لم يعرف عن السـودانيين على مـر العصــور، أنهـم مارســوا أى مستـوى من الإرهـاب.. بل كانـوا متسـامحين كريمين ودودين.. لم يعـرفوا الخبث والكيـد والخداع والغش والكذب، حتى ظهـرت مت سميت بالحـركـة الإسـلاميـة.. والحركـة الإســلاميـة هى البيئــة التى فرخت كل الجماعـات الإســلاميـة، حتى كان أخـرهـا القاعـدة، وأسامة بن لادن. ويرجـع الفضل فى تقليـد التسـامـح الدينى، بعـد الله، إلى طريقـة دخول الإســلام نفســه إلى الســودان.. فلقــد فشل المسلمـون زمن عمرو بن العاص فى فتح الســودان، وباءت غزواتهــم بالفشــل الذريـع، ولكن المتصـوفـة الأوائل ومنهـم الشيـخ البهارى، لم يعظـوا الناس، ولم يجاهـدوا فيهـم، وإنما عشـوا الإسـلام وقيمـه فى أنفسهــم، فبقــر الناس منهـم ومن شمائلهـم وكرمهـم وتفانيهـم فى خدمـة الناس، ومن تقـديـم أبسـط الناس عليهـم، فالتصقــوا بهـم ودانوا بدينهـم الإسـلام، ثم بعـد ذلك شـرحوا لهـم واجباتهـم وحقوقهـم فى الإســلام.. ثم أن الصـوفيـة وجـدوا الأفارقـة يضربـون النقارة والطبول، ويطربـون لهـا.. فجعلوا لهـم من مثلهـا ما بعرف بالنوبـة، وذلك حتى لا ينقطعـوا عن عرفهـم الذى لا يتعارض مع الإســلام.. ولذلك كان إنتقالهـم للدين الجـديـد سلســا ولينـا.. وحتى يومنـا هـذا، يأتى السكـران والمسطـول ويذكـرون فى النوبـة.. وفى نهايـة الذكـر بقربهـم الشيـخ منـه ويتعشــوا مع بعضهــم.. ولا يجعلهـم يحســون بأى تفرقــة بينهـم وبين الأخـرين. كان ذلك حتى النصف الثانى من الأربعينـات فى القرن المنصــرم، حين قـدم إلى السـودان فكــر دخيل، منبت، لا صلـة لـه بالبيئـة والتربـة الســودانيـة، ولا بسمـاحـة الإســلام ورفقـه ورحمتـه.. هؤلاء كانـوا الأخـوان المسلمون.. الذين أعتمـدوا أفكار سيــد قطب وجماعتـه.. وهـذه كانت بدايـة الإنحـراف الدينى والخلقى فى الســـودان. ولمـا قويت شـوكتهـم نوعـا ما، صـاروا يمارســون الإرهـاب فى الجامعـات والمدارس.. وهـم يخططون للوثوب للسلطــة ليتحكمـوا فى مصـائـر الناس.. ولقـد توجـوا مكرهـم وخبثهــم فى الثلاثين من يونيـو المشئوم، من عام 1989. وبعـد ذلك ظهـرت ثمار جهادهــم التأريخى.. وظهـرت جماعات، مع الأسـف سـودانيـة، تقوم فلسفتهـا على التكفيـر وإراقـة الدمـاء. وكان إغتيال الفنان خوجلى، ومحاولـة إغتيال عبد القادر ســالم.. ومسجــد أنصـار السنـة، والجـرافـة....الخ. حتى فى الولايـات المتحــدة.. إنقاد بعـد الشباب الســودانى الغض، وراء المهووس المصـرى عمـر عبـد الرحمن، وأستغلـوا فيهـم السـذاجـة فضللوهـم وتأمـروا عليهـم، بواسطــة عميل إستخبارات مصـرى، همـه كلـه المال، فكان أن صـورهـم بالفيديو وهـو يدربهـم على المتفجـرات، بعـد أن غسـلوا أدمغتهـم، ثم قام ببيـع الشــريط لمكتب التحقيقـات الفدرالى.. مثل الذى يربى خروفـا ليذبحـه. وهـذه كانت خطتـه من البدايـة.. ولو كان هناك من علم بهـم من الســودانيين، وبلغ عليهـم فى الوقت المناسب، لكان أمرهـم هينـا، و لما تورطـوا فى تهمـة التفجيـرات، والأن يقضـون أحكامـا مؤبـدة فى السجــون. ولكن مع الأسـف، هى سـذاجـة الســودايين المزمنـة، التى تعادى الإسـرائيليين أكثـر من الفلسطينيين، ويسيــرون وراء متأسلمى الأعـراب مثل الزرقاوى وبن لادن، الذين ليس لهـم عشــر أخلاق الســودانيين وفطـرة الســودانيين المجبولـة على حب الخيـر.. وكل عمل، يبعـد أى إســم ســودانى من هـؤلاء القتلـة والإرهابيين، حتى لو أدى للتبليغ عليهـم إذا ثبتت تبعيتهــم وإنتماؤهـم للإرهابيين العـرب، هـو عمل يجب أن يجـد القبول منا جميعـا.. فإن أهلنـا هؤلاء لا يعـون ما فى عقول الذين يستغلونهــم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة