|
|
 رجاء العباسي : السودان .. الضبابية تلف المشهد السياسي
|
تقارير البيان
السودان .. الضبابية تلف المشهد السياسي
يزداد المشهد السياسي في السودان ضبابية، ما بين انتظار قرار مجلس الأمن الخاص بتوقيع عقوبات على الحكومة السودانية وتقديم المتهمين بارتكاب فظاعات في دارفور وبينهم مسؤولون كبار، وتأخير إجراءات الفترة قبل الانتقالية عقب توقيع نيفاشا بين الحكومة «والحركة الشعبية لتحرير السودان» والتصريحات المتبادلة بخروقات والشرخ الذي برز في صفوف تحالف االمعارضة بالنفي التجمع الوطني برفض وتحفظ بعض فصائله على اتفاق القاهرة.
فمنذ ما يقرب من شهر ونصف الشهر، أشهر مجلس الأمن سيفه تجاه الحكومة السودانية وأعد قائمة تضم 51 من عناصرها مطالبها بمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في اقليم دارفور غرب. ومنذ ذلك التاريخ أصيبت الساحة التفاوضية وخصوصاً السياسية بنوع من الشلل. فها هي إجراءات ترتيبات الفترة قبل الانتقالية تتباطأ وتخرج من حدود جدولها الزمني. وأخذت بنود مكان بنود أخرى في أولوية التنفيذ، حيث تبحث اللجان المشتركة بين الحكومة والحركة الآن إمكانية إصلاح النظام القضائي.
وذكر قيادي في التجمع الوطني المعارض لـ «البيان» ثوابت تحالف المعارضة هي ألا يتم أي اتفاق عبر المظالم السياسية أو الجرائم الجنائية. «فالتجمع مع محاكمة المجرمين خاصة مجرمي دارفور، ولأنه لا يوجد قضاء مستقل فيصبح مكان المحاكمة هو القضية».وأضاف: «تجري الآن مناقشات داخل الأحزاب السودانية جميعها حول هذا الأمر. وهناك تياران: الأول مع المحاكمة في الخارج لعدم وجود قضاء كفؤ.
وآخر مع الاستفادة من هذا الظرف في العمل على الدفع في اتجاه إعادة استقلال القضاء وسيادة حكم القانون».ومن المعروف ان «حركة تحرير السودان» التي تقاتل في دارفور، وتنظيمي «مؤتمر البجا» و «الأسود الحرة» وثلاثتهم من فصائل التجمع المعارض، يتمسكون بألا تعقد أي مفاوضات قبل المحاكمات عملاً بمبدأ «العدالة قبل السلام».
وفي جانب معسكر الحركة الشعبية، ومع اقتراب وصولها لكرسي التنفيذ والسلطة، برزت علامات لصراعات داخلها تمثل وجهات نظر متباينة مثل تصريحات منفلتة من بعض ممثلي الحركة عن إبرامهم اتفاقات لاستثمارات في مجال البترول، كذلك افتتاح أكثر من مكتب يمثل الحركة داخل الخرطوم.
أما إدوارد لينو القيادي في الحركة الشعبية فيوضح لـ «البيان» بأن الخلاف هو أمر طبيعي وان ما حدث في الخرطوم في مسألة افتتاح مكاتب الحركة جاء نتيجة لعمل الحركة السري في السابق وعدم معرفة الأشخاص المعنيين ببعضهم البعض. وقال «سيقوم الوفد الذي سيزور الخرطوم بإلغاء هذه المكاتب وافتتاح مكاتب رسمية ليتم تنظيم العمل».
ورصدت «البيان» لقاءات عدة رعتها مجموعات وسيطة تمت في عدد من العواصم الأفريقية بين ممثلي جهاز الأمن الحكومي و جهاز الأمن في الحركة الشعبية، كان آخرها في القاهرة الأسبوع الماضي. سبق اجتماع القاهرة في أواخر يناير اجتماعات مشتركة بين ممثلي الأمن في الحكومة برئاسة اللواء محمد العطا، ومجموعة الأمن في الحركة برئاسة إدوارد لينو، وحضور ممثلين لجهاز المخابرات البريطاني المكلف بالمساعدة في إعادة هيكلة الجهاز السوداني.
وكان اللقاء بهدف بحث كيفية تنفيذ البنود الخاصة بالأمن الواردة في اتفاق نيفاشا.أما في معسكر التجمع الوطني المعارض، فقد وضحت الصورة خاصة بعد خروج اجتماعات هيئة القيادة الأخير في منتصف فبراير الماضي بقرارت اتخذت بالإجماع، إلا ان هناك شرخا ظل موجوداً، أحدثه موقف تنظيمي «مؤتمر البجا» و «الأسود الحرة» (شرق السودان)، وحركة «جيش تحرير السودان» (غرب).
حيث أكدت ان هذه التنظيمات الثلاثة ان الذي تم في القاهرة لم يخاطب قضاياهم. وهذا الموقف من الاتفاق أصاب البعض بالحيرة التي يمكن ان تبددها إجابة السؤال: إذا كانت الحركة التي تحمل السلاح في دارفور بدأت تفاوضها الثنائي مع النظام قبل التجمع، لماذا تحمله الآن مسؤولية انتظار حل القضية؟
الإجابة وببساطة تكمن في المبدأ الرئيسي للتجمع المعارض والذي ما كان عليه ان يتنازل عنه منذ البداية، وهو عدم تجزئة الحل السياسي.
القاهرة ـ رجاء العباسي
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست