|
|
 نظرة على الصحافة الهولندية اليوم وكل يوم
|
نظرة على الصحافة الهولندية 1 ابريل 2005
لم تكن هنالك معلومات كافية عن صحة البابا "جون بول" (يوحنا بولس) الثاني عند مثول الصحف للطباعة، ولكن خبر وفاة الأمريكية "تيري شيافو"- التي قضت 15 عاما في حالة فقدان وعي - كان على صدارة نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية.
توفيت "شيافو" – 41 عاما – يوم الخميس، بعد جدال علني طويل، ومعارك قانونية تدخل فيها الرئيس الأمريكي والمحكمة العليا.
تحت صورة احتلت صدر الصفحة الأولى لامرأة تنتحب أمام مستشفى فلوريدا، حيث توفيت "شيافو"، تعنون الـ "فولكس كرانت" خبرها الرئيسي: "تيري شيافو ... قصة موت متلفز". فيما تقول "تراو" " رحيل "شيافو" بعد حياة ذاخرة بالقضايا أمام المحاكم."
وبإلقاء نظرة سريعة على الجدل الصاخب، الذي أحاط بحياة تيري "شيافو" وموتها، وما إذا كان من الضروري إبقاؤها على قيد الحياة، معتمدة على الأجهزة والتغذية الصناعية بعد خمسة عشرا عاما قضتها غائبة عن الوعي، تكتب "تراو" قائلة": من الضروري جدا أن ندير نقاشا جديا عميقا من وقت لآخر، حول مثل هذه الأسئلة الجوهرية، لكن ما هو أكثر أهمية، ألا ينحدر مستوى الجدال إلى درك الإدانة التامة لكل من يتوصل إلى خلاصة، غير التي وصلت إليها أنت، من هذه الزاوية كان النقاش حول قضية "شيافو" نموذجا سيئا.
وعلى الصعيد ذاته، يواصل الكاتب الهولندي المعروف "ليون دي فنتر"، في مقال مطول، نشرته الـ "فولكس كرانت"، حيث يقول ": يجب ألا نستبعد قضية والدي "شيافو" بسهولة وبساطة؛ بدعوى أنهما مسيحيين متعصبين، فإن مصير ابنتهما قد وضعنا جميعا أمام السؤال المستحيل، من نحن وماذا نحن كبشر، وماذا نتمنى أن نكون؟
كيد المحافظين إلى نحورهم
أما عن الضجة السياسية التي أحاطت بقضية "تيري شيافو" فتقول "تراو": لم يكن من المقبول أن يحاول الساسة الأميركيون المحافظون التدخل في أعمال القضاء، وتحويل المصير المحزن لـ "شيافو" وأسرتها إلى قضية عامة.
لقد أثبت القضاء الأميركي قدرته على مقاومة التدخل السياسي لحسن الحظ.
وترى "إن آر سي هاندلسبلاد" أن قضية "شيافو" قد كشفت عن الانقسام الواسع في صفوف المحافظين الأميركيين، أما محاولات الساسة التدخل في هذه القضية؛ بهدف كسب أصوات المسيحيين المحافظين، فقد ارتدت عليهم وخسروا منها خسرانا مبينا.
الأسرة
تصف الـ "تلخراف" غياب والدي "شيافو" عن لحظات موتها، بأنها إحدى النهايات الدرامية في العلاقات المريرة التي سادت وسط هذه الأسرة.
وتورد "الخمين داخبلاد" ببعض التفصيل الخلافات التي تعصف بورثة "قاليري لافييت" أشهر متاجر باريس وقبلة مدمني التسوق. وتضيف الصحيفة " بعد سنوات من المداراة خرجت صراعات الورثة إلى العلن؛ بسبب الطموح الشخصي، والتعطش للسلطة، والخلافات التجارية.
ولا تخلو هولندا أيضا من نزاعات الورثة والوارثين. تؤكد الـ "تلخراف" أن أكثر من ربع الأسر الهولندية تنتهي إلى نزاعات مريرة؛ بسبب قضايا الإرث. ويعيد أحد العاملين في مكاتب تسجيل الوصايا والميراث هذه الظاهرة إلى وهن الروابط الأسرية، والوارثين ذوي الألسنة الحداد، وتزايد عدد الأطفال والأقارب المباشرين وغير المباشرين؛ بسبب شيوع الطلاق، والأموال الطائلة التي يتركها الكثيرون خلف ظهورهم دون كتابة وصية واضحة ومقبولة قانونيا.
مرتبات غير مقبولة اجتماعيا !
تركز العديد من الصحف الهولندية على الزيادات المذهلة في مرتبات مديري الشركات الكبرى؛ بسبب الحوافز وأرباح الأسهم التي تخصص لهم. تؤكد "الخمين داخبلاد" على أن معدل الزيادة في رواتب مديري أكبر 25 شركة هولندية، قد بلغت 53% العام الماضي. وتضيف الصحيفة نفسها، أن أكبر اتحاد نقابي هولندي، يفكر في مقاطعة محادثات تثبيت الأجور، إذا استمرت زيادة مرتبات كبار المديرين.
وتشير الصحيفة إلى أن معظم نواب البرلمان حانقون بشكل خاص على زيادة راتب مدير شركة "نيون" للكهرباء بنسبة 42%، بعد أن اضطرت الشركة إلى الاعتذار علنا قبل فترة قصيرة عن عدم الكفاءة التي اتسمت بها إدارتها.
وتصف الـ "فولكس كرانت" مثل هذه الزيادات بأنها "مقلقة مثيرة للحفيظة". وتضيف: إن كبار المديرين يراكمون الثروات من خلف ظهر العاملين. وتختتم قائلة: إن موظفي وعمال الشركات قد قدموا تنازلات كبيرة، وفي ظروف مثل هذه تصبح زيادة أجور كبار المديرين غير مقبولة اجتماعيا. وأشارت "تراو" إلى أن مرتب مدير نادي "إياكس،" يساوي أكثر من اثني عشر ضعفا لمرتب رئيس الوزراء.
كلاب في مهمة إنسانية
الـ "تلخراف" تؤكد لنا اليوم أن بعضهم لا يزالون قادرين على إعطاء الآخرين أكثر مما يأخذون لأنفسهم. فقد قرر زوجان هولنديان شابان بدء رحلة يبلغ طولها اثني عشر ألف كيلومترا مشيا على الأقدام؛ لجمع 50 ألف يورو من التبرعات لليونسيف لصالح مشروع في قرية في جنوب السودان.
وسيحمل الزوجان كل ما يملكان فوق ظهريهما، إضافة إلى ظهري كلبين يرافقانهما في الرحلة التي سيقطعان فيها 22 كيلومترا يوميا. وأطلق الزوجان على رحلتهما اسم "كلاب في مهمة" ويؤكدان أنهما لن يتخليا عن هدفهما إطلاقا؛ لأنها لصالح آخرين يحتاجون للعون حقا." ويضيف أحد الزوجين: "هنالك أمر لن يحدث في رحلتنا هذه، ألا وهو الجدال حول من سيخرج للتمشي مع الكلبين ليلا".
(يكثر الجدال حول هذه المهمة بين الأزواج الذين يحبسون كلابهم في البيت طوال يوم عملهم)
www.aljesr.nl
الصحافة الهولندية 31 مارس 2005
تتناول العديد من الصحف الهولندية اليوم منظمة الأمم المتحدة بتعليقات مختلفة، أهمها كان عن التقرير الذي صدر مؤخرا حول فضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء العراقي، وسط تأكيدات استخباراتية بأن نجل كوفي أنان قد تربّح من البرنامج بشكل لا يمكن تسميته إلا بالفساد.
تقول صحيفة الـ"فولكسكرانت" إن الشكوك لم تتبدد بعد، رغم التقرير الذي برّأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.
ولم يطعن التقرير في ذمة "أنان"، إلا أن صحيفة الـ" أن آر سي هانديلسبلاد" تركز على إشارة التقرير إلى ضعف قيادة "أنان"، وتضيف أن خلو التقرير من التشكيك في ذمة الأمين العام لن يُسكت الأصوات التي تطالب باستقالته وسط النواب الجمهوريين في الكونجرس الأميركي.
وتتساءل الـ"فولكسكرانت" قائلة:" لماذا لم يعد شخص يدُان بالمسؤولية عن أية تجاوزات؟.. ومهما كانت الزاوية التي تنظر بها إلى الأمور، فإن أوضاع الأمم المتحدة بدأت تسوء منذ حرب العراق.. لقد بدأت بالتخبط حالما توسعت شقة الخلافات بين الدول العظمى.. وهذا التقرير لن يكون نقطة تحول رئيسة، بل إنه بمثابة خطوة واحدة في الأفول التدريجي لوظيفة الأمين العام للأمم المتحدة.
شكوك
ونقرأ في الـ"أن آر سي هانديلسبلاد" أن على الأمم المتحدة أن تتوقع الكثير من المتاعب في السودان "لأن الناس في جنوب السودان يتوجّسون من وصول عشرة آلاف جندي لحفظ السلام في جنوب السودان، ليس بسبب الفضائح الجنسية لقوات الأمم المتحدة في الكونغو، والتي تورّط فيها جنود تابعون للقوات الأممية في إغواء قاصرات واصطحاب عاهرات إلي الفراش، بل بسبب القوات المصرية التي ستأتي للسودان كجزء من قوات السلام. حيث ارتبط اسم مصر ـ قبل حوالي 150 عاما ـ بسمعة سيئة، لدورها في تجارة الرقيق من الأفارقة السود من جبال النوبة، ولا زالت بعض من تلك المرارات ماثلة إلي اليوم.
العقم
تقرير الأمم المتحدة عن التدهور البيئي المستمر في العالم وجد مكانه في كل الصحف الصادرة اليوم. وتشير الصحف إلي أن تقرير"الأنظمة البيئية في الألفية" هو خلاصة أربع سنوات من العمل الدءوب لأكثر من ألف باحث من خمس وتسعين دولة من مختلف القارات، وقد خلص إلي أن الأنشطة الاقتصادية البشرية هي التي تدمر الأنظمة البيئية، وتستنزف الموارد الطبيعية، مؤدية إلي انقراض ما لا يُحصى من الأنواع الحيوانية والنباتية.
وتكرّر معظم الصحف ببساطة القائمة الطويلة من الحقائق المؤرقة، مثل تضاعف سكان العالم خلال أربعين سنة .. والطلب المتزايد على مياه الشرب النظيفة، الذي يتجاوز قدرة موارد المياه على تلبيته .. والاحتباس الحراري.
وتقول الـ"أن آر سي هانديلسبلاد":" إن خلاصة التقرير تعني أن الأجيال القادمة لن تجد ما يكفي من الموارد، وعلى قادة العالم أن يجتمعوا اليوم قبل الغد لتجنب الكارثة.. ومن المؤسف ألا يحدث هذا اليوم".
مسرح سياسي
وفي نفس الوقت تقريبا، بدأت معركة حامية بين النشاط الاقتصادي وحماة البيئة الطبيعية في شمال شرقي كندا، إذ تظهر الصور الملونة التي التقطت هناك الجليد الملوث بالدم في خليج "سانت لورانس"، حيث يقوم صائدو حيوان "الفقمة" الكنديون بإفراغ شحناتهم من صغار الحيوان التي ضربت على رأسها حتى الموت، للحصول على فرائها.
ومن المتوقع أن يقتل في هذا الموسم ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف من صغار "الفقمة"، مما دفع البعض لفعل شيء ما، من بينهم ثلاث نائبات في البرلمان الهولندي قرّرن السفر إلي كندا للمشاركة في الاحتجاج على قتل هذا الحيوان.
وتورد صحيفة الـ"تليخراف" أن النائبات الثلاث ـ من أحزاب الاشتراكي، والعمال، والمسيحي الديمقراطي ـ قد اختلفن بحدة منذ البداية حول كيفية وحدود الاحتجاج، وهل يبقى احتجاجهن في حدود القانون أم بمخالفة القانون أيضا، كما تصرّ النائبة الاشتراكية التي لا تساوم في حماسها لحماية البيئة.
وتضيف الصحيفة:" إن مشهد الجليد الملوث بدماء آلاف الفقمات المقتولة، يشكل أيضا مسرحا لعينة غريبة من المسرح السياسي الهولندي".. وتصف الصحيفة كيف تقيم كل من النائبات الهولنديات الثلاث في فندق بمفردها، وكيف يخضن حرب رسائل إلكترونية ضد بعضهن البعض.. " فيما تدور معركة حقيقية على بعد مئات الأميال البحرية من الموقع الذي تختصم فيه النائبات الهولنديات".. في إشارة إلي المعركة البحرية التي يخوضها طاقم سفينة تابعة لمنظمة "راعي البحر" البيئية المتشدّدة مع حرس السواحل الكندي لوقف صيد الفقمات.
تلك الرائحة!
ولا شك أن الكثيرين يحاجّون بأن لكل واحد الحق في أن يكسب رزقه بالطريقة التي تروق له، بمن فيهم صائدو الفقمات. ولا بد أن ذلك هو ما دار بخلد شاب اعتقل أمس في قطار هولندي متجه إلي ألمانيا.
وتقول صحيفة "الخمين داخبلاد" إن المظهر الغريب للشاب، الذي كان يضع على رأسه باروكة شقراء ـ شعرا مستعارا ـ أثار فضول مفتشي التذاكر، إضافة إلي الرائحة التي لا تطاق لحقيبته المغلقة بإحكام.
وقد تم إبلاغ الشرطة، التي داهمته في المحطة التالية واكتشفت في حقيبته عشرة كليوجرامات من الحشيش، وحبوب الإمفيتامين، إضافة إلي حزمة ضخمة من البصل المتعفن، قال إنه جهزها خصيصا لتضليل كلاب الشرطة التي تشم المخدرات إذا صادفته.
www.aljesr.nl
نظرة على الصحافة الهولندية 30 مارس 2005
بينما تركز كل الصحف الهولندية الصادرة صباح اليوم على الزلزال الذي ضرب ساحل جزيرة "سومطرة" في إندونيسيا، تبحث الـ فولكسكرانت" عن "زلزال لا سابق له"، يضرب اقتصاد جمهورية "قرغيزستان" في أسيا الوسطى، وتقول: إن اقتصاد هذا البلد الفقير يواجه كارثة.
الخوف والخجل
وتشرح الصحيفة بإسهاب كيف أن الرئيس المخلوع "عسكر أكاييف" وأسرته وحاشيته كانوا يسيطرون على كل ركائز الاقتصاد الـ "قرغيزي". والسؤال الآن ـ حسب الـ "فولكسكرانت"ـ هو؛ من الذي سيستولى ويدير الممتلكات الضخمة لأسرة "أكاييف"؟ وتضيف الصحيفة: إن أوساط رجال الأعمال في "قرغيزستان"، قد أبدت ارتياحها للغة الواضحة التي استخدمها وزير الداخلية الجديد "فيليكس كولوف" في تشديده على ضرورة حماية وتعزيز استقلالية القضاء.
وقد نشر "كولوف" مقالا في الأسبوع الماضي، قال فيه: إن النظام الجديد في بلاده يتطلع لتأكيد شرعيته، بعد الثورة الفوضوية الارتجالية التي أسقطت النظام السابق.
لكن "إن آر سي هاندلسبلاد" ترى أن المواطنين في "قيرغيزستان" قد فقدوا حماسهم للثورة سريعا، بعد أيام من الفوضى والاضطرابات والنهب المتصل لعدة ليالٍ. وتقول: إن المشاعر التي تسود وسط المواطنين الآن تتراوح ما بين " الخجل والخوف والعدوانية".
أزمة سياسية
أجمعت الصحف الهولندية أيضا على الاهتمام بالأزمة السياسية والتوتر الذي يسري في "لاهاي" انتظاراً ليوم السبت القادم؛ حيث سيقرر المؤتمر الاستثنائي لحزب "ديمقراطيو 66" ما إذا كان الحزب سيستمر في الائتلاف الثلاثي الحاكم حاليا، أم سينسحب منه بالتصويت مع أو ضد وثيقة الائتلاف الجديدة التي سُميت "اتفاق عيد الفصح"، ويتقرر معها تلقائيا مصير الحكومة أيضا. والكثير من مؤيدي حزب "ديمقراطيو 66"، يرون أن الوثيقة التي تم التوصل إليها كحل وسط، تتضمن تخليًّا عن أهم المبادئ التي تأسس عليها الحزب عام 1966.
وتشير"الخمين داخبلاد" إلى تزايد أعداد أعضاء حزب "ديمقراطيو66 " خلال الأيام القليلة الماضية، ليس بسبب ارتفاع مفاجئ في شعبية الحزب، بل لأن جميع أعضاء الحزب سيصوتون للبقاء أو الانسحاب، وأن الكثير من الأعضاء الجدد الذين سينضمون للحزب سيفعلون ذلك؛ للتصويت ضد "اتفاق عيد الفصح"، ومن ثم إسقاط الحكومة.
أما صحيفة "تراو" فتفرد صفحتها الأولى لـ "هانس فان ميرلو" أحد مؤسسي وقادة الحزب، ووزير الخارجية السابق الذي ينتقد اتفاق "عيد الفصح" بشدة، ويلمح إلى أنه قد يستقيل من الحزب إذا أجيزت هذه الاتفاقية يوم السبت، لكن صحيفة الـ "تليخراف" تشير إلى أنه شخصيا قد أسهم من بعيد في التوصل لهذا الاتفاق.
إن الوتيرة والعمق اللذين يتسم بهما الجدال الدائر حول الأزمة السياسية الراهنة، تشي بأن ما يحدث ليس مجرد زوبعة في فنجان شاي هولندي. لقد تأسس حزب"ديمقراطيو 66" ـ كما هو واضح من اسمه ـ في عام 1966؛ بهدف تحديث الديمقراطية وتجديد الحياة السياسية في هولندا وإصلاحها، بما يمنح الناخب المزيد من النفوذ والقدرة على التأثير. وقد بدأت هذه الأزمة بعدم الموافقة على اقتراح تقدم به حزب "ديمقراطيو 66"؛ لانتخاب عُمد المدن والقرى مباشرة، مما دفع وزير الإصلاح الإداري، وأحد ممثلي الحزب الثلاثة في الحكومة إلى الاستقالة منها.
وفي صحيفة "إن آر سي هاندلسبلاد"، يقول أستاذ جامعي في العلوم السياسية: "إن الأزمة الراهنة تذكر بالاضطراب والخوف اللذين استشريا في المؤسسة الحاكمة، عند سطوع نجم السياسي الشعبوي "بيم فورتاون"، الذي اغتيل فيما بعد،÷ وتُعبر عن خوفها من القوى الشعبية الحديثة."
ويتوقع الكاتب أن تظل أحزاب المؤسسة الحاكمة محافظة ثقافيا وأخلاقيا، حيث يقول: "في المشهد السياسي ستظل هولندا محكومة بالله والمال والوصايا العشر، فيما سيبقى الاقتصاد أسيرا لكبار المديرين.
وتبدي صحيفة "تراو" أيضا حسًّا نقديا مماثلا، فتقول: إن النقاش الاستثنائي العقيم الذي دار أمس، يبشر ببدء انقسام كبير في السياسة الهولندية.
من الصعوبة معرفة ما يدور خلف الكواليس
حسب الـ "فولكسكرانت" من الصعوبة أيضا أن تعرف ما هو الإنجاز الاقتصادي هذه الأيام. وتحذر الصحيفة في صفحتها الأولى من أن الأرباح الفاحشة التي حققتها أكبر خمس وعشرين شركة هولندية مسجلة في بورصة "أمستردام" الكبيرة، قد تكون مضللة. وتضيف قائلة: إن العمود الفقري للاقتصاد الهولندي ليس متينا، كما يبدو في الظاهر، وأن الأرباح الكبيرة التي حققتها هذه الشركات تعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع أسعار الأسهم وتخفيض العمالة والإنفاق. فأرباح شركة "شل" مثلا لا تعود لاختراعات أنجزتها، بل لارتفاع أسعار النفط عالميًّا، وارتفاع أسعار الأسهم. وتذكرنا الصحيفة بأننا قد ابتعدنا كثيرا عن الوضع المريح الذي كنا عليه عام 2000.
www.aljesr.nl
الصحافة الهولندية 29 مارس 2005
تتصدر معظم الصحف الهولندية اليوم صور البابا "جون بول الثاني"، وهو يبدو واهنا، ويعاني الآلام، ويلوح للناس بيده، ويباركهم من شباك في كنسية القديس "بيتر" في الفاتيكان، مساء أمس، بمناسبة عيد الفصح.
تقول "الخمين داخبلاد": إن البابا المريض يوشك أن يصبح "أيقونة رمزية"، وأنه يواصل لعب دوره رئيسا للكنيسة الكاثوليكية بشكل محكم الإعداد، وظفت فيه معاناته الأليمة.
جلجثة حديثة
تؤكد "الخمين داخبلاد": أن البابا لا يزال يلهم ملايين المسيحيين، وتقول: "إن البطولة المأساوية لرئيس الكنيسة الذي يموت ببطء، تتحول تدريجيا إلى استعراض سقيم. ويذهب معلق في "تراو" الكاثوليكية في الاتجاه نفسه، منتقدا هذا الوضع بحدة، فقد كتب معلقا على مشهد البابا في شرفة الكنيسة، يوم السبت الماضي، قائلا: "لأول مرة، منذ ما ينيف عن ربع قرن، عجز البابا عن إصدار أي كلمة مفهومة، ما عدا الحشرجة المزعجة لرجل على حافة الموت في جلجثته الحديثة المصنوعة من الزجاج والحجارة ـ في إشارة إلى جبل الجلجثة التي صُلب فيها السيد المسيح وفق العقيدة المسيحية ـ ويتساءل المعلق: إلى أي مدى يمكن أن يذهب الفاتيكان لمواصلة طقس العذاب الذي يقارب حدود المازوشية ـ الاستمتاع بالألم ؟.
مساحيق
تعلق غالبية الصحف الهولندية أيضا على التطورات السياسية التي حدثت خلال عطلة عيد الفصح. فقد توصلت أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة إلى اتفاق جديد حول مجموعة من السياسات والأهداف الجديدة التي تمّت صياغتها خصيصا لإرضاء حزب "ديمقراطيو 66" واستبقائه في الائتلاف. وكان عضو الحزب ووزير الإصلاح "توم دي خراف" قد استقال من منصبه الأسبوع الماضي، عقب إسقاط مجلس الشيوخ لمشروع قانون للانتخاب المباشر لعمد المدن، الذي يصر عليه حزب "ديمقراطيو 66".
ويبقى مصير الحكومة بأكملها في يد أعضاء حزب "ديمقراطيو 66"، الذي سيعقد مؤتمرا استثنائيا يوم السبت المقبل؛ للنظر في الاتفاق الذي توصل إليه قادة الحزب مع شركائهم في التحالف الحاكم، وسيقرر هذا المؤتمر مصير البلاد؛ بالاستمرار أو الانسحاب من الحكومة، وبالتالي بقاء الحكومة أو سقوطها، وإجراء انتخابات مبكرة.
وتقول صحيفة "فولكسكرانت" – يسار الوسط: إن على أعضاء حزب "ديمقراطيو 66" رفض هذا الوثيقة التي سميت "اتفاق عيد الفصح". وتقول: إنها سلسلة من التنازلات الشكلية التي تشبه عمليات التجميل، وقد صيغت بطريقة مراوغة ومضللة للناخبين، وإن انتخاب العمد، لم يكن أبعد في يوم من الأيام مما هو عليه الآن.
الترتيب الأعلى!
تُعرب صحيفة الـ "تليخراف" ـ من الناحية الأخرى ـ عن بالغ رضاها عن اتفاق أحزاب الائتلاف على إصلاح نظام محطات الراديو والتلفزيون العامة، وتصف هذه الخطوة بأنها اختراق.
وتضيف: إن الأخبار والآراء والمناقشات والثقافة والتعليم، هي الكلمات المفتاحية الجديدة، وهي الاختيارات الصائبة". وتتهم الصحيفة محطات الراديو والتلفزيون العامة بإنفاق الأموال العامة في التنافس مع المحطات التجارية؛ "للحصول على ترتيب أفضل بطريقة غوغائية". وتعرب عن سعادتها بإنهاء مثل هذا العبث. وتؤيد الـ" فولكسكرانت" الاتجاه نفسه، لكنها تقول:" سنصدق فقط حين نرى بأعيننا، وليس قبل ذلك"
السخط
أوردت عدة صحف هولندية اليوم نتائج بحث مسحي ميداني، حول الاتجاهات الثقافية خلال أول عامين من الألفية الثالثة، وأكدت أن معدل الثقة بقدرة الحكومة على أداء مهامها تدنى من 65% إلى 35 خلال الفترة المذكورة. وتصدرت أربعة موضوعات اهتمامات المواطنين، خلال الفترة نفسها، وهي: السلامة والأمن، ومستوى الخدمات الصحية، وارتفاع تكاليف المعيشة، والهجرة.
وتشير الـ" تليخراف" إلى أن عدد الهولنديين الذين ينظرون إلى الهجرة بشكل إيجابي يتناقص كل يوم، حيث وصل الآن إلى 17% فقط.
ونقرأ في الصفحة نفسها خبر اعتداء جديد على مدرسة إسلامية في بلدة "أودن"، حيث أُشعلت فيها النيران للمرة الثانية، بعد أن أتت النيران على جزء منها في نوفمبر الماضي. وتقول الصحيفة: إن سكان المدينة قد صُدموا، وبلغ غضبهم أقصاه؛ لتكرار الاعتداء على هذه المدرسة. فيما تقول "الخمين داخبلاد": "إن التوتر في البلدة يتصاعد، وقد أثنى الساسة المحليون على الطريقة الهادئة التي تعامل بها الشبان المسلمون في المدينة مع الحادث، ولكنهم يعتقدون أن شرارة صغيرة قد تؤدي إلى انفجار الوضع."
العشب الهولندي
حتى أبقارنا ليست راضية عن وضعها وحياتها هذه الأيام؛ فقد آن أوان إخراج الأبقار من الحظائر إلى المراعي، لكن الباحثين توصلوا مؤخرا إلى أن الأبقار لم تعد تستطعم العشب الهولندي، مثلما كانت في الماضي. وقد بدأت هذه المشكلة عندما خفض المزارعون نسب الأسمدة الكيماوية التي يضيفونها للتربة، فأصبح العشب أقل ملوحة، لدرجة لا تناسب ذوق أبقارنا التي بدأت تأكل أقل وتنتج لبنا أقل، وإذا لم يضف المزارعون بعض الصوديوم لسماد مراعيهم، فنتوقع النظرات الغاضبة من أبقارنا.
الصحافة الهولندية 25 مارس 2005
أخيرا.. تمكنت مشكلة "قرغيزستان" من انتزاع الصدارة في الصحف الهولندية، ونحّت الأزمة الوزارية المتفاقمة قليلا؛ حيث خصصت صحيفة "تراو" معظم صفحتها الأولى لشبح الانتفاضات الشعبية، الذي يحوم فوق أجواء دول الاتحاد السوفيتي السابق، وربما يكون سقوط عرش "آكاييف" إيذانا بمزيد من الزلازل التي ستعصف ببقية عروش جمهوريات آسيا الوسطى. هؤلاء الأباطرة الذين يعتلون عروش تلك الدول، منذ أيام الشيوعية، والذين يتسمون جميعا بتشبثهم بالسلطة، وبإحكام قبضتهم الحديدية عليها، وتكميم الأفواه، وتضخم أرصدتهم في مصارف سويسرا.
وتمضي "تراو" قائلة: "لأن معظم هذه الدول تمتلك ثروات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي؛ أغمض المجتمع الدولي عيونه عما يحدث فيها لوقت طويل، أما روسيا التي دست أنفها بقوة في كل من جورجيا وأوكرانيا، فتنظر هذه المرة لترى ما ستسفر عنه الأحداث في "قرغيزستان".
وتحدثنا صحيفة الـ "فولكس كرانت" طويلا عن الرئيس المخلوع "آكاييف"، الذي كان يحظى بقبول واسع في الغرب، ولدى صناديق التمويل الدولية؛ بسبب جرأته في تبني سياسات تحرير السوق؛ لكنه تحول إلى دكتاتور سلطوي في أواسط التسعينيات، واتسم نظامه بالفساد والقسوة في قمع الخصوم. وتختتم الصحيفة قائلة: "أكثر من نصف شعب "قرغيزستان" يقبع تحت خط الفقر، فيما يغرق "آكاييف" وأسرته ومستشاروه في البذخ والرفاهية والنعيم.
الأزمة الوزارية .... محلك سر
عود للأزمة الوزارية الهولندية، فحتى إرسال صحف اليوم إلى المطابع، كان قادة أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة، مازالوا مجتمعين؛ للاتفاق على دور حزب "ديمقراطيو 66" الصغير في الائتلاف، هذا الحزب الليبرالي ذو الميول اليسارية، الذي يسبب صداعا لأحزاب التحالف، وقد استقال "توم دي خراف" أحد وزرائه في الحكومة؛ لسقوط مشروع تعديل دستوري في مجلس الشيوخ الهولندي.
وتوجه "تراو" انتقادات حادة لحزبي الائتلاف الكبيرين؛ الديمقراطي المسيحي، والليبرالي الحر؛ لفشلهما في حشد الدعم الكافي لـ "توم دي خراف". وتضيف: "إن رئيس الوزراء "يان بيتر بالكينينده" قد ارتكب خطأ فاحا؛ لعدم تقديمه الدعم الكافي لنائبه السابق "دي خراف"، وسيدفع الآن ثمنا باهظا، وقد يؤدي هذا الخطأ إلى سقوط حكومته الثانية، وثمة شيء واحد مؤكد الآن، وهو أن "بالكينينده" لن يمنح فرصة ثالثة.
انتخابات مبكرة؟
السؤال الأهم الآن هو، ما إذا كان حزب "ديمقراطيو 66" سيبقى في الائتلاف الحاكم، أم تقود ألازمة إلى إسقاط الحكومة، وإجراء انتخابات عامة مبكرة ؟.
وتحذر "إن آر سي هاندلسبلاد" من التساهل في بذل جهود كافية؛ لإعادة بناء الثقة بين أحزاب الائتلاف الحاكم، وتقول: إن حزب "ديمقراطيو 66" يمكن أن يصبح ذريعة لعدم الاستقرار داخل الحكومة، إذا لم تسُد الثقة التامة بين أعضائه، وعلى الحزبين الكبيرين أن يؤمّنا ذلك.
وتؤكد الـ "فولكس كرانت" أن استطلاعات الرأي العام، تشير إلى أن ثلثي الهولنديين يرحبون بانتخابات مبكرة، وأن أكثر من نصفهم يعتقدون أن موضوع انتخاب العمد، قد أخذ أكثر من حجمه.
وتدعو "التلخراف" إلى عدم إطالة المفاوضات؛ لأن البلاد لا تتحمل أن تبقى دون حكومة فاعلة، وفي حالة من عدم اليقين، ومن الأفضل للجميع أن يتجنبوا الانتخابات المبكرة ـ حسب "التلخراف".
عيد فصح بدون أزمة سياسية
معظم الناس مهتمون هذه الأيام بالبيض الملون لعيد الفصح، أكثر من اهتمامهم بالأزمة السياسية. وتتولى "التلخراف" طمأنتنا، بأن البيض المسلوق يمكن أن يبقى في الثلاجة صالحا للأكل لأسبوع كامل، ولكنها تحذرنا من استخدام الألوان السامة، وكذلك الأقلام لتلوين البيض الذي ننوي أكله فيما بعد.
تنظر "الخمين داخبلاد" في تقليد هولندي قديم، يقضي بعزف سيمفونية "آلام القديس ماثيو" للموسيقار "باخ" في الكنائس الهولندية في عيد الفصح، هذه السيمفونية الرائعة التي يصاحبها أداء غنائي كورالي، تعود لعام 1727، وكانت تعزف بإيقاع هادئ بطيء، وبطريقة حزينة حتى السبعينيات من القرن الماضي؛ حيث حولت إلى عرض موسيقي تقليدي رائع.
وستُعزف السيمفونية هذا العام في قرية "ناردن" في جنوبي "أمستردام"، وقد وعد منظمو هذه الاحتفالية، بأنها ستدخل تاريخ الموسيقا.
وتنشر "التليخراف" تقريرا عن تقليد آخر مرتبط بعيد الفصح في الفلبين؛ حيث يقوم الكاثوليك الأتقياء بصلب أنفسهم بالمساميرعلى صليب خشبي؛ للتكفير عن خطاياهم، ويفيض هذا الطقس بالدم والإيمان والمشاهد المسرحية التي تستحوذ على اهتمام السياح الذين يتدفقون إليها بعشرات الآلاف في عيد الفصح. وقد دخلت شركات السياحة والترويج لتبني هذا الطقس الديني، الذي رفضته الكنيسة الكاثوليكية في الفلبين، وأصبح موسما سياحيا يرعاه التجاريون، وتكثر إعلاناته وشائعاته ورشاويه وفضائحه الجنسية، إذ تقول "التليخراف": إن أحد نجوم الأفلام "السادومازوكية" الجنسية الفاضحة قد صور هنالك عام 1996، وهو ويثبت بالمسامير على صليب، ويزين المسرح، الذي تقدم فيه مسرحية محاكمة المسيح التقليدية بإعلانات البيبسى كولا.
www.aljesr.nl
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست