جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,,

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 05:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2005, 09:11 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,,

    هذه ترجمة للكلمة التي القاها الكاتب الكولمي غابريل غارسيا ماركيز , بالاكاديمية السويدية بمناسبة منحه جائزة نوبل للاداب 1982 , ترجمة الاستاذ ابراهيم سلوم .. وقد قمت بنقلها من موقع يارا نايل ..



    جوهر عُزلتنا *

    غابرييل غارسيا ماركيز

    ترجمة : إبراهيم سلُّوم*



    كتب أنطونيو بيجافيتا ، وهو ملاّح فلورنسي صحب ماجيلاّن في أولى رحلاته حول الأرض ، وعند مرورهم بالتخوم الجنوبية لقارتنا ، كتب ما يمكن أن يُوصف في مجموعه بمغامرة في الخيال . فقد دوّن أنه رأى خنازير لها سُرَر "جمع سُرّة " على أفخاذها . وأنه رأى طيورا دون مخالب تحمل الإناث منها بيضها على أفخاذها . وهي تشبه البجع عديم اللسان ، ولها مناقير كالملاعق . وقد كتب عن مخلوق لم يُولد بعد، له رأس وأذنا بغلة ، وهيئة كهيئة الجمل ، وله ساقا غزال ، أما صوته فصهيل خيل . وقد حكى عن أول رجل يرونه من السكان ، وكيف أن ذلك الوحش المهتاج فقد صوابه حينما رأى صورته لأول مرة في المرآة .

    إن ذلك الكتاب الصغير والساحر في آن ، والذي شكّل البذور الأولى للروايات التي نكتبها الآن ، هو وبلا شك أكثر الحقائق سطوعا عن حقيقة واقعنا في تلك الأزمنة . لقد استطاع كتاب " مؤرخو الأنديز"(1) أن يجعلوا منا " آخرين" لا حصر لهم . فالدورادو (2) مثلا ، تلك الأرض المتخيلة والتي بُحث عنها بلا هوادة ، تبدو في العديد من الخرائط ولمدة عام كامل ، وهي تبدّل من مواقعها وأشكالها لترضي أخيلة رسامي الخرائط . وفي بحثه عن ينبوع الشباب الأبدي تجوّل الأسطوري الفارو نونيز دي فاكا بشمال المكسيك لمدة ثمانية أعوام في تجريدة ضالة ،إلتهم خلالها الرجال بعضهم البعض . ولم يستطع العودة منهم ، ومن عددهم البالغ ستمائة رجل ، سوى خمسة رجال . وإن من إحدى عجائب ذلك العصر تلك الأحدى عشر بغلة ، والتي بلغت حمولة كل واحدة منها مائة رطل من الذهب . والتي مكّنت كوزكو يوماً من دفع فدية "أتاهوالبا" (3) . ولم يستطع شخص حتى الآن ادراك ما كان من أمر مصيرها. وفيما بعد ، وفي العهد الاستعماري كانت هنالك أنواع من الدجاج تباع بأسواق كارتاخينا دي إنديز ، والتي أطعمت نوعا من التربة الطينية تجعل من حواصلها تحتوى على قطع صغيرة من الذهب. إن جشع المستعمرين في سبيل الحصول على الذهب ما زال يحاصرنا حتى الآن . فمع نهايات القرن الماضي، أوصت شركة ألمانية كانت تعمل في مشروع خط حديدي قاري عبر مضيق بنما ، أوصت الشركة بأن يتم تنفيذ الخط من الذهب وليس الحديد ، والذي يندر في تلك الأنحاء .

    إن استقلالنا عن إسبانيا لم ينأ بنا كذلك عن طائلة الجنون . فالجنرال أنطونيو لوبيز دي سانتا آنا ، والذي حكم المكسيك ديكتاتورا ولثلاث مرات ، أقام جنازة مهيبة لساقه اليمنى والتي كان قد فقدها فيما عرف بحرب الفطائر . أما الجنرال غابرييل غارسيا دي مورينو والذي حكم الإكوادور ولمدة ستة عشر عام كحاكم مطلق ، فقد وُضِع ، عند وفاته وفي ليلة السهر على جثمانه ، على الكرسي الرئاسي في كامل بزته العسكرية تزينها طبقات من الميداليات . ثم الجنرال ماكسيمليانو هيريانذيز ديكتاتور السلفادور ذو الأحوال ، والذي وقعت في عهده مجزرة حصدت أرواح ثلاثين ألف فلاح ، فقد إخترع بندولا للكشف عن السم في طعامه . وقد كانت له مصابيح كتلك التي تضاء بها الطرقات ، وذلك لدرء وباء الحمى القرمزية . وأخيرا ، فإن تمثال الجنرال فرانسيسكو مورازان والذي ينتصب بالميدان الرئيسي لمدينة تيغواسيغالبا (4) فهو ليس سوى تمثال للمارشال " ناى" والذي تم شراؤه من إحدى المحال الباريسية لبيع التماثيل القديمة .

    قبل أحد عشر عام وقف على هذا المنبر الشاعر الشيلي بابلو نيرودا . وهو واحد من فحول شعراء قرننا هذا . تحدث فأمتع جمهور هذه الجائزة بكلمته . يومئذ صُدِم الأوربيون حسنو النيات منهم ، وسيئوها على السواء ، بالفتوحات الأمريكية اللاتينية . ذلك العالم اللامحدود من الرجال الأفذاذ ، والنساء اللاتي بلغ بهن عنادهن المثابر حدود الخرافة . ومنذئذ لم ننعم قط بالراحة . فمن رئيس برومثيوسي (5) متحصن داخل قصره المحترق ، أعزلا ، مات وهو يواجه جيشا بأكمله ، إلى حادثتي تحطم طائرتين لم يمط اللثام بعد عن أسباب حدوثهما . نتج عن إحداهما وفاة رئيس طبيب القلب ، وعن الأخرى وفاة عسكري ديمقراطي أعاد الكرامة إلى شعبه . لقد قاسينا مرارة خمس حروب وسبع عشرة إنقلابا عسكريا . وقد كانت المحصلة ظهور ديكتاتور شيطاني ارتكب باسم الله أول إبادة عرقية في عصرنا هذا . وفي ذات الأوان توفي عشرون مليون طفل لاتين أمريكي في عمر ما دون السنة الأولى . وهو عدد يفوق كل من ولدوا بأروبا منذ العام 1970 . أما المفقودون جراء العنف فيقرب عددهم المائة وعشرون ألفا ، وذلك كأنما تفقد حيوات أهل " أوبسالا " (6) جملة واحدة . وهنالك النساء اللاتي أعتقلن أثناء الحمل فأنجبن أطفالا داخل السجون الأرجنتينية . ولم يعد هنالك شخص يدري مصائر أولئك الأطفال ، والذين عادة ما يتم تبنيهم خلسة ، أو إرسالهم إلى دور الأيتام بأوامر من السلطات العسكرية . وفي سبيل تغيير تلك الأوضاع فقد قُتل مئتا ألف رجل وامرأة بطول القارة وعرضها . وهنالك ما يفوق المائة ألف من الأرواح التي أزهقت بثلاثة أقطار سيئة الأقدار بامريكا الوسطى وهي نيكاراغوا ، السلفادور وغواتيمالا . وإذا أجملنا كل ما حدث بافتراض حدوثه في الولايات المتحدة الأمريكية فسيطابق ذلك مليون وستمائة الف من الذين يموتون نتيجة العنف في أربع سنوات .

    لقد هاجر من شيلي وحدها مليون شخص . وهي دولة ذات تقاليد عريقة في الضيافة ، وذلك ما يساوي عشر سكانها . أما الأوروغواي تلك الدولة الصغيرة ذات المليوني نسمة والتي تعد نفسها من أكثر دول القارة تحضرا فقد فقدت واحدا من بين كل خمسة أشخاص من مواطنيها بسبب الهجرة . ومنذ العام 1979 فقد إستطاعت الحرب في السلفادور أن تمد العالم بلاجئ واحد على رأس كل عشرين دقيقة. ولو استطعنا أن نقيم دولة من مهاجري أمريكا اللاتينية ، فسنحصل على دولة يفوق عد سكانها سكان النرويج .

    إنني لا زلت أصر على الإعتقاد بأن هذا الواقع الماثل للعيان ، وليس التعبير الأدبي عنه ، لهو الجدير بانتباه الأكاديمية السويدية . إنه ليس بواقع يقوم من بين سطور ما نكتب ، بل هو واقع يحيا بيننا كل يوم ، ليحدّد كل لحظة من لحظات موتنا اللانهائي ، وهو الذي يمثل الغذاء لإبداعنا الشره ، ذلك الممتلئ بالحزن والجمال . والذي جاء بهذا الكولومبي الهائم ، والدائم الحنين إلى ماضيه وهو لا يساوي شيئا سوى أن الحظ قد انتخبه . فبإسم الشعراء ، الشحاذين ، الموسيقيين ، الأنبياء والأبطال بل وحتى الأوغاد ، وكل الكائنات ذوات الحقيقة المطلقة العنان ، إننا لا نسألكم سوى قليلا من الخيال ، ذلك أن كبرى معضلاتنا هي افتقادنا لوسائل متعارف عليها لنجعل من حياتنا شيئا يمكن تصديقه . إن ذلك أيها الأصدقاء ، هو جوهر عزلتنا .

    (عدل بواسطة Marouf Sanad on 03-29-2005, 09:52 AM)

                  

03-29-2005, 09:43 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: Marouf Sanad)

    _______
                  

03-29-2005, 09:53 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: Marouf Sanad)

    هوامش المترجم

    * هذا جزء من الكلمة التي ألقاها الكاتب بالاكاديمية السويدية عند تكريمه بجائزة نوبل للآداب في عام 1982 وقد قمنا بترجمتها عن الإنجليزية حيث نشرت بمجلة :

    Spring- Summer 1994 Design of Book Review

    وعنوان الكلمة أعلاه تفضيل شخصي للمترجم لجملة أوردها الكاتب في كلمته .

    “The Chroniclers of Indies” -1

    وهو كتاب عبارة عن مجموعة شهادات كتبها أوائل الأسبان الذين مثلوا الأفواج الأولى من المستعمرين . انظر طبعة الإنجليزية بعنوان :

    Conquistadors First – Person Account of the Conquest of Mexico, 1993

    University of Oklahoma Press

    ISBN: 0806125624

    2- الدورادو : هي أرض الثراء والنعم " الذهب منه بخاصة " في تراث الماي والإنكا .

    3- أتاهوالبا : وهو زعيم الإنكا والذي أخذه الأسبان مطالبين بفدية يقدرها كتاب جينيس للأرقام القياسية على أنها تاريخيا أعلى فدية دُفعت لاسترداد رهينة ، ما يساوي 170 مليون دولار . انظر :

    Guiness Book of World Records, 1986 Special Edition. p.274

    4- تيغواسيغالبا : عاصمة هندوراس .

    5- المقصود هنا سلفادور الليندي رئيس شيلي الأسبق والذي إغتيل عقب أنقلاب عسكري دموي قاده الدكتاتور الملخلوع بنوشيه في سبعينات القرن الماضي .

    6- اوبسالا : مدينة سويدية .



    هوامش الناشر :

    * إبراهيم سلُّوم : كاتب، مترجم ومسرحي سوداني يقيم بالولايات المتحدة صدر له :

    1- طفولة " كراسة شعرية ". الطبعة الأولى 2004

    2- الديّة – رواية . الطبعة الأولى 2004

    3- ود ضيف الله يأسف لما حدث – مسرحية .

    4- المُشْرَع – مسرحية .

    5- عدد من التراجم والدراسات بمركز الثقافة السودانية ، القاهرة .




                  

03-29-2005, 10:45 AM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: Marouf Sanad)

    -------
                  

03-30-2005, 07:26 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: Marouf Sanad)

    Quote: لقد هاجر من شيلي وحدها مليون شخص . وهي دولة ذات تقاليد عريقة في الضيافة ، وذلك ما يساوي عشر سكانها
                  

03-30-2005, 08:29 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: Marouf Sanad)

    العزيز: معروف احمد عابدين سند
    لك تحياتى وشكرا جزيلا لجوهر عزلتنا
    امتعنا بالمذيد من الادب اللاتينى ولكم تمنيت
    ان تقدم لنا المذيد عن الضارة القديمة فى امريكا الجنوبية
    وخاصة حضارة المايا
                  

03-31-2005, 08:49 PM

متوكل بحر
<aمتوكل بحر
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 1263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جوهر عزلتنا ,, ترجمة ابراهيم سلوم,, (Re: متوكل بحر)

    لازلنا فى انتظار المذيد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de