|
شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين
|
سعدالدين يكتب .. ووردي يصدح .. والفرقة تتألق نختلف أو نتفق تدخل في مصاف الأغنيات العظام ****** الساعة تقترب من السادسة مساء .. والزمان هو واحد من أيام الإسبوع الماضي، وقد عدتُ إلي منزلي منهكا من عناء يوم عمل طويل بالمكتب وبخارجه ، وصفوف السيارات في الكباري قد أرهقتني ، للدرجة التي جعلتني أفكر في إعتزال قيادة السيارات والبحث عن حلول أخري ، وبعد تناولي لوجبة غداء متأخرة ، إضطجعت قليلاً محاولاً النوم وقد بدأت في تصفح ما أحمله معي من صحف سياسية ورياضية ، برغم تكرار وتشابه الأحداث في معظمها ، وعند وقوفي علي باب صديقي الشاعر المترع بحب الأدب والشعر والإجتماعيات ( سعدالدين إبراهيم ) بعموده اليومي الجميل الذي يجمع مابين الظواهر الإجتماعية مع الرصد الدقيق لمجريات كل شيء في هذا الكون ..بدءاً من الفضائيات وإنتهاءاً بأعذب الغناء ، طار النوم من جفوني حين وجدت سعد يكتب عن بروفة لأستاذنا وردي بدار الفنانين بأم درمان ، وقد إستجاب سعد الدين لدعوة الأخ الموسيقار عادل الصول نائب سكرتير النادي لحضور البروفة الوردية ، فتحدث سعد عن كل شيء في تلك اللحظات ، وقد ختمها بأغنية ( عصفورة) لصديقنا المبدع الكبير هاشم صديق حيث كانت تلك الأغنية هي موضوع تلك البروفة ، وقد سبق لنا ونحن في غربتنا الأخيرة بالدوحة قد إسمعني الأستاذ وردي بعد شفائه وخروجه من اشهر النقاهة إثر زراعة الكلي الناجحة له هناك ، أسمعني أغنية هاشم صديق تلك ، وسبق أن ذكر لي الأخ هاشم بالدوحة أيضا عند زيارته لها قبل حضور وردي للدوحة بشهور قليلة أنه قد أرسل لوردي بنص القصيدة وهو لايزال في مهجره بمدنية الفنون ( لوس أنجلوس ) بأمريكا وأن وردي قد أنجز لحنها ، وقد أسماها هاشم ( حنة وصندلية ) .. غير أن وردي قد إسـتأذنه وحول الإسم إلي عصفورة . فحزنت جدا أنني لم أحضر البروفة بالنادي ، فقمت بالإتصال بالأستاذ وردي هاتفيا لأعرف مواعيد البروفة الثانية حتي أتشرف بحضورها ، ولكنني فوجئت بوردي يقول لي : أركب عربتك واقطع كبري شمبات وتعال لنا بنادي الفنانين لتستمع لبروفة أغنية مفاجأة ، وبما أنني اسكن في الخرطوم بحري بالقرب من سعد قشره بحي المدارس بالدناقله شمال ، فقد تحمستُ للذهاب فورا .. وبالطبع طار النوم وذهب التعب .. فوصلت إلي نادي الفنانين ، وسعدتُ بإكتمال صالة البروفات في الدور العلوي وقد شيدت علي أحدث طراز هندسي وبجدار عازل وبتكييف مركزي وبأحدث تقانة أجهزة الصوت ، فشكرا للأخوان عبدالقادر سالم وحمد الريح ورفاقهما علي هذا الإنجاز الذي يضاف إلي إنجازات كل الرعيل الأول من إدارات النادي السابقة . وبدأ الغناء الجميل .. والأوركسترا يقودها المايسترو ميرغني .. والمقدمة الموسيقية تعاد وتعاد .. والكل في هدوء تام .. ويصدح الأستاذ : نختلف أو نتفق تقنعيني وأقنعك نختصم أو نصطلح تسمعيني وأسمعك المهم إنو الحوار يستمر ما ينقطع المهم إنو الجدار مايعلو أكتر ويرتفع ××× بالطبع هي لغة شعرية جديدة .. فسعد دائما تتميز نصوصه الشعرية بأنها تختلف عما هو مطروح بالساحة من كلمات الوجد المباشرة ، فكم كان وردي يصرح منذ زمن مبكر مبدياً إعجابه بنص سعدالدين الذي كان يشدو به الفنان الذي هاجر وترك فن الغناء ( فتحي حسين ) حين قام بتأليف اللحن المبدع الكبير( عمر الشاعر ) صاحب أروع الأعمال اللحنية في عصر سبعينيات العندليب زيدان إبراهيم بتلك الثنائية الرائعة بينه وعمر الشاعر وثالثهم الشاعر المتألق التجاني حاج موسي بروائعه الخالدات ، فتلك التي كتبها سعد وأعجب بها وردي هي: العزيزة المابتسأل عن ظروفنا .. الوحيدة المابتحاول يوم تزورنا ، لذلك فعندما إطلع وردي علي نص ( نختلف أو نتفق) أتي له إحساس الإبداع بأنه سيخلق منها أغنية حدَث ، فوردي قد ذكر بأن هذه الأغنية ستكون كبيرة بموسيقاها وبمضامينها الجديدة بالساحة الفنية ، وإنسابت الموسيقي .. والأوركسترا ( تشيل الغناء ) خلف وردي وتردد معه عدة مقاطع .. ووردي يشدو في نقلة أخري .. وقد جاء الإيقاع في المقطع الثاني للأغنية آخذاً من إيقاع ( صوره ) وتارة اخري يشبه إيقاع أغنية ( نور العين ) .. ومرات يتراءي لي كإيقاع ( أنا مجنونك ) .. والكلمات تنساب ويتغير المسار الميلودي للاغنية متجهاً إلي لونية إيقاع السيرة في ختام الأغنية: نختلف أو نتفق كلمه منك وكلمه مني نختصم أو نصطلح بي حنانك وحسن ظني مره نتوتـّر سوا لحظه والمنطق يغيب فجأة يبقي نفسنا حاااااار والكلمه بتودّي وتجيب ومانبرّد لي بعض مرهقين في يوم عصيب مانحنَ في الآخر بشر والبشر يخطي ويصيب نختلف أو نتفق تفهميني وأفهمك نختصم أو نصطلح تكتبيني .. وأرسمـِك ××× نعم .. يا سعد الدين .. إنها مفردات مدهشه .. أعاد بها وردي زمان الأغنيات المدهشه .. زمان الجميلة ومستحيله .. وروائع محجوب شريف والدوش .. زمان بناديها والحزن النبيل ..بمثلما أعادنا سعد الدين إلي الفضاءات الرحيبه حين كان الأستاذ الصديق عركي يطرب اهل السودان برائعة سعد : عن حبيبتني حأحكي ليكم .. وضـُل ضفايرها ملتقانا .. شدّو أوتار الضلوع .. انا بحكي ليكم عن حنانا . متعك الله بالعافية والعمر المديد يا وردي السودان .. وألف شكر لك يا سعد .. يارائع .. ونغني معك ومع وردي رائعتك هذه: دي الحياة العادية أجمل من خيال أو مستحيل الزمان الفيها عادَل موسم المر والجميل وكت للشوق والمحبه وكت للصبر الطويل وكت للفرح المعربد وكت للحزن النبيل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين (Re: Abulbasha)
|
الأستاذ الجليل أبو الباشا تحيّة طيّبة وإحترام
أعدتني بسردك الممتع إلى ذكرى أيّام هي بالتأكيد أجمل فترات حياتي على الإطلاق . ذكرى بروفات الأستاذ وحفلاته التي لم ولا ولن أنساها ..
هنيئاً لك بهذه الأمسية الملائكيّة ، والتحيّة لأبي الفاضل العملاق وردي الذي تقف اللغة عاجزة تماماً عن توشيحه بما يستحق ..
كل الوُد
سُلاف الغُنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين (Re: لؤى)
|
أقول ليك بلكنة أهلنا النوبة (ينصر دينك يا أبا الباشا وينصر دين وردي ولا أنسى الشاعر الشفيف سعدالدين إبراهيم) يختلف الناس ويتفقون في قمم الغناء السوداني وكل يوم نرى أصوات جديدة تردد أغنيات العمالقة ولكن ما لانختلف فيه أبداً أن هناك أشخاص بعينهم هم الذين ينتجون الفن ويبدعون فيه ويخرجونه قسراً من رحم العدم أطال الله أيامك ومتعك بالصحة يا أستاذ الفن وردي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين (Re: Abulbasha)
|
العزيز صلاح الباشا
لك أجمل تحية وأنت تنثر هذا العبق الفواح لك كل الود وأنت ترصد لنا تلك اللحظات المضيئة والمترعة برائعة سعد الدين إبراهيم ومحمد وردي الجديدة0
وبينما كنت أقرأ رصدك الأمين تخيلت نفسي قابعا في ركن قصي داخل صالة البروفات أتمايل طربا مع الدفق اللحني لوردي وأردد في نشوة سلاسة وجدة كلمات سعد الدين0
آمل أن يكتمل النمو ونسعد بسماع الجديد دوما
مع ودي وشكري وتحياتي لك ووردي وسعد الدين
صلاح يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين (Re: Salah Yousif)
|
ألأستاذ الفاضل/ صلاح الباشا
لا تدرى مدى سعادتى بإطلالتك من نافذة هذا البورد والذى أصبح لنا
الأكثر إشباعاً لأنفسٍ كم تتوق لما هو مقنع وجميل و صادق بغض النظر عن بعض
الإنزلاقات التى تحدث هنا فى بعض الأحيان .
ألأستاذ الصديق . أود العودة بذاكرتك إلى السبعينات و إلى حى بيت المال تحديداً
و سوف أترك ما تبقى لذاكرتك و التى لا أشك فى إختزانها لتلك الحقبة من الزمن
لما تتميز به من صفاءٍ و اخاء , وعند اللقاء أوافيك بالكثير عن أخبار بقية العقد
الفريد.
أما عن رائعة الأستاذ سعدالدين . فهى فى مصاف التجديد الرائع للمفردة و المعنى
مثلما إستخدم المرحوم باذن الله إدريس جماع ( و إستعصمت بالبعد عنا ) و إستخدام
الأستاذ عثمان خالد ( يا حليلو ) و رائعة حسن الزبير ما بنختلف والكثير من روائع
شعراءنا الأفاضل .
لك كل الشكر لإبرازها فى هذا الثوب الجميل و الشكر لذلك القلم الشفيف .
ولك منى خالص الود والشوق والإحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاهدنا بروفات الأغنية الحدث بدار الفنانين (Re: طه حسن عبدالله)
|
الأحباب لؤي .. حبيب بلدو .. عمر .. والكاتب الزميل الصديق صلاح يوسف .. العزيز طه إبن بيت المال حين تغني لها أستاذنا كابلي .. عيون أمدر لبيت المال .. كل الأحباب .. لو تشبع ساستنا مضامين هذه الثقافة الغنائية الجميله النافذة لما حدث هذا الموقف الذي شتت كل قوانا بهذه السهوله .. وقد ترصدت الدنيا كلها لهذا البلد الجميل .. لكننا نظل نردد مع أبوالورود: حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي
| |
|
|
|
|
|
|
|