|
|
 وشهد شاهد من اهلها الهندى عزالدين يكتب عن القرار الاممي رقم 1590
|
عندما توافق الحكومة ويرفض الصادق المهدي !!
* جاء في الاخبار ان مجلس الوزراء الموقر قد وافق على قرار مجلس الأمن رقم (1590) القاضي بنشر قوات لحفظ السلام في السودان قوامها (10) آلاف جندي و (750) شرطيا مدنيا ، وقال وزير الاعلام عبد الباسط سبدرات ان المجلس وافق على القرار بناء على مذكرات تسلمها من وزارتي الخارجية والعدل ، وخطاب من ممثل الامم المتحدة بالخرطوم ..... (انتهى).
* والغريب في أمر السياسة السودانية العجيبة ان القرار (1590) الذي وافقت عليه الحكومة عبر مجلس الوزراء يرفضه السيد الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض ، بينما يوافق المهدي على القرار 1593 الذي ترفضه الحكومة ..!!
* الصادق المهدي قال لصحيفة الراية القطرية عدد الاثنين المنصرم ، ان القرار 1590 ليس الا (انتداب اجنبي) على السودان ، ولكن يبدو ان مجلس الوزراء لا يرى ما يراه السيد الامام ، وغيره كثيرون من مُقدمات (الانتداب) الذي حذرنا هنا من احاطته بالسودان في مقالات سابقة.
* الصادق المهدي يعتقد كما ورد في الصحيفة القطرية ان محكمة الجنايات الدولية في لاهاي هي جهة الاختصاص المناسبة لمحاكمة المتورطين في جرائم حرب في دارفور ، وان القضاء السوداني غير مؤهل لهذه المهمة لعدة اسباب اوردها ، وقد رددنا على رؤيته في مقال سابق ، ونحن هنا بصدد القرار 1590 الذي وافقت عليه الحكومة في جلسة مجلس الوزراء يوم الاحد المنصرم.
* صحيح ان استدعاء قوات دولية لحفظ السلام في السودان من (المسلمات) التي مررتها الحكومة بالتوافق مع الحركة الشعبية خلال جلسات التفاوض لانجاز برتوكولات السلام ، ولكن تم التوافق (مبدئىا) وليس تفصيلا ولم يتم الاتفاق على عدد القوات الدولية ، ولا على (قطاعات) توزيعها ، ولا على جنسيات الجنود الذين سيتحلقون في وحول مدن واقاليم السودان المختلفة ، بما فيها الخرطوم العاصمة ..!!
* صحيح انه تم التوافق علي المبدأ ، ولكن كان ما يسمي بـ «المجتمع الدولي» الذي لاهو (دولي) ولا يحزنون ، بل هو الولايات المتحدة .. منفردة ودون شريك حقيقي ، كان يمني الحكومة ومن خلفها كل الشعب السوداني بالمن والسلوي ومشروعات التنمية والاعمار ، وجنات السلام الزاهية والدعومات الدولية المفتوحة (على بياض) لدعم الاستقرار الوحدة في السودان ..!!
* في طقس الاماني ، والاحلام الزاهيات وافقت الحكومة من حيث المبدأ على استجلاب قوات دولية لحفظ السلام في مناطق الحرب والنزاعات، ولم يظن احد وقتها ـ وحتي الان ـ ان الخرطوم العاصمة احدي المناطق المتأثرة بالحرب ، ويمكن بالتالي ان يشملها البروف الامين دفع الله برعاية صندوقه المتخصص باقالة عثرة المناطق المتأثرة بالحرب ..!!
* لكن الطقس الان رغم ان قادة الحركة الشعبية المحترمين بين ظهرانينا ، ليس هو طقس تمرير قرارات استجلاب القوات الدولية ، فالزمان زمان الرفض والمكان يتزاحم عليه الملايين من ابناء الشعب السوداني كل يوم في الخرطوم ومدني وبورتسودان والفاشر رفضا لكل مقدمات الانتداب الاجنبي في السودان.
* وانا اتعجب ان تمرر الحكومة القرار 1590 بينما تطلق خبيرة قانونية ومستشارة رئاسية بقامة مولانا بدرية سليمان تساؤلات مشروعة ومنطقية حول (صلاحيات) القوات الدولية القادمة في ندوة مفتوحة نشرت بصحيفة الرأي العام رؤوس مواضيعها على صدر صفحتها الاولى بعدد الاثنين المنصرم . وقالت الصحيفة ان مستشارة الرئىس للشؤون القانونية ابدت مخاوفها من منح القرار صلاحيات واسعة من التحرك للقوات الدولية ، ونبهت الى ان الاستثناء الوارد فيه لا ينطبق على القوات الامريكية فقط وانما يشمل جميع القوات التي ستعمل بالسودان مما يعني انها اذا ما ارتكبت جرائم حرب لن تخضع للمحكمة الدولية.
* اذن ليس الصادق المهدي وحده من يتحفظ على القرار 1590 ، ليس وحده ، وتوضيحات وزارتي العدل والخارجية لا تقول بأن القوات الدولية ستكون تحت امرة القيادة العامة للقوات المسلحة او هيئة اركان القوات المشتركة ، ولم تقل التوضيحات ان الخرطوم رمز السيادة الوطنية لن يجوس عساكر القوة الدولية بارضها الطاهرة.
* القوات الدولية يا سادتي ستكون تحت امرة السيد يان برونك ولن تخضع لاجراءات السيادة الوطنية ..!!
فماذا لو اوكل للقوات والشرطة الدولية القادمة الي الخرطوم مهمة القبض على قائمة الـ (51) الشهيرة ؟!
* ماذا لو ..... وماذا لو ....؟!
* اذن ما قيمة المسيرات الرافضة للقرار 1593 والحكومة وافقت علي القرار 1590 في هكذا ظرف ؟
* الم اقل لكم انها السياسة السودانية العجيبة ؟!
|
|
 
|
|
|
|
Mohamed Doudi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست