عرض بها سابقا، كما تقتضي الإجابة عليه تقصي الخطاب السياسي لمختلف القوى السياسية وأخيرا يقتضي استعراض المصالح والفئات الاجتماعية التي تعبر عنها الأحزاب السياسية وموضع نفوذها الحالية والكامنة potential .طالما الحديث مركزا على الحزب الاتحادي الديمقراطي فإن الضرورة تقتضي التوقف عند بنية وتركيبة الحزب لمعرفة ما إذا كان تقليديا أم لا ؟ وشرح هذا يتطلب نوعا من إعمال المنهج المقارن بينه وبين الأحزاب الأخرى حتى نقف على الطابع المميز له والذي يجعله حزبا متفردا في بنيته الفكرية والتنظيمية .وسيكون إعمالنا للمنهج محصورا بالحد الذي يجلي الصورة ويزيل الالتباس ، كل ذلك ضمن ما أكدناه سابقا من أن عملية الصراع تستدعي البعض استخدام بعض الأسلحة المشروعة في إطار التراضي . وهذه النقطة التي يجب التركيز عليها .
إن إلصاق كلمة تقليدي بالحزب الاتحادي الديمقراطي لن تعدو أن تكون مجرد إفتراء أستلها خصوم الحزب في اليسار الأقصى "الحزب الشيوعي" وذلك من أجل إبعاد الحزب الاتحادي عن موقعه حتى يتمدد الحزب الشيوعي نفسه بدلا عنه .فالحزب الشيوعي ولظروف خاصة به تبنى الخيار الديمقراطي الليبرالي على المستوى السياسي وهذا ما جعله في خانة يسار الوسط .هذا التحول لدي الشيوعيين قد خلق نوعا من الخلط و التشويش وذلك لأنه لم يتحول من حزب شيوعي ماركسي نظريا بل على مستوى الطرح العملي فقط (براغماتيا) وقد أحتفظ الحزب الشيوعي لنفسه بموقع اليسار الأقصى بالاسم فقط (الشيوعي) والمعروف أن الشيوعية تهدف للتغيير الجذري الثوري لكل البنى الاجتماعية والإطاحة بها وإحلالها ببديل نظري ماركسي مختلف .في حين أنه عمليا يتبنى النضال من أجل الديمقراطية الليبرالية وهي بحسب الفكر الماركسي تصور الطبقة البرجوازية في شكل الحكم وعلاقات القوى داخل المجتمع وهي أي الليبرالية ومهما كانت مبررات الشيوعيون تتناقض مع الرؤية الماركسية ..إن تحرك الشيوعيون من موقع اليسار الأقصى لموقع يسار الوسط وتبني اطروحاته هو الذي خلق حالة التشويش التي مررنا على ذكرها . وبذلك زاحم الشيوعيون القوى التي توجد في يسار الوسط فعملوا على تأزيمها وزحزحتها من هذا الموقع ودفعها دفعا لكي تتحرك في اتجاه اليمين .قد وجدت لذلك مناخا مواتيا تمثل في أن قوى يسار الوسط والوسط عموما ممثلةً في الحزب الاتحادي الديمقراطي لم يكن لديها القابلية والأهلية الفكرية التي تجعلها تقف في وجه تحرك اليسار لاسيما تحت قيادة الميرغني كما سنرى لاحقا .
مهما يكن من أمر فالمعروف أن الحزب الشيوعي هو حزب الطبقة العاملة ليس في السودان وحده وإنما في كل دول العالم. فالحركة الشيوعية عموما قد قامت كمعبر عن مصالح العمال في كل أرجاء العالم . بالمقابل يعبر الحزب الاتحادي الديمقراطي عن الطبقة الوسطى وطموحاتها .والشاهد أنه في السودان لم يدخل عملياً مرحلة الفرز الطبقي الكامل .بمعنى أنه لا توجد به طبقات متمايزة يدور بينها صراع طبقي على النحو الذي شهدته أوربا على عهد كارل ماركس. كما لا يوجد به إنتاج إقطاعي على نحو ما هو موجود في الهند مثلا . وحقيقة الأمر أن ما يتميز به الوضع الاقتصادي في السودان أن به اقتصاد معيشي في معظم أرجائه وإنتاج رأسمالي غير مكتمل النمو في المدن الكبرى خاصة في الخرطوم ،وهذا ما خلق إضافة إلى بيروقراطية الدولة بفضل تعليم الطبقة الوسطى في المدن وجدت من يعبر عنها سياسيا الحزب الاتحادي الديمقراطي ،ولذلك لا يمكن الحديث عن الحزب الشيوعي السوداني موجودا تاريخيا في أي منطقة من المناطق ، بل حتى وجودة التقليدي وسط النقابات قد زاحمه فيها الحزب الاتحادي الديمقراطي إن كان ذلك وسط العمال ، المزارعين ،الطلاب أو حتى المثقفين .برغم هذا يظل التشويش قائما وحالة الخلط تجعل من المتعذر معرفة الفروق بين الحزب الشيوعي الذي غادر موقع اليسار الأقصى ليصل موقع يسار الوسط لقد عمل الحزب الشيوعي بصورة تكاد تكون مدروسة على تشويش الصورة في ظل الصراع السياسي حيث نجده يلصق بالحزب الاتحادي الديمقراطي صفة "التقليدية" دون أن يبين ماذا يعني بالتقليدية إن كان ذلك على المستوى القيمي أو المستوى العملي والمفارقة أن اليمين المتطرف يستعمل ذات الكلمة "تقليدي" ووصف الحزب الاتحادي الديمقراطي به دون أن يحدد ايضا محتوى الكلمة ..غير أنها يمكن أن تفهم في سياق وحيد وهو التنافس الحزبي والخصومة التي قد تملي منعرجاتها المتعددة نعت الخصوم بما فيهم وبما ليس فيهم .
إن ما لا شك فيه أن إلصاق كلمة "تقليدي" بالحزب الاتحادي الديمقراطي يعطي انطباعا نفسيا سالبا عن هذا الحزب منذ الوهلة الأولى ، كما يلاحظ أنها تستعمل لوصف حزب الأمة مع الحزب الاتحادي الديمقراطي في نفس الوقت وذلك عملا بمبدأ وضع البيض كله في سلة واحدة. كما يمكن ملاحظة أن كل من اليمين واليسار لا يستخدم كلمة الأحزاب المعتدلة مثلا أو التاريخية أو الجماهيرية أو العريقة خاصة للحزب الاتحادي الديمقراطي لأنه لا يعبر عن اتجاه تطرف يمينا كان أم يسارا إلا أن كلمة "المعتدلة" هذه لا تستخدم مطلقا نسبة لمحتواها الايجابي ..
الحقيقة
إن التشويش الذي أحدثه تحرك اليسار من موقعه وتبنيه خيارٍات الليبرالية والاشتراكية الديمقراطية واعتماده منطق التأزيم للحزب الاتحادي ونعته بالتقليدية قد وجد مناخا مواتيا كما ذكرنا خاصة تحت قيادة الميرغني والذي أسهم بقسط وافر في جعل الحزب يأخذ هذا الطابع السلبي ،فبالإضافة لقيادة الميرغني لم تشغل بالها بقضايا الفكر في الحزب فانها كذلك عمدت على مسخ الإرث التاريخي لحركة المثقفين السودانيين والتي خرجت الحركة الاتحادية كثمرة لها –لذا فهي غير تقليدية بالمعنى الذي يرميه بها خصومها –وقد اتخذت قيادة الميرغنى منحى جعل بالفعل من حركة المثقفين كيانا باهتا مصبوغة بمسحة طائفية لا علاقة لها بمواقع الاستنارة التي كان يتحدث عنها رعيل الحركة الاتحادية الأول ، قد عمد على إضفاء طابع تقليدي للحزب على طريقته الخاصة فقد أختزل كل الحزب في شخصه وأسرته . وهذا ما عبر عنه الأستاذ على أبو سن أحد قيادات الاتحاديين في رسالة مفتوحة للميرغني طافحة بالمرارة والأسى عن نهج الميرغني الانفرادي حين قال (إن تقليد الرئاسة مدى الحياة –الذي يشوه تنظيماتنا السياسية –يحقق مسعاكم في جعل قيادة هذا الحزب في يد أسرتكم الكريمة والمعروفة بالمعمريين إلي ما شاء الله .وقد حققت هذا الهدف تماما في مؤتمر القناطر حين قام أتباعك ومعاونوك بتنصيبك رئيسا وتعيين شقيقك نائبا لك وتعيين ابنك في اللجنة القيادية خليفة لك في الانتظار)"على أبو سن خطاب مفتوح للسيد محمد عثمان الميرغني- سودانايل27/5/2004"
وهو ذات الاتجاه الذي عبر عنه الكاتب محمد محمد خير حيث ذكر متهكما عن هذا النهج الفريد ما نصه (الترتيب الذي نجم عن واحدية مولانا في إدارة حزبه ، أن الحزب صار لصيقا به وأكتسب الكثير من طبائعه فهذه ليست عشرة أربعين يوما كي يصبح منه إنها عشرة منذ عام 85م ولان الحزب صار بعضا من مولانا بل صار يقيم معه اقامة دائمة يرافقه في حله وترحاله ، يقوم ويقعد ويسافر معه ،فالحزب هذه الأيام في اسمرا وينوي بعدها للسفر للأراضي التابعة للحركة وكان قبلها الحزب مع صاحبه في مكان مجهول . هذا التوحد الفريد حول الحزب من إرادة جماهيرية لملك خاص ومن فاعلية للحراك السياسي لتابع حسب ظروف المالك ولكني أود الإشادة هنا بمولانا فهو لم يؤجره يوما من الباطن لدوافع الوطنية الخالصة ودواعي الحفاظ على الملك الحر والحرص على عدم ترك باب الملكية على الشيوع ! هذا الوضع حول جماهير الحزب من أعضاء مشاركين في الرأى لحيارى ، واستكثر هذا الوضع عليهم حتى لفظة أتباع لان الحزب تابع لمولانا وليس تابعا للجماهير والمدهش أن هذا الحزب المصبر يسمى الحزب الاتحادي .)"محمد محمد خير عمود من أقاصي الدنيا –صحيفة الصحافة العدد3765 15/11/2003".
وقد أبدى الكاتب محمد خير في عموده المذكور إستغرابه عن فرادة هذه الظاهرة التي لم يجد لها شبيه في التاريخ ، غير أن التاريخ يروي عن أشخاص بلغوا ذات الدرجة من التوحد مع المؤسسات التي ائتمنوا عليها كما فعل لويس السادس عشر في فرنسا عندما قال" أنا الدولة " إن هذا التقليد الذي تتبعه قيادة الميرغني يجد مقاومة عنيفة من أعضاء الحزب الذين يعبرون عن إمتدادات الجذور العميقة لهذا الحزب في الاتجاهات الحداثوية بداخله يحدوها أمل في أن تجعل لهذا الحزب تقاليد تصبح أمثولة تحتذي بين رصفائه في الحركة السياسية التي يعبر عن نبضها .
المثـال
قد نفهم محاولة إضفاء الصبغة التقليدية للحزب الاتحادي الديمقراطي بمحتواها السلبي في خضم الصراع السياسي بالكيفية وللأسباب التي ذكرت ، غير أن صفة التقليدية في كثير من الأحوال ليست سلبية بالضرورة ،حيث أن أحد الشروط التي تبرر تاريخيا وجود أي حزب سياسي هي قدرته على أن يرسي تقاليد سياسية (أعراف) تجعل عملية الاستمرار والديمومة للحزب مبرره لاسيما في حالة الأزمات السياسية كما أن على الحزب أن يرسي تقاليد ديمقراطية لا تتجزأ من البنية القانونية عموما للدولة التي يوجد في اطارها والمفروض أنه لا يستطيع أن يعيش بمعزل عنها كما هو الحال في الدول ذات التقاليد الديمقراطية العريقة كبريطانيا على سبيل المثال ، والتي توجد بها تقاليد راسخة ، وأحزاب موغلة في التقليدية بحيث أنها لا تستطيع أن تستغني عن المثل التي أرستها عبر تاريخ تجربتها الطويلة كالشفافية والمحاسبية ،الانضباط والالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية داخل أروقة الحزب قبل أن يبشر بها على المستوى الوطني العام .بهذا المحتوى تنعقد الآمال أن تكون لدينا أحزاب تقليدية تراعي القيم والمثل التي ترسيها بدلا عن أن تتبدد في تجاويف ذاكرة خربة أو تصادرها نزعات فردية مستبدة تقول "أنا الحزب" .
إن تقليدية الحزب الاتحادي الديمقراطي أو غيره من الأحزاب السياسية يظل حديثا فارغ المحتوى لسببين :-
الأول : يتمثل في عدم وجود تراكم خبرة وسوابق يقاس عليها في المحكات السياسية ، فمثلا لا يوجد هناك أدب الاستقالة عندما يعجز الحزب أو قيادته عن تحقيق الأهداف والبرامج المعلنة ، وقد كان من الممكن أن تؤسس الأحزاب خاصة -الاتحادي –على ما أقدم عليه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري بعد حجب الثقة عنه في يوليو 56م غير أن هذا التقليد لم يستمر ولم يجد من يراعيه ولنا هنا أن نسترجع ما ذكرناه سابقا عن طغيان الثقافة السائدة وإنعكاسها على الأداء السياسي .
الثاني: وهو راجع لمدلول كلمة تقليدي بالمعنى السلبي ،وهو معنى يتناقض مع مجرد مصطلح حزب سياسي ..ذلك لأن الحزب السياسي هو كيان من حيث هو يرتبط بالبنية الحديثة في المجتمع بمعنى إنه بناء مؤسسي يقوم الانتماء إليه على الرغبة الحرة لا الإجبار أو الإكراه أو بحكم المولد كما هو الحال في الكيانات الأولية التي تقوم على علاقة الدم ، او التي تقوم على الأسس العقدية في القبيلة في الأولى وفي الطائفة الدينية في الثانية .ذلك لأن الحزب السياسي هو مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني تقوم العلاقة فيها على أسس ديمقراطية ، ومن حق أي عضو فيه أن يتطلع لسدته القيادية وفق القوانين والمعايير التى تحكم علاقات الأعضاء بداخله لكل هذا يكون من الخطأ الفادح والتشويش المتعمد وصف الحزب وكأنه قبيلة أو طائفة .
خـاتمة
إن البنية السياسية في السودان ككل والحزبية منها على وجه الخصوص تعاني الكثير من الأدواء المؤسسية ، وهذا ما يفسر ضعف وهزال الحركة السياسية اضافة لعدم وجود تقاليد في المراجعة والتقويم النقدي لأداء الأحزاب والذي غالبا ما يرتبط بشخصية القيادة فيه لذا فالأحزاب عموما تزور عن إعمال المنهج النقدي لأنها تنزع نحو تقديس وعبادة الشخصية وهذا ما يفسر عدم وجود حزب متميز عن بقية الأحزاب مهما أدعى من تفرد وتقدمية . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟ (Re: ثروت سوار الدهب)
|
ثروت دبايوا كتبت.
Quote: تاسيسا عليه لا يمكن ان يكون هناك سودان ديمقراطي يرفض بالقهر و بقوة السلطة حزب من الاحزاب تحت اي دعوة او اي مسمى و يشمل ذلك من باب اولى الاحزاب الطائفية و العقائدية الشمولية.
|
اوافقك الرائى
Quote: رغم تحفظاتنا الكبيرة على كارثية الاحزاب الطائيفية وإتلافها عند الحكم و إنتاجه المأزوم |
ياريت تعطى امثلة لكارثية الاحزاب الطائفية.
Quote: عظمة الديمقراطية اللبرالية انها تحمل في احشائها اعدائها و من ضمن هؤلاء الاعداء الاحزاب الطائفية. بل ان الاحزاب الطائفية |
ماهو رائى الاخوة فى الاحزاب الطائفية فى هذا المقطع اعلاه؟
Quote: و بحكم مشروعيتها المضادة للديمقراطية ستجهضها لا محالة إن عن لها الوصول للسلطة، و ستبيت البلاد بين الحذر و الترقب للانقلاب |
الاخ ثروت اليس من الاجحاف تحميل الاحزاب الطائفية وحدها كل اخطاء الماضى الم تنقلب الجبهة وهى مصنفة كحزب غير طائفى وكذلك الحزب الشيوعى ؟ اتفق معك بان اخطاء الطائفية كبيرة ولكن لا يمكن اهمال دور الاخرين.
Quote: لان الاحزاب الطائفية صاحبة مصلحة حقيقية في التخلف و التاخر الاجتماعي فهي لا تطرح برنامج سياسي حقيقي للنهضة او على الاقل تستهلك بعضه في بعض مواعينها الحديثة الضيقة اصلا بحكم تركيبتها، بينما تحتفظ بمشروعهاالاصلي وسط دوائرها التقليدية التي تحملها للسلطة دون شرط الإقناع بالبرنامج الإنتخابي.
|
ما هو رائى الاخوة فى الاحزاب الطائفية فى هذه النقطة بالذات؟؟؟
Quote: و في تقديري أن القوة الطائفية وهنت كثيرا امام مزاحمة الحركة الاسلامية لها في برنامجها الديني السياسي و مزايداتها في الغلو و التطرف و مزاحمتها في قواعدها، و بفتكها المنظم للنسيج الإجتماعي جرفت الجبهة الإسلامية من خلال حكمها تحالفات القوى الطائفية التارخية، القبلية و العشائرية و الجهوية، و بسياساتها الإقتصاديةالقاسية |
نعم حدث تغيير ولكن لا اعتقد بان الولاءات تبدلت كثيرا وقد يكون رائى اخر للاخوة فى الاحزاب الطائفية.
Quote: لاسباب تارخية معقدة استطاعت أن تتجاوز الحركة الإسلامية الاحزاب الطائفية و إزاحتها من المركز بحكم دنمايكيتها و جاهزيتها و حداثة وسائلها. |
ايضا هذا الاستنتاج يحتاج الى تعليق من الاخوة فى الاحزاب الطائفية
Quote: و عبر مسيرة متعرجة و لا تخلو من تعقيد لجأت الاحزاب الطائفية لليسار العقائدي عموما و الشيوعي خصوصا كعوض لدور الاخوان السابق وسط القوى الحديثة مع فارق الإمكانيات بالطبع و الظرف و شذوذ التحالف نفسه، لكن في النهاية يعكس تراجع القوى الطائفية و في نفس الوقت يدل على إمكانياتها في البقاء مع المحافظة على مشروعها الاصلي مقابل محدودية أثر مشاريع اليسار عليها و الإستفادة منه ـ اي اليسارـ في دور مرسوم كما أشرنا و إستفادة الحزب الشيوعي مثلا من هكذا تحالفات في زيادة حجمه مجهريا.
|
شكرا ثروت وساحاول اخذ النقاط المهمة لدفع الحوار وانت اثرت نقاط غاية فى الاهمية وملامسة للواقع واستمرارك مهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟ (Re: هشام مدنى)
|
مناضل ... نضال .... ناضل المعني: كافح..يكافح..كفاحا الكفاح ..النضال: بذل الجهد المقصود بكلمة مناضل سوداني هو ذلك الشخص الذي يبذل الجهد ويكافح لكي يصل السودان الي اهدافه الوطنية، والمفيد في هذه الناحية الكثيرين يتفقون في مو ضوع الاهداف الوطنية هذا. بمعني ان الاهداف الزطنية تنحصر في ازالة الجبهة الاسلامية واحلالها بنظام ديمقراطي يقوم علي راعاية حقوق الشعب ويعمل علي رفاهيته. اذا ماهو الاختلاف؟ ان صاحبكم لم اسمع بانه بذل جهدا اذا كان ذلك الجهد معنوي او عضوي اي عضلي. يكون الجهد المعنوي بالوقوف مع الشعب السوداني وهو يقف مع مولانا، ستقول لي ان مولانا واقف مع الشعب السوداني ساقول لك لا مولانا لا يقف مع الشعب السوداني وان اردت الحوار في هذا المجال فعلي الرحب والسعة. ثانيا العضلي ونعني به القتال او التظاهر او الاعتقال او غيره من اصناف الجهد العضلي الجسماني المبذولة، فهو لم يقاتل النظام بل يفترش اجعص السراير في قاهرة المعز ويمتطي العربات باسم الحزب ويركب الطائرات الي لندن والي امريكا ويقبض بالدولارات والعملات المصريه كغيره اذا كان ذلك من امريكا او مولانا. لم يتظاهر ضد النظام لم يرفع حجرا واحدا ان كان التظاهر حجري ولم نسمع بتظاهرة سلمية واحدة في السودان. كان محافظا سبقا في الديمقراطية وكلنا يعرف القصة وهو جزء من كل هدم البناء الديمقراطي في السودان بالتخريب بواسطة المحسوبية ووضع من لا اهلية له في مكان يحتاج لمؤهلين. من يريد مزيدا من الاسترسال والشرح فنحن جاهزون لذلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المناضل حاتم السر والبورداب هل الاحزاب التقليدية تستطيع العيش فى السودان الجديد؟؟؟؟ (Re: هشام مدنى)
|
مشكور استاذنا هشام مدني ## ارجو من المتشككين السؤال عن الاجتماع الذي قال فيه مولانا ان هذه الاموال التي منحها له المرحوم الشيخ زايد هي ليست للتجمع وليست للحزب الاتحادي وليست للطائفة الختمية بل للاسرة الميرغنية؟! وذلك لعلاقتها الخاصة به؟؟!! فليجيبك من انغمس ولم يظهر وسيكون المبرر مشاكلة وارتباطاته....اماالبارونة كوكس فهي معلومة وقد تبرعت بعشرين مليون دولار للتجمع وعدد كبير من الملايين للدول التي وقفت مع التجمع ولكنها صدمت في حجم السرقات والتلاعب بمستقبل الشعوب فانطوت وتلاشت ...وكذلك تم منح التجمع عشرين مليون دولار في زيارة اولبريت و و و و و ..... فهل هذه المبالغ تساوي حجم المعارضة السودانية الان... هل كل هذه الاموال تقابل وزن المعارضة؟!
| |
|
|
|
|
|
|
|