من أسمرا... في زمن التين الشوكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2005, 01:25 AM

خالد محمد طه
<aخالد محمد طه
تاريخ التسجيل: 03-19-2005
مجموع المشاركات: 196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من أسمرا... في زمن التين الشوكي

    الزوار الأعزاء، خالص التحايا لكم. إيفاءاً للوعد الذي سبق أقدم لكم الآن صوت آخر من الأصوات الإبداعية الإرترية/السودانية إنه الأستاذ/عبدالجليل سليمان عبي.


    خالد محمد طه

    قصة قصيرة
    الشتاء والرحيل

    كانت أحلى البلحات في سبيطة المدينة، قابلتها والزمان مختل... كانت تعرف كيف تصنع الفرح، إبتسامتها تسلبك تجذر الأشياء في أعماقك السحيقة، حتى نظراتها بذات القدر من العمق [ليس العمق المجازي، عمق القاع إلى السطح..] .. دافقة في غير إبتذال، مدمنة للفرح.. ذات مساء .. وحين كانت تغني:
    آه بارنتو
    وآه من [عيون] الصبايا..
    والقوام الأبنوسي..
    وإنسراب العشق في عمق النفوس..
    وكؤؤس الراح والعشق/التجني..

    كان صوتها كما العشق/الهوس، ينسرب داخلي .. كنت أحس حينها بنفسي يتعالى .. شهيق فقط .. [هل جربتم أحادية التنفس] بدأت أذوب رويداً .. رويداً أتلاشى في ذبذبات صوتها .. فأصير ذبذبة، وكنت عندما أتحول إلى ذبذبة من صوتها .. أردد، بصوت كورالي:
    البنيات هنا حقاً صبايا..
    والعيون الدعج تسري في الحنايا..
    [أقرع الطبل وغنى]
    آه بارنتو جنان ناضرة
    وصدور نافرات؛
    وعيون جائعة
    وكؤوس مترعات..
    ورماح مشرعة...
    فيأتيني صوتها تلك التي أربكتني حتى صرت لا أدري، هل أنا قادم أم رائح ... هل أمامي خلفي .. أم خلفي أمامي..
    كان يأتيني ذلك الشجن الدافق مثلها..
    والخلاخيل وجه ضاحكة..
    وقلوب واجفات
    وشفاه مطبقة..
    ورجال كالأسود
    وجلال .. و...و
    وغبت بعدها إتحدت مع صوتها فصرنا واحداً .. كنت أصرخ مع صوتها فصرنا واحداً ... كنت أصرخ، أهتف بالرغم من الوهن الراعف ومرارة النظر إلى واجهات المحلات الأنيقة ..[كانت بين الركام شمعة ورزهرة]...

    شارع (الكمبوشتاتو) يستفزني.. حاولت ذات مرة تهميشه فهاجتمني الشوراع الجانبية ـ هربت.
    قالت فاطمة: إن أكثر ما يؤرقها هنا ... شكل المدينة الدائري، الشوارع الدائرية،، الدائرة عندي تعني عدم الإستقامة، عدم الوضوح.. ضبابية الرؤى.. رمادية الأشياء.
    رد عليها أحد زوار المدينة .. [المراهقون بها] بل حسناوات المدينة إقتحمتهن الدوائر لماذا أجسادهن ممتلئة بالدوائر .. عجبي [سلبتنا هذه المدينة].
    أطلق عباراته وذهب .. بخطوات نصف مشلولة..
    كنت حين يقتحمني صوت فاطمة .. أشعر بأنني ملاك منتقاة يتأرجح بين الصوت والصدى ونكهة الوحي.. وتداعي بقايا الروعة في تخم الحياة..
    كتب لي أخي ذات مرة ، يعتذر عني عدم رده على رسائلي ، قائلاً:
    [بأن الكتابة عندي لها طقوس معينة فالكتابة شتاء عندي، ففي الشتاء كان ميلادي وفي الشتاء تلمست طريق المعرفة.. والشتاء عندي فترة إبداع تهب نسماته الباردة فأبحث عن دفء أجده في طفولتي وبداياتي الأبجدية.
    ثم إستطرد قائلاً:
    [إنني أبحث عن الضوء وعن الأوراق التي ينتهي فيها المداد.. ولا تنتهي فيه.. عن نهضة الدواخل وإن كانت موشكة على الإختفاء..].. نزفت حين قرأت عباراته..
    هل هي دقيقة عبارات أخي أم صوت فاطمة؟.. إرتبطت حين خطر لي هذا السؤال ... والشتاء هو الشتاء .. وأنا ذبذبة من صوتها تتلاشى في نسماته الباردة..
    ردت مقاطع لدرويش .. وأنا أتصبب خوفاً [من هذا البيان الشتوي/الهاجس]..
    ماذا سأفعل بعد جسمك..
    والشتاء هو الشتاء..
    (عسل عنيف يرشد الأنثى إلى ذكر.. ويرشدني إلى عبث الكلام).
    قلت إن فاطمة ستدفئ شتاء هذي المدينة بصوتها الملائكي الرخيم، وستهشم واجهات المحلات الزجاجية الأنيقة بجلال نيرانها...
    عندها سيرقص صعاليك المدينة فرحاً بتطعيم آخر دوائر الإستفزاز في المدينة.
    قال لي، أخي .. في معرض رسالته:
    [أخاف عليك من الإستلاب..]
    وقالت فاطمة:[فليعد إلأى الأشياء بعض رحيقها..]
    [تسقط الأشياء اللزجة] هتفت أنا .. بقوة، حتى إهتز عرش الكلام في نبرات صوت فاطمة .. إذدادت سرعة نبضاتي...
    ضحك أحد السابلة: وقال مامعناه مجنون بلغة التجرينية..
    عندما إكتشفت معزى هذه العبارة .. دخلت أقرب البارات إلى شهوتي .. وحين أردت الشروع في تناول قدح البيرة،،، وجدت فاطمة عنده تركت القدح وقبلتها قبلة أجلت بزوغ فجر المدينة.
    والليل يحتضر .. وفاطمة تقتسم مع الفجر الآتي أشياؤه القصوى والمدينة الدائرة تعلن قرب يقظتها.. والشعراء الغاوون يكتبون آخر مقاطع من عروضهم وتفعيلاتهم المرعقة. في تلك اللحظات بدأت دواخلي في النهوض .. إقتحمني صوت فاطمة، فتلاشيت فيه حتى نهاية مداه..
    لملمت أشيائي .. وقررت الرحيل..

    عبدالجليل سليمان عبي
    تسني 14 يناير 1994
                  

04-18-2005, 04:31 AM

passpar
<apasspar
تاريخ التسجيل: 07-07-2002
مجموع المشاركات: 218

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من أسمرا... في زمن التين الشوكي (Re: خالد محمد طه)

    الاخ: خالد محمد طه

    * قصة جميلة جداً ونتمني في الايام المقبلة ان يجد هذا المنبر قصص اخري ولمسات من أعمال الجميلة وصور من تلك الملاحم الفذة للإنسان الإرتري الشجاع آبان ايام النضال .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de